الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شوال
أوله السبت (6) كانون الثاني والعشرون من طوبة في الجزء الخامس من برج الدلو وكان مكث الهلال ليلتئذ فغاب بعد الشفق وهو ابن ليلة بلا شك فدل على ضعف الحديث الوارد في ذلك، أول أمشير يوم الأربعاء ثاني عشره، أول شباط يوم الاثنين سابع عشره.
وتوجه القاضي ليصلي بالناس العيد بالمصلى على العادة فتأخر فلما نزل المصلى والمكبرون يكبرون بين يديه نودي بالصلاة وأحرموا فجرى هو والمؤذنون حق وصلوا المنبر وقد صليت ركعة فلما انقضت الصلاة صعد المنبر وخطب ووجدوا رجلاً جندياً يتفقه يقال له التنكزي قد صلى بالناس وذكر أن النائب أمر بذلك فأُنكر ذلك عليه وعزره بعض نواب القاضي بالكلام.
وكانت الأمطار في كانون الثاني كثيرة جداً قبل العيد وبعده وثلوج كثيرة على الجبال حول البلد وغربي البلد وشماليه حتى قطعت الطرق على أهل الجلب، وكان ذلك عامًا من جميع جهات دمشق الأربع.
وليلة الثلاثاء رابعه وقع ثلج كثير بعد أمطار سابقة فعلق على الأسطحة وبالأرض منه شيء كثير ومن الغد أيضاً واستمر الوحل بالأرض والثلج ووقعت بعد ذلك أمطار كثيرة ثم من الله تعالى وأمسك المطر أيام تجهيز الجامع بعد الجمعة فتوجه للبيوت ومن تابعهم يوم الخميس ثالث عشره (*).
(*) جاء في حاشية الورقة (247 ب): رأيت بخط بعضهم أنه أخبره بعض السفارة أنه في بعض الدروب والأودية الثلج قدر اثنا عشر بشراً، وبعض السفارة جاء في بعلبك إلى دمشق فبات بها عشرة أيام وقاسى الحجاج الذين ..... من دمشق ..... البلاد شدة عظيمة.
ثم خرج المحمل والحاج يوم السبت نصفه سلمهم الله تعالى وجعل الأمير مؤمن من القبيبات والقاضي شرف الدين الرمثاوي نائب الحكم ومعه زوجته بنت قاضي القضاة شمس الدين ابن الأخنائي ومن الحجاج أيضاً القاضي شمس الدين ابن الكفيري وجماعة معه ومن التجار ابن الشريطي وابن الرحبي وأما ابن المزلق بدر الدين فتوجه على طريق غزة، وممن حج ممن نعرفه ابن بجير وخطيب بيت الأبار صحبة الرمثاوي وناصر الدين محمد التنكزي من ناحية المصلى المتفقه وأما الشيخ خليل الأذرعي رحمه الله وابن المحب ..... وأبو زيد صاحبنا وابنه أبو بكر وابن صاحبنا ابن حجاج أحمد.
ويوم الاثنين سابع عشره وصل مملوك النائب أرغون شاه وكان أرسله إلى السلطان بأمور فجاء جوابه ومعه خلعة النائب ولنائب صفد ولنائب غزة وللقاضي لقيامه في أمر عمارة القلعة وجاءه كتاب يشكره على ما يفعل وحثه على ما هو بصدده فلبسوها ومعه توقيع الباعوني بخطابة القدس، وكان النائب ..... بواسطة نائب صفد وجاء على يده ما أوجب القبض على ابن الحسباني وابن البارزي وكان ابن البارزي جاءه توقيع بقضاء حلب وهو بدمشق وردها من مدة يسيرة معزولاً ولم يتوجه بعد.
ويوم الأربعاء سادس عشرينه عند العصر نقلت الشمس إلى برج الحوت وذلك في عاشر شباط ونصف أمشير.
ويوم الخميس ثالث عشره توفي الأمير أقبغا (1) الدودار، كان دوادار الأمير يشبك ثم دوادار السلطان مقرباً عنده وهو موصوف بالعقل والمعرفة.
ويوم الاثنين سابع عشره دخل السلطان الملك الناصر فرج ابن الملك الظاهر الإسكندرية.
ويوم العشرين منه توفي السلطان الملك (2) المنصور حاجي ابن السلطان الملك الأشرف شعبان بن حسين منعزلاً عن السلطنة من مدة كما تقدم.
(1) إنباء الغمر 7/ 34، النجوم الزاهرة 13/ 135.
(2)
إنباء الغمر 7/ 34، الضوء اللامع 3/ 87 (340).