المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌ذو الحجة أوله السبت الثلاثون من أيار والخامس من بونة والسابع - تاريخ ابن حجي - جـ ٢

[ابن حجي]

فهرس الكتاب

- ‌سنة خمسة وثمان مائة

- ‌المحرم

- ‌وممن توفي فيه

- ‌صفر

- ‌وممن توفي فيه

- ‌شهر ربيع الأول

- ‌وممن توفي فيه

- ‌شهر ربيع الآخر

- ‌وممن توفي فيه

- ‌جمادى الأولى

- ‌ممن توفي فيه

- ‌جمادى الآخرة

- ‌وممن توفي فيه

- ‌رجب

- ‌وممن توفي فيه

- ‌شعبان

- ‌وممن توفي فيه

- ‌شهر رمضان

- ‌وممن توفي فيه

- ‌شهر شوال

- ‌وممن توفي فيه

- ‌شهر ذي القعدة

- ‌وممن توفي فيه

- ‌شهر ذي الحجة

- ‌وممن توفي فيه

- ‌سنة ست وثمان مائة

- ‌المحرم

- ‌صفر

- ‌شهر ربيع الأول

- ‌شهر ربيع الآخر

- ‌جمادى الأولى

- ‌جمادى الآخرة

- ‌رجب

- ‌شعبان

- ‌شهر رمضان

- ‌شوال

- ‌ذو القعدة

- ‌ذو الحجة

- ‌سنة سبع وثمان مئة

- ‌المحرم

- ‌صفر

- ‌شهر ربيع الأول

- ‌شهر ربيع الآخر

- ‌جمادى الأولى

- ‌جمادى الآخرة

- ‌رجب

- ‌تسمية من دخل من الأمراء المصريين الأعيان

- ‌شعبان

- ‌شهر رمضان

- ‌شوال

- ‌ذو القعدة

- ‌ذو الحجة

- ‌سنة ثمان وثمان مائة

- ‌شهر المحرم

- ‌وممن توفي فيه

- ‌صفر

- ‌شهر ربيع الأول

- ‌وممن توفي فيه

- ‌شهر ربيع الآخر

- ‌وممن توفي فيه

- ‌جمادى الأولى

- ‌وممن توفي فيه

- ‌جمادى الآخرة

- ‌وممن توفي فيه

- ‌شهر رجب

- ‌وممن توفي فيه

- ‌شهر شعبان

- ‌شهر رمضان

- ‌وممن توفي فيه

- ‌شهر شوال

- ‌وممن توفي فيه

- ‌ذو القعدة

- ‌ذو الحجة

- ‌وممن توفي فيه

- ‌سنة تسع وثمان مائة

- ‌المحرم

- ‌وممن توفي فيه أو وصل فيه خبر وفاته

- ‌صفر

- ‌وممن توفي فيه

- ‌شهر ربيع الأول

- ‌وممن توفى ربيع الأول

- ‌شهر ربيع الآخر

- ‌وممن توفي فيه

- ‌جمادى الأولى

- ‌جمادى الآخرة

- ‌وممن توفي فيه

- ‌شهر رجب

- ‌وممن توفي فيه

- ‌شعبان

- ‌وممن توفي فيه

- ‌شهر رمضان

- ‌وممن توفي فيه

- ‌شوال

- ‌وممن توفي فيه

- ‌ذو القعدة

- ‌وممن توفي فيه

- ‌ذو الحجة

- ‌وممن توفي فيه

- ‌سنة عشر وثمان مائة

- ‌شهر الله المحرم

- ‌وممن توفي فيه

- ‌صفر

- ‌شهر ربيع الأول

- ‌وممن توفي فيه

- ‌شهر ربيع الآخر

- ‌جمادى الأولى

- ‌وممن توفي فيه

- ‌جمادى الآخرة

- ‌شهر رجب

- ‌شعبان

- ‌وممن توفي فيه

- ‌شهر رمضان

- ‌وممن توفي فيه

- ‌شوال

- ‌وممن توفي فيه

- ‌ذو القعدة

- ‌وممن توفي فيه

- ‌ذو الحجة

- ‌وممن توفي فيه

- ‌سنة إحدى عشرة وثمان مائة

- ‌المحرم

- ‌صفر

- ‌وممن توفي فيه

- ‌شهر ربيع الأول

- ‌ممن توفي فيه

- ‌شهر ربيع الآخر

- ‌جمادى الأولى

- ‌وممن توفي فيه

- ‌جمادى الآخرة

- ‌وممن توفي فيه

- ‌رجب

- ‌شعبان

- ‌وممن توفي فيه

- ‌شهر رمضان

- ‌وممن توفي فيه

- ‌شوال

- ‌وممن توفي فيه

- ‌ذو القعدة

- ‌وممن توفي فيه

- ‌سنة اثني عشرة وثمانة مائة

- ‌شهر الله المحرم

- ‌وممن توفي فيه

- ‌صفر

- ‌وممن توفي فيه

- ‌شهر ربيع الأول

- ‌وممن توفي فيه

- ‌ربيع الآخر

- ‌وممن توفي فيه

- ‌جمادى الأولى

- ‌وممن توفي فيه

- ‌جمادى الآخرة

- ‌وممن توفي فيه

- ‌رجب

- ‌وممن توفي فيه

- ‌شعبان

- ‌وممن توفي فيه

- ‌شهر رمضان

- ‌وممن توفي فيه

- ‌شوال

- ‌وممن توفي فيه

- ‌ذو القعدة

- ‌ذو الحجة

- ‌وممن توفي فيه

- ‌سنة ثلاث عشر وثمان مائة

- ‌المحرم

- ‌صفر

- ‌شهر ربيع الأول

- ‌شهر ربيع الآخر

- ‌جمادى الأولى

- ‌جمادى الآخرة

- ‌رجب

- ‌شعبان

- ‌شهر رمضان

- ‌شوال

- ‌ذو القعدة

- ‌ذو الحجة

- ‌سنة أربع عشر وثمان مائة

- ‌المحرم

- ‌صفر

- ‌ربيع الأول

- ‌ربيع الآخر

- ‌جمادى الأولى

- ‌جمادى الآخرة

- ‌شهر رجب

- ‌شعبان

- ‌شهر رمضان

- ‌شوال

- ‌ذو القعدة

- ‌ذو الحجة

- ‌سنة خمس عشرة وثمان مئة

- ‌المحرم

- ‌صفر

- ‌شهر ربيع الأول

- ‌شهر ربيع الآخر

- ‌جمادى الأولى

- ‌جمادى الآخرة

- ‌رجب

- ‌شعبان

- ‌شهر رمضان

- ‌شوال

- ‌ذو القعدة

الفصل: ‌ ‌ذو الحجة أوله السبت الثلاثون من أيار والخامس من بونة والسابع

‌ذو الحجة

أوله السبت الثلاثون من أيار والخامس من بونة والسابع عشر من برج الجوزاء.

ويوم الاثنين ثالثه أول حزيران وجاءت كتب نائب حماة ونائب صفد وقبلهما فيما بلغني نائب طرابلس يستخبرون من نائب الغيبة وكتب بعضهم إلى القضاة أيضاً هل هم مع السلطان أم لا، وفي كتاب نائب صفد تهديد وتوبيخ فردوا على رسوله مملوكه بغلظه ثم أجابوه بالطاعة للسلطان.

وكان نائب الغيبة في هذه الأيام ضرب فلوساً جدداً وكتب عليها اسم السلطان فأرسل يخبرهم بذلك استدلالاً على ما قال وبالدعاء للسلطان في الخطبة، وكان الناس من مدة إنما يتعاملون بالفلوس وزناً حساباً عن كل رطل منها بتسعة دراهم فحسنوا لنائب الغيبة بأن تُضرب فلوس جدد يتعامل بها عدداً فضربت كل أربعة منها ثمن.

واشتهر في هذه الأيام وفاة (1) تمر واختلفوا في كيفية ذلك ولم يتحرر لي إلى الآن، ولكن صاحب أربل (2) كتب بذلك إلى السلطان أحمد وتحققوا أنه لم يبق أحدٌ من جهته بأرض العراق بل توجهوا إلى بلادهم.

(1) إنباء الغمر 5/ 231، الضوء اللامع 463 (192) النجوم الزاهرة 12/ 253، شذرات الذهب 9/ 96.

(2)

إربل - قال ياقوت -قلعة حصينة ومدينة كبيرة في فضاء من الأرض واسع بسيط- معجم البلدان 1/ 166 (406).

ص: 678

وليلة الأربعاء خامسه وجه نائب الغيبة جماعة إلى ناحية البقاع لابن نحاس ومن جمع من العشران هناك وكان قد هرب من دمشق إلى صفد لما عزل وأخذ منه مال ثم أنه قصد بعلبك بجماعة من العشير وأظهر أنه على نيابة بعلبك فقصدها ودخلها وهرب نائبها التركماني فتوجه وحشد وجمع التركمان ثم قصد البلد فوجده قد هرب وجاءت بطاقة بذلك من بعلبك يوم الخميس ثم بعد أيام قبض عليه نائب حمص وسجنه ثم أُطلق بعد ذلك في العشر الأوسط.

ويوم الاثنين ثالثه توجه النائب ومن معه من العسكر من غزة، وقبل بيوم توجه الجاليش جاء الخبر بذلك يوم السبت سابعه، وأن العثماني جعلوه نائب غزة وشهاب الدين أحمد ابن النقيب نائب القدس.

ويوم السبت ثامنه وصل كاشف القبلية صديق التركماني ومعه طائفة من جماعته فنزل بالميدان، كان نائب الغيبة أرسل خلفه.

ويوم الثامن منه توفي مسند مكة أبو الطيب محمد (1) بن عمر بن علي السُحُولي اليمني الأصل المكي ودفن من يومه بالمعلا، سمع الشفا من الزبيري على سنة (37) وحدث به مرات وسمع من الجمال المطري وخالص الهندي وأجاز له عيسى بن عبد الله الحجي ومحمد بن أحمد الأقشهري وغيرهم، مولده سنة (732) كتب إليّ ببعض ذلك عز الدين خليل وببعضه الشريف الفاسي وقال: كان حسن الطريقة بالآخرة وله سعةٌ ومات في أواخر عشر الثمانين وصلى نائب الغيبة سودون الظريف العيد بالمصلى على قاعدة النواب وذبح وركب معه القضاة وخطبت يومئذ بخطبة جمعت فيها ما روي من خطبة النبي صلى الله عليه وسلم يوم العيد بمنى معروفاً من روايات جماعة من الصحابة عطفت بعضه على بعض وفصلت بين كل قطعة مروية منه بقولي وقال: رسول الله صلى الله عليه وسلم في خطبته ثم ذكرت أحكام الأضحية حكماً حكماً وذكرت ما روي في كل حكم عقيب إيراده بقولي روينا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

وفي أيام التشريق جاء الخبر بوقعة بين نائب صفد وابن بشارة مقدم

(1) تاريخ ابن قاضي شهبة 4/ 455، إنباء الغمر 5/ 269 الضوء اللامع 8/ 251 (684) الذيل على تذكرة الحفاظ 5/ 242.

ص: 679

تلك البلاد يقال كسر النائب فيها ورجع بجمع قليل وكان من جهة النائب شيخ فعصى عليه وهرب إلى نائب صفد.

ويوم ..... عشره خرج السلطان مع الخليفة والقضاة والعساكر وأهل الدست متوجهاً إلى ناحية الشام.

- فصل الصيف - يوم السبت نصفه قبل الزوال بست فى رج نقلت الشمس إلى برج السرطان ثالث عشر حزيران وتاسع عشر بونة وتاسع بهمرماه.

وليلة الأحد سادس عشره هرب السلطان أحمد بن أُويس الذي كان بقلعة دمشق ثم أُطلق من مدة قريبة بغير أمر السلطان، فلما توجه العسكر استمر بدمشق فكأنه خشي أن ينكسر العسكر فيقبض عليه، وكان الناس في هذه الأيام من يوم الجمعة أشاعوا أشياء لم تثبت إلى الآن، مضمونها انكسار العسكر وأن المصريين استأصلوهم وقبضوا عليهم، واشتهر يوم الجمعة رابع عشره وبعدها وصول العسكر.

ويوم الأربعاء حادي عشره كذا كتب إلى الإمام جمال الدي ابن الكازروني وهو عندنا ثاني عشره توفي أخوه ولي الدين (1) أبو الطيب أحمد ابن الإمام صفي الدين أحمد بن محمد بن ..... الكازروني بالمدينة الشريفة وصلها مع الحاج من دمشق وكان أقام بها بعد قدومه مع الحاج في العام الأول فتمرض ومات وأخوه غائب بمكة.

وبعد الجمعة ولي نائب الغيبة محتسباً بدل العلم سليمان قيل أنه مصري كان رسولاً باب القاضي المالكي التاذلي.

ويوم الأحد سادس عشره قبض على رجل يضرب الزغل فذكر أنه كان يعمل ذلك عند القاضي الحنفي ابن الكفري وكتب محضر بذلك وربما غرم القاضي شيئاً.

(1) * * * *

ص: 680

ويوم الأربعاء تاسع عشره اشتهر مجيء سواق ومعه كتاب من نائب الشام من الصالحية أنهم وصلوا يوم عرفه إليها ولم يجدوا بها عسكراً وأنهم بعد العيد يتوجهون إلى القاهرة فضربت البشائر كذلك وبعد العصر ومن الغد، وظهر أن الذي جاء بالخبر الذي تقدم كان كاذباً يقال أن نائب صفد دسه إليهم ونودي بالبلد بوقوع الصلح بين العساكر.

ويوم الخميس العشرين منه جاء كتاب مقدم البقاع يخبر أن نائب طرابلس شيخ جاء من طرابلس هارباً فنزل بالبقاع وتوجه نحو وادي التيم وكان سبب ذلك أن أمير التركمان قصده فأظهر الاستعداد له فخرج وتوجه نحو الشام وكان قد جاء إلى طرابلس فتسلم نائب ولي من جهة السلطان بعد أن كان هذا النائب اخذها كما قدمنا فصار يراوغ ويتوقف فاستنصر ذلك المتسلم بالتركماني فلما وصل الخبر بذلك إلى نائب الغيبة نادى في الناس بالاستعداد وأن كل أحد يدافع عن نفسه فشق ذلك على الناس ثم قيل أنه وصل إلى نائب صفد وإنما توجه إلى ناحية القدس.

فلما كان يوم السبت ثاني عشريه جاء كتاب نائب صفد يخبر فيه أنه يقصد دمشق وأن السلطان أذن له في ذلك، فنادى نائب الغيبة في الناس بالتأهب لقتاله والمدافعة عن أموالهم وحريمهم فانزعج الناس وانتقلوا من الأماكن البعيدة والبساتين، وقالوا:"جاء العشران واختبطوا، ورد عليه الجواب مع صهره مؤمن إن كان السلطان ولاك النيابة فأرنا التقليد حتى نخرج نتلقاك على العادة وإلا فما لك إلا السيف".

فلما كان يوم الاثنين رابع عشريه جاء مؤمن ورد الجواب أنه لم يقصد ذلك وأنه تولى نيابة الشام وذكر مؤمن أن عنده كتاب السلطان بذلك، وذكر أيضاً أن جاءه ما يدل على انتصار السلطان على العساكر المتوجهين إلى هناك.

وفي غيبة مؤمن جاء كتاب من فواز البدوي المروى يخبر أنه جاءه بدوي من ناحية العسكر، يخبر أن العساكر وقع بينهم وبين المصريين قتال وأنهم كسروهم حتى قيل أن الخليفة والسلطان صارا في قبضة نائب الشام وتحدث الناس بذلك وصححوا هذا الخبر.

ص: 681

فلما كان يوم الثلاثاء خامس عشريه جاء كتاب نائب غزة يخبر بالوقعة وانتصار السلطان وانكسار العسكر وهرب النائب وجكم وقرايوسف إلى ناحية الشام وأنه جاء من أخبره أنهم وصلوا إلى العريش (1) في جماعة معهم فضربت البشائر لذلك ومن الغد، وكان الرسول من جهة فواز حاضرٌ بعد فقبض عليه.

وفي غيبة مؤمن جاء الخبر بأن ابن البجاس توجه إلى نعير لما أطلقه نائب حمص بشفاعة نعير إليه وجاء معه بجماعة من العرب إلى ناحية البقاع يقصد العشير والناس بالبقاع وأخذ بعلبك فبعثوا له نقيب الجيش يحيى بن لاقي يكشف الخبر.

ويوم الثالث والعشرين منه خلع بالقاهرة بالقلعة على الأمير نوروز بنيابة الشام وعلى الأمير سلامش حاجب غزة بنيابتها وخرج أول السنة الآتية.

ويوم الخميس سابع عشريه أول أبيب، ويوم الجمعة ثامن عشريه وصل نائب الشام شيخ والأمير جكم وقرايوسف وطائفة كثيرة من جماعتهم، واجتمعت يومئذ بالنائب وحدثني الدوادار شاهين بالقصة، وقال النائب: اكتب هذه في التاريخ، قال: لما وصلوا إلى الصالحية ثم التروية فوجدنا فيها إقامة كبيرة من شعير وحلواء وغير ذلك للسلطان فانتفع بها العسكر جميعه وفضل منها وأقمنا بها إلى اليوم الثاني من أيام التشريق ثم توجهنا مرحلتين، قال: وأرسلوني في جماعة نكشف لهم الخبر فصادفنا كشافة (2) السلطان وإذا السلطان قد نزل بلبيس فتواقعنا وإياهم ثم انحاز كل منا عند إقبال الليل إلى العسكر فصادفنا العسكر وقد أقبلوا فأخبرناهم الخبر فنزل السلطان لما علم الخبر بالصعيدية ونزلنا قريباً منه ثم كانت

(1) العريش - قال ياقوت -مدينة جليلة وهي آخر مدينة تتصل بالشام من أعمال مصر هواؤها صحيح طيب وماؤها حلو عذب وبها سوف جامع كبير معجم البلدان 4/ 128 (8353).

(2)

الكشافة - طلائع من الجند للتعرف على أحوال الناس وظروفهم في البلاد المزمع غزوها.

ص: 682

الوقعة العظيمة في الليل في ضوء القمر، وهي ليلة الخميس ثالث عشره عند الصعيدية وثار النقع حتى كان الرجل لا يعرف صاحبه وكانت جولة واختلطوا واستداروا حتى كان الشاميون من ذلك الجانب ظهورهم إلى ناحية القاهرة ووجوهم إلى الشام وعسكر السلطان على العكس من ذلك، ثم انكسر جيش المصريين وهرب السلطان أخذه فلان البدوي فأوصله إلى بلبيس ثم أركبه الهجين وأوصله إلى القلعة بعد أن نزل بتربة والده ثم ركب من هناك الخيول إلى القلعة ومعه الأمير الكبير ومن بقي أدركه من الأمراء، وأسروا جماعة مماليك السلطان كثيرون وأمراء ذو عدد فأحضروا بين يدي نائب الشام واحتيط عليهم، وممن جاء إليه أخوه خيربك نائب غزة وكان كما قدمنا مالأ عليه وتوجه مصر فلما رأى الكسرة أقبل إليه وكذلك الأمير صروق الذي ولي نيابة الشام وجاء إليه أيضاً دواداره يلبغا الذي ولاه القدس ففعل ما فعل كما تقدم فضربه بالسيف فأصاب بعض وجهه وكتفه ضربة انجرح منها ووقع في أسره ثم هرب، وأما صروق فأُسر وجيء به إلى النائب فسبه ووبخه وقال:"أنت تأخذ مني نيابة الشام"، ثم أشار إلى مملوك له يأخذه فأخذه وضرب عنقه وقتل جماعة، وقتل دوادار النائب شاهين السناني مملوكه جاء إلى النائب، ومنهم قاضي القضاة جلال الدين ابن الشيخ ولم نكن علمنا أنه عاد إلى المنصب إلا من هذه القضية، ثم وقع في الأسر الخليفة المتوكل على الله فاحتفظ عليه.

ثم قصد العسكر الشامي بلبيس فترووا منها واستراحوا وكانت خيولهم قد تعبت ثم توجهوا إلى القاهرة فنزلوا البركة وأقاموا بها يوماً أو يومين فلم يأتهم أحد ثم تقدموا ثم نزلوا عند تربة السلطان الظاهر ثم خرج إليهم المصريون فاقتتلوا وحمل الشاميون عليهم حتى كادوا يصلون إلى القلعة، وتفرق الأمراء المصريون الذين مع الشاميين حول القلعة وفي البلد وفي الجملة فملكوا البلد سوى القلعة وأيقنوا بالظفر والنصر ولم يبق عندهم في ذلك تردد، فلم ينشبوا أن خامر الأمراء الشاميون وتوجهوا واحداً واحداً آسن باي وسودون اليوسفي

ص: 683

والحصطي ..... فلم يسعه إلا الرجوع فرجع على غير طريق إلى مخيمه، وترك الخليفة والمأسورون في المخيم فذهبوا إلى البلد، وخامر جماعة من جماعة النائب بعد رجوعه كأمير آخور وغيره وكان هناك الأمير جكم في تلك الناحية ومعه قرايوسف وتبعه الأمراء المصريون لم يعلم ما آل إليه أمرهم إلى الآن، ولكن من قائل يقول: توجه يشبك ومن معه إلى الكرك، ومن قائل يقول: أرسل السلطان إليهم في الباطن فأدخلهم القلعة، فلما كان الليل رجع النائب وجكم من بقي معهم، فلما وصلوا الصالحية وجدوا ما بقي فيها من الإقامة.

وكانت هذه الرجعة الثانية وانفصالها يوم الاثنين سابع عشره فوصلوا إلى غزة وأقاموا بها يومين وخرج نائب غزة إلى ابن فضل عمر الجرمي فلما خرج منها عارضه عمر الجرمي وقرب نصف الرجالة إلى العسكر فمالوا عليهم فقتل جماعة وذهبوا، فلما وصل إلى اللجون قصد النائب أن يأتي على صفد لأنه بلغه أن نائبها يقصده ثم انفرق العسكر، فلما جاء طائفة منهم من الدرب السلطاني جاء منه وترك الجسر ثم صادفت طائفة منهم ..... فقاتلوهم فجميع ما جاءنا من الأخبار المتعارضة كانت صحيحة باعتبار الحالتين المذكورتين وما جاء أولاً من انكسار الشاميين لما اختلطوا كان ظناً من الراوين.

ويوم السبت تاسع عشريه أمر الوالي ببيع بيوت الأمراء الذين خامروا على النائب والذين حادوا عنه فهُجم على البيوت وأخذ ما فيها فقصد بيت العثماني نائب غزة وبيت فارس دوادار تنم.

وأخبر العسكر أن قاضي القضاة جلال الدين ابن الشيخ هو القاضي اليوم ولم يكن سمعنا ..... ولاية فإن القضاة لما جاءوا إليهم بعد توجه السلطان إلى القلعة وكانوا ببلبيس فجاوزهم العسكر، فلما نزلوا بالمنزلة التي بعدها جاءوا إليهم.

وكان ابن ظهيرة متولياً قضاء مكة فوصل مع الركب المصري توقيع بإعادة ابن النويري مؤرخ بشعبان وأعقبه كتاب السالمي بأن ابن ظهيرة يولى

ص: 684

فتوقف أمير مكة في ذلك، وألبس أمير الركب ابن النويري الخلعة فلم يوافق أمير مكة متعلقاً بكتاب السالمي ولم يمكنه من الخطابة واستمر الأمر على أن لا يباشر إلى أن يرد توقيع سلطاني يراجع في أمرهما ثم ورد في السنة الآتية توقيع لابن ظهيرة.

* * *

تمت سنة سبع وثمان مائة من تاريخ العلامة خطيب دمشق ومفتيها شهاب الدين ابن العلامة علاء الدين حجي السعدي الشافعي سقا الله ثراه وجمعنا برحمته وإياه في دار كرامته بمنه وكرمه.

ص: 685

ممن توفي فيها

- أحمد الظاهري - محيىِ الدين التلمساني المالكي بالمدينة - ابن نائب الصبيبة - ابن خلدون - أبو اليمن الطبري المكي - التقي بن الزين ..... التاجر - سعد اليوناني - البدر حسن الأسعردي - فواز وغانم - شمس الدين الخوجي - الطبنذي علاء الدين ابن أبي البقاء - زين الدين ابن الكفوي - ابن الخشاب - ابن القضامي الحنفىِ - الملك المنصور عبد العزيز - أخوه إبراهيم - ابن النصير الصوفي - ابن الجواشني - الشيخ علي بن سواح - شمس الدين الأذرعي - ابن قماقم - برهان الدين بن البزدي - القاضي ..... الحنفي - الشيخ محمد المغيربي - ابن القلقشنذي فخر الدين بن غراب - شهاب الدين الدجوي - المشد قطب الدين الحلبي ثم المصري - الأمير قطلويغا الكركي - ابن عقيل مقدم الرافضة - شرف الدين مسعود قاضي طرابلس - زين الدين بن خمسين التاجر - الشيخ صديق الشافعي - شهاب الدين بن معيوف الشاهد - ابن خطيب المنصورية - الشريف النسابة - عبد الهادي ابن البسطامي عمافى الدين الصايغ - زوجة ابن منجك - المهتار عبد الرحمن - شمس الدين المدني الأمير يونس - الأمير سودون - بدر شيخ ..... - عماد الدين الباعوني - ابن جمال الدين ابن خطيب بيت لهيا - الشيخ تقي الدين الدجوي - الشيخ شهاب الدين البغدادي الجوهري - علاء الدين اليبرودي - الأمير جكم - الأمير أينال باي.

ص: 686