الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أَبُو السِّمط. له صُحْبة ورواية. وروى أيضًا عن عُمَر، وسلمان الفارسي.
وعنه جُبَيْر بْن نفير، وكُثَيّر بْن مُرّة، وجماعة.
قَالَ الْبُخَارِيّ [1] : كان على حمص، وهو الَّذِي افتتحها. وكان فارسا بطلًا شجاعًا، قيل: إنّه شهِدَ القادسية [2] . وكان قد غلب الأشعث بْن قَيْس على شَرَف كِنْدة [3] . واستقدمه مُعَاوِيَة قبل صِفِّين يستشيره.
وقد قَالَ الشَّعْبِيّ: إنّ عُمَر استعمل شُرَحْبيل بْن السِّمْط على المدائن، واستعمل أَبَاهُ بالشام، فكتب إِلَى عُمَر: إنك تأمر أن لَا يفرَّق بين السبايا وأولادهنّ، فإنّك قد فرقت بيني وبين ابني، قَالَ: فألْحَقَه بابنه [4] .
قَالَ يزيد بن عَبْد ربّه الحمصيّ: تُوُفيّ شُرَحْبيل سنة أربعين [5] .
عليّ بْن أبي طَالِب ع
عَبْد مناف بن عَبْد المطلب بْن هاشم بْن عَبْد مناف. أمير المؤمنين أَبُو الْحَسَن الْقُرَشِيّ الهاشمي، وأمُّه فاطمة بِنْت أسد بْن هاشم بْن عَبْد مناف الهاشمية، وهي بِنْت عم أبي طَالِب، كَانَتْ من المهاجرات، تُوُفيّت فِي حَيَاةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بالمدينة.
قَالَ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ: قُلْتُ لأُمِّي اكْفِي فَاطِمَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سِقَايَةَ الْمَاءِ وَالذَّهَابَ فِي الْحَاجَةِ، وَتَكْفِيكِ هِيَ الطَّحْنَ وَالْعَجْنَ [6] ، وَهَذا يَدُلُّ عَلَى أَنَّهَا تُوُفِّيَتْ بِالْمَدِينَةِ.
[1] في التاريخ الكبير 4/ 248، وتهذيب تاريخ دمشق 6/ 299 و 300.
[2]
تهذيب تاريخ دمشق 6/ 301.
[3]
تهذيب تاريخ دمشق 6/ 300.
[4]
تهذيب تاريخ دمشق 6/ 301.
[5]
اختلف في تاريخ وفاته، فقال احمد بن محمد بن عيسى البغدادي: توفي بسلمية سنة ست وثلاثين، بلغني انه هاجر الى المدينة زمن عمر بن الخطاب، وهذا وهم، والصحيح ما قاله ابو نعيم الحافظ من أنه توفي سنة ثلاث وستين. ويقال: إنه مات سنة أربعين. انظر: تهذيب تاريخ دمشق 6/ 300.
[6]
رواه ابن الأثير في أسد الغابة 5/ 517 عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي البختري،
روى الكثير عن النبي صلى الله عليه وسلم، وعُرِض عليه القرآن وأقرأه.
عرض عليه أَبُو عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمّي، وأبو الأسود الدُّؤليّ، وعبد الرَّحْمَن بْن أبي ليلى.
وروى عن عليّ: أَبُو بَكْر، وعمر، وبنوه الْحَسَن والحسين، ومحمد، وعمر، وابن عمّه ابن عَبَّاس، وابن الزُّبَيْر، وطائفة من الصحابة، وقيس بْن أبي حازم، وعلقمة بْن قَيْس، وعبيدة [1] السَّلْمَانيّ، ومسروق، وأبو رجاء العُطَارديّ، وخلق كثير.
وكان من السابقين الأوّلين، شهِدَ بدْرًا وما بعدها، وكان يُكنَى أَبَا تُراب أيضًا.
قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَهْلٍ [2] ، إِنَّ رَجُلًا مِنْ آلِ مَرْوَانَ اسْتُعْمِلَ عَلَى الْمَدِينَةِ، فَدَعَانِي وَأَمَرَنِي أَنْ أَشْتِمَ عَلِيًّا فَأَبَيْتُ، فَقَالَ: أَمَّا إِذَا أَتَيْتَ فَالْعَنْ أَبَا تُرَابٍ، فَقَالَ سَهْلٌ: مَا كَانَ لِعَلِيٍّ اسْمٌ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْهُ، إِنْ كَانَ لَيَفْرَحُ إِذَا دُعِيَ بِهِ. فَقَالَ لَهُ: أَخْبِرْنَا عَنْ قِصَّتِهِ لِمَ سُمِّيَ أَبَا تُرَابٍ؟ فَقَالَ: جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَيْتَ فَاطِمَةَ، فَلَمْ يَجِدْ عَلِيًّا فِي الْبَيْتِ، فَقَالَ: أَيْنَ ابْنُ عَمِّكِ؟ فَقَالَتْ: قَدْ كَانَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ شَيْءٌ فَغَاظَنِي [3] ، فَخَرَجَ وَلَمْ يَقُلْ عِنْدِي، فَقَالَ لِإِنْسَانٍ:«اذْهَبِ انْظُرْ أَيْنَ هُوَ» . فَجَاءَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ هُوَ رَاقِدٌ فِي الْمَسْجِدِ، فَجَاءَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ مُضْطَجِعٌ قد سقط
[ () ] باختلاف في الألفاظ، والبلاذري (في ترجمة الإمام علي) - ص 37، 38 من طريق مظفر بن مرجا، عن إبراهيم الفروي، عن أبي معاوية الضرير، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ.
والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 256 بسندين عن الطبراني، وقال: ورجال الرواية الثانية رجال الصحيح.
[1]
بفتح العين. وفي نسخة دار الكتب «عبيد» وهو تحريف.
[2]
هو سهل بن سعد.
[3]
في رواية مسلم «فغاضبني» .
رِدَاؤُهُ عَنْ شِقِّهِ، فَأَصَابَهُ تُرَابٌ، فَجَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يمسح عنه التُّرَابَ وَيَقُولُ:«قُمْ أَبَا تُرَابٍ قُمْ أَبَا تُرَابٍ» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [1] . وقال أَبُو رجاء العُطارِدِيّ: رَأَيْت عليًّا شيخًا أصلع كثير الشعر، كأنْما اجتاب [2] إهابَ شاةٍ [3] ، رَبْعَةً عظيم البطن، عظيم اللِّحْية.
وقال سوادة بْن حَنْظَلة: رَأَيْت عليًّا أصفر اللّحية [4] .
وعن مُحَمَّد بْن الحنفية قَالَ: اختضب عليٌّ بالحناء مرّة ثُمَّ تركه [5] .
[وعن الشَّعْبِيّ قَالَ: رَأَيْت عليًّا ورأسه ولحيته بيضاء، كأنّهما [6] قطن [7]] [8] .
[1] في فضائل الصحابة (2409) باب من فضائل عَلِيِّ بْن أَبِي طَالِب رضي الله عنه، والبخاري في المناقب 4/ 208 باب مناقب علي بن أبي طالب، وأنساب الأشراف (ترجمة الإمام علي- ص 90 رقم 3) ، وتاريخ دمشق (ترجمة الإمام علي) رقم 30- 33، ومعرفة علوم الحديث للحاكم 261، وكنز العمال 15/ 93، ومناقب أمير المؤمنين علي لابن المغازلي 22 و 23 رقم 6 و 7، وابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 54، 55.
[2]
أي لبس. وفي رواية الطبراني «كأن بجانبه» .
[3]
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 95 رقم 161 من طريق يوسف بن حماد المعني، عن وهيب بن جرير، عن أبيه، عن أبي رجاء العطاردي. وابن سعد في الطبقات 3/ 26، أنساب الاشراف 118.
[4]
أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 26 من طريق الفضل بن دكين، وعفان بن مسلم، وسليمان بن حرب، عن أبي هلال، قال: حدّثني سوادة بن حنظلة القشيري، والبلاذري (ترجمة علي) ص 117.
[5]
أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 26 من طريق عبد الله بن نمير، وأسباط بن محمد، عن إسماعيل بن سليمان الأزرق، عن أبي عمر البزّاز، عن محمد بن الحنفية. وابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 308.
[6]
في طبعة القدسي 3/ 378 «كأنها» والتصويب من طبقات ابن سعد.
[7]
أخرجه ابن سعد 3/ 27 من طريق إسرائيل، عن جابر بن عامر قال: رأيت عليّا.
[8]
ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة دار الكتب، والاستدراك من النسخة (ع) ، ومنتقى ابن الملا، ومنتقى الأحمدية.
وعن الشَّعْبِيّ قَالَ: رَأَيْت عليًّا أبيض اللحية، مَا رَأَيْت أعظم لحيةً منه، وَفِي رأسه زغبات [1] .
وقال أَبُو إِسْحَاق: رَأَيْته يخطب، وعليه إزار ورداء، أنزع [2] ، ضخْم البطْن، أبيض الرأس واللحية [3] .
وعن أبي جَعْفَر الباقر قَالَ: كان عليّ آدمَ، شديد الأدمة، ثقيل العينين، عظيمَهُما، وهو إِلَى القِصَر أقرب [4] . قال عروة: أسلم عليٌّ وهو ابن ثمانٍ [5] .
وقال الْحَسَن بْن زَيْدُ بْن الْحَسَن: أسلم وهو ابن تسع [6] .
وقال المُغِيرَة: أسلم وله أربع عشرة سنة. رواه جرير عَنْهُ. وثبت عن ابن عَبَّاس قَالَ: أول من أسلم عليّ [7] .
وعن مُحَمَّد القُرَظِيّ قَالَ: أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ خَدِيجَةُ، وَأَوَّلُ رَجُلَيْنِ أَسْلَمَا
[1] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 94 رقم 157 من طريق عمرو بن أبي الطاهر بن السرح المصري، عن أبي صالح الحراني، عن وكيع، عَنْ إسماعيل بْن أَبِي خَالِد، عَنْ الشعبي.
والزغبات: الشعرات الخفيفة. وانظر ابن سعد 3/ 25.
[2]
الأنزع: الّذي ينحسر شعر مقدّم رأسه مما فوق الجبين.
[3]
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 93 رقم 153 و 154 و 155، وابن سعد في الطبقات 3/ 25، والبلاذري 118.
[4]
طبقات ابن سعد 3/ 27 من طريق محمد بن عمر (الواقدي) ، عن أبي بكر بن عبد الله بن أَبِي سَبْرَةَ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ..
والاستيعاب 3/ 57 وفيه «أدعج العينين» وتاريخ الطبري 5/ 153، وذخائر العقبي 57، وصفة الصفوة 1/ 308، والمنتخب من ذيل المذيل 512، تاريخ بغداد 1/ 135.
[5]
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 95 رقم 162 من طريق ابن لهيعة، والليث بن سعد، عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير.
[6]
أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 21 من طريق إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس، عن الحسن بن زيد بن الحسن..
[7]
الاستيعاب 3/ 31.
أَبُو بَكْرٍ، وَعَلِيٌّ، وَإِنَّ أَبَا بَكْرٍ أَوَّلُ من أظهر الْإِسْلَام، وكان عليّ يَكْتُمُ الْإِسْلَامَ فَرَقًا مِنْ أَبِيهِ، حَتَّى لَقِيَهُ أَبُو طَالِب فقال: أسلمتَ؟ قَالَ: نعم، قَالَ: وازِر ابن عمّك وَانْصُرْهُ، وأسلم عليّ قبل أبي بَكْر [1] .
وقال قَتَادَةَ إنّ عليًّا كان صاحب لِوَاءُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ بدْر، وَفِي كل مشهد [2] .
وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ وَغَيْرُهُ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ خَيْبَرَ: «لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ، وَيَفْتَحُ اللَّهُ عَلَى يَدَيْهِ» . قَالَ عُمَرُ:
فَمَا أَحْبَبْتُ الْإِمَارَةَ قَبْلَ يَوْمَئِذٍ، قَالَ: فَدَعَا عَلِيًّا فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ، وَذَكَرَ الْحَدِيثَ [3] ، [كَمَا تَقَدَّمَ فِي غَزْوَةِ خَيْبَرَ بِطُرُقِهِ][4] .
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنِ الْمِنْهَالِ، عَنْ عَبْدِ الله ابن أَبِي لَيْلَى قَالَ: كَانَ أَبِي يَسْمُرُ [5] مَعَ عَلِيٍّ، وَكَانَ عَلَيٌّ يَلْبَسُ ثِيَابَ الصَّيْفِ فِي الشتاء، وثياب الشتاء في الصّيف، فقلت لأبي: لَوْ سَأَلْتَهُ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَ إِلَيَّ وَأَنَا أَرْمَدُ الْعَيْنِ يَوْمَ خَيْبَرَ، فَقُلْتُ:
يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَرْمَدُ، فَتَفَلَ فِي عَيْنِي، فَقَالَ:«اللَّهُمَّ أَذْهِبْ عَنْهُ الْحَرَّ وَالْبَرْدَ» ، فَمَا وَجَدْتُ حرّا ولا بردا منذ يومئذ [6] .
[1] الاستيعاب 3/ 29.
[2]
أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 23 من طريق عبد الوهاب بن عطاء، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة
…
، البلاذري في أنساب الاشراف 94 رقم 14.
[3]
أخرجه البخاري في المغازي 5/ 76، 77 باب غزوة خيبر، وابن سعد في الطبقات 2/ 110 من طريق عفان بن مسلم، عن وهيب، عَنْ سُهَيْلٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، والبلاذري 93 رقم 11، والحاكم في المستدرك 3/ 109، وابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 36، وابن حجر في الإصابة 2/ 508 وأبو نعيم في الحلية 1/ 62.
[4]
ما بين الحاصرتين مستدرك من منتقى الأحمدية، ومنتقى ابن الملّا، والنسخة (ع) .
[5]
وفي رواية ابن المغازلي «يسير» .
[6]
أخرجه ابن المغازلي في مناقب أمير المؤمنين علي ص 65، 66 رقم 110 من طريق محمد بن
وَقَالَ جَرِيرٌ، عَنْ مُغِيرَةَ، عَنْ أُمِّ مُوسَى: سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: مَا رَمِدْتُ وَلا صَدَعْتُ مُنْذُ مَسَحَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجْهِي وَتَفَلَ فِي عَيْنِي [1] . وَقَالَ الْمُطَّلِبُ بْنُ زِيَادٍ، عَنْ لَيْثٍ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، إِنَّ عَلِيًّا حَمَلَ الْبَابَ عَلَى ظَهْرِهِ يَوْمَ خَيْبَرَ، حَتَّى صَعِدَ الْمُسْلِمُونَ عَلَيْهِ فَفَتَحُوهَا يَعْنِي خَيْبَرَ، وَأَنَّهُمْ جَرُّوهُ بَعْدَ ذَلِكَ، فَلَمْ يَحْمِلْهُ إِلا أَرْبَعُونَ رَجُلا [2] . تَفَرَّدَ بِهِ إِسْمَاعِيلُ ابْنُ بِنْتِ السُّدِّيِّ، عَنِ الْمُطَّلِبِ.
وَقَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ فِي «الْمَغَازِي» [3] : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ، عَنْ بَعْضِ أَهْلِهِ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ عَلِيٍّ حِينَ بَعَثَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِرَايَتِهِ، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْحِصْنَ، خَرَجَ إِلَيْهِ أَهْلُهُ، فَقَاتَلَهُمْ، فَضَرَبَهُ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ، فَطَرَحَ تُرْسَهُ مِنْ يَدِهِ، فَتَنَاوَلَ عَلِيٌّ بَابًا عِنْدَ الْحِصْنِ، فَتَتَرَّسَ بِهِ عَنْ نَفْسِهِ، فَلَمْ يَزَلْ فِي يَدِهِ، وَهُوَ يُقَاتِلُ: حَتَّى فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْنَا، ثُمَّ أَلْقَاهُ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنَا ثَمَانِيَةَ نَفَرٍ، نَجْهَدُ أَنْ نَقْلِبَ ذَلِكَ الْبَابَ، فَمَا اسْتَطَعْنَا أَنْ نَقْلِبَهُ.
وَقَالَ غُنْدَرٌ: عَوْفٌ، عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنِ الْبَرَاءِ، وَزَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَلِيٍّ:«أَنْتَ مِنِّي كَهَارُونَ مِنْ مُوسَى، غَيْرُ أَنَّكَ لَسْتَ بِنَبِيٍّ» [4] . ميمون صدوق.
[ () ] القاسم، عن أحمد بن إسحاق الوراق، عن عثمان بن أبي شيبة، عن وكيع، عن أبي ليلى، وعن الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ أَبِي لَيْلَى، عَنْ أَبِي ليلى. وابن ماجة في المقدمة (117) وأحمد في المسند 1/ 133.
[1]
أخرجه أحمد في المسند 1/ 78 و 99 و 133.
[2]
انظر سيرة ابن هشام 4/ 42، 43، والمغازي للواقدي 2/ 655، وتاريخ الخلفاء 167.
[3]
رواية ابن إسحاق لم ترد في كتابه المطبوع من «السير والمغازي» ، وهي باختصار في «المغازي» للواقدي 2/ 655 عن أبي رافع، وانظر: تاريخ الخلفاء للسيوطي 167.
[4]
طبقات ابن سعد 3/ 24، 25.
وَقَالَ بُكَيْرُ بْنُ مِسْمَارٍ [1] ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَمَرَ مُعَاوِيَةُ سَعْدًا فَقَالَ: مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَسُبَّ أَبَا تُرَابٍ؟ قَالَ: أَمَّا مَا ذَكَرْتَ ثَلَاثًا قَالَهُنَّ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم [فَلَنْ أَسُبَّهُ][2] ، لِأَنْ تَكُونَ لِي وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ، وَخَلَّفَ عَلِيًّا في بعض مغازيه، فقال:
يَا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَتُخَلِّفُنِي مَعَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ! قَالَ: «أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى، إِلا أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي» . أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ:
صَحِيحٌ غَرِيبٌ [3] .
وَسَمِعْتُ رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ يَوْمَ خَيْبَرَ: لَأُعْطِيَنَّ الرَّايَةَ رَجُلًا يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ» ، فَدَفَعَهَا إِلَيْهِ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْهِ [4] .
وَلَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ: فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَأَبْناءَكُمْ 3: 61 [5] ، دَعَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وَفَاطِمَةَ، وَحَسَنًا وَحُسَيْنًا فَقَالَ:«اللَّهمّ هَؤُلَاءِ أَهْلِي» [6] . بُكَيْرٌ احْتَجَّ بِهِ مُسْلِمٌ.
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ [7] : ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُهَاجِرِ بْنِ
[1] في نسخة دار الكتب «مسبار» والتصويب من سنن الترمذي، وغيره.
[2]
ما بين الحاصرتين مستدرك من «جامع الأصول» لابن الأثير.
[3]
أخرجه الترمذي في المناقب (3808) وفيه زيادة، وأخرجه ابن سعد 3/ 24، 25 وأبو الحسين الكلابي في «المسند» وهو ملحق بكتاب «مناقب أمير المؤمنين علي» لابن المغازلي- ص 276 رقم 29 و 30، وانظر: معجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي- ص 240، 241 رقم 196 (بتحقيقنا) - الحاشية رقم (5) ، وجامع الأصول 8/ 649، ومسلم في فضائل الصحابة (2404/ 33) ، باب من فضائل علي بن أبي طالب.
[4]
أخرجه البخاري في المغازي 5/ 76، 77 باب غزوة خيبر، ومسلم في فضائل الصحابة (2404) / 33) و 2405 و 2406 باب من فضائل علي بن أبي طالب، والترمذي في المناقب (3808)، وابن سعد في الطبقات 2/ 110 عن طريق: عفان بن مسلم، عن وهيب، عَنْ سُهَيْلٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، والحاكم في المستدرك 3/ 109 وأبو نعيم في الحلية 1/ 62، وابن عبد البر في الاستيعاب 3/ 36، والبلاذري في أنساب الأشراف 93 رقم 11، وابن حجر في الإصابة 2/ 508، وأحمد في المسند 1/ 99.
[5]
سورة آل عمران، الآية 61.
[6]
أخرجه مسلم في فضائل الصحابة (2404/ 33) ، والترمذي في المناقب (3808) .
[7]
في النسخة (ع)«الخزامي» وهو تصحيف.
مِسْمَارٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: أَمَا وَاللَّهِ أَشْهَدُ لَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِعَلِيٍّ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ [1]، وَأَخَذَ بِضَبْعَيْهِ:«أَيُّهَا النَّاسُ مَنْ مَوْلَاكُمْ» ؟ قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ، قَالَ:«مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ، اللَّهمّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ» [2] الْحَدِيثَ.
إِبْرَاهِيمُ هَذَا، قَالَ النَّسَائِيُّ [3] : ضَعِيفٌ.
ويُرْوَى عَنْ أَنَس أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَابنته فاطمة: «قد زَوَّجْتُكِ أعظَمَهُمْ حِلْمًا، وأقدَمَهُمْ سِلْمًا، وأكثرهم علما [4] » وروى نحوه جابر الجعفيّ- وهو متروك [5]- عن ابن بريدة [6] عن أَبِيهِ. وَقَالَ الْأَجْلَحُ الْكِنْدِيُّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«يَا بُرَيْدَةُ لَا تَقَعَنَّ [7] فِي عَلِيٍّ فَإِنَّهُ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، وَهُوَ وَلِيُّكُمْ بعدي» [8] .
[1] غدير خمّ: بين مكة والمدينة عند الجحفة.
[2]
أخرجه ابن ماجة في المقدّمة (116) من طريق حماد بن سلمة، عن علي بن زيد بن جدعان، عن عديّ بن ثابت، عن البراء بن عازب، وأحمد في المسند 1/ 118 و 119 و 152 و 4/ 281 و 368 و 370 و 372 و 373 و 5/ 370 بأسانيد مختلفة، وابن المغازلي في مناقب أمير المؤمنين علي- ص 31 رقم 23 و 26 و 27.
[3]
في الضعفاء والمتروكين 283 رقم (8) .
[4]
أخرجه أحمد في المسند 5/ 26 من طريق خالد بن طهمان، عن نافع بن أبي نافع، عن معقل بن يسار.. في حديث طويل، ولفظه:«أو ما ترضين أنّي زوّجتك أقدم أمّتي سلما، وأكثرهم علما، وأعظمهم حلما» . وأخرجه عبد الرزاق في «المصنّف» 5/ 490 رقم (9783) ، والبلاذري 104 رقم 39.
[5]
هو جابر بن يزيد الجعفي. تركه يحيى بن سعيد، واتّهم بالكذب. الضعفاء الصغير للبخاريّ 255 رقم (49) .
[6]
في النسخة (ع)«أبي بريدة» والمثبت من نسخة دار الكتب أو غيره.
[7]
في نسخة دار الكتب «لا تقض» والمثبت من «مجمع الزوائد» وبقيّة النسخ.
[8]
أخرجه الترمذي في المناقب (3796) من حديث طويل من طريق يزيد الرشك، عن مطرّف بن عبد الله، عن عمران بن حصين، والهيثمي في «مجمع الزوائد» 9/ 128 وقال: رواه الترمذي
وَقَالَ الأَعْمَشُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ كُنْتُ وَلِيُّهُ فَعَلِيٌّ وَلِيُّهُ» [1] . وَقَالَ غُنْدَرٌ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، أَنّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ [2] » . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ.
وَقَالَ أَبُو الْجَوَّابِ: ثنا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مُجَنَّبَتَيْنِ [3] عَلَى إِحْدَاهُمَا عَلِيٌّ، وَعَلَى الْآخِرَةِ خَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ، وَقَالَ:«إِذَا كَانَ قِتَالٌ فَعَلِيٌّ عَلَى النَّاسِ» ، فَافْتَتَحَ عَلِيٌّ حِصْنًا، فَأَخَذَ جَارِيَةً لِنَفْسِهِ، فَكَتَبَ خَالِدٌ فِي ذَلِكَ، فَلَمَّا قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْكِتَابَ قَالَ:«مَا تَقُولُ فِي رَجُلٍ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ» قُلْتُ:
أَعُوذُ باللَّه مِنْ غَضَبِ اللَّهِ. أَبُو الْجَوَّابِ ثِقَةٌ، أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ [4]، وَقَالَ: حَدِيثٌ حسن.
[ () ] باختصار. رواه احمد والبزّار باختصار وفيه الأجلح الكندي، وثقه ابن معين وغيره، وضعّفه جماعة، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح.
[1]
أخرجه ابن المغازلي في مناقب أمير المؤمنين علي رضي الله عنه 31 رقم 25 من طريق الباغندي، عن وهبان، عن خالد بن عبد الله، عن الحسن بن عبد الله، عن أبي الضحى، عن زيد بن أرقم، و 32، 33- رقم 28 بالسند الّذي أورده المؤلّف، و 35 رقم 35 بالسند نفسه.
[2]
أخرجه الترمذي في المناقب (3797)، وابن ماجة في المقدّمة (121) من طريق: موسى بن مسلم، عن ابن سابط عبد الرحمن، عن سعد بن أبي وقاص، وأحمد في المسند 1/ 84 و 118 و 119 و 152 و 331 و 4/ 281 و 268 و 270 و 272 و 5/ 347 و 366 و 419، والحاكم في المستدرك 3/ 110 من حديث بريدة. وقال: حديث صحيح على شرط مسلم.
[3]
مجنّبة الجيش: هي التي تكون في الميمنة والميسرة، وهما مجنّبتان- بكسر النّون- وقيل: هي الكتيبة التي تأخذ إحدى ناحيتي الطريق، (النهاية) . وفي منتقى الأحمدية، ع (جيشين) عوض (مجنّبتين) وهو تحريف.
[4]
في المناقب (3809) .
قَرَأْتُ عَلَى أَبِي الْمَعَالِي أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ، أَخْبَرَكُمُ الْفَتْحُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ. (ح) .
وأخبرنا يحيى بن أبي مَنْصُورٍ، وَجَمَاعَةٌ إِجَازَةٌ [1] قَالُوا: أَنَا أَبُو الْفُتُوحِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْجَلَاجِلِيِّ قَالَا: أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَاسِبُ، أَنْبَأَ أَبُو الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النَّقُّورِ، ثنا عِيسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْجَرَّاحِ إِمْلَاءً سَنَةَ تِسْعٍ وَثَمَانِينَ وَثَلَاثِمِائَةٍ، ثنا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثنا سُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ، ثنا شَرِيكٌ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ حُبْشِيِّ بْنِ جُنَادَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «عَلِيٌّ مِنِّي وَأَنَا مِنْ عَلِيٍّ، لَا يُؤَدِّي [2] عَنِّي إلّا أنا أو هو» . رواه ابْنُ مَاجَه [3] عَنْ سُوَيْدٍ، وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُوسَى، عَنْ شَرِيكٍ، وَقَالَ: صَحِيحٌ [4] غَرِيبٌ، وَرَوَاهُ يَحْيَى بْنُ آدَمَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ جَدِّهِ. أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ فِي الْخَصَائِصِ [5] . وَقَالَ جعفر بن سليمان الضّبعيّ: ثنا يزيد الرِّشْكِ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ قَالَ: بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً، وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْهِمْ عَلِيًّا، وَكَانَ الْمُسْلِمُونَ إِذَا قَدِمُوا مِنْ سَفَرٍ أَوْ غَزْوًا، أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ أَنْ يَأْتُوا رِحَالَهُمْ، فَأَخْبَرُوهُ بِمَسِيرِهِمْ، فَأَصَابَ عَلِيٌّ جَارِيَةً فَتَعَاقَدَ أَرْبَعَةٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَنُخْبِرَنَّهُ، قَالَ: فَقَدِمَتِ السَّرِيَّةُ فَأَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرُوهُ بِمَسِيرِهِمْ، فَقَامَ إِلَيْهِ أَحَدُ الْأَرْبَعَةِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ أَصَابَ عَلِيٌّ جَارِيَةً، فَأَعْرَضَ عَنْهُ، ثُمَّ قَامَ الثَّانِي فَقَالَ: صَنَعَ كَذَا وَكَذَا، فَأَعْرَضَ
[1]«إجازة» مستدركة من النسخة (ع) ، ومنتقى الأحمدية.
[2]
في نسخة دار الكتب مهملة من النقط، والتصويب من سنن الترمذي.
[3]
في المقدّمة (119) .
[4]
الترمذي في المناقب (3803) وقال: هذا حديث حسن غريب صحيح. وانظر: معجم الشيوخ لابن جميع الصيداوي (بتحقيقنا) 278 رقم 235.
[5]
ص 61 رقم (23) .
عنه، ثمّ الثالث كذلك، ثُمَّ الرَّابِعُ، فَأَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِمْ مُغْضَبًا فَقَالَ:«مَا تُرِيدُونَ مِنْ عَلِيٍّ، عَلِيٌّ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ، وَهُوَ وَلِيُّ كُلِّ مُؤْمِنٍ بَعْدِي» . أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ فِي «الْمُسْنَدِ» [1] وَالتِّرْمِذِيُّ [2] ، وَحَسَّنَهُ، وَالنَّسَائِيُّ. وَقَالَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: اشْتَكَى النَّاسُ عَلِيًّا، فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فينا خطيبا، فقال:«لا تشكوا عليّا، فو الله إِنَّهُ لَأُخَيْشَنٌ [3] فِي ذَاتِ اللَّهِ- أَوْ فِي سبيل الله» [4] . رواه سَعْدُ بْنُ إِسْحَاقَ، وَابْنُ عَمِّهِ سُلَيْمَانُ بْنُ محمد أبو كَعْبٍ، عَنْ عَمَّتِهِمَا. وَيُرْوَى عَنْ عَمْرِو بْنِ شَاسٍ الْأَسْلَمِيِّ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَنْ آذَى عَلِيًّا فَقَدْ آذَانِي» [5] . وَقَالَ فِطْرُ [6] بْنُ خَلِيفَةَ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ قَالَ: جَمَعَ عَلِيٌّ النَّاسَ فِي الرَّحْبَةِ، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: أَنْشُدُ اللَّهَ كُلَّ امْرِئٍ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ مَا سَمِعَ لَمَّا قَامَ، فَقَامَ نَاسٌ كَثِيرٌ فَشَهِدُوا حِينَ أَخَذَ بِيَدِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لِلنَّاسِ:«أَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ» ؟ قَالُوا:
نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ:«مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذَا مَوْلَاهُ، اللَّهمّ وَالِ مَنْ وَالَاهُ، وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ» [7] ثُمَّ قَالَ لِي زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ ذَلِكَ لَهُ.
[1] 1/ 331 و 4/ 438 و 5/ 356، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 110، 111.
[2]
في المناقب (3796) وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث جعفر بن سليمان.
[3]
أخيشن: تصغير الأخشن للخشن. على ما في النهاية لابن الأثير. وفي نسخة دار الكتب «لأخشن» ، والمثبت من نسخة (ع) ، ومنتقى الأحمدية.
[4]
أخرجه أحمد في المسند 3/ 86، وأبو نعيم في الحلية 1/ 68، والحاكم 3/ 134.
[5]
أخرجه أحمد في المسند 3/ 483.
[6]
في نسخة دار الكتب «مطر» ، والمثبت من النسخة (ع) ومنتقى الأحمدية، وتقريب التهذيب 2/ 114.
[7]
مرّ تخريج هذا الحديث في الصفحة 618 حاشية رقم (2) .
قَالَ شُعْبَةُ عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الطُّفَيْلِ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي سُرَيْحَةَ [1]- أَوْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، شَكَّ شُعْبَةُ- عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«من كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ» . حَسَّنَهُ التِّرْمِذِيُّ [2] وَلَمْ يصحّحه لأنّ شعبة رواه عَنْ مَيْمُونٍ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ نَحْوِهِ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ عِنْدَ شُعْبَةَ من طريقين، والأوّل رواه بُنْدَارٌ، عَنْ غُنْدَرٍ، عَنْهُ.
وَقَالَ كَامِلٌ أَبُو الْعَلَاءِ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ يحيى بن جعدة، عن زيد بن أرقم، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِعَلِيٍّ يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ «مَنْ كُنْتُ مَوْلَاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلَاهُ» [3] .
وروى نحوه يَزِيدَ بْنِ أَبِي زِيَادٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن أبي ليلى، أنّه سمع عليًّا يَنْشُدُ النّاس فِي الرَّحبة. وروى نحوه عَبْد الله بْن أَحْمَد فِي مسند أَبِيهِ، من حديث سِمَاك بْن عُبَيْد، عن ابن أبي ليلى، وله طُرُق أخرى ساقها الحافظ ابن عساكر [4] فِي ترجمة عليّ يصدّق بعضها بعضًا. وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ، وَأَبِي هَارُونَ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَحْتَ شَجَرَتَيْنِ، وَنُودِيَ فِي النَّاسِ:(الصَّلاةُ جَامِعَةٌ) ، وَدَعَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلِيًّا فَأَخَذَ بِيَدِهِ، وَأَقَامَهُ عَنْ يَمِينِهِ، فَقَالَ:«أَلَسْتُ أَوْلَى بكلّ مؤمن من نفسه؟» قالوا: بلى، فقال [5] :
«فَإِنَّ هَذَا مَوْلَى مَنْ أَنَا مَوْلاهُ، اللَّهمّ وَالِ مَنْ وَالاهُ وَعَادِ مَنْ عَادَاهُ» . فَلَقِيَهُ عمر بن
[1] في منتقى أحمد الثالث «ابن سريحة» ، والمثبت من نسخة دار الكتب، وتقريب التهذيب.
[2]
في المناقب (3797) . وأبو سريحة هو: حذيفة بن أسيد صاحب النبيّ صلى الله عليه وسلم.
[3]
انظر الحاشية رقم (1) من هذه الصفحة.
[4]
انظر ترجمة الإمام علي المستخرجة من تاريخ دمشق لابن عساكر، بتحقيق الشيخ محمد باقر المحمودي- الحديث رقم (248) وما بعده.
[5]
في طبعة القدسي 3/ 384 «فقالوا» وهو وهم.
الْخَطَّابِ فَقَالَ: هَنِيئًا لَكَ يَا عَلِيُّ، أَصْبَحْتَ وَأَمْسَيْتَ مَوْلَى كُلِّ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍ [1] .
وَرَوَاهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ، عَنْ مَعْمَرٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ. وَقَالَ عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى، وَغَيْرُهُ، عَنْ عِيسَى بْنِ عُمَرَ الْقَارِيِّ، عَنِ السُّدِّيِّ قَالَ: ثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: أُهْدِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَطْيَارٌ، فَقَسَّمَهَا، وَتَرَكَ طَيْرًا فَقَالَ:«اللَّهمّ ائْتِنِي بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ [يَأْكُلُ مَعِي] [2] » فَجَاءَ عَلِيٌّ، وَذَكَرَ حَدِيثَ الطَّيْرِ [3] . وَلَهُ طُرُقٌ كَثِيرَةٌ عَنْ أَنَسٍ مُتَكَلَّمٌ فِيهَا، وَبَعْضُهَا عَلَى شَرْطِ السُّنَنِ، مَنْ أَجْوَدِهَا حَدِيثُ قَطَنِ بْنِ نُسَيْرٍ [4] شَيْخِ مُسْلِمٍ، ثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُثَنَّى، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: أُهْدِيَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَجَلٌ مَشْوِيٌّ فَقَالَ:
«اللَّهُمّ ائْتِنِي بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ يَأْكُلُ مَعِي» . وَذَكَرَ الْحَدِيثَ [5] .
وَقَالَ جَعْفَرُ الْأَحْمَرُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كَانَ أَحَبُّ النِّسَاءِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَاطِمَةَ، وَمِنَ الرِّجَالِ عَلِيٌّ.
أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ [6] وَقَالَ: حسن غريب.
[1] أخرجه ابن ماجة في المقدّمة (116) ، وليس فيه قول عمر رضي الله عنه، وأحمد في المسند 4/ 281 وفيه الحديث بنصّه كاملا.
[2]
ما بين الحاصرتين مستدرك من سنن الترمذي.
[3]
أخرجه الترمذي في المناقب (3805) وقال: هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث السدّي إلّا من هذا الوجه، وقد روي هذا الحديث من غير وجه عن أنس. والسّدّي اسمه إسماعيل بن عبد الرحمن، وقد أدرك أنس بن مالك ورأى الحسين بن عليّ.
[4]
في نسخة دار الكتب ومنتقى الأحمدية «بشير» ، والتصحيح من تقريب التهذيب 2/ 126.
[5]
رواه ابن المغازلي، رقم 205، وانظر أنساب الأشراف 142- 144 الحاشية رقم (4) ، والحاكم في المستدرك 3/ 130، 131.
[6]
في المناقب (3960) باب ما جاء في فضل فاطمة رضي الله عنها. وقال: قال إبراهيم (بن سعيد الجوهري) : يعني من أهل بيته. هذا حديث حسن غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أُمِّ سَلَمَةَ، فَقَالَتْ لِي: أَيُسَبُّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم! قُلْتُ: مَعَاذَ اللَّهِ قَالَتْ:
سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «من سبّ عليا فقد سبّني» . رواه أَحْمَدُ فِي «مُسْنَدِهِ» [1] . وَقَالَ الْأَعْمَشُ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: إِنَّهُ لَعَهْدُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَيَّ أَنَّهُ لَا يُحِبُّكَ إِلَّا مُؤْمِنٌ وَلَا يَبْغَضُكَ إِلَّا مُنَافِقٌ» . أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ [2] ، وَالتِّرْمِذِيُّ [3] وَصَحَّحَهُ. وَقَالَ أَبُو صَالِحٍ السَّمَّانُ، وَغَيْرُهُ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: إِنْ كُنَّا لَنَعْرِفُ الْمُنَافِقِينَ بِبُغْضِهِمْ عليّا [4] .
وقال أبو الزّبير، عن جابر قال: ما كنّا نعرف منافقي هذه الأمّة إلّا بِبُغْضِهِمْ عَلِيًّا [5] .
قَالَ الْمُخْتَارُ بْنُ نَافِعٍ- أَحَدُ الْضُّعَفَاءِ- ثنا أَبُو حَيَّانَ [6] التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «رَحِمَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، زوّجني
[1] 6/ 323، والترمذي في المناقب (3801) من طريق المساور الحميري، عن أمّه. والحاكم في المستدرك 3/ 121.
[2]
في الإيمان رقم (78) باب الدليل على أنّ حب الأنصار وعليّ رضي الله عنهم من الإيمان.
[3]
في المناقب (3737) ، والنسائي في الإيمان 8/ 117 باب علامة المنافق، وابن ماجة في المقدّمة (114) ، وابن المغازلي- ص 137 رقم (225) و (226) ، والبلاذري في أنساب الأشراف- ص 97 رقم (20) ، وابن جميع الصيداوي في معجم الشيوخ (بتحقيقنا) - ص 237 رقم (192) ، وترجمة الإمام علي المستخرجة من تاريخ دمشق 2/ 190 وما بعدها، وانظر التخريجات التي ذكرها الشيخ محمد باقر المحمودي في تحقيقه، ومسند أحمد 1/ 84 و 95
[4]
أخرجه الترمذي في المناقب (3800) من طريق جعفر بن سليمان، عَنْ أَبِي هَارُونَ الْعَبْدِيِّ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخدريّ. وقال: هذا حديث غريب. وقد تكلّم شعبة في أبي هارون العبديّ، وقد روي هذا عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سعيد.
[5]
الاستيعاب 3/ 46، 47.
[6]
في النسخ «أبو عثمان» ، والتصويب من سنن الترمذي.
ابْنَتَهُ، وَحَمَلَنِي إِلَى دَارِ الْهِجْرَةِ، وَأَعْتَقَ بِلَالًا. رَحِمَ اللَّهُ عُمَرَ، يَقُولُ الْحَقَّ، وَإِنْ كَانَ مرا، تركه الحق وما له من صديق. رَحِمَ اللَّهُ عُثْمَانَ، تَسْتَحْيِيهِ الْمَلَائِكَةُ. رَحِمَ اللَّهُ عَلِيًّا، اللَّهمّ أَدِرِ الْحَقَّ مَعَهُ حَيْثُ دَارَ» . أَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ [1] وَقَالَ: غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا من هذا الوجه.
وَقَالَ الْأَعْمَشُ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ الْحَارِثِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: يَهْلِكَ فِيَّ رَجُلانِ، مُبْغِضٌ مُفْتَرٍ، وَمُحِبٌّ مُطْرٍ [2] . وَقَالَ يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ: ثنا أَبُو عَوَانَةَ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ [3] ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: كُنْتُ قَاعِدَةً مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، إِذْ أَقْبَلَ عَلَيٌّ فَقَالَ:«يَا عَائِشَةُ هَذَا سَيِّدُ الْعَرَبِ» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَلَسْتَ سَيِّدَ الْعَرَبِ؟ قَالَ:
«أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ، وَهَذَا سَيِّدُ الْعَرَبِ» [4] . وَرُوِيَ مِنْ وَجْهَيْنِ مِثْلُهُ، عَنْ عَائِشَةَ. وَهُوَ غَرِيبٌ.
قال أَبُو الجحّاف، عن جُمَيِّع بْن عمير التَّيْميّ قَالَ: دخلت مع عمّتي على عَائِشَةَ، فسُئلَتْ: أيُّ النّاس كَانَ أَحَبَّ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قالت:
فاطمة، فقيل: من الرجال، فقالت: زوجها، إنْ كان مَا علِمْتُ صوّامًا قوّامًا. أخرجه الترمذي [5] وقال: حسن غريب.
[1] في المناقب (3798) .
[2]
الاستيعاب 3/ 37 وانظر نهج البلاغة 3/ 306، وشرح النهج لابن أبي الحديد 1/ 372، ونهاية الأرب للنويري 20/ 5.
[3]
في نسخة دار الكتب «أبي بشير» ، والتصويب من منتقى الأحمدية، والنسخة (ع) وتهذيب التهذيب 11/ 116، والمناقب لابن المغازلي.
[4]
المناقب لابن المغازلي 148 رقم (259) وانظر رقمي (257) و (258) ، والحاكم 3/ 124، وأبو نعيم في الحلية 1/ 63.
[5]
في المناقب (3965) باب من فضل فاطمة رضي الله عنها. وأبو الجحّاف هو داود بن أبي عوف.
قلت: (جُمَيع) كذَّبه غير واحد [1] .
وَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى نَخِيلِ امْرَأَةٍ مِنَ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ:«يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ» فَطَلَعَ أَبُو بَكْرٍ، فَبَشَّرْنَاهُ، ثُمَّ قَالَ: يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ» فَطَلَعَ عُمَرُ، فَبَشَّرْنَاهُ، ثُمَّ قَالَ:«يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ» وَجَعَلَ يَنْظُرُ مِنَ النَّخْلِ وَيَقُولُ: «اللَّهمّ إِنْ شِئْتَ جَعَلْتَهُ عَلِيًّا» . فَطَلَعَ عَلِيٌّ رضي الله عنه. حَدِيثٌ حَسَنٌ [2] .
وَعَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «اثْبُتْ حِرَاءُ فَمَا عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ» وَعَلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ. وَذَكَرَ بَقِيَّةَ الْعَشْرَةِ [3] . وقال مُحَمَّد بْن كعب القُرَظي: قال عليّ: لقد رأيتني مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، وإنّي لأرْبُطُ الحجر على بطني من الجوع، وإنّ صَدَقَة مالي لَتَبْلُغُ اليوم أربعين ألفا. رواه شريك، عن عاصم بْن كُلَيْب، عَنْهُ. أخرجه أحمد في «مسندة» [4] .
[1] قال ابن حبّان: رافضيّ يضع الحديث. (المجروحين 1/ 218)، وقال أبو حاتم: صالح الحديث من عتق الشيعة. (الجرح والتعديل 2/ 532) وقال البخاري: فيه نظر (التاريخ الكبير 2/ 442) وانظر: الكامل لابن عدي، وميزان الاعتدال 1/ 421، والكشف الحثيث 128 رقم 201، وتقريب التهذيب 1/ 133، وديوان الضعفاء والمتروكين للمؤلف- ص 46- طبعة مكة 1387 هـ. وغيره.
[2]
أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 136 وهو صحيح الإسناد. ولم يخرجاه.
[3]
فضائل الصحابة، لخيثمة بن سليمان القرشي الأطرابلسي (مخطوطة الظاهرية) 3 (ورقة 105 أ) . نشرناها ضمن كتابنا «من حديث خيثمة- طبعة دار الكتاب العربيّ ببيروت 1400 هـ/ 1980 م. - ص 95، وانظر روايات أخرى للحديث في الحاشية رقم (14) من الكتاب.
[4]
1/ 159، وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 85، 86 وأحمد في الزهد 166، والهيثمي في مجمع الزوائد 9/ 123 وقال: رواه كله أحمد، ورجال الروايتين رجال الصحيح غير شريك بن عبد الله النخعي، وهو حسن الحديث، ولكن اختلف في سماع محمد بن كعب من علي.
وعن الشَّعْبِيّ قَالَ: قال عليّ: مَا كان لنا إلّا إهابُ كَبْشٍ ننام على ناحيته، وتعجن فاطمة على ناحيته، يعني ننام على وجهٍ، وتعْجِنُ على وجه.
وَقَالَ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: بَعَثَنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْيَمَنِ، وَأَنَا حَدِيثُ السِّنِّ، لَيْسَ لِي عِلْمٌ بِالْقَضَاءِ، فَضَرَبَ صَدْرِي وَقَالَ: اذْهَبْ فَإِنَّ اللَّهَ سَيَهْدِي قَلْبَكَ وَيُثَبِّتُ لِسَانَكَ قَالَ: فَمَا شَكَكْتُ فِي قَضَاءٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ بَعْدُ [1] . وَقَالَ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيٌّ فَقَالَ:
مَنْ زَعَمَ أَنَّ عِنْدَنَا شَيْئًا نَقْرَؤُهُ إِلا كِتَابَ اللَّهِ وَهَذِهِ الصَّحِيفَةَ، وَفِيهَا أَسْنَانُ الإِبِلِ وَشَيْءٌ مِنَ الْجِرَاحَاتِ، فَقَدْ كَذَبَ. وَعَنْ سُلَيْمَانَ الأَحْمَسِيِّ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ: وَاللَّهِ مَا نَزَلَتْ آيَةٌ إِلا وَقَدْ عَلِمْتُ فِيمَا نَزَلَتْ وَأَيْنَ نَزَلَتْ، وَعَلَى مَنْ نَزَلَتْ، وَإِنَّ رَبِّي وَهَبَ لِي قَلْبًا عَقُولا، وَلِسَانًا نَاطِقًا [2] . وقال مُحَمَّد بْن سِيرِينَ: لَمَا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أبطأ عليّ عن بيعة أبي بَكْر، فلقيه أَبُو بَكْر فقال: أَكَرِهْتَ إمارتي؟! فقال: لَا، ولكن آليْتُ لَا أرتدي بردائي إلّا إِلَى الصلاة، حَتَّى أجمع القرآن، فزعموا أنّه كتبه على تنزيله [3] فقال مُحَمَّد: لو أصبتُ ذلك الكتاب كان فيه العلم [4] .
[1] أخرجه ابن سعد في الطبقات 2/ 337، وأحمد في المسند 1/ 88 و 136 والحاكم في المستدرك 3/ 135 وقال صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، والنويري في نهاية الأرب 20/ 5.
[2]
طبقات ابن سعد 2/ 338، حلية الأولياء 1/ 67، 68.
[3]
في نسخة دار الكتب «نزيله» .
[4]
حلية الأولياء 1/ 67، طبقات ابن سعد 2/ 338، نهاية الأرب 20/ 8، 9، الاستيعاب 3/ 36، 37.
وقال سعيد بن المسيّب: لم يكن أحد من الصحابة يقول: «سلوني» إلّا عليّ [1] . وقال ابن عَبَّاس: قَالَ عُمَر: عليّ أقضانا، وأُبَيّ أقْرؤنا [2] .
وقال ابن مَسْعُود: كنّا نتحدث أنّ أقضى أَهْل المدينة عليّ [3] .
وقال ابن المسيّب، عن عُمَر قَالَ: أعوذ باللَّه من مُعْضِلَةٍ ليس لها أَبُو حَسَن [4] .
وقال ابن عَبَّاس: إذا حَدَّثَنَا ثقةٌ بفُتيا عن عليّ لم نتجاوزها [5] .
وَقَالَ سُفْيَانُ عَنْ كُلَيْبٍ، عَنْ جَسْرَةَ، قَالَتْ: ذُكِرَ عِنْدَ عَائِشَةَ صَوْمُ عَاشُورَاءَ، فَقَالَتْ: مَنْ يَأْمُرُكُمْ بِصَوْمِهِ؟ قَالُوا: عَلِيٌّ قَالَتْ: أَمَا إِنَّهُ أَعْلَمُ مَنْ بَقِيَ بِالسُّنَّةِ [6] .
وقال مسروق: انتهى علْم أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى عُمَر، وعليّ، وعبد الله [7] .
وقال مُحَمَّد بْن مَنْصُورٌ الطُّوسيّ: سمعت أَحْمَد بْن حنبل يقول: مَا ورد لأحدٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ الفضائل ما ورد لعليّ [8] .
[1] تاريخ الخلفاء للسيوطي 171، الاستيعاب 3/ 40 و 41.
[2]
طبقات ابن سعد 2/ 339، حلية الأولياء 1/ 65، نهاية الأرب 20/ 6، الاستيعاب 3/ 39 و 41.
[3]
طبقات ابن سعد 2/ 338، والمستدرك للحاكم 3/ 135 وقال: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، نهاية الأرب 20/ 6.
[4]
طبقات ابن سعد 2/ 339، تاريخ الخلفاء 171، الاستيعاب 3/ 39.
[5]
في طبقات ابن سعد 2/ 338 «لا نعدوها» ، وتاريخ الخلفاء 171، الاستيعاب 3/ 40.
[6]
تاريخ الخلفاء 171، الاستيعاب 3/ 40.
[7]
تاريخ الخلفاء 171.
[8]
أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 107 ووافقه الذهبي في تلخيصه.
وقال أَبُو إِسْحَاق، عَنْ عُمَرو بْن مَيْمُونٍ قَالَ: شهدت عُمَر يوم طُعِن، فذكر قصّة الشُّورى، فلمّا خرجوا من عنده قال عُمَر: إن يولّوها الأصيلع [1] يسلك بهم الطَّريق المستقيم، فقال له ابنه عَبْد الله فَمَا يمنعك؟! - يعني أن تولّيه- قَالَ: أكره أن أتحمَّلها حيًّا وميتًا [2] .
وَقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ قَيْسٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرٍو [3]، قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيٌّ فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَعْهَدْ إِلَيْنَا فِي الإِمَارَةِ شَيْئًا، وَلَكِنْ رَأْيٌ [4] ، رَأَيْنَاهُ، فَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ، فَقَامَ وَاسْتَقَامَ، ثُمَّ اسْتُخْلِفَ عُمَرُ، فَقَامَ وَاسْتَقَامَ، ثُمَّ ضَرَبَ الدَّيْنُ بِجِرَانِهِ [5] ، وَإِنَّ أَقْوَامًا طَلَبُوا الدُّنْيَا، فَمَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَ مِنْهُمْ عَذَّبَ، وَمَنْ شَاءَ أَنْ يَرْحَمَ رَحِمَ [6] . وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ قَالَ:
سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: وَاللَّهِ مَا عَهِدَ إِلَيَّ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَهْدًا إِلا شَيْئًا عَهِدَهُ إِلَى النَّاسِ، وَلَكِنَّ النَّاسُ وَقَعُوا فِي عُثْمَانَ فَقَتَلُوهُ، فَكَانَ غَيْرِي فِيهِ أَسْوَأَ حَالا وَفِعْلا مِنِّي، ثُمَّ إِنِّي رَأَيْتُ أَنِّي أَحَقُّهُمْ بِهَذَا الأَمْرِ، فَوَثَبْتُ عَلَيْهِ، فاللَّه أَعْلَمُ أَصَبْنَا أمُّ أَخْطَأْنَا. قَرَأتُ عَلَى أَبِي الْفَهْمِ بْنِ أَحْمَدَ السُّلَمِيِّ، أَخْبَرَكُمْ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ الْفَقِيهُ سَنَةَ سَبْعَ عَشْرَةَ وَسِتِّمِائَةٍ، أَنْبَأَ أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بن عبد الباقي،
[1] في النسخة (ع) ومنتقى الأحمدية «الأجيلح» ، والمثبت من الاستيعاب 3/ 64 وغيره.
[2]
طبقات ابن سعد 3/ 342 وفيه «الأجلح» .
[3]
في نسخة دار الكتب «سعيد بن عمرة» ، وفي النسخة (ح) والمنتقى لابن الملّا «سعد بن عمرو» .
[4]
«رأي» ساقطة من نسخة دار الكتب، والاستدراك من النسختين (ع) و (ح) ، ومنتقى الأحمدية، وابن الملا.
[5]
الجران باطن العنق، يعني قرّ قراره واستقام، كما أنّ البعير إذا برك واستراح مدّ عنقه على الأرض.
[6]
أخرجه أحمد في المسند 1/ 114 وقال: عن الأسود بن قيس، عن رجل، عن علي.
أَنْبَأَ مَالِكُ بْنُ أَحْمَدَ سَنَةَ أَرْبَعٍ وَثَمَانِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، ثنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمُعَدَّلُ إِمْلاءً سَنَةَ سِتٍّ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، ثنا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ خُزَيْمَةَ [1] ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوْحٍ، ثنا شَبَابَةُ، ثنا أَبُو بَكْرٍ الْهُذَلِيُّ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ عَلِيٌّ الْبَصْرَةَ قَامَ إِلَيْهِ ابْنُ الْكَوَّاءِ، وَقَيْسُ بْنُ عَبَّادٍ فَقَالا لَهُ: أَلا تُخْبِرُنَا عَنْ مَسِيرِكَ هَذَا الَّذِي سِرْتَ فِيهِ، تَتَوَلَّى عَلَى الأُمَّةِ، تَضْرِبُ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ، أَعَهْدٌ من رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم عَهِدَهُ إِلَيْكَ، فَحَدِّثْنَا فَأَنْتَ الْمَوْثُوقُ الْمَأْمُونُ عَلَى مَا سَمِعْتَ، فَقَالَ: أَمَّا أَنْ يَكُونَ عِنْدِي عَهْدٌ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي ذَلِكَ فَلا، وَاللَّهِ إِنْ كُنْتَ أَوَّلَ مَنْ صَدَّقَ بِهِ، فَلا أَكُونُ أَوَّلَ مَنْ كَذَبَ عَلَيْهِ، وَلَوْ كَانَ عِنْدِي مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَهْدٌ فِي ذَلِكَ، مَا تَرَكْتُ أَخَا بَنِي تَيْمِ [2] بْنِ مُرَّةَ، وَعُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ يَقُومَانِ عَلَى مِنْبَرِهِ، وَلَقَاتَلْتُهُمَا بِيَدِي، وَلَوْ لَمْ أَجِدْ إِلا بُرْدِي هَذَا، وَلَكِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يُقْتَلْ قَتْلا، وَلَمْ يَمُتْ فَجْأَةً، مَكَثَ فِي مَرَضِهِ أَيَّامًا وَلَيَالِيَ، يَأْتِيهِ الْمُؤَذِّنُ فَيُؤَذِّنُهُ بِالصَّلاةِ، فَيَأْمُرُ أَبَا بَكْرٍ فَيُصَلِّي بِالنَّاسِ، وَهُوَ يَرَى مَكَانِي، [ثُمَّ يَأْتِيهِ الْمُؤَذِّنُ فَيُؤَذِّنُهُ بِالصَّلاةِ، فَيَأْمُرُ أَبَا بَكْرٍ فَيُصَلِّي بِالنَّاسِ، وَهُوَ يَرَى مَكَانِي][3]، وَلَقَدْ أَرَادَتِ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِ أَنْ تَصْرِفَهُ عَنْ أَبِي بَكْرٍ فَأَبَى وَغَضِبَ وَقَالَ:«أَنْتُنَّ صَوَاحِبُ يُوسُفَ، مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي [4] بِالنَّاسِ» .
فلمّا قبض الله نبيه، نظرنا فِي أمورنا، فاخترنا لُدنيانا من رضيه نبيُّ الله لدِيننا. وكانت الصلاة أصل الْإِسْلَام، وهي أعظم الأمر [5] ، وقوام الدّين.
[1] في نسخة الدار (عليّ بن الفضل بن خزيمة بن عبد الله) والتصحيح من منتقى الأحمدية، و (ع) و (ح) وتذكرة الحفّاظ 3/ 898 حيث سمّاه (أبو علي أَحْمَد بْن الفضل بْن الْعَبَّاس بْن خُزَيْمَة) .
[2]
في نسخة الدار (تميم) ، والتصحيح من منتقى الأحمدية، ومنتقى ابن الملّا و (ح) ، وتاريخ الخلفاء للسيوطي 177 وهو يعني أبا بكر الصّديق رضي الله عنه.
[3]
ما بين الحاصرتين ساقط من نسخة دار الكتب. وكذلك في تاريخ الخلفاء 177، والاستدراك من بقيّة النسخ.
[4]
في طبعة القدسي 3/ 390 «يصل» .
[5]
في تاريخ الخلفاء 177 «وهي أمير الدين» .
فبايعنا أَبَا بَكْر، وكان لذلك أهلًا، لم يختلف عليه منا اثنان، ولم يشهد بعضنا على بعضٍ، ولم نقطع منه البراءة، فأدّيتُ إِلَى أبي بَكْر حقَّه، وعرفت له طاعته، وغزوت معه فِي جنوده، وكنت آخذ إذا أعطاني، وأغزو إذا أغزاني، وأضرب بين يديه الحدود بسَوْطي، فلمّا قُبِض، ولّاها [1] عُمَر، فأخذ بسُنَّة صاحبه، وما يعرف من أمره، فبايعْنا عُمَر، لم يختلف عليه مِنَّا اثنان، ولم يشهد بعضنا على بعض، ولم نقطع البراءة منه. فأدّيت إلى عمر حقّه، وعرفت طاعته، وغزوت معه فِي جيوشه، وكنت آخذ إذا أعطاني، وأغزوا إذا أغزاني، وأضرب بين يديه الحدود بسَوْطي.
فَلَمَّا قُبِض تذكَّرت فِي نفسي قرابتي وسابقتي وسالفتي وفضلي، وأنا أظن أن لَا يَعْدِلَ بي، ولكنْ خشي أن لَا يعمل الخليفة بعده ذَنْبًا إلّا لحِقَه فِي قبره، فأخرج منها نفسه وولده، ولو كَانَتْ محاباةً منه لآثر بها ولده فبرئ منها إِلَى رهطِ من قريش ستّة، أَنَا أحدهم.
فَلَمَّا اجتمع الرهط تذكَّرت فِي نفسي قرابتي وسابقتي وفضلي، وأنا أظن أن لَا يَعْدِلُوا بي، فأخذ عَبْد الرَّحْمَن مواثقنا على أن نسمع ونُطيع لمن ولّاه الله أمرَنا، ثُمَّ أخذ بيد ابن عَفَّان فضرب بيده على يده، فنظرت في أمري، فإذا طاعتي قد سبقت بيعتي، وَإِذَا ميثاقي قد أَخَذَ لغيري، فبايعنا عثمان، فأدّيت له حقَّه، وعرفت له طاعته، وغزوت معه فِي جيوشه، وكنت آخذ إذا أعطاني، وأغزو إذا أغزاني، وأضرب بين يديه الحدود بسوطي.
فلما أصيبَ نظرت فِي أمري، فإذا الخليفتان اللّذان أخذاها بِعَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إليهما بالصلاة قد مضيا، وهذا الَّذِي قد أخذ له الميثاق، قد
[1] في تاريخ الخلفاء «تولّاها» .
أصيب، فبايعني أَهْل الحرمين، وأهل هذين المصرين [1] .
روى إسحاق بن راهويه نحوه، عن عبدة بْن سُلَيْمَان، ثنا أَبُو العلاء سالم المُرَاديّ، سمعت الْحَسَن، وروى نحوه وزاد فِي آخره: فوثب فيها من ليس مثلي، ولا قرابتُهُ كقرابتي، ولا عِلْمه كعِلْمي، ولا سابقتُهُ كسابقتي، وكنت أحقُّ بها منه [2] .
قَالا: فأخبرنا عن قتالك هذين الرجلين- يعنيان: طَلْحَةَ والزُّبَيْر- قَالَ:
بايعاني بالمدينة، وخلعاني [3] بالبصرة، ولو أنّ رجلًا ممّن بايع أَبَا بَكْر وعمر خَلَعَهُ لقاتلناه. وروى نحوه الجُرَيْري، عن أبي نَضْرَةَ.
[وَقَالَ أَبُو عَتَّابٍ الدَّلَّالُ: ثنا مُخْتَارُ بْنُ نَافِعٍ التَّيْمِيُّ، ثنا أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم «رَحِمَ اللَّهُ أَبَا بَكْرٍ، زَوَّجَنِي ابْنَتَهُ، وَحَمَلَنِي إِلَى دَارِ الْهِجْرَةِ، وَأَعْتَقَ بِلَالًا. رَحِمَ اللَّهُ عُمَرَ، يَقُولُ الْحَقَّ، وَلَوْ كَانَ مُرًّا، تركه الحق وما له من صديق. رحم اللَّهُ عُثْمَانَ تَسْتَحْيِيهِ الْمَلَائِكَةُ. رَحِمَ اللَّهُ عَلِيًّا، اللَّهمّ أَدِرِ الْحَقَّ مَعَهُ حَيْثُ دَارَ [4]] [5] .
وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَجَاءٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:«إِنَّ مِنْكُمْ مَنْ يُقَاتِلُ عَلَى تأويل القرآن، كما قاتلت على تنزيله»
[1] الحديث بطوله ذكره السيوطي في «تاريخ الخلفاء- ص 177، 178 نقلا عن تاريخ دمشق لابن عساكر.
[2]
تاريخ الخلفاء 178.
[3]
في منتقى الأحمدية، ومنتقى ابن الملّا «وخالفاني» .
[4]
أخرجه الترمذي في المناقب (3798) وقال: هذا حديث غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
واختصره الحاكم في المستدرك 3/ 124، 125 وفيه «المختار بن نافع التميمي» والصحيح «التيمي» .
[5]
ما بين الحاصرتين مستدرك من النسختين (ع) و (ح) ومنتقى الأحمدية.
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَنَا هُوَ؟ قَالَ: لَا، قَالَ عُمَرُ: أَنَا هُوَ؟ قَالَ: لَا، وَلَكِنَّهُ خَاصِفُ النَّعْلِ، وَكَانَ أَعْطَى عَلِيًّا نَعْلَهُ يَخْصِفُهَا [1] . قُلْتُ [2] : فَقَاتَلَ الْخَوَارِجَ الَّذِينَ أَوَّلُوا الْقُرْآنَ بِرَأْيِهِمْ وَجَهْلِهِمْ.
وَقَالَ خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ، عَنْ سَلامِ بْنِ أَبِي الْقَاسِمِ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ قَالَ: جَاءَ أُنَاسٌ إِلَى عَلِيٍّ فَقَالُوا: أَنْتَ هُوَ، قَالَ: مَنْ أَنَا! قَالُوا: أَنْتَ هُوَ، قَالَ: وَيْلَكُمْ مَنْ أَنَا؟ قَالُوا: أَنْتَ رَبُّنَا، قَالَ: ارْجِعُوا، فَأَبَوْا، فَضَرَبَ أَعْنَاقَهُمْ، ثُمَّ خَدَّ [3] لَهُمْ فِي الأَرْضِ، ثُمَّ قَالَ: يَا قَنْبَرُ ائْتِنِي بِحِزَمِ الْحَطَبِ، فَحَرَّقَهُمْ بِالنَّارِ وَقَالَ:
لَمَّا رَأَيْتُ الأَمْرَ أَمْرًا مُنْكَرًا أَوْقَدْتُ نَارِي وَدَعَوْتُ قُنْبُرَا [4] وقال أَبُو حيان التَّيْميّ: حَدَّثَنِي مجمّع، أنّ عليًّا كان يكنس بيت المال ثُمَّ يصلي فِيهِ، رجاء أن يشهد له أنّه لم يحبس فِيهِ المال عن المُسْلِمين [5] .
وَقَالَ أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلاءِ، عَنْ أَبِيهِ قال: خطب عليّ فقال: أيّها
[1] أخرجه الترمذي في المناقب (3799) وهو طويل، من طريق شريك، عن منصور، عن ربعيّ بن حراش قال: أخبرنا علي بن أبي طالب بالرحبة فقال: «لما كان يوم الحديبيّة
…
» . قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ إِلَّا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ من حديث ربعيّ عن عليّ. وأخرجه أحمد في المسند 3/ 33 كما هو هنا، وانظر 3/ 82 و 6/ 6. و 121 و 167 و 242 و 260، وأخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 122، 123، وصحّحه الذهبي، وهو في مجمع الزوائد للهيثمي 9/ 133، وقال الحاكم: حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
وانظر حلية الأولياء 1/ 67، وتاريخ بغداد 1/ 134.
[2]
أي الحافظ الذهبي.
[3]
في نسخة الدار (خذ) والتصحيح من ذخائر العقبي 92 وبقيّة النّسخ.
[4]
ذخائر العقبي- ص 92.
[5]
أخرجه ابن عبد البرّ في الاستيعاب 3/ 49، وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 81، والسيوطي في تاريخ الخلفاء 180، 181، وأحمد في الزهد 163.
النَّاسُ، وَاللَّهِ الَّذِي لا إلَهُ إِلا هُوَ، مَا رَزَأْتُ [1] مِنْ مَالِكُمْ قَلِيلا وَلا كَثِيرًا، إِلا هَذِهِ الْقَارُورَةَ، وَأَخْرَجَ قَارُورَةً فِيهَا طِيبٌ، ثُمَّ قَالَ: أَهْدَاهَا إِلَى دِهْقَانَ [2] . وَقَالَ ابْنُ لَهِيعَةَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هُبَيْرَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَيْرٍ الْغَافِقِيِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيٍّ يَوْمَ الأَضْحَى فَقَرَّبَ إِلَيْنَا خَزِيرَةً [3]، فَقُلْتُ: لَوْ قَرَّبْتَ إِلَيْنَا مِنْ هَذَا الإِوَزِّ [4] ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَكْثَرَ الْخَيْرَ، قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لا يَحِلُّ لِلْخَلِيفَةِ مِنْ مَالِ اللَّهِ إِلا قَصْعَتَانِ، قَصْعَةٌ يَأْكُلُهَا هُوَ وَأَهْلُهُ، وَقَصْعَةٌ يَضَعُهَا بَيْنَ يَدَيِ النَّاسِ [5] » . وقال سُفْيَان الثوري: إذا جاءك عن عليّ شيءٌ فخُذْ به، مَا بنى لَبِنَةً، على لَبِنَة، ولا قَصْبة على قصْبَة، ولقد كان يُجاء بجيوبه فِي جُراب.
وَقَالَ عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ، عَنْ هَارُونَ بْنِ عَنْتَرَةَ [6]، عَنْ أَبِيهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى عَلِيٍّ بِالْخَوَرْنَقِ، وَعَلَيْهِ سَمَلُ [7] قَطِيفَةٍ، فَقُلْتُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ جَعَلَ لَكَ لأَهْلِ بَيْتِكَ فِي هَذَا الْمَالِ نَصِيبًا، وَأَنْتَ تَفْعَلُ هَذَا بِنَفْسِكَ! فَقَالَ: إِنِّي وَاللَّهِ مَا أَرْزَؤُكُمْ شَيْئًا [8] ، وَمَا هِيَ إِلا قَطِيفَتِي الَّتِي أخرجتها من بيتي [9] .
[1] أي ما أخذت. (النهاية في غريب الحديث لابن الأثير) . وفي نسخة دار الكتب «رزئت» ، وفي النسخة (ح)«زويت» وكلاهما تحريف.
[2]
أخرجه ابن عبد البرّ في الاستيعاب 3/ 49، وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 81 وفيه «أهداها إلى مولاي دهقان» ، وانظر نهاية الأرب 20/ 219.
[3]
الخزيرة: لحم يقطّع صغارا ويصبّ عليه ماء كثير، فإذا نضج ذرّ عليه الدقيق.
[4]
في نسخة دار الكتب، و (ح)«الوز» ، وهو جائز. وفي مسند أحمد «لو قرّبت إلينا من هذا البط يعني الوزّ» .
[5]
أخرجه أحمد في المسند 1/ 78.
[6]
في ع (عنزة) وفي ح (هتيرة) والتصحيح من نسخة الدار والتقريب والحلية.
[7]
السمل: الخلق من الثياب. وفي ح (شمل) وهو تصحيف.
[8]
في الحلية: «ما أرزؤكم من مالكم شيئا» .
[9]
حلية الأولياء 1/ 82، صفة الصفوة 1/ 317.
وعن علي أنّه اشترى قميصًا بأربعة دراهم فلبسه، وقطع مَا فضل عن أصابعه من الكمّ [1] .
وعن جرموز قال: رأيت عليّا وهو يخرج من القصر، وعليه إزارٌ إِلَى نصف السّاق، ورداءٌ مُشَمَّر، ومعه دِرَّةٌ يمشي بها فِي الأسواق، ويأمرهم بتقوى الله وحُسْن البَيْع، ويقول: أوْفُوا الكيل والميزان، ولا تنفخوا اللَّحْم [2] . وقال الْحَسَن بْن صالح بْن حيّ: تذاكروا الزُّهاد عند عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز، فقال: أزهد النّاس فِي الدُّنيا عليّ بْن أبي طَالِب.
وعن رَجُل أنّه رَأَى عليًّا قد ركب حمارًا ودلّى رجليْه إِلَى موضع واحد، ثُمَّ قَالَ: أَنَا الَّذِي أهنتُ الدُّنيا. وَقَالَ هُشَيْمٌ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ، عَنْ عَمَّارٍ الحضرميّ، عن أبي عمر زاذان، أَنَّ رَجُلا حَدَّثَ عَلِيًّا بِحَدِيثٍ، فَقَالَ: مَا أَرَاكَ إِلا قَدْ كَذَّبْتَنِي، قَالَ: لَمْ أَفْعَلْ، قَالَ: إنْ كِنْتَ كَذَبْتَ أَدْعُو عَلَيْكَ، قَالَ: ادْعُ، فَدَعَا، فَمَا بَرَحَ حَتَّى عُمِيَ [3] . وقال عطاء بْن السّائب، عن أبي البَخْتَرِيّ، عن عليّ قَالَ: وأبْردُها على الْكَبِدِ إذا سُئلْتُ عمّا لا أعلم أن أقول: والله أعلم [4] . وقال خَيْثَمَة بْن عَبْد الرَّحْمَن: قال عليّ: من أراد أن ينصف النّاس،
[1] طبقات ابن سعد 3/ 29، صفة الصفوة 1/ 318، حلية الأولياء 1/ 83.
[2]
أخرجه ابن سعد 3/ 28، وابن عبد البرّ في الاستيعاب 3/ 48، 49، والنويري في نهاية الأرب 200/ 220، 221.
[3]
أخرجه أحمد في كتاب الزهد 164، والسيوطي في تاريخ الخلفاء 179 وقال رواه أبو نعيم في الدلائل.
[4]
تاريخ الخلفاء 186.
من نفسه فلْيُحِبَ لهم مَا يحبّ لنفسه. وقال عمرو بن مرة، عن أبي البختري قَالَ: جاء رَجُل إِلَى عليّ فأثنى عليه، وكان قد بَلَغَه عَنْهُ أمرٌ، فقال: إنّي لست كما تقول، وأنا فوق مَا فِي نفسك [1] . وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الأَسَدِيُّ- وَهُوَ صَدُوقٌ- ثنا مُوسَى بْنُ مُطَيْرٍ- وَهُوَ وَاهٍ- عَنْ أَبِيهِ، عَنْ صَعْصَعَةَ بْنِ صَوْحَانَ قَالَ: لَمَّا ضُرِبَ عليٌّ أَتَيْنَاهُ، فَقُلْنَا:
اسْتَخْلِفْ، قَالَ: إِنْ يُرِدِ اللَّهُ بِكُمْ خَيْرًا اسْتَعْمَلَ عَلَيْكُمْ خَيْرَكُمْ، كَمَا أَرَادَ بِنَا خَيْرًا وَاسْتَعْمَلَ عَلَيْنَا أَبَا بَكْرٍ [2] . وَرَوَى الْحَسَنُ بْنُ عُمَارَةَ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ قَالَ: قِيلَ لِعَلِيٍّ: أَلَا تُوصِي؟ قَالَ: مَا أَوْصَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَأَوْصَى، وَلَكِنْ إِنْ يرد الله بالنّاس خيرا سيجمعهم على خيرهم، [كَمَا جَمَعَهُمْ بَعْدَ نَبِيِّهِمْ عَلَى خَيْرِهِمْ][3] . وَرُوِيَ بِإِسْنَادٍ آخَرَ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ، رَوَى عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ سَلْعٍ الْهَمَدَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: استُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ، فَعَمِلَ بِعَمَلِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وسُنَّتِه، الْحَدِيثَ [4] .
وَقَالَ الْأَعْمَشُ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَبْعٍ، سَمِعَ عَلِيًّا يَقُولُ: لَتُخْضَبَنَّ هَذِهِ مِنْ هَذِهِ، فَمَا يَنْتَظِرُنِي إِلا شَقِيٌّ [5]، قَالُوا:
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، فَأَخْبِرْنَا عَنْهُ نُبِرُّ [6] ، عِتْرَتَه، قال: أنشدكم باللَّه أن تقتلوا
[1] تاريخ الخلفاء للسيوطي 182.
[2]
أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 145.
[3]
ما بين الحاصرتين مستدرك من النسختين (ع) و (ح) ، ومنتقى ابن الملا.
[4]
أخرجه أحمد في المسند 1/ 128.
[5]
في طبقات ابن سعد «فما ينتظر بالأشقى» .
[6]
في طبقات ابن سعد «نبير» . أي نهلك. انظر تاج العروس (أبر- بور) .
غَيْرَ قَاتِلِي [1]، قَالُوا: فَاسْتَخْلِفْ عَلَيْنَا، قَالَ: لَا، وَلَكِنِّي أَتْرُكُكُمْ إِلَى مَا تَرَككُمْ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالُوا: فَمَا تَقُولُ لِرَبِّكَ إِذَا أَتَيْتَهُ؟ قَالَ: أَقُولُ:
اللَّهمّ تَرَكْتَنِي فِيهِمْ مَا بَدَا لَكَ، ثُمَّ قَبَضْتَنِي إِلَيْكَ، وَأَنْتَ فِيهِمْ، إِنْ شِئْتَ أَصْلَحْتَهُمْ، وَإِنْ شِئْتَ أَفْسَدْتَهُمْ [2] . وَقَالَ الْأَعْمَشُ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ، عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ يَزِيدَ الْحِمَّانِيِّ [3] سَمِعْتُ عَلِيًّا يَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّهُ كَانَ يُسِرُّ إلي النبي صلى الله عليه وسلم: «لتخضبن هَذِهِ مِنْ هَذِهِ، يَعْنِي لِحْيَتَهُ مِنْ رَأْسِهِ، فَمَا يُحْبَسُ أَشْقَاهَا» [4] . وَقَالَ شَرِيكٌ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي زُرْعَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: قدِمَ عَلَى عَلِيٍّ قَوْمٌ مِنَ الْبَصْرَةِ من الخوارج، فقال منهم الجعد من نَعْجَةَ [5] : اتَّقِ اللَّهَ يَا عَلِيُّ فَإِنَّكَ مَيِّتٌ، فَقَالَ عَلِيٌّ: بَلْ مَقْتُولٌ: ضَرْبَةٌ عَلَى هَذِهِ تُخَضِّبُ هَذِهِ، عَهْدٌ مَعْهُودٌ وَقَضَاءٌ مَقْضِيٌّ، وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى، قَالَ: وَعَاتَبَهُ فِي لِبَاسِهِ فقال: ما لكم وللباسي هو أبعد من الكبر، وأجدر أن يقتدي بي المسلم [6] .
[1] هنا تحريف في نسخة دار الكتب، والتصحيح من ذخائر العقبي 112 وبقية النسخ. وفي طبقات ابن سعد «إذا والله تقتلوا بي غير قاتلي» .
[2]
أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 34، والهيثمي في «مجمع الزوائد» 9/ 137 وقال: رواه أحمد وأبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن «سبيع» وهو ثقة، ورواه البزّار بإسناد حسن. وانظر مروج الذهب 2/ 425.
[3]
في النسخة (ح)«الجماني» وهو تصحيف.
[4]
أخرجه ابن عبد البرّ في الاستيعاب 3/ 60، وابن سعد في الطبقات 3/ 34 من طريق إسرائيل، عن سنان بن حبيب، عن نبل بنت بدر، عن زوجها قال: سمعت عليّا يقول.. وانظر نهاية الأرب 20/ 211 وقد أثبت «الجماني» .
[5]
في الزهد لأحمد 165 وصفة الصفوة لابن الجوزي 1/ 332 «بعجة» بالباء.
[6]
أخرجه أحمد في الزهد 165، وأبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 82، 83، والحاكم في المستدرك 3/ 143، وتابعه الذهبي في تلخيصه، وابن الجوزي في صفة الصفوة 1/ 332.
وقال فِطْر [1]، عن أبي الطُّفَيْل: إنّ عليًّا رضي الله عنه تمثّل:
أشْدُدْ حَيَازِيمَكَ للموت فَإِن الموتَ لاقيكا [2] ولا تَجْزَعْ من القتل [3] إذا حَلَّ بوادِيكا [4] وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ أَعْيَنَ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَلِيٍّ قَالَ: أَتَانِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلامٍ، وَقَدْ وَضَعْتُ قَدَمِي فِي الْغَرْزِ، فَقَالَ لِي، لا تَقْدَمِ الْعِرَاقَ فَإِنِّي أَخْشَى أَنْ يُصِيبَكَ بِهَا ذُبَابُ السَّيْفِ، قُلْتُ: وَأَيْمُ اللَّهِ لَقَدْ اخبرني به رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ أَبُو الأَسْوَدِ: فَمَا رَأَيْت كَالْيَوْمِ قَطُّ مُحَارِبًا يُخْبِرُ بِذَا عَنْ نَفْسِهِ [5] . قال ابْن عُيَيْنَة: كان عَبْد الملك رافضيًّا.
وَقَالَ يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ: حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي [6] فَاطِمَةَ، حَدَّثَنِي الأَصْبَغُ الْحَنْظَلِيُّ قَالَ: لَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي أُصِيبَ فِيهَا عَلِيٌّ أَتَاهُ ابْنُ النَّبَّاحِ [7] حِينَ طَلَعَ الْفَجْرُ، يُؤْذِنُهُ بِالصَّلاةِ، فَقَامَ يَمْشِي، فَلَمَّا بَلَغَ الْبَابَ الصَّغِيرَ، شَدَّ عَلَيْهِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُلْجَمٍ، فَضَرَبَهُ، فَخَرَجَتْ أُمُّ كُلْثُومٍ [8] فجعلت تقول:
[1] في نسخة دار الكتب «قطر» بالقاف، وهو تصحيف، والتصحيح من بقية النسخ.
[2]
في طبقات ابن سعد 3/ 33 «آتيك» ، وكذا في صفة الصفوة 1/ 333 والحيازيم: مفردها حيزوم. وهو ما اشتمل عليه الصدر. والمعنى. وطّن نفسك على الموت.
[3]
في طبقات ابن سعد «الموت» وكذا في منتقى الأحمدية.
[4]
في الطبقات «بواديك» . والبيتان في «الكامل» للمبرّد 3/ 932 وصفة الصفوة 1/ 333، ومجمع الزوائد 9/ 138، والمعجم الكبير 1/ 105 وأنساب الأشراف 499.
[5]
أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 140 وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، وتعقّبه الذهبي في تلخيصه فقال: ابن بشار ذو مناكير وابن أعين غير مرضيّ. وذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» 9/ 138 وقال: رواه ابو يعلى والبزار بنحوه، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح غير إسحاق بن أبي إسرائيل وهو ثقة مأمون. وانظر: ذخائر العقبي 102.
[6]
(أبي) مستدركة من (ع) ، والتقريب.
[7]
هو عامر بن النّبّاح مؤذّن عليّ رضي الله عنه.
[8]
أم كُلْثوم بِنْت عَلِيّ بن أَبِي طالب وزوج عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أجمعين. انظر عنها:
طبقات ابن سعد 8/ 463.
ما لي وَلِصَلاةِ الصُّبْحِ، قُتِلَ زَوْجِي عُمَرُ صَلاةَ الْغَدَاةِ، وقُتِلَ أَبِي صَلاةَ الْغَدَاةِ.
وَقَالَ أَبُو جَنَابٍ الْكَلْبِيُّ: حَدَّثَنِي أَبُو عَوْنٍ الثَّقَفِيُّ، عَنْ لَيْلَةِ قُتِلَ عَلِيٌّ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ: خَرَجْتُ الْبَارِحَةَ وَأَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ يُصَلِّي فَقَالَ لِي:
يَا بُنَيَّ إِنِّي بِتُّ الْبَارِحَةَ أُوقِظُ أَهْلِي لأَنَّهَا لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ صَبِيحَةَ بَدْرٍ، لِسَبْعَ عَشْرَةَ مِنْ رَمَضَانَ، فَمَلَكَتْنِي عَيْنَايَ، فَسَنَحَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَاذَا لَقِيتُ مِنْ أُمَّتِكَ مِنَ الأَوَدِ وَاللَّدَدِ [1]، فَقَالَ:«ادْعُ عَلَيْهِمْ» فَقُلْتُ: اللَّهمّ أَبْدِلْنِي بِهِمْ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْهُمْ، وَأَبْدِلْهُمْ بِي مَنْ هُوَ شَرٌّ مِنِّي.
فَجَاءَ ابْنُ النَّبَّاحِ فَآذَنَهُ بِالصَّلاةِ، فَخَرَجَ، وَخَرَجْتُ خَلْفَهُ، فَاعْتَوَرَهُ رَجُلانِ:
أَمَّا أَحَدُهُمَا فَوَقَعَتْ ضَرْبَتُهُ فِي السُّدَّةِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَأَثْبَتَهَا فِي رَأْسِهِ [2] . وقال جَعْفَر بْن مُحَمَّد، عن أَبِيهِ، إنّ عليًّا كان يخرج إِلَى الصلاة، وَفِي يده دِرَّةٌ يوقظ النّاس بها، فضربه ابن مُلجَم، فقال عليّ أطعموه واسقوه فإن عشت فأنا وليّ دمي [3] .
رواه غيره، وزاد: فإنْ بقيتُ قَتَلْتُ أو عفوتُ فإنْ مِتُّ فاقتلوه قِتْلَتي، ولا تعتدوا إنّ الله لَا يحب المعتدين [4] . وقال مُحَمَّد بْن سعد [5] : لقي ابنُ مُلْجم شَبِيبَ بْن بَجْرة الأشجعيّ،
[1] الأود: العوج. واللّدد: الخصومة.
[2]
أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 36، 37 في حديث طويل، وابن عبد البرّ في الاستيعاب 3/ 61، والسيوطي في تاريخ الخلفاء 175، وانظر: نهاية الأرب 20/ 212، 213، الرياض النضرة 2/ 245.
[3]
أخرج الحاكم في المستدرك 3/ 144 نحوه، من طريق عبد العزيز بن الخطاب، عن عليّ بن غراب، عن مجالد، عن الشعبيّ.
[4]
أخرجه ابن سعد في الطبقات 3/ 35.
[5]
في الطبقات 3/ 36، 37.
فأعلمه بما عزم عليه من قُتِلَ عليّ، فوافقه، قَالَ: وجلسا مقابل السُّدة التي يخرج منها عليّ، قَالَ الْحَسَن: وأتيته سَحَرًا، فجلست إليه فقال: إنّي مَلَكَتْني عيناي وأنا جالس، فسنح لي النّبيّ صلى الله عليه وسلم، فذكر المنام المذكور. قَالَ وخرج وأنا خلفه، وابن النّبّاح بين يديه، فَلَمَّا خرج من الباب نادى: أيُّها النّاس الصلاة الصلاة، وكذلك كان يصنع كل يوم، ومعه دِرَّتُهُ يُوقِظُ النّاس، فاعْتَرَضَهُ الرجلان، فضربه ابنُ مُلْجَم على دماغِه، وأمّا سيف شبيب فوقع فِي الطّاق، وسمع النّاس عليًّا يقول: لَا يَفُوتَنَّكُمُ الرجل، فشدّ النّاس عليهما من كل ناحية، فهرب شبيب، وَأُخِذَ عَبْد الرَّحْمَن، وكان قد سمّ سيفه.
ومكث عليّ يوم الجمعة والسبت، وتُوُفيّ ليلة الأحد، لإحدى عشرة لَيْلَةً بقيت من رمضان [1] . فلمّا دفن أحضروا ابن ملجم، فاجتمع النّاس، وجاءوا بالنّفْط والبَوَاري، فقال مُحَمَّد بْن الحنفية، والحسين، وعبد الله بْن جَعْفَر بْن أبي طَالِب: دَعُونا نَشْتَفّ منه، فقطع عَبْد الله يديه ورِجْلَيه، فلم يجزع ولم يتكلم، فكَحَل عينيه، فلم يجزع، وجعل يقول: إنّك لَتَكْحُل عيني عمّك، وجعل يقرأ: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ 96: 1 [2] حَتَّى ختمها، وإنّ عينيه لَتَسيلان، ثُمَّ أمر به فعولج عن لسانه ليُقْطَع، فجزع، فَقِيلَ له في ذلك. فقال: ما ذاك بِجَزَعٍ، ولكنّي أكره أن أبقى فِي الدُّنيا فُوَاقًا لَا أذكر الله، فقطعوا لسانه، ثُمَّ أحرقوه فِي قَوْصرة، وكان أسمر، حَسَن الوجه، أفلَجَ، شعْرُهُ مع شَحْمَه أُذُنيه، وَفِي جبهته أثر السُّجود [3] . ويُرْوَى أن عليًّا رضي الله عنه أمرهم أن يحرِّقوه بعد الْقَتْلِ.
وقال جَعْفَر بْن مُحَمَّد، عن أَبِيهِ قَالَ: صلّى الحسن على عليّ، ودفن
[1] طبقات ابن سعد 3/ 37.
[2]
أول سورة العلق.
[3]
طبقات ابن سعد 3/ 39، وانظر الأخبار الطوال لابن قتيبة 215.
بالكوفة، عند قصر الإمارة، وَعُمِّيَ قبرهُ [1] . وعن أبي بَكْر بْن عيّاش قَالَ: عَمُّوه لئلّا تَنْبُشَه الخوارج [2] .
وقال شَرِيك، وغيره: نقله الْحَسَن بْن عليّ إِلَى المدينة [3] .
وذكر المُبَرّد عن مُحَمَّد بْن حبيب قَالَ: أوّل من حُوِّلَ من قبرٍ إِلَى قبرٍ عليّ [4] .
وقال صالح بْن احمد النَّحْويّ: ثنا صالح بْن شُعيب، عن الْحَسَن بْن شُعَيب الفَرَويّ، أنّ عليًّا صُيِّر فِي صُندوقٍ، وكثَّروا عليه من الكافور، وَحُمِلَ على بعير، يريدون به المدينة، فَلَمَّا كان ببلاد طيِّئ، أضلّوا البعير ليلا، فأخذته طيِّئ وهم يظنون أنّ فِي الصُّندوق مالًا فلمّا رأوه خافوا فدفنوه ونحروا البعير فأكلوه [5] .
وقال مُطَيْن: لو عَلِمَتِ الرافضة قبرَ مَن هَذَا الَّذِي يُزار بظاهر الكوفة لَرَجَمَتْهُ، هَذَا قبر المغيرة بن شعبة [6] .
[1] تاريخ بغداد 1/ 135.
[2]
تاريخ الخلفاء 176.
[3]
تاريخ الخلفاء 176، تاريخ بغداد 1/ 137.
[4]
تاريخ الخلفاء 176.
[5]
تاريخ الخلفاء 176 وقد استبعد ذلك ابن كثير في البداية والنهاية 7/ 330.
وقد اختلف في موضع قبره، فقيل: دفن في قصر الإمارة بالكوفة، وقيل: في رحبة الكوفة، وقيل: دفن بنجف الحيرة في موضع بطريق الحيرة، وقيل عند مسجد الجماعة. (انظر تاريخ الطبري 4/ 117 ونهاية الأرب 20/ 217، 218، وتاريخ بغداد 1/ 137، 138) .
[6]
تاريخ بغداد 1/ 138.
قال أبو جَعْفَر الباقر: قُتِلَ عليّ وهو ابنُ ثمانٍ وخمسين [1] . وعنه رواية أخرى أنّه عاش ثلاثًا وستّين سنة [2] ، وكذا رُوِيَ عن ابنُ الحنفية، وقاله أبو إِسْحَاق السبيعيّ، وأبو بكر بن عيّاش، وينصر ذلك ما رواه ابنُ جُريْج، عن مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِب، أنّه أخبره أنّ عليًّا تُوُفيّ لثلاثٍ أو أربعٍ وستين سنة [3] .
وعن جَعْفَر الصادق، عن أَبِيهِ قَالَ: كان لعليّ سبع عشرة سرِيّة [4] . وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ، عَنْ هُبَيْرَةَ بْنِ يَرِيمَ قَالَ: خَطَبَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ فَقَالَ: لَقَدْ فَارَقَكُمْ بِالأَمْسِ رَجُلٌ مَا سَبَقَهُ إِلا الأَوَّلُونَ بِعِلْمٍ، وَلا يُدْرِكُهُ الآخِرُونَ، كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُعْطِيهِ الرَّايَةَ، فَلا يَنْصَرِفُ حَتَّى يُفْتَحَ لَهُ، مَا تَرَكَ بَيْضَاءَ وَلا صَفْرَاءَ، إِلا سَبْعَمِائَةِ دِرْهَمٍ فَضَلَتْ مِنْ عَطَائِهِ، كَانَ أَرْصَدَهَا لِخَادِمٍ لأَهْلِهِ [5] . وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرٍو الأَصَمِّ قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ إِنَّ الشِّيعَةَ يَزْعُمُونَ أَنَّ عَلِيًّا مَبْعُوثٌ قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَقَالَ: كَذَبُوا وَاللَّهِ مَا هَؤُلاءِ بِشِيعَةٍ، لَوْ عَلِمْنَا أَنَّهُ مَبْعُوثٌ مَا زَوَّجْنَا نِسَاءَهُ، وَلا قَسَّمْنَا مِيرَاثَهُ [6] . وَرَوَاهُ شَرِيكٌ عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ ضَمْرَةَ، بَدَلَ عَمْرٍو. ولو استوعبنا أخبار أمير المؤمنين لَطَالَ الكتاب. والله تعالى أعلم.
[1] أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/ 96 رقم 165، والحاكم 3/ 144.
[2]
أخرجه الطبراني 1/ 96 رقم 165، والخطيب في تاريخ بغداد 1/ 135، والحاكم في المستدرك 3/ 145، وابن سعد في الطبقات 3/ 38.
[3]
الاستيعاب 3/ 57.
[4]
في البداية والنهاية 7/ 333 «مات عن أربع نسوة وتسع عشرة سرية» .
[5]
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء 1/ 65، وأحمد في الزهد 166 من طريق وكيع، عن إِسْرَائِيلُ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حبشي، وفيه «لا خادم لأهله» .
[6]
أخرجه الحاكم في المستدرك 3/ 145 وتابعه الذهبي في تلخيصه.