الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فأرسل بالإذن له في المجيء فوصل يومئذ وكان حين دخل حماة وبها طائفة من التركمان فهربوا منه لما دخلها وقيل أنهم ظنوا أنه من جهة جكم فتوجهوا إلى جماعتهم عند يبرود فأخبروهم فتجمعوا وأقبلوا فكان ما كان ونزل بدار يونس عند مدرسة بأسفل الشرف.
وليلتئذ ازدحم الفقراء بمطبخ النائب بالإصطبل عند تفرقة الطعام فمات أربعة عشر نفراً رجالاً ونساء فدفن النساء وتأخر الباقون إلى الغد.
ويوم الأحد ثالث عشريه تكلم النائب مع القضاة والحاضرين عنده في قراءة البخاري في أن يجمع مال بسبب قتال التركمان المستولين على حماة وأن يوخذ من الناس أجرة شهر أو شهرين من الهلالي فوافقه القضاة على ذلك وأخّر الأمر إلى الغد حتى يحضر العلماء عنده وكنت غائباً يومئذ، فلما كان من الغد وحضر عنده القضاة في الدست استحثهم على ذلك وخرجوا من عنده وحاجب الحجاب إلى الجامع فاجتمعوا بالمقصورة على أن يؤخذ من الناس أجرة شهر وطلب بعض من يؤخذ منه فلما كان بعد الظهر من يومئذ حضرنا لختم البخاري فوقع في ذلك كلام وقلت له: لا يؤخذ من أحد شيء إلا برضاه وتكلم جمال الدين الطيماني بعد ما قرأ في ورقة موعظة للنائب وبالغ فأثنيت على الطيماني عنده وجرت أمور ثم استقر الحال أن يؤخذ شهر واحد بغير عنف وأن يفوض استخلاص الشهر إلى رجل جيد فعُين الأمير قرابغا والأمير سيف الدين ابن الصارم وظهر الأمير سودون
المارداني من الاختفاء فقبض عليه وأودع السجن.
* * *
وممن توفي فيه
- السعدي ركن الدولة ورئيسها سعد الدين (1) إبراهيم بن عبد الرزاق بن غراب بن محمد وكان في صباه عند الأمير محمود الاستاد وقد عرف به
(1) إنباء الغمر 5/ 311، الضوء اللامع 1/ 65، النجوم الزاهرة 13/ 112.
وكتب عنده ثم كان السبب في إفساد أمره فإنه عرف السلطان بدفائنه وكان صادره وأنكر أن يكون بقي له شيء فلما أطلعه ابن غراب على أمواله قربه السلطان وولاه ثم ولي نظر الجيش، توفي يوم الخميس العشرين منه بمنزله بظاهر القاهرة عند جامع تنبك وصلى عليه بالرميلة وحضر أهل الدولة كلهم ونزل السلطان من الإصطبل للصلاة عليه وحمل الأمراء نعشه بالتناوب وكان قد جاوز الثلاثين سنة وصودر بعده أخوه الوزير وصهره يوسف بن قطلوبك وأمه وكانت أخته زوجة ابن غراب توفيت قبله بثلاثة أيام.
- القاضي ولي الدين بن ..... ابن خلدون (1) المالكي، توفي يوم السبت آخره فجأة، مولده في ثالث عشري ذي الحجة سنة اثنين وثلاثين وسبعمائة، هكذا أخبرني به التاذلي عنه لما قدم دمشق سنة اثنين وثمان مائة، قال لي: هو أكبر مني بسبعة أيام فعلى هذا يكون لابن خلدون حين وفاته سبعة وسبعين سنة إلا ثلاثة أشهر وأيام.
(1) كفاية المحتاج ص 182 رقم (248)، النجوم الزاهرة 12/ 113، إنباء الغمر 5/ 327، الضوء اللامع / 1454 (387)، وهو عبد الرحمن بن محمد بن محمد بن خلدون الحضرمي المالكي.