الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شوال
أوله الأربعاء وهو أول نيسان وسادس برمودة والعشرون من برج الحمل.
وكان به بالقاهرة موت ذريع، وخطبت يوم العيد بالمصلى وحضر النائب والأمراء المصريون والقضاة، وذكرت اسم السلطان في الخطبة ثم دعوت للنائب ثم دعوت للسلطان في يوم الجمعة على المنبر على العادة وكان الخطباء قد قطعوا ذكره في العيد لما بلغهم أن قاضي القضاة في آخر جمعة فى رمضان لم يذكره كما قدمنا فلما ذكرته أنا يوم العيد بمحضر النائب وأُمراء المصريين وخاطرت في ذلك أعادوا ذكره إلا طائفة تأخرت إلى أن ذكرته بالجامع يوم الجمعة ثم استمروا كلهم على ذكره، وكان أصل المنع من المصريين وجكم لأن القاضي كان يقول:"اللهم انصره وانصر عساكره وكن اللهم مؤيده وناصره وامحق بسيفه الطائفة المارقة الكافرة"
فقالوا: هذا يدعو علينا فذكروا ذلك للنائب فأرسل بترك ذلك، ثم أن جكم لما توجه إلى طرابلس ألزم الخطباء بترك ذكر السلطان.
وليلة عيد الفطر توفي بالقاهرة المسند العدلُ ناصر (1) الدين محمد بن عبد الرحيم بن الحسن بن الفرات الحنفي، سمع من ابن الصناج ..... للأرتاحي ومن ابن عال الدمياطي والدلاصي وابن عبد الهادي المقدسي
(1) تاريخ ابن قاضي شهبة 4/ 454، إنباء الغمر 5/ 267، الضوء اللامع 8/ 51 (58)، شذرات الذهب 9/ 107.
وأجازه من دمشق البندنيجي وجماعة، وحدث وجمع تاريخاً وكان يشهد في بعض الحوانيت ويباشر ..... الأنكحه.
ويوم الخميس ثانيه خلع على علم الدين سليمان ابن المحتسب بصحابة الديوان عوضاً عن ابن شاكر وهو يستخلص من ابن شاكر المبلغ الذي قرر عليه، وقيل أنه خلع عليه أطلس (1) إشارة إلى الوزارة وأُضيف إليه ما كان بيد ابن شاكر من شد المراكز وإقطاعه مضافاً إلى ما بيده من الحسبة يباشرها عنه أخوه.
ويوم الجمعة ثالثه أُلبس ابن الغزولي أخو التاجر بولاية البر وعلى آخر بولاية البلد عوضاً عن ابن الكليباني وابنه.
ويوم الثلاثاء سابعه خرج طائفة من أمراء المصريين جاليشاً وهم سودون الحمزاوي وتمراز ويلبغا الناصري وسودون بقجة وآخرون وأرسل الحاجب جركس إلى قلعة بعلبك صحبة نائبها الجديد، وأرسل إلى سجن الصبيبة علي بن فضل الذي كان مسجوناً بدمشق.
وليلة الأحد ثاني عشره في الساعة الرابعة نقلت الشمس إلى برج الثور، وقد أكثر الورد وتقدم على العادة المألوفة فإن باكوره دخل بعد العشرين من رمضان في آذار وهذا شيء لم يعهد وسببه قلة البرد والأمطار وكثرة الحر.
ونودي يوم الجمعة عاشره بخروج يوم الخميس سادس عشره ثم بدا لهم فأخروه إلى يوم السبت.
وجاء الخبر بتوجه نائب غزة خير بك إلى مصر مطيعاً ومخالفاً لهؤلاء، وتولية سلامش حاجب غزة نيابة غزة وأن متسلمه واصل إليها وشاع ذلك يومئذ.
وفي هذه الأيام ولو بحمص ثانياً اسمه اسطبه وعزل نائبها ابن الحراني
(1) أطلس - قماش فاخر كان يهديه السلطان إلى الأمراء والأعيان في المناسبات.
الذي كان في وقت واليا وهو وضيع، كما قيل عزلوا ابن نحاس في أواخر رمضان شكى الناس منه لجكم فقبض عليه وأحضره معه فولوا بدله تركمانياً اسمه ..... والتزم لهم بغنم كثير.
ويوم الجمعة سابع عشره وقع مطر بلّ الأرض وأوحل بعض المواضع وكان عهد الناس بمثل هذا المطر في أثناء شباط فلم يقع ببرج الحوت ولا الحمل وإلى الآن سوى هذه المطرة اليسيرة، بل وقع في بقاع الأرض شيء ولم تفد مياه العيون والأنهار بل هي قليلة جداً والناس يقتتلون على المياه في سقي الزروع ويبس زرع كثير بل أكثر زرع المطر وأشرف الناس على خطبة شديدة وكان الزرع الذي فيه رطوبة وخضرة أشرف على اليباس فلعل هذه المطرة تنعشه، وصارت الغرارة من القمح النظيف بالفضة بنحو الخمسمائة وأكثر والخبز يباع الرطل بأربع ونصف وهو أسود ومخلوط والله يلطف.
ويوم السبت ثامن عشره خرج المحمل والركب وأمير الركب عبد الله ابن نائب قلعة الصبيبة ومن الحجاج القاضي عز الدين ابن الشيخ علاء الدين بن بهاء الدين المقدسي والشيخ إبراهيم ابن الشيخ أبي بكر المقدسي والشيخ خليل الأذرعي وشمس الدين ابن الرحبي وجماعة من التجار ومنهم الشريف شمس الدين محمد الشاغوري الشاهد وقيل في أنه قاضي الركب وقيل بل ..... ومنهم بدر من شيوخ ممن يسكن تبنه (1) عند زرع.
ويوم الاثنين العشرين منه بعد العصر ضربت البشائر لبلوغهم الخبر أن المصريين في اختلاف واضطراب، وتحدث أنهم ولوا وعينوا النيابات في البلاد الشامية والوظائف.
وفيه وصل إلينا الخبر بوفاة القاضي مجد (2) الدين حرمي كان أحد نواب الحكم.
(1) تبنه - قال ياقوت -بلدة بحوران من أعمال دمشق معجم البلدان 2/ 16 (2444).
(2)
تاريخ ابن قاضي شهبة 4/ 442.
وقبل ذلك في رمضان سمعنا بوفاة الطوخي الذي كان ولي الوزارة بدمشق في وقت ثم وليها بمصر ثم انفصل وكان يتردد من مصر إلى الحج كثيراً.
ويوم الاثنين العشرين منه أيضاً خلع على بشلاق الحاجب وهو من خواص النائب قلعة الصبيبة وعين لها جماعة ورتب لهم، وكان النائب نقل إليها أمواله وبلغني أنهم ولوا مكانه الحجوبية طغري برمش الاستاددار وجعلوا مكانه في الاستاددارية سليمان الصاحب الذي ولوه مكان ابن شاكر وأعادوا ابن شاكر إلى وزارته.
وليلة الخميس ثالث عشريه ركب طائفة من العسكر سائقين خلف الأمير دقماق هرب فيما قيل إلى ناحية صفد ومعه بعض الأمراء فلم يدركوهم فرجعوا.
وليلة الجمعة رابع عشريه وقع مطر جيد متواتر (24) نيسان ثم استمر من آخر الليل إلى ما بين الظهر والعصر وجرت الميازيب وتوحلت الطرق وجرت المياه فيها وصار يوماً من أيام كانون وحصل للناس بذلك سرور كثير فقد كانوا في البلد يكادون يقتتلون على الماء للسقي، وأبيع العدان الماء يوم الجمعة بالشاغور (1) فيما قيل لي بثمان مائة فأغنى الله بهذه المطرة عن هذا التزاحم ووفر على الناس مالاً كثيراً في هذه الجمعة وما بعدها فإن هذه السقية ينتظم عليها زرع كثير واما الزرع البقل الذي لم ييبس وفيه رطوبة بعد انتعش وحيّي بعد الموت ولولا هذه يبس بقية الزرع، ثم وقع المطر بعد ذلك متواتراً ليلة السبت ومن الغد كثيراً جداً قوياً أقوى وأكثر من اليوم الذي قبله وتكرر وقوعه فيه لذلك ولله الحمد، وخطبت يوم الجمعة هذه والمطر واقع، خطبةٌ اولها "الحمد لله الذي غلبت رحمته غضبه فأسبل الستر جميلاً وتدارك بلطفه الخفي ووعده الوفي وكان وعد الله مفعولاً، فأجاب دعوة المضطر إذا دعاه ومن أصدق من الله قيلاً، وأنزل الغيث من
(1) الشاغور - قال ياقوت -محلة بالباب الصغير من دمشق مشهورة وهي في ظاهر المدينة- معجم البلدان 3/ 352 (6936).
بعد ما قنطوا ونشر رحمته وأسبغ الطول جزيلاً، وتكفل بأرزاق العباد وأوثق به كفيلاً" إلى آخره وبقيتها لابن المنير، وكان المطر قد انقطع في نحو نصف شباط ونصف شعبان على قلة ما وقع قبل ذلك إلى يوم الجمعة الماضية فوقع بها المطر كما قدمنا، ثم وقع هذا الكثير العام ..... والعجب أن الحر كان قد وقع من أثناء رمضان وتعجل ظهور القيظ من نحو نصف آذار، ونضج التوت في هذه الأيام ومن العشرين من آذار حتى بيع في هذا اليوم منه وهذا شيء لم يعهد قط، وأعجب في ذلك أن الورد كان في العادة المستمرة أن يستخرج ماءه في أيار وإذا أدركوا إخراجه في آذار المرة والمرتين والثلاث يكون ذلك معجلاً ..... فرغت الاستخراج من بعض الكركات قبل آذار وتنقض الباقي وأكثرها قبل فراغه وورد ..... كانوا يأتون به بعد فراغ ..... دمشق في أواخر أيار ..... في آذار توجهوا يأتون به ثم جاء في هذه الأيام التي وقع المطر في آخرها برد عاد الناس منه إلى لبس الفراء ومن كان مستمراً على لبس فروة لبس اثنتين فسبحان من هو على كل شيء قدير ويفعل ما يشاء ويحكم ما يريد.
ويوم الأحد سادس عشريه أول بشنس وبعد هرب دقماق قبض على والي البر ابن الغزولي وضرب ثم عزل بعد ما باشر عشرين يوماً وولي مكانه رجل في جند النائب يقال له ..... وقبض أيضاً على ابن الشهاب محمود وسجن بالقلعة قيل أنه كان عنده وهرب من هناك.
وفيه ولي قضاء مكة المشرفة المالكية تقي الدين ابن الفاسي الشريف الحسني بمساعدة السالمي وجعل له معلوم على بيت المال وقبضه من مصر وتوجه، وجاءني كتابه أنه قرئ تقليده بالمسجد الحرام.
وفيه وصل عز الدين عبد العزيز إلى القدس من القاهرة وبيده توقيع بقضاء الحنابلة بالقدس، وكان عزل في قضيته مع الخطيب وولي مكانه آخر فوصل بالتوقيع فصادف نائبها يلبغا دوادار نائب الشام فأذن له ثم توقف فيه حتى يُعلم نائب الشام فسعى غريمه عنده.
وفيه ولي مكة قاضيان حنفي ومالكي فأما الحنفي فشهاب الدين أحمد
ابن الشيخ ضياء الدين محمد بن سعيد الهندي المكي وأما المالكي فالمحدث تقي الدين محمد بن علي الشريف الحسني ابن الفاسي المكي أيضاً ساعدهما السالمي وقرر لهما معلوماً على بيت المال وقبض عليه قبل السفر من مصر.