الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شوال
أوله الاثنين (26) كانون الثاني وأول أمشير (17) برج الدلو وكان ليلتئذ غيم كثيف وأيام مطر وثلج وكان الهلال ليلتئذ ممكن الرؤية لطول مكثه فإنه أزيد من ..... وبعده نحو يد ونوره نحو أصبع ولكن حال دون رؤيته، فكان الواجب تكملة العدة ثلاثين وصوم هذا اليوم فأخبر الواردون من غزة وحلب وغيرهما فيما قيل أنهم صاموا السبت وبعضهم قال صام من غير رؤية والغرض أن رؤية هلال شعبان ليلتئذ لم تكن ممكنة في كل البلاد فلم يزل السادة القضاة حتى أثبتوا ذلك وصار العيد يوم الاثنين بهذا الطريق فصادفوا بها ما في نفس الأمر من دخول الشهر بمقتضى الحساب فوجب قضاء يوم بكل حال.
وفي أوله ورد الخبر بأخذ قلعة صرخد للسلطان وضربت البشائر ولم يصح.
وفي ثانيه وسطوا رجلاً يقال له بيسق من جماعة نوروز كان في أيامه ناظر الجامع الأموي وبعده يسيراً نقموه بمكاتبة نوروز وشهد عليه أنه كان يكاتب نوروز وهو بحماة.
ويوم الخميس رابعه توفي (1) الأمير علاء الدين على ابن البانياسي وكان أُعطي إمرةً مرة وعمل الاستاددارية للحاجب الكبير وقتاً وباشر نظر
(1) إنباء الغمر 6/ 265 الضوء اللامع 11/ 162.
الجامع بولاية من السلطان وكان يباشر أيضاً نيابة النظر بعد الاستقلال واستمر على ذلك إلى حين وفاته وكان ناب من أوقاف الجامع.
ويوم السبت سادسه ضربت البشائر وصبيحة الغد قيل لوفاة يشبك بن أزدمر بالقاهرة مع شيخ.
ويومئذ مات ولد لعبد السلام البقاعي كان من الصالحين وكان قد بلغ وصلى بالناس بالعراق وهو على سيرة حسنة طعن في آخر رمضان وهو يصلى وماتت قبله ببعض يوم أخته مطعونة أيضاً ومات جماعة بالطاعون هذه الأيام.
ويوم الأربعاء والثلاثاء نودي من وجد جانبك القرمي وطوخ وأحضرهم فله كذا ومن أخفاهم يفعل به كذا وقيل أنهما توجها من عسكر شيخ وقد جاءا دمشق مختفيين لمكيدة فوجد من الغد القرمي بجوبر (1) فأحضر إلى السلطان فضربه ضربًا مبرحاً وسجنه بالقلعة.
ويوم الأحد رابع عشره وثامن شباط وقع ثلج كثير جداً وذلك بعد وقوع المطر الكثير في شباط غير مرَّة ومع ذلك فغلق الثلج وتكاثف واستمر إلى الغد وهو متدفق أولاً فأولاً ثم جاء مطر فأذابه وحمل النهر كوم الثلج واستمر وصبح يوم الاثنين والثلوج بقية تذوب شيئاً فشيئًا.
ويوم سادس عشره خرج المحمل والركب وكانوا قصدوا الخروج بالأمير في الثلوج والأمطار فأخرجوه اليوم في الوحل لضيق الوقت وحمل النهر يومئذٍ حملًا كثيراً جداً وعين لإمرة الحاج تنكز بغا الحططي وهو بطال وممن حج ممن يعرف شمس الدين الأوزاعي الشاهد والقاضي عز الدين بن علاء الدين الحنبلي وخليل البصروي والشيخ إبراهيم ابن الموصلي كعادته وكذلك الشيخ خليل الأذرعي.
ويوم الثلاثاء سادس عشره نقلت الشمس إلى برج الحوت في أوائل
(1) جوبر - قال ياقوت -قرية بالغوطة من دمشق وقيل نهر بها معجم البلدان 2/ 205 (3300).
الساعة الرابعة في عاشر شباط فإن أوله يوم الأحد سابعه وفي سادس عشر أمشير.
ويوم الأربعاء سابع عشره توجه نائب حلب قرقماس ابن أخي دمرداش إليها بعد قصده المرقب فإنه مر بها بقدومه على ما حولها وربما يخاف على طرابلس منهم.
ويومئذ توجه القاضي ابن الأخنائي وناظر الجيش تاج الدين والاستاددار عز الدين وشمس الدين ابن المزلق التاجر إلى الوجه القبلي إلى ناحية عجلون والبلقاء لتحصيل الإقامة للسلطان لقصد الكرك، وبلغني أن الأخنائي كان السبب في ذلك وأنَّه قصد بعدُ التنصل من التوجه فلم يجب وأخرج جماعة من الجلبان إلى ناحية بيروت فيما قيل.
ويوم السبت العشرين منه قبل العصر فيما أُخبرت توفي (1) الشيخ علاء الدين أبو الحسن علي ابن المعدل مجد الدين إبراهيم ابن المؤرخ شمس الدين محمد بن إبراهيم بن عبد العزيز الجزري الأصل الدمشقي بجنينتهم بالزعيفرنية ببستان بالقرب من قصر شمس الملوك من شماليه فلم يدفن من الغد بسبب الدولة وطلبوا مالاً.
ثم جاء شخص استقطع بركته وهذا شيء ما سمعناه بالشام فصولح على مبلغ أقل منها وأن يطلبه الوزير فتأخر دفنه إلى الغد وصلي عليه يوم الاثنين بعد الظهر بجامع يلبغا وحمل إلى مقبرة باب الصغير مَدفن أبيه وعمه وجده فكان بين موته ودفنه يومان وليلتان، حضرت الصلاة عليه بالمقابر ووقع ساعتئذ مطر غزير وكانت هذه الأيَّام كثيرة المطر جداً والأرض كثيرة الأوحال، ومولده سنة ثمان وأربعين وسبع مائة فبلغ خمساً وستين سنة وتوفي والده وله سنة فرباه عمه نصير الدين وسمع من جماعة من أصحاب الفخر علي وطبقته وحضر على بعض أصحاب الكرماني وحدث وكان يفسر الحديث بميعاد كان يقرأ فيه عمه قبله عند مشهد أبي بكرة بالجامع وعلى
(1) إنباء الغمر 6/ 248، الضوء اللامع 5/ 157 (543) شذرات الذهب 9/ 151.
كرسي بجامع التوبة ومنزلاً بالمدارس وأعاد بالتقوية وولي مشيخة الحديث بمسجد الحاج سيف الدين وأنا نزلت له عنهما قديماً وولي مشيخة خانقاه ..... وكان يتكلم على عدة أوقاف ويلى بعض الوصايا، ثم ولي نظر الأيتام وناله فيه مشقة بعد فتنة تمر وباشر مع قضاة الشر وعتب عليه الدخول معهم وكان لين العريكة جداً خافض الجناح حسن الخلق طاهر اللسان يسالم الناس ولا يدخل في الشر ويتوقاه وإن أفضى ذلك إلى ضياع مصلحته وحج غير مرة وجاور، وقد مات بالجنينة المذكورة عمه وجده، وخلف ولداً ذكراً قيل أنه ابن تسع سنين كتبت الوظائف باسمه وسعى الناس فيها بقلة حياء وخلف بنتاً كان عقد عليها ابن نقيب الأشراف الصغير عماد الدين أبو بكر.
وفي العشر الآخر أخرج المماليك الأجلاب من القلعة طائفة بعد طائفة وأرسلوا مقيدين إلى القاهرة على جمال الشهرة في المحاير (1) وبعضهم على الحمير إلى ناحية بيروت في البحر، ويقال بل يغرقونهم فيه والله أعلم.
وتجهز بيت الأمير دمرداش للسفر إلى القاهرة وكذلك حريم السلطان ساروا في ..... والسلطان يتجهز للخروج.
(1) محاير جمع محارة - نوع من السفن الخفيفة.