الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ورواية، وقد ارتدّ أيام الرَّدة، فحوصِر وَأُخِذَ بالأمان له ولسبعين من قومه، وقيل لم يأخذ لنفسه أمانًا، فأُتي به أَبُو بَكْر، فقال أَبُو بَكْر: إنّا قاتلوك. لَا أمان لك. فقال: أتَمُنَّ عليَّ وأُسْلِم؟ قَالَ: نعم. فمنّ عليه وزوَّجه بأخته فروة بِنْت أبي قُحافة [1] .
وَكَانَ سيد كندة، وأصيبت عينه يوم اليرموك.
روى عنه قيس بْن أبي حازم، وأبو وائل، وجماعة، وكان على ميمنة عليّ (يوم صِفِّين) . وقد استعمله مُعَاوِيَة على أَذْرَبِيجَان [2] . وكان سيّدًا جوادًا. وهو أول من مشت الرجال فِي خدمته وهو راكب [3] وتُوُفيّ بعد عليّ بأربعين ليلة، وصلّى عليه الْحَسَن رضي الله عنه [4] .
تميم الدّاريّ [5]
ابن أوس بْن خارجة بْن سُود بن جُذَيْمة، أَبُو رُقَيّة اللَّخْمِيّ الدّاريّ.
صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم واختُلِفَ فِي نَسبه إِلَى الدّار بْن هانئ أحد بني لخم،
[ () ] النبلاء 2/ 37- 43 رقم 8، تلخيص المستدرك 3/ 522، دول الإسلام 1/ 34، العبر 1/ 42 و 46، الكاشف 1/ 84 رقم 451، مرآة الجنان 1/ 107، 108، الوافي بالوفيات 9/ 274، 275 رقم 4193، تهذيب التهذيب 1/ 359، تقريب التهذيب 1/ 80 رقم 608، النكت الظراف 1/ 76، 77، الإصابة 1/ 51، 52 رقم 205، خلاصة تذهيب التهذيب 39، البدء والتاريخ 5/ 109.
[1]
طبقات ابن سعد 6/ 22، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 71.
[2]
في نسخة (ع)«أرذبيحان» وهو تحريف. وفي تهذيب تاريخ دمشق 3/ 77 أنّ الأشعث كان عاملا لعثمان على أذربيجان.
[3]
تهذيب تاريخ دمشق 3/ 77.
[4]
طبقات ابن سعد 6/ 22، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 78.
[5]
المغازي للواقدي 695، طبقات ابن سعد 7/ 408، 409، التاريخ لابن معين 2/ 66، المحبّر لابن حبيب 452، المسند لأحمد 4/ 102، 103، الزهد لابن المبارك 31 و 452 و 471 و 508، الطبقات لخليفة 70 و 305، مقدمة مسند بقي بن مخلد 91 رقم 132، المعرفة والتاريخ 2/ 439، 440، المعارف 102 و 168، فتوح البلدان 153، أنساب الأشراف 1/ 510، ق 3/ 302، تاريخ أبي زرعة 1/ 569، 570، عيون الأخبار 1/ 297، تاريخ
وَلَخْمُ مِنْ يَعْرُب بْن قَحْطان.
وَفَدَ تميم الدّاريّ سنة تسعٍ فأسلم، وحدّث النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ بقصّة (الجسّاسة)[1] فِي أمر الدّجّال عن تميم الدّاريّ.
ولتميم عدّة أحاديث، روى عَنْهُ أَنَس، وابن عَبَّاس، وكُثَير بْن مُرّة، وعطاء بْن يزيد اللَّيثي، وعبد اللَّه بْن موْهب [2] ، وزُرارة بْن أوفى، وشهر بْن حَوْشَب، وطائفة.
قال ابن سعد [3] : لم يزل بالمدينة حَتَّى تحوّل بعد قتْل عُثْمَان إِلَى الشام.
وقال الْبُخَارِيّ [4] : هُوَ أخو أبي هند الدّاريّ.
[ () ] الطبري 3/ 174، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 30، العقد الفريد 2/ 372، الجرح والتعديل 2/ 440 رقم 1754، التاريخ الكبير 2/ 150، 151 رقم 2016، مشاهير علماء الأمصار 52 رقم 353، تاريخ واسط لبحشل 167 و 258 و 259، الثقات لابن حبّان 3/ 39، 40، الاستيعاب 1/ 184، المعجم الكبير 2/ 49- 59 رقم 129، ربيع الأبرار 4/ 12، الأسامي والكنى للحاكم (مخطوط دار الكتب) 1 ورقة 200، جمهرة أنساب العرب 422، الجمع بين رجال الصحيحين 1/ 64، التذكرة الحمدونية 1/ 143، صفة الصفوة 1/ 737- 739 رقم 115، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 347- 360، الكامل في التاريخ 2/ 314، أسد الغابة 1/ 215، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 138، 139 رقم 90، تحفة الأشراف للمزّي 2/ 115- 119 رقم 47، تهذيب الكمال 4/ 326- 328 رقم 800، وفيات الأعيان 3/ 41 و 5/ 318، المعين في طبقات المحدّثين 19 رقم 18، الكاشف 1/ 113 رقم 679، سير أعلام النبلاء 2/ 442- 448 رقم 86، الوافي بالوفيات 10/ 407، 408 رقم 491، تهذيب التهذيب 1/ 511، 512، تقريب التهذيب 1/ 113 رقم 9، النكت الظراف 2/ 115- 117، الاصابة 1/ 183، 184 رقم 837، مجمع الزوائد 9/ 392، خلاصة تذهيب التهذيب 55.
[1]
الجسّاسة: هي الدّابّة التي رآها في جزيرة بالبحر، وإنّما سمّيت بذلك لأنها تجسسّ الأخبار للدجّال. (النهاية في غريب الحديث لابن الأثير) ، وتفصيل الخبر في تاريخ دمشق تحقيق دهمان 10/ 446 وأخرجه مسلم في الفتن وأشراط الساعة (2942) باب قصة الجسّاسة، وأحمد في المسند 6/ 373، 374، والطبراني في المعجم الكبير 2/ 54- 56 رقم 1270.
[2]
وفي روايته عنه كلام، انظر تقريب التهذيب، وتهذيب التهذيب و (تاريخ البخاري 5/ 199) .
[3]
في الطبقات 7/ 409.
[4]
في التاريخ 2/ 151.
وروى ابن سعد [1] بإسنادين أنّ وفد الدّاريّين قدموا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُنْصَرَفِه من تَبُوك، وهم عشرة، فيهم تميم.
وقال ابن جُرَيْج: قَالَ عِكْرِمة: لمّا أسلم تميم قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إنّ الله مُظْهِرُك على الأرض كلها، فهَبْ لي قريتي من بيت لحْم، قَالَ:«هِيَ لك» وكتب له بها، قَالَ: ثُمَّ جاء [2] تميم بالكتاب [3] إِلَى عُمَر فقال: أَنَا شاهِدُ ذلك، وأعطاه إيّاه [4] .
وذكر اللَّيث بْن سعد، أنّ عُمَر قَالَ لتميم: ليس لك أن تبيع، فهي فِي أيدي أَهْل بيته إِلَى اليوم [5] .
وقال الواقدي: ليس لرسول الله صلى الله عليه وسلم بالشام قطيعة غير حَبْرَى [6] وبيت عَيْنُون، أقطعهما تميمًا الدّاريّ وأخاه نُعَيْمًا [7] .
وَفِي «الْبُخَارِيّ» من حديث ابن عَبَّاس قَالَ: خرج رَجُل من بني سهم مع تميم الدّاريّ وعدّي بْن بَدّا، فَمَات السهمي بأرض ليس بها مُسْلِم، فلمّا قدِما بِتَرِكتِه فقدوا جامًا من فضّة، فأحلفهما رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم، ثم وجدوا الجام بمكة، فَقِيلَ: اشتريناه من تميم وعديّ، فقام رجلان من أولياء السَّهميّ، فحلفا لشهادتنا أحقّ من شهادتهما، وأنّ الجام لصاحبهم.
[1] في الطبقات 1/ 343، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 354.
[2]
في المنتقى لابن الملّا (فلما فتح الشام) عوض (قال ثم) .
[3]
صورة الكتاب في (تاريخ دمشق لابن عساكر 10/ 466) و (مجموعة الوثائق السياسية للدكتور محمد حميد الله ص 102) من الطبعة الثالثة.
[4]
أخرجه أبو عبيد في «الأموال» 349 من طريق حجاج بن محمد المصّيصي، عن ابن جريج، وهو منقطع.
[5]
أخرجه أبو عبيد في «الأموال» 350 من طريق عبد الله بن صالح كاتب الليث، عن الليث.
[6]
حبرى: هي حبرون كما في تاريخ دمشق، ومعجم البلدان 2/ 212 اسم القرية التي فيها قبر إبراهيم الخليل عليه السلام، ببيت المقدس، وقد غلب على اسمها «الخليل» . وقد رسمت مصحّفة في النسخة (ع) ومنتقى الأحمدية.
[7]
طبقات ابن سعد 1/ 367 و 7/ 408، والأموال لابن عبيد 349، 350.
وفيهم نزلت هذه الآية يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ 5: 106 [1] .
وقال قَتَادَةَ فِي قوله: وَمن عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ 13: 43 [2] قَالَ: سَلمان، وابن سلّام، وتميم الدّاريّ [3] . وقال قُرَّةُ بْن خَالِد، عن ابن سِيرِينَ: جمع القرآن عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أُبيّ، وعثمان، وزيدُ، وتميم الدّاريّ [4] .
أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ قَالَ: كَانَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ يَخْتِمُ الْقُرْآنَ فِي سَبْعٍ [5] .
وقال عاصم بْن سُلَيْمَان، عن ابن سِيرِينَ: إنّ تميمًا الدّاريّ كان يقرأ القرآن فِي رَكْعة [6] .
وقال عَمْرو بْن مُرّة، عن أبي الضُّحى، عن مسروق قَالَ: قال لي رجلٌ من أَهْل مكة: هَذَا مقام أخيكم تميم الدّاريّ، صلّى ليلة حتّى أصبح
[1] سورة المائدة، الآية 106، والحديث أخرجه البخاري في الوصايا 5/ 308 باب قول الله عز وجل: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ 5: 106، والترمذي (3062) ، وأبو داود (3606) .
[2]
سورة الرعد، الآية 43.
[3]
أخرجه ابن جرير في التفسير 13/ 177 من طريق محمد بن عبد الأعلى، عن محمد بن ثور، عن قتادة. وقال ابن كثير في تفسيره 2/ 521: والصحيح في هذا أن (ومن عنده) اسم جنس يشمل علماء أهل الكتاب الذين يجدون صفة محمد صلى الله عليه وسلم ونعته في كتبهم المتقدّمة من بشارات الأنبياء به، كما قال تعالى: وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُها لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآياتِنا يُؤْمِنُونَ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ في التَّوْراةِ وَالْإِنْجِيلِ 7: 156- 157. وقال تعالى: أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ 26: 197 وأمثال ذلك مما فيه الإخبار عن علماء بني إسرائيل أنهم يعلمون ذلك من كتبهم المنزلة.
[4]
أخرجه ابن سعد 2/ 355 من طريق مسلم بن إبراهيم، عن قرّة بن خالد، عن ابن سيرين ورجاله ثقات.
[5]
أخرجه ابن سعد 3/ 500 من طريق عفان بن مسلم، أخبرنا وهيب، أخبرنا أيوب، عن أبي قلابة، عن أبي المهلّب، وإسناده صحيح، وابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 738.
[6]
تهذيب تاريخ دمشق 3/ 359 الزهد لابن المبارك 452، 453 رقم 1277، صفة الصفوة 1/ 738.
أو كاد، يقرأ آيةً يردّدها ويبكي: أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئاتِ 45: 21 [1] الآية [2] .
وَقَالَ أَبُو نُباتَةَ يُونُسُ بْنُ يَحْيَى، عَنِ الْمُنْكَدِرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَبِيهِ، إِنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ نَامَ لَيْلَةً لَمْ يَقُمْ بِتَهَجُّدٍ، فَقَامَ سَنَةً لَمْ يَنَمْ فِيهَا، عُقُوبَةً لِلَّذِي صَنَعَ [3] .
الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلاءِ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ: أَتَيْتُ تَمِيمًا الدَّارِيَّ فَتَحَدَّثْنَا حَتَّى اسْتَأْنَسْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: كَمْ جُزْؤُكَ؟ قَالَ: لَعَلَّكَ مِنَ الَّذِينَ يَقْرَأُ أَحَدُهُمُ الْقُرْآنَ ثُمَّ يَصْبَحُ فَيَقُولُ: قد قرأت القرآن في هذه اللّيلة، فو الّذي نَفْسِي بِيَدِهِ لأَنْ أُصَلِّيَ ثَلاثَ رَكَعَاتٍ نَافِلَةً أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقْرَأَ فِي لَيْلَةٍ، فَأُصْبِحَ فَأَقُولَ: قَرَأْتُ الْقُرْآنَ اللَّيْلَةَ، فَلَمَّا أَغْضَبَنِي قُلْتُ: وَاللَّهِ إِنَّكُمْ مَعَاشِرَ صَحَابَةِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ بَقِيَ مِنْكُمْ لَجَدِيرٌ أَنْ تَسْكُتُوا، فَلا تَعْلَمُوا وَتَعْنُوا مَنْ سَأَلَكُمْ [4]، فَلَمَّا رَآنِي قَدْ غَضِبْتُ لانَ وَقَالَ: ألا أحدّثك يا بن أَخِي، أَرَأَيْتَ إِنْ كُنْتُ أَنَا مُؤْمِنًا قَوِيًّا، وَأَنْتَ مُؤْمِنٌ ضَعِيفٌ، فَتَحْمِلُ قُوَّتِي عَلَى ضَعْفِكَ، فَلا تَسْتَطِيعُ فَتَنْبَتُّ، أَوْ رَأَيْتَ إِنْ كُنْتَ مُؤْمِنًا قَوِيًّا وَأَنَا مُؤْمِنٌ ضَعِيفٌ [أَتَيْتُكَ بِنَشَاطِي حَتَّى][5] أَحْمِلَ قُوَّتَكَ عَلَى ضَعْفِي، فَلا أَسْتَطِيعُ،
[1] سورة الجاثية، الآية 21.
[2]
أخرجه الطبراني برقم (1250) من طريق أبي بكر بن أبي شيبة، عن غندر، عن شعبة، عن عمرو بن قرة بهذا الإسناد، ورجاله ثقات. ونسبه ابن حجر في الإصابة 1/ 184 الى البغوي في «الجعديات» ، ورواه ابن المبارك في الزهد 31 رقم 94، وأحمد في الزهد 182، وابن نصر في قيام الليل 60، الصفوة 1/ 738.
[3]
نسبه ابن عساكر لابن أبي الدنيا. (تهذيب تاريخ دمشق 3/ 359) ، صفة الصفوة 1/ 739.
[4]
في تهذيب تاريخ دمشق 3/ 359 «وأن تضعوا من سألكم» ، وفي سير أعلام النبلاء 2/ 446 «وأن تعنّفوا من سألكم» .
[5]
ما بين الحاصرتين نقلته عن «الزهد» لابن المبارك 471 رقم 1339، وفي تهذيب تاريخ دمشق 3/ 359 «ثم أتيتك ببساطي حتى» ، وفي طبعة القدسي 3/ 372 «إنك لشاطي حين» ، وهي عبارة لا معنى لها. وقد سقطت أيضا من سير أعلام النبلاء 2/ 446.
فَأنْبَتُّ، وَلَكِنْ خُذْ مِنْ نَفْسِكَ لِدِينِكَ، وَمِنْ دِينِكَ لِنَفْسِكَ، حَتَّى يَسْتَقِيمَ بِكَ الأَمْرُ عَلَى عِبَادَةٍ تُطِيقُهَا. رَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ فِي «كِتَابِ الزُّهْدِ» ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ [1] .
وَرَوَى حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلاءِ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حَرْمَلٍ قَالَ: قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فَلَبِثْتُ فِي الْمَسْجِدِ ثَلاثًا لا أُطْعَمُ، فَأَتَيْتُ عُمَرَ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ تَائِبٌ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُقْدَرَ عَلَيَّ، قَالَ: مَنْ أَنْتَ؟
قُلْتُ: مُعَاوِيَةُ بْنُ حَرْمَلٍ، قَالَ: اذْهَبْ إِلَى خَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ فَانْزِلْ عَلَيْهِ.
قَالَ: وَكَانَ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ إِذَا صَلَّى ضَرَبَ بِيَدِهِ عَنْ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ، فَأَخَذَ رَجُلَيْنِ فَذَهَبَ بِهِمَا، فَصَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَأَخَذَنِي، فَأَتَيْنَا بِطَعَامٍ، فَأَكَلْتُ أَكْلا شَدِيدًا، وَمَا شَبِعْتُ مِنْ شِدَّةِ الْجُوعِ. فَبَيْنَا نَحْنُ ذَاتَ لَيْلَةٍ إِذْ خَرَجَتْ نَارٌ بِالْحَرَّةِ، فَجَاءَ عُمَرُ إِلَى تَمِيمٍ فَقَالَ: قُمْ إِلَى هَذِهِ النَّارِ. فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، وَمَنْ أَنَا، وَمَا أَنَا، فَلَمْ يَزَلْ بِهِ حَتَّى قَامَ مَعَهُ، وَتَبِعْتُهُمَا، فَانْطَلَقَ إِلَى النَّارِ، فَجَعَلَ تَمِيمٌ يَحُوشُهَا بِيَدِهِ، حَتَّى دَخَلَتِ الشِّعْبَ، وَدَخَلَ تَمِيمٌ خَلْفَهَا، فَجَعَلَ عُمَرُ يَقُولُ: لَيْسَ مَنْ رَأَى كَمَنْ لَمْ يَرَ، قَالَهَا ثَلاثًا [2] . رَوَاهُ عَفَّانُ عَنْهُ. وَمُعَاوِيَةُ هَذَا لا يُعْرَفُ [3] .
قَتَادَةَ، عن ابن سِيرِينَ، أنّ تميمًا الدّاريّ اشترى رداء بألف درهم يخرج فيه إلى الصّلاة [4] .
[1] الزهد لابن المبارك 471، 472 رقم 1339 من طريق سعيد الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ أَبِي الْعَلاءِ، عَنْ رَجُلٍ قَالَ:
…
، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 359، وصفة الصفوة 1/ 739.
[2]
تهذيب تاريخ دمشق 3/ 360.
[3]
قال ابن حجر في الإصابة 3/ 497 رقم (8434) : «معاوية بن حرمل الحنفي صهر مسيلمة الكذاب. له إدراك، وكان مع مسيلمة في الردّة، ثم قدم على عمر تائبا» ثم أخرج الخبر عن:
البغوي، من طريق الْجُرَيْرِيِّ، عَنْ أَبِي الْعَلاءِ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ حرمل.
[4]
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 2/ 49 رقم (1248) من طريق أبي كريب، عن وكيع، عن همام، عن قتادة، عن ابن سيرين، قال الهيثمي في «مجمع الزوائد» 5/ 135: ورجاله رجال الصحيح. صفة الصفوة 1/ 738.
الأَصَحُّ هَمَّامٌ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ، فَذَكَرَهُ، فَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ ثَابِتٍ، أَنَّ تَمِيمًا الدَّارِيَّ اشْتَرَى حُلَّةً بِأَلْفٍ، كَانَ يَلْبَسُهَا فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي تُرَى فِيهَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ [1] .
الزُّبَيْدِيُّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: أَوَّلُ مَنْ قَصَّ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ، اسْتَأْذَنَ عُمَرُ فَأَذِنَ لَهُ فَقَصَّ قَائِمًا [2] .
وعن سهيل بن مالك، عن أَبِيهِ، أنّ تميمًا استأذن عُمَر فِي القَصَص فأذِنَ له، ثُمَّ مر عليه بعدُ فضربه بالدِّرَّة، ثُمَّ قَالَ لَهُ: بُكْرة وعَشِيَّة [3] ! عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَافِعٍ، عَنْ أُسَامَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ تَمِيمًا اسْتَأْذَنَ عُمَرَ فِي الْقَصَصِ سِنِينَ، وَيَأْبَى عَلَيْهِ. فَلَمَّا أَكْثَرَ عَلَيْهِ قَالَ: مَا تَقُولُ؟ قَالَ: أَقْرَأُ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنَ وَآمُرُهُمْ بِالْخَيْرِ، وَأَنْهَاهُمْ عَنِ الشَّرِّ، قَالَ عُمَرُ: ذَلِكَ الذَّبْحُ، ثُمَّ قَالَ: عِظْ قَبْلَ أَنْ أَخْرُجَ لِلْجُمُعَةِ، فَكَانَ يَفْعَلُ ذَلِكَ، فَلَمَّا كَانَ عُثْمَانُ اسْتَزَادَهُ فَزَادَهُ يَوْمًا آخَرَ [4] .
وقال عَبْد الْعَزِيز بْن أَبِي رَوَّادٍ، عَنْ نَافِعٍ، أنّ تميمًا الدّاريّ استأذن عُمَر فِي القصص، فقال له: على مثل الذَّبح، قَالَ: إنّي أرجو العاقبة، فأذِنَ له.
وَقَالَ خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ بَيَانٍ، عَنْ وَبْرَةَ قَالَ: رَأَى عُمَرُ تميما
[1] تهذيب تاريخ دمشق 3/ 360، صفة الصفوة 1/ 738.
[2]
تهذيب تاريخ دمشق 3/ 360.
[3]
انظر تهذيب تاريخ دمشق 3/ 360.
[4]
تهذيب تاريخ دمشق 3/ 360، وانظر المعجم الكبير للطبراني 2/ 49، 50 رقم 1249، وفي تاريخ أبي زرعة (1915) من طريق حيوة بن شريح، عن بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ، عَنِ الزُّبَيْدِيِّ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، أنه لم يكن يقص عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ولا أبي بكر، وكان أَوَّلُ مَنْ قَصَّ تَمِيمٌ الدَّارِيُّ، اسْتَأْذَنَ عُمَرُ بن الخطاب أن يقصّ على الناس قائما، فأذن له عمر، رحمة الله عليه.