الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الوفيَّات
أُوَيْس القَرَنيّ [1]
ابن عامر بْن جَزْء [2] بْن مالك المُرادِي القَرَني الزّاهد، سيّد التابعين، فِي نسبه أقوالٌ مختلفة، وكنيته أَبُو عَمْرو.
[1] طبقات ابن سعد 6/ 161- 165، الزهد لابن المبارك 2/ 293، الزهد لابن حنبل 411- 416، طبقات خليفة 146، التاريخ لابن معين 2/ 45، 46، التاريخ الكبير 2/ 55 رقم 1666، ترتيب الثقات للعجلي 74 رقم 124، المعرفة والتاريخ 2/ 107 و 780 و 3/ 105، العقد الفريد 3/ 171 و 398، الجرح والتعديل 2/ 326 رقم 1245، حلية الأولياء 2/ 79- 87 رقم 162، الضعفاء الكبير للعقيليّ 1/ 135- 137 رقم 167، جمهرة أنساب العرب 407، ربيع الأبرار 4/ 198 و 385، مشاهير علماء الأمصار 100 رقم 743، الثقات لابن حبّان 4/ 52، المستدرك 3/ 402- 408، الكامل في ضعفاء الرجال لابن عديّ 1/ 403، 404، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 160- 177 وهو باسم «أوس» ، الأنساب للسمعاني 10/ 114، التذكرة الحمدونية 1/ 135 و 136 و 140، اللباب 3/ 29، أسد الغابة 1/ 151، 152، الكامل في التاريخ 3/ 325، المعين في طبقات المحدّثين 32 رقم 186، ميزان الاعتدال 1/ 278- 282 رقم 1048، تلخيص المستدرك 3/ 402- 408، سير أعلام النبلاء 4/ 19- 33 رقم 5، الوافي بالوفيات 9/ 456، 457 رقم 4411، مرآة الجنان 1/ 102، الإصابة 1/ 115- 117 رقم 500، تهذيب التهذيب 1/ 386 رقم 707، تقريب التهذيب 1/ 86 رقم 661، لسان الميزان 1/ 471- 475 رقم 1449، شرح المقامات الحريرية 2/ 217، مسالك الأبصار 1/ 122، خلاصة تذهيب التهذيب 41، تاج العروس (أوس) .
[2]
مصحّفة في النسخ، والتصحيح من مصادر الترجمة.
قال ابن الكلبي: استشهد أُوَيْسٌ يوم صِفِّين مع عليّ.
وَقَالَ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن أبي ليلى: أن أُوَيْسًا شَهِدَ صِفِّينَ مَعَ عَلِيٍّ، ثُمَّ رَوَى عَنْ رَجُلٍ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«أُوَيْسٌ خَيْرُ التَّابِعِينَ بِإِحْسَانٍ [1] » . وَقَالَ غَيْرُهُ: إِنَّ أُوَيْسًا وَفَدَ عَلَى عُمَرَ مِنَ الْيَمَنِ، وَرَوَى عَنْهُ، وَعَنْ عَلِيٍّ.
رَوَى عَنْهُ يُسَيْرُ [2] بْنُ عَمْرٍو، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي لَيْلَى، وَأَبُو عَبْدِ رَبٍّ الدِّمَشْقِيُّ.
وَسَكَنَ الْكُوفَةَ، وَلَيْسَ لَهُ حَدِيثٌ مُسْنَدٌ بَلْ لَهُ حِكَايَاتٌ.
قَالَ أُسَيْرُ [3] بْنُ جَابِرٍ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ «خَيْرُ التَّابِعِينَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ، كَانَ بِهِ بَيَاضٌ فَدَعَا اللَّهَ فَأَذْهَبَهُ عَنْهُ إِلَّا مَوْضِعَ الدِّرْهَمِ فِي سُرَّتِهِ، لَا يَدعُ بِالْيُمْنِ غَيْرَ أُمٍّ لَهُ، فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ فَمُرُوهُ فَلْيَسْتَغْفِرْ لَكُمْ» . قال عُمَر: فقدِم علينا رجلٌ فَقُلْتُ له: من أَيْنَ أنت؟ قَالَ: من اليمن، قلت: مَا اسمك؟ قَالَ: أُوَيْس. قلت: فَمَنْ تركتَ باليمن؟ قَالَ:
أُمًّا لي، قلت: أكان بك بياض، فدعوت الله فأذْهَبه عنك؟ قَالَ: نعم، قلت: فاستغفِرْ لي، قَالَ: أَوَ يستغفر مثلي لمثلك يا أمير المؤمنين! قَالَ:
فاستغفر لي، وقلت له: أنت أخي لَا تفارِقْني، قَالَ: فانْمَلَسَ [4] منيّ.
فأُنْبِئْتُ أنّه قدِم عليكم الكوفة، قَالَ: فجعل رجلٌ كان يسخر بأويس
[1] إسناده ضعيف لضعف يزيد بن أبي زياد، وهو في المستدرك 3/ 402.
[2]
في نسخة دار الكتب «بشير» والتصحيح من نسختي (ح) و (ع) ، وسير أعلام النبلاء 4/ 22، وتهذيب التهذيب 11/ 379.
[3]
في نسخة دار الكتب «أسيد» والتصحيح من نسختي (ح) و (ع) وسير أعلام النبلاء 4/ 22.
[4]
في نسخة الدار وطبعة القدسي 3/ 338 «فاملس» ، والتصويب من منتقى الأحمدية، ومنتقى ابن الملا، ونسختي (ع) و (ح)، وسير أعلام النبلاء 4/ 23 وهي بمعنى: أفلت.
بالكوفة ويحقِّره يقول: مَا هَذَا فينا ولا نعرفه، فقال عُمَر: بلى إنّه رَجُل كذا وكذا، فقال كأنّه يضع شأنه: فينا رجلٌ يا أمير المؤمنين يُقَالُ له أُوَيْس، فقال عُمَر: أَدْرِكْه فلا أراك تُدْرِكُه، قَالَ: فَأَقْبَلَ ذلك الرجل حتّى دخل على أُويْس قبل أن يأتي أهله، فقال له أُوَيْس: مَا هَذِهِ عادتُكَ، فَمَا بدا لك؟ قَالَ:
سمعت عُمَر بْن الخطاب يقول: فيك كذا وكذا فاستغفر لي، قَالَ: لَا أفعل حتّى تجعل لي عليك أن لَا تسخر بْي فيما بعد، وأن لَا تذكر مَا سمعته من عُمَر لأحدٍ، قَالَ: نعم، فاستغفر له، قَالَ أُسَيْر: فَمَا لبِثْنا أنْ فشا أمرُهُ بالكوفة، قَالَ: فدخلت عليه فَقُلْتُ: يا أخي إنّ أمرك لَعَجَبٌ [1] ونحن لَا نشعر، فقال: ما كان فِي هَذَا مَا أتبلَّغ به فِي النّاس، وما يُجْزَى كلُّ عبدٍ إلّا بعمله قال: وانملس [2] منّي فذهب. رواه مسلم [3] .
وَفِي أوّل الحديث: قال أُسَيْر: كان رَجُل بالكوفة يتكلّم بكلام لَا أسمع أحدًا يتكلّم به، ففقدته فسألت عَنْهُ، فقالوا: ذاك أُوَيْس فاستدْلَلْتُ عليه وأتيته، فَقُلْتُ: مَا حَبَسَك عنّا؟ قَالَ: الْعُرْيُ. قَالَ: وكان أصحابه يسخرون به ويؤذونه، فَقُلْتُ: هَذَا بُرْدٌ فخُذْه، فقال: لا تفعل فإنّهم إذن يؤذونني، فلم أزل بِهِ حَتَّى لبسه، فخرج عليهم فقالوا: مَنْ تَرَوْن خُدِع عن هَذَا البُرْد! قَالَ: فجاء فوضعه، فأتيتُ فَقُلْتُ: مَا تريدون من هَذَا الرجل؟
فقد آذيتموه والرجل يَعْرَى مرَّةً ويكتسي أخرى، وآخَذْتُهُم [4] بلساني، فقُضِي أنّ أَهْل الكوفة وفدوا على عُمَر، فوفد رجلٌ ممّن كان يسخر به، فقال عُمَر:
مَا ها هنا أحدٌ من القَرَنِيّين؟ فقام ذَلِكَ الرَّجُلُ، فَقَالَ عُمَرُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
[1] في ح، ومنتقى الأحمدية وحلية الأولياء 2/ 80:(يا أخي ألا أراك العجب) .
[2]
في طبعة القدسي 3/ 339 «وأملس» ، والتصحيح من سير أعلام النبلاء 4/ 23.
[3]
في فضائل الصحابة (2542) وهو بسياق ولفظ مقارب لما هنا.
[4]
في نسخة دار الكتب هنا تحريف وتصحيف، والتصحيح من طبقات ابن سعد 6/ 162، وسير أعلام النبلاء 4/ 23.
وفي طبقات ابن سعد، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 163 «فأخذتهم بلساني أخذا شديدا» .
قَالَ: «إنّ رجلًا يأتيكم من اليمن يُقَالُ له أُوَيْس» فذكر الحديث.
وروى نحو هَذِهِ القصة عُثْمَان بْن عطاء الخُرَاساني، عن أَبِيهِ، وزاد فيها: ثمّ إنّه غزا أَذْرَبَيْجان، فَمَات، فتنافس أصحابُهُ فِي حفْر قبره [1] .
وَعَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ [2] عَنْ عُمَرَ- وَهُوَ مُنْقَطِعٌ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ أُوَيْسٍ مِثْلُ رَبِيعَةَ وَمُضَرَ» [3] . وَقَالَ فُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: ثنا أَبُو قُرَّةَ السَّدُوسِيُّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ قَالَ: نَادَى عُمَرُ بِمِنًى عَلَى الْمِنْبَرِ: يَا أَهْلَ قَرَنٍ، فَقَامَ مَشَايِخُ، فَقَالَ: أَفِيكُمْ مَنِ اسْمُهُ أُوَيْسٌ [4] ؟ فَقَالَ شَيْخٌ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ذَاكَ مَجْنُونٌ يسكن القفار لا يَأْلَفُ وَلا يُؤْلَفُ، قَالَ: ذَاكَ الَّذِي أَعْنِيهِ، فَإِذَا عُدْتُمْ فَاطْلُبُوهُ وَبَلِّغُوهُ سَلامِي وَسَلامَ رسول الله صلى الله عليه وسلم [فعادوا إِلَى قَرَنٍ، فَوَجَدُوهُ فِي الرِّمَالِ، فَأَبْلَغُوهُ سَلامَ عُمَرَ، وَسَلامَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم][5] قَالَ: فَقَالَ: عَرَّفَنِي أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ وَشَهَّرَ باسمي، اللَّهمّ صلّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ، السَّلامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، ثُمَّ هَامَ عَلَى وَجْهِهِ، فَلَمْ يُوقَفْ لَهُ بَعْدَ ذَلِكَ عَلَى أَثَرٍ دَهْرًا، ثُمَّ عَادَ فِي أَيَّامِ عَلِيٍّ فَاسْتُشْهِدَ مَعَهُ بِصِفِّينَ، فَنَظَرُوا فَإِذَا عَلَيْه نَيِّفٌ وَأَرْبَعُونَ جِرَاحَةً [6] .
وقال هشام بْن حسّان، عن الْحَسَن قَالَ: يخرج من النار بشفاعة أُوَيْس أكثر من ربيعة ومضر [7] .
[1] اختلف في وفاته ومكان دفنه. انظر: حلية الأولياء 2/ 83، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 177.
[2]
في نسخة دار الكتب «جرير» ، وهو خطأ، والتصحيح من نسختي (ع) و (ح) وسير أعلام النبلاء 4/ 31.
[3]
سيأتي بعد قليل ما يشبهه.
[4]
هنا اضطراب في النص في نسخة دار الكتب، والتصحيح من نسخة (ح) ، ومنتقى الأحمدية، ومنتقى ابن الملا.
[5]
ما بين الحاصرتين زيادة من «ميزان الاعتدال 1/ 281» .
[6]
ميزان الاعتدال 1/ 281، سير أعلام النبلاء 4/ 32.
[7]
سير أعلام النبلاء 4/ 32، تهذيب تاريخ دمشق 3/ 174.
وَقَالَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنِ ابْنِ أَبِي الْجَدْعَاءِ:
سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ «يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بِشَفَاعَةِ رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَكْثَرُ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ» [1] . وَقَالَ يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ صِفِّينَ، نَادَى مُنَادِي أَصْحَابِ مُعَاوِيَةَ [2] : أَفِيكُمْ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ؟ قَالُوا:
نَعَمْ، فَضَرَبَ دَابَّتَهُ وَدَخَلَ مَعَهُمْ وَقَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ «خَيْرُ التَّابِعِينَ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ» . قَالَ: فَوُجِدَ فِي قَتْلَى صِفِّينَ رضي الله عنه [3] .
قَالَ ابن عدي [4] : أُوَيْس ثقة صَدُوق، ومالك يُنْكر أُوَيْسًا. قَالَ: ولا يجوز أن يُشَكَّ فِيهِ.
قلت: وروى قصة أُوَيس مبارك بْن فضالة، عن مروان الأصغر، عن صعصعة بْن مُعَاوِيَة. ورواه هُدْبَةُ، عن مبارك عن أبي الأصفر، وقد ذكر ابن حِبّان أَبَا الأصفر فِي «الضُّعفاء» [5] ، وساق الحديث بطُوله.
وأخبار أُوَيْس مُسْتَوْعَبة فِي «تاريخ دمشق» [6] ، ليس فِي التابعين أحدٌ أفضل منه، وأمّا أن يكون أحد مثله فِي الفضل فيُمْكن كسعيد بن المسيّب، وهم قليل.
[1] أخرجه الترمذي في صفة القيامة (2440) ، والدارميّ 2/ 328، وابن ماجة (4316)، وأحمد في المسند 5/ 366 من حديث: خَالِدٌ الْحَذَّاءُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ، عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وفي ميزان الاعتدال 1/ 282 «أكثر من ربيعة وبني تميم» وانظر: مجمع الزوائد للهيثمي 10/ 381، 382، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 175.
[2]
كذا في ع، ح ومنتقى الأحمدية، وفي نسخة دار الكتب (أصحاب علي) ، والمثبت يرجّحه ما جاء في ميزان الاعتدال 1/ 281 «فنادى منادي أهل الشام» .
[3]
حلية الأولياء 2/ 86.
[4]
الكامل في ضعفاء الرجال 1/ 404.
[5]
الضعفاء والمتروكين 3/ 151.
[6]
انظر مخطوط الظاهرية 3/ 97 آ، وتهذيب تاريخ دمشق 3/ 160.