الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المحرم
أوله السبت (25) نيسان وآخر برمودة و (13) من برج الثور ويوم الجمعة سابعه أول أيار ويوم الأحد ثانيه أول بشنس ويوم الأربعاء تاسع عشره أول برج الجوزاء بعد الزوال ثاني عشر درجة.
استهلت السنة والموت بالطاعون قد أكثر وبلغ في أيام فيما قيل المائة خارجاً عن البيمارستان والصالحية والقابون والغوطة والمرج ومات جماعة من المعروفين ومن طلحة العلم القادمين وغيرهم من عرض الناس، وقيل أكثر ما بلغ ستين إلى سابعه.
وليلة الخميس سادسه توفي مطعوناً شرف (1) الدين يوسف ابن الشيخ محيي الدين أبي اليسر أحمد ابن شيخنا تقي الدين عبد الله ابن قاضي حلب نور الدين محمد بن شرف الدين محمد بن علاء الدين محمد بن عبد القادر الأنصاري المعروف بابن الصائغ وعلاء الدين المذكور هو أخو قاضي القضاة عز الدين محمد وكانت وفاته بالرباط النَّاصري بسفح قاسيون وقد جاوز الخمسين وكان إليه نظر الرباط المذكور والمدرسة الدماغية وكان ثقيل البدن خفيف الروح والحركة كثير المزاح والمجون بقصد العشرة لذلك وله به معرفة بالأمور ويحفظ أشياء ويذاكر ونزل عن نظر النَّاصرية لشيخها نجم الدين قوام فنازعه ابن عم والد المتوفى بأن بيده تواقيع باستقراره فيه عوضاً
(1) إنباء الغمر 6/ 46، الضوء اللامع 10/ 293 (1154).
عنه بحكم فِسْقِهِ ما استفتى على ..... التفويض وولي الحسبة للشريف ابن دعاء.
ويومئذ كان دخول نائب الشام الأمير الكبير تغري بردي الظاهري إلى دمشق ونودي بالأمس بزينة البلد.
ويوم السبت ثامنه وصل الأميران شيخ ونوروز نائبا حلب وطرابلس فنزلا سطح المرّة وخرج نائب الشام تغري بردي إليهما إلى المزة فسلم عليهما ثم رجع وكان لما بلغهم وصولهم إلى قبة يلبغا توجه إلى لقائهم فقيل ..... وهو في أثناء الطريق توجها إلى المزة فرجع ولبس التخفيفة (1) ونزع الكلوتة ثم توجه إلى المزة فوجد الشيخ في أثناء الطريق جائياً إليه فرجع معه وسلم على نوروز ثم جاء بعد رجوع النائب إلى البلد فنزل شيخ بدار القرماني ونزل نوروز بدار أمير فرج بن منجك بعد ما توجه إلى نائب الشام وسلم عليه.
ويوم تاسوعاء قبيل العصر جاء سيل بنهر بردى لوقوع مطر بواديه وجرى الماء أحمر من الطين وزادت الأنهر وعلا بردى علواً كثيرًا وذلك في الثالث من أيار ولم يزل البرد متواتراً إلى الآن فنشدت بيتي الشيخ أبي إسحاق:
- لقد جاءنا برد وورد كلاهما فيحمل هذا البرد من جهة الورد.
- كما يحمل المحبوب من حبه الأذى ..... الورد في الخد.
قال ابن السمعاني أنشدناه والدي وأنشدنا أبو الحسن على بن أحمد الأصطخري الفقيه أنشدنا أبو علي الفارقي أنشدنا الشيخ لنفسه فذكرهما وأنشدناه إجازة غير واحد عن أبي الحسن ابن البُخاريّ وغيره عن ابن سكينة عن أبي الفضل الأرموي عن الشيخ وغير واحد أيضاً عمن أجاز له
(1) التخفيفة - عطاء رأس يدور حولها فيكون كالطبق الكبير ومن جملة ذلك الملابس الخفيفة أو البسيطة التي يرتديها الناس داخل المنازل.
ابن ..... عنه عن ابن الكرم الشهرزوري عنه فكان سمعهما من ابن السمعاني المتوفى 563 وبين وفاته ووفاة آخر شيوخنا وفاة مائتا سنة وبضعة عشر وكانت وفاة أبي بكر ابن السمعاني والد أبي سعيد قبل وفاة الفارقي بسبعة عشر سنة فحفظهما ابن السمعاني من والده وهو صغير له دون خمس سنين أو أربع.
ويومئذ صلى على جنازة جمال الدين محمد بن علاء الدين علي بن زين الدين عمر بن علي بن محمد المعروف بابن الأربلي سبط ابن ..... مطعوناً بالصالحية كان والده سبط الشيخ كمال الدين وهو سبط شرف الدين صحبه وكان بيده وظيفة نظر وخلف ولدين أحدهما قرأ وعرض.
ومات بالطاعون جماعة من المعارف ويموت بالبلد والحواظر كلها أزيد من مائة ظناً خارجاً عن الغوطة والمرج.
ويوم السبت نصفه ضبط في الديوان خاصة من الطعن سبعين نفساً.
ويوم الأربعاء ثاني عشره وصل السلطان إلى قلعة الجبل.
ويوم الاثنين سابع عشره ضحا نهار توجه الأمير شيخ مسافرًا إلى نيابة حلب وخرج لتوديعه نائب الشام طغري بردي فنزل بسطح المزة ثم خرج بعده الأمير نوروز متوجهاً إلى نيابة طرابلس ونزل أيضاً بالمزة ثم توجها آخر نهار الغد وقيل الفجر.
وليلة الأربعاء تاسع عشره وقع مطر وذلك ثالث عشر أيار ثم وقع من الغد بعيد العصر ثم وقع مثيله أو نحوه قيل عصر الجمعة.
ويوم الأربعاء تاسع عشره توفي القاضي جمال (1) الدين يوسف المعروف بابن القطب النحاس بالزنجيلية كان شاهدًا بمركز من المراكز فآل
(1) إنباء الغمر 7/ 47، الضوء اللامع 10/ 334، الذيل على دول الإسلام 474.
أمره إلى أن ولي الحسبة بالبذل (1) ثم بذل وولي نيابة الحكم ثم ولي بعد خراب البلد قضاء الحنفية، كان بمصر فجاء قاضيًا ومدرساً بالعذراوية الجوانية وبرع وصار معه من ذلك ..... وولي أيضاً تدريس المنجكية وكان الرجل عُرياً من العلم والله لنا وله.
ويوم عاشوراء توفي الشيخ (2) إبراهيم بن الشيخ أبو بكر الماجوزي الأصل القبيباتي المعروف والده بالموصلي بين الأخيضر وتبوك وحمل إلى تبوك فدفن هناك، كان ابتداء مرضه من أول السنة بعد أن اغتسل بها بماء بارد، ذكر لي أنه لم يبلغ الستين وأنه حج تسعة عشر حجة وكان قام بعده والده بالمشيخة في الرواية وتردد إليه الأكابر وصار له أتباع ومريدون وكان يكتب الأوراق إلى أرباب الدولة كلهم في قضاء حوائج الناس وقلّ ما ترد أوراقه وكان لا يمشي إلى أحد مطلقاً، وكان مثرياً من الدنيا ولا يرزأ أحداً شيئاً وينهى جماعته أن يأكلوا لأحد شيئاً إلا قليلاً وكانت تلك طريقة والده.
ويوم الخميس العشرين منه وصلحت بعض كتب الحاج صحبة شخص ذكر أن الذين معهم عامة الكتب عرّوهم العرب ثم وصلت بقية الكتب من الغد وكلها متفقة على أنها كانت سنة مشقة بسبب موت الجمال والغلاء المفرط بأرض الشام والحجاز وأن الدقيق بيع ..... وأن التمر بيع الصاع بأربعين ثم في الرجعة بستين والعسل كل وقية بأربعة.
ثم وصل بعض الحاج يوم الاثنين رابع عشرينه ودخل المحمل يوم الثلاثاء خامس عشرينه وبقية الحاج.
ويوم الأربعاء سادس عشرينه توفي (3) الشيخ عبد الرحمن بن شهاب
(1) البذل - الإنفاق من أجل الحصول على عمل أو مركز مقابل العطاء وهي هنا بمعنى الرشوة.
(2)
إنباء الغمر 7/ 30، الضوء اللامع 1/ 36، الذيل على دول الإسلام 473، بهجة الناظرين 157.
(3)
إنباء الغمر 7/ 35، الضوء اللامع 4/ 58 (183)، النجوم الزاهرة 13/ 136، شذرات الذهب 9/ 158.
الدين أحمد ابن الشهيد مطعوناً، ولي الوزارة قبل قدوم أبيه من البلاد وهو شاب طري وكان أبوه وليها مدة قبل فتنة شقطيه وسكن في مباشرته ..... إلى أول صفر ..... في ..... أربعة أشهر وأيام.
وفي أواخره حضر شخص عند مطعون يعوده ..... قرية بالغوطة اسمه عمر فقال له "قل يا عمر لا إله إلا الله وجعل يكرر ذلك مرارًا ثم سقط ميتاً واستمر المطعون بعد ذلك يومين أو ثلاثاً حتى مات، أخبرني هذه القضية القاضي محيي الدين المصري عن جماعة من أهل القرية ثم أخبرني بها رجل من أهل القرية أن ذلك كان يوم السبت سابع عشرينه.