الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شهر ربيع الأول
أوله الجمعة خامس آب وثاني عشر مسري رابع الأيام المسترقة في شهور الفرس، ويوم الأحد ثالثه أول أدرماه وهو أول سنتهم ونقلت الشمس إلى برج السنبلة يوم الاثنين حادي عشره قبل العصر بأقل من ساعة ويوم الخميس ثاني عشريه أول أيلول ويوم الثلاثاء سادس عشريه أول توت.
ويوم الجمعة أوله خطب الباعوني بالجامع بتوقيع أخذها ومشيخة الشيوخ وغيرهما من القاضي.
ويوم الاثنين رابعه خلع على إسماعيل البقاعي بالوزارة.
وليلة الثلاثاء خامسه هرب الأميران شيخ ويشبك من سجن القلعة باتفاق مع نائبها (*) وكان السلطان ولي نيابتها أميراً من جماعته يقال له منطوق وأعطاه طبلخاناة ونظر الجامع، وهرب نائب القلعة معهم، وكان جماعة من مماليك السلطان رسم عليهم عند باب الفرج فتحيل نائب القلعة وخرجوا بعد العشاء وقد أتوا بخيل فركبوها، فبعد ساعة عرف أمرهم فاعلم السلطان بذلك ولم يعلم كيف توجهوا.
(*) جاء في حاشية الورقة (188 أ): حكى لي أهل عين ..... أن يشبك وصل إلى هناك ومعه جماعة يسيرة أكثرهم بلا سلاح، قالوا: بحيث لو شئنا أن نمسكهم لفعلنا، ثم ذهبوا فجاء العسكر في أثرهم وهم كثير فوقعوا على عين البلد يسقوا الخيل قالوا: فقطعوها لكثرتهم ووقفوا ينظرون إلى يشبك ومن معهم وهم طالعون في الجبل وكلما أراد أحد من مماليك السلطان أن يتبعهم ضربه سودون بقجة وغيره من الأمراء ويقولوا تريدوا تخامروا، فلما أبعدوا ذهبوا خلفهم فرجع إليهم نائب القلعة وقاتلهم فقتل.
فلما كان يوم الأربعاء جاء الخبر بتوجههم إلى ناحية القابون فأرسل في أثرهم نائب الشام بيغوت وطائفة فأدركوهم ولم يكن شيخ معهم بل تخلف بظاهر (*) البلد واختفى فوقع بين العسكر وبينهم قتال قتل فيه نائب القلعة فحمل رأسه وقيل بل ظفر به وقتل وقطع رأسه. وأنه قال أوصلوني إلى السلطان فمعي نصيحة فلم يسمع منه وطيف برأسه يوم الخميس على رمح وعلق على القلعة.
ويوم الجمعة ثامنه طُلب البدر حسن بن منصور الذي كان محتسباً إلى بين يدي السلطان، وقيل أن الأمير شيخ كان عنده مختفياً ببستان ..... فضرب بين يديه بالمقارع وطيف به البلد، وذكر أنه إنما كان عند ناظر الجيش فطلب طلباً عنيفاً ثم أُحضر فلم يظهر شيء من ذلك وخلص ثم تبين براءة ابن منصور فخلع عليه بالحسبة يوم الثلاثاء ثاني عشره.
ويوم السبت تاسع خلع على القاضي الشافعي وكاتب السر الشريف وأُطلقا بعد وزن ما قرر على السيد والاتفاق مع القاضي بصرف ما بقي من عمارة رخام الجامع وتبيضه فدخل الجامع وأخذ، ثم إن السلطان أطلق لعمارة الجامع فيما قيل مالاً للرخام ولغيره وتولى القاضي أمر ذلك كله.
ويوم الأحد ثامن عشره جاء الخبر على يد الأمير سلامش بوصول الأمراء الذين هربوا من دمشق بعد القبض على شيخ ويشبك إلى حلب إلى الأمير نوروز وإن الأمير نوروز قبض عليهم وهم علان وجنم وأينال المنقار وجقمق أخو جركس ولم يكن معهم جركس المصارع كان توجه إلى الناحية الشرقية وكان الأميران شيخ ويشبك قد نزلا أرض حمص وأرسل شاهين دوادار شيخ يكشف الأمور فبلغ الأمير نوروز موضعهم فقصدهم يكبسهم وقبض في طريقه على شاهين ونزل حمص فوجد الأميرين قد ذهبا وكان معهما الأمير جركس المصارع رجع إليهما، وأُخذ شاهين وسجن بقلعة حلب
(*) جاء في حاشية الورقة (188 أ): فإنه اختفى عند جماعة في الصالحية منهم بدر الدين محمد ابن الشيخ صدر الدين ابن أخي .... ثم اختفى في غير الصالحية ثم خرج حتى لحق بيشبك وجركس المصارع، وحُكي لي حكاية في صفة هربه.