الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وَسَبَى مِنَ الْقُرَى، ثُمَّ سَارَ نَحْوَ السَّوَادِ، فَأَخَذَ عَلَى أَرْضِ كَسْكَرٍ [1] وَزَنْدَوَرْدٍ [2] بَعْدَ أَنِ اسْتَخْلَفَ عَلَى الْبَصْرَةِ قُطْبَةَ بْنَ قَتَادَةَ السَّدُوسِيَّ، وَصَالَحَ خَالِدٌ أَهْلَ أُلَّيْسَ [3] عَلَى أَلْفِ دِينَارِ فِي شَهْرِ رَجَبٍ مِنَ السَّنَةِ، ثُمَّ افْتَتَحَ نَهْرَ الْمَلِكِ [4] ، وَصَالَحَهُ ابْنُ بُقَيْلَةَ صَاحِبُ الْحِيرَةِ عَلَى تِسْعِينَ أَلْفًا، ثُمَّ سَارَ نَحْوَ أَهْلِ الْأَنْبَارِ فَصَالَحُوهُ [5] .
ثُمَّ حَاصَرَ عَيْنَ التَّمْرِ [6] وَنَزَلُوا عَلَى حُكْمِهِ، فَقَتَلَ وَسَبَى.
وَقُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ بِعَيْنِ التَّمْرِ:
(بَشِيرُ بْنُ سَعْدِ بْنِ ثَعْلَبَةَ)
[7]
أَبُو النُّعْمَانِ الْأَنْصَارِيُّ الْخَزْرَجِيُّ، وَكَانَ مِنْ كِبَارِ الأنصار، شهد بدرا والعقبة [8] .
[1] كسكر: بالفتح ثم السكون. كورة واسعة قصبتها واسط بين الكوفة والبصرة. (معجم البلدان 4/ 461) .
[2]
زندورد: بفتح أوّله، وسكون ثانيه. مدينة كانت قرب واسط مما يلي البصرة خربت بعمارة واسط. (معجم البلدان 3/ 154) .
[3]
في الأصل وغيره «الليس» ، والتصويب عن نسخة دار الكتب، ومعجم البلدان 1/ 248 حيث قال: ألّيس: مصغّر بوزن فلّيس، الموضع الّذي كانت فيه الوقعة بين المسلمين والفرس في أول أرض العراق من ناحية البادية.
[4]
نهر الملك: كورة واسعة ببغداد بعد نهر عيسى. (معجم البلدان 5/ 324) .
[5]
تاريخ خليفة- ص 118.
[6]
عين التمر: بلدة قريبة من الأنبار غربيّ الكوفة. (معجم البلدان 4/ 176) .
[7]
طبقات الخليفة 94 و 190، تاريخ خليفة 78، 79، طبقات ابن سعد 3/ 531، 532، تاريخ الطبري 3/ 22، 23 و 26 و 155 و 221، 222، المحبّر 120 و 233، جمهرة أنساب العرب، 364، مشاهير علماء الأمصار 14 رقم 38، المعرفة والتاريخ 1/ 381 و 3/ 256، 257، الأخبار الموفقيّات 577، 578، أنساب الأشراف 1/ 244 و 379 و 580 و 582 و 584، الاستيعاب 1/ 149، 150، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 261، تاريخ دمشق (تحقيق دهمان) 10/ 148، أسد الغابة 1/ 195، الوافي بالوفيات 10/ 162، 163 رقم 4635، الإصابة 1/ 158 رقم 694، الكامل في التاريخ 2/ 395.
[8]
طبقات خليفة 94، وطبقات ابن سعد 3/ 531، فتوح الشام للأزدي- ص 70.
وَقِيلَ: إِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْأَنْصَارِ [1] .
وَفِيهَا لَمَّا اسْتَحَرَّ الْقَتْلُ بِقُرَّاءِ الْقُرْآنِ يَوْمَ الْيَمَامَةِ أَمَرَ أَبُو بَكْرٍ بِكِتَابَةِ الْقُرْآنَ زَيْدَ بْنَ ثَابِتٍ، فَأَخَذَ يَتَتَبَّعُهُ مِنَ الْعُسُبِ وَاللَّخَافِ وَصُدُورِ الرِّجَالِ [2] ، حَتَّى جَمَعَهُ زَيْدٌ فِي صُحُفٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ [3] : وَلَمَّا فَرَغَ خَالِدٌ مِنْ فُتُوحِ مَدَائِنِ كِسْرَى الَّتِي بِالْعِرَاقِ صُلْحًا وَحَرْبًا خَرَجَ لِخَمْسٍ بَقَيْنَ مِنْ ذِي الْقِعْدَةِ مُتَكَتِّمًا بِحَجَّتِهِ، وَمَعَهُ جَمَاعَةٌ تَعْتَسِفُ [4] الْبِلَادَ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ، فَتَأَتَّى لَهُ مِنْ ذَلِكَ مَا لَمْ يَتَأَتَّ لِدَلِيلٍ، فَسَارَ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْحِيرَةِ [5] لَمْ يُرَ قَطُّ أَعْجَبُ مِنْهُ وَلَا أَصْعَبُ، فَكَانَتْ غَيْبَتُهُ عَنِ الْجُنْدِ يَسِيرَةً، فَلَمْ يَعْلَمْ بِحَجِّهِ أَحَدٌ إِلَّا مَنْ أَفْضَى إِلَيْهِ بِذَلِكَ.
فَلَمَّا عَلِمَ أَبُو بَكْرٍ بِحَجِّهِ عَتَبَهُ وَعَنَّفَهُ وَعَاقَبَهُ بِأَنْ صَرَفَهُ إِلَى الشَّامِ، فَلَمَّا وَافَاهُ كِتَابُ أَبِي بَكْرٍ عِنْدَ مُنْصَرَفِهِ مِنْ حَجِّهِ بِالْحِيرَةِ يَأْمُرُهُ بِانْصِرَافِهِ إِلَى الشَّامِ حَتَّى يَأْتِيَ مَنْ بِهَا مِنْ جُمُوعِ الْمُسْلِمِينَ بِالْيَرْمُوكِ، وَيَقُولُ لَهُ: إِيَّاكَ أَنْ تَعُودَ لِمِثْلِهَا [6] .
[1] الإصابة 1/ 158.
[2]
أخرجه البخاري في فضائل القرآن 9/ 8، 11 باب جمع القرآن، وأحمد في المسند 5/ 188، و 189، والفسوي في المعرفة والتاريخ 1/ 485، والطبراني في المعجم الكبير (4901)، وابن أبي داود في المصاحف 6 و 9 والعسب: جمع عسيب. وهو جريد النخل إذا نحّي عنه خوصه.
وكانوا يكتبون في تلك الأشياء لقلّة القراطيس عندهم في ذلك الوقت.
[3]
في تاريخ الرسل والملوك 3/ 384.
[4]
اعتسف الطريق: إذا قطعه دون صوب توخّاه فأصابه.
[5]
عند الطبري «طرق أهل الجزيرة» .
[6]
الطبري 3/ 384، 385، الكامل لابن الأثير 2/ 400.
قُلْتُ: وَإِنَّمَا جَاءَ الْكِتَابُ بِأَنْ يَسِيرَ إِلَى الشَّامِ فِي أَوَائِلِ سَنَةِ ثَلَاثَ عَشْرَةَ.
[1]
[قُلْتُ: سَارَ خَالِدٌ بِجَيْشِهِ مِنَ الْعِرَاقِ إِلَى الشَّامِ فِي الْبَرِّيَّةِ، وَكَادُوا يَهْلِكُونَ عَطَشًا.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ: ثَنَا مُوسَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
أَشَارَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى أَبِي بَكْرٍ أَنِ اكْتُبْ إِلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ يَسِيرُ بِمَنْ مَعَهُ إِلَى عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ مَدَدًا لَهُ، فَلَمَّا أَتَى كِتَابُ أَبِي بَكْرٍ خَالِدًا قَالَ: هَذَا مِنْ عُمَرَ حَسَدَنِي عَلَى فَتْحِ الْعِرَاقِ وَأَنْ يَكُونَ عَلَى يَدِي، فَأُحِبُّ أَنْ يَجْعَلَنِي مَدَدًا لِعَمْرٍو، فَإِنْ كان فتح كان ذكره له دوني] [2] .
[1] ما بين الحاصرتين من هنا حتى نهاية الصفحة غير موجود في الأصل والمنتقى نسخة أحمد الثالث.
وهو في النسختين (ع) و (ح) .
[2]
وفي فتوح الشام للأزدي- ص 68 أنّ خالدا غضب وشقّ ذلك عليه وقال: «هذا عمل عمر، نفس عليّ أن يفتح الله على يدي العراق» . وانظر تاريخ الطبري 3/ 415، تهذيب تاريخ دمشق 1/ 131.