الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
2 - الأحداث في خلافة سيدنا عثمان رضي الله عنه
-:
لقد وُجهت لعثمان رضي الله عنه في خلافته انتقاداتٌ عديدة (1)، كان أغلُبها مما يخضع للاجتهاد مما يملكه الإمام، وبقيَّتُها كان افتراءً عليه، والهدف من ذكر هذه الانتقادات أمران:
الأمر الأول: بيانُ أن قتل عثمان رضي الله عنه كان ظلماً جرَّأَهم عليه حلمُه وحياؤُه الذي عُرف به، فكثيرٌ مما انتُقد عليه قد فعله عمرُ رضي الله عنه قبله ولم يعترض عليه أحد، فقد منع عمرُ بن الخطاب رضي الله عنه العمرةَ في الحج من قبله فلم ينقل عن علي رضي الله عنه أنه اعترض عليه، وحمى عمرُ رضي الله عنه الحمى ووسَّعه عثمان رضي الله عنه، فلم يعترض أحدٌ على عمر رضي الله عنه، بينما اعترضوا على عثمان رضي الله عنه (2).
والأمر الثاني: بيان أن سيدنا علياً رضي الله عنه لم يكن السبب فيما حدث، وأن المنتقدين لعثمان رضي الله عنه عندما كانوا يلجؤون إلى علي رضي الله عنه (3) فيسمع منهم ثم ينصح عثمان رضي الله عنه فيما يرى أنه الحق، إنما كان يقوم بواجبه الذي أمره به الإسلام من نصيحة ولاة الأمر، وهذا كان شأن بقية الصحابة ممن جاهر بنصح سيدنا عثمان كالسيدة عائشة (4) ...............................................................................................................
(1) ذكر القاضي أبو بكر بن العربي المالكي هذه الانتقادات في العواصم من القواصم: 1/ 76 - 77 ثم ردَّ عليها. وانظر: الكامل في التاريخ للشيباني: 3/ 70 وما بعدها لمعرفة دوافع من ثار على عثمان رضي الله عنه.
(2)
انظر تاريخ الطبري: 2/ 579. العواصم من القواصم لابن العربي: ص 84 - 85. الاستقصا للسلاوي: 1/ 36.
(3)
انظر مثلاً: صحيح البخاري: 3/ 1132 كتاب فرض الخمس، باب ما ذكر من درع النبي صلى الله عليه وسلم رقم (2880) عن علي رضي الله عنه. ومسند أحمد: 2/ 1196 رقم (1196) عن محمد بن علي قال: جاء إلى علي رضي الله عنه ناس من الناس فشكوا سعاةَ عثمان قال: فقال لي أبي: اذهب بهذا الكتاب إلى عثمان فقل له: إن الناس قد شكوا سعاتك وهذا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصدقة فمرهم فليأخذوا به. قال فأتيت عثمان فذكرت ذلك له قال: فلو كان ذاكراً عثمان بشيء لَذَكَره يومئذ - يعنى بسوء - قال محقق الكتاب: إسناده صحيح على شرط الشيخين.
(4)
انظر مثلاً: السنة لابن أبي عاصم: ص 556 رقم (1178) عن النعمان بن بشير قال: حججت فأتيت عائشة أم المؤمنين لأسأل عنها فقالت: من أنت؟ فقلت: أنا النعمان بن بشير فقالت: أبو عمرة؟ قلت: نعم. فقالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوماً لعثمان: «إن كساك الله ثوباً فأراد المنافقون أن تخلعه فلا تخلعه» . قال النعمان بن بشير: غفر الله لك يا أم المؤمنين أفلا ذكرت هذا حين يختلفون إليك. فقالت: نسيته حتى بلغ الله فيه أمره. قال الألباني: «إسناده جيد ورجاله موثوقون، غير يزيد بن أيهم، وقد وثقه ابن حبان، ويشهد للحديث ما تقدم له من الطرق» فليرجع إليها من أراد الاستزادة.