المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌خلافة الصديق رضي الله عنه وأرضاه - تاريخ الإسلام - ت تدمري - جـ ٣

[شمس الدين الذهبي]

فهرس الكتاب

- ‌[المجلد الثالث (عهد الخلفاء الراشدين) ]

- ‌سنة احدى عشرة

- ‌خِلَافَةُ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه وَأَرْضَاهُ

- ‌قِصَّةُ الْأَسْوَدِ الْعَنْسِيِّ [3]

- ‌جَيْشُ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ

- ‌شَأْنُ أَبِي بَكْرٍ وَفَاطِمَةَ رضي الله عنهما

- ‌خَبَرُ الرِّدَّةِ

- ‌مَقْتَلُ مَالِكِ بْنِ نُوَيْرَةَ التَّمِيمِيِّ الْحَنْظَلِيِّ الْيَرْبُوعِيِّ

- ‌قِتَالُ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ

- ‌الْمُتَوَفَّوْنَ هَذِهِ السَّنَةَ

- ‌وَفَاةُ فَاطِمَةَ رضي الله عنها وَهِيَ سَيِّدَةُ نِسَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ

- ‌وَفَاةُ أُمِّ أَيْمَنَ

- ‌عُكَّاشَةُ [1] بْنُ مِحْصَنٍ الْأَسَدِيُّ

- ‌ثَابِتُ [4] بْنُ أَقْرَمَ [5]

- ‌الْوَلِيدُ بْنُ عُمَارَةَ بْنِ الْوَلِيدِ [2] بن المغيرة المخزوميّ

- ‌سَنَةُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ

- ‌أَبُو حُذَيْفَةَ بْنُ عُتْبَةَ بن رَبِيعَةَ

- ‌سَالِمُ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ [5] ابْنِ عُتْبةَ

- ‌شُجَاعُ بْنُ وَهْبٍ

- ‌زَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ [6] م د

- ‌حَزْنُ بْنُ أَبِي وَهْبِ

- ‌عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سُهَيْلٍ

- ‌مَالِكُ بْنُ عَمْرٍو

- ‌الطُّفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ [2] الْأَزْدِيُّ

- ‌يَزِيدُ بْنُ رُقَيْشِ [2] بْنِ رِبَابٍ [3] الْأَسَدِيُّ

- ‌[أَسْمَاءُ جَمَاعَةٍ آخَرِينَ مِنَ الشُّهَدَاءِ]

- ‌عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَخْرَمَةَ [3] بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى

- ‌السَّائِبُ بْنُ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونِ

- ‌عَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ [4]

- ‌مَعْنُ بْنُ عَدِيِّ

- ‌عبد الله بن عبد الله بن أبي [1]

- ‌(ثَابِتُ بْنُ قَيْسِ بْنِ شَمَّاسٍ الْأَنْصَارِيُّ)

- ‌أَبُو دُجَانَةَ سِمَاكُ بْنُ خَرَشَةَ [1]

- ‌(عمارة بن حزم)

- ‌(عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ)

- ‌(ثَابِتُ بْنُ هَزَّالٍ)

- ‌(أَبُو عُقَيْلِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ)

- ‌وَقْعَةُ جُوَاثَا [5]

- ‌أَبُو الْعَاصِ [7] بْنُ الرَّبِيعِ [8]

- ‌(الصَّعْبُ بْنُ جَثَّامَةَ)

- ‌(أَبُو مَرْثَدٍ الْغَنَوِيُّ)

- ‌(بَشِيرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ)

- ‌سَنَةُ ثَلَاثَ عَشْرَةَ

- ‌وَقْعَةُ مَرْجِ الصُّفَّرِ [4]

- ‌وَقْعَةُ فِحْلٍ [5]

- ‌خِلَافَةُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رضي الله عنه

- ‌الْمُتَوَفَّوْنَ فِي هَذِهِ السَّنَةِ عَلَى الْحُرُوفِ

- ‌(أَبَانُ بن سعيد بن العاص)

- ‌(أَنَسَةُ [1] مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌(الْحَارِثُ بْنُ [6] أَوْسِ بْنِ عَتِيكٍ)

- ‌(تَمِيمُ [8] بْنُ الْحَارِثِ بن قيس [9] ، وأخوه سعيد)

- ‌خَالِدُ بن سعد بن العاص [1]

- ‌(سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ)

- ‌(سَلَمَةُ بْنُ هِشَامِ بْنِ الْمُغِيرَةِ)

- ‌(السَّائِبُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ قَيْسِ)

- ‌(ضِرَارُ بْنُ الْأَزْوَرِ الْأَسَدِيُّ)

- ‌(طُلَيْبُ بْنُ عُمَيْرِ)

- ‌(عبد الله بْن الزُّبَيْر)

- ‌(عبد الله بن عمرو الدّوسيّ)

- ‌(عثمان بْن طلحة الحجبي)

- ‌(عَتّاب بْن أسِيد)

- ‌عكرمة بن أبي جهل [3]

- ‌(عَمْرِو بْن سَعِيدِ [5] بْن الْعَاصِ)

- ‌(الفضل بْن العباس)

- ‌(نُعَيْمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ النَّحَّامُ)

- ‌(هَبّار بْن الأسود)

- ‌(هَبَّار بْن سُفْيَان)

- ‌هشام بْن العاص [5]

- ‌أَبُو بَكْر الصِّدِّيق

- ‌ذِكْر عُمّال أبي بكر

- ‌(أَبُو كَبْشَة) [9]

- ‌سَنَة أربَع عَشرَة

- ‌وقعة الجسر

- ‌حمص

- ‌البصرة

- ‌المُتَوَفّونَ في هذه السّنَةِ

- ‌م ت ق- عُتْبَة بْن غَزْوان [3]

- ‌قيس بْن السَّكَن [1]

- ‌(أَبُو عُبَيْد بْن مسعود بْن عمرو الثقفي)

- ‌(أَبُو قُحَافَةَ)

- ‌(عبد الله بْن صَعْصَعَة)

- ‌سَنَة خَمْس عَشْرَة

- ‌يوم اليَرْمُوك

- ‌وَقْعة القادسية

- ‌المُتَوَفّونَ فيهَا

- ‌(الحارث بْن هشام)

- ‌ع سعد بن عبادة [2]

- ‌(سعد بْن عُبَيْد)

- ‌(سعيد بْن الحارث)

- ‌سهيل بْن عمرو بْن عبد شمس [4]

- ‌(عامر بْن مالك بْن أهيب الزُّهْرِيّ)

- ‌(عبد الله بْن سُفْيَان)

- ‌(عبد الرحمن أخو الزُّبَيْر بْن العَوَّام لأبيه [4] )

- ‌د ن ق (عمرو بْن أم مكتوم)

- ‌(عياش بن أبي ربيعة)

- ‌(قيس بْن أبي صعصعة)

- ‌(نُصير بْن الحارث)

- ‌(نَوْفَلِ بْن الْحَارِثِ)

- ‌(هشام بْن العاص)

- ‌سنة ستّ عشرة

- ‌وقعة جَلُولاء [6]

- ‌قِنَّسْرِين

- ‌(من تُوُفِّيَ فيها) :

- ‌مارية أمّ إبراهيم القبطية

- ‌سنة سبع عشرة

- ‌الوفيَّات

- ‌سنة ثَماني عَشرة

- ‌ذِكْر مَن تُوُفيّ بهذا الطاعون بخ [1] أَبُو عُبَيْدَةَ [2]

- ‌ع مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ [1]

- ‌(ق) يزيد بْن أبي سُفْيَان [3]

- ‌(شُرَحْبيل بْن حسنة)

- ‌(الفضل بْن الْعَبَّاسِ)

- ‌(الحارث بْن هشام)

- ‌(سُهيل بْن عمرو العامري)

- ‌(أَبُو جندل بْن سُهَيْل)

- ‌(أَبُو مالك الأشعري)

- ‌[بقية حوادث سنة ثماني عشرة]

- ‌سَنَة تِسْع عَشِرة

- ‌(صفوان بْن المعطّل)

- ‌الوَفيَّات

- ‌(ع) أُبَيّ بْن كعب [1]

- ‌(خباب مولى عُتْبَة بْن غزوان [4] )

- ‌سَنَة عِشريْن

- ‌غزوة تُسْتَر

- ‌الوَفيَّاتْ

- ‌(ع) بلال بْن رباح الحَبَشيّ [1]

- ‌(ع) أُسَيد بْن الحُضَيْر [3]

- ‌(أُنَيْسُ بْنُ مَرْثَدِ)

- ‌البراء بْن مالك [2]

- ‌(ع) زينب بنت جحش [2]

- ‌سعيد بْن عامر بْن حِذيَم الجُمَحِيّ [4]

- ‌(عياض بْن غَنْم الفِهْريّ)

- ‌أَبُو سفيان بن الحارث [2]

- ‌(صفّية عَمَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم

- ‌(أَبُو الهيثم بْن التَّيِّهان)

- ‌سَنَة إحدَى وَعشرْين

- ‌نهَاوَنْد

- ‌الوَفيَّات

- ‌(وأبو هاشم)

- ‌(طُلَيْحَة بْن خُوَيْلِد)

- ‌(سوى ت) خالد بْن الوليد [2]

- ‌(ع) العلاء بْن الحضرمي [1]

- ‌(الجارود العبديّ)

- ‌ع (النُّعْمَان بْن مقرن المزني)

- ‌سَنَة اثنتَيْن وَعِشرْين

- ‌[الوَفَيات]

- ‌(معضد بْن يزيد الشيباني) [1]

- ‌[بقية حوادث السنة]

- ‌خبر السَّدّ

- ‌سنة ثلاث وعشرين

- ‌الوَفيَّات

- ‌(ع) عُمَر بْن الخطاب رضي الله عنه

- ‌ذِكْر نسائه وأولاده

- ‌ذِكْرُ مَنْ توفّي في خِلَافَةِ عُمَرْ رضي الله عنه «مجملًا»

- ‌(الأقرع بْن حابس)

- ‌(الحُباب بْن المنذر)

- ‌(ربيعة بْن الْحَارِثِ)

- ‌(خ د ن [4] ) سَوْدَة بنت زمْعَة بْن قيس [5]

- ‌(عُتْبة بْن مسعود الهّذليّ)

- ‌(علقمة بْن عُلاثة)

- ‌(علقمة [1] بن مجزّز)

- ‌خ م ت ن ق [4] (عَمْرو بْن عَوْف)

- ‌(عُمَارَةُ بْن الوليد)

- ‌(غَيْلان بْن سَلَمَةَ الثقفي)

- ‌(مَعْمَر بْن الحارث)

- ‌(ميسرة بْن مسروق [2] العبسي [3]

- ‌الهُرْمُزان صاحب تُسْتَر

- ‌(هند بنت عتبة)

- ‌(واقد بْن عبد الله)

- ‌(أَبُو خِراش الهُذَليّ الشاعر)

- ‌(أَبُو ليلى المازنيّ)

- ‌أَبُو مِحْجَن الثَّقفيّ [4]

- ‌سَنَة أرَبَعٍ وَعِشرْين

- ‌خلافة عثمان رضي الله عنه

- ‌الوَفيّاتْ

- ‌(سُرَاقَةُ بْن مالك)

- ‌[بقيّة حوادث السنة]

- ‌سَنَة خَمسْ وَعِشرْين

- ‌سنة ستّ وعشرين

- ‌سَنَة سبْعٍ وَعِشرْين

- ‌سَنَة ثمانٍ وَعِشْرين

- ‌سَنَة تسْعٍ وَعِشرْين

- ‌سَنَة ثَلَاثيْن

- ‌ذِكْرُ مَنْ تُوُفيّ في سنة ثَلَاثِين

- ‌(جبّار بْن صخر)

- ‌(حاطب بْن أبي بَلْتَعَه)

- ‌(الطُّفَيْلُ بْن الحارث)

- ‌(عبد الله بْن كعب)

- ‌(عبد الله بْن مظعون)

- ‌(عِياض بن زهير)

- ‌(مَعْمَر بْن أبي سَرْح)

- ‌(مسعود بْن ربيعة)

- ‌(أَبُو أُسَيْد)

- ‌فَصْلٌ فيه ذِكْرُ مَنْ تُوُفيّ في خِلَافَةِ عُثمان «تقريبًا» [1]

- ‌(أوْس بْن الصَّامت)

- ‌(أَنس بْن مُعَاذ)

- ‌(أوس بْن خَوْلِيٍّ)

- ‌(الجدّ بْن قيس)

- ‌(الْحَارِثِ بْن نَوْفَلِ)

- ‌(الحُطَيئة الشاعر)

- ‌(خُبيب بْن يسَاف)

- ‌زيد بن خارجة [3]

- ‌(سَلمان بْن ربيعة الباهليّ)

- ‌(عبد الله بْن حُذافة بْن قيس [4] القُرَشيّ السَّهْمِيّ)

- ‌(عبد الله بْن سُراقة)

- ‌(عبد الله بْن قيس)

- ‌(عبد الرحمن بْن سهل)

- ‌(عمْرو بْن سُرَاقة)

- ‌(عُمَيْر بْن سعد)

- ‌(عروة بن حزام)

- ‌(قطبة بْن عامر أَبُو زيد)

- ‌عُيَيْنَة بْن حِصْن [4]

- ‌(قيس بْن قهد)

- ‌(لَبِيدُ بْنُ رَبِيعَةَ)

- ‌(المسيّب بْن حَزْن)

- ‌(مُعاذ بْن عَمرو)

- ‌محمد بن جعفر [3]

- ‌(مَعْبَد بْن العباس بْن عبد المطلب)

- ‌(مُعَيْقِيب)

- ‌(مُنْقِذُ بْنُ عَمْرٍو الْأَنْصَارِيُّ)

- ‌(نُعَيْم بْن مسعود)

- ‌(أَبُو خُزَيْمة)

- ‌(أَبُو ذُؤَيْبٍ الهُذَليّ)

- ‌(أَبُو رُهْم [1]

- ‌(أَبُو زيد الطّائيّ)

- ‌(أَبُو سَبْرَةَ)

- ‌(أَبُو لُبَابَة)

- ‌(أَبُو هاشم بْن عُتْبة)

- ‌الطبقَة الرابعة

- ‌(ثُمَّ دخلت سَنَة إحدى وَثلاثِين)

- ‌الوفيَّاتْ

- ‌الحَكَم بْن أبي العاص [1]

- ‌أَبُو سُفْيَان بْن حرب [3] سوى ق

- ‌سنة اثنتين وثلاثين

- ‌[الوَفَيَات]

- ‌(سِنان بْن أبي سنان [2] بْن محصن الأسديّ)

- ‌(الطُّفَيْلُ بْن الحارث بْن المطّلب)

- ‌العبّاس بن عبد المطّلب [1] ع (الرمز ساقط من النسخ، والإثبات من مصادر الترجمة

- ‌عبد الله بن مسعود [1]

- ‌عبد الرحمن بن عوف [1]

- ‌كعب الأحبار [1]

- ‌أَبُو الدَّرْدَاء [2] (ع)

- ‌أَبُو ذَرّ الغِفَاريّ [1] ع [2]

- ‌سَنَة ثَلَاث وَثَلَاثيِن

- ‌الوَفيّاتْ

- ‌المِقْداد بْن الأسود [1] ع [2]

- ‌سَنَة أربَعٍ وَثلَاثِين

- ‌الوَفيَّاتْ

- ‌عبادة بْن الصَّامت [2] ع [3]

- ‌(كعب الأحبار)

- ‌(مِسْطَح بْن أُثَاثَة)

- ‌(أَبُو سُفيان بْن حَرْب)

- ‌أَبُو طَلْحة الأنصاريّ [2] ع [3]

- ‌(أبو عبس)

- ‌سَنَة خَمسْ وَثَلَاثيْن

- ‌وفيها مَقْتَلُ عثمان رضي الله عنه:

- ‌الوفيَّات

- ‌(الْحَارِثِ بْن نَوْفَلِ)

- ‌عامر بْن ربيعة [1] ع [2]

- ‌(عَبْدُ اللَّهِ بْن وهْب) [3]

- ‌عبد الله بن أبي ربيعة [4] س ق

- ‌عثمان بْن عفان رضي الله عنه

- ‌سَنَة سِتّ وَثَلاثِين

- ‌وَقعَة الجَمل

- ‌ذِكْرُ مَنْ توفي في هَذِهِ السَّنَةِ

- ‌الأسود بن عوف الزُّهْريّ)

- ‌(جُنْدب بن زُهَيْر الغامِديّ الأزْدِيّ)

- ‌حُذَيْفَة بن اليَمَان [3] (ع)

- ‌[1] حُكَيْم بن جَبَلَة العَبْدِي [2]

- ‌الزّبير بن العوّام [1] ع

- ‌(زيد بن صُوحان العَبْدِيّ)

- ‌سلمان الفارسيّ [1]

- ‌طلْحة بن عُبَيْد الله [1] ع

- ‌عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ [2]

- ‌(عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَتَّابِ)

- ‌(عبد الرحمن بن عُدَيْسٍ)

- ‌(عَمْرو بن أبي عَمْرو)

- ‌(قُدامة بن مظعون)

- ‌(كَعْب بن سُور الأزديّ)

- ‌(كِنانة بن بِشْر التُجَيْبيّ)

- ‌(مُجَاشع بْن مَسْعُود)

- ‌(مجالد بن مسعود)

- ‌(مُحَمَّد بْن طَلْحَةَ بْن عُبَيْد اللَّهِ التَّيْميّ)

- ‌(مُسلم الجُهَنيّ)

- ‌هند بْن أبي هالة التَّميمي [2]

- ‌سَنَة سَبْع وَثَلاثِين

- ‌وقعة صفين [1]

- ‌تحكيم الحَكَمين [4]

- ‌الوفيَّات

- ‌أُوَيْس القَرَنيّ [1]

- ‌(جندب [1] بن زهير)

- ‌(جَهْجاه بْن قَيْس)

- ‌(حابس بْن سعد الطّائي)

- ‌خَبّاب بْن الَأرَتّ [1] ع

- ‌(خزيمة بن ثابت)

- ‌ذو الكَلاع الحميري [3]

- ‌(عبد الله بن بديل بن ورقاء)

- ‌(عَبْد الله بْن كعب المُرَادي)

- ‌عبيد الله ابن أمير المؤمنين عمر [3]

- ‌عمّار بْن ياسر [3] ع

- ‌(قَيْس بْن المكشوح [6] )

- ‌(هَاشِمٍ بْن عُتْبة بْن أَبِي وَقَّاصٍ الزُّهْرِيّ)

- ‌(أَبُو فَضَالَةَ الأَنْصَاري)

- ‌(أبو عمرة الْأَنْصَارِيّ)

- ‌سَنَة ثَمانٍ وَثَلَاثِين

- ‌الوفيَّات

- ‌[1] الأشتر النَّخعِيّ [2] س

- ‌سهل بن حنيف [1] ع

- ‌(صفوان بْن بيضاء)

- ‌صُهَيْب بْن سِنَان [4] ع

- ‌مُحَمَّد بْن أبي بَكْر الصَّدَّيق [4] س ق

- ‌(محمد بن أبي حُذَيْفَةَ)

- ‌(أَبُو قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيّ)

- ‌سَنَة تِسْعٍ وَثلَاثيْن

- ‌سَنَة أربَعِين

- ‌مَنْ تُوُفيّ فيْهَا

- ‌(الأشعث [1] بْن قَيْس)

- ‌تميم الدّاريّ [5]

- ‌(الْحَارِث بْن خَزَمَة)

- ‌(خارجة بْن حُذافة)

- ‌خَوّات بْن جُبَيْر [2] م

- ‌(شرحبيل بن السّمط)

- ‌عليّ بْن أبي طَالِب ع

- ‌[1] عَبْد الرَّحْمَن بْن مُلْجَم المُرَادِيّ [2]

- ‌(مُعَيْقِيب)

- ‌أبو أسَيْد السّاعِدِيّ [2]

- ‌أبو مَسْعُود البدْريّ [4] ع

- ‌المُتَوفّون فِي خِلَافَةِ عَليّ رضي الله عنه

- ‌(رفاعة بْن رافع بْن مالك بْن العَجْلان)

- ‌(سُراقة بن مالك)

- ‌(صَفْوان بْن عَسّال [4] المُرَادِيّ)

- ‌(قَرَظَة [8] بْن كعب الْأَنْصَارِيّ الخزْرَجيّ)

- ‌(القَعْقَاع بْن عَمْرو [1] التَّميْميّ [2] )

- ‌(هشام بْن حكيم بْن حزام [1] )

- ‌الْوَلِيد بْن عُقْبَة [4] د

- ‌(أبو رافع القبطيّ)

- ‌(أبو لُبابة بْن عَبْد المُنْذِر)

- ‌(سُحَيْم [1] عَبْد بني الحَسْحَاس)

الفصل: ‌خلافة الصديق رضي الله عنه وأرضاه

[المجلد الثالث (عهد الخلفاء الراشدين) ]

‌سنة احدى عشرة

‌خِلَافَةُ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه وَأَرْضَاهُ

قَالَ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تُوُفِّيَ وَأَبُو بَكْرٍ بِالسُّنُحِ [1]، فَقَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ مَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ عُمَرُ: وَاللَّهِ مَا كَانَ يَقَعُ فِي نَفْسِي إِلَّا ذَاكَ، وَلَيَبْعَثنُهُ اللَّهُ فَيَقْطَعُ أَيْدِي رِجَالٍ وَأَرْجُلَهُمْ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ فَكَشَفَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَبَّلَهُ، وَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي، طِبْتَ حَيًّا وَمَيِّتًا، والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا يُذِيقُكَ اللَّهُ مَوْتَتَيْنِ أَبَدًا، ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ: أَيُّهَا الْحَالِفُ عَلَى رِسْلِكَ، فَلَمَّا تَكَلَّمَ أَبُو بَكْرٍ جَلَسَ عُمَرُ، فَقَالَ بَعْدَ أَنْ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ: مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مُحَمَّدًا فَإِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ مَاتَ، وَمَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ فَإِنَّ اللَّهَ حَيٌّ لَا يَمُوتُ، وَقَالَ: إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ 39: 30 [2] . وَقَالَ وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ 3: 144 [3] . الْآيَةَ، فَنَشَجَ النَّاسُ يَبْكُونَ، وَاجْتَمَعَتِ الْأَنْصَارُ إِلَى سَعْدِ بْنِ عُبَادَةَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ [4]، فَقَالُوا: مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ، فَذَهَبَ إِلَيْهِمْ

[1] السّنح: بضمّ أوّله وثانيه: منازل بني الحارث بن الخزرج بالمدينة، بينها وبين مَنْزِلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ميل. وضبطه في التاج بسكون النون وضمّها أيضا. (معجم ما استعجم 3/ 76) .

[2]

سورة الزمر، الآية 30.

[3]

سورة آل عمران، الآية 144.

[4]

هي بالقرب من دار سعد بن عبادة زعيم الأنصار.

ص: 5

أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ، فَذَهَبَ عُمَرُ يَتَكَلَّمُ فَسَكَّتَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَكَانَ عُمَرُ يَقُولُ: وَاللَّهِ مَا أَرَدْتُ بِذَلِكَ إِلَّا أَنِّي هَيَّأْتُ كَلَامًا قَدْ أَعْجَبَنِي خَشِيتُ أَنْ لَا يُبْلِغَهُ أَبُو بَكْرٍ، فَتَكَلَّمَ فَأَبْلَغَ، فَقَالَ فِي كَلَامِهِ: نَحْنُ الْأُمَرَاءُ وَأَنْتُمُ الْوُزَرَاءُ [1]، فَقَالَ الْحُبَابُ بْنُ الْمُنْذِرِ: لَا وَاللَّهِ لَا نَفْعَلُ أَبَدًا، مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَا، وَلَكِنَّا الْأُمَرَاءُ وَأَنْتُمُ الْوُزَرَاءُ، قُرَيْشٌ أَوْسَطُ الْعَرَبِ دَارًا وَأَعَزُّهُمْ أَحْسَابًا فَبَايِعُوا عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ أَوْ أَبَا عُبَيْدَةَ، فَقَالَ عُمَرُ: بَلْ نُبَايِعُكَ، أَنْتَ خَيْرُنَا وَسَيِّدُنَا وَأَحَبُّنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَخَذَ عُمَرُ بِيَدِهِ فَبَايَعَهُ وَبَايَعَهُ النَّاسُ. فَقَالَ قَائِلٌ: قَتَلْتُمْ سَعْدَ بْنَ عُبادَةَ، فَقَالَ عُمَرُ: قَتَلَهُ اللَّهُ. رَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ بِلَالٍ عَنْهُ، وَهُوَ صَحِيحُ السَّنَدِ [2] .

وَقَالَ مَالِكٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، أَنَّ عُمَرَ خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: وَقَدْ بَلَغَنِي أَنَّ قَائِلًا يَقُولُ: «لَوْ مَاتَ عُمَرُ بَايَعْتُ فُلَانًا» فَلَا يَغْتَرَّنَّ امْرُؤٌ أَنْ يَقُولَ: كَانَتْ بَيْعَةُ أَبِي بَكْرٍ فَلْتَةً، وَلَيْسَ مِنْكُمْ مَنْ تُقْطَعُ الْأَعْنَاقُ إِلَيْهِ مِثْلُ أَبِي بَكْرٍ، وَإِنَّهُ كَانَ مِنْ خَيْرِنَا حِينَ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم [3] اجْتَمَعَ الْمُهَاجِرُونَ، وَتَخَلَّفَ عَلِّيٌّ وَالزُّبَيْرُ فِي بَيْتِ فَاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَتَخَلَّفَ الْأَنْصَارُ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا بَكْرٍ انْطَلِقْ بِنَا إِلَى إِخْوَانِنَا مِنَ الْأَنْصَارِ، فَانْطَلَقْنَا نَؤُمُّهُمْ، فَلَقِيَنَا رَجُلَانِ صَالِحَانِ مِنَ الْأَنْصَارِ فَقَالَا: لَا عَلَيْكُمْ أَنْ لَا تَأْتُوهُمْ وَأَبْرِمُوا أَمْرَكُمْ، فَقُلْتُ:

وَاللَّهِ لَنَأْتِيَنَّهُمْ، فَأَتَيْنَاهُمْ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، فإذا هم مجتمعون على رجل

[1] من هنا إلى قوله (الوزراء) ساقط من نسخة دار الكتب.

[2]

الحديث أخرجه البخاري في المغازي 5/ 143 بَابُ مَرَضِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ووفاته، وانظر: طبقات ابن سعد 2/ 268- 269، وتاريخ الطبري 3/ 202، 203، وسيرة ابن هشام 4/ 260، وأنساب الأشراف للبلاذري 1/ 581، 582، والبدء والتاريخ لمطهر المقدسي 5/ 63، 64، ونهاية الأرب للنويري 18/ 385.

[3]

سقطت هنا أسطر من نسخة (ع) .

ص: 6

مُزَّمِّلٍ [1] بِالثِّيَابِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ قَالُوا: سَعْدُ بْنُ عُبادَةَ مَرِيضٌ، فَجَلَسْنَا، وَقَامَ خَطِيبُهُمْ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ فَنَحْنُ الْأَنْصَارُ وَكَتِيبَةُ الْإِيمَانِ، وَأَنْتُمْ مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ رَهْطٌ مِنَّا، وَقَدْ دَفَّتْ إِلَيْكُمْ دَافَّةٌ [2] يُرِيدُونَ أَنْ يَخْتَزِلُونَا [3] مِنْ أَصْلِنَا وَيَحْضُنُونَا [4] مِنَ الْأَمْرِ.

قَالَ عُمَرُ: فَلَمَّا سَكَتَ أَرَدْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ بِمَقَالَةٍ قَدْ كَانَتْ أَعْجَبَتْنِي بَيْنَ يَدَيْ أَبِي بَكْرٍ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: عَلَى رِسْلِكَ، وَكُنْتُ أَعْرِفُ مِنْهُ الْجِدَّ [5] ، فَكَرِهْتُ أَنْ أُغْضِبَهُ، وَهُوَ كَانَ خَيْرًا مِنِّي وَأَوْفَقَ وَأَوْقَرَ، ثم تكلّم فو الله مَا تَرَكَ كَلِمَةً أَعْجَبَتْنِي إِلَّا قَدْ قَالَهَا وَأَفْضَلَ مِنْهَا حَتَى سَكَتَ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ: مَا ذَكَرْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَهُوَ فِيكُمْ مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ، وَأَنْتُمْ أَهْلُهُ وَأَفْضَلَ مِنْهُ، وَلَنْ تَعْرِفَ الْعَرَبُ هَذَا الْأَمْرَ إِلَّا لِهَذَا الْحَيِّ مِنْ قُرَيْشٍ، هُمْ أَوْسَطُ الْعَرَبِ نَسَبًا وَدَارًا، وَقَدْ رَضِيتُ لَكُمْ أَحَدَ هَذَيْنِ الرَّجُلَيْنِ، فَبَايِعُوا أَيَّهُمَا شِئْتُمْ، وَأَخَذَ بِيَدِي وَيَدِ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ، قَالَ: فَمَا كَرِهْتُ شَيْئًا مِمَّا قَالَهُ غَيْرَهَا. كَانَ وَاللَّهِ أَنْ أُقَدَّمَ فَتُضْرَبَ عُنُقِي لَا يُقَرِّبُنِي ذَلِكَ إِلَى إِثْمٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَتَأَمَّرَ عَلَى قَوْمٍ فِيهِمْ أَبُو بَكْرٍ إِلَّا أَنْ تَتَغَيَّرَ نَفْسِي عِنْدَ الْمَوْتِ، فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ [6] : أَنَا جُذَيْلُهَا المحكك [7] وعذيقها المرجب [8] ، منا أمير ومنكم أمير معشر

[1] مزّمّل: ملتفّ في كساء أو غيره.

[2]

الدّافّة: القوم يسيرون جماعة سيرا ليس بالشديد.

[3]

أي يقتطعونا. وفي البدء والتاريخ 5/ 65 «يحتازونا» ، وكذلك في سيرة ابن هشام 4/ 261.

[4]

كذا في الأصل، بمعنى يخرجونا. وفي حاشية الأصل، والنسخة (ح) :«يمنعونا» وكذلك في النسخة (ع) ، وفي المنتقى لابن الملا «يمحصونا» وهو تصحيف. وفي تاريخ الطبري 3/ 205 «يغصبونا» .

[5]

كذا في الأصل، وفي سيرة ابن هشام 4/ 261، وتاريخ الطبري 3/ 205 «الحدّ» بالحاء المهملة، أي الحدّة.

[6]

هو الحباب بن المنذر الأنصاريّ.

[7]

الجذيل: تصغير جذل. وهو عود يكون في وسط مبرك الإبل تحتكّ به وتستريح إليه، فيضرب به المثل في الرجل يشتفى برأيه.

[8]

العذيق: تصغير عذق، وهو النخلة نفسها. والمرجّب: الّذي تبنى إلى جانبه دعامة. ترفده

ص: 7

المُهَاجِرِينَ، قَالَ: وَكَثُرَ اللَّغَطُ وَارْتَفَعَتِ الْأَصْوَاتُ حَتَى خَشِيتُ الْاخْتِلَافَ، فَقُلْنَا: ابْسُطْ يَدَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ، فَبَسَطَ يَدَهُ فَبَايَعْتُهُ وَبَايَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَبَايَعَهُ الْأَنْصَارُ، وَنَزَوْا [1] عَلَى سَعْدِ بْنِ عُبادَةَ، فَقَالَ قَائِلٌ: قَتَلْتُمْ سَعْدًا. فَقُلْتُ:

قَتَلَ اللَّهُ سَعْدًا، قال عمر: فو الله مَا وَجَدْنَا فِيمَا حَضَرْنَا أَمْرًا أَوْفَقَ مِنْ مُبَايَعَةِ أَبِي بَكْرٍ، خَشِينَا إِنْ نَحْنُ فَارَقْنَا الْقَومَ وَلَمْ تَكُنْ بَيْعَةً أَنْ يُحْدِثُوا بَعْدَنَا بيعة، فإمّا بايعناهم على ما لا نرضى، وإمّا خالفناهم فيكون فساد. رَوَاهُ يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ [2] ، عَنِ الزُّهْرِيِّ بِطُولِهِ، فَزَادَ فِيهِ: قَالَ عُمَرُ: «فَلَا يَعْتَزِلِ امْرُؤٌ أَنْ يَقُولَ: إنَّ بَيْعَةَ أَبِي بَكْرٍ كَانَتْ فَلْتَةً فَتَمَّتْ، فَإِنَّهَا قَدْ كَانَتْ كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّ اللَّهَ وَقَى شَرَّهَا، فَمَنْ بَايَعَ رَجُلًا عَنْ غَيْرِ مَشُورَةٍ فَإِنَّهُ لَا يُتَابَعُ هُوَ وَلَا الَّذِي بَايَعَهُ تَغِرَّةً [3] أَنْ يُقْتَلَا» . مُتَّفَقٌ على صحّته [4] .

[ () ] لكثرة حمله ولعزّه على أهله، فضرب به المثل في الرجل الشريف الّذي يعظّمه قومه.

[1]

نزوا: وثبوا عليه ووطئوه.

[2]

في نسخة دار الكتب (زيد) وهو وهم، على ما في الأصل و (ع) و (التاريخ الكبير للبخاريّ 2/ 4/ 406) .

[3]

حقّ البيعة أن تكون صادرة عن المشورة والاتّفاق، فإذا استبدّ رجلان دون الجماعة فبايع أحدهما الآخر، فذلك تظاهر منهما بشقّ العصا واطّراح الجماعة، فإن عقد لأحد بيعة فلا يكون المعقود له واحدا منهما، وليكونا معزولين من الطائفة التي تتّفق على تمييز الإمام منها، لأنّه إن عقد لواحد منهما وقد ارتكبا تلك الفعلة الشنيعة التي أحفظت الجماعة من التّهاون بهم والاستغناء عن رأيهم لم يؤمن أن يقتلا. كما في (النهاية لابن الأثير) وغيرها. وفي بعض النسخ:(يبايع) بدل (يتابع) .

[4]

أخرجه البخاري بشرح السندي 2/ 290، 291 ولكن من غير طريق الزهري، وأحمد في المسند 1/ 55، 56 وكذلك ابن هشام في السيرة 4/ 261، 262، برواية ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكير، عن ابن شهاب الزُّهْرِيِّ، عَن عُبَيْد اللَّهِ بْن عَبْد اللَّهِ بْن عُتْبَة بن مسعود، عن عبد الله بن عباس، عن عبد الرحمن بن عوف، ورواه الطبري في تاريخه 3/ 205، 206 عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس، والبلاذري في أنساب الأشراف 1/ 583 و 584، واليعقوبي في تاريخه 2/ 123، والمطهّر المقدسي في البدء والتاريخ 5/ 64- 66، والنويري في نهاية الأرب 19/ 29- 33، وابن كثير في البداية والنهاية 5/ 245، 246، والسيوطي في تاريخ الخلفاء 67، 68، وابن شاكر الكتبي في عيون التواريخ 1/ 485- 487، ومناقب عمر لابن الجوزي 51، 52.

ص: 8

وَقَالَ عَاصِمُ بْنُ بَهْدَلَةَ [1] ، عَنْ زِرٍّ [2]، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قالت الأنصار: منا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ. فَأَتَاهُمْ عُمَرُ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَارِ أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ قَدْ أَمَرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ يَؤُمَّ النَّاسَ؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَأَيُّكُمْ تَطِيبُ نَفْسُهُ أَنْ يَتَقَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ؟ قُلْتُ: يَعْنِي فِي الصَّلَاةِ- فَقَالَتِ الْأَنْصَارُ: نَعُوذُ باللَّه أَنْ نَتَقَدَّمَ أَبَا بَكْرٍ. رَوَاهُ النَّاسُ [3] عَنْ زَائِدَةَ عَنْهُ [4] .

وَقَالَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ: أَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْميِّ قَالَ: لَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى عُمَرُ أَبَا عُبَيْدَةَ فَقَالَ: ابْسُطْ يَدَكَ لِأُبَايِعَكَ، فَإِنَّكَ أَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ عَلَى لسان رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ لِعُمَرَ: مَا رَأَيْتُ لَكَ فَهَّةً [5] قَبْلَهَا مُنْذُ أَسْلَمْتَ، أَتُبَايِعُنِي وَفِيكُمُ الصِّدِّيقُ وَثَانِيَ اثْنَيْنِ [6] ؟.

وَرَوَى نَحْوَهُ عَنْ مُسْلِمٍ الْبَطِينِ عَنْ أبي البختري.

وقال ابْنُ عَوْنٍ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ لِعُمَرَ: ابْسُطْ يَدَكَ نُبَايِعْ لَكَ، فَقَالَ عُمَرُ [7] : أَنْتَ أَفْضَلُ مِنِّي، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنْتَ أَقْوَى مِنِّي، قَالَ: إنَّ قُوَّتِي لَكَ مَعَ فَضْلِكَ [8] .

وَقَالَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْأَنْصَارِيُّ، عَنِ الْقَاسِمِ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا تُوُفِّيَ اجْتَمَعَتِ الْأَنْصَارُ إِلَى سَعْدٍ، فَأَتَاهُمْ أَبُو بَكْرٍ وَجَمَاعَةٌ، فَقَامَ الْحُبَابُ بْنُ

[1] في نسخة (ح) بالنون «نهدلة» وهو تصحيف.

[2]

هو: زرّ بن حبيش.

[3]

في نسخة دار الكتب «الياس» وهو تصحيف.

[4]

رواه ابن سعد في الطبقات الكبرى 3/ 178، 179 عن الحسين بن عليّ الجعفيّ، عن زائدة، به، والحاكم في المستدرك 3/ 67، وتابعه الذهبي في التلخيص، ومناقب عمر لابن الجوزي 50.

[5]

الفهّة: السّقطة والجهلة. وفي حاشية الأصل: الفهة مخفّفة: ضعف الرأي.

[6]

رواه ابن سعد في الطبقات 3/ 181.

[7]

في نسخة (ح) : «فقال له عمر» .

[8]

في تاريخ الطبري 3/ 203 «إن لك قوّتي مع قوّتك» .

ص: 9

المُنْذِرِ، وَكَانَ بَدْرِيًّا فَقَالَ: مِنَّا أَمِيرٌ وَمِنْكُمْ أَمِيرٌ [1] .

وَقَالَ وُهَيْبٌ: ثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هند، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ [2]، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: لَمَا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ خُطَبَاءُ الْأَنْصَارِ، فَجَعَلَ مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ: يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اسْتَعْمَلَ رَجُلًا مِنْكُمْ قَرَنَ مَعَهُ رَجُلًا مِنَّا، فَنَرَى أَنْ يَلِيَ هَذَا الْأَمْرَ رَجُلَانِ مِنَّا وَمِنْكُمْ، قَالَ: وَتَتَابَعَتْ [3] خُطَبَاءُ الْأَنْصَارِ عَلَى ذَلِكَ، فَقَامَ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، وَإِنَّمَا يَكُونُ الْإِمَامُ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ، وَنَحْنُ أَنْصَارُهُ، كَمَا كُنَّا أَنْصَارَ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: جَزَاكُمُ اللَّهُ خَيْرًا مِنْ حَيٍّ يَا مَعْشَرَ الْأَنْصَار وَثَبَّتَ قَائِلَكُمْ، أَمَ [4] وَاللَّهِ لَوْ فَعَلْتُمْ غَيْرَ ذَلِكَ لَمَّا صَالَحْنَاكُمْ، ثُمَّ أَخَذَ زَيْدٌ بِيَدِ أَبِي بَكْرٍ فَقَالَ: هَذَا صَاحِبُكُمْ فَبَايِعُوهُ، قَالَ: فَلَمَّا قَعَدَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى الْمِنْبَرِ نَظَرَ فِي وُجُوهِ الْقوَمِ فَلَمْ يَرَ عَلِيًّا، فَسَأَلَ عَنْهُ، فَقَامَ نَاسٌ مِنَ الْأَنْصَارِ فَأَتَوْا بِهِ. فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: ابْنُ عَمِّ رَسُولِ اللَّهِ وَخَتَنُهُ أردت أن تشق عصا المسلمين! فقال: لا تَثْرِيبَ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَايَعَهُ [5] ، ثُمَّ لَمْ يَرَ الزُّبَيْرَ، فَسَأَلَ عَنْهُ حَتَّى جَاءُوا بِهِ، فَقَالَ: ابْنُ عَمَّةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَحَوَارِيُّهُ أَرَدْتَ أَنْ تَشُقَّ عَصَا الْمُسْلِميْنَ! فَقَالَ: لَا تَثْرِيبَ يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ، فَبَايَعَهُ.

رَوَى مِنْهُ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [6] إِلَى قَوْلِهِ (لمّا صالحناكم) عن

[1] طبقات ابن سعد 3/ 182.

[2]

في نسخة (ح) : «نصرة» وهو تصحيف.

[3]

في نسخة (ح) : «وتبايعت» وهو تصحيف.

[4]

بفتح الميم بدون ألف، كما في الأصل وبقيّة النسخ، وفي المنتقى لابن الملّا «أما» ، وكلاهما صحيح.

[5]

وهذا من الأدلّة على أنّ بيعته لم تتأخّر، أو يقال بأنّ هذه هي البيعة الأولى، على ما قاله الحافظ، ابن كثير في (البداية والنهاية 5/ 301) .

[6]

البداية والنهاية ج 5/ 185، 186.

ص: 10

عَفَّانَ [1] عَنْ وُهَيْبٍ [2] ، وَرَوَاهُ بِتَمَامِهِ ثِقَةٌ، عَنْ عَفَّانَ [3] .

وَقَالَ الزُّهْرِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ عُمَرُ فِي خُطْبَتِهِ: وَإِنَّ عَلِيًّا وَالزُّبَيْرَ وَمَنْ مَعَهُمَا تَخَلَّفُوا عَنَّا، وَتَخَلَّفَتِ الْأَنْصَارُ عَنَّا بِأَسْرِهَا، فَاجْتَمَعُوا فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، وَاجْتَمَعَ الْمُهَاجِرُونَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَبَيْنَمَا نَحْنُ فِي مَنْزِلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَجُلٌ يُنَادِي مِنْ وَرَاءِ الْجِدَارِ: اخْرُجْ يَا بْنَ الْخَطَّابِ، فَخَرَجْتُ فَقَالَ: إِنَّ الْأَنْصَارَ قَدِ اجْتَمَعُوا فَأَدْرِكُوهُمْ قَبْلَ أَنْ يُحْدِثُوا أَمْرًا يَكُونُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ فِيهِ حَرْبٌ، وَقَالَ فِي الْحَدِيثِ: وَتَابَعَهُ الْمُهَاجِرُونَ وَالْأَنْصَارُ فَنَزَوْنَا على سعد بن عبادة، فقال قائل: قتلتم سَعْدًا، قَالَ عُمَرُ: فَقُلْتُ وَأَنَا مُغْضَبٌ: قَتَلَ اللَّهُ سَعْدًا فَإِنَّهُ صَاحِبُ فِتْنَةٍ وَشَرٍّ [4] .

وَهَذَا مِنْ حَدِيثِ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ، عَنْ مَالِكٍ. وَرَوَى مِثْلَهُ الزُّبَيْرُ بْنُ بَكَّارٍ، عَنِ ابْنِ عُيَيْنَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.

وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ [5] عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ، وَابْنِ

[1] هو عفّان بن مسلم الصّفّار البصريّ، الثّقة الثّبت، من رواة الإمام البخاري في الصحيح، كما في (تهذيب التهذيب 7/ 230 رقم 423) وغيره.

[2]

هو وهيب بن خالد بن عجلان، الثقة الثّبت، روى له الإمام البخاريّ في صحيحه، على ما في (التهذيب لابن حجر 11/ 169 رقم 299) .

[3]

رواه الحاكم في المستدرك 3/ 76 عن أبي العباس محمد بن يعقوب، عن جعفر بن محمد بن شاكر، عن عفان بن مسلم.. به، وتابعه الذهبي في تلخيصه.

[4]

قال الأستاذ الشيخ محمد الطاهر بن عاشور في كتابه (نقد علمي لكتاب الإسلام وأصول الحكم ص 30) :

وأمّا تخلّف سعد بن عبادة رضي الله عنه عن بيعة أبي بكر فهو الصحابيّ الوحيد الّذي لم يبايع لأبي بكر، فلا بدّ من تأوّل فعله بما يليق بصحابيّ جليل: لعلّه لمّا رأى الأنصار قد أعدّته للخلافة يوم السقيفة، ثم رأى إجماع الصحابة على أبي بكر وانصرافهم عن بيعة سعد استوحش نفسه بين النّاس، وكان سعد رجلا عزيز النّفس، فخرج من المدينة ولم يرجع إليها حتّى مات

ولم ينقل عنه طعن في بيعة الصّدّيق ولا نواء بخروج، فتخلّفه عن البيعة لا يقتضي رفضه لها ولا مخالفته فيها.

[5]

في طبعة القدسي 3/ 7 «الهزلي» بالزاي، وهو تصحيف.

ص: 11

الْكَوَّاءِ، أَنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه ذَكَرَ مَسِيرَه وَبَيْعَةَ الْمُهَاجِرِينَ أَبَا بَكْرٍ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لم يَمُتْ فَجْأَةً، مَرِضَ لَيَالِي، يَأْتِيهِ بِلَالٌ فَيُؤْذِنُهُ بِالصَّلَاةِ فَيَقُولُ:«مُرُوا أَبَا بَكْرٍ بِالصَّلَاةِ» ، فَأَرَادَتِ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِ أَنْ تَصْرِفَهُ إِلَى غَيْرِهِ فَغَضِبَ وَقَالَ: إِنَّكُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، فَلَمَّا قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم اخْتَرْنَا وَاخْتَارَ الْمُهَاجِرُونَ وَالْمُسْلِمُونَ لِدُنْيَاهُمْ مَنِ اخْتَارَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِدِينِهِمْ، وَكَانَتِ الصَّلَاةُ عِظَمَ الْأَمْرِ وَقِوَامَ الدِّينِ [1] . وَقَالَ الْوَلِيدُ بْنُ مسْلمٍ: فَحَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَرْبٍ، نا الزُّبَيْدِيُّ، حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ، عَنْ أَنَسٍ أَنَّهُ سَمِعَ خُطْبَةَ عُمَرَ الْآخِرَةَ قَالَ: حِينَ جَلَسَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَدًا مَنْ مُتَوَفَّى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَتَشَهَّدَ عُمَرُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنِّي قُلْتُ لَكُمْ أَمْسِ مَقَالَةً، وَإِنَّهَا لَمْ تَكُنْ كَمَا قُلْتُ، وَمَا وَجَدْتُ الْمَقَالَةَ [2] الَّتِي قُلْتُ لَكُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَلَا فِي عَهْدٍ عَهِدَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَكِنْ رَجَوْتُ أَنَّهُ يَعِيشُ حَتَّى يُدَبِّرَنَا- يَقُولُ حَتَّى يَكُونَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم آخِرَنَا- فَاخْتَارَ اللَّهُ لِرَسُولِهِ مَا عِنْدَهُ عَلَى الَّذِي عِنْدَكُمْ، فَإِنْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ مَاتَ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ جَعَلَ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ كِتَابَهُ الَّذِي هَدَى بِهِ مُحَمَّدًا، فَاعْتَصِمُوا بِهِ تَهْتَدُوا بِمَا هُدِيَ بِهِ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ ذَكَرَ أَبَا بَكْرٍ صَاحِبَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَثَانِيَ اثْنَيْنِ وَأَنَّه أَحَقُّ النَّاسِ بِأَمْرِهِمْ، فَقُومُوا فَبَايِعُوهُ، وَكَانَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ قَدْ بَايَعُوهُ قَبْلَ ذَلِكَ فِي سَقِيفَةِ بَنِي سَاعِدَةَ، وَكَانَتِ الْبَيْعَةُ عَلَى الْمِنْبَرِ بَيْعَةَ الْعَامَّةِ.

صَحِيحٌ غَرِيبٌ [3] .

وَقَالَ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنِي أَبِي أَنَّ أَبَاهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ كَانَ مَعَ عُمَرَ، وأنّ محمد بن مسلمة كسر سيف

[1] انظر طبقات ابن سعد 3/ 183.

[2]

في نسخة (ح)«في المقالة» ، وهو وهم.

[3]

انظر طبقات ابن سعد 2/ 271، والبداية والنهاية لابن كثير 6/ 301، وسيرة ابن هشام 262، ونهاية الأرب للنويري 19/ 42.

ص: 12

الزّبير، ثم خطب أبو بكر واعتذر إلى النَّاسَ وَقَالَ: وَاللَّهِ مَا كُنْتُ حَرِيصًا عَلَى الْإِمَارَةِ يَوْمًا وَلَا لَيْلَةً وَلَا سَأَلْتُهَا اللَّهَ فِي سِرٍّ وَلَا عَلَانِيَةٍ، فَقَبِلَ الْمُهَاجِرُونَ مَقَالَتَهُ. وَقَالَ عَلِيٌّ وَالزُّبَيْرُ: مَا غَضِبْنَا [1] إِلَّا لِأَنَّا أُخِّرْنَا عَنِ الْمُشَاوَرَةِ، وَإِنَّا نَرَى أَبَا بَكْرٍ أَحَقَّ النَّاسِ بِهَا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، إِنَّهُ لَصَاحِبُ الْغَارِ، وَإِنَّا لنعرف شرفه وخيره، ولقد أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم بِالصَّلَاةِ بِالنَّاسِ وَهُوَ حَيٌّ [2] . وَقَدْ قِيلَ إِنَّ عَلِيًّا رضي الله عنه تَمَادَى عَنِ الْمُبَايَعَةِ مُدَّةً: فَقَالَ يُونُسُ ابْنُ بُكَيْرٍ، عَنِ ابْنُ إِسْحَاقَ، حَدَّثَنِي صَالِحُ بْنُ كَيْسَانَ، عَنِ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا تُوُفِّيَتْ فَاطِمَةُ بَعْدَ أَبِيهَا بِسِتَّةِ أَشْهُرٍ اجْتَمَعَ إِلَى عَلِيٍّ أَهْلُ بَيْتِهِ، فَبَعَثُوا إِلَى أَبِي بَكْرٍ: ائْتِنَا، فَقَالَ عُمَرُ: لَا وَاللَّهِ لَا تَأْتِيهِمْ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللَّهِ لَآتِيَنَّهُمْ، وَمَا تَخَافُ عَلَيَّ مِنْهُمْ! فَجَاءَهُمْ حَتَّى دَخَلَ عَلَيْهِمْ فَحَمِدَ اللَّهَ ثُمَّ قَالَ: إِنِّي قَدْ عَرَفْتُ رَأْيَكُمْ، قَدْ وَجَدْتُمْ عَلَيَّ فِي أَنْفُسِكِمْ مِنْ هَذِهِ الصَّدَقَاتِ الَّتِي ولّيت عليكم، وو الله مَا صَنَعْتُ ذَلِكَ إِلَّا أَنِّي لَمْ أَكُنْ أُرِيدُ أَنْ أَكِلَ شَيْئًا مِنْ أَمْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كُنْتُ أَرَى أثَرَهُ فِيهِ وَعَمَلَهُ إِلَى غَيْرِي حَتَّى أَسْلُكَ به سبيله وأنفذه فيما جعله الله، وو الله لَأَنْ أَصِلَكُمْ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَصِلَ أَهْلَ قَرَابَتِي لِقَرَابَتِكُمْ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَلِعَظِيمِ حَقِّهِ. ثُمَّ تَشَهَّدَ عَلِيٌّ وَقَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ وَاللَّهِ مَا نَفَسْنَا عَلَيْكَ خَيْرًا جَعَلَهُ اللَّهُ لَكَ أَنْ لَا تَكُونَ أَهْلًا لِمَا أُسْنِدَ إِلَيْكَ، وَلَكِنَّا كُنَّا مِنَ الْأَمْرِ حَيْثُ قَدْ عَلِمْتَ فَتَفُوتَ بِهِ عَلَيْنَا، فَوَجِدْنَا فِي أَنْفُسِنَا، وَقَدْ رَأَيْتُ أَنْ أُبَايِعَ وَأَدْخُلَ فِيمَا دَخَلَ فِيهِ النَّاسُ، وَإِذَا كَانَتِ الْعَشِيَّةُ [3] فَصَلِّ بِالنَّاسِ الظُّهْرَ، وَاجْلِسْ عَلَى الْمِنْبَرِ حَتَّى آتِيَكَ فَأُبَايِعَكَ، فَلَمَّا صَلَّى أَبُو بَكْرٍ الظُّهْرَ رَكِبَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللَّهَ وأثنى عليه، وذكر الّذي كان من

[1] في بعض النسخ (عصينا) وهو تصحيف.

[2]

البداية والنهاية 6/ 302.

[3]

ما بعد الزوال إلى المغرب عشيّ، وقيل العشيّ من زوال الشمس إلى الصباح، على ما في (النهاية لابن الأثير) .

ص: 13