الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المحرم
أوله الجمعة ثامن عشر حزيران رابع عشري بونة وخامس السرطان ويوم الجمعة ثامنه أول أبيب ويوم الخميس رابع عشره أول تموز.
ويوم الاثنين رابعه ركب الأميران نوروز وجكم ومعهما العسكر إلى ناحية قبة يلبغا وسيروا هناك ثم رجعوا وكذلك من الغد وتفرق الأميران من باب دار السعادة.
ويوم الاثنين المذكور وجهوا الرسل إلى الديار المصرية بصورة ما جرى وكان عندهم بحلب جماعة من الرسل من جهة السلطان في أمور فاستصحبوهم معهم وكان لهم عندهم مدة فتوجه هؤلاء على الطريق يمرون على الأمير شيخ وهو نازل على العوجاء (1) وصحبتهم ناس من جهة الأميرين يفارقونهم من الطريق فيمرون على ناحية عجلون ويجتمعون بعمر بن فضل أمير جرم فيوصلهم إلى غزة فيتوجهون من هناك.
وباشر القاضي شرف الدين ابن الشهاب محمود نظر الجيش بلا خلعة وأخذ وظائف صدر الدين ابن الأدمي من تدريس الخاتونية البرانية والشبلية والقصاعين وغير ذلك وأخذ في قسم الرجبية.
ويوم السبت تاسعه لبس الشريف بن دعاء الذي كان والياً في وقت
(1) العوجاء - قال ياقوت -نهر بين أرسوف والرملة من أرض فلسطين من السواحل- معجم البلدان 4/ 188 (8640).
خلعة الوزارة وقيل أنه بغير رضاه وانفصل عنها تقي الدين القرشي وقيل أنه فرح بذلك وقعد في الدست مباشر الموقع ونيابة كاتب السر كما كان عام أول في ربيع الأول.
ويوم الاثنين حادي عشره خرجت الأطلاب لابسين لأمة الحرب فذهب الأمير جكم وعساكره على ناحية الشرف فنزل بطرف سطح المزة وتوجه الأمير نوروز على الطريق الأعظم فنزل عند قبة يلبغا فأقام الأمير نوروز إلى الغد وتوجه إلى ناحية الأمير شيخ، وأما الأمير جكم فاستمر مكانه إلى ليلة الخميس رابع عشره فتوجه إلى البقاع ثم توجه إلى حلب.
ويوم الثلاثاء تاسع عشره ضربت البشائر لوصول كاتب المقر السيفي نوروز في بيسان مؤرخ بسابع عشره يذكر أن الأمير شيخ أرسل طائفة من عسكره إلى عمر بن فضل فكسره فوقع بينهم قتال فكسرهم عمر وقبض على الدوادار شاهين وقتل خالد الناصري الذي كان نائب القدس وغيره وأن الأمير شيخ توجه من مكانه ولا يدري أين ذهب وأن الأمير نوروز يتوجه في أثره ثم لم يصح القبض على شاهين.
ويوم الجمعة ثاني عشريه عقد مجلس بمشهد عثمان بعد الصلاة حضرناه وحضر نائب الغيبة أمير يقال له مقبل الساقي بسبب أرض أبيعت بعد الفتنة في وقف ابن أبي الطيب اشتراها ابن البانياسي من أحمد ابن أبي الطيب وهو أحد المستحقين على صورة الإكراه ثم باعها القاضي ابن عباس في تركة ابن البانياسي بيعاً حكمياً في دين لمحمد بن جعفر الشريف على البانياسي وشهد فيه بالملك والجبارة، وفي البيع الأول أيضاً، ثم جاء ابن الكحال وهو متزوج ببعض المستحقين فادعى بأنها وقف ويغيرها ما أبيع واسترجع ما سوى هذه فإن الخصومة طالت بينه وبين ابن جعفر، ثم مات ابن جعفر وانتقل الكلام في ذلك إلى ورثته بنته وأخيه أبي بكر فترافعوا إلى القاضي المالكي ولم تحضر بنت المتوفى وثبت عنده تفردها فحكم بعد ما
قاصت عنده البينة بالوقفية في محضر كتب باستمرار الوقفية ويرفع يد ورثة ابن جعفر وأن ثبت لوالدهم والتي انتقل إليه منه الملك والجبارة ..... أيديهم كانت عادية وإن جميع المباعات الصادرة وقعت باطلة وبعد ذلك، ثم اجتمع به ابن جعفر ووكل بنت أخيه ووصلوا به كتب التبايع فنفذها وحكم فيها بخلاف ما حكم في الأول فاشتد النكير عليه في ذلك وكتب فيما يكتب عليها ..... فطلب عقد مجلس لذلك من أيام شيخ وعادت الأمور إلى هذا الوقت فبان في المجلس تخبيط المالكي وفساد ما اعتمد من ذلك كله وحكم القاضي شرف الدين بن مفلح وقد اتصل به حكم المالكي بالوقف باستمرار الوقف والعمل بذلك وإلغاء ما بعده ونفذ ذلك في المجلس وانفصل الحال على ذلك.
وليلة الثلاثاء سادس عشريه وصل شهاب الدين ابن جوبان الذهبي من الرملة فارق رنجاقه الحجاج منها وأخبر بما وصل به الخبر.
وبكرة يوم الأربعاء سابع عشريه وصل الخبر بتوجه الأمير شيخ إلى الديار المصرية ووصل الحجاج إلى الرملة من طريق السكرية، وقيل أن توجه شيخ من غزة كان يوم الخميس الماضي وهرب من عند الأمير شيخ سودون المحمدي وكان مقيداً فجاء إلى الأمير نوروز وقبض على من كان موكلاً بالمحمدي لأنه قيل أنه كان يشدد عليه.
وفي أواخره نودي على الفلوس وكان يتعامل بها بالميزان كل رطل بستة دراهم أن الرطل منها بأربعة واستوت هي والفضة ولم يبق لها صرف، وفيه أُعيد ابن خلدون إلى قضاء المالكية فأقام تسعة أيام وتوفي يوم .....
وفيه أو في الذي بعده أخبرني ابن خطيب نقيرين أن قضاة حماة أثبتوا أن طائراً سمع وهو يقول اللهم انصر الأمير جكم واشتهر ذلك بين العوام.