الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لعليٍّ سمِعْنا وعصَيْنا، وإنْ بايعتم [لعثمان][1] سمِعْنا وأطعنا [2] .
ولمّا حُصِر عثمان، أقبل عبد الله مسرِعًا ينصره من صنعاء. فلقيه صفوان بْن أمية على فَرَسٍ وهو على بغلة فجفلت من الفَرَس، فطرحت عبد الله فكسرت فخذه، فوُضِع في سرير، ثمّ جهّز ناسًا كثيرة في الطّلب بدم عثمان [3] .
عثمان بْن عفان رضي الله عنه
ابن أَبِي الْعَاصِ بْن أُميَّة بْن عَبْدِ شَمْسِ، أمير المؤمنين، أَبُو عمرو، وأبو عبد الله، القُرَشيّ الأمويّ.
رَوَى عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وعن الشِّيخَيْن.
قَالَ الدّاني: عرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم، وعُرِض عليه أَبُو عبد الرحمن السُّلَمِيّ، والمُغِيرَة بْن أبي شهاب، وأبو الأسود، وزرّ بن حبيش.
روى عنه بنوه: أبان، وسعيد، وعمرو، ومولاه حُمران، وأنس، وأبو أمامة بْن سهل، والأحنف بْن قيس، وسعيد بْن المسيب، وأبو وائل، وطارق بْن شهاب، وعلقمة، وأبو عبد الرحمن السُّلمي، ومالك بْن أوس بْن الحَدَثان، وخلق سواهم.
أحد السابقين الأوَّلين، وذو النُّورين، وصاحب الهجرتين، وزوج الابنتين. قدِم الجابية مع عُمَر. وتزوج رُقَيَّةَ بِنْتِ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ
[1] الزيادة من منتقى ابن الملّا.
[2]
أخرجه البلاذري في أنساب الأشراف ق 4 ج 1/ 504 رقم 1302 من طريق الوليد بن صالح، عن الواقدي عن إسماعيل بن إبراهيم من ولد عبد الله بن أبي ربيعة، أن عبد الله قال
…
[3]
انظر الحاشية رقم (3) من الصفحة السابقة.
المبعث، فولدت له عبد الله، وبه كان يُكنى، وبابنه عمرو.
وأُمّه أروى بنت كُرَيْز بْن حبيب [1] بْن عبد شمس، وأُمُّها البيضاء [2] بنت عبد المطلب بْن هاشم، فهاجر برُقية إلى الحبشة، وخَلّفه النّبيّ صلى الله عليه وسلم عليها في غزوة بدْر ليداويها [3] في مرضها، فَتُوُفِّيَتْ بعد بدْرٍ بليالٍ [4] ، وَضَرَبَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بسهمه من بدْر وأجْره، ثمّ زوَّجه بالبنت الأخرى أمّ كلثوم.
ومات ابنه عبد الله، وله ستُّ سنين سنة أربع من الهجرة.
وكان عثمان فيما بلغنا لَا بالطويل ولا بالقصير، حَسَنَ الوجه، كبير اللحية، أسمر اللون، عظيم الكراديس، بعيد مَا بين المَنْكِبَيْن يخْضِب بالصُّفْرَة، وكان قد شدّ أسنانه بالذَّهَب [5] .
وعن أبي عبد الله مولى شدّاد قَالَ: رأيت عثمان يخطب، وعليه إزارٌ غليظ ثَمَنُهُ أربعة دراهم، وريطة كوفيّة مُمَشَّقة، ضَرِب اللّحمْ- أي خفيفة-، طويل اللحية، حسن الوجه [6] .
وعن عبد الله بْن حَزْم قَالَ: رأيت عثمان، فما رأيت ذكرا ولا أنثى أحسن وجها منه [7] .
[1] هكذا في النسخ، وتاريخ دمشق (ترجمة عثمان) - ص 4، وفي طبقات ابن سعد 3/ 53، والاستيعاب، وجمهرة أنساب العرب 74 «كريز بن ربيعة بن حبيب» .
[2]
هي أمّ حكم، كما في طبقات ابن سعد 3/ 53 أو «أمّ حكيم» . انظر تاريخ دمشق- ص 5 بالمتن والحاشية.
[3]
في النسخ وردت مهملة ومصحّفة «للدور لها» .
[4]
تاريخ دمشق- ص 5.
[5]
طبقات ابن سعد 3/ 58، تاريخ دمشق- ص 10.
[6]
المعجم الكبير للطبراني 1/ 30 رقم 92، تاريخ دمشق- ص 13.
[7]
المعجم الكبير 1/ 30 رقم 94، تاريخ دمشق 14.
وعن الحسن قال: رأيته وبوجهه نَكَتات جُدَريّ، وإذا شعره قد كسا ذِرَاعَيْه [1] .
وعن السائب قَالَ: رأيته يصفِّر لحيَتَه، فما رأيت شيخًا أجملَ منه [2] .
وعن أبي ثَوْر الفَهْمِيّ قَالَ: قدِمْتُ على عثمان فَقَالَ: لقد أختبأت عند ربّي عشْرًا: إنّي لرابع أربعةٍ في الإسلام، وما تعنَّيْتُ ولا تمنَّيْتُ [3] ، ولا وضعت يميني على فَرْجي منذ بايعت بها رَسُول الله صلى الله عليه وسلم، ولا مرَّت بي جُمُعَةٌ منذ أسلمتُ إلّا وأنا أُعْتِقُ فيها رقبةً، إلّا أنْ لَا يكون عندي فأُعْتِقُها بعد ذلك، ولا زنيت في جاهليّة ولا إسلام قطّ، [وجهَّزْت جيش الْعُسْرَةِ، وأنكحني النّبيّ ابنته، ثمّ ماتت، فأنكحني الأخرى، وما سرقت في جاهلية ولا إسلام][4] .
وعن ابْنِ عُمَر، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«إنّا نُشَبِّه عثمان بأبينا إبراهيم صلى الله عليه وسلم» [5] . وعن عائشة نحوه إنْ صحّا.
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى عُثْمَانَ عِنْدَ بَابِ الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: «يَا عُثْمَانُ هَذَا جِبْرِيلُ يُخْبِرُنِي أَنَّ اللَّهَ زَوَّجَكَ أُمَّ كُلْثُومٍ بِمِثْلِ صداق
[1] مسند أحمد 2/ 537، تاريخ دمشق 15، مجمع الزوائد للهيثمي 9/ 80.
[2]
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 19 من طريق أبي بكر بن أبي الدنيا، حدّثني سليمان بن أبي شيخ، أخبرنا يحيى بن سعيد الأموي، عن محمد بن السائب، عن أمّه قالت:«رأيت عثمان يطوف بالبيت، شيخا يصفّر لحيته، ما رأيت شيخا أجمل منه» .
[3]
أي ما كذبت. وانظر الحاشية (2) في تاريخ دمشق- ص 23.
[4]
المعرفة والتاريخ 2/ 488، غريب الحديث لابن قتيبة 2/ 72، تاريخ الطبري 4/ 390، مجمع الزوائد 6/ 86، تاريخ دمشق 23، البداية والنهاية 7/ 210، الرياض النضرة 1/ 192.
وما بين الحاصرتين مستدرك من المصادر المذكورة.
[5]
الكامل في الضعفاء لابن عديّ 3/ 282، تاريخ دمشق 24.
رُقَيَّةَ، وَعَلَى مِثْلِ صُحْبَتِهَا» . أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَه [1] . ويروى عن أنس أو غيره قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَلَا أَبُو أَيِّمٍ، أَلَا أَخُو أَيِّمٍ يُزَوِّجُ عُثْمَانَ، فَإِنِّي قَدْ زَوَّجْتُهُ ابْنَتَيْنِ، وَلَوْ كَانَ عِنْدِي ثَالِثَةٌ لَزَوَّجْتُهُ وَمَا زَوَّجْتُهُ إِلَّا بِوَحْيٍ مِنَ السَّمَاءِ» [2] . وعن الحسن قَالَ: إنّما سُمِّي عثمانُ «ذا النُّورين» لأَنّا لَا نعلم أحدًا أغلق بابه على ابنتي نبيٍّ غيره [3] .
وروى عطيّة، عَنْ أبي سعيد قَالَ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رافعًا يديه يدعو لعثمان [4] .
وَعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ: جَاءَ عُثْمَانُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِأَلْفِ دِينَارٍ فِي ثَوْبِهِ، حِينَ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ، فَصَبَّهَا فِي حِجْرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ يُقَلِّبُهَا بِيَدِهِ وَيَقُولُ:«مَا ضَرَّ عُثْمَانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ الْيَوْمِ» رَوَاهُ أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [5] ، وَفِي «مُسْنَدِ أَبِي يَعْلَى» ، مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، أَنَّهُ جَهَّزَ جَيْشَ الْعُسْرَةِ بِسَبْعِمِائَةٍ أُوقِيَّةٍ مِنْ ذَهَبٍ [6] .
وَقَالَ خليد، عَنِ الحسن قال: جهّز عثمان بسبعمائة وخمسين ناقة، وخمسين فرسًا، يعني في غزوة تبوك [7] .
[1] في المقدّمة- ص 41 رقم (110) ، تاريخ دمشق 35.
[2]
تاريخ دمشق 39.
[3]
تاريخ دمشق 45.
[4]
تاريخ دمشق 49.
[5]
المسند 5/ 63، تاريخ دمشق 57 و 58.
[6]
تاريخ دمشق 61.
[7]
تاريخ دمشق 66 وهو ضعيف لضعف خليد- بن دعلج السدوسي- حيث عدّه الدار الدّارقطنيّ من المتروكين- انظر له الضعفاء- ص 85 رقم 203.
وَعَنْ حَبَّةَ الْعُرَنِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «رَحِمَ اللَّهُ عُثْمَانَ تَسْتَحْيِيهِ الْمَلَائِكَةُ» [1] . وَقَالَ الْمُحَارِبِيُّ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، عَنْ بِشْرِ بْنِ بَشِيرٍ الأَسْلَمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الْمَدِينَةَ اسْتَنْكَرُوا الْمَاءَ، وَكَانَتْ لِرَجُلٍ مِنْ بَنِي غِفَارٍ، عَيْنٌ يُقَالُ لَهَا رُومَةُ، وَكَانَ يَبِيعُ مِنْهَا الْقِرْبَةَ بِمُدٍّ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«تَبِيعُهَا بِعَيْنٍ فِي الْجَنَّةِ» ، فَقَالَ: لَيْسَ لِي يَا رَسُولَ اللَّهِ عَيْنٌ غَيْرهَا، لَا أَسْتَطِيعُ ذَلِكَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ عُثْمَانَ، فَاشْتَرَاهَا بِخَمْسَةٍ وَثَلاثِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَتَجْعَلُ لِي مِثْلَ الَّذِي جَعَلْتَ لَهُ عَيْنًا فِي الْجَنَّةِ إِنِ اشْتَرَيْتُهَا؟ قَالَ: «نَعَمْ» قَالَ: قَدِ اشْتَرَيْتُهَا وَجَعَلْتُهَا لِلْمُسْلِمِينَ [2] . وعن أبي هُرَيْرَةَ قَالَ: اشترى عثمان من رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم الجنّة مرتين:
يوم رومة، ويوم جيش الْعُسْرَةِ [3] .
وَقَالَتْ عَائِشَةُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُضْطَجِعًا فِي بَيْتِهِ كَاشِفًا عَنْ سَاقِيهِ، فَاسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، وَهُوَ عَلَى تِلْكَ الْحَالِ فَتَحَدَّثَا، ثُمَّ اسْتَأْذَنَ عُثْمَانُ، فَجَلَسَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَسَوَّى ثِيَابَهُ، فَدَخَلَ فَتَحَدَّثَ، فَلَمَّا خَرَجَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ، فَلَمْ تَجْلِسْ لَهُ، ثُمَّ دَخَلَ عُمَرُ، فَلَمْ تَهِشْ لَهُ، ثُمَّ دَخَلَ عُثْمَانُ فَجَلَسْتَ وَسَوَّيْتَ ثِيَابَكَ، قَالَ:«أَلَا اسْتَحْيِي مِنْ رَجُلٍ تَسْتَحْيِي مِنْهُ الْمَلَائِكَةُ» ؟ رَوَاهُ مُسْلِمٌ [4] . وَرُوِيَ نَحُوُه مِنْ حديث عليّ، وأبي هريرة، وابن عبّاس.
[1] الحديث صحيح بشواهده. انظر تاريخ دمشق 76- 90.
[2]
تاريخ دمشق 68.
[3]
أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 107، وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 58، وابن عساكر في تاريخ دمشق 69.
[4]
في فضائل الصحابة 4/ 1866 من طريق يحيى بن يحيى، ويحيى بن أيوب، وقتيبة، وابن حجر. والحديث بهذا اللفظ في تاريخ دمشق 76، وجامع الأصول 8/ 633.
وَقَالَ أَنَسٍ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي دِيِن اللَّهِ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ» [1] . وَعَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لِكُلِّ نَبِيٍّ رَفِيقٌ، وَرَفِيقِي عُثْمَانُ» [2] . أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ [3] . وَفِي حَدِيثِ الْقُفِّ [4] : ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«ائْذَنْ لَهُ وبشّره بالجنّة على بلوى تصيبه» [5] .
[1] تاريخ دمشق 88.
[2]
أي في الجنة.
[3]
في السنن 5/ 287 وقال: هذا حديث غريب وليس إسناده بالقويّ. وهو منقطع. ورواه الحاكم في المستدرك 3/ 97، وابن عساكر في تاريخ دمشق 97، وابن الأثير في جامع الأصول 8/ 637.
[4]
القفّ: ما ارتفع من متن الأرض، وهنا جدار مبنيّ مرتفع حول البئر كالدّكة يمكن الجلوس عليه.
[5]
حديث القفّ أخرجه البخاري ومسلم والترمذي، وخيثمة الأطرابلسي، وابن عساكر، وابن الأثير، من عدّة طرق.
عن أبي موسى الأشعريّ رضي الله عنه أخبر أنه توضّأ في بيته ثم خرج، فقال: لألزمنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأكوننّ معه يومي هذا، قال: فجاء المسجد فسأل عن النبيّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: خرج وجه ها هنا، قال: فخرجت على إثره أسأل عنه حتى دخل بئر أريس، قال: فجلست عند الباب، وبابها من جريد، حتى قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته وتوضّأ، فقمت إليه، فإذا هو قد جلس على بئر أريس، وتوسّط قفّها، وكشف عن ساقيه ودلّاهما في البئر. قال: فسلّمت عليه ثم انصرفت، فجلست عند الباب، فقلت: لأكونن بوّاب رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم، فجاء أبو بكر فدفع الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: أبو بكر. فقلت: على رسلك. قال: ثم ذهبت، فقلت: يا رسول الله هذا أبو بكر يستأذن، فقال:«ائذن له وبشّره بالجنّة» . فأقبلت حتى قلت لأبي بكر: أدخل. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبشّرك بالجنة، قال: فدخل أبو بكر فجلس عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم معه في القفّ ودلّى رجليه في البئر، كما صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكشف عن ساقيه، ثم رجعت فجلست وقد تركت أخي يتوضّأ ويلحقني، فقلت: إن يرد الله بفلان- يعني أخاه- خيرا يأت به، فإذا إنسان يحرّك الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: عمر بن الخطّاب.
فقلت: على رسلك، ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلّمت عليه وقلت: هذا عمر يستأذن، فقال:«ائذن له وبشّره بالجنّة» - فجئت عمر فقلت: أدن أدخل ويبشّرك رسول الله بالجنّة.
وَقَالَ شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، عَنِ الزُّهْرِيِّ قَالَ: قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ سُوَيْدٍ:
أَنَّ رَجُلًا مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ قَالَ: كُنْتُ فِي مَجْلِسٍ فِيهِ أَبُو ذَرٍّ، وَأَنَا أَظُنُّ فِي نَفْسِي أَنَّ فِي نَفْسِ أَبِي ذَرٍّ عَلَى عُثْمَانَ مَعْتَبَة لإِنْزَالِهِ إِيَّاهُ بِالرَّبَذَةِ، فَلَمَّا ذُكِرَ لَهُ عُثْمَانُ عَرَضَ لَهُ بَعْضُ أَهْلِ الْمَجْلِسِ بِذَلِكَ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ: لَا تَقُلْ فِي عُثْمَانَ إِلا خَيْرًا، فَإِنِّي أَشْهَدُ لَقَدْ رَأَيْتُ مَنْظَرًا، وَشَهِدْتُ مَشْهَدًا لَا أَنْسَاهُ، كُنْتُ الْتَمَسْتُ خَلَوَاتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لأَسْمَعَ مِنْهُ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ عُمَرُ، ثُمَّ عُثْمَانُ، قَالَ: فَقَبَضَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى حَصَيَاتٍ، فَسَبَّحْنَ فِي يَدِهِ حَتَّى سُمِعَ لَهُنَّ حَنِينٌ كَحَنِينِ النَّحْلِ [1] ، ثُمَّ نَاوَلَهُنَّ أَبَا بَكْرٍ، فَسَبَّحْنَ فِي كَفِّهِ، ثُمَّ وَضَعَهُنَّ فِي الأَرْضِ فَخَرِسْنَ، ثُمَّ نَاوَلَهُنَّ عُمَرَ، فَسَبَّحْنَ فِي كَفِّهِ، ثُمَّ أَخَذَهُنَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَوَضَعَهُنَّ فِي الأَرْضِ فَخَرِسْنَ، ثُمَّ نَاوَلَهُنَّ عُثْمَانَ فَسَبَّحْنَ فِي كَفِّهِ، ثُمَّ أخذهنّ منه، فوضعهنّ فخرسن [2] .
[ () ] قال: فدخل فجلس مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في القفّ عن يساره ودلّى رجليه في البئر، ثم رجعت فجلست فقلت: إن يرد الله بفلان خيرا- يعني أخاه- يأت به، فجاء إنسان فحرّك الباب، فقلت: من هذا؟ فقال: عثمان بن عفان. فقلت: على رسلك. قال: وجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فقال:«ائذن له وبشّره بالجنّة مع بلوى تصيبه» . قال: فجئت فقلت: ادخل ويبشّرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنّة بعد بلوى تصيبك. قال: فدخل فوجد القفّ قد مليء، فجلس وجاههم من الشّقّ الآخر» .
رواه البخاري في الفتن 13/ 42 باب الفتنة تموج كالبحر. وفي فضائل أصحاب النبيّ، باب قول النبيّ: لو كنت متّخذا خليلا، وباب مناقب عمر بن الخطاب، وباب مناقب عثمان. وفي الأدب، باب نكث العود في الماء والطّين. ورواه الترمذي في المناقب (3711) ، أخرجه خيثمة بن سليمان الأطرابلسي في فضائل الصحابة (مخطوط الظاهرية- الجزء 3- ورقة 105 أ- 108 أ)
وقد قمنا بتحقيقه ونشرناه مع غيره من أجزاء خيثمة بعنوان: «من حديث خيثمة بن سليمان القرشي الأطرابلسي» - وصدر عن دار الكتاب العربيّ ببيروت 1400 هـ. / 1980 م. - ص 97- 104، وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 122- 140، وابن الأثير في جامع الأصول 8/ 562 رقم 6372.
[1]
في طبعة القدسي 3/ 280 «النخل» بالخاء المعجمة، وهو تحريف.
[2]
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 109 وخيثمة الأطرابلسي في فضائل الصحابة- جزء 3- ورقة 108 أ، 108 ب (انظر: من حديث خيثمة، بتحقيقنا- ص 105، 106) .
وَقَالَ سليمان بْن يسار: أخذ جَهْجاه الغفِاريّ عصا عثمان التي كان يتحصّر بها، فكسرها على رُكْبَتِه، فوقعت في رُكبته الأكِلَة [1] .
وَقَالَ ابن عُمَر: كنّا نقول عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أبو بكر، ثم عمر، ثم عثمان. رواه جماعةٌ عَنِ ابن عُمَر [2] .
وَقَالَ الشَّعْبِيّ: لم يجمع القرآن أحدٌ من الخلفاء من الصحابة غير عثمان، ولقد فارق عليٌّ الدنيا وما جمعه [3] .
وَقَالَ ابن سِيرين: كان أعلمَهَم بالمناسك عثمانُ، وبعده ابن عُمَر [4] .
وَقَالَ رِبْعِيّ، عَنْ [5] حُذَيْفة: قَالَ لي عُمَر بِمنًى من ترى النّاس يولُّون بعدي؟ قلت: قد نظروا إلى عثمان [6] .
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ [7]، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ مُضَرِّبٍ قَالَ: حَجَجْتُ مع عُمَر، فكان الحادي يحدو.
إنّ الأمير بعده ابن عفان.
وحججت مع عثمان، فكان الحادي يحدو.
إنّ الأمير بعده عليّ [8] .
[1] انظر: تاريخ الطبري 4/ 366، 367، تاريخ دمشق 332 و 333.
[2]
تاريخ دمشق 152.
[3]
تاريخ دمشق 170.
[4]
طبقات ابن سعد 3/ 60، تاريخ دمشق 172.
[5]
في المنتقى لابن الملّا «ربعي بن حذيفة» ، وهو وهم، والتصحيح من تاريخ دمشق، وهو «ربعيّ بن حراش» .
[6]
تاريخ دمشق 177.
[7]
في نسخة دار الكتب «ابن إسحاق» ، وهو خطأ. والمثبت من منتقى الأحمدية، و (ع) ، وتاريخ دمشق، وتهذيب التهذيب 2/ 166.
[8]
تاريخ دمشق 179.
وَقَالَ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ الأَقْرَعِ مُؤَذِّنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ دَعَا الأَسْقُفَ فَقَالَ: هَلْ تَجِدُونَا فِي كُتُبِكُمْ؟ قَالَ: نَجِدُ صِفَتَكُمْ وَأَعْمَالَكُمْ، وَلا نَجِدُ أَسْمَاءَكُمْ، قَالَ: كَيْفَ تَجِدُنِي؟ قَالَ: قَرْنٌ مِنْ حَدِيدٍ، قَالَ: مَا قَرْنٌ مِنْ حَدِيدٍ؟ قَالَ: أَمِيرٌ شَدِيدٌ، قَالَ عُمَرُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، قَالَ: فَالَّذِي بَعْدِي؟ قَالَ: رَجُلٌ صَالِحٌ يُؤْثِرُ أَقْرِبَاءَهُ، قَالَ عُمَرُ: يَرْحَمُ اللَّهُ ابْنَ عَفَّانَ، قَالَ: فَالَّذِي مِنْ بَعْدِهِ؟ قَالَ: صَدَعٌ [1]- وَكَانَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ يقول: صدأ- من حديد، فقال عمر: وا دفراه وا دفراه [2] ، قَالَ مَهْلًا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِنَّهُ رَجُلٌ صَالِحٌ، وَلَكِنْ تَكُونُ خِلافُتُه فِي هِرَاقَةٍ مِنَ الدِّمَاءِ [3] .
وَقَالَ حمّاد بْن زيد: لئْن قلتُ إنّ عليًّا أفضل من عثمان، لقد قلت إنّ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم خانوا [4] .
وَقَالَ ابْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَمْرو بن عثمان قَالَ: كان نَقْشُ خاتمِ عثمان «آمنت بالذي خلق فَسَوَّى» [5] .
وَقَالَ ابن مسعود حين استُخْلِف عثمان: أَمَّرْنا خيرَ مَن بقي ولم نَأْلُ [6] .
وَقَالَ مُبارك [7] بن فَضَالَةَ، عن الحسن قَالَ: رأيت عثمانَ نائمًا في المسجد، ورداؤه تحت رأسه، فيجيء الرجلُ فيجِلس إليه، [ويجيء الرجل
[1] الصّدع والصّدع: الفتيّ الشابّ القويّ من الأوعال. (لسان العرب- صدع) .
[2]
وا دفراه: قال ابن الأعرابيّ: الدّفر الذّلّ. (لسان العرب) .
[3]
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 179، 180 وفي آخره:«والسيف مسلول» . وانظر:
غريب الحديث لأبي عبيد 3/ 235، 236.
[4]
تاريخ دمشق 199.
[5]
تاريخ دمشق 203
[6]
تاريخ دمشق 206.
[7]
في منتقى الأحمدية «منازل» وهو تحريف.
فيجِلس إليه] [1] ، كأنّه أحدُهم، وشهِدْتُهُ يأمر في خُطْبته بقتْل الكلاب، وذبْح الحَمَام [2] .
وعن حكيم بن عبّاد قال: أوّلُ مُنْكَرٍ ظهر بالمدينة طَيَرانُ الحَمام، وَالرَّمْيُ، يعني بالبُنْدُق، فأمر عثمان رجلًا فقصَّها، وكسر الجُلاهِقات [3] .
وصحّ من وجوهٍ، أنّ عثمان قرأ القرآنَ كلَّه في رَكْعَةٍ [4] .
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُبَارَكِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ جَدَّتِهِ، أَنَّ عُثْمَانَ كَانَ يَصُومُ الدَّهْرَ [5] .
وَقَالَ أَنَس: إنّ حُذَيْفَة قدِم على عثمانَ، وكان يغزو مع أهل العراق قِبَل أرمينية، فاجتمع في ذلك الغزوِ أهلُ الشّام، وأهلُ العراق، فتنازعوا في القرآن حتّى سمع حُذَيْفَة من اختلافهم مَا يكْره، فركِب حتّى أتى عثمانَ فَقَالَ: يا أمير المؤمنين أدرِكْ هذه الأمّةَ قبل أن يختلفوا في القرآن اختلاف اليهود والنَّصارَى في الكُتُب. ففزع لذلك عثمان، فأرسل إلى حفْصَة أمّ المؤمنين: أنْ أرسِلي إليّ بالصُّحُف التي جُمِع فيها القرآن، فأرسَلتْ إليه بها، فأمر زيدَ بن ثابت، وسعيد بن العاص، وعبد الله بن الزُّبَيْر، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام، أن ينسخوها في المصاحف، وقال: إذا
[1] ما بين الحاصرتين زيادة من منتقى الأحمدية، و (ع) .
[2]
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق بسنده ولفظه 218 حتى «كأنه أحدهم» .
[3]
تاريخ الطبري 4/ 398، تاريخ دمشق 221، و 333، الكامل في التاريخ 3/ 181.
والجلاهقات: البندق. ومنه قوس الجلاهق.
وأصل اللفظة فارسيّ. (لسان العرب) .
[4]
انظر: السنن الكبرى للبيهقي 3/ 24 و 25، وطبقات ابن سعد 3/ 76، وتاريخ دمشق 225 وما بعدها.
[5]
تاريخ دمشق 229.
اختلفتم أنتم وزيد في عربيّة فاكتبوها بلسان قريش، فإنّ القرآنَ إنّما نزل بلسانهم.
ففعلوا حتّى كُتِبَت المصاحف، ثمّ ردّ عثمان الصُّحف إلى حَفْصَة، وأرسل إلى كل جُنْد من أجناد المُسْلِمين بمُصْحَفٍ، وأمرهم أن يحرقوا كلّ مُصْحَفٍ يخالف المُصْحَف الَّذِي أرسل إليهم به، فذلك زمانٌ حُرِّقت فيه المَصَاحف بالنّار [1] .
وَقَالَ مُصْعَب بن سعد بن أبي وقّاص: خطب عثمانُ النّاس فَقَالَ: أيّها النّاس، عَهْدكُمْ بنبيّكم بضع عشرة، وأنتم تميزّون في القرآن، وتقولون قراءة أبيّ، وقراءة عبد الله، يَقُولُ الرجل: واللَّهِ مَا نُقِيم قراءتك، فأعْزِمُ على كلّ رجلٍ منكم كان معه من كتاب الله شيءٌ لما جاء به. فكان الرجل يجيء بالورقة والأديم فيه القرآن، حتّى جمع من ذلك كثيرًا، ثُمَّ دخل عثمان، فدعاهم رجلًا رجلًا، فناشدهم: أسَمِعْتَهُ من رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم، وهو أملاه عليك؟ فيقول: نعم، فلمّا فرغ من ذلك قَالَ: من أكْتَبُ النّاس؟ قالوا: كَاتِبَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زيد بن ثابت، قَالَ: فأيّ النّاس أعْرَب؟ قالوا: سعيد بن العاص، قَالَ عثمان: فَلْيُمْلِ سعيدٌ ولْيَكْتُب زيد، فكتب مَصَاحِفَ ففرَّقها في النّاس [2] .
وَرَوَى رَجُلٌ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفْلَةَ قَالَ عَلِيٌّ فِي الْمَصَاحِفِ: لَوْ لَمْ يَصْنَعْهُ عُثْمَانُ لَصَنَعْتُهُ [3] . وَقَالَ أَبُو هلال: سمعت الحسن يقول: عمل عثمان اثنتي عشرة سنة،
[1] تاريخ دمشق 234.
[2]
المصاحف لأبي حاتم السجستاني 23، تاريخ دمشق 238.
[3]
تاريخ دمشق 237.
مَا ينكرون من إمارته شيئا [1] .
وَقَالَ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ [2]، عَنْ سَفِينَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثمّ تكون مُلْكًا [3] . وَقَالَ قَتَادَةُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ مُرَّةَ الْبَهْزِيِّ قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: «تَهِيجُ فِتْنَةٌ كَالصَّيَاصِي، فَهَذَا وَمَنْ مَعَهُ عَلَى الْحَقِّ» . قَالَ: فَذَهَبْتُ وَأَخَذْتُ بِمَجَامِعِ ثَوْبِهِ فَإِذَا هُوَ عُثْمَانُ [4] .
وَرَوَاهُ الْأَشْعَثُ الصَّنْعَانِيُّ، عَنْ مُرَّةَ. وَرَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عن كعب ابن عُجْرَةَ، وَرُوِيَ نَحْوُهُ عَنِ ابْنِ عُمَرَ.
وَقَالَ قَيْسُ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي سَهْلَةَ مَوْلَى عُثْمَانَ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَعَلَ يُسَارُّ عُثْمَانَ، وَلَوْنُ عُثْمَانَ يَتَغَيَّرُ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الدَّارِ وَحُصِرَ فِيهَا، قُلْنَا: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَلا تُقَاتِلُ؟ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَهِدَ إِلَيَّ عَهْدًا، وَإِنِّي صَابِرٌ نَفْسِي عَلَيْهِ [5] .
أَبُو سَهْلَةَ وَثَّقَهُ أَحْمَدُ الْعِجْلِيُّ [6] .
وَقَالَ الجريريّ: حدّثني أَبُو بكر العَدَوِيّ قَالَ: سألت عائشة: هل عهدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلى أحدٍ من أصحابه عند موته؟ قالت: معاذ الله إلّا أنّه
[1] تاريخ دمشق 244.
[2]
في نسخة دار الكتب «جهمان» ، وهو تحريف، والتصحيح من (ع) ومنتقى الأحمدية، وتاريخ دمشق، وتهذيب التهذيب 4/ 14.
[3]
تاريخ دمشق 244.
[4]
تاريخ دمشق 266 و 267.
[5]
أخرجه أحمد في المسند 6/ 53، والترمذي في الفضائل 5/ 295 رقم 3795، وقال: هذا حديث حسن صحيح لا نعرفه إلّا من حديث إسماعيل بن أبي خالد، وأخرجه ابن ماجة في المقدّمة 54، وابن عساكر في تاريخ دمشق 283، وابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 75.
[6]
ترتيب الثقات للعجلي 500 رقم 1962.
سارَّ عثمان، أخبره أنّه مقتولٌ، وأمره أن يكفَّ يده [1] .
وَقَالَ شُعْبَةُ: أَخْبَرَنِي أَبُو حَمْزَةَ: سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: قُتِلَ الله عُثْمَانُ وَأَنَا مَعَهُ، قَالَ أَبُو حمزة: فذكرته لابن عبّاس فَقَالَ:
صَدَقَ يَقُولُ: قتل الله عثمان ويقتلني معه، قلت: قد كان عليّ يَقُولُ: عَهِدَ إِلَيَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لتخضبنّ هذه من هذه. وَقَد رَوَى شُعْبَةُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الشَّرُودِ، أَنَّ عَلِيًّا قَالَ: إِنِّي لأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا وَعُثْمَانُ مِمَّنْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: وَنَزَعْنا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ 15: 47 [2] .
وَرَوَاهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ [3] . وَقَالَ مطرف بن الشَّخَّير: لَقِيتُ عليًّا فَقَالَ [4] : يأبا عبد الله مَا بطَّأ بك، أَجِبْ عثمانَ، ثمّ قَالَ: لئن قلت ذاك، لَقَدْ كَانَ أوصَلَنَا لِلرَّحِمِ، وأتْقانا للرَّبّ [5] . وَقَالَ سعيد بن عَمْرو بن نُفَيْلٍ: لو أنْقَضَّ أُحُد لِما [6] صنعتم بابن عفان لكان حقيقًا [7] .
وَقَالَ هِشَامٌ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ، عَنْ عُقْبَةَ [8] بْنِ أَوْسٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: يَكُونُ عَلَى هَذِهِ الأُمَّةِ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً، منهم أبو بكر
[1] أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق مطوّلا- ص 286.
[2]
سورة الحجر- الآية 47.
[3]
وأخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 470.
[4]
«في النسخة (ع) «فقلت» بدل «فقال» ، وهو وهم.
[5]
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق 478 و 479.
[6]
في نسخة دار الكتب ومنتقى أحمد الثالث «فيما» بدل «ما» .
[7]
الاستيعاب لابن عبد البرّ 3/ 84، تاريخ دمشق 485.
[8]
في منتقى أحمد الثالث (عتبة) وهو تحريف، صححته من نسخة الدار، وخلاصة التذهيب.
الصِّدِّيقُ، أَصَبْتُمُ اسْمَهُ، وَعُمَرُ الْفَارُوقُ قَرْنٌ مِنْ حديد، أصبتم اسمه، وعثمان ذو النّورين، وأوتي كِفْلَيْنِ مِنَ الرَّحْمَةِ قُتِلَ مَظْلُومًا، أَصَبْتُمُ اسْمَهُ [1] رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ مُحَمَّدٍ.
وَقَالَ عبد الله بن شَوْذَب: حدّثني زَهْدَم [2] الجَرْميّ قَالَ: كنت في سَمَرٍ عند ابن عباس فَقَالَ: لأحدِّثنّكم حديثًا: إنّه لما كان من أمر هذا الرجل مَا كان، قلت لعليّ: اعتزلْ هذا الأمر، فو الله لو كنتَ في جُحْرٍ لأتاك النّاسُ حتّى يبايعوك، فعصاني، وَايْمُ الله لَيَتأَمَّرَنّ عليه معاويةُ، ذلك بأنّ الله يَقُولُ: وَمن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنا لِوَلِيِّهِ سُلْطاناً فَلا يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ إِنَّهُ كانَ مَنْصُوراً 17: 33 [3] .
وَقَالَ أَبُو قِلابة الجَرْميّ: لمّا بلغ ثُمَامَة بنَ عَدِيّ قتْلُ عثمان- وكان أميرًا على صنعاء- بكى فأطال البكاء، ثمّ قَالَ: هذا حين انتُزعت خلافةُ النُّبوَّة من أُمَّة محمد، فصار مُلْكًا وجَبْرِيّة، مَن غلب على شيءٍ أكله [4] .
وَقَالَ يحيى بن سعيد الأنصاري: قَالَ أَبُو حُميد السَّاعدي- وكان بدْريًا- لما قُتِل عثمان: اللَّهمّ إنّ لك عليّ أنْ لَا أضحك حتّى ألقاك [5] .
قَالَ قتادة: ولي عثمان ثنتي عشرة سنة، غير اثني عشر يومًا [6] . وكذا قال خليفة بن خيّاط [7] وغيره [8] .
[1] تاريخ دمشق 486، النهاية لابن الأثير 4/ 55.
[2]
في (ع)(زهرم) وهو تحريف.
[3]
سورة الاسراء، الآية 33.
[4]
تاريخ دمشق 487.
[5]
طبقات ابن سعد 3/ 80، تاريخ دمشق 491.
[6]
تاريخ دمشق 491.
[7]
تاريخ دمشق 525.
[8]
في تاريخه- ص 177.
وَقَالَ أَبُو مَعْشر السِّنْديّ: قُتِلَ لثماني عشرة [1] خَلَتْ من ذي الحجّة، يوم الجمعة [2]، زاد غيرُه فَقَالَ: بعد العصر، وَدُفِنَ بالبَقِيع [3] بين العِشاءين، وهو ابن اثنتين وثمانين سنة. وهو الصّحيح، وقيل عاش ستًا وثمانين سنة [4] .
وعن عبد الله بن فَرُّوخ قَالَ: شهدْتُه وَدُفِنَ في ثيابه بدمائه، ولم يُغسل. رواه عبد الله بن أحمد في «زيادات المُسْنَد [5] » وقيل: صلّى عليه مروان، ولم يُغَسّل.
وجاء من رواية الواقديّ: أنّ نائلة خرجت وقد شقَّتْ جيبها وهي تصرخ، ومعها سراج، فَقَالَ جُبَيْر بن مُطْعم: أطْفئي السِّراج لَا يُفْطَن بنا، فقد رأيت الغَوْغَاء [6] ، ثمّ انتَهَوْا إلى البقيع، فصلّى عليه جُبَيْر بن مُطْعم، وخلفه أَبُو جَهْم بن حُذَيْفَة، ونيار بن مُكْرَم، وزوجتا عثمان نائلة، وأمُّ البَنين، وهمّا دلَّتاه في حُفْرته على الرجال الذين نزلوا في قبره. ولَحَدوا له وغيَّبوا قبره، وتفرَّقوا [7] .
ويُرْوَى أنّ جُبَيْر بن مُطْعم صلّى عليه في ستّة عشر رجلا، والأوّل أثبت [8] .
[1] كذا في الاستيعاب والمنتقى لابن الملا، ع. وفي نسخة الدار ومنتقى أحمد الثالث (لثمان خلت) .
[2]
انظر تاريخ الطبري 4/ 416 و 417.
[3]
في (حشّ كوكب) وكوكب: رجل من الأنصار، والحشّ: البستان، وكان عثمان قد اشتراه وزاده في البقيع، فكان أوّل من دفن فيه، على ما في (تاريخ الطبري 4/ 412) ، و (الاستيعاب 3/ 81) وغيرهما.
[4]
تاريخ الطبري 4/ 418.
[5]
مسند أحمد 2/ 4، تاريخ دمشق 539، وانظر تاريخ الطبري 415.
[6]
هكذا في الأصل، وفي طبقات ابن سعد «الغواة» .
[7]
طبقات ابن سعد 3/ 78، 79، تاريخ دمشق 541.
[8]
ابن سعد 3/ 79، تاريخ دمشق 541.
وروي أنّ نائلة بنت الفرافصة كانت مليحة الثَّغْر، فكَسَرَتْ ثناياها بحجرٍ، وقالت: واللَّهِ لَا يجتليكُنّ أحدٌ بعد عثمان، فلمّا قدِمَتْ على معاوية الشّام، خَطَبَهَا، فأبَتْ [1] .
[وَقَالَ فيها حسّان بن ثابت:
قتلتم وَلِيَّ الله في جَوْفِ داره
…
وجئتم بأمرٍ جائرٍ غير مهتدي
فلا ظفرتْ أيْمانُ قومٍ تعاونوا [2]
…
على قتْل عثمانَ الرّشيدِ الْمُسَدَّدِ [3]
وَقَالَ كعب بن مالك:
يا للرِّجال لأمرٍ هاجَ لي حَزَنًا [4]
…
لقد عجِبْتُ لمن يبكي على الدِّمَنِ
إنّي رأيت قتيلَ الدّار مُضْطَهدًا [5]
…
عثمان يُهْدَى إلى الأجداث في كَفَنٍ [6]
وَقَالَ بعضهم:
لَعَمْر أبيك فلا تكذِبَنْ
…
لقد ذهب الخيرُ إلّا قليلا
لقد سفِه النّاسُ في دينهم
…
وخلّى ابن عفّان شرّا طويلا [7]] [8]
[1] تاريخ دمشق (تراجم النساء) - ص 408، وانظر نحوه في أخبار النساء لابن قيّم الجوزيّة 128 طبعة دار مكتبة الحياة، بيروت 1979.
[2]
في ديوان حسّان: «تظاهرت» وفي تاريخ دمشق والبداية والنهاية «تبايعوا» ، وفي التمهيد والبيان «تتابعوا» . والمثبت يتّفق مع الأصل والاستيعاب.
[3]
ديوان حسّان 1/ 320، تاريخ دمشق 545، البداية والنهاية 7/ 196، الاستيعاب 3/ 82، التمهيد والبيان 216.
[4]
هكذا في الأصل ويتّفق مع ديوان كعب بن مالك، والاستيعاب. وفي تاريخ دمشق «لهمّ هاج لي حزني» .
[5]
وفي رواية «إني رأيت أمين الله مضطجعا» .
[6]
في الديوان «رهنا لدى الأجداث والكفن» 282 وانظر: التمهيد والبيان 205، والاستيعاب 3/ 82، وتاريخ دمشق 546 والبيتان من قصيدة منسوبة لحسّان في ديوانه 1/ 319.
[7]
ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة الدار ومنتقى الأحمدية. والاستدراك من منتقى ابن الملّا، و (ع) .
[8]
الاستيعاب 3/ 84، تاريخ الطبري 4/ 426.