الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأما ابن سعد [1] فَقَالَ: شهِدَ الحديبية وما بعدها، وكان أحدَ الأمراء الخمسة يوم اليرموك.
يروى عنه عِياض بْن عمرو الأشعري.
أَبُو سفيان بن الحارث [2]
ابن عبد المطلب ابن عم النّبيّ صلى الله عليه وسلم، اسمه المُغِيرَة، وهو الَّذِي كان آخذًا يوم حنين بلجام بغلة النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وثبت يَوْمَئِذٍ معه، وهو أخو نوفل بْن الحارث، وربيعة بْن الحارث.
وَقَالَ أَبُو إسحاق السبيعي: لمّا حضر أبا سُفْيَان بْن الحارث بْن عبد المطلب الموت قَالَ: «لَا تبكوا عليّ فإني لم أنتطف [3] بخطيئة منذ أسلمت [4] » .
وقد روى عنه ابنه عبد الملك قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يا بني هاشم إيّاكم والصَّدَقَة» .
[1] في الطبقات 7/ 398.
[2]
المغازي للواقدي 301، تهذيب سيرة ابن هشام 250 و 267، طبقات ابن سعد 4/ 49- 54، طبقات خليفة 6، تاريخ خليفة 70 و 84، التاريخ لابن معين 2/ 707، المحبّر 46 و 64 و 177 و 439 و 473، المعارف 126 و 164 587، تاريخ أبي زرعة 1/ 645، فتوح البلدان 20، المعرفة والتاريخ 1/ 327 و 2/ 629 و 3/ 261، تاريخ الطبري 2/ 462 و 3/ 50 و 74 و 75 و 7/ 622، مشاهير علماء الأمصار 22 رقم 91، الاستيعاب 4/ 83- 85، المستدرك 3/ 254- 257، الزيارات 94، أسد الغابة 5/ 215، صفة الصفوة 1/ 519- 521 رقم 57، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 239 رقم 357، العبر 1/ 24، سير أعلام النبلاء 1/ 202- 205 رقم 32، تلخيص المستدرك 3/ 254- 256، مرآة الجنان 1/ 76، البداية والنهاية 7/ 103، 104، مجمع الزوائد 9/ 274، العقد الثمين 7/ 253، الإصابة 4/ 90، 91 رقم 538.
[3]
هكذا في الأصل وغيره، وفي سير أعلام النبلاء 1/ 204 «أتنطّف» يقال نطف ينطف إذا قطر قليلا ومنه النطفة. انظر: ذخائر العقبي 243 والتنطّف: التلطّخ. وانظر طبقات ابن سعد، وصفة الصفوة.
[4]
طبقات ابن سعد 4/ 53، الاستيعاب 4/ 84، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 2/ 239، صفة الصفوة 1/ 520 وفيه «لم أتنطّق بخطيئة» . وقد قال المحقّق في الحاشية: انتطق الرجل:
شدّ النطاق على وسطه. وهو هنا مجاز، أي لم يرتكب فاحشة.
وقيل: إن نوفلًا أخاه تُوُفيّ في هذه السنة، وقد مرّ.
وكان أَبُو سُفْيَان أخا النبي صلى الله عليه وسلم من الرضاعة، أرضعتهما حليمة السَّعْدِيَّة، سماه «المُغِيرَة» ابن الكلبي [1] والزُّبَيْر، وَقَالَ آخرون: اسمه كنيته وأخوه المُغِيرَة. وَبَلَغَنَا أنّ الذين كانوا يُشْبِهُون رسول الله صلى الله عليه وسلم: جعفر بْن أبي طالب، والحسن بْن عليّ، وقثم بْن العباس، وأبو سُفْيَان بْن الحارث.
وكان أَبُو سُفْيَان من شعراء بني هاشم، أسلم يوم الفتح، وكان قد وقع منه كلام في النّبيّ صلى الله عليه وسلم، وإيّاه عنى حسّان بقوله:
ألا أبلِغْ أبا سُفيان عنّي
…
مُغَلْغَلَةً فقد بَرحَ الخفاءُ
هجوتَ محمَّدًا فأجبتُ عَنْهُ
…
وعندَ اللَّه فِي ذاك الجزَاءُ [2]
ثُمَّ أسلم وحسُن إسلامه، وحضر فتح مكة مسلمًا، وأبلى يوم حُنَيْن بلاءً حسنًا [3] .
فَرَوَى ابْنُ إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَمَّنْ حَدَّثَهُ قَالَ: وَتَرَاجَعَ النَّاسُ يَوْمَ حُنَيْنٍ، [وَثَبَتَ أَبُو سُفْيَانَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَعَ مَنْ ثَبَتَ][4]، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَحَبَّ أَبَا سُفْيَانَ وَشَهِدَ لَهُ بِالْجَنَّةِ وَقَالَ:«أَرْجُو أَنْ يَكُونَ خَلَفًا من حمزة» [5] .
[1] في نسخة دار الكتب «بن الكلدي» والتصحيح من الأصل و «أسد الغابة» وفيه أنّ ممّن سمّاه كذلك: إبراهيم بن المنذر.
[2]
البيتان من قصيدة طويلة لحسّان قالها يوم فتح مكة، أوّلها:
عفت ذات الأصابع فالجواء إلى عذراء منزلها خلاء وهي في: ديوان حسّان بن ثابت 11- 14 طبعة دار احياء التراث العربيّ، وسيرة ابن هشام 4/ 106، 107، والبيتان أيضا في الاستيعاب 4/ 84، وفي الإصابة 4/ 90 البيت الثاني فقط.
[3]
المستدرك 3/ 254، الاستيعاب 4/ 84.
[4]
ما بين الحاصرتين ساقط من الأصل والنسخة (ع)، والاستدراك من: ذخائر العقبي في مناقب ذوي القربى للمحبّ الطبري 242.
[5]
ابن سعد 4/ 50، الاستيعاب 4/ 84، المستدرك 3/ 255 وليس في هذه المصادر شيء عن «حمزة» كما ورد هنا.
قَالَ ابن إسحاق: وَقَالَ يبكي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أرِقْتُ فباتَ لَيْلِي لَا يزولُ
…
وَلَيْلُ أخي المُصِيبة فيه طُولُ
وأسعدني البكاءُ وذاك فيما
…
أصِيبَ المسلمون به قليلُ
فقد عظُمَتْ مُصيبتنا وَجَلَّتْ
…
عَشِيَّة قيل قد قُبِضَ الرسول [1]
فَقَدْنا الوحي والتنزيل فينا
…
يروح به ويغدو جبرئيل
وذاك أحقُّ مَا سالت عليه
…
نفوس النَّاس [2] أو كادت تسيلُ
نبيّ كان يجلو الشك عنا
…
بما يوحى إليه وما يَقُولُ
ويهدينا فلا نخشى ضلالًا
…
علينا والرسول لنا دليل
فلم نر مثله في النَّاس حيًّا
…
وليس له من الموتى عديلُ [3]
أفاطِمُ إِنْ جزِعْتِ فذاك عُذْرٌ
…
وإنْ لم تجزعي فهو [4] السَّبيلُ
فعوذي بالعَزَاء فإنّ فيه
…
ثواب [5] الله والفضل الجزيلُ
وقولي في أبيك ولا تَمَلّي
…
وهل يجْزي بفعل [6] أبيك قيلُ [7]
فقبر أبيك سيّدُ كلّ قَبرٍ
…
وفيه سيّدُ النّاسِ الرسولُ
قيل: إنّ أبا سُفْيَان حجّ فحلق رأسه، فقطع الحلَّاق ثؤلولا كان في
[1] زاد ابن عبد البرّ بعده بيتا في الاستيعاب 4/ 85:
وأضحت أرضنا ممّا عراها
…
تكاد بنا جوانبها تميل
وقال القدسي في طبعته لهذا الكتاب- 3/ 123 في الحاشية رقم (3) : في أسد الغابة زيادة هذا البيت.. وأقول: ليس في أسد الغابة أيّ بيت من الأبيات من شعر أبي سفيان بن الحارث.
(راجع ترجمته في الجزء الرابع منه- ص 406 والجزء الخامس- ص 215) .
[2]
في السير «الخلق» .
[3]
هذا البيت ليس في الإستيعاب.
[4]
في الاستيعاب «ذاك» بدل «فهو» .
[5]
بالرفع، بناء «على أنّ اسم «إنّ» محذوف، والتقدير «فإنّه ثواب الله والفضل الجزيل» .
[6]
هكذا في الأصل. وفي النسخة (ح) وسير أعلام النبلاء 1/ 205: «بفضل» .
[7]
هكذا البيت والّذي قبله لم يردا في الإستيعاب.