الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وعن عمرو بْن العاص أنه قَالَ على المنبر: لقد قعدت مقعدي هذا وما لأحدٍ من قبط مصر عليّ عهدٌ ولا عقدٌ، إن شئت قتلت، وإن شئت بعت، وإن شئت خمَّسْت إلا أهل انطابلس [1] فإن لهم عهدًا نفي به [2] .
وعن علي بْن رباح قَالَ: المغرب كله عَنْوةً [3] .
وعن ابن عُمَر قَالَ: افتُتحت مصرُ بغير عهدٍ [4] . وكذا قال جماعة.
وَقَالَ يزيد بْن أبي حبيب: مصر كلها صلح إلا الإسكندرية [5] .
غزوة تُسْتَر
قَالَ الوليد بْن هشام القَحْذَميّ [6] ، عَنْ أبيه وعمه أن أبا موسى لما فرغ من الأهواز [7] ، ونهر تِيرَى، وَجُنْدِيسَابُورَ، ورامَهُرْمُز، تَوَجَّه إلى تُسْتَر، فنزل باب الشرقي، وكتب يستمد عُمَر، فكتب إلى عمار بْن ياسر أن أَمِدَّه، فكتب إلى جرير وهو بحُلوان أن سرْ إلى أبي موسى، فسار في ألفٍ فأقاموا أشهرًا، ثُمَّ كتب أَبُو موسى إلى عُمَر: إنّهم لم يُغُنوا شيئًا. فكتب عُمَر إلى عمار أن سر بنفسك، وأمدّه عمر من المدينة [8] .
[ () ] وشأنها ويعلمه أنّ المسلمين طلبوا قسمتها، فكتب إليه عمر: لا تقسمها وذرهم يكون خراجهم فيئا للمسلمين وقوّة لهم على جهاد عدوهم، فأمرّها عمرو وأحصى أهلها وفرض عليهم الخراج» . وفي نسخة دار الكتب تحريفات في النص.
[1]
في (معجم البلدان) برقة: صقع كبير، واسم مدينتها (أنطابلس) .
[2]
في تاريخ خليفة 143 «يوفى به» .
[3]
تاريخ خليفة 143.
[4]
تاريخ خليفة 143.
[5]
تاريخ خليفة 144.
[6]
في طبعة القدسي 3/ 113 «القحزمي» بالزاي بدل الذال، وهو تحريف، والتصويب عن اللباب 3/ 16 حيث قيّدها بفتح القاف وسكون الحاء المهملة وفتح الذال المعجمة. نسبة إلى جدّ الراويّ.
[7]
زاد في تاريخ خليفة بعدها «ومناذر» (ص 144) .
[8]
تاريخ خليفة 144 و 145.
وعن عبد الرحمن بْن أبي بكرة قَالَ: أقاموا سنة أو نحوها، فجاء رجل من تُسْتَر وَقَالَ لأبي موسى: أسألك أن تحقن دمي وأهل بيتي ومالي، على أن أدُلَّكَ على المدخل، فأعطاه، قَالَ: فابْغِني إنسانًا سابحًا ذا عقلٍ يأتيك بأمر بيِّنٍ [1] ، فأرسل معه مجزأة بن ثور السّدوسيّ، فأدخل من مدخل الماء ينبطح على بطنه أحيانًا ويحبو حتى دخل المدينة وعرف طرقها، وأراه الْعِلْجُ الهُرْمُزَان صاحبها، فهمَّ بقتْله ثُمَّ ذكر قول أبي موسى:«لَا تسبقني بأمر» ورجع إلى أبي موسى، ثُمَّ إنه دخل بخمسةٍ وثلاثين رجلًا كأنهم البط يسبحون، وطلعوا إلى السُّور وكبروا، واقتتلوا هم ومن عندهم على السُّور، فقُتِلَ مجْزَأة [2] وفتح أولئك البلد، فتحصن الهُرْمُزان في بُرْج.
وَقَالَ قتادة، عَنْ أَنْس: لم نُصَلِّ يَوْمَئِذٍ الغداة حتى انتصف النهارُ فما يسُرُّني بتلك الصلاة الدنيا كلها [3] .
وَقَالَ ابن سيرين: قُتِلَ يَوْمَئِذٍ البراء بْن مالك [4] .
وقيل: أول من دخل تُسْتَر عبد الله بْن مغفل [5] المازني.
وعن الحسن قَالَ: حُوصرت تُسْتَر سنتين [6] .
وعن الشَّعْبِيّ قَالَ: حاصرهم أَبُو موسى ثمانية عشر شهرا، ثمّ نزل
[1] هذه الكلمة وردت مصحّفة في نسخة دار الكتب.
[2]
جاء في تاريخ خليفة الّذي ينقل عنه المؤلّف: «فمضى بطائفة منهم إلى الباب فوضعهم عليه» ، ومضى بطائفة إلى السّور، ومضى بمن بقي معه حتى صعد السّور فانحدر عليه علج معه نيزك، فطعنه مجزأة فأثبته، وكبّر المسلمون على السّور وعلى الباب، وفتحوا الباب، وأقبل المسلمون حتى دخلوا المدينة، وتحصّن الهرمزان في قصبة له» . (ص 145) .
[3]
تاريخ خليفة 146.
[4]
تاريخ خليفة 146.
[5]
في طبقة القدسي 3/ 114 «معقل» والتصويب من تاريخ خليفة 146.
[6]
تاريخ خليفة 146.
الهُرْمُزان على حُكم عُمَر، فَقَالَ حُمَيْد، عَنْ أَنْس: نزل الهُرْمُزان على حُكم عُمَر.
فلما انتهينا إليه- يعني إلى عُمَر بالهُرْمُزان- قَالَ: تكلّم، قَالَ: كلام حيّ أو كلام ميِّت؟ قَالَ: تكلم فلا بأس، قَالَ: إنا وإياكم معشر العرب مَا خلّى الله بيننا وبينكم، كنّا نغصبكم [1] ونقتلكم ونفعل، فلما كان الله معكم لم يكن لنا بكم يدان، قَالَ: يا أَنْس مَا تقول؟ قلت: يا أمير المؤمنين تركت بعدي عددًا كثيرًا وشوكة شديدة، فإن تقتُلْهُ ييأس القوم من الحياة ويكون أشد لشوكتهم، قَالَ: فأنا أستحيي قاتل البراء ومجزأة بْن ثور! فلمّا أحسست بقتله قلت: ليس إلى قتله سبيل، قد قلت له: تكلم بلا بأس، قَالَ: لَتَأْتينّي بمن يشهد به غيرك، فلقيت الزُّبَيْر فشهد معي، فأمسك عنه عُمَر، وأسلم الهُرْمزان، وفرض له عُمَر، وأقام بالمدينة [2] .
وفيها هلك هرقل عظيم الروم، وهو الَّذِي كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم يدعوه إلى الإسلام، وقام بعده ابنُه يُسْطَنْطِين.
وفيها قسَّم عُمَر خيبر وأجلى عنها اليهود، وقسّم وادي القُرى، وأجلى يهود نجران إلى الكوفة. قاله محمد بن جرير الطّبريّ [3] .
[1] في فتوح البلدان 469 «نقصيكم» بدل «نغصبكم» .
[2]
تاريخ خليفة 146، 147، فتوح البلدان 468، 469.
[3]
في تاريخ الرسل والملوك 4/ 112.