الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
1 - المجمع الفقهي الإسلامي:
المجمع الفقهي الإسلامي هيئة علمية إسلامية، ذات شخصية اعتبارية مستقلة منبثقة عن الرابطة الإسلامية، وقد أنيط بالمجمع الفقهي دراسة القضايا المستجدة التي تحتاج لبيان رأي الشرع فيها، ويتجاوز دور المجمع الفقهي مجرد الإفتاء وبيان الأحكام الشرعية إلى مجابهة القضايا الفكرية التي قد تعترض العمل الإسلامي العام إثباتاً لعالمية الإسلام (1).
وقد جاءت فكرة إنشاء المجمع العلمي الفقهي بناء على طلب من المؤتمر العام الثاني للرابطة الذي انعقد عام 1384هـ/ 1965م، فأصدر المؤتمر قراراً بتأسيس مجمع فقهي إسلامي يضم مجموعة من العلماء، والفقهاء المحققين من مختلف أنحاء العالم الإسلامي.
وفي العام التالي «1385هـ-1966م» قرر المجلس التأسيسي للرابطة تشكيل هيئة علمية من أعضاء المجلس التأسيسي لدراسة مشروع المجمع الفقهي، وكانت الهيئة مشكلة من سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتى الديار السعودية رئيساً، وبعضوية أصحاب الفضيلة الشيخ أبو الأعلى المودودي (2)، وأبو الحسن الندوي (3)، ومحمد بن علي الحركان (4)، وعبد العزيز بن عبد الله بن باز (5)، ومحمد محمود الصواف (6)، ومحمد الفاضل بن عاشور (7)، رحمهم الله جميعاً (8).
وفي عام «1393هـ - 1975م» (9) قامت الأمانة العامة للرابطة برفع دراسة الهيئة سالفة الذكر إلى المجلس التأسيسي في دورته الخامسة عشرة، فاتخذ
(1) التعريف بالمجمع الفقهي الإسلامي، لمجموعة من الباحثين، منشورات رابطة العالم الإسلامي: ص 9.
(2)
انظر ترجمة أبو الأعلى المودوي في فهرس التراجم رقم (114).
(3)
سبقت ترجمته عند الحديث عن تأسيس رابطة العالم الإسلامي.
(4)
انظر ترجمة الحركان في فهرس التراجم رقم (49).
(5)
انظر ترجمة عبد العزيز بن باز في فهرس التراجم رقم (3).
(6)
انظر ترجمة الصواف في فهرس التراجم رقم (72).
(7)
انظر ترجمة ابن عاشور في فهرس التراجم رقم (9).
(8)
انظر: رابطة العالم الإسلامي التعريف بالمجمع الفقهي الإسلامي: ص 9 - 12.
(9)
سبب تأخير ظهور إنشاء المجمع الفقهي هو إعداد الدراسات اللازمة لكي يخرج مشروع المجمع الفقهي كاملاً، وليراعي في تشكيله تمثيل أرجاء العالم الإسلامي.
المجلس قراراً بتأليف مجلس المجمع من عشرة أعضاء من المجلس التأسيسي للرابطة وهم: أبو الأعلى المودودي، وأبو بكر جوص، وحسنين محمد مخلوف (1) وعبد الله بن محمد بن حميد، وعلال الفاسي (2)، ومنصور المجدوب، ومحمد بن علي الحركان، ومحمد الشاذلي، ومحمد محمود الصواف، ومحمد رشيدي، ويلاحظ من مراجعة أسماء أعضاء مجلس المجمع أنهم يمثلون عدة أقاليم إسلامية دون تفرقة (3).
وقد أدخلت عدة تعديلات على نظام مجمع الفقه الإسلامي؛ استجابة لمتطلبات التطوير، ولاستيعاب أكبر عدد من الأعضاء لتمثيل أكبر عدد من الدول الإسلامية، ومن ملامح هذا التطوير زيادة عدد أعضاء المجمع إلى ثلاثين عضواً (4).
وأهداف المجمع كما حددتها لائحته هي: بيان الأحكام الشرعية فيما يواجه المسلمين في أنحاء العالم الإسلامي، من مشكلات وقضايا مستجدة استناداً إلى مصادر التشريع الإسلامي، وإبراز تفوق الفقه الإسلامي على القوانين الوضعية، وإثبات صلاحية الشريعة الإسلامية واستجابتها لحل كل القضايا التي تواجه الأمة الإسلامية في كل مكان وزمان، ونشر التراث الفقهي الإسلامي وإعادة صياغته، وتوضيح مصطلحاته وتقديمه بلغة العصر ومفاهيمه، وتشجيع البحث العلمي في مجالات الفقه الإسلامي، وجمع الفتاوى والآراء الفقهية للعلماء، والمجامع الفقهية الموثوقة في القضايا المستجدة ونشرها بين عامة المسلمين، والتصدي لما يثار من شبهات وما يرد من مشكلات على أحكام الشريعة الإسلامية (5).
أما عن الوسائل التي يستخدمها مجمع الفقه الإسلامي في تحقيق أهدافه فتتمثل في: عقد الدورات التي يجتمع فيها أعضاء المجلس لمناقشة أهم القضايا التي تشغل بال المسلمين، وإنشاء مركز للمعلومات لتتبع القضايا التي تحتاج لدراسة، ووضع معاجم للفقه وعلومه توضح مفاهيم المصطلحات الفقهية ونشرها للمشتغلين بالفقه
(1) انظر ترجمة حسنين محمد مخلوف في فهرس التراجم رقم (106).
(2)
انظر ترجمة علال الفاسي في فهرس التراجم رقم (94).
(3)
انظر: رابطة العالم الإسلامي التعريف بالمجمع الفقهي الإسلامي: ص 12.
(4)
انظر: رابطة العالم الإسلامي التعريف بالمجمع الفقهي الإسلامي: ص 13.
(5)
انظر: رابطة العالم الإسلامي التعريف بالمجمع الفقهي الإسلامي: ص 14 - 15.
دراسة وعملاً، وإصدار مجلة علمية محكمة تختص بالدراسات الفقهية، وتنقل بحوث المجمع ومناقشة قراراته، مع ترجمتها لعدة لغات، وقيام تعاون بين المجمع والهيئات والمراكز العلمية المشابهة القائمة في العالم الإسلامي والتبادل العلمي معها، وعقد الندوات العلمية عن قضايا العصر ومستجداته واستكتاب المتخصصين عنها، وترجمة قرارات المجمع ونشرها بكافة الوسائل عن طريق الإنترنت، والفضائيات، والصحف (1).
ويعقد المجلس كل سنتين، وتؤخذ قراراته بالأغلبية، ولا يشترط الإجماع، ومن يبدي اعتراضاً له الحق في تسجيل اعتراضه بجوار اسمه (2).
أما اختصاصات المجلس فهي طبقاً لنصوص اللائحة:
- بيان حكم الشريعة في الموضوعات المحالة إليه.
- القيام بالدراسات الفقهية فيما يعرض عليه من قضايا المجتمع الإسلامي.
ومن أهم الملحقات بالمجمع الفقهي اللجان العلمية، وهي تختص بالتخطيط والنظر في الأمور العلمية والتطويرية التي تساعد المجمع على القيام بالأعمال المنوطة به، وتختص بإبداء الرأي فيما يكلفها به المجلس من موضوعات، وإجازة بحوث مجلة المجمع (3).
أما عن الإنجازات الفقهية للمجمع فمنها: اتخاذ قرارات فقهية في حكم الماسونية والانضمام إليها، وحكم الشيوعية والانضمام إليها، وحكم القاديانية والانتماء إليها، وحكم البهائية والانضمام إليها، كما كان للمجمع إسهاماته الفقهية وهي اتخاذه قراراً في حكم التأمين بصوره وأشكاله، وقد بلغت عدد دورات المجمع حوالي سبع عشرة دورة أصدر خلالها العديد من القرارات الفقهية التي تمس الحياة الإسلامية (4).
(1) انظر: رابطة العالم الإسلامي التعريف بالمجمع الفقهي الإسلامي: ص 15.
(2)
انظر: رابطة العالم الإسلامي التعريف بالمجمع الفقهي الإسلامي: ص 6.
(3)
انظر: اللائحة الأساسية المادة (13، 14).
(4)
رابطة العالم الإسلامي، التعريف بالمجمع الفقهي ص: 18 - 28.