المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الرأي الأول: القائل إن الخلافة عن الله تعالى - تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا

[محمد خلدون مالكي]

فهرس الكتاب

- ‌الإهداء

- ‌خطبة الكتاب

- ‌خطة البحث:

- ‌منهج البحث:

- ‌صعوبات البحث:

- ‌الدراسات السابقة:

- ‌الباب الأولتعاريف ومقدمات فقهية لا بد منها

- ‌الفصل الأولالتعاريف

- ‌المبحث الأول:‌‌ تعريف الخليفة لغةًوشرعاً

- ‌ تعريف الخليفة لغةً

- ‌تعريف الخليفة شرعاً:

- ‌هل يشترط فيمن يخلف شخصاً آخر أن يستخلَفه الأولُ حتى يطلق عليه اسم خليفة أو لا

- ‌المعنى العام لكلمة خليفة (ما نفهمه من كلمة خليفة):

- ‌المبحث الثاني:‌‌ تعريف الخلافة لغةوشرعاً

- ‌ تعريف الخلافة لغة

- ‌تعريف الخلافة شرعاً:

- ‌المبحث الثالث:‌‌ تعريف الإمام لغةوشرعاً

- ‌ تعريف الإمام لغة

- ‌تعريف الإمام شرعاً:

- ‌الفصل الثانيمقدمات فقهية لا بد منها

- ‌المبحث الأول: حكم إقامة الخلافة ودليله

- ‌1 - من قال بوجوب إقامتها:

- ‌من الذي يجب عليه إقامة الخلافة وما مصدر هذا الوجوب:

- ‌أدلة وجوب نصب الإمام:

- ‌2 - من قال بعدم وجوب إقامة الخلافة:

- ‌دليل من لم يقل بوجوب الخلافة:

- ‌دليل اللُّطف على وجوب الإمامة عند الشِّيعة:

- ‌ اللُّطف عند أهل السُّنَّة

- ‌دليل الشِّيعة على مسألة اللُّطف:

- ‌المبحث الثانيهل الخلافة من مباحث علم الكلام أو من فروع الفقه

- ‌1 - الاتجاه الأول: من اعتبر الإمامة من فروع الفقه:

- ‌2 - الاتجاه الثاني: من اعتبر الإمامة من مباحث علم الكلام:

- ‌3 - الاتجاه الثالث: من اعتبر الإمامة ومباحثها أمراً دنيوياً لا علاقة له بالدين:

- ‌المبحث الثالث: عمن تكون الخلافة

- ‌الرأي الأول: القائل إنَّ الخلافة عن الله تعالى

- ‌ الرأي الثاني: القائل بأنَّ الخلافة إنَّما هي خلافة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ الرأي الثالث: القائل إن الخلافة هي عن الله ورسوله معاً:

- ‌ الرأي الرابع: القائل إنَّ الخلافة هي خلافة عن الأمة:

- ‌مناقشة هذا الرأي:

- ‌ الرأي الخامس: القائل إنَّ الخلافة هي خلافة عن الخليفة السَّابق

- ‌ الرأي السادس: فهو في الخلافة العامة لكل البشر

- ‌الباب الثانيتعدد الخلفاء من المنظور الفقهي

- ‌الفصل الأول: التمهيد

- ‌المبحث الأول: معنى الخلافة الكاملة والخلافة الناقصة

- ‌المبحث الثاني:دلالة حديث: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين»

- ‌المبحث الثالث: الأحداث التي اعتمد عليها الفقهاء في مسألة التعدد:

- ‌أولاً: ما قبل خلافة سيدنا علي رضي الله عنه

- ‌1 - طريقة انتخاب عثمان رضي الله عنه للخلافة:

- ‌2 - الأحداث في خلافة سيدنا عثمان رضي الله عنه

- ‌الانتقاد الأول:

- ‌الانتقاد الثاني:

- ‌ثانياً: الأحداث في خلافة سيدنا علي رضي الله عنه

- ‌تفاصيل الفتنة بين علي ومعاوية رضي الله عنهما:

- ‌أهداف سيدنا علي رضي الله عنه من حروبه في خلافته:

- ‌ثالثاً: الخلاف بين الحسن بن علي ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم

- ‌من بدأ بعرض الصلح:

- ‌شروط الصلح:

- ‌ما يستخلص من مجمل الأحداث في عهد الحسن بن علي رضي الله عنهما:

- ‌الفصل الثانيالشروط والواجبات ونظرية الضرورة

- ‌المبحث الأول: الشروط الواجب توفرها في الخليفة

- ‌ الشروط المتفق عليها

- ‌1 - الإسلام:

- ‌2 - العقل:

- ‌ الشروط المختلف فيها ولا قيمة للخلاف فيها

- ‌1 - الحرية:

- ‌2 - الذكورة:

- ‌3 - البلوغ:

- ‌4 - أن يكون سليم الحواس والأعضاء إلى درجة ما:

- ‌5 - عدم اشتراط أن يكون الإمام هاشمياً:

- ‌6 - عدم اشتراط العصمة:

- ‌7 - عدم اشتراط النصِّ على الإمام:

- ‌8 - عدم اشتراط أن يكون من نسل الحسن والحسين (علوياً):

- ‌9 - عدم اشتراط أن يكون صاحب كرامات:

- ‌10 - عدم اشتراط (الدعوة) أن يخرج داعياً إلى نفسه:

- ‌ الشروط المختلف فيها بناء على الدليل

- ‌1 - النسب القرشي:

- ‌أدلة من قال باشتراط القرشية:

- ‌أدلة من قال بعدم اشتراط القرشية:

- ‌2 - الاجتهاد:

- ‌3 - العدالة:

- ‌4 - أفضل أهل زمانه:

- ‌5 - الكفاءة:

- ‌6 - أن يكون مطاع الأمر نافذ الحكم في محل ولايته:

- ‌المبحث الثاني: واجبات الخليفة أو الأحكام المنوطة به

- ‌المبحث الثالث:نظريَّة الضرورة وبعض تطبيقاتها السياسية

- ‌تعريف الضرورة لغة واصطلاحاً:

- ‌مستند نظرية الضرورة من القرآن:

- ‌مستند النظرية من الحديث:

- ‌نظرية الضرورة في علم الأصول:

- ‌الضرورة في القواعد الفقهية:

- ‌المحرمات التي تبيحها الضرورة:

- ‌وللضرورة السياسية أمثلة منها:

- ‌من له حق تقدير الضرورة:

- ‌أحكام الضرورة:

- ‌الفصل الثالثحكم تعدد الخلفاء

- ‌المبحث الأول: من لم يجوز تعدد الخلفاء أو أجازه بشروط

- ‌أولاً: حكم تعدد الخلفاء بالنظر إلى المكان:

- ‌القسم الأول: حكم تعدد الخلفاء في البلد الواحد:

- ‌القسم الثاني: حكم تعدد الخلفاء في البلدان القريبة:

- ‌القسم الثالث: حكم تعدد الخلفاء في البلدان البعيدة:

- ‌ثانياً: حكم تعدد الخلفاء بالنظر إلى الزمان:

- ‌القسم الأول: حكم مبايعة خليفتين معاً بنفس الوقت:

- ‌القسم الثاني: حكم مبايعة خليفتين على التعاقب:

- ‌1 - الحالة الأولى: تعدد الخلفاء عند معرفة الخليفة الأول:

- ‌عقوبة من يطلب الخلافة مع وجود خليفة:

- ‌2 - الحالة الثانية: تعدد الخلفاء عند جهل تاريخ مبايعة كل منهما:

- ‌معيار الاختيار بين من يصلح للخلافة عند وجود أكثر من واحد:

- ‌المبحث الثاني: من أجاز تعدد الخلفاء مطلقاً

- ‌المبحث الثالث: الأدلة

- ‌أولاً: أدلة من لم يجوز التعدد:

- ‌ثانياً: أدلة من أجاز التعدد:

- ‌الترجيح:

- ‌الباب الثالثتعدد الخلفاء في التاريخ الإسلاميوالتكييف الفقهي لذلك

- ‌الفصل الأولالخلاف بين عبد الله بن الزبير رضي الله عنه والأمويين

- ‌1 - عبد الله بن الزبير ويزيد بن معاوية

- ‌تحليل الأحداث:

- ‌حكم خلافة يزيد بن معاوية:

- ‌2 - عبد الله بن الزبير ومروان بن الحكم

- ‌حكم خلافة مروان بن الحكم:

- ‌3 - عبد الله بن الزبير وعبد الملك بن مروان

- ‌المواجهة الأولى:

- ‌المواجهة الثانية:

- ‌المواجهة الثالثة والأخيرة مع ابن الزبير:

- ‌حكم خلافة عبد الملك بن مروان:

- ‌أسباب فشل ابن الزبير وعودة الخلافة للأمويين:

- ‌بعض من اعتزل الفتنة:

- ‌الفصل الثانيالخلافة العباسية والخلافة الفاطمية والخلافة الأموية في الأندلس

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: الخلافة العباسية

- ‌نظرة عامة للخلافة العباسية:

- ‌سقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية:

- ‌سياسة العباسيين في قمع الأمويين واستئصال شأفتهم:

- ‌الفقهاء والخلافة العباسية:

- ‌سياسة العباسيين تجاه العلويين:

- ‌ثورة الحسين بن علي بالمدينة وموقعة فخ سنة 169 ه

- ‌المبحث الثانيالخلافة الفاطمية في المغرب ومصر

- ‌مدخل:

- ‌بدايات الدولة الفاطمية:

- ‌المقاومة السُّنية للنفوذ الفاطمي والمدِّ الشيعي في المغرب:

- ‌التوجه الشرقي للخلافة الفاطمية والتفكير في فتح مصر:

- ‌الفاطميون في طريقهم إلى فتح مصر:

- ‌الخليفة المعز لدين الله وتحقيق هدف الفاطميين في فتح مصر:

- ‌أسباب نجاح الفاطميين في فتح مصر:

- ‌السياسة المذهبية للفاطميين ومحاولة تحويل مصر إلى المذهب الإسماعيلي:

- ‌استجابة بعض المصريين للمذهب الإسماعيلي:

- ‌المقاومة السُّنية للمدِّ الشيعي في مصر:

- ‌أ- إظهار الشعائر السُّنية:

- ‌ب- الطعن في المذهب الإسماعيلي والتشكيك فيه:

- ‌ج- التصدي لغلو الإسماعيلية:

- ‌د - ازدهار الدراسات السُّنية:

- ‌المواجهة والصراع بين الخلافتين العباسية والفاطمية:

- ‌موقف العباسيين من الأطماع الفاطمية:

- ‌اضمحلال الخلافة الفاطمية وسقوطها:

- ‌موقف المصريين من سقوط الخلافة الفاطمية:

- ‌المبحث الثالثالخلافة الأموية في الأندلس

- ‌تمهيد:

- ‌أولاً - الأندلس من قبيل الفتح حتى نهاية عصر الولاة:

- ‌ثانياً - الأندلس في عصر الإمارة الأموية:

- ‌محاولات العباسيين استرداد الأندلس من أمراء بني أمية:

- ‌1 - المحاولة الأولى: ثورة العلاء بن المغيث على عبد الرحمن الداخل سنة 147هـ/764 م:

- ‌2 - المحاولة الثانية: مؤامرة مشتركة من أربعة أطراف بالاتفاق مع المهدي سنة 161 هـ/778 م:

- ‌دور العلماء في الأندلس في التمهيد لإعلان الخلافة:

- ‌ثالثاً - الأندلس في عصر الخلافة الأموية:

- ‌مستند فقهي لشرعية إعلان الخلافة في الأندلس:

- ‌دور العلماء في بقاء الخلافة الأموية في الأندلس:

- ‌علاقة الأمويين في الأندلس بالفاطميين:

- ‌1 - ثورة معلم الصبيان (شقنا) في عهد الداخل:

- ‌2 - ثورة الحسين بن يحيى والي سرقسطة:

- ‌محاولة أخرى:

- ‌رد فعل الأمويين في الأندلس على الدعوة الفاطمية:

- ‌الصراع المباشر بين الأمويين والفاطميين في المغرب:

- ‌ما نستنتجه من هذا الفصل:

- ‌الباب الرابع: التعدد والوحدة في المستقبل

- ‌تمهيد:

- ‌الفصل الأول: منظمة المؤتمر الإسلامي

- ‌ تعريف منظمة المؤتمر الإسلامي:

- ‌مراحل إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي:

- ‌جذور منظمة المؤتمر الإسلامي:

- ‌ميثاق منظمة المؤتمر الإسلامي:

- ‌هيئات منظمة المؤتمر الإسلامي:

- ‌الأمانة العامة

- ‌ مؤتمر الملوك والرؤساء:

- ‌ الأجهزة المتفرعة عن منظمة المؤتمر الإسلامي:

- ‌ مركز البحوث الإحصائية والاقتصادية والاجتماعية والتدريب:

- ‌ مركز البحوث والتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية:

- ‌ الجامعة الإسلامية للتكنولوجيا:

- ‌ المركز الإسلامي لتنمية التجارة:

- ‌ مجمع الفقه الإسلامي:

- ‌ صندوق التضامن الإسلامي

- ‌ الجامعة الإسلامية في النيجر

- ‌قضية العضوية في منظمة المؤتمر الإسلامي:

- ‌منظمة المؤتمر الإسلامي والتجارة البينية:

- ‌مظاهر اهتمام منظمة المؤتمر الإسلامي بالتجارة:

- ‌من إنجازات المنظمة:

- ‌ محكمة العدل الإسلامية

- ‌تشكيل المحكمة:

- ‌اختصاص المحكمة:

- ‌النقد الذي وجه لمحكمة العدل الإسلامية:

- ‌ مشكلات الأقليات المسلمة:

- ‌ المنظمة ومسلمو بلغاريا:

- ‌ المنظمة ومسلمو تراقيا:

- ‌ مشكلة مسلمي الفلبين:

- ‌مقر منظمة المؤتمر الإسلامي:

- ‌تقييم عام لمنظمة المؤتمر الإسلامي:

- ‌أولاً: المجال السياسي:

- ‌ثانياً: مجال حماية الأقليات:

- ‌ثالثاً: الفرق بين منظمة المؤتمر الإسلامي ومؤسسة الخلافة

- ‌الفصل الثاني: جامعة الدول العربية

- ‌ظهور فكرة الجامعة العربية:

- ‌المشاورات التمهيدية لجامعة الدول العربية:

- ‌الأساس غير الوحدوي لبروتوكول وميثاق جامعة الدول العربية:

- ‌أجهزة جامعة الدول العربية:

- ‌1 - مجلس الجامعة:

- ‌2 - أمانة الجامعة:

- ‌3 - المنظمات العربية المتخصصة:

- ‌نماذج من أنشطة الجامعة العربية:

- ‌1 - اتفاقية الدفاع العربي المشترك:

- ‌الأجهزة المتعلقة بالأمن العربي:

- ‌التقييم:

- ‌2 - المجلس الاقتصادي:

- ‌3 - السوق العربية المشتركة:

- ‌تقييم عام لجامعة الدول العربية:

- ‌ الأسباب المتعلقة بالميثاق:

- ‌ أسباب تتعلق بالدول العربية:

- ‌ المتغيرات العالمية:

- ‌الفصل الثالث: رابطة العالم الإسلامي

- ‌مقدمة:

- ‌تعريف رابطة العالم الإسلامي:

- ‌تأسيس رابطة العالم الإسلامي:

- ‌ميثاق رابطة العالم الإسلامي:

- ‌الهيكل التنظيمي لرابطة العالم الإسلامي:

- ‌1 - المؤتمر الإسلامي العام:

- ‌2 - المجلس التأسيسي:

- ‌3 - الأمانة العامة:

- ‌هيئات الرابطة:

- ‌1 - المجمع الفقهي الإسلامي:

- ‌2 - الهيئة الإسلامية العالمية للاقتصاد والتمويل:

- ‌الأهداف:

- ‌ بعض إنجازات رابطة العالم الإسلامي في المجال الاقتصادي:

- ‌1 - المشاركة في المؤتمرات الاقتصادية الدولية:

- ‌2 - الدعوة لتطبيق قواعد الاقتصاد الإسلامي:

- ‌3 - العلاقة مع المؤسسات الاقتصادية والإسلامية:

- ‌4 - الإسهام في الاقتصاد عن طريق المجمع الفقهي:

- ‌5 - محاولة إنشاء السوق الإسلامية المشتركة:

- ‌6 - التأكيد على المشروعات المشتركة:

- ‌7 - دعم برامج التنمية الريفية والاجتماعية والاقتصادية:

- ‌تقييم عام لرابطة العالم الإسلامي:

- ‌سبل تحقيق الوحدة (الواقع والتوصيات):

- ‌1 - واقع الوحدة:

- ‌ واقع الوحدة الاجتماعية:

- ‌ واقع الوحدة الاقتصادية:

- ‌ واقع الوحدة السياسية:

- ‌ واقع الوحدة العسكرية:

- ‌2 - التوصيات:

- ‌1 - من الناحية الاقتصادية:

- ‌2 - من الناحية الاجتماعية:

- ‌3 - من الناحية السياسية:

- ‌4 - من الناحية العسكرية:

- ‌خاتمة

- ‌ملحق رقم (1)قائمة بأسماء أمراء الأندلس وخلفائها مع سنوات حكم كل منهمفي عهدَي الإمارة والخلافة

- ‌ملحق رقم (2)نص الوثيقة التي أعلن الناصر نفسه خليفة فيها سنة 316 ه

- ‌وثائق هامة

- ‌وثيقة أخرى

- ‌فهرس المصادر والمراجع

الفصل: ‌الرأي الأول: القائل إن الخلافة عن الله تعالى

أن تؤمن الدولة بسيادة الله ورسوله القانونيَّة، وتتنازل عن الحاكميَّة وتؤمن بأنْها خلافة نائبة عن الحاكم الحقيقي عز وجل، وسلطاتها في هذه المنزلة لا بد وأن تكون محدودة بتلك الحدود سواء أكانت هذه السلطات تشريعيَّة أو قضائيَّة أو تنفيذيَّة» (1).

لقد تنوَّعت آراء علماء المسلمين في معنى الخلافة، وعمَّن تكون إلى ستَّة آراء، خمسة منها في الخلافة الخاصَّة، التي يقصد منها تطبيق حكم الله عز وجل، (وهي الأقوال الخمسة الأولى) وهي التي تعنينا ببحثنا هذا، وواحد في الخلافة بالمعنى الزمني فقط (وهو القول الأخير)(2)، وسأتناولها - بعون الله - واحداً إِثْرَ آخر مُبيِّناً قائليها وماذا يترتب على كل قول:

1 -

الخلافة إنَّما هي خلافة عن الله عز وجل.

2 -

الخلافة إنَّما هي خلافة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.

3 -

الخلافة إنما هي خلافة عن الله ورسوله معاً.

4 -

الخلافة هي خلافة عن الأمة.

5 -

الخلافة هي خلافة عن الخليفة السابق.

6 -

الخلافة هي خلافة الإنسان للملائكة والجنِّ، أو خلافة أمة ما لمن سبقها من الأمم في سكنى الأرض.

وقد رتبتُ هذه الآراء على هذا الترتيب حسبما رأيتُه من أهمية المستخلِف لا حسب قوَّة الرأي أو ضعفه.

‌الرأي الأول: القائل إنَّ الخلافة عن الله تعالى

(3)، انقسم القائلون به إلى خمسة أقسام:

أ) القسم الأول: قال: إنَّ المقصود بقوله عز وجل: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ (خَلِيفَةً}

(1) الخلافة والملك لأبي الأعلى المودودي: ص 9، 19.

(2)

أقصد بالخلافة الخاصة منصب رئيس الدولة، وبالخلافة العامة خلافة كل الناس عن الله في تطبيق شرعه.

(3)

حكاه الماوردي وأبو يعلى وابن خلدون والشرواني عن بعض العلماء ولم يصرِّحوا بأسمائهم. انظر: الأحكام السلطانية للماوردي: ص 17. الأحكام السلطانية للفرَّاء: ص 27. مقدمة ابن خلدون: ص 196. حواشي الشرواني: 9/ 75. وسيأتي بيانهم لاحقاً.

ص: 53

البقرة/30. هو آدم صلى الله عليه وسلم (1). وهو قول ابن عبَّاس (2)، والسدي (3)، وابن مسعود (4)، ومجاهد (5). حتى أنَّ القرطبي لم يجعل الخلافة عن الله لداود صلى الله عليه وسلم، فقال عند تفسير قوله عز وجل:{يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ} ص/26. أَيْ خليفةً عمَّن قبله من الأنبياء (6). وردَّ عليه ابنُ كثير فقال: «ليس المراد بالخليفة ها هنا آدم فقط كما يقوله طائفة من المفسِّرين، وعزاه القرطبُّي - والقول لابن كثير - إلى ابن عبَّاس وابن مسعود وجميع أهل التأويل، وفي ذلك نظر، بل الخلاف فيه كثير حكاه الرازي في تفسيره وغيره» اهـ (7).

ومما يُستَدَلُّ به لهذا الرأي الحديثُ المرويُّ عن أبي سعيد الخدريِّ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثمَّ احتج آدم وموسى عليهما السلام فقال موسى: أنت خليفة الله خلقك بيده

الخ» (8).

ب) القسم الثاني: يقول: إنَّ آدم وداود هما خليفتا الله عز وجل، ولا يُسمَّى أحدٌ خليفةَ الله بعدهما، استدلالاً بآية البقرة وآية (ص) السابقتين، لأن لفظ (خليفة) لم يرد في القرآن إلا في هذين الموضعين، وهو رأي النووي (9) ......................................

(1) البرهان في علوم القرآن للزركشي: 1/ 156. تفسير البغوي: 1/ 60.

(2)

تفسير البغوي: 1/ 60. تفسير الرازي: 2/ 181 - 182 مجلد 1. تفسير القرطبي: 1/ 263، 312.

(3)

تفسير الرازي: 2/ 181 - 182 مجلد 1. فتح الباري لابن حجر: 6/ 364.

(4)

زاد المسير لابن الجوزي: 1/ 60. تفسير الرازي: 2/ 181 - 182 مجلد 1.

(5)

زاد المسير لابن الجوزي: 1/ 60.

(6)

تفسير القرطبي: 15/ 188. وكذا قال الواحدي في تفسيره: 2/ 922.

(7)

تفسير ابن كثير: 1/ 216. وانظر تفسير الرازي: مج 1 2/ 181. وانظر ترجمة ابن كثير في فهرس التراجم رقم (12).

(8)

مسند عبد بن حميد: 1/ 295 رقم (449) عن أبي سعيد الخدري بسند ضعيف فيه أبو هارون العبدي، عمارة بن جوين، قال عنه الهيثمي في مجمع الزوائد 2/ 111: متروك. وقال ابن حجر في تلخيص الحبير 2/ 78: متروك. والحديث رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة بلفظ: (أنت آدم) بدل (أنت خليفة الله). انظر: صحيح البخاري: 3/ 1251 كتاب أحاديث الأنبياء، باب وفاة موسى، رقم (3228). صحيح مسلم: 4/ 2043 وما بعدها، كتاب القدر، باب حجاج آدم موسى رقم (2652) عن أبي هريرة.

(9)

مغني المحتاج للخطيب الشربيني: 4/ 132 وقال: هو رأي المصنف في شرح مسلم، ولم أجده فيه. وقال القلقشندي في مآثر الإنافة 1/ 15:«ذكر الشيخ محي الدين النووي رحمه الله في كتابه الأذكار نحوه وقال ينبغي أن لا يقال للقائم بأمر المسلمين خليفة الله» . وكذا عزاه النووي أيضاً في كتابه روضة الطالبين: 10/ 49 إلى أواخر كتابه الأذكار ولم أجده في هذا الكتاب.

ص: 54

والبغوي (1) والمناوي (2) وابن الجوزي (3).

ج) القسم الثالث: يقول: إنَّ الأنبياء كلهم خلفاء الله عز وجل في أرضه، قياساً على آدم وداود عليهما السلام ولأنَّهم يشكِّلون الصورة المثلى للخلافة مثلهما، فهم صفوة الخلق وحجة الحق، وهو قول البيضاوي والسُدِّي وابن عطيَّة، وليس هذا الاستخلاف للأنبياء لحاجةٍ به تعالى إلى من ينوب عنه، بل لقصور المستخلَف عليهم عن قَبول فيضه وتلقي أمره بغير توسُّط (4).

د) القسم الرابع: وسَّع أصحابُه المرادَ بخلافة الله لتشمل آدم صلى الله عليه وسلم والصالحين من ذريته فقط دون المفسدين، وأمَّا المفسدون فليسوا خلفاء عن الله تعالى، وهو قول ابن عباس وابن مسعود وناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم (5).

ويُؤيِّد هذا المعنى الذي قاله هؤلاء، الحديثُ الذي يرويه الحسن البصريُّ عن النَّبي صلى الله عليه وسلم:«من أمر بالمعروف أو نهى عن المنكر فهو خليفة الله في أرضه وخليفة رسوله وخليفة كتابه» (6). والحديث المروي في مهدي آخر الزمان الذي جاء فيه: «فإذا رأيتموه فبايعوه ولو حَبْواً على الثَّلج فإنَّه خليفة الله المهدي» (7).

(1) شرح السنة للبغوي: 14/ 75. وقد نقل القلقشندي قولَ البغوي هذا في مآثر الإنافة: 1/ 15، وفي صبح الأعشى: 5/ 418. وانظر ترجمة البغوي في فهرس التراجم: رقم (37).

(2)

فيض القدير للمناوي: 3/ 508، رغم أنه وصف الإنسانَ بأنه خليفة الله في أرضه في أكثر من موضع في كتابه هذا! انظر: 4/ 211، 5/ 305، 5/ 329، 5/ 342.

(3)

زاد المسير لابن الجوزي: 1/ 60 و: 7/ 124.

(4)

تفسير البيضاوي: 1/ 280 عند قوله تعالى: «إني جاعل في الأرض خليفة» . تفسير أبي السعود: 1/ 81. روح المعاني للآلوسي: 23/ 186. تفسير الثعالبي: 4/ 36 حيث وَصَفَ المصطفى صلى الله عليه وسلم بخليفة الله في أرضه. تفسير النسفي: 1/ 36.

(5)

ذكر ذلك الطبري في تفسيره: 1/ 200. وهو رأي الزرقاني في مناهل العرفان: 2/ 342. وتفسير الثعالبي: 1/ 52 وقال: هو الصواب. تفسير البيضاوي: 1/ 281. تفسير ابن كثير: 1/ 216.

(6)

رواه الطبري في تفسيره: 24/ 118 عند قوله تعالى: «ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً» . ونقله ابن كثير في تفسيره 7/ 180 من قول الحسن البصري في تفسير هذه الآية. والصنعاني في تفسيره: 3/ 187. والنسفي في تفسيره: 1/ 171. وانظر: ميزان الاعتدال للذهبي: 5/ 484 حرف الكاف (كادح) رقم (6933) عن عبادة. ولسان الميزان لابن حجر: 4/ 480 حرف الكاف (من اسمه كادح) رقم (1517). الكامل في ضعفاء الرجال لابن عدي: 6/ 84 رقم (1616). الفتن لنعيم بن حماد: 1/ 103 رقم (245).

(7)

رواه ابن ماجه: 2/ 1367 كتاب الفتن، باب خروج المهدي رقم (4084) عن ثوبان. وقال ابن خلدون في مقدمته ص 320:«أخرجه ابن ماجه ورجاله رجال الصحيحين إلا إن فيه أبا قلابة الجرمي وذكر الذهبي = = وغيره أنه مدلِّس، وفيه سفيان الثوري وهو مشهور بالتدليس، وكل واحد منهما عنعن ولم يُصرِّح بالسماع فلا يُقبل، وفيه عبد الرزاق بن همام وكان مشهوراً بالتشيع وعَمِيَ في آخر وقته فخلط» اهـ. ومصباح الزجاجة للكنَّاني: 4/ 203 - 204 وقال: هذا إسناد صحيح رجاله ثقات. ورواه الحاكم في مستدركه: 4/ 510 رقم (8432)، و: 4/ 547 رقم (8531) عن ثوبان وقال فيهما: حديث صحيح على شرط الشيخين. ومسند الإمام أحمد: 5/ 277 رقم (22441) عن ثوبان بلفظ: «إذا رأيتم الرايات السود قد جاءت من قبل خراسان فأتوها فإن فيها خليفة الله المهدي» . قال محقق الكتاب: إسناده ضعيف. وانظر السنن الواردة في الفتن للداني: 5/ 1032 - 1033 عن ثوبان رقم (548). والعلل المتناهية لابن الجوزي: 2/ 860 رقم (1445) عن ثوبان. والفتن لنعيم بن حماد: 1/ 311 رقم (896) عن حذيفة.

ص: 55

وقد استخدم كلمة (خليفة الله) بهذا المعنى بعض الصحابة، كحذيفة بن اليمان رضي الله عنه (1) وعبد الله بن جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه (2)، وأبي بكرة (3)، وبعض التابعين كسعيد بن جبير (4) وعطاء بن أبي صيفي (5)، كما وصف الغزالي (6) المستظهرَ بالله بأنه خليفة الله (7)، ووصف ابنُ تيمية رحمه الله عمرَ بن عبد العزيز بخليفة الله (8).

ج) القسم الخامس: يقول قائلوه: كلُّ النَّاس خلفاء الله (9)، قياساً على الأنبياء ولأنهم كُلِّفوا بالخلافة أيضاً، ويؤيده قوله عز وجل:{هُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ فِي الْأَرْضِ}

(1) السنة للخلال: 2/ 335 رقم (434) حيث سمى حذيفةُ عثمانَ ابن عفان خليفةَ الله، وقال الخلال: إسناده ضعيف. ولكن قال الهيتمي في مجمع الزوائد 5/ 179: «رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات» . انظر المعجم الأوسط للطبراني: 6/ 64 رقم (5804) عن حذيفة. وانظر ترجمته في فهرس التراجم رقم (48/أ).

(2)

عندما وصف أبا بكر بخليفة الله. انظر: السنن المأثورة للشافعي: ص 364 رقم (484). والأم للشافعي: 1/ 190. وفضائل الصحابة لابن حنبل: 1/ 439 رقم (699). والمستدرك: 3/ 84 رقم (4468) وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وانظر ترجمة عبد الله بن جعفر في فهرس التراجم رقم (83).

(3)

البداية والنهاية لابن كثير: 8/ 24 - 25. وانظر ترجمته في فهرس التراجم رقم (21/أ).

(4)

عندما وصف أبا بكر رضي الله عنه. انظر حلية الأولياء للأصبهاني: 4/ 294 - 295. وانظر ترجمته في فهرس التراجم رقم (65/أ).

(5)

صبح الأعشى للقلقشندي: 9/ 287. مروج الذهب للمسعودي: 1/ 376. وانظر ترجمة عطاء بن أبي صيفي في فهرس التراجم رقم (86).

(6)

انظر ترجمة الغزالي في فهرس التراجم رقم (92).

(7)

فضائح الباطنية للغزالي: ص 169 الباب التاسع. وانظر ترجمة المستظهر بالله في فهرس التراجم رقم (107/أ).

(8)

مجموع فتاوى ابن تيمية: 27/ 93. السياسة الشرعية لابن تيمية: ص 22. وانظر ترجمة عمر بن عبد العزيز في فهرس التراجم رقم (88/أ).

(9)

تفسير النسفي: 1/ 36.

ص: 56

فاطر/39. ونُقِل هذا الرأي عن بعض الصَّحابة رضي الله عنهم كابن عبّاس (1) وعن بعض السَّلف كالحسن البصري (2) وهو رأي ابن زيد (3) والشَّاطبي (4) وابن العربي (5) وابن خلدون (6)، والشِّيعة (7)، والإسماعيليَّة (8)، والصوفية (9) ويُمَثِّلهم الشيخ محي الدين بن عربي في كتابه فصوص الحكم حيث يقول: «الإنسان أكبر مَجَالِي الحق، لأنَّه (المختصر الشريف) و (الكون الجامع) لجميع حقائق الوجود ومراتبه، هو العالم الأصغر الذي انعكست في مرآة وجوده كلُّ كمالات العالم الأكبر، أو كمالات الحضرة الإلهية الأسمائيَّة والصفاتيَّة، ولذا استحق دون سائر الخلق أن تكون له الخلافة عن الله» (10)، كما وصف ابنُ عربي الحاكمَ بأنه خليفة الله (11).

والصوفية يَصرِفون آيةَ الخلافة في القرآن إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لأنه هو الخليفة الأعظم وأما سائر الخلفاء فهم خلفاء عنه صلى الله عليه وسلم في دعوة العباد إلى الله (12) ويقولون:

(1) سبق القول عند تعريف الخليفة لغة أن ابن عباس قال: إن المقصود بالخليفة في آية البقرة خليفة عن الجن في سكنى الأرض، وهنا يقول: إنه خليفة عن الله، ويجمع القولين أنه خليفة عن الله في تطبيق حكمه بعد الجن الذين أفسدوا في الأرض ولم يطبقوا حكم الله. وانظر قولَ ابن عباس في تفسير الثعالبيُ: 1/ 43. وانظر ترجمة ابن عباس في فهرس التراجم رقم (84/أ).

(2)

تفسير البيضاوي: 1/ 281. تفسير الطبري: 1/ 200.

(3)

زاد المسير لابن الجوزي: 1/ 59. وانظر ترجمة ابن زيد في فهرس التراجم رقم (8/أ).

(4)

الموافقات للشاطبي: 2/ 177، 331. وانظر ترجمة الشاطبي في فهرس التراجم رقم (66/أ).

(5)

نقل قولَه المناوي في فيض القدير: 3/ 73 حيث قال: «قال ابن العربي: قد جعل الله الخلافة مصلحة للخلق ونيابة عن الحق وضابطاً للقانون وكافاً عن الاسترسال بحكم الهوى وتسكيناً لثائرة الدماء وثائرة الغوغاء، أولهم آدم وآخرهم عيسى والكل خليفة، لكن من أطاع الله فهو خليفة له ومن أطاع الشيطان فهو خليفة للشيطان» . وانظر أيضاً في نفس المرجع: 4/ 211، 5/ 305، 329، 342. وانظر ترجمة ابن العربي في فهرس التراجم رقم (9/أ).

(6)

مقدمة ابن خلدون: ص 196. ولفظه: «لأنه سبحانه إنما جعل الخليفة نائباً عنه في القيام بأمور عباده ليحملهم على مصالحهم ويردهم عن مضارِّهم».

(7)

حوارات لمحمد باقر الحكيم مقال على الإنترنت، حيث جعل سبب خلافته عن الله هو العلم الذي علَّمه الله إياه.

(8)

إثبات الإمامة للنيسابوري: ص 51.

(9)

انظر ترجمة الصوفية في فهرس الفرق رقم (17).

(10)

فصوص الحكم لابن عربي: ص 36. وانظر ترجمة ابن عربي في فهرس الأعلام رقم (10).

(11)

انظر فيض القدير للمناوي: 3/ 158.

(12)

وقد جاء في فيض القدير للمناوي: 1/ 317 عند الحديث عن جواز أو عدم جواز التكني بكنية النبي صلى الله عليه وسلم (أبي القاسم) قوله: «وأما كنيته فلم يَتَكَنَّ بها أحدٌ غيره، وإنَّما خُصَّ بهذه الكنية إيذاناً بأنه الخليفة الأعظم المُمِدُّ لكل موجود من حضرة المعبود، سيما في الأرزاق والعلوم والمعارف» .

ص: 57

هو المقصود بقوله عز وجل: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ (خَلِيفَةً} البقرة/30.

ويستدلون على أفضليته صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء، بالحديث القدسي الذي يقول فيه تعالى لآدم صلى الله عليه وسلم عندما استغفر ربَّه بعد أكله من الشجرة حيث سأل ربه أن يغفر له واستشفع بمحمد صلى الله عليه وسلم فسأله ربه - وهو أعلم -:«وكيف عرفت محمداً ولم أخلقه؟ قال: يا رب لأنك لما خلقتني بيدك ونفخت فيَّ من رُوحك رفعتُ رأسي فرأيتُ على قوائم العرش: (لا إله إلا الله محمد رسول الله) فعلمت أنك لم تضف إلى اسمك إلا أحبَّ الخلق إليك. فقال الله: صدقت يا آدم إنه لأَحبُّ الخلق إليَّ، ادعني بحقه فقد غفرت لك، ولولا محمد ما خلقتك» (1).

ومما يدل على أفضليته صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء، ما أخذه الله من العهد على سائر الأنبياء إنْ جاءهم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يتَّبعوه وينصروه قال عز وجل:{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ} آل عمران/81.

واستدلوا بالأثر: «أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر» (2).

وكان استعمال بعض فقهاء الحنفيَّة دارجاً على وصف الخليفة، أو الإنسان العادي بأنَّه خليفة الله، فها هو ابن عابدين وهو من الفقهاء المتأخرين يصف الخليفة

(1) رواه الحاكم في مستدركه: 2/ 672 رقم (4228) عن عمر بن الخطاب وقال: صحيح الإسناد.

(2)

قال العجلوني في كشف الخفاء: 1/ 311 رقم (827): الحديث رواه عبد الرزاق بسنده عن جابر بن عبد الله بلفظ: قلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي أخبرني عن أول شيء خلقه الله قبل الأشياء؟ قال: «يا جابر إن الله تعالى خلق قبل الأشياء نور نبيك من نوره» . ولم أجده في مصنف عبد الرزاق كما قال. ولكن له شاهد من حديث ميسرة الفجر أخرجه الحاكم في مستدركه: 2/ 665 بلفظ: «متى كنت نبياً؟ قال: وآدم بين الروح والجسد» وقال: صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وفي لفظ: «مُنْجَدِلٌ في طينته» . ورواه أحمد في مسنده: 27/ 176 رقم (16623) عن رجل قال محقق الكتاب: إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح وصحابيه هو ميسرة الفجر. و: 34/ 202 رقم (20596) عن ميسرة الفجر بلفظ: يا رسول الله متى كتبت نبياً؟ قال:

«وآدم عليه السلام بين الروح والجسد» قال محقق الكتاب: إسناده صحيح رجاله ثقات رجال الصحيح. وقال في مجمع الزوائد 8/ 223 باب قدم نبوته صلى الله عليه وسلم: رواه أحمد والطبراني ورجاله رجال الصحيح. وفي سنن الترمذي: 5/ 585 كتاب المناقب عن رسول الله، باب في فضل النبي صلى الله عليه وسلم رقم (3609) عن أبي هريرة وقال: حسن صحيح غريب. ورواه البخاري في التاريخ الكبير: 7/ 374 باب ميسرة رقم (1606).

ص: 58

العثمانَّي السلطان محمود الثاني بأنَّه خليفة الله، وبأنه ظلُّ الله في أرضه (1).

وجاء في البحر الرائق عند الحديث عن القَوَد، نَقْلٌ لقول ابن عباس:«العمْدُ قَوَدٌ لا مال فيه. ثم قال المؤلف معلِلاً: لأنَّ المال لا يصلح مُوجَبَاً، لعدم المماثلة بينه وبين الآدمي صورة ومعنى، إذ الآدمي خُلِق مُكرَّماً ليتحمل التكاليف ويشتغل بالطاعة، وليكون خليفة الله عز وجل في الأرض، والمال خُلِق لإقامة مصالحه ومبتذلاً له في حوائجه» (2).

وممن قال بجواز أن يقال للأئمة خلفاء الله في أرضه الزَّجاجُ (3) لقوله عز وجل: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ} سورة ص/26. ولقوله صلى الله عليه وسلم: «السُّلطان ظلُّ الله في أرضه يأوي إليه كل مظلوم من عباده، فإن عدل كان له الأجر» (4).

(1) حاشية ابن عابدين: 4/ 119 قبل كتاب الجهاد مباشرة. ولكنه يذكر في: 5/ 367 أنَّ في إطلاق اسم خليفة الله خلافاً.

(2)

البحر الرائق لابن نجيم: 8/ 330.

(3)

لسان العرب لابن منظور: 9/ 84 مادة خلف. وانظر ترجمة الزجاج في فهرس التراجم رقم (63).

(4)

أخرجه البيهقي في السنن الكبرى: 8/ 162 كتاب قتال أهل البغي، باب فضل الإمام العادل، بدون رقم عن أنس بن مالك بلفظ:«إذا مررت ببلدة ليس فيها سلطان فلا تدخلها، إنما السلطان ظل الله في الأرض، ورمحه في الأرض» . والحكيم الترمذي في نوادر الأصول: 4/ 153 الأصل الخامس والسبعون والمائتين في بيان صفات الولاة. ومسند الشهاب للقضاعي: 1/ 201 رقم (304) عن ابن عمر. والبزار واللفظ له من حديث ابن عمر في كتاب الإمارة، باب الإمام ظل الله في الأرض. انظر مسند البزار: 2/ 220 رقم (5383). وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد: 5/ 196 وقال: فيه سعيد بن سنان أبو مهدي متروك. وانظر كنز العمال: 6/ 4 رقم (14581). وكشف الخفاء للعجلوني: 1/ 552 رقم (1487). وأشير هنا إلى ما عقَّب به حسن أبو غدة في كتابه (حكم تعدد الخلفاء): ص 9 حاشية (5): «حديث السلطان ظل الله في الأرض لم يصح عن الرسول صلى الله عليه وسلم بل نقله مَنْ هو منكر الحديث وقال: انظر فيض القدير للمناوي: 4/ 142 - 143» اهـ. وليس الأمر على إطلاقه فقد حسَّن الترمذي وغيره لفظ (سلطان الله)؛ قال أبو بكرة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله» . أخرجه الترمذي في سننه: 4/ 502 كتاب الفتن باب ما جاء في الخلفاء رقم (2224) عن أبي بكرة وقال: حسن غريب. وأحمد في مسنده: 34/ 78 عن أبي بكرة رقم (20433) قال محقق الكتاب: إسناده ضعيف؛ سعد بن أوس ضعفه ابن معين وباقي رجاله ثقات و: 34/ 135 رقم (20495) عن أبي بكرة وإسناده ضعيف كسابقه. والسنَّة لابن أبي عاصم: ص 480 رقم (1017) و (1018) عن أبي بكرة وقال الألباني عنهما: «حديث حسن» . و: ص 483 رقم (1024) عن أبي بكرة وقال الألباني: «حديث حسن» . وروي مثله عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يقسم مالاً بين المسلمين ذات يوم وقد ازدحم عليه الناس، فأقبل سعد بن أبي وقاص - ومكانه من النبي صلى الله عليه وسلم مكانه وبلاؤه في فتح فارس بلاؤه - فزاحم الناس حتى زحمهم، وخلص إلى عمر، فلم يكن من عمر إلا أن علاه بالدُرَّة وقال: لم تَهَبْ سلطان الله في الأرض، فأردت أن أعلمك أن سلطان الله لا يهابك. الطبقات الكبرى لابن سعد: 3/ 287. تاريخ الطبري: 2/ 571. ومن الأدلة أيضاً ما رواه حذيفة بن اليمان قال: إن الناس كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر

إلى أن قال: قلت: يا رسول الله ثم ماذا يكون؟ قال: « .. فإن كان لله عز وجل يومئذ خليفة ضرب ظهرك وأخذ مالك، فاسمع وأطع» . المستدرك: 4/ 479 رقم (8332) عن حذيفة وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه. مصنف ابن أبي شيبة: 7/ 447 رقم (37113) عن حذيفة وفيه:

«فإن رأيت خليفة فالزمه» والحديث رواه البخاري ومسلم عن حذيفة بن اليمان بلفظ مختلف فيه: (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم) بدل (إن كان لله خليفة). انظر: صحيح البخاري: 3/ 1319 كتاب المناقب، باب علامات النبوة في الإسلام رقم (3411). صحيح مسلم: 3/ 1475 كتاب الإمارة، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين رقم (1846). وانظر الدر المنثور للسيوطي: 7/ 476.

ص: 59

وقد كان بعض الشعراء يخاطبون الخلفاء في زمانهم بـ: (خليفة الله)(1)، وأسوق هذا لحكاية الحال وليس للاستدلال (2)، كما كان خلفاء بني العبَّاس يُسمُّون أنفسَهم بخليفة الله (3).

وقد ظهر استعمال كلمة (خليفة الله) بعد انتقال الخلافة إلى الأمويين، لأنَّهم أرادوا دعم خلافتهم - وخاصَّة في عهد عبد الملك بن مروان ومن بعده - فأدخلوا فكرة الجبر في الخلافة، وأنَّ خلافتهم بقدر من الله، وأنَّ سلطتهم تستمد شرعيَّتها منه، فاستخدموا كلمة (خليفة الله) على غير ما كان يستخدمها به الصحابة رضوان الله عليهم، فوقف الفقهاء ضد هذا الاتجاه وأكدوا حريَّة الإرادة، ولكنَّ التطوُّر العمليَّ للخلافة وانتقالها إلى العباسيين، وما نتج عن ذلك من تقليل دور الأمة في الحياة السياسيَّة، دفع الفقهاء إلى قبول الخليفة خليفة لله (4).

(1) سير أعلام النبلاء للذهبي: 9/ 70 حيث نقل شعراً لأبي العتاهية يصف فيه هارون بخليفة الله. والمعجم الكبير للطبراني: 1/ 85 رقم (127). ومجمع الزوائد: 9/ 99 حيث نقلا شعراً لِليلى الأخيليَّة أنشده العباس بن الفضل الرياشي بعد استشهاد عثمان بن عفان رضي الله عنه وصفه فيه بخليفة الله. ولسان العرب لابن منظور: 4/ 138 مادة (جشر) حيث ذكر شعراً للأخطل يخاطب فيه عبد الملك بن مروان بخليفة الله. صبح الأعشى للقلقشندي: 9/ 287 ناقلاً قول أعرابية تخاطب المنصور.

(2)

قال الثعالبي في تفسيره 4/ 36: ما يجيء من الشعر من تسمية أحد الخلفاء بخليفة الله فذلك تجوز وغلو، ألا ترى أن الصحابة حرزوا هذا المعنى فقالوا لأبي بكر رضي الله عنه: خليفة رسول الله.

(3)

انظر تاريخ بغداد: 3/ 339، 9/ 411، 13/ 178، 14/ 263.

(4)

انظر مثلاً: كتاب الخراج لأبي يوسف، وقد وصف أبو الأعلى المودودي توجه أبي يوسف في هذا الكتاب إلى وصف هارون الرشيد بأنه خليفة الله، بأنه كان في كل موضع من صفحات كتابه. انظر الخلافة والملك للمودودي: ص 194. تطور الفكر السياسي لِيوجَه سوي: ص 104، 188. تاريخ الطبري: 3/ 171، 3/ 199، 4/ 58. العقد الفريد لابن عبد ربه: 1/ 139. ولمعرفة المزيد عن رأي الأمويين انظر: البيان والتبيين للجاحظ: 2/ 63 - 91. أنساب الأشراف للبلاذري: 4/ 27، 241. العقد الفريد لابن عبد ربه: 1/ 122، 374، 2/ 221. المنية والأمل لابن المرتضى: ص 94. وغيرهم.

ص: 60

ومن معاني إطلاق (خليفة الله) على الخليفة عند من أجاز ذلك، أنَّه هو الذي يقوم بحقوق الله في خلقه، وهو الذي يدافع عن حق الله إذا انتهك، بتطبيق الحدود الشرعية، وهو ما يسمى اليوم بالحق العام، كما أنه يُمَثِّلُ السلطة العليا القائمة على النَّاس، وليس فوقه إلا الله، فهو في مقام المُتصرِّف في أمور العباد فيما لله سبحانه التصرُّف فيه على وجه الحقيقة (1).

هذا ولم يُجوِّز جمهورُ الفقهاء إطلاقَ: (خليفة الله) على الخليفة، ونسبوا قائله إلى التَجوُّز (2). وسيأتي تفصيل قولهم بعد قليل.

وممن نفى أن يكون الخليفةُ خليفةً عن الله، ابنُ تيمية رحمه الله وردَّ على الشيخ ابن عربي القائل بذلك؛ فبعد أن نَقَلَ ابن تيمية في كتابه (الخلافة والملك) قولَ ابن عربي هذا، ونقل ما استدلَّ به عليه من مثلِ قولِه عز وجل:{وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} البقرة/31. وقولِه صلى الله عليه وسلم: «خلق الله آدم على صورته» (3) وأن الإنسان - من بين المخلوقات - هو الخليفة والجامع للأسماء والصفات، قال - أي ابن تيمية -: «إنَّ الله لا يجوز أن يكون له خليفة لأنَّّ الله حيٌّ شهيد مهيمن قيُّوم حفيظ غنيٌّ عن العالمين ليس له شريك ولا ظهير، والخليفة إنَّما يكون عند عَدِمِ المستخلِف بموت أو غيبة، وهذه المعاني منتفية في حق الله» (4). كما نفى أن يكون قولُه عز وجل: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ} ص/26. معناه أن يكون خليفة عن الله، وإنما هو خليفة عمن قبله من الخلق. وهاجم بشدة من قال بهذا - وخاصَّة الشيخَ ابنَ عربي - ونَسَبَه إلى الإلحاد (5)، رغم أنَّ هذا قول كثير من المفسرين والعلماء!!.

(1) الأحكام السلطانية للفرَّاء: ص 27. وانظر الخلافة والإمامة للخطيب: ص 237.

(2)

أي على سبيل المجاز، وجاء في معالم الخلافة للخالدي ص 32، وغيره:«ونسبوا قائله إلى الفجور» . وأظنه تصحيف. الموسوعة الفقهية: 6/ 217.

(3)

صحيح البخاري: 5/ 2299 كتاب الاستئذان، باب بدء السلام، رقم (5873) عن أبي هريرة. صحيح مسلم: 4/ 2183 كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب يدخل الجنة أقوام أفئدتهم مثل أفئدة الطير رقم (2841) عن أبي هريرة.

(4)

الخلافة والملك لابن تيمية: ص 53.

(5)

منهاج السنة النبوية لابن تيمية: 1/ 317، 318.

ص: 61

وحتى ابن تيميَّة نفسه قال في تفسير قوله عز وجل: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} البقرة/30: «إنَّ هذا يعم آدمَ وبنيه، ولكن الاسم متناولٌ لآدم عيناً، وأنَّه كقوله عز وجل: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} التين/4» (1). وفسَّرَ حديثَ: «السلطان ظل الله» (2) بأنَّ السلطان عبد الله، مخلوق مُفْتَقَرٌ إليه، لا يُستغنى عنه طرفة عين، وفيه من القدرة والسلطان والحفظ والنصرة وغير ذلك من معاني السؤدد والصمدية التي بها قوام الخلق، وما يشبه أن يكون ظلَّ الله في الأرض، وهو أقوى الأسباب التي بها يصلح أمور خلقه وعباده. كما أنَّه وصف الولاة بأنهم نوَّاب الله على عباده (3) وهذا الكلام منه لا يختلف عما قاله الشيخ محي الدين بن عربي ومن معه! فما يصلح مُبَرِّراً لِوَصْف الولاة بأنَّهم نوَّابُ الله، يَصْلُحُ مبرِّراً لإطلاق كلمة (خليفة الله) على الإنسان.

وإذا أردتُ اختصار هذا الرأي فيمكنني أن أقول: إنَّ الله عز وجل غيبٌ من حيث إنَّنا لا نراه في هذه الحياة الدنيا، والإنسان أو الحاكم خليفته في عالم الشهادة - بالنسبة إلى أفراد جنسه من البشر - في تطبيق أحكامه حسب المحيط أو المجال الذي هو مُسلَّطٌ عليه، لأنَّ الإنسان العاديَّ ضعيف، ولا يمكنه فهم حاكمية الله، دون أن يجد ممثِّلاً لها من البشر، فَمَنْ فَهِمَ معنى الخلافة، كان نموذجاً لتطبيق أحكام الله عز وجل، طواعية وعن رضى، فهو خليفة للجيل الذي قبله من حيث الزمن، لأنه أتى بعد مَنْ سبقه، ولكنَّه بالنسبة إلى الجيل الذي سيأتي بعده سيكون المثال والأنموذج لتطبيق شرع الله. وهذه الفرصة التي مَلَّكها اللهُ لعباده على التوالي - والتي هي نعمةُ الحياة وشرفُ الاستخلاف على ظهر الأرض - يأتي عَبْرَها التكليفُ أو الأمانةُ التي عرضها اللهُ على السموات والأرض فأَبَيْنَ أن يحملْنها وحملها الإنسان، وقد ملَّكنا الله في سبيل تحقيقها، أخطرَ الصفات من السَّمع والبصر والعقل والإرادة والقدرة، والتي هي موجودة في ذات الله جل جلاله في أحسن صورها وأوسعها، وهو الأصل فيها، فكأنها إعارةٌ لتلك القدرات على مستوى مُبسَّطٍ.

(1) مجموع فتاوى ابن تيمية: 35/ 42.

(2)

سبق تخريجه في ص (59) حاشية (4).

(3)

السياسة الشرعية لابن تيمية: ص 22. الخلافة والملك لابن تيمية: ص 54.

ص: 62