المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فدعا عثمان رضي الله عنه زياد بن لبيد فنهاه وشذبه، - تعدد الخلفاء ووحدة الأمة فقها وتاريخا ومستقبلا

[محمد خلدون مالكي]

فهرس الكتاب

- ‌الإهداء

- ‌خطبة الكتاب

- ‌خطة البحث:

- ‌منهج البحث:

- ‌صعوبات البحث:

- ‌الدراسات السابقة:

- ‌الباب الأولتعاريف ومقدمات فقهية لا بد منها

- ‌الفصل الأولالتعاريف

- ‌المبحث الأول:‌‌ تعريف الخليفة لغةًوشرعاً

- ‌ تعريف الخليفة لغةً

- ‌تعريف الخليفة شرعاً:

- ‌هل يشترط فيمن يخلف شخصاً آخر أن يستخلَفه الأولُ حتى يطلق عليه اسم خليفة أو لا

- ‌المعنى العام لكلمة خليفة (ما نفهمه من كلمة خليفة):

- ‌المبحث الثاني:‌‌ تعريف الخلافة لغةوشرعاً

- ‌ تعريف الخلافة لغة

- ‌تعريف الخلافة شرعاً:

- ‌المبحث الثالث:‌‌ تعريف الإمام لغةوشرعاً

- ‌ تعريف الإمام لغة

- ‌تعريف الإمام شرعاً:

- ‌الفصل الثانيمقدمات فقهية لا بد منها

- ‌المبحث الأول: حكم إقامة الخلافة ودليله

- ‌1 - من قال بوجوب إقامتها:

- ‌من الذي يجب عليه إقامة الخلافة وما مصدر هذا الوجوب:

- ‌أدلة وجوب نصب الإمام:

- ‌2 - من قال بعدم وجوب إقامة الخلافة:

- ‌دليل من لم يقل بوجوب الخلافة:

- ‌دليل اللُّطف على وجوب الإمامة عند الشِّيعة:

- ‌ اللُّطف عند أهل السُّنَّة

- ‌دليل الشِّيعة على مسألة اللُّطف:

- ‌المبحث الثانيهل الخلافة من مباحث علم الكلام أو من فروع الفقه

- ‌1 - الاتجاه الأول: من اعتبر الإمامة من فروع الفقه:

- ‌2 - الاتجاه الثاني: من اعتبر الإمامة من مباحث علم الكلام:

- ‌3 - الاتجاه الثالث: من اعتبر الإمامة ومباحثها أمراً دنيوياً لا علاقة له بالدين:

- ‌المبحث الثالث: عمن تكون الخلافة

- ‌الرأي الأول: القائل إنَّ الخلافة عن الله تعالى

- ‌ الرأي الثاني: القائل بأنَّ الخلافة إنَّما هي خلافة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌ الرأي الثالث: القائل إن الخلافة هي عن الله ورسوله معاً:

- ‌ الرأي الرابع: القائل إنَّ الخلافة هي خلافة عن الأمة:

- ‌مناقشة هذا الرأي:

- ‌ الرأي الخامس: القائل إنَّ الخلافة هي خلافة عن الخليفة السَّابق

- ‌ الرأي السادس: فهو في الخلافة العامة لكل البشر

- ‌الباب الثانيتعدد الخلفاء من المنظور الفقهي

- ‌الفصل الأول: التمهيد

- ‌المبحث الأول: معنى الخلافة الكاملة والخلافة الناقصة

- ‌المبحث الثاني:دلالة حديث: «عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين»

- ‌المبحث الثالث: الأحداث التي اعتمد عليها الفقهاء في مسألة التعدد:

- ‌أولاً: ما قبل خلافة سيدنا علي رضي الله عنه

- ‌1 - طريقة انتخاب عثمان رضي الله عنه للخلافة:

- ‌2 - الأحداث في خلافة سيدنا عثمان رضي الله عنه

- ‌الانتقاد الأول:

- ‌الانتقاد الثاني:

- ‌ثانياً: الأحداث في خلافة سيدنا علي رضي الله عنه

- ‌تفاصيل الفتنة بين علي ومعاوية رضي الله عنهما:

- ‌أهداف سيدنا علي رضي الله عنه من حروبه في خلافته:

- ‌ثالثاً: الخلاف بين الحسن بن علي ومعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهم

- ‌من بدأ بعرض الصلح:

- ‌شروط الصلح:

- ‌ما يستخلص من مجمل الأحداث في عهد الحسن بن علي رضي الله عنهما:

- ‌الفصل الثانيالشروط والواجبات ونظرية الضرورة

- ‌المبحث الأول: الشروط الواجب توفرها في الخليفة

- ‌ الشروط المتفق عليها

- ‌1 - الإسلام:

- ‌2 - العقل:

- ‌ الشروط المختلف فيها ولا قيمة للخلاف فيها

- ‌1 - الحرية:

- ‌2 - الذكورة:

- ‌3 - البلوغ:

- ‌4 - أن يكون سليم الحواس والأعضاء إلى درجة ما:

- ‌5 - عدم اشتراط أن يكون الإمام هاشمياً:

- ‌6 - عدم اشتراط العصمة:

- ‌7 - عدم اشتراط النصِّ على الإمام:

- ‌8 - عدم اشتراط أن يكون من نسل الحسن والحسين (علوياً):

- ‌9 - عدم اشتراط أن يكون صاحب كرامات:

- ‌10 - عدم اشتراط (الدعوة) أن يخرج داعياً إلى نفسه:

- ‌ الشروط المختلف فيها بناء على الدليل

- ‌1 - النسب القرشي:

- ‌أدلة من قال باشتراط القرشية:

- ‌أدلة من قال بعدم اشتراط القرشية:

- ‌2 - الاجتهاد:

- ‌3 - العدالة:

- ‌4 - أفضل أهل زمانه:

- ‌5 - الكفاءة:

- ‌6 - أن يكون مطاع الأمر نافذ الحكم في محل ولايته:

- ‌المبحث الثاني: واجبات الخليفة أو الأحكام المنوطة به

- ‌المبحث الثالث:نظريَّة الضرورة وبعض تطبيقاتها السياسية

- ‌تعريف الضرورة لغة واصطلاحاً:

- ‌مستند نظرية الضرورة من القرآن:

- ‌مستند النظرية من الحديث:

- ‌نظرية الضرورة في علم الأصول:

- ‌الضرورة في القواعد الفقهية:

- ‌المحرمات التي تبيحها الضرورة:

- ‌وللضرورة السياسية أمثلة منها:

- ‌من له حق تقدير الضرورة:

- ‌أحكام الضرورة:

- ‌الفصل الثالثحكم تعدد الخلفاء

- ‌المبحث الأول: من لم يجوز تعدد الخلفاء أو أجازه بشروط

- ‌أولاً: حكم تعدد الخلفاء بالنظر إلى المكان:

- ‌القسم الأول: حكم تعدد الخلفاء في البلد الواحد:

- ‌القسم الثاني: حكم تعدد الخلفاء في البلدان القريبة:

- ‌القسم الثالث: حكم تعدد الخلفاء في البلدان البعيدة:

- ‌ثانياً: حكم تعدد الخلفاء بالنظر إلى الزمان:

- ‌القسم الأول: حكم مبايعة خليفتين معاً بنفس الوقت:

- ‌القسم الثاني: حكم مبايعة خليفتين على التعاقب:

- ‌1 - الحالة الأولى: تعدد الخلفاء عند معرفة الخليفة الأول:

- ‌عقوبة من يطلب الخلافة مع وجود خليفة:

- ‌2 - الحالة الثانية: تعدد الخلفاء عند جهل تاريخ مبايعة كل منهما:

- ‌معيار الاختيار بين من يصلح للخلافة عند وجود أكثر من واحد:

- ‌المبحث الثاني: من أجاز تعدد الخلفاء مطلقاً

- ‌المبحث الثالث: الأدلة

- ‌أولاً: أدلة من لم يجوز التعدد:

- ‌ثانياً: أدلة من أجاز التعدد:

- ‌الترجيح:

- ‌الباب الثالثتعدد الخلفاء في التاريخ الإسلاميوالتكييف الفقهي لذلك

- ‌الفصل الأولالخلاف بين عبد الله بن الزبير رضي الله عنه والأمويين

- ‌1 - عبد الله بن الزبير ويزيد بن معاوية

- ‌تحليل الأحداث:

- ‌حكم خلافة يزيد بن معاوية:

- ‌2 - عبد الله بن الزبير ومروان بن الحكم

- ‌حكم خلافة مروان بن الحكم:

- ‌3 - عبد الله بن الزبير وعبد الملك بن مروان

- ‌المواجهة الأولى:

- ‌المواجهة الثانية:

- ‌المواجهة الثالثة والأخيرة مع ابن الزبير:

- ‌حكم خلافة عبد الملك بن مروان:

- ‌أسباب فشل ابن الزبير وعودة الخلافة للأمويين:

- ‌بعض من اعتزل الفتنة:

- ‌الفصل الثانيالخلافة العباسية والخلافة الفاطمية والخلافة الأموية في الأندلس

- ‌تمهيد:

- ‌المبحث الأول: الخلافة العباسية

- ‌نظرة عامة للخلافة العباسية:

- ‌سقوط الدولة الأموية وقيام الدولة العباسية:

- ‌سياسة العباسيين في قمع الأمويين واستئصال شأفتهم:

- ‌الفقهاء والخلافة العباسية:

- ‌سياسة العباسيين تجاه العلويين:

- ‌ثورة الحسين بن علي بالمدينة وموقعة فخ سنة 169 ه

- ‌المبحث الثانيالخلافة الفاطمية في المغرب ومصر

- ‌مدخل:

- ‌بدايات الدولة الفاطمية:

- ‌المقاومة السُّنية للنفوذ الفاطمي والمدِّ الشيعي في المغرب:

- ‌التوجه الشرقي للخلافة الفاطمية والتفكير في فتح مصر:

- ‌الفاطميون في طريقهم إلى فتح مصر:

- ‌الخليفة المعز لدين الله وتحقيق هدف الفاطميين في فتح مصر:

- ‌أسباب نجاح الفاطميين في فتح مصر:

- ‌السياسة المذهبية للفاطميين ومحاولة تحويل مصر إلى المذهب الإسماعيلي:

- ‌استجابة بعض المصريين للمذهب الإسماعيلي:

- ‌المقاومة السُّنية للمدِّ الشيعي في مصر:

- ‌أ- إظهار الشعائر السُّنية:

- ‌ب- الطعن في المذهب الإسماعيلي والتشكيك فيه:

- ‌ج- التصدي لغلو الإسماعيلية:

- ‌د - ازدهار الدراسات السُّنية:

- ‌المواجهة والصراع بين الخلافتين العباسية والفاطمية:

- ‌موقف العباسيين من الأطماع الفاطمية:

- ‌اضمحلال الخلافة الفاطمية وسقوطها:

- ‌موقف المصريين من سقوط الخلافة الفاطمية:

- ‌المبحث الثالثالخلافة الأموية في الأندلس

- ‌تمهيد:

- ‌أولاً - الأندلس من قبيل الفتح حتى نهاية عصر الولاة:

- ‌ثانياً - الأندلس في عصر الإمارة الأموية:

- ‌محاولات العباسيين استرداد الأندلس من أمراء بني أمية:

- ‌1 - المحاولة الأولى: ثورة العلاء بن المغيث على عبد الرحمن الداخل سنة 147هـ/764 م:

- ‌2 - المحاولة الثانية: مؤامرة مشتركة من أربعة أطراف بالاتفاق مع المهدي سنة 161 هـ/778 م:

- ‌دور العلماء في الأندلس في التمهيد لإعلان الخلافة:

- ‌ثالثاً - الأندلس في عصر الخلافة الأموية:

- ‌مستند فقهي لشرعية إعلان الخلافة في الأندلس:

- ‌دور العلماء في بقاء الخلافة الأموية في الأندلس:

- ‌علاقة الأمويين في الأندلس بالفاطميين:

- ‌1 - ثورة معلم الصبيان (شقنا) في عهد الداخل:

- ‌2 - ثورة الحسين بن يحيى والي سرقسطة:

- ‌محاولة أخرى:

- ‌رد فعل الأمويين في الأندلس على الدعوة الفاطمية:

- ‌الصراع المباشر بين الأمويين والفاطميين في المغرب:

- ‌ما نستنتجه من هذا الفصل:

- ‌الباب الرابع: التعدد والوحدة في المستقبل

- ‌تمهيد:

- ‌الفصل الأول: منظمة المؤتمر الإسلامي

- ‌ تعريف منظمة المؤتمر الإسلامي:

- ‌مراحل إنشاء منظمة المؤتمر الإسلامي:

- ‌جذور منظمة المؤتمر الإسلامي:

- ‌ميثاق منظمة المؤتمر الإسلامي:

- ‌هيئات منظمة المؤتمر الإسلامي:

- ‌الأمانة العامة

- ‌ مؤتمر الملوك والرؤساء:

- ‌ الأجهزة المتفرعة عن منظمة المؤتمر الإسلامي:

- ‌ مركز البحوث الإحصائية والاقتصادية والاجتماعية والتدريب:

- ‌ مركز البحوث والتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية:

- ‌ الجامعة الإسلامية للتكنولوجيا:

- ‌ المركز الإسلامي لتنمية التجارة:

- ‌ مجمع الفقه الإسلامي:

- ‌ صندوق التضامن الإسلامي

- ‌ الجامعة الإسلامية في النيجر

- ‌قضية العضوية في منظمة المؤتمر الإسلامي:

- ‌منظمة المؤتمر الإسلامي والتجارة البينية:

- ‌مظاهر اهتمام منظمة المؤتمر الإسلامي بالتجارة:

- ‌من إنجازات المنظمة:

- ‌ محكمة العدل الإسلامية

- ‌تشكيل المحكمة:

- ‌اختصاص المحكمة:

- ‌النقد الذي وجه لمحكمة العدل الإسلامية:

- ‌ مشكلات الأقليات المسلمة:

- ‌ المنظمة ومسلمو بلغاريا:

- ‌ المنظمة ومسلمو تراقيا:

- ‌ مشكلة مسلمي الفلبين:

- ‌مقر منظمة المؤتمر الإسلامي:

- ‌تقييم عام لمنظمة المؤتمر الإسلامي:

- ‌أولاً: المجال السياسي:

- ‌ثانياً: مجال حماية الأقليات:

- ‌ثالثاً: الفرق بين منظمة المؤتمر الإسلامي ومؤسسة الخلافة

- ‌الفصل الثاني: جامعة الدول العربية

- ‌ظهور فكرة الجامعة العربية:

- ‌المشاورات التمهيدية لجامعة الدول العربية:

- ‌الأساس غير الوحدوي لبروتوكول وميثاق جامعة الدول العربية:

- ‌أجهزة جامعة الدول العربية:

- ‌1 - مجلس الجامعة:

- ‌2 - أمانة الجامعة:

- ‌3 - المنظمات العربية المتخصصة:

- ‌نماذج من أنشطة الجامعة العربية:

- ‌1 - اتفاقية الدفاع العربي المشترك:

- ‌الأجهزة المتعلقة بالأمن العربي:

- ‌التقييم:

- ‌2 - المجلس الاقتصادي:

- ‌3 - السوق العربية المشتركة:

- ‌تقييم عام لجامعة الدول العربية:

- ‌ الأسباب المتعلقة بالميثاق:

- ‌ أسباب تتعلق بالدول العربية:

- ‌ المتغيرات العالمية:

- ‌الفصل الثالث: رابطة العالم الإسلامي

- ‌مقدمة:

- ‌تعريف رابطة العالم الإسلامي:

- ‌تأسيس رابطة العالم الإسلامي:

- ‌ميثاق رابطة العالم الإسلامي:

- ‌الهيكل التنظيمي لرابطة العالم الإسلامي:

- ‌1 - المؤتمر الإسلامي العام:

- ‌2 - المجلس التأسيسي:

- ‌3 - الأمانة العامة:

- ‌هيئات الرابطة:

- ‌1 - المجمع الفقهي الإسلامي:

- ‌2 - الهيئة الإسلامية العالمية للاقتصاد والتمويل:

- ‌الأهداف:

- ‌ بعض إنجازات رابطة العالم الإسلامي في المجال الاقتصادي:

- ‌1 - المشاركة في المؤتمرات الاقتصادية الدولية:

- ‌2 - الدعوة لتطبيق قواعد الاقتصاد الإسلامي:

- ‌3 - العلاقة مع المؤسسات الاقتصادية والإسلامية:

- ‌4 - الإسهام في الاقتصاد عن طريق المجمع الفقهي:

- ‌5 - محاولة إنشاء السوق الإسلامية المشتركة:

- ‌6 - التأكيد على المشروعات المشتركة:

- ‌7 - دعم برامج التنمية الريفية والاجتماعية والاقتصادية:

- ‌تقييم عام لرابطة العالم الإسلامي:

- ‌سبل تحقيق الوحدة (الواقع والتوصيات):

- ‌1 - واقع الوحدة:

- ‌ واقع الوحدة الاجتماعية:

- ‌ واقع الوحدة الاقتصادية:

- ‌ واقع الوحدة السياسية:

- ‌ واقع الوحدة العسكرية:

- ‌2 - التوصيات:

- ‌1 - من الناحية الاقتصادية:

- ‌2 - من الناحية الاجتماعية:

- ‌3 - من الناحية السياسية:

- ‌4 - من الناحية العسكرية:

- ‌خاتمة

- ‌ملحق رقم (1)قائمة بأسماء أمراء الأندلس وخلفائها مع سنوات حكم كل منهمفي عهدَي الإمارة والخلافة

- ‌ملحق رقم (2)نص الوثيقة التي أعلن الناصر نفسه خليفة فيها سنة 316 ه

- ‌وثائق هامة

- ‌وثيقة أخرى

- ‌فهرس المصادر والمراجع

الفصل: فدعا عثمان رضي الله عنه زياد بن لبيد فنهاه وشذبه،

فدعا عثمان رضي الله عنه زياد بن لبيد فنهاه وشذبه، فجعل الناس هذه الحادثة من ضمن ما لاموا عثمان رضي الله عنه عليه.

وإنَّما لم يقتص عثمان رضي الله عنه من عبيد الله بالهرمزان للشبهة؛ فقد تأول عبيدُ الله واعتقد حل قتله لشبهة اشتراكه بقتل أبيه، والرسول صلى الله عليه وسلم قال:«ادرؤوا الحدود ما استطعتم» (1) وهذا أمر يخضع للاجتهاد ولا يلام عليه.

على أن الطبري روى أن عثمان رضي الله عنه قد أمر بالقصاص من عبيد الله وأنه سلَّمه لابن الهرمزان ليقتص منه ولكنه عفا عنه (2).

‌الانتقاد الثاني:

ومما أنكره الناس على عثمان أنه كان يحابي أقرباءه من بني أمية ويولِّيهم المناصب، وإنما كان يفعل ذلك من باب صلة الرحم اجتهاداً منه رضي الله عنه (3) والأمثلة على ذلك كثيرة:

1 -

فمن ذلك توليته للوليد بن عقبة بن أبي معيط - وهو صحابي، وأخوه لأمه (4) - الكوفةَ بدل سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه وهو أحد أهل الشورى ومن السابقين الأولين إلى الإسلام، وقد كان عثمان رضي الله عنه ولى سعداً الكوفة تنفيذاً لوصية عمر رضي الله عنه، أن يستعين به الخليفة الذي سينُتخب بعده عندما قال:«فإني لم أعزله عن عجز ولا خيانة» (5)، فلما اشتكى أهل الكوفة سعدَ بن أبي وقاص إلى عثمان حتى قالوا:

(1) رواه الترمذي في سننه: 4/ 33 كتاب الحدود، باب ما جاء في درء الحدود رقم (1424) عن عائشة.

(2)

ذكر الطبري في تاريخه: 2/ 590. وجاء مثله في المحلى لابن حزم: 11/ 115. وفي التمهيد والبيان للمالقي: ص 41 أن عثمان إنما دفع الدية بعد أن عفا القماذبان بن الهرمزان عن عبيد الله بعد أن أمكنه عثمان من القصاص منه، فإن صحت الرواية فلا يصح القول أن عثمان رضي الله عنه قد عطل الحد، والله أعلم.

(3)

تاريخ اليعقوبي: 2/ 173 - 174. شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: مج 3/ 114. العواصم من القواصم لابن العربي: ص 76 - 77.

(4)

فتح الباري لابن حجر: 7/ 55. شذرات الذهب لابن العماد: 1/ 35.

(5)

كان عزل عمر رضي الله عنه لسعد رضي الله عنه سنة 20 أو 21 هـ كما في فتح الباري لابن حجر: 2/ 237. وكان عزل عثمان رضي الله عنه لسعد رضي الله عنه سنة 25 هـ؛ وسببه أن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه استقرض من عبد الله بن مسعود رضي الله عنه من بيت المال مالاً فأقرضه، فلما تقاضاه لم يتيسر عليه فارتفع بينهما الكلام، فغضب عليهما عثمان رضي الله عنه وانتزع الإمارة من سعد وعزله، واستعمل الوليدَ بنَ عقبة وكان عاملاً لعمر رضي الله عنه على ربيعة بالجزيرة، فقدم الكوفة وكان أحب الناس إلى الناس وأرفقهم بهم فكان كذلك خمس سنين. انظر: فتح الباري لابن حجر: 7/ 55 - 56. وتاريخ الطبري: 2/ 595. والتمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان للمالقي: ص 50. وشذرات الذهب لابن العماد: 1/ 35. والأثر رواه البخاري في صحيحه: 3/ 1353 وما بعدها كتاب المناقب، باب قصة البيعة والاتفاق على عثمان رقم (3497) عن عمرو بن ميمون. وذكره ابن عساكر في تاريخه: 20/ 287. والمالقي في التمهيد والبيان: ص 25. والسيوطي في تاريخ الخلفاء: ص 135.

ص: 94

إنه لا يحسن الصلاة. عزله وولى الوليد، وقد ظهر من الوليد فيما بعد ما أنكره الناس عليه من شرب الخمر؛ فقد صلَّى بالناس الصبح أربعاً وقال لهم: أزيدكم؟ - وقد كان سكراناً - (1) فلما تبيَّن ذلك لعثمان عزله بعد تريث حتى ثبتت عنده الواقعة وشهد عليها الشهود، فجلده أربعين جلدة، وولى سعيد بن العاص، هذا التريث لم يفهمه بعض الناس على وجهه وظنُّوا أن عثمان رضي الله عنه يحابي أخاه لأمه (2).

وقد دافع سيدُنا علي رضي الله عنه أثناء خلافته عن عثمان رضي الله عنه في هذه الحادثة؛ فقد ذكر المالقي عن عطية عن أبي العريف ويزيد الفقعسي قالا: كان الناس في الوليد فرقتين، العامَّة معه والخاصَّة عليه (أي ممن حقد عليه لأسباب معروفة)، فما زال عليهم من ذلك خشوع حتى كانت صفين، فولي معاويةُ فجعلوا يقولون عيبَ عثمان بالباطل، (أي استخدموا ذلك كوسيلة للنيل من معاوية رضي الله عنه ومن معه) فقال لهم علي رضي الله عنه:«إنكم وما تعيرون به عثمان كالطاعن نفسه ليقتل ردفه وما ذنب عثمان في رجل قد ضربه بقولكم وعزَلَه!» (3).

2 -

ومن ذلك أنه أعطى مروان بن الحكم خُمس أفريقية، فبعد أن عزل عمرَو بن العاص عن خراج مصر سنة (26) أو (27) واستعمل عليه عبد الله بن سعد بن أبي سرح (4) - وكان أخا عثمان رضي الله عنه من الرضاعة - فلما ولاه عثمان رضي الله عنه

(1) سبق تخريجه في: ص (82) حاشية (2).

(2)

سبب التريث أنه بعد مرور خمس سنين على إمارة الوليد تمالأ قوم على رجل من خزاعة فقتلوه، فكتب الوليد بشأنهم إلى عثمان فأمره بقتلهم، فقتلهم فحقد عليه أولياؤهم وصاروا يكيدون له المرة تلو الأخرى حتى اتهموه بشرب الخمر، وذكروا ذلك لابن مسعود، ثم لعثمان، فأراد رضي الله عنه التثبت من الواقعة حتى يشهد الشهود، فشهد عليه هؤلاء فجلده وعزله، وهو ينكر ذلك. انظر: التمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان للمالقي: ص 50 - 54. وفتح الباري لابن حجر: 7/ 69. وقد روى مسلم هذه الواقعة في صحيحه: 3/ 1331 كتاب الحدود، باب حد الخمر رقم (1707) عن علي رضي الله عنه بلفظٍ أوله: «شهدت عثمان بن عفان وأتي بالوليد قد صلى الصبح ركعتين ثم قال: أزيدكم؟ فشهد عليه رجلان

الخ». شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: مج 1/ 308.

(3)

انظر التمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان للمالقي: ص 57.

(4)

انظر معجم البلدان: 1/ 188. وكان ابن أبي سرح يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأزله الشيطان فلحق بالكفار فأمر به النبي صلى الله عليه وسلم يوم الفتح أن يُقتل فاستجار له عثمان رضي الله عنه، ثم كان عبد الله بن سعد بعد ذلك محموداً، وولي لعمر رضي الله عنه على الصعيد، ثم ولاه عثمان رضي الله عنه مصر كلها. انظر سير أعلام النبلاء للذهبي: 3/ 34. ولكن ذكر السيوطي أن أهل مصر جاؤوا إلى عثمان في آخر خلافته يشتكون من ابن أبي سرح، وكانت هذه القصة هي التي أدت إلى مقتل عثمان رضي الله عنه. انظر تاريخ الخلفاء للسيوطي: ص 157.

ص: 95

على مصر سار عبد الله إلى أفريقية ففتحها بعد قتال شديد وحمل خُمُسَها (1) إلى المدينة فاشتراه مروان بن الحكم بخمسمائة ألف دينار فوضعها عنه عثمان رضي الله عنه (2).

(1) اختلف الفقهاء في حكم الخمس الخاص برسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاته والذي ذكره الله عز وجل في الأنفال/الآية 41

{وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِاللهِ} فقال مالك والشافعي والثوري: هو موكول إلى نظر الإمام واجتهاده فيأخذ منه تقديراً ويعطي منه القرابة باجتهاده ويصرف الباقي في مصالح المسلمين وبه قال الخلفاء الأربعة وبه عملوا. انظر: العواصم من القواصم لابن العربي: ص 112. تفسير القرطبي: 8/ 11. فتح القدير لابن الهمام: 13/ 33 كتاب السير باب الغنائم وقسمتها. أحكام القرآن للجصاص: 3/ 79 وما بعدها، سورة الأنفال، باب قسمة الخمس. بداية المجتهد لابن رشد: 1/ 285. التمهيد لابن عبد البر: 20/ 45. إذاً فتصرف عثمان بالخمس كان تصرفاً في حقه وفيما يملكه، ولا يلام عليه. وكان هذا رأي الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقتادة كما روى عنه الطبري في تفسيره: 10/ 7. ولكن علياً جعله في سبيل الله اقتداء بأبي بكر وعمر رضي الله عنهم. انظر: شرح معاني الآثار: 3/ 234. واحتج من رأى أن سهم النبي صلى الله عليه وسلم للإمام بعده بما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: «إن الله عز وجل إذا أطعم نبياً طعمة ثم قبضه جعله للذي يقوم من بعده» رواه أحمد في مسنده: 1/ 191 رقم (14) من مسند أبي بكر رضي الله عنه قال محقق الكتاب: «إسناده حسن ورجاله ثقات رجال الشيخين غير الوليد بن جميع فمن رجال مسلم وفيه كلام يحطه عن رتبة الصحيح». سنن البيهقي الكبرى: 6/ 303 كتاب قسم الفيء والغنيمة، باب بيان مصرف خمس الخمس، بدون رقم، عن أبي بكر رضي الله عنه. قال القاضي أبو يوسف في كتاب الخراج ص 21:«كان الخمس في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على خمسة أسهم: لله وللرسول سهم، ولذي القربى سهم، ولليتامى والمساكين وابن السبيل ثلاثة أسهم، وسقط سهم الرسول وسهم ذوي القربى وقسم على الثلاثة الباقي، ثم قسمه علي على ما قسمه عليه أبو بكر وعمر وعثمان» .

(2)

لم يكن مروان هو الوحيد الذي اشترى من عثمان رضي الله عنه ما كان يأتي من الفيء، فقد كانت هذه سياسة عامة من عثمان رضي الله عنه، فقد كان يبيع الفيء لصعوبة نقله إلى المدينة، أو لأنه كان عقارات لا يمكن نقلها، وقد اشترى كثيرون منه رضي الله عنه كطلحة بن عبيد الله والأشعث بن قيس، ولكن الناس إنما ذكروا ما اشتراه مروان وضخموه. ولابد من التنبيه إلى أن المال كان قد فاض بشكل كبير، وجاءت الغنائم من كل مكان، وتوسع كثير من الصحابة في معاشهم، فامتلاك الأموال الكثيرة كان شيئاً طبيعياً. انظر التمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان للمالقي: ص 47، 61. والاستقصا للسلاوي: 1/ 33، 34. هذا وقد نفى الباقلاني أن يكون عثمان رضي الله عنه قد أعطى مروان شيئاً من الخمس انظر التمهيد في الرد على الملحدة للباقلاني: ص 224. وانظر أيضاً كمثال على سياسة عثمان بالمال ما رواه الطبري في تاريخه: 3/ 147 عن ذهل بن الحارث (وكان يريد مصقلةُ بن هبيرة عاملُ عليٍ على أردشير خره أن يبعثه إلى معقلِ ابن قيس قائدِ الجيش الذي بعثه علي رضي الله عنه لقتال الخوارج) قال: دعاني مصقلة بن هبيرة إلى رَحْله فقُدم عشاؤه فطعمنا منه ثم قال: والله إن أمير المؤمنين - يعني علياً رضي الله عنه يسألني هذا المال (الذي اشترى به الأسرى النصارى من سيدنا علي رضي الله عنه بعد المعركة التي قتل فيها الخارجي الخريت بن راشد وكانوا قد اشتركوا مع الخارجي بالقتال فلما هُزموا ساقهم معقل إلى علي ولما مروا بمصقلة ارتفع فيهم العويل والبكاء فرقَّ لهم وفداهم بالمال) ولا أقدر عليه. فقلت: والله لو شئت ما مضت عليك جمعة حتى تجمع جميع المال. فقال: والله ما كنت لأحملها قومي ولا أطلب فيها إلى أحد. ثم قال: «أما والله لو أن ابن هند (أي معاوية رضي الله عنه) هو طالبني بها أو ابن عفان لتركها لي، ألم تر إلى ابن عفان حيث أطعم الأشعث من خراج أذربيجان مائة ألف في كل سنة. فقلت له: إن هذا (يعني الإمام علياً رضي الله عنه) لا يرى هذا الرأي لا والله ما هو بباذل شيئاً كنتَ أخذتَه. فسكت ساعة وسكتُّ عنه، فلا والله ما مكث إلا ليلة واحدة بعد هذا الكلام حتى لحق بمعاوية» .

ص: 96

3 -

ومن ذلك أيضاً أنه وسَّع لمعاوية رضي الله عنه ولايته، فإنَّ عمير بن سعد استعفى عثمان رضي الله عنه واستأذنه في الرجوع إلى أهله، فأذن له وضمَّ حمص وقنسرين إلى معاوية رضي الله عنه (1)، وكان معاوية أهلاً للولاية فقد استعمله عمر بن الخطاب رضي الله عنه قبل عثمان رضي الله عنه.

وبالمختصر فقد كان عثمان رضي الله عنه يفعل ذلك من باب صلة الرحم (2) ويقول: لو أن بيدي مفاتيح الجنة لأعطيتها بني أمية حتى يدخلوا من عند آخرهم (3). ويقول: «إن عمر كان يمنع أهله وأقرباءه ابتغاء وجه الله، وإني أعطي أهلي وأقربائي ابتغاء وجه الله» (4). وهذا اجتهاد منه رضي الله عنه ولم يكن أولَ خليفة يجتهد، ولا يستحق أن يقتل لأجله، ويكفينا استدلالاً على ذلك قولُ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه:«يقتل هذا مظلوماً» (5)، وقوله صلى الله عليه وسلم:«كيف تصنعون في فتنة تثور في أقطار الأرض كأنها صياصي بقر؟» قالوا: فنصنع ماذا يا نبي الله؟ قال: «عليكم بهذا وأصحابه» قال فأسرعت حتى عطفت على الرجل فقلت: هذا يا نبي الله؟ قال: «هذا» . فإذا هو عثمان (6).

(1) انظر التمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان للمالقي: ص 43.

(2)

كما ذكر ابن كثير في البداية والنهاية: 7/ 200. وانظر: تاريخ الطبري: 2/ 650. التمهيد والبيان في مقتل الشهيد عثمان للمالقي: ص 28. طبقات ابن سعد: 3/ 64.

(3)

مسند أحمد: 1/ 492 رقم (439) قال محقق الكتاب: إسناده ضعيف لانقطاعه. قال الهيثمي في مجمع الزوائد 7/ 227 و 9/ 293: «رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح إلا أنه منقطع» . والانقطاع حاصلٌ بين سالم بن أبي الجعد وبين عثمان بن عفان رضي الله عنه. قال ابنُ حجر العسقلاني في تهذيب التهذيب: 3/ 373 رقم (799)، وكذا ابنُ كيكلدي في جامع التحصيل: 1/ 179 رقم (218) قالا: «قال أبو زرعة: سالم بن أبي الجعد عن عثمان مرسل» . ورواه من نفس الطريق ابنُ كثير في البداية والنهاية: 7/ 200.

(4)

تاريخ الطبري: 3/ 291. تاريخ الرسل والملوك للطبري: 2/ 418. الاستقصا للسلاوي: 1/ 36

(5)

الحديث رواه أحمد في مسنده: 10/ 168 عن ابن عمر برقم (5953) قال محقق الكتاب: صحيح لغيره، وهذا إسناد محتمل للتحسين. ورواه الترمذي في سننه: 5/ 630 بنفس السند نازلاً رتبة في كتاب المناقب، باب في مناقب عثمان، رقم (3708) عن ابن عمر قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم فتنةً فقال: «يقتل فيها هذا مظلوماً» لعثمان. وقال: حسن غريب من هذا الوجه. وكون عثمان قتل مظلوماً هو اعتقاد أهل السنة. انظر الغنية في أصول الدين لعبد الرحمن المتولي النيسابوري: ص 187. حاشية العدوي على كفاية الطالب: 1/ 128 والعزو هنا لمتن كفاية الطالب.

(6)

مسند أحمد: 33/ 462 رقم (20352) و (20353) و: 33/ 476 رقم (20372) عن مرة البهزي وقال محقق الكتاب: حديث صحيح. مصنف ابن أبي شيبة: 7/ 440 - 441 عن مرة البهزي رقم (37078).

ص: 97