المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌4 - أفضل أهل زمانه: - تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا

[محمد خلدون مالكي]

فهرس الكتاب

- ‌الإهداء

- ‌خطبة الكتاب

- ‌خطة البحث:

- ‌منهج البحث:

- ‌صعوبات البحث:

- ‌الدراسات السابقة:

- ‌الباب الأولتعاريف ومقدمات فقهية لا بد منها

- ‌الفصل الأولالتعاريف

- ‌المبحث الأول:‌‌ تعريف الخليفة لغةًوشرعاً

- ‌ تعريف الخليفة لغةً

- ‌تعريف الخليفة شرعاً:

- ‌هل يشترط فيمن يخلف شخصاً آخر أن يستخلَفه الأولُ حتى يطلق عليه اسم خليفة أو لا

- ‌المعنى العام لكلمة خليفة (ما نفهمه من كلمة خليفة):

- ‌المبحث الثاني:‌‌ تعريف الخلافة لغةوشرعاً

- ‌ تعريف الخلافة لغة

- ‌تعريف الخلافة شرعاً:

- ‌المبحث الثالث:‌‌ تعريف الإمام لغةوشرعاً

- ‌ تعريف الإمام لغة

- ‌تعريف الإمام شرعاً:

- ‌الفصل الثانيمقدمات فقهية لا بد منها

- ‌المبحث الأول: حكم إقامة الخلافة ودليله

- ‌1 - من قال بوجوب إقامتها:

- ‌من الذي يجب عليه إقامة الخلافة وما مصدر هذا الوجوب:

- ‌أدلة وجوب نصب الإمام:

- ‌2 - من قال بعدم وجوب إقامة الخلافة:

- ‌دليل من لم يقل بوجوب الخلافة:

- ‌دليل اللُّطف على وجوب الإمامة عند الشِّيعة:

- ‌ اللُّطف عند أهل السُّنَّة

- ‌دليل الشِّيعة على مسألة اللُّطف:

- ‌المبحث الثانيهل الخلافة من مباحث علم الكلام أو من فروع الفقه

- ‌1 - الاتجاه الأول: من اعتبر الإمامة من فروع الفقه:

- ‌2 - الاتجاه الثاني: من اعتبر الإمامة من مباحث علم الكلام:

- ‌3 - الاتجاه الثالث: من اعتبر الإمامة ومباحثها أمراً دنيوياً لا علاقة له بالدين:

- ‌المبحث الثالث: عمن تكون الخلافة

- ‌الرأي الأول: القائل إنَّ الخلافة عن الله تعالى

- ‌ الرأي الثاني: القائل بأنَّ الخلافة إنَّما هي خلافة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ الرأي الثالث: القائل إن الخلافة هي عن الله ورسوله معاً:

- ‌ الرأي الرابع: القائل إنَّ الخلافة هي خلافة عن الأمة:

- ‌مناقشة هذا الرأي:

- ‌ الرأي الخامس: القائل إنَّ الخلافة هي خلافة عن الخليفة السَّابق

- ‌ الرأي السادس: فهو في الخلافة العامة لكل البشر

- ‌الباب الثانيتعدد الخلفاء من المنظور الفقهي

- ‌الفصل الأول: التمهيد

- ‌المبحث الأول: معنى الخلافة الكاملة والخلافة الناقصة

- ‌المبحث الثاني:دلالة حديث: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين»

- ‌المبحث الثالث: الأحداث التي اعتمد عليها الفقهاء في مسألة التعدد:

- ‌أولاً: ما قبل خلافة سيدنا علي رضي الله عنه

- ‌1 - طريقة انتخاب عثمان رضي الله عنه للخلافة:

- ‌2 - الأحداث في خلافة سيدنا عثمان رضي الله عنه

- ‌الانتقاد الأول:

- ‌الانتقاد الثاني:

- ‌ثانياً: الأحداث في خلافة سيدنا علي رضي الله عنه

- ‌تفاصيل الفتنة بين علي ومعاوية رضي الله عنهما:

- ‌أهداف سيدنا علي رضي الله عنه من حروبه في خلافته:

- ‌ثالثاً: الخلاف بين الحسن بن علي ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم

- ‌من بدأ بعرض الصلح:

- ‌شروط الصلح:

- ‌ما يستخلص من مجمل الأحداث في عهد الحسن بن علي رضي الله عنهما:

- ‌الفصل الثانيالشروط والواجبات ونظرية الضرورة

- ‌المبحث الأول: الشروط الواجب توفرها في الخليفة

- ‌ الشروط المتفق عليها

- ‌1 - الإسلام:

- ‌2 - العقل:

- ‌ الشروط المختلف فيها ولا قيمة للخلاف فيها

- ‌1 - الحرية:

- ‌2 - الذكورة:

- ‌3 - البلوغ:

- ‌4 - أن يكون سليم الحواس والأعضاء إلى درجة ما:

- ‌5 - عدم اشتراط أن يكون الإمام هاشمياً:

- ‌6 - عدم اشتراط العصمة:

- ‌7 - عدم اشتراط النصِّ على الإمام:

- ‌8 - عدم اشتراط أن يكون من نسل الحسن والحسين (علوياً):

- ‌9 - عدم اشتراط أن يكون صاحب كرامات:

- ‌10 - عدم اشتراط (الدعوة) أن يخرج داعياً إلى نفسه:

- ‌ الشروط المختلف فيها بناء على الدليل

- ‌1 - النسب القرشي:

- ‌أدلة من قال باشتراط القرشية:

- ‌أدلة من قال بعدم اشتراط القرشية:

- ‌2 - الاجتهاد:

- ‌3 - العدالة:

- ‌4 - أفضل أهل زمانه:

- ‌5 - الكفاءة:

- ‌6 - أن يكون مطاع الأمر نافذ الحكم في محل ولايته:

- ‌المبحث الثاني: واجبات الخليفة أو الأحكام المنوطة به

- ‌المبحث الثالث:نظريَّة الضرورة وبعض تطبيقاتها السياسية

- ‌تعريف الضرورة لغة واصطلاحاً:

- ‌مستند نظرية الضرورة من القرآن:

- ‌مستند النظرية من الحديث:

- ‌نظرية الضرورة في علم الأصول:

- ‌الضرورة في القواعد الفقهية:

- ‌المحرمات التي تبيحها الضرورة:

- ‌وللضرورة السياسية أمثلة منها:

- ‌من له حق تقدير الضرورة:

- ‌أحكام الضرورة:

- ‌الفصل الثالثحكم تعدد الخلفاء

- ‌المبحث الأول: من لم يجوز تعدد الخلفاء أو أجازه بشروط

- ‌أولاً: حكم تعدد الخلفاء بالنظر إلى المكان:

- ‌القسم الأول: حكم تعدد الخلفاء في البلد الواحد:

- ‌القسم الثاني: حكم تعدد الخلفاء في البلدان القريبة:

- ‌القسم الثالث: حكم تعدد الخلفاء في البلدان البعيدة:

- ‌ثانياً: حكم تعدد الخلفاء بالنظر إلى الزمان:

- ‌القسم الأول: حكم مبايعة خليفتين معاً بنفس الوقت:

- ‌القسم الثاني: حكم مبايعة خليفتين على التعاقب:

- ‌1 - الحالة الأولى: تعدد الخلفاء عند معرفة الخليفة الأول:

- ‌عقوبة من يطلب الخلافة مع وجود خليفة:

- ‌2 - الحالة الثانية: تعدد الخلفاء عند جهل تاريخ مبايعة كل منهما:

- ‌معيار الاختيار بين من يصلح للخلافة عند وجود أكثر من واحد:

- ‌المبحث الثاني: من أجاز تعدد الخلفاء مطلقاً

- ‌المبحث الثالث: الأدلة

- ‌أولاً: أدلة من لم يجوز التعدد:

- ‌ثانياً: أدلة من أجاز التعدد:

- ‌الترجيح:

- ‌الباب الثالثتعدد الخلفاء في التاريخ الإسلاميوالتكييف الفقهي لذلك

- ‌الفصل الأولالخلاف بين عبد الله بن الزبير رضي الله عنه والأمويين

- ‌1 - عبد الله بن الزبير ويزيد بن معاوية

- ‌تحليل الأحداث:

- ‌حكم خلافة يزيد بن معاوية:

- ‌2 - عبد الله بن الزبير ومروان بن الحكم

- ‌حكم خلافة مروان بن الحكم:

- ‌3 - عبد الله بن الزبير وعبد الملك بن مروان

- ‌المواجهة الأولى:

- ‌المواجهة الثانية:

- ‌المواجهة الثالثة والأخيرة مع ابن الزبير:

- ‌حكم خلافة عبد الملك بن مروان:

- ‌أسباب فشل ابن الزبير وعودة الخلافة للأمويين:

- ‌بعض من اعتزل الفتنة:

- ‌الفصل الثانيالخلافة العباسية والخلافة الفاطمية والخلافة الأموية في الأندلس

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: الخلافة العباسية

- ‌نظرة عامة للخلافة العباسية:

- ‌سقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية:

- ‌سياسة العباسيين في قمع الأمويين واستئصال شأفتهم:

- ‌الفقهاء والخلافة العباسية:

- ‌سياسة العباسيين تجاه العلويين:

- ‌ثورة الحسين بن علي بالمدينة وموقعة فخ سنة 169 ه

- ‌المبحث الثانيالخلافة الفاطمية في المغرب ومصر

- ‌مدخل:

- ‌بدايات الدولة الفاطمية:

- ‌المقاومة السُّنية للنفوذ الفاطمي والمدِّ الشيعي في المغرب:

- ‌التوجه الشرقي للخلافة الفاطمية والتفكير في فتح مصر:

- ‌الفاطميون في طريقهم إلى فتح مصر:

- ‌الخليفة المعز لدين الله وتحقيق هدف الفاطميين في فتح مصر:

- ‌أسباب نجاح الفاطميين في فتح مصر:

- ‌السياسة المذهبية للفاطميين ومحاولة تحويل مصر إلى المذهب الإسماعيلي:

- ‌استجابة بعض المصريين للمذهب الإسماعيلي:

- ‌المقاومة السُّنية للمدِّ الشيعي في مصر:

- ‌أ- إظهار الشعائر السُّنية:

- ‌ب- الطعن في المذهب الإسماعيلي والتشكيك فيه:

- ‌ج- التصدي لغلو الإسماعيلية:

- ‌د - ازدهار الدراسات السُّنية:

- ‌المواجهة والصراع بين الخلافتين العباسية والفاطمية:

- ‌موقف العباسيين من الأطماع الفاطمية:

- ‌اضمحلال الخلافة الفاطمية وسقوطها:

- ‌موقف المصريين من سقوط الخلافة الفاطمية:

- ‌المبحث الثالثالخلافة الأموية في الأندلس

- ‌تمهيد:

- ‌أولاً - الأندلس من قبيل الفتح حتى نهاية عصر الولاة:

- ‌ثانياً - الأندلس في عصر الإمارة الأموية:

- ‌محاولات العباسيين استرداد الأندلس من أمراء بني أمية:

- ‌1 - المحاولة الأولى: ثورة العلاء بن المغيث على عبد الرحمن الداخل سنة 147هـ/764 م:

- ‌2 - المحاولة الثانية: مؤامرة مشتركة من أربعة أطراف بالاتفاق مع المهدي سنة 161 هـ/778 م:

- ‌دور العلماء في الأندلس في التمهيد لإعلان الخلافة:

- ‌ثالثاً - الأندلس في عصر الخلافة الأموية:

- ‌مستند فقهي لشرعية إعلان الخلافة في الأندلس:

- ‌دور العلماء في بقاء الخلافة الأموية في الأندلس:

- ‌علاقة الأمويين في الأندلس بالفاطميين:

- ‌1 - ثورة معلم الصبيان (شقنا) في عهد الداخل:

- ‌2 - ثورة الحسين بن يحيى والي سرقسطة:

- ‌محاولة أخرى:

- ‌رد فعل الأمويين في الأندلس على الدعوة الفاطمية:

- ‌الصراع المباشر بين الأمويين والفاطميين في المغرب:

- ‌ما نستنتجه من هذا الفصل:

- ‌الباب الرابع: التعدد والوحدة في المستقبل

- ‌تمهيد:

- ‌الفصل الأول: منظمة المؤتمر الإسلامي

- ‌ تعريف منظمة المؤتمر الإسلامي:

- ‌مراحل إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي:

- ‌جذور منظمة المؤتمر الإسلامي:

- ‌ميثاق منظمة المؤتمر الإسلامي:

- ‌هيئات منظمة المؤتمر الإسلامي:

- ‌الأمانة العامة

- ‌ مؤتمر الملوك والرؤساء:

- ‌ الأجهزة المتفرعة عن منظمة المؤتمر الإسلامي:

- ‌ مركز البحوث الإحصائية والاقتصادية والاجتماعية والتدريب:

- ‌ مركز البحوث والتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية:

- ‌ الجامعة الإسلامية للتكنولوجيا:

- ‌ المركز الإسلامي لتنمية التجارة:

- ‌ مجمع الفقه الإسلامي:

- ‌ صندوق التضامن الإسلامي

- ‌ الجامعة الإسلامية في النيجر

- ‌قضية العضوية في منظمة المؤتمر الإسلامي:

- ‌منظمة المؤتمر الإسلامي والتجارة البينية:

- ‌مظاهر اهتمام منظمة المؤتمر الإسلامي بالتجارة:

- ‌من إنجازات المنظمة:

- ‌ محكمة العدل الإسلامية

- ‌تشكيل المحكمة:

- ‌اختصاص المحكمة:

- ‌النقد الذي وجه لمحكمة العدل الإسلامية:

- ‌ مشكلات الأقليات المسلمة:

- ‌ المنظمة ومسلمو بلغاريا:

- ‌ المنظمة ومسلمو تراقيا:

- ‌ مشكلة مسلمي الفلبين:

- ‌مقر منظمة المؤتمر الإسلامي:

- ‌تقييم عام لمنظمة المؤتمر الإسلامي:

- ‌أولاً: المجال السياسي:

- ‌ثانياً: مجال حماية الأقليات:

- ‌ثالثاً: الفرق بين منظمة المؤتمر الإسلامي ومؤسسة الخلافة

- ‌الفصل الثاني: جامعة الدول العربية

- ‌ظهور فكرة الجامعة العربية:

- ‌المشاورات التمهيدية لجامعة الدول العربية:

- ‌الأساس غير الوحدوي لبروتوكول وميثاق جامعة الدول العربية:

- ‌أجهزة جامعة الدول العربية:

- ‌1 - مجلس الجامعة:

- ‌2 - أمانة الجامعة:

- ‌3 - المنظمات العربية المتخصصة:

- ‌نماذج من أنشطة الجامعة العربية:

- ‌1 - اتفاقية الدفاع العربي المشترك:

- ‌الأجهزة المتعلقة بالأمن العربي:

- ‌التقييم:

- ‌2 - المجلس الاقتصادي:

- ‌3 - السوق العربية المشتركة:

- ‌تقييم عام لجامعة الدول العربية:

- ‌ الأسباب المتعلقة بالميثاق:

- ‌ أسباب تتعلق بالدول العربية:

- ‌ المتغيرات العالمية:

- ‌الفصل الثالث: رابطة العالم الإسلامي

- ‌مقدمة:

- ‌تعريف رابطة العالم الإسلامي:

- ‌تأسيس رابطة العالم الإسلامي:

- ‌ميثاق رابطة العالم الإسلامي:

- ‌الهيكل التنظيمي لرابطة العالم الإسلامي:

- ‌1 - المؤتمر الإسلامي العام:

- ‌2 - المجلس التأسيسي:

- ‌3 - الأمانة العامة:

- ‌هيئات الرابطة:

- ‌1 - المجمع الفقهي الإسلامي:

- ‌2 - الهيئة الإسلامية العالمية للاقتصاد والتمويل:

- ‌الأهداف:

- ‌ بعض إنجازات رابطة العالم الإسلامي في المجال الاقتصادي:

- ‌1 - المشاركة في المؤتمرات الاقتصادية الدولية:

- ‌2 - الدعوة لتطبيق قواعد الاقتصاد الإسلامي:

- ‌3 - العلاقة مع المؤسسات الاقتصادية والإسلامية:

- ‌4 - الإسهام في الاقتصاد عن طريق المجمع الفقهي:

- ‌5 - محاولة إنشاء السوق الإسلامية المشتركة:

- ‌6 - التأكيد على المشروعات المشتركة:

- ‌7 - دعم برامج التنمية الريفية والاجتماعية والاقتصادية:

- ‌تقييم عام لرابطة العالم الإسلامي:

- ‌سبل تحقيق الوحدة (الواقع والتوصيات):

- ‌1 - واقع الوحدة:

- ‌ واقع الوحدة الاجتماعية:

- ‌ واقع الوحدة الاقتصادية:

- ‌ واقع الوحدة السياسية:

- ‌ واقع الوحدة العسكرية:

- ‌2 - التوصيات:

- ‌1 - من الناحية الاقتصادية:

- ‌2 - من الناحية الاجتماعية:

- ‌3 - من الناحية السياسية:

- ‌4 - من الناحية العسكرية:

- ‌خاتمة

- ‌ملحق رقم (1)قائمة بأسماء أمراء الأندلس وخلفائها مع سنوات حكم كل منهمفي عهدَي الإمارة والخلافة

- ‌ملحق رقم (2)نص الوثيقة التي أعلن الناصر نفسه خليفة فيها سنة 316 ه

- ‌وثائق هامة

- ‌وثيقة أخرى

- ‌فهرس المصادر والمراجع

الفصل: ‌4 - أفضل أهل زمانه:

من خلاف المعارضين (1).

‌4 - أفضل أهل زمانه:

كان كلُ واحد من الخلفاء الراشدين الأربعة أفضلَ الأمة عندما انتُخب، أما بعدَهم فقد جاء بعضُ الخلفاء إلى الحكم عن طريق القوة أو ولاية العهد مما منع من تولي الأفضل، وعلى كلٍ فأصل الخلاف في هذا الشرط هو بين السُّنَّة وعامة الشِّيعة، حيث قال عامة الشِّيعة بوجوب تنصيب أفضل النَّاس وهم يقصدون بهذا الإمام عليَّاً رضي الله عنه، بينما قال أهل السُّنَّة بجواز تنصيب المفضول مع وجود الفاضل إن منع عارض من إمامة الأفضل، رغم قولهم إن أبا بكر رضي الله عنه هو أفضل الصحابة (2).

أمَّا تفصيل الأقوال:

أ- فقد قال بجواز تولية المفضول مع وجود الفاضل - إن مَنَع من توليته مانع- أكثرُ أهل السُّنَّة من المتكلمين (3)، وهو رأي المالكية (4) والأصح عند

(1) شرح المقاصد للتفتازاني: 5/ 257. شرح العقائد النسفية للتفتازاني: ص 180. شرح العقيدة الطحاوية: 2/ 543. المسايرة ومعه المسامرة رسالة دبلوم لحسن عبيد: ص 347. مآثر الإنافة للقلقشندي: 1/ 72. غياث الأمم للجويني: ص 64، 66. حاشية ابن عابدين: 1/ 548.

(2)

شرح العقيدة الطحاوية: 2/ 698. الغنية في أصول الدين لعبد الرحمن المتولي النيسابوري: ص 185. الموسوعة الفقهية: 6/ 225. هذا ولم يكن أوائل الشيعة يفضلون علياً رضي الله عنه على أبي بكر رضي الله عنه وعمر رضي الله عنه، وإنما كان نزاعهم في تفضيل علي رضي الله عنه وعثمان رضي الله عنه، انظر منهاج السنة النبوية لابن تيمية: 1/ 9، 193. فرق الشيعة للنوبختي: ص 193.

(3)

الإمامة للآمدي: ص 185. الملل والنحل للشهرستاني: 1/ 160. شرح المقاصد للتفتازاني: 5/ 233، 5/ 291. التمهيد في الرد على الملحدة للباقلاني: ص 182. تمهيد الأوائل للباقلاني: ص 473. ولكن قال ابن حزم في الفصل 4/ 126، 127، 163:«وجميع أهل السنة» . والصحيح ما أثبتُّه في المتن أعلاه كما سيأتي. فضائح الباطنية للغزالي: ص 192. شرح العقائد النسفية للتفتازاني: ص 179. أصول الدين للبغدادي: ص 293. المواقف للإيجي: 3/ 640 - 641. شرح المواقف للجرجاني: 8/ 372، 373. غياث الأمم للجويني: ص 89. الإرشاد للجويني: ص 430. الصواعق المحرقة للهيتمي: 1/ 27، 110. منهاج السنة النبوية لابن تيمية: 1/ 342. أصول الدين لابن سعيد: 1/ 275 - 276. المسايرة ومعه المسامرة رسالة دبلوم لحسن عبيد: ص 343، 347. وانظر تطور الفكر لِيوجَه سوي: ص 162 - 163. والفكر السياسي عند الماوردي لبسيوني: ص 162. وانظر تعليق محب الدين الخطيب على كتاب العواصم من القواصم: 1/ 166 عند الكلام عن بيعة الحسن وصلحه مع معاوية.

(4)

العواصم من القواصم لابن العربي: ص 229، 232. تفسير القرطبي: 1/ 271. وهو رأي ابن بطال المالكي - كما في فتح الباري لابن حجر: 7/ 69 - مستدلاً بتعيين عمر رضي الله عنه أهلَ الشورى وهو يعلم أن بعضهم أفضل من بعض. وانظر ترجمة ابن بطال في فهرس التراجم رقم (4).

ص: 160

الشافعية (1) ................................................................................................................................ وبعض الحنابلة (2) والظاهرية (3)، والبتريَّة (أوالصالحية) والسليمانية من الزيدية (4)، وبعض المعتزلة (5)، والإباضية (6)، وطائفة من الخوارج (7)، والقلانسي (8) والحسين بن الفضل (9)، وابن خزيمة (10)، وعليه إجماع الصحابة (11)، إذ ربما كان المفضول يتمتع بمزايا تحتاجها الأمة لا توجد في الأفضل، كما إذا كان المفضول شجاعاً والزمن زمن حروب بينما كان الأفضل أقل شجاعة منه أو لم تكن له معرفة

(1) روضة الطالبين للنووي: 10/ 42 و: 11/ 92 كتاب القضاء. الأحكام السلطانية للماوردي: ص 5، 8، = = 9. فتح الباري لابن حجر: 13/ 67.

(2)

من عادة الفقهاء أنهم يقيسون الإمامة العظمى على القضاء في الشروط، فما ينطبق على أحدهما ينطبق على الآخر باستثناء شرط النسب فهو خاص بالإمامة. الإنصاف للمرداوي الحنبلي: 11/ 158. كشاف القناع للبهوتي: 6/ 288. المعتمد في أصول الدين للفرَّاء: ص 242 و: ص 245. الأحكام السلطانية للفرَّاء: ص 20، 23. منهاج السنة النبوية لابن تيمية: 6/ 476.

(3)

الفصل في الملل لابن حزم: 4/ 126.

(4)

الحور العين لنشوان الحميري: ص 151. المنية والأمل لابن المرتضى الزيدي: ص 97. البحر الزَّخَّار لابن المرتضى: 5/ 382. الفَرْق بين الفِرَق للبغدادي: ص 23. أصول الدين للبغدادي: ص 294. الإمامة من كتاب المغني للقاضي عبد الجبار: ص 423.

(5)

ذكر هذا القول نشوان دون تحديدهم. انظر: الحور العين لنشوان الحميري: ص 151. وذُكر بعضهم كجعفر بن بشر وجعفر بن حرب وكثير النوى في شرح النووي على صحيح مسلم: 15/ 174. روضة الطالبين للنووي: 11/ 92 كتاب القضاء. الملل والنحل للشهرستاني: 1/ 160. الفصل في الملل لابن حزم: 4/ 126. مقالات الإسلاميين للأشعري: ص 461. البحر الزَّخَّار لابن المرتضى: 5/ 382. الإمامة من المغني للقاضي عبد الجبار: ص 215، 217، 227 فصل في الكلام في الأفضل وما يتصل بذلك. معالم الخلافة للدكتور الخالدي: ص 219. تطور الفكر السياسي ليوجه سوي: ص 163. وانظر ترجمة جعفر بن حرب في فهرس التراجم رقم (44). وجعفر بن بشر رقم (43). وكثير النوى رقم (100).

(6)

شرح كتاب النيل لأطفيش: مج13/ج1 ص 8، و: مج14/ج1 ص 276 - 278، 331 - 332.

(7)

المعتمد في أصول الدين للفرَّاء: ص 245. الفصل في الملل لابن حزم: 4/ 126. معالم الخلافة للدكتور الخالدي: ص 219.

(8)

الفَرْق بين الفِرَق للبغدادي: ص 344. أصول الدين للبغدادي: ص 293. تفسير البحر المحيط لأبي حيان: 1/ 607. وانظر تطور الفكر السياسي لِيوجَه سوي: ص 163.

(9)

أصول الدين للبغدادي: ص 293. وانظر ترجمة الحسين بن الفضل في فهرس التراجم رقم (52).

(10)

أصول الدين للبغدادي: ص 293. وانظر ترجمة ابن خزيمة في فهرس التراجم رقم (7).

(11)

الفصل في الملل لابن حزم: 4/ 127. البحر الزَّخَّار لابن المرتضى: 5/ 382. الصواعق المحرقة للهيتمي: 1/ 110.

ص: 161

بالحروب.

وأجاز الحنابلةُ على الصحيح من المذهب (1) .......................................................... وبعضُ الشافعية (2) وبعضُ الزيدية (3) كلهم أجازوا نصبَ المفضول حتى مع إمكان الأفضل.

قال العضد الإيجي: «واعلم أنَّ مسألة الأفضلية لا مطمع فيها إلى الجزم واليقين، وليست مسألة يتعلق بها عمل فيكتفى فيها بالظن، بل هي مسألة علمية يطلب فيها اليقين، والنصوص المذكورة من الطرفين - على أفضليَّة أبي بكر رضي الله عنه أو أفضليَّة عليٍّ رضي الله عنه بعد تعارضها لا تفيد القطع على مالا يخفى على مُنْصِف، لكنَّا وجدنا السلف قالوا بأنَّ الأفضل أبو بكر ثمَّ عمر ثمَّ عثمان ثمَّ علي، وحُسْنُ ظنِّنا بهم يقتضي بأنَّهم لو لَم يعرفوا ذلك لما أطبقوا عليه، فوجب علينا اتِّباعهم في ذلك» . اهـ (4).

فإذا كان الأمر كذلك في خير القرون فهو فيمن بعدهم أشدُّ وأجلى، فلا سبيلَ قطعياً إلى معرفة الأفضل في كل زمان لأنَّّه يعني معرفة من هو أكثر ثواباً وكرامةً عند الله، والثواب محض فضل من الله وليس على مقدار أو كثرة العمل.

ب- وقال قائلون: لا يكون الإمام إلا أفضل النَّاس، وبهذا قال الباقلاني (5) وأبو الحسن الأشعري (6)، والحنفية (7) وقول عند الشافعية (8)، ورواية عن الإمام أحمد

(1) الإنصاف للمرداوي الحنبلي: 11/ 158 والكلام هنا عن القاضي ويقاس عليه الإمامة الكبرى.

(2)

غاية البيان للرملي: ص 16. غياث الأمم للجويني: ص 88.

(3)

البحر الزَّخَّار لابن المرتضى: 5/ 382. شرح كتاب النيل لأطفيش: مجلد 14/ 1 ص 278، 279. مقالات الإسلاميين للأشعري: ص 68، 461. الملل والنحل للشهرستاني: 1/ 155 حيث ذكر أن هذا هو مذهب زيد بن علي، وذكر هذا عن السليمانية في 1/ 159، ولكنه عاد فأشار في 1/ 157 أنَّ أكثر الزيديَّة رجع عن القول بإمامة المفضول. الفصل في الملل لابن حزم: 4/ 126 وقال: «وجميع الزيدية» . مقدمة ابن خلدون: ص 197 دون أن يذكر تفصيلاً عمن قال بذلك من الزيدية. نهاية الإقدام للشهرستاني: ص 487. غياث الأمم للجويني: ص 88.

(4)

المواقف للإيجي: 3/ 629. شرح المواقف للجرجاني: 8/ 372.

(5)

التمهيد في الرد على الملحدة للباقلاني: ص 183. الفصل في الملل لابن حزم: 4/ 126.

(6)

الإبانة للأشعري: 1/ 255. الفَرْق بين الفِرَق للبغدادي: ص 344. أصول الدين للبغدادي: ص 293. شرح المقاصد للتفتازاني: 5/ 246.

(7)

رد المحتار أو حاشية ابن عابدين: 1/ 559 باب الإمامة.

(8)

طبقات الشافعية الكبرى للسبكي: 2/ 126. مقالات الإسلاميين للأشعري: ص 461. البرهان في أصول الفقه للجويني: 2/ 878. طبقات الفقهاء الشافعية للعبادي: ص 24.

ص: 162

وهي قول في المذهب (1)، ................................................................................................... وهو رأي الإمامية (2) والإسماعيلية (3) وبعض الزيدية (4) وطوائف من الخوارج (5) وسعيد بن المسيّب وجهم بن صفوان (6)، وطوائف من المعتزلة كالجاحظ (7) وغيلان الدمشقي وعمرو بن عبيد (8) والبلخي (9) والقاضي عبد الجبار (10) والنظَّام (11)، وقال

(1) المعتمد في أصول الدين للفرَّاء: ص 242. الأحكام السلطانية للفرَّاء: ص 20. الإنصاف للمرداوي: = = 11/ 158 حيث قال عن تولية القاضي: «وقيل لا تصح ولاية المفضول مع وجود الأفضل إلا لمصلحة» . وجاء في مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى: 6/ 455 عن اختيار القاضي: «ويجب على الإمام أن يختار لذلك أفضل من يجد علماً وورعاً» .

(2)

الحاشية على إلهيات الشرح الجديد للأردبيلي: ص 208. كشف المراد للحلي: ص 392. الألفين للحلي: ص 50. عقائد الإمامية لمظفر: ص 67. الكافي في الفقه للحلبي: ص 88. الفصول المهمة للحر العاملي: ص 384 باب (89) إن الإمام يجب أن يكون أعلم وأفضل وأكمل من جميع الرعية رقم (514). الكافي للكليني: 1/ 198، كتاب الحجة، باب نادر جامع في فضل الإمام وصفاته، الحديث (1). شرح كتاب النيل لأطفيش: مجلد 14/ 1 ص 280. الشافي في الإمامة للشريف المرتضى: 2/ 50. تذكرة الفقهاء للحلي: 1/ 453. وانظر: شرح المقاصد للتفتازاني: 5/ 246. المواقف للإيجي: 3/ 640. شرح المواقف للجرجاني: 8/ 354 - 355، 366، 373. الفصل في الملل لابن حزم: 4/ 126. منهاج السنة النبوية لابن تيمية: 4/ 63 ناقلاً رأي الحلي. المعتمد في أصول الدين للفرَّاء: ص 245.

(3)

إثبات الإمامة للنيسابوري: ص 54. تاج العقائد لعلي بن محمد: ص 75.

(4)

البحر الزَّخَّار لابن المرتضى: 5/ 382. الملل والنحل للشهرستاني: 1/ 157 وهو ما استقر عليه أكثرُ الزيدية حسب رأي الشهرستاني. نصرة مذاهب الزيدية لابن عباد: ص 71، 75، 127.

(5)

الفصل في الملل لابن حزم: 4/ 126. معالم الخلافة للدكتور الخالدي: ص 217. أصول الدين للبغدادي: ص 294.

(6)

تطور الفكر لِيوجَه سوي: ص 111. وانظر ترجمة سعيد بن المسيب في فهرس الأعلام رقم (2). وترجمة جهم بن صفوان رقم (45).

(7)

الجوابات واستحقاق الإمامة للجاحظ: 4/ 304 - 305. الحور العين لنشوان الحميري: ص 152. الإمامة من كتاب المغني للقاضي عبد الجبار: ص 215 - 216. الأحكام السلطانية للماوردي: ص 8. روضة الطالبين للنووي: 11/ 92 كتاب القضاء. الفصل في الملل لابن حزم: 4/ 126. أصول الدين للبغدادي: ص 293. معالم الخلافة للدكتور الخالدي: ص 217. تطور الفكر السياسي ليوجه سوي: ص 163.

(8)

تطور الفكر لِيوجَه سوي: ص 111. انظر ترجمة غيلان الدمشقي في فهرس الأعلام: رقم (93). وترجمة عمرو بن عبيد في نفس الفهرس: رقم (89).

(9)

البحر الزَّخَّار لابن المرتضى: 5/ 382.

(10)

الإمامة من كتاب المغني للقاضي عبد الجبار: ص 162.

(11)

أصول الدين للبغدادي: ص 293.

ص: 163