الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شهر رمضان
أوله الأحد رؤي الهلال عالياً كبيرًا غاب بعد الشفق وذلك ثاني طوبة وثامن عشري كانون الأول (16) برج الجدي ويوم الخميس خامسه أول كانون الثاني.
وفي يوم الأربعاء رابعه ضربت البشائر قبل العصر وصبيحة الغد بخبر جاء من ناحية العسكر قيل مضمونه أن أينال المنقار وهو أحد الأمراء الذين خامروا في العام الأول من جماعة السلطان وتوجهوا إلى صرخد، توفي قيل مطعوناً واشتهر بين الناس أمورًا أخر لم تصح.
وافتتح هذا الشهر بمصادرة التجار وأخذ ثلاثة أشهر من الحمامات والطواحين ومن الحوانيت غير ما أُخذ في الماضي وطُلب جماعة وعوقب بعضهم وأتهم بعضهم بأن عنده ودائع فمنهم ابن سعد الدين المحلي وضرب مبرحاً وابن لاقي وابن البرجمي وابن فرح الصانع.
ويوم الجمعة سادسه جرت قضية غريبة وبدعة مبتكرة وهي أن الباعوني خرج من بيت الخطابة بعد الزوال على العادة وبين يديه المؤذن وقد جهر بالآية المعروفة ومشيا إلى داخل المقصورة فلم يجدوا السلطان قد جاء فصعد المنبر وجلس ومنع المؤذنين من الأذان بين يديه حتى يجيء السلطان ومكث نحو ثلاث أرباع ساعة إلى أن جاء السلطان فشرعوا في الأذان وخطب وهذا شيء لم يعهد وما علمته وقع لخطيب وهو يدل على استهتار بأمر الشريعة وقلة مبالاة بإقامة شعار الدين وأنكر العوام هذا الفعل
إنكاراً شديدًا على ما بلغني ..... أهل العلم، ثم فعل في الثانية قريباً من ذلك إلا أنه لم يخرج من بيت الخطابة حتى خرج السلطان.
ويوم الأحد ثامنه بلغني أن السلطان رسم للأمير تغري بردي والأمير دمرداش وغيرهما بالركوب إلى بيت شهاب الدين الجوبان بالصالحية فيكبسوه لأنه قيل له أن استاددار شيخ ابن محب الدين هناك جماعة ونهبوا ما هناك حتى ..... ثم دل على الذهبي فقبض عليه وعلى ولده وسلموا للحاجب يشبك.
وفيه وفاة الأمير شاهين دويدار الأمير شيخ وضربت البشائر يوم الاثنين تاسعة وقيل أن شيخاً ومن معه خرجوا من غزة إلى ناحية مصر وأشاعوا وفاة الأمير .....
..... فوصل يومئذ ونزل بدار منجك القرمانية وكان يومًا مطيراً.
ويوم الجمعة سابع عشرينه ختم قراءة صحيح البخاري بدار السعادة وكانوا عينوا من أول الشهر من يحضر غير كاتبه والباعوني والقضاة الستة قضاة مصر فإن الشَّافعي سافر وقضاة الشام وهم من سوى الحنفي لأنه لم يكن حنفي إلا في أثناء الشهر والقاضي شهاب الدين الغزي والشيخ جمال الدين الطيماني، فلما بلغني ذلك صممت على عدم الحضور واستمروا أياماً وكان يحضر جماعة فخرج المرسوم أن لا يحضر إلا المكتوبون فروجعت فامتنعت فاتفقوا إلى أن خلفوا مكاني القاضي شهاب الدين بن نشوان الخواري وأخذوا جواباً إلى أمثالهم للسلطان فلما وقع لهم خلع على القارى وأعطى المذكورون كل واحد، ولم يحضر السلطان عندهم إلا يوم واحد ساعة خفيفة.
وفي أواخر الليل ثاني عشرينه وقع مطر غزير متتابع واستمر إلى يوم الأحد وأصبح النهر وقد زاد زيادة كثيرة جداً ووكفت السيول ليلتئذ لكثرة المطر والثلج معه بالجبل بعضه.