الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(سُحَيْم [1] عَبْد بني الحَسْحَاس)
[2]
شاعر مُفْلِقٌ، بديع القول، لَا صَحْبه له.
رَوَى مَعْمَرٌ، عَنْ سَعِيدُ بْنُ عَبْدُ الرَّحْمَنُ، عَنِ السَّائِبِ قَالَ: قِيلَ لِعُمَرَ رضي الله عنه: هَذَا عَبْدُ بَنِي الْحَسْحَاسِ يَقُولُ الشِّعْرَ، فَدَعَاهُ فَقَالَ: كَيْفَ قُلْتَ؟
فَقَالَ:
وَدِّعْ سُلَيْمَى إِنْ تَجَهَّزْتَ غَادِيًا [3]
…
كَفَى الشَّيْبُ وَالإِسْلامُ لِلْمَرْءِ نَاهِيًا
قَالَ: حَسْبُكَ، صدقت صدقت. هذا حديث صحيح [4] .
[1] سحيم: تصغير أسحم: الأسود.
[2]
البيان والتبيين 1/ 71، الشعر والشعراء 1/ 320، 321 رقم 65، طبقات ابن سلام 156، الزاهر للأنباري 1/ 572 و 2/ 97، الأغاني 22/ 303- 311، جمهرة أنساب العرب 194، أسماء المغتالين 272، شرح شواهد المغني 112، سمط اللآلي 720، وفيات الأعيان 1/ 40 و 2/ 295، فوات الوفيات 2/ 42- 44 رقم 162، خزانة الأدب للبغدادي 1/ 271، الزركشي 121، معجم الشعراء في لسان العرب (د. ياسين الأيوبي) - ص 204 رقم 462، تاريخ الأدب العربيّ- بروكلمان 1/ 171، وانظر ديوان عبد بني الحسحاس- نشره عبد العزيز الميمني بالقاهرة 1950، الإصابة 2/ 109، 110 رقم 3664.
قال ابن حزم في الجمهرة: «ومن بني عمرو بن مالك بن ثعلبة بن دودان: الحسحاس بن هند بن سفيان بن غضاف بن كعب بن سعد بن عمرو بن مالك بن ثعلبة. وعبدهم كان سحيم الشاعر» .
وقال أبو بكر الهذليّ إن اسم عبد بني الحسحاس: حيّة. (الأغاني 22/ 303) .
[3]
في البيت خرم، وهو في الإصابة 2/ 110، والشطر الثاني فقط في الأغاني 22/ 303.
وفي ديوان سحيم، والأغاني 22/ 304.
«عميرة ودّع إن تجهّزت غاديا» .
[4]
قال الحافظ ابن حجر: أخرج البخاري في الأدب المفرد من طريق سعيد بن عبد الرحمن، عن السائب، عن عمر، أنّه كان لا يمرّ على أحد بعد أن يفيء الفيء إلّا أقامه، ثم بينا هو كذلك إذ أقبل هذا مولى بني الحسحاس يقول الشعر.. الحديث. (3/ 110) .
وفي الأغاني قال أبو الفرج (22/ 303) : أخبرني محمد بن خلف بن المرزبان، قال: حدّثنا أحمد بن منصور، قال: حدّثنا الحسن بن موسى قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيد،
وهذه قصيدة طنّانة يقول فيها:
جُنونًا بها فيما اعتلقنا علاقة
…
علاقة حبّ مَا استَسَرَّ وباديا [1]
ليالي تصطادُ الرجال [2] بفاحِمٍ
…
تراه أثيثًا [3] ناعمَ النَّبْت عافيا [4]
وجيد كجيد الرِّيم ليس بعاطلٍ
…
من الدُّرّ والياقوت أصبح حاليا
كأن الثُّرَيَّا علقت فوق نحرِها
…
وجَمْر غَضَى هبَّتْ له الرِّيحُ زاكيا
إذا اندفَعَتْ فِي ريطةٍ وخميصة
…
وألقت بأعلى الرأس سبًّا [5] يمانيًا [6]
تُريك غداة الْبَيْنِ كفًّا ومِعْصمًا
…
وَوَجْهًا كدِينار الأعِزَّة صافيا
فلو كنت وردا لكونه لَعَشِقُتني
…
ولكنّ ربّي شانني [7] بسواديا
أتَكَتُم حَيِّيتُمْ على النَّاي تكَتُّما
…
تحية من أمسى بحبِّك مُغْرما
وماشيةٍ مَشْيََ القطاةِ اتَّبَعْتُها
…
من السير [8] تخشى أهلها أن تكلما
فقالت له: يا وَيْح غيرك إنّني
…
سمعت كلامًا [9] بينهم يَقْطُر الدّما
[ () ] عَنِ الْحَسَنِ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تمثّل:
كفى بالإسلام والشيب ناهيا فقال أبو بكر: يا رسول الله:
كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا فجعل لا يطيقه، فقال أبو بكر: أشهد أنك رسول الله «وما علّمناه الشّعر وما ينبغي له» .
[1]
في الديوان:
جنونا بها فيما اعتشرنا علالة
…
علاقة حبّ مستسرّا وباديا
[2]
في الديوان «القلوب» بدل «الرجال» .
[3]
أثيثا: كثيرا.
[4]
عافيا: كثيرا.
[5]
السب: الخمار.
[6]
في الديوان ورد عجز البيت:
ولانت بأعلى الردف بردا يمانيا
[7]
في المنتقى «ساءني» ، والمثبت من النسخة (ح) ، والديوان.
[8]
في الأغاني 22/ 308 «الستر» .
[9]
في الأغاني 22/ 309 «حديثا» .
وله من قصيدة:
وإن لَا تُلاقي الموتَ فِي اليوم فاعْلَمَنْ
…
بأنك رَهْنٌ أنْ تلاقِيه غدا [1]
رَأَيْت المنايا لم يدَعْنَ محمَّدًا
…
ولا أحدا إلّا له الموتُ أرْصَدا
وقيل إنّ سحيمًا لمّا أكثر التَّشبيب بنساء الحيّ عزموا على قتله، فبكت امرأةٌ كان يُرْمَى بها، فقال:
أمِنْ سُمَيَّةَ دمْعُ العين مذْرُوفُ
…
لو أنّ ذا منك قبل اليوم معروفُ
المالُ مالُكُم والعبد عبدكمْ
…
فهل عذابُكِ عنّي اليوم مصروفُ
كأنها يومَ صَدَّتْ مَا تكلَّمنا
…
ظبْيٌ بعُسْفان ساجي الطَّرْف [2] مطروف
ثُمَّ قُتِلَ عفا الله عَنْهُ.
[1] هنا آخر مصوّرة الجزء الثاني من النسخة (ع) .
[2]
في الديوان «العين» بدل «الطرف» .
كان الفراغ من تحقيق هذا الجزء وتخريج أحاديثه وضبط نصّه، والإحالة إلى مصادره، في يوم الجمعة الواقع في 15 من ربيع الآخر سنة 1406 هـ. الموافق 27 كانون الأول (ديسمبر) 1985 م. على يد طالب العلم:«عمر بن عبد السلام تدمري» الطرابلسيّ مولدا وموطنا. بمنزله بساحة النجمة بطرابلس الشام المحروسة. والحمد للَّه رب العالمين.
يليه الجزء الرابع وفيه حوادث ووفيات (41- 80 هـ)