الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شهر ربيع الآخر
أوله الخميس ثامن عشر تشرين الأول والعشرين من بابة ثالث العقرب.
ويوم الجمعة ثانيه توجه النائب إلى الصيد إلى ناحية جرود فغاب ثلاثة أيام وجاء يوم الاثنين قبل الظهر.
وصبح الاثنين خامسه توفي الأمير ناصر الدين محمد (1) بن الأمير صارم الدين إبراهيم بن عمر البيدمري بالدار المعروفة بهم وقد جدد بعضها وصُلّي عليه بجامع تنكز ودفن بتربتهم بالقبيبات وكان قد نشأ نشأة حسنة وقرأ في القرآن ونظر في العلم والأدب، وتأمر ثم صار أمير طبلخاناة وباشر شد الخاص بالديار المصرية والأمير الكبير يشبك بها، ثم جاء في هذه الأيام لأمر يتعلق به فأدركه أجله ومات مبطونًا وكان من ذوي المروءات والعصبية لمن يقصده في الأمور ولمن يعرفه وعنده معرفة بالأمور وخبرة، مات في عشر الخمسين.
ويوم الأربعاء سابعه وصل شهاب الدين أحمد الأموي المالكي وبيده توقيع بقضاء المالكية فنزل ببيته فلما كان من الغد أرسل خلفه النائب ورسم عليه واستمر في الترسيم شهرًا وثلاثة أيام ثم أطلقه ولم يمكنه من المباشرة ثم كتب في القاضي عيسى.
(1) إنباء الغمر 5/ 182، الضوء اللامع 6/ 273 (912).
ويوم الاثنين ثاني عشره أول هتور ويوم الخميس نصفه أول تشرين الثاني.
ويوم الثلاثاء ثالث عشره وصلت الأخبار بتولية كاتبه خطابة الجامع ومشيخة الشيوخ.
فلما كان من الغد يوم الأربعاء وصل خاصكي متوجه إلى نائب حماة علان بخلعة الاستمرار وصحبته قاصد من جماعة تمر متوجه إليه.
ووصل إليّ كتاب فيه ما اشتهر من التولية للوظيفتين وعلى يد القاصد كتاب السلطان والدوادار إلى النائب يتضمن أمورًا منها التولية المذكورة وكان النائب ليلتئذ قد توجه للصيد.
ويوم الأربعاء حادي عشريه وصل توقيع عز الدين بن علاء الدين ابن بهادر قضاء الحنابلة عوضًا عن ابن عبادة، ولبس يوم الاثنين سادس عشريه وبعد ثلاثة أيام يوم الخميس تاسع عشريه وصل لابن عبادة توقيع بجميع الوظائف خلا القضاء ووعد بالقضاء.
وليلة السبت ويومه رابع عشريه وثالث تشرين الثاني ثار هواء بارد جدًا ووقع الثلج على الجبل وثار أيضًا ليلة الأحد فأصبح الماء الراكد جامدًا واستمر الأمر على ذلك أيامًا.
وكان النائب توجه يوم الجمعة للصيد فلما كان بالقرب من جرود في يوم السبت جاءه من أخبره بأن قرايوسف في نحو ثلالين راكبًا وصل في البرية إلى جرود تائهًا فأرسل إليه النائب أميرًا كبيرًا وهو يلبغا الناصري المنجكي ثم رجع النائب من فوره فوصل دمشق بعد الظهر ثم وصل قرايوسف بعد العصر فأنزله النائب بدار السعادة.
وقصة قرايوسف أنه لما استولى على بلاد بغداد وكسر السلطان أحمد وهرب إلى أن وصل إلى حلب كما قدمنا أرسل إليه تمر طائفة فواقعهم فكسرهم فلما بلغ ذلك تمر أرسل إليه جنودًا لا قبل له بها فكسروه كسرة فظيعة وهرب بأهله وماله وبعض جماعته فنزل الرحبة فلم يمكن من دخولها
فنزل ظاهرها فقصده جماعة من أعراب نُعَير وانضاف إليهم بعض الرحبين فنهبوه فترك أهله بالرحبة وهرب فلم يشعر بنفسه إلا وهو بالقرب من جرود وقد مضت عليه الأيام والليال لا يجد ما يأكل ولا يدري في أي البلاد هو حتى قيل له أنت بالقرب من دمشق فنزل بجرود فأكل وشرب فلم يفجأه إلا وصول قاصد نائبها إليه بإحضاره إلى دمشق فأنزله النائب عنده بأعلى دار السعادة.
وجاء الخبر بأن نائب حلب دقماق هرب منها لما وصل إليها القاصد يطلبه إلى الديار المصرية، وصل كتاب الخاصكي بذلك يوم السبت.
هذا ووصل الخبر أيضًا بأن قاني بيه المسجون بقلعة الصبيبة مع نوروز هرب من السجن، وتوجه الحاجب لتلقي السلطان أحمد القادم من حلب إلى بعلبك فأقام أيامًا.
ويوم الأربعاء عند طلوع الشمس ورابع عشر تشرين الأول نقلت الشمس إلى برج القوس وكانت هذه الأيام شديدة البرد.