الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
شهر ربيع الآخر
أوله الثلاثاء رابع عشر أيلول وسابع عشر توت والثلاثون من برج السنبلة وليلة الأربعاء ثانيه في الساعة العاشرة نقلت الشمس إلى برج الميزان وهو أول فصل الخريف ويوم الثلاثاء نصفه أول بابه ويوم الجمعة ثامن عشره أول تشرين الأول.
ويوم الخميس ثالثه دخل الأمير سودون الحمزاوي الدوادار وهو أمير الجاليش ونزل بدار الشيخ علي ومعه جماعة.
ويوم الجمعة رابعه دخل الأمير بيقون وكان مع السلطان فسبق ونزل بدار يونس.
ويوم الاثنين سابعه دخل السلطان الملك الناصر في أبهة السلطنة على العادة وحمل الجتر نائب الشام الأمير شيخ فنزل بدار السعادة وبين يديه الخليفة وقضاة مصر، ونزل الأمير الكبير يشبك بدار منجك القرمانية وانتقل النائب إلى دار فرج بن منجك، ونزل قضاة مصر الشافعي والمالكي البساطي بالماردانية بالصالحية والحنفي والحنبلي بدار القاضي ابن عبادة الحنبلي وهما ابن العديم والأمين سالم، ونزل كاتب السر فتح الدين بدار القاضي علاء الدين ابن أبي البقاء.
وليلتئذ جاء أربعة من عند الوزير بطلب القاضي علاء الدين ابن أبي البقاء فوجدوه على الباب فدخل البيت وهم معه ليلبس فرجيه (1) فانطفئ الضوء فهرب القاضي.
(1) فرجيه - رداء فوقاني مثل الجبة من قماش فاخر.
ويوم الثلاثاء سابعه لبس الأمير سودون بقجة نيابة طرابلس وتوجه إليها.
ويوم الجمعة حادي عشره صلى السلطان بالجامع ومعه ناس قلائل، معه الأمير بيقون وباش باي رأس النوبة، وسألني القاضي شهاب الدين ابن الحسباني أن يخطب لغرض ما فخطب، وكان الغرض أن يراعي فيها وطيف على القضاة فما نفعه ذلك بل أخذ منه ثمان مائة دينار ووعدوه بالاستمرار إذا أكملها فما وفوا له بذلك، فلما كانت الجمعة الثانية حضرت بالجامع وأنا متضعف فخطبت بالسلطان فأثنى لحضوري وكان مماليك السلطان في هذه المدة يركبون تحت القلعة ويسألون النفقة ويتكلمون ما لا يليق فشنق منهم جماعة معروفين ومن غيرهم.
ويوم الأحد ثالث عشره توجه نائب الشام ونائب حلب وعسكرهما على طريق المزة كأنهما يذهبان على بعلبك، ونصب خام السلطان ببرزة، ومن صبح الغد توجه السلطان فنزلِ بمخيمه ببرزة وتلاحق به بقية العسكر.
ويوم الاثنين رابع عشره طُلب أخي إلى وطاق السلطان ببرزة فشافهه بعد المغرب بتوليه قضاء الشام مع ما هو مضاف إليه فبلغني ذلك من الغد فكرهت ذلك كراهية شديدة ولمته على ذلك أشد اللوم فاعتذر بأعذار نسأل الله اللطف به، وكانوا طلبوا من القضاة ألف دينار فرضوا على الشافعي ابن الحسباني خمسمائة أو أربعمائة وعلى الحنفي ابن الكفري مع كونهم ولوا ابن الخشاب مائتين والحنبلي ابن عبادة والمالكي وفرضوا نصيب المالكي على المولى فرافع المنفصل عيسى فرسم عليه معه ثم اتفقا على أخذ ذلك من مال أوقاف المالكية نسأل الله الستر، ثم فرضوا عليه خمسمائة أخرى.
وطلبوا يومئذ إلى الوظائف ابن الحسباني وولدي الحنبلي والحنفي لأن والديهما ضعيفان والمالكيين رسم عليهما عند حاجب الحجاب وأظهروا للشافعي أنه إذا حمل يخلع عليه فبادر إلى التحصيل فوزن وبقي يسير
واستمر في الترسيم وأطلق ابنه وكان الذي فرض عليه أولًا وآخرًا ثمان مائة.
ومن الغد خلع على السيد الشريف بكتابة السر واستقر محيي الدين المدني نائبًا بجزء من المعلوم.
ويوم الجمعة ثامن عشره جاء ابن الحسباني بقلة عقل إلى الجامع وأرسل إليّ أن يخطب كأنه ليراه الناس يخطب فيظنوا استمراره فيعطوه، وكان أخي سبق يخطب عني لضعفي فسبقه ابن الحسباني، فلولا أن أخي ترك الشر وإلا وقع بينهما ثم طلب بعد الصلاة بعض مستأخري حوانيت وقف الحرمين والجابي وأخذ يستخلص ليوفي ما بقي فبينما هو كذلك إذ وصل توقيع أخي وكان تأخر كاتبه وحصل السفر وابن الحسباني يظهر في ذلك كله أنه مستمر وأخي ساكت، فلما وصل انحل أمره.
وأصبح أخي فلبس من بيته، جاء ناظر الجيش والاستاددار فألبساه الخلعة فتوجه إلى الجامع ومعه القاضي المالكي بدر الدين حسن والآخران ضعيفان وقرئ تقليده بالجامع يوم السبت تاسع عشره وتاريخه منتصف الشهر قرأه الشيخ شرف الدين الأنطاكي وفيه زيادة على ما كان من قبله نظر البيمارستان والأسرى والأسوار وغير ذلك.
ويوم الاثنين حادي عشريه وصل القاضي شمس الدين ابن الأخنائي إلى دمشق فنزل بالكججانية وكان جاء مع العسكر ففارقهم وتوجه إلى القدس فإن أهله كانوا هناك.
ويوم الجمعة خامس عشره وصل استاددار السلطان الأمير جمال الدين من القاهرة والأمير ناصر الدين ابن سنقر ناظر الخاص وصحبتهما الشيخ شمس الدين الحلاوي وشهاب الدين ابن الشيخ محمد المغيربي فنزل الأميران بالإصطبل والآخران بالعمارة التي بين الأسدية والنجيبية.
وفي أواخره قبض على قضاة حماة وصودروا بمال قرر عليهم ووضع