الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذو القعدة
أوله الجمعة وهو أول أيار وسادس بشنس تاسع عشر الثور و (26) أردماه وكان الهلال ليلة الخميس بعيد الرؤية وقد رأيته ليلة الجمعة عالياً جداً كبيراً.
ويوم هذه الجمعة ذكر قاضي القضاة في خطبة الجمعة اسم السلطان على المنبر ودعا على غير الصورة التي كان يدعو بها وقدمنا أنه كان نُهي عن الدعاء له في آخر رمضان وأنه ترك ذلك في الجمعة الأخيرة من رمضان واقتدى به الخطباء فلما جاءت نوبتي في شوال دعوت له يوم العيد وبعده في الجمع فتبعني الخطباء فلما جاءت نوبة قاضي القضاة في ذي القعدة دعا واستمر والله يسلم.
ويومئذ توجه دوادار النائب الكبير شاهين إلى القدس للقبض على الدوادار الآخر يلبغا الذي أُرسل إلى نيابتها كما أرخنا فإنه بلغهم تظاهره بمخالفة مخدومه.
ومن الغد توجه الأمير سعد الدين بن غراب الاستاددار ومعه دوادار الأمير يشبك الدوادار إلى الأمير جكم بطرابلس يستعجلونه في القدوم ويكشف خبر إبطائه.
ويوم الأحد ثالثه جاء جراد منتشر وملأ الآفاق فنزل بالبساتين وذلك قبل العصر وكان منذ أيام قد مر على دمشق ونزل فيما بلغني ببعض كروم الناحية الغربية ثم انقطع أثره فدام طائراً إلى أواخر النهار ثم أذهبه الله تعالى
ثم عاد بعضه وقيل أنه لا يفسد شيئاً ثم قيل أنه غرز في بعض الأمكنة.
ويوم الجمعة ثامنه توجه النائب والعسكر إلى لقاء الأمير جكم.
ويوم السبت تاسعه دخل الأمير جكم دخولاً هائلاً جداً وضربت الطبلخانات وكان يوماً مشهوداً فنزل بالميدان القبلي وذلك في الساعة الثالثة لمضي أربعين درجة.
ويوم الجمعة المذكورة اجتمع القضاة بالجامع لفرض ما وجب على القرى والمزارع بظاهر دمشق حسبما وقع اتفاقهم مع الدولة على ذلك لأنهم كتبوا جميع ذلك على أن يقطعوه وقفاً وملكاً خارجاً عما هو مقطع واستعدوا لذلك وشهروه ثم دسوا من جاء إلى القضاة يعلمهم بذلك فاتفق رأي قاضي القضاة على اجتماعنا أيها الثلاثة بالنائب والتحدث معه في إنكار ذلك وملاطفته في ترك ذلك كاتبه وقاضي القضاة والشيخ شهاب الدين الحسباني، وذلك في يوم الأحد الماضي فحضرت يوم الاثنين بالجامع بدار الخطابة فإذا الاتفاق قد وقع مع الاستاددار على وزن ألفي دينار أو ألف وخمسمائة فعرض عليه ذلك مع أن النائب قد ذكر له ذلك وفتح له هذا الفعل فكتب عنه فاجتمعوا يوم هذه الجمعة لذلك نسأل الله العافية وذلك بعد ما تقدم الفرض الذي ارخناه عموماً ثم على الأوقاف خصوصاً فتوالت هذه المصائب على الناس، ولكن اضطروا إلى هذه الثالثة خوفاً على المُغَلّ لا يؤخذ بالإقطاع لا سيما، والشعير قد حصد، هذا وقد أخذوا شعيراً بأيديهم من مواضع ثم أن القضاة بعد ن فرضوا وقدّروا فوضوا الاستخلاص إلى الوزير فأخذ في طلب الناس ثم رد الأمر إلى قاضي القضاة نائباً.
وعند فجر الأربعاء ثالث عشره نقلت الشمس إلى برج الجوزاء ثالث عشر أيار وثامن عشر بشنس وثامن عشر مرماه.
وبعد وصول الأمير جكم أطلق السلطان أحمد بن أويس من القلعة بسفارة الطنبغا العثماني وأطلق أيضاً من السجن ابن الشهاب محمود وكان اعتقل بسبب دقماق.
وجاءت الأخبار بخروج العسكر المصريين من ..... فنودي يوم
الأربعاء ثالث عشره بأن لا يتأخر أحد، فلما كان من الغد يوم الخميس خرج الأمير جكم بجماعته فنزل بوطاقه بالقرب من قبة يلبغا ثم ارتحل من هناك يوم السبت.
وليلة الجمعة نصفه في أوائل الليل ..... جماعة خلف مماليك هربوا من العسكر فأدركوهم وعلق من الغد أربعة عند جسر الزلابية منكسين ثم شفع فيهم فأُنزلوا.
ويوم الأحد سابع عشره نودي أواخر النهار أن لا يتأخر أحد من العسكر عن الخروج من الغد إلى الوطاق، وكان النائب والأمراء ضربوا أوطاقهم عند القبة وكان القضاة عينوا للخروج ثم سعوا في ذلك، وأُعيد ابن الكليباني إلى ولايته بالبر والبلد.
ووقف النائب جميع أملاكه على ذريته وجهات معينة من ذلك فقراء الحجاز الذين لا مرتب لهم في ديوان الحرمين يرسل إلى كل بلد من البلدين الشريفين مائة قميص في كل قميص مربوط عشرة دراهم وعلى من يطوف عنه بمكة كل يوم وعلى عشرة أيتام ..... وشيخ يقرئهم وقرأ بالجامع الأموي وغير ذلك.
ويوم الاثنين ثامن عشره خرج النائب والأمراء فنزلوا الوطاقات المضروبة عند قبة يلبغا ومعهم قرايوسف خرجوا أرسالاً وتلاحق العساكر في اليوم المذكور وبعده إلى ليلة الجمعة فتوجه إلى شقحب.
ورخص الشعير والقمح فأبيع الشعير الجديد كل غرارة بمائة وعشرين بالفضة وكان أبيع بضعف ذلك وأزيد ثم ارتفع قليلاً والقمح أبيع بثلثمائة ونحوها بالفضه وأزيد وكان بأربعمئة بالفضة وأزيد.
وفي ثالث عشريه يوم السبت لبس قاضي القضاة جلال الدين ابن الشيخ بقضاء الديار المصرية وبعد أيَام لبس ابن البساطي بقضاء المالكية وعزل ابن خلدون.
ويوم الثلاثاء سادس عشريه أول بونة.
وفي أواخره نزل العجل بن نعير شرقي دمشق ناحية جرود والقطيفة وأخذ بعض الشعير فأرسل نائب الغيبة إليه نقيب الجيش يحيى بن لاقي فرجع الجواب في أول الشهر الآتي بأن النائب أذن له بالمجيء إلى هذه النواحي فأرسلوا إلى أبيه نعير يخبرونه الخبر ويستأذونه في قصده فأذن في أخذه وطرده والقبض عليه.