الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سلمان الفارسيّ [1]
[1] السير والمغازي لابن إسحاق 87 و 91 و 92 و 124 و 125 و 287، تهذيب سيرة ابن هشام 127، المغازي للواقدي 445- 447 و 450 و 465 و 927، مسند أحمد 5/ 437- 444، الزهد له 188- 191، الزاهد لابن المبارك 169 و 343 و 344 و 367 و 384 و 420 و 477 و 493 و 560، طبقات ابن سعد 4/ 75- 93، و 6/ 16، 17، التاريخ الكبير 4/ 135، 136 رقم 2235، المحبّر لابن حبيب 75، تاريخ خليفة 191، طبقات خليفة 7 و 140 و 189، أخبار مكة للأزرقي 197 و 326 و 2/ 4، المعارف 263 و 270 و 426، مقدّمة مسند بقيّ بن مخلد 85 رقم 56، المعرفة والتاريخ 2/ 551، 552 و 3/ 272- 274، عيون الأخبار 1/ 85 و 268 و 269 و 327 و 2/ 126 و 127 و 356 و 371 و 3/ 8، تاريخ أبي زرعة 1/ 122 و 221، 222 و 648، 649، أنساب الأشراف 1/ 271 و 343 و 366 و 367 و 485- 488 و 591/ فتوح البلدان 559، المنتخب من ذيل المذيّل 531، تاريخ الطبري (انظر فهرس الأعلام) 10/ 270، الكنى والأسماء للدولابي 1/ 78، العقد الفريد 2/ 371 و 3/ 15 و 4/ 206 و 6/ 90، الجرح والتعديل 4/ 296، 297 رقم 1289، البدء والتاريخ 5/ 110- 113، مشاهير علماء الأمصار 44 رقم 274، المعجم الكبير للطبراني 6/ 260- 305 رقم 598، ثمار القلوب للثعالبي 162 و 181، ربيع الأبرار للزمخشري 4/ 150 أو 281 و 334 و 344 و 369 و 377، حلية الأولياء 1/ 185- 208 رقم 34، الاستيعاب 2/ 56- 61، المستدرك 3/ 598- 104- 604، الأسامي والكنى (مخطوط دار الكتب) ، ورقة 304، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 190- 211، التذكرة الحمدونية 1/ 56 و 66 و 123 و 126 و 130 و 137 و 138 و 144 و 187، الزيارات للهروي 76، أسد الغابة 2/ 328- 332، الكامل في التاريخ (انظر فهرس الأعلام) 13/ 155، تحفة الأشراف للمزّي 4/ 26- 35 رقم 200، تهذيب الكمال 1/ 520، 521، تهذيب الأسماء واللغات ق 1 ج 1/ 226- 228 رقم 219، صفة الصفوة 1/ 523- 556 رقم 59، سير أعلام النبلاء 1/ 505- 558 رقم 91، دول الإسلام 1/ 31، الكاشف 1/ 304 رقم 2038، المعين في طبقات المحدّثين 21 رقم 49، تلخيص المستدرك 3/ 598- 604 ذكر أخبار أصبهان 1/ 48- 57، مرآة الجنان 1/ 100، الوافي بالوفيات 15/ 309، 310 رقم 433، الوفيات لابن قنفذ 54 رقم 35، مجمع الزوائد للهيثمي 9/ 332- 344، شفاء الغرام 1/ 138 و 276، تهذيب التهذيب 4/ 137- 139 رقم 233، تقريب التهذيب 1/ 315 رقم 346، النكت الظراف 4/ 27- 35، الإصابة 2/ 62، 63 رقم 3357، خلاصة تذهيب التهذيب 147، كنز العمال 13/ 421 شذرات الذهب 1/ 44، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 16/ 92 و 24/ 378، تاريخ بغداد 1/ 163- 171 رقم 12، الذريعة إلى تصانيف الشيعة 1/ 332، موسوعة علماء المسلمين في تاريخ لبنان (من تأليف المحقّق) 2/ 297- 299 رقم 641.
ع [2] أَبُو عبد الله الرامَهُرْمُزِيّ [3] ، وقيل الأصبهانيّ، سابقُ الفُرْس إلى الإسلام، خَدَمَ النّبيّ صلى الله عليه وسلم وصَحِبَه.
روى عنه ابن عباس، وأنس أبو الطّفيل، وأبو عثمان النّهديّ، وأبو عمر [4] زاذان، وجماعة سواهم.
ثُقْبان: ثنا يعقوب بن سُفْيَان الفَسَوِيّ، ثنا زكريا بن نافع [5] الأرْسُوفيّ [6] ، ثنا السَّرِيّ بن يحيى، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ قَالَ: كان سَلْمان من أهل رامَهُرْمُز، فجاء راهبٌ إلى جبالها يتعبّد، فكان يأتيه ابن دِهْقان [7] القرية، قَالَ: ففَطِنْت له، فَقُلْتُ: اذهب بي معك، فَقَالَ: لَا، حتّى أستأمِرُه، فاستأمره، فَقَالَ: جيء به معك، فكنّا نختلف إليه، حتّى فطِن لذلك أهل القرية، فقالوا: يا راهب، إنّك قد جاورْتَنا فأحْسَنّا جِوَارَك، وإنّا نراك تريد أن تُفْسِد علينا غِلماننا، فاخرُجْ عن أرضنا، قَالَ: فخرج، وخرجت معه، فجعل لَا يزداد ارتفاعًا في الأرض، إلّا ازداد معرفةً وكرامةً، حتّى أتى الموصل، فأتى جبلًا من جبالها، فإذا رُهْبانٌ سبعة، كلّ رجل في غارٍ يتعبد فيه، يصوم ستّة أيّام ولياليهنّ، حتّى إذا كان يوم السابع، اجتمعوا فأكلوا وتحدّثوا.
فَقُلْتُ لصاحبي: اتركني عند هؤلاء [إن شئت، قَالَ: فمضى وَقَالَ:
إنّك لَا تُطِيق مَا يُطيق هؤلاء، وكان ملك بالشّام يقتل] [8] النّاس، فأبى عليّ
[2] الرمز مستدرك من مصادر الترجمة.
[3]
في نسخة دار الكتب «الرامهرمزيّ» وهو تحريف.
[4]
في النسخة (ع)«عمرو» وهو تحريف.
[5]
«نافع» ساقطة من نسخة دار الكتب، واستدركتها من منتقى أحمد الثالث، و (ع) .
[6]
الأرسوفي: بضمّ الألف وسكون الراء المهملة وضمّ السين المهملة. نسبة الى أرسوف، مدينة على ساحل بحر الشام. (الأنساب 1/ 185) .
[7]
دهقان: كلمة فارسية، أصلها: ده خان، أي رئيس القرية، (معجم الألفاظ الفارسية المعرّبة- السيد ادّي شير- ص 68- طبعة مكتبة لبنان 1980) .
[8]
ما بين الحاصرتين زيادة من منتقى الأحمدية.
إلّا أن ننطلق، فَقُلْتُ: فإنيّ اخرج معك، قَالَ: فانطلقت معه. فلمّا انتهينا إلى باب بيت المقدس، فإذا على باب المسجد رجلٌ مُقْعَد قَالَ: يا عبد الله تَصَدَّقْ عليّ، فلم يكن معه شيءٌ يُعْطِيه إيّاه، فدخل المسجد فصلّى ثلاثة أيام ولياليهن، ثُمَّ إنه انصرف، فخطَّ خطًّا وَقَالَ: إذا رأيت الظِّلَّ بلغ هذا الخطَّ فأيِقظْني، فنام، وَقَالَ: فرثيتُ له من طول مَا سهر، فلم أوقظْه حتّى جاوز الخطّ، فاستيقظ فَقَالَ: ألم أقُلْ لك! قلت: إنّي رَثَيْتُ لك من طول مَا سَهِرْتَ، فَقَالَ: وَيْحَكَ إنّي أستحي من الله أن تمضي ساعةٌ من لَيْلٍ أو نهارٍ لَا أذكُرُه فيها، ثُمَّ خرج، فَقَالَ له المُقْعَد: أنت رجلٌ صالحٌ دخلتَ وخرجت ولم تَصّدَّقْ عليّ، فنظر يمينًا وشمالًا فلم ير أحدًا، قَالَ: أرني يَدَك، قم بإذْن الله، فقام ليس به علّة، فشغلني النَّظَرُ إليه، ومضى صاحبي في السَّكَك، فالتفَتُّ فلم أره، فانطلقتُ أطلبُهُ.
قَالَ: وَمَرَّتْ رِفْقَةٌ من العراق، فاحتملوني، فجاءوا بي إلى المدينة، فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ قَالَ: ذكرت قولهم: «إنّه لَا يأكل الصَّدَقَةَ وَيَقْبَلُ الهديّة» ، فجئت بطعامٍ إليه، فَقَالَ:«مَا هذا،؟ قلت: صَدَقَة، فَقَالَ لأصحابه: «كُلُوا» ولم يذُقْه، ثمّ إنّي رجعت وجمعت طُعَيْمًا، فَقَالَ:«مَا هذا يا سَلْمان» ؟ قلت: هدية، فأكل، قلت: يَا رَسُولَ اللَّهِ أخبرني عن النَّصارى، قَالَ:«لَا خَيْرَ فيهم» ، فقمت وأنا مُثْقَلٌ، قَالَ: فرجعت إليه رجعة أخرى، فَقُلْتُ له: يا رسول الله أخبرني عن النصارى، قَالَ:«لَا خَيْرَ فِيهِمْ وَلَا فِيمَنْ يُحِبُّهُمْ» ، فقمت وأنا مُثْقَلٌ، فأنزل الله تعالي لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَداوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قالُوا إِنَّا نَصارى 5: 82 [1] فأرسل إليّ فَقَالَ: «يا سلمان إنّ صاحبك أو أصحابك من هؤلاء الذين ذكر الله تعالى» [2] . إسناده جيّد، وزكريا
[1] سورة المائدة، الآية 82.
[2]
الأسامي والكنى للحاكم (ورقة 304، 305) .
الأرْسُوفيّ صَدُوقٌ إن شاء الله.
وقد ذكرنا قصَّتَه وكيف [تنقّل في البُلْدان في طلب الْهُدَى، إلى أن وقع في الأسر بالمدينة، وكيف][1] كاتَبَ مولاه.
قَالَ أَبُو عبد الرحمن القاسم [2] : إنّ سَلْمان زار الشّامَ، فصلّى الإمامُ الظُّهْرَ، ثمّ خرج، وخرج النّاس يَتَلَقَّوْنَهُ كما يُتَلَقَّى الخليفةُ، فلَقِيناه وقد صلّى بأصحابه العصْرَ وهو يمشي، فوقفنا نسلِّم عليه، فلم يبق فينا شريفٌ إلّا عَرَض عليه أن ينزل به، فَقَالَ: جعلتُ على نفسي مرَّتي هذه أنْ أنزِل على بشير بن سعد، وسأل عن أبي الدَّرْداء، فقالوا: هو مُرَابطٌ، قَالَ: أين مُرابطكم؟ قالوا: بيروت، فتوجَّه قِبَلَه [3] .
وَقَالَ أبو عُثْمَانُ النَّهْدِيُّ، عَنْ سَلْمَانَ، تداولني بضعة عشر من ربّ إلى ربّ. أخرجه البخاريّ [4] .
[1] ما بين الحاصرتين زيادة عن منتقى الأحمدية.
[2]
هو القاسم بن عبد الرحمن أبو عبد الرحمن الشاميّ. قال في تهذيب التهذيب 8/ 323 (
…
قال أبو زرعة الدمشقيّ: ذكرت لأحمد حديثا حدّثنا به محمد بن المبارك الصّوري عن
…
قال) قدم علينا سلمان دمشق. فأنكره أحمد وقال لي: كيف يكون لَهُ هذا الّلقاء وهو مولى خالد بن يزيد بن معاوية؟ قال: فأخبرت عبد الرحمن بن إبراهيم بقول أبي عبد الله، فقال لي: كان القاسم مولى لجويرية بنت أبي سفيان، فورث بنو يزيد بن معاوية ولاءه، فلذلك يقال: مولى بني يزيد بن معاوية. وفي (تاريخ ابن عساكر تحقيق دهمان 10/ 154) : (بشير بن سعد، نزل عليه سلمان الفارسيّ ضيفا لما قدم دمشق) . ثمّ روى ابن عساكر الخبر عن القاسم بن عبد الرحمن.
[3]
تاريخ أبي زرعة 1/ 221، 222 رقم 207، تاريخ دمشق (مخطوط التيمورية) 16/ 92، التهذيب 6/ 190.
[4]
في مناقب الأنصار (3946) باب إسلام سلمان، وأخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 195، وابن عبد البرّ في الاستيعاب 2/ 57، وابن عساكر في تاريخ دمشق 16/ 97، التهذيب 6/ 199، وابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 534.
وَقَالَ يُونُسُ بْنُ عُبَيْدٍ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «سَلْمَانُ سَابِقُ الْفُرْسِ» [1] . وَقَالَ الْوَاقِدِيُّ: أَوَّلُ غَزْوَةٍ غَزَاهَا سَلْمَانُ الْخَنْدَقُ [2] .
وَقَالَ شَرِيكٌ: ثَنَا أَبُو رَبِيعَةَ [3] ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ مِنْ أَصْحَابِي أَرْبَعَةً، وَأَمَرَنِي أَنْ أُحِبَّهُمْ:
عَلِيُّ، وَأَبُو ذَرٍّ، وَسَلْمَانُ، وَالْمِقْدَادُ بْنُ الْأَسْوَدِ» [4] . وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ:«الْجَنَّةُ تَشْتَاقُ إلى ثلاثة: عليّ، وعمّار، وسلمان» [5] . رفعه.
[1] أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 149 و 185، والحاكم في المستدرك 3/ 285 من طريق عمارة بن زاذان، عن ثابت، عن أنس، وإسناده ضعيف لسوء حفظ عمارة، وقال الحاكم:
تفرّد به عمارة بن زاذان، وأقرّه بذلك الذهبي في تلخيصه، وانظر تاريخ دمشق 6/ 93 والتهذيب 6/ 199.
[2]
المنتخب من ذيل المذيّل 531، طبقات ابن سعد 6/ 17 وطبقات ابن سعد 4/ 82.
[3]
في نسخة دار الكتب «ابن ربيعة» ، والتصويب من منتقى الأحمدية، وسير أعلام النبلاء 1/ 540.
[4]
أخرجه أحمد في المسند 5/ 351، والترمذي في المناقب (3720) باب مناقب علي، وقال: هذا حديث حسن غريب، وابن ماجة في المقدّمة (149) باب فضل سلمان وأبي ذر، وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 190، والحاكم في المستدرك 3/ 130 وقال: صحيح على شرط مسلم، وتعقبه الذهبي فقال: ما خرّج مسلم لأبي ربيعة، وهو في الاستيعاب 2/ 59، وتاريخ دمشق 16/ 94، والتهذيب 6/ 200.
وشريك بن عبد الله سيّئ الحفظ، وأبو ربيعة منكر الحديث كما قال أبو حاتم، وقد وثّقه ابن معين، ومال الذهبي في ميزانه الى تضعيفه.
[5]
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 190 وأضاف إليهم «المقداد» ، وأخرجه الطبراني (6045) من طريق حسين بن إسحاق التستري، عن علي بن بحر، عن سلمة بن فضل الأبرش، عن عمران الطائي، عن أنس، وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» 9/ 307 و 344 وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أبي ربيعة الإيادي. وقد حسّن الترمذيّ حديثه، وابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق 6/ 200) .
وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْجَنَّةَ لَأَشْوَقُ إِلَى سَلْمَانَ مِنَ سَلْمَانَ إِلَيْهَا» [1] . وَقَالَ عَلِيٌّ: سَلْمَانُ أَدْرَكَ الْعِلْمَ الْأَوَّلَ وَالْعِلْمَ الْآخِرَ [2] ، بَحْرٌ لَا يُدْرَكُ قَعْرُهُ، وَهُوَ مِنَّا أَهْلِ الْبَيْتِ [3] . وَقَالَ الْعَلَاءُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّه صلى الله عليه وسلم تَلا هَذِهِ الآيَةَ: وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ 47: 38 [4] . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ هَؤُلاءِ؟ فَضَرَبَ عَلَى فَخِذِ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، ثُمَّ قَالَ:«هَذَا وَقَوْمُهُ، وَلَوْ كَانَ الدِّينُ عِنْدَ الثُّرَيَّا لَتَنَاوَلَهُ رِجَالٌ مِنَ الْفُرْسِ» [5] . وَقَالَ الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ قَالَ: بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَوْلُ سَلْمَانَ لِأَبِي الدَّرْدَاءِ: إِنَّ لِأَهْلِكَ عَلَيْكَ حَقًّا، فَقَالَ:«ثَكِلَتْ سَلْمَانَ أُمُّهُ لقد اتّسع من العلم» [6] .
[1] تهذيب تاريخ دمشق 6/ 201.
[2]
أخرجه ابن سعد في الطبقات 4/ 85، وأبو نعيم في الحلية 1/ 187، وابن عساكر في تاريخ دمشق 16/ 96، والتهذيب 6/ 201.
[3]
تاريخ دمشق 16/ 96، التهذيب 6/ 201 و 203، صفة الصفوة 1/ 535.
[4]
سورة محمد- الآية 38.
[5]
أخرجه أبو نعيم في ذكر أخبار أصبهان 1/ 2، 3 من طريق مسلم بن خالد الزنجي، ومن طريق عبد الله بن جعفر المديني، كلاهما عن العلاء بن عبد الرحمن الحرقي. وأخرجه البخاري في التفسير (4897) و (4898) باب قوله: وآخرين منهم لمّا يلحقوا بهم، من طريق سليمان بن بلال، عن ثور، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة، ومسلم في الفضائل (2546) باب فضائل الفرس، والترمذي في التفسير (3307) باب ومن سورة الجمعة، وابن عساكر في تاريخ دمشق 16/ 100، والتهذيب 6/ 203.
[6]
أخرجه ابن سعد في الطبقات 4/ 85 من طريق عبد الله بن نمير، عن الأعمش، عن أبي صالح، بنحوه، وابن عساكر في تاريخ دمشق 16/ 100، والتهذيب 6/ 203، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 343، 344 ونسبه إلى الطبراني في الأوسط. وأصل الحديث رواه البخاري في كتاب الصوم من صحيحه، ورواية الحافظ ابن عساكر موقوفة على أبي صالح، وهو تابعيّ.
وقال قتادة: (ومن عنده علم الكتاب)[1] هُوَ سَلْمَانُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَّامٍ [2] .
وَعَنْ عَلِيٍّ، وَذُكِرَ سَلْمَانُ فَقَالَ: ذَاكَ مِثْلُ لُقْمَانَ الْحَكِيمِ بَحْرٌ لَا يُنْزَفُ [3] . وَقَالَ أَبُو إدريس الخَوْلانيّ، عن يزيد بن خُمَيْر [4] قَالَ: قلنا لمُعَاذ:
أوْصِنا، قَالَ: التمِسُوا الْعِلْمَ عند أربعة: أبي الدرداء، وسلمان، وابن مسعود، وعبد الله بن سلّام [5] .
وَيُرْوَى أنّ سَلْمان قَالَ مرَّةً: لو حدّثتهم بكل مَا أعلم لقالوا رَحِمَ اللَّهُ قاتلَ سَلْمان.
وَقَالَ حَجَّاجُ بْنُ فَرُّوخَ الواسطيّ- وقد ضعّفه النّسائيّ [6]- ثنا ابن جريح، عَنْ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَدِمَ سلمان من غيبة، فتلقّاه عمر، فقال لسلمان: أرضاك للَّه عبدا، قال: فزوّجني، فسكت عنه، فَقَالَ: أَتَرْضَانِي للَّه عَبْدًا وَلا تَرْضَانِي لِنَفْسِكَ، فلمّا أصبح أتاه قوم عمر
[1] سورة الرعد- الآية 43.
[2]
أخرجه الطبري في التفسير 13/ 177، وابن عساكر في تاريخ دمشق 16/ 102، والتهذيب 6/ 294.
[3]
أخرجه ابن سعد في الطبقات 4/ 86، وأبو نعيم في الحلية 1/ 187، وابن عساكر في تاريخ دمشق 16/ 103، والتهذيب 6/ 204 وانظر الاستيعاب 2/ 59، وأسد الغابة 2/ 420.
[4]
في نسخة دار الكتب «حميد» ، وهو تحريف، والتصحيح من منتقى الأحمدية، والنسخة (ع) ، وتقريب التهذيب 2/ 364 رقم 247، وسير أعلام النبلاء- طبعة دار الكتب، وقد أثبتت في طبعة مؤسسة الرسالة «عميرة» بدل «خمير» ، وجاء في الحاشية أن «خمير» تحريف.
كما أثبتت في تهذيب تاريخ دمشق 6/ 204 «عميرة» .
[5]
أخرجه الترمذي في المناقب (3806) باب مناقب عبد الله بن سلام. وقال: هذا حديث حسن غريب، والحاكم في المستدرك 3/ 416 وصحّحه، ووافقه الذهبي في تلخيصه، وذكره البخاري في التاريخ الصغير 1/ 73، والفسوي في المعرفة والتاريخ 1/ 468، وابن عساكر في تاريخ دمشق 16/ 102، والتهذيب 6/ 204.
[6]
في كتاب «الضعفاء والمتروكين» - ص 289 رقم 167.
لِيُضْرِبَ عَنْ خِطْبَةِ عُمَرَ، فَقَالَ: وَاللَّهِِ مَا حَمَلَنِي عَلَى هَذَا إِمْرَتُهُ وَلا سُلْطَانُهُ، وَلَكِنْ قُلْتُ: رَجُلٌ صَالِحٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يُخْرِجَ مِنْهُ وَمِنِّي نَسْمَةً صَالِحَةً، قَالَ:
فَتَزَوَّجَ فِي كِنْدَةَ، فَلَمَّا جَاءَ لِيَدْخُلَ عَلَى أَهْلِهِ، إِذَا الْبَيْتُ مُنَجَّدٌ، وَإِذَا فِيهِ نِسْوَةٌ، فَقَالَ: أَتَحَوَّلَتِ الْكَعْبَةُ إِلَى كِنْدَةَ أَمْ حُمَّ، يَعْنِي: بَيْتَكُمْ! أمرني خليلي أبو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم إِذَا تَزَوَّجَ أَحَدُنَا أَنْ لا يَتَّخِذَ مِنَ الْمَتَاعِ إِلا أَثَاثًا كَأَثَاثِ الْمُسَافِرِ، وَلا يَتَّخِذَ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا يَنْكِحُ [1] ، فَقَامَ النِّسْوَةُ وَخَرَجْنَ، وَهَتَكْنَ مَا فِي الْبَيْتِ، وَدَخَلَ بِأَهْلِهِ فَقَالَ: أَتُطِيعِينِي؟ قَالَتْ: نَعَمْ، قَالَ: إِنَّ خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم أَمَرَنَا إِذَا دَخَلَ أَحَدُنَا عَلَى أَهْلِهِ أَنْ يَقُومَ فَيُصَلِّيَ، وَيَأْمُرَهَا فَتُصَلِّيَ خَلْفَهُ، وَيَدْعُوَ وَتُؤَمِّنَ، فَفَعَلَ وَفَعَلَتْ، فَلَمَّا أَصْبَحَ جَلَسَ فِي كِنْدَةَ، فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ:
يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ كَيْفَ أَصْبَحْتَ، كَيْفَ رَأَيْتَ أَهْلَكَ؟ فَسَكَتَ، فَأَعَادَ الْقَوْلَ، فَسَكَتَ عَنْهُ. ثُمَّ قَالَ: مَا بَالُ أَحَدِكُمْ يَسْأَلُ عَنِ الشَّيْءِ قَدْ وَارَتْهُ الأَبْوَابُ وَالْحِيطَانُ، إِنَّمَا يَكْفِي أَحَدَكُمْ أَنْ يَسْأَلَ عَنِ الشَّيْءِ، أُجِيبَ أَوْ سُكِتَ عَنْهُ [2] .
وَقَالَ عُقْبَةُ [3] بْنُ أَبِي الصَّهْبَاءِ: ثنا ابْنُ سِيرِينَ، ثنا عُبَيْدَةُ، أَنَّ سَلْمَانَ الْفَارِسِيَّ مَرَّ بِجِسْرِ الْمَدَائِنِ غَازِيًا، وَهُوَ أَمِيرُ الْجَيْشِ، وَهُوَ رِدْفُ رَجُلٍ مِنْ كِنْدَةَ، عَلَى بَغْلٍ مَوْكُوفٍ، فَقَالَ أَصْحَابُهُ: أَعْطِنَا اللِّوَاءَ أَيُّهَا الأَمِيرُ نَحْمِلُهُ، فَيَأْبَى وَيَقُولُ: أَنَا أَحَقُّ مَنْ حَمَلَهُ، حَتَّى قضى غزاته ورجع، وهو ردف ذلك
[1] في صفة الصفوة لابن الجوزي 1/ 539: ورأى خدما فقال: لمن هذه الخدم؟ قالوا: خدمك وخدم امرأتك، فقال: ما بهذا أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم، أوصاني أن لا أمسك إلّا ما أنكح.
[2]
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 186، والطبراني في المعجم الكبير (6067) ، وابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 539، 540، وابن عساكر في تاريخ دمشق 16/ 104، والتهذيب 6/ 206، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 4/ 291 وقال: رواه البزّار، وفي إسناده الحجّاج بن فرّوخ، وهو ضعيف.
[3]
«عقبة» ساقطة من نسخة دار الكتب، والاستدراك من منتقى الأحمدية، والنسخة (ع) ، وتعجيل المنفعة 191.
الرَّجُلِ، حَتَّى رَجَعَ إِلَى الْكُوفَةِ [1] .
وعن رجل قَالَ: رأيت سَلْمانَ على حمار عُرِيّ، وكان رجلًا طويل السَّاقين، وعليه قميص سُنْبُلانيّ [2]، فَقُلْتُ للصبيان: تَنَحُّوا عن الأمير، فَقَالَ: دعهم فإنّ الخير والشّرَّ فيما بعد اليوم [3] .
وَقَالَ عطاء بن السّائب، عن مَيْسَرَة، إنّ سَلْمان كان إذا سجدت له العجم طأطأ رأسه وَقَالَ: خشعت الله، خشعت للَّه [4] .
وَقَالَ جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ: سَمِعْتُ شَيْخًا مِنْ عَبْسٍ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
أَتَيْتُ السُّوقَ، فَاشْتَرَيْتُ عَلَفًا بِدِرْهَمٍ، فَرَأَيْتُ رَجُلا فَسَخَّرْتُهُ، فَحَمَّلْتُ عَلَيْهِ الْعَلْفَ، فَمَرَّ بِقَوْمٍ فَقَالُوا: نحمل عنك يأبا عَبْدِ اللَّهِ، فَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟
قَالُوا: هَذَا سَلْمَانُ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: لَمْ أَعْرِفْكَ، فَضَعْهُ عَافَاكَ اللَّهُ، فَأَبَى حَتَّى أَتَى مَنْزِلِي بِهِ [5] .
وَقَالَ الحسن البصريّ: كان عطاء سَلْمان خمسة آلاف، وكان أميرًا على ثلاثين ألفًا، يخطب في عباءة، يفترش نصفَها ويلبس نصفَها، وكان إذا خرج عطاؤه أمضاه ويأكل من سفيف [6] يده [7] .
وَقَالَ النُّعْمان بن حُمَيْد: رأيت سَلمانَ وهو يعمل الخوص، فسمعته
[1] تاريخ دمشق 16/ 105، التهذيب 6/ 206.
[2]
يقال: ثوب سنبلاني، وسنبل ثوبه إذا أسبله وجرّه من خلفه أو أمامه. قال الهروي: يحتمل أن يكون منسوبا إلى موضع من المواضع. (النهاية في غريب الحديث) .
[3]
طبقات ابن سعد 4/ 87، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 207.
[4]
طبقات ابن سعد 4/ 88، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 207.
[5]
طبقات ابن سعد 4/ 88، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 207، صفة الصفوة 1/ 542، 543.
[6]
في القاموس: سفّ الخوص: نسجه.
[7]
طبقات ابن سعد 4/ 87، حلية الأولياء 1/ 198 صفة الصفوة 1/ 538، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 208، الزهد لابن حنبل 188 أسد الغابة 2/ 420.
يَقُولُ: أشتري خُوصًا بدِرْهَم فأعمله فأبيعه بثلاثة دراهم، فأعيد دِرْهمًا فيه، وأُنْفق دِرْهَمًا على عيالي، وأتصدّق بدِرْهَم، ولو أنّ عمر نهاني عنه مَا انتهيتُ [1]، رواها بعضُهم فزاد فيها: فَقُلْتُ له: فلِمَ تعمل؟ يعني: لِمَ وليت، قَالَ: إنّ عمر أكرهني، فكتبت إليه فأبى عليّ مرَّتين. وكتبت إليه فأوعدني.
وَقَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: نَزَلْتُ بِالصِّفَاحِ [2] فِي يَوْمٍ شَدِيدِ الْحَرِّ، فَإِذَا رَجُلٌ نَائِمٌ مُسْتَظِلٌّ بِشَجَرَةٍ، مَعَهُ شَيْءٌ مِنَ الطَّعَامِ فِي مِزْوَدٍ تَحْتَ رَأْسِهِ، وَقَدِ الْتَفَّ فِي عَبَاءَةٍ.
فَأَمَرْتُ أَنْ يُظَلَّلَ عَلَيْهِ، وَنَزَلْنَا، فَانْتَبَهَ، فَإِذَا هُوَ سَلْمَانُ، فَقُلْتُ: مَا عَرَفْنَاكَ، فَقَالَ: يَا جَرِيرُ تَوَاضَعْ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّهُ مَنْ تَوَاضَعَ فِي الدُّنْيَا يَرْفَعْهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَتَعَظَّمْ فِي الدُّنْيَا يَضَعْهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ. يَا جَرِيرُ لَوْ حَرَصْتَ عَلَى أَنْ تَجِدَ عُودًا يَابِسًا فِي الْجَنَّةِ لَمْ تَجِدْهُ، لأَنَّ أُصُولَ الشَّجَرِ ذَهَبٌ وَفِضَّةٌ، وَأَعْلاهَا الثِّمَارُ، يَا جَرِيرُ تَدْرِي مَا ظُلْمَةُ النَّارِ؟ قُلْتُ: لا، قَالَ:
ظُلْمُ النَّاسِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا [3] .
وَقَالَ عبد الله بن بُرَيْدَةَ: كان سَلْمان يعمل بيديه، فإذا أصاب شيئًا اشترى به لحمًا أو سَمَكًا، ثمّ يدعو المجذومين فيأكلون معه [4] .
وفي «الموَطَّأ» عن يحيى بن سعيد، أنّ أبا الدّرداء كتب إلى سلمان:
[1] طبقات ابن سعد 4/ 89، وحلية الأولياء 1/ 197 من طريق مسلمة بن علقمة المازني، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ سِمَاكِ بن حرب، عن سلامة العجليّ، والمعجم الكبير للطبراني (6110) ، صفة الصفوة 1/ 41، مجمع الزوائد 9/ 343.
[2]
الصّفاح: بكسر الصاد، موضع بين حنين وأنصاب الحرم. (معجم البلدان 3/ 412) .
[3]
حلية الأولياء 1/ 202، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 208.
[4]
طبقات ابن سعد 4/ 89، حلية الأولياء 1/ 200، صفة الصفوة 1/ 543، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 209.
أنْ هَلُمَّ إلى الأرض المقدسة، فكتب إليه: إنّ الأرض لَا تُقدِّس أحَدًا، وإنّما يقدّس الإنسان عملُه، وقد بلغني أنّك جُعِلتْ طبيبًا، فإن كنت تبرئ فنِعِمًّا لك، وإنْ كنت متطبّبًا فاحْذَرْ أن تقتل إنسانًا فتدخل النّار، فكان أَبُو الدَّرْداء إذا قضى بين اثنين ثم أدبرا عنه نظر إليهما وَقَالَ: متطبِّبٌ واللهِ، ارجِعا إليّ أَعِيدا عليَّ قصَّتَكما [1] .
وَقَالَ سُلَيْمَانُ بْنُ قَرْمٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: ذَهَبْتُ أَنَا وَصَاحِبٌ لِي إِلَى سَلْمَانَ فَقَالَ: لَوْلا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم نَهَانَا عَنِ التَّكَلُّفِ لَتَكَلَّفْتُ لَكُمْ، ثُمَّ جَاءَنَا بِخُبْزٍ وَمِلْحٍ، فَقَالَ صَاحِبِي: لَوْ كَانَ فِي مِلْحِنَا صَعْتَرٌ، فَبَعَثَ سَلْمَانُ بِمِطْهَرَتِهِ فَرَهَنَهَا، وَجَاءَ بصعتر، فلمّا أَكَلْنَا قَالَ صَاحِبِي: الْحَمْدُ للَّه الَّذِي قَنَّعَنَا بِمَا رَزَقَنَا، فَقَالَ سَلْمَانُ: لَوْ قَنِعْتَ لَمْ تَكُنْ مِطْهَرَتِي مَرْهُونَةً [2] .
حبيب بن الشّهيد، عن ابن بُرَيْدَةَ قَالَ: كان سَلمان يصنع الطّعام للمجذومين، ثمّ يجلس فيأكل معهم [3] .
وَقَالَ أَبُو عثمان النَّهْدِيّ: كان سَلْمان لَا يفقه كلامه من شدّة عُجْمَته، وكان يسمّي الخشبَ خُشبان [4] .
[1] أخرجه مالك في الموطّأ، في الوصيّة- ص 480 باب جامع القضاء، رقم (8) ، وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 205، وابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق) 6/ 209، وابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 548.
[2]
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (6085) ، وابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق) 6/ 211، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 8/ 179 وقال: رجاله رجال الصحيح، غير محمد بن منصور الطوسي، وهو ثقة.
[3]
انظر الحاشية رقم (4) من الصفحة السابقة.
[4]
ذكر أخبار أصبهان 1/ 55، تهذيب تاريخ دمشق 6/ 211.
وقال المؤلّف- رحمه الله في سير أعلام النبلاء 1/ 552: «وأنكره أبو محمد بن قتيبة- أعني عجمته- ولم يصنع شيئا، فقال: له كلام يضارع كلام فصحاء العرب.
وعن ثابت قَالَ: بلغني أنّ سلمان لم يخلّف إلّا بضعةً وعشرين درهمًا [1] .
قَالَ أَبُو عُبَيْدة [2] وابن زَنْجَوَيْه: تُوُفّي سلمان بالمدائن سنة ستٍ وثلاثين، زاد ابن زَنْجَوَيْه: قبل الْجَمَلِ.
وَقَالَ الواقديّ: تُوُفّي في خلافة عثمان.
ذَكَرَ مَا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ تُوُفِّيَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ كَمَا قَالَ الْوَاقِدِيُّ: فَرَوَى جَعْفَرُ بْنُ سَلْمَانَ، عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: دَخَلَ سَعْدٌ، وَابْنُ مَسْعُودٍ عَلَى سَلْمَانَ عِنْدَ الْمَوْتِ، فَبَكَى، فَقِيلَ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: عَهِدَ عَهْدَهُ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ نَحْفَظْهُ: قَالَ: «لِيَكُنْ بَلَاغُ أَحَدِكُمْ كَزَادِ الرَّاكِبِ [3] » . وَقَالَ خليفة [4] : تُوُفّي سنة سبعٍ وثلاثين.
وقيل عاش مائتين وخمسين سنة، وأكثر مَا قيل: إنّه عاش ثلاثمائة وخمسين سنة، والأول أصحّ [5] .
[ () ] قلت: وجود الفصاحة لا ينافي وجود العجمة في النطق، كما أنّ وجود فصاحة النطق من كثير العلماء غير محصّل للإعراب» .
[1]
حديث صحيح. أخرجه ابن ماجة في الزهد (4104) باب الزهد في الدنيا، وأبو نعيم في الحلية 1/ 196، 197، والطبراني في المعجم الكبير (6069) ، وأحمد في المسند 5/ 438، وصحّحه ابن حبّان (2480) ، وأخرجه الحاكم في المستدرك 4/ 317 وصحّحه ووافقه الذهبي في تلخيصه، وابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 552، وابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق) 6/ 611.
[2]
في طبعة القدسي 3/ 313 «أبو عبيد» وهو وهم، والتصحيح من سير أعلام النبلاء 1/ 554 وهو القاسم بن سلام.
[3]
أخرجه أحمد في المسند 5/ 438 من طريق هشيم، عن منصور، عن الحسن، والطبراني (6160) وابن حبّان (2480) ، والحاكم 4/ 317، وصحّحه الذهبي ووافقه في تلخيصه، وابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 553، وابن عساكر (تهذيب تاريخ دمشق) 6/ 211.
[4]
في طبقاته- ص 7 قال: مات سنة ست وثلاثين.
[5]
في الاصابة: قال الذهبي: وجدت الأقوال في سنّة كلّها دالّة على أنّه جاوز المائتين والخمسين،