الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 -
القائم بأمر الله أبو القاسم نزار (1):
من 14 ربيع الأول 322 هـ/934 م، إلى وفاته في 13 شوال 334 هـ.
3 -
المنصور بنصر الله أبو الطاهر إسماعيل (2):
من 13 شوال 334 هـ/945 م، إلى وفاته في 29 شوال 341 هـ.
4 -
المعز لدين الله أبو تميم معد (3):
من أول ذي القعدة 341هـ/952 م، إلى وفاته في 3 ربيع الآخر 365 هـ.
وقد بذل هؤلاء الخلفاء الأربعة جهوداً كبيرة لتثبيت أركان دولتهم في المغرب.
المقاومة السُّنية للنفوذ الفاطمي والمدِّ الشيعي في المغرب:
ورغم هذه الجهود فإن المُلْك لم يصْفَ تماماً لدولة الفاطميين بالمغرب، بل إنهم وجدوا صعوبات كبيرة في إحكام سيطرتهم على المجتمع الإفريقي السُّني، الذي لم يقبل وجود خلافة شيعية تنافس الخلافة السُّنية في بغداد، والتي كان ينظر إليها على أنها الخلافة الشرعية في العالم الإسلامي.
ولذلك فقد واجه الخليفة الفاطمي المهدي مقاطعة سلبية وإنكاراً صامتاً من قِبَل أهالي إفريقية وعلمائها المالكية، ومن المعلوم أن المذهب المالكي كان أرسخ قدماً وأعمق جذوراً في المجتمع المغربي بعامة عن غيره من المذاهب السُّنية الأخرى، ولقد ناصب علماءُ المالكية - وهذا أمر طبيعي- دعاةَ المذهب الإسماعيلي العداء، وتبعهم في ذلك عامة الناس، بل إن إفريقية كلها وقفت موقف معارضة سلبية وعدم تعاون شديد الخطورة على كيان الدولة الفاطمية الناشئة (4).
لقد أبدى علماء السنة المالكية - ومن ورائهم العامة - ثباتاً وصلابة في مواجهة أفكار الشيعة ومبادئهم، حتى إن بعضهم قد تعرض للقتل والاغتيال، مثل:
(1) انظر ترجمة القائم في فهرس التراجم رقم (95).
(2)
انظر ترجمة المنصور في فهرس التراجم رقم (112).
(3)
انظر ترجمة المعز في فهرس التراجم رقم (109).
(4)
الدولة الفاطمية للدكتور أيمن فؤاد سيد: ص 124.
إبراهيم بن محمد الضبي، وأبي بكر بن هذيل (1).
وقد ألقى القاضي النعمان - فيلسوف الخلافة الفاطمية ومؤرخها الأول- في كتابه «المجالس والمسايرات» ضوءاً كاشفاً على قضية كراهية السُّنة للخلافة الفاطمية، ويمكن تلمس ذلك في غير موضع بالكتاب، فمن ذلك أن القاضي النعمان عندما عُيِّن قاضياً بمدن المنصورية والمهدية والقيروان وسائر مدن إفريقية زمن الخليفة المنصور لم يعجب ذلك مخالفيه في المذهب من أهل السُّنة، الذين تكلموا في حقه، وتحدثوا عن أنه يثير الدولة عليهم ويحركها، فضاق صدر النعمان بذلك وصبر طويلاً، ثمَّ اشتكى للخليفة المعز الذي أوصاه بالصبر والإعراض عن المغرضين أسوة بجعفر الصادق (2).
وكذلك فقد أورد القاضي النعمان في كتابه «المجالس والمسايرات» تصريحاً مهمّاً للخليفة المهدي يكشف فيه عن شدة كراهيته لأهل إفريقية السُّنة، إذ يقول:
…
«وقد ابتلانا الله برعي الحمير الجهال، فإنا لم نزل نتلطف في هدايتهم ومسايرة أحوالهم إلى أن ختم الله لنا بالحسنى، والخروج من بين أظهرهم على أحسن
…
حال» (3).
وفي موضع آخر نجد اعترافاً من الخليفة المهدي بكراهية أهل إفريقية لحكم الفاطميين (4).
وقد أسهمت الخلافة العباسية في تعميق موقف المجتمع الإفريقي الرافض للخلافة الفاطمية الشيعيَّة، وليس أدل على ذلك من تلك الوثيقة التاريخية المهمة التي أوردها القاضي النعمان في كتابه «رسالة افتتاح الدعوة» ، وهي عبارة عن رسالة من الخليفة العباسي (المكتفي) إلى أهل السنة بإفريقية يأمرهم فيها بالثبات والوحدة ومناجزة المارقين المبدِّلين للدين المحرِّفين للكِلَم عن مواضعه (5).
(1) انظر ترجمتهما في فهرس التراجم رقم (1).
(2)
المجالس والمسايرات للقاضي النعمان: ص 348.
(3)
المجالس والمسايرات للقاضي النعمان: ص 396 - 397.
(4)
المجالس والمسايرات للقاضي النعمان: ص 97.
(5)
رسالة افتتاح الدعوة للقاضي النعمان: ص 174 - 178.