الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفرع الثاني: في المقام بها، والخروج منها
6928 -
(م) أبو سعيد مولى المهري: «أنه أصابهم بالمدينة جَهْد وشِدة، وأنه أتى أبا سعيد [الخُدَري رضي الله عنه] فقال له: إني كثير العيال، وقد أصابتنا شِدَّة، فأردتُ أن أنقلَ عيالي إلى بعض الرِّيف، فقال أبو سعيد: لا تَفْعَلْ، الزم المدينةَ، فإنا خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أظن أنه قال: حتى قَدِمْنا عُسْفانَ - فأقمنا بها لياليَ، فقال الناس: والله ما نحن هاهنا
⦗ص: 314⦘
في شيء، وإن عيالنا لخُلُوف، ما نأمَنُ عليهم، فبلغ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقال: ما هذا الذي بلغني من حَدِيثكم؟ [ما أدري كيف؟ قال: والذي أحلف به - أو والذي نفسي بيده -] لقد هممتُ - أو إن شئتم - لا أدري أيتَهما قال: لآمُرَنَّ بناقتي فَتُرْحَل، ثم لا أحُلُّ لها عقدة حتى أقدم المدينة، وقال: اللهم إن إبراهيم حرَّم مكة، فجعلها حَراماً، وإني حَرَّمت المدينة حراماً ما بين مأزِميْها: أن لا يُهْرَاق فيها دَم، ولا يُحْمَل فيها سلاح لقتال، ولا تُخبَط فيها شجرة إلا لعلف، اللهم بارك لنا في مدينتنا، اللهم بارك لنا في صاعنا، اللهم بارك لنا في مُدِّنا، اللهم بارك لنا في صاعنا، [اللهم باركْ لنا في مُدِّنا] ، اللهم بارك لنا في مدينتنا، اللهم اجعل مع البركة بركتين، والذي نفسي بيده، ما من المدينة شِعْب ولا نَقْب إلا عليه مَلَكان يحرسانها، حتى تَقْدَموا إليها، ثم قال للناس: ارتَحِلوا، فارْتَحَلْنا، فأقْبَلْنا إلى المدينة، فوالذي نَحْلِفُ به - أو يُحْلَفُ به - ما وضعنا رحالنا حين دخلنا المدينة، حتى أغارَ علينا بنوعبد الله بن غطَفان، وما يَهِيجُهم قبل ذلك شيء» .
وفي رواية أنه جاء إلى أبي سعيد لياليَ الحَرَّة، فاستشاره في الجلاء من المدينة، وشكا إليه أسعارها، وكثرة عياله، وأخبره أنْ لا صبر له على جَهْد المدينة ولأوَائِها، فقال له: ويحك، لا آمرك، بذلك، إني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لا يصبر أحد على لأوائها فيموت إلا كنت له شفيعاً - أو شهيداً
⦗ص: 315⦘
يوم القيامة، إذا كان مسلماً» أخرجه مسلم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الرِّيف) : الخصب وكثرة النبات في الأرض.
(حَيٌّ خُلوف) : قد غاب رجاله عنه، وأقام النساء والأطفال.
(مأَزِميها) : كل طريق بين جبلين: مأزِم، ومنه سمّي الموضع الذي بين المشعر الحرام وبين عرفة: مأزمين.
(النَّقب) : المضيق بين الجبلين، والجمع: النقوب، والأنقاب، والنقاب.
(الَّلأواء) : الشدة والأمر العظيم الذي يشق على الإنسان، من عيش أو قحطٍ، أو خوفٍ ونحو ذلك.
(هاجَهُمُ) العدوُّ يَهيجُهُمْ: أي حرَّكهم وأخافهم وأزعجهم.
(1) رقم (1374) في الحج، باب الترغيب في سكنى المدينة والصبر على لأوائها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1-
أخرجه أحمد (3/34) قال: حدثنا أبو عامر، قال: حدثنا علي- يعني ابن المبارك-. وفي (3/47) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا حرب. وفي (3/91) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثني علي ابن المبارك. (ح) وروح قال: حدثنا حسين المعلم. ومسلم (4/118) قال: حدثنا زهير بن حرب، قال: حدثنا إسماعيل بن علية، عن علي بن المبارك (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبيد الله بن موسى، قال: أخبرنا شيبان (ح) وحدثني إسحاق بن منصور، قال: أخبرنا عبد الصمد، قال: حدثنا حرب يعني ابن شداد.
أربعتهم - علي بن المبارك، وحرب، وحسين المعلم، وشيبان - عن يحيى بن أبي كثير.
2-
وأخرجه مسلم (4/117) والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4416) .
كلاهما - مسلم، والنسائي- عن حماد بن إسماعيل بن علية، قال: حدثنا أبي، عن وهيب، عن يحيى ابن أبي إسحاق.
كلاهما - ابن أبي كثير، وابن أبي إسحاق - عن أبي سعيد مولى المهري، فذكره.
* رواية يحيى بن أبي كثير مختصرة على «اللهم بارك لنا في صاعنا ومدنا، واجعل مع البركة بركتين» .
* وزاد في رواية أحمد (3/34، 91)«أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بعثا إلى لحيان بن هذيل، قال: لينبعث من كل رجلين أحدهما، والآخر بينهما» .
والرواية الثانية:
أخرجها أحمد (3/29) قال: حدثنا أبو أحمد الزبيري، قال: حدثنا أبو النعمان عبد الرحمن بن النعمان الأنصاري. وفي (3/58) قال: حدثنا حجاج، قال: حدثنا ليث (ح) وحدثنا الخزاعي، قال: أخبرنا ليث، قال: حدثني سعيد بن أبي سعيد. وفي (3/69) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم الرازي، قال: حدثنا سلمة بن الفضل، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن محمد بن ثابت بن شرحبيل. وعبد بن حميد (982) قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا عبد الرحمن بن النعمان. ومسلم (4/118) والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4415) .
كلاهما - مسلم، والنسائي - عن قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا ليث، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري.
ثلاثتهم - عبد الرحمن بن النعمان، وسعيد، ومحمد بن ثابت - عن أبي سعيد المهري، فذكره.
6929 -
(م ط ت) عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: يُحَنِّسُ مولى مصعب بن الزبير: إنه كان جالساً عند عبد الله بن عمر في الفتنة، فأتته مولاة له تُسَلِّم عليه، فقالت: إني أردتُ الخروج يا أبا عبد الرحمن، اشتدَّ علينا الزمان، فقال لها عبد الله: اقعدي لَكاعِ، فإني سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:«لا يصبر على لأوائها وشِدتها أحد إلا كنت له شهيداً وشفيعاً يوم القيامة» يعني المدينة.
⦗ص: 316⦘
وفي رواية عن نافع عن ابن عمر: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ صَبَرَ على لأوائِها [وشِدَّتها]- يعني المدينة - كنتُ له شفيعاً، أو شهيداً يوم القيامة» أخرجه مسلم.
وأخرج «الموطأ» الثانية، وأخرج الترمذي نحو الأولى، وفيه: قالت: «إني أُريدُ [أن] أخرجَ إلى العراق، قال: فهلَاّ إلى الشام أرضِ المَنْشَرِ؟ واصبري لَكاع» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(لَكاع) : رجل لكع وامرأة لكاع: إذا كانا لئيمين، وقيل: هو وصف بالحمق، وقيل: العبد عند العرب: لكع، والأمة: لكاع.
(أرض المنشر) : الموضع الذي ينشر الله الموتى فيه يوم القيامة، أي: يحييهم ويُخرجهم من القبور للعرض والحساب، وذلك الموضع هو بالأرض المقدسة، وهي من الشام.
(1) رواه مسلم رقم (1377) في الحج، باب الترغيب في سكنى المدينة والصبر على لأوائها، والموطأ 2 / 885 و 886 في الجامع، باب ما جاء في سكنى المدينة والخروج منها، والترمذي رقم (3914) في المناقب، باب في فضل المدينة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك الموطأ (552) . وأحمد (2/113)(5935) قال: حدثنا إسحاق، قال: حدثني مالك. وفي (2/119)(6001) قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: أخبرني مالك. وفي (2/133)(6174) قال: حدثنا إسماعيل بن عمر، قال: حدثنا مالك، يعني ابن أنس. ومسلم (4/119) قال: حدثنا يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك. (ح) وحدثنا ابن رافع، قال: حدثنا ابن أبي فديك، قال: أخبرنا الضحاك، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (8561) عن قتيبة، عن مالك.
كلاهما - مالك، والضحاك بن عثمان - عن قطن بن وهب بن عويمر بن الأجدع، عن يحنس مولى الزبير، فذكره.
* في رواية إسحاق عن مالك: عن قطن بن وهب، أو وهب بن قطن، شك إسحاق.
* وفي رواية الضحاك: عن قطن الخزاعي، عن يحنس مولى مصعب. لم يذكر القصة التي في أول الحديث.
ورواية «من صبر على لأوائها، كنت له شفيعا أو شهيدا يوم القيامة.» .
أخرجها أحمد (2/155)(6440) قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: حدثنا عيسى بن حفص بن عاصم ابن عمر. ومسلم (4/119) قال: حدثني زهير بن حرب، قال: حدثنا عثمان بن عمر، قال: أخبرنا عيسى بن حفص بن عاصم.
والترمذي (3918) قال: حدثنا محمد بن عبد الأعلى، قال: حدثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت عبيد الله بن عمر.
كلاهما - عيسى، وعبيد الله - عن نافع، فذكره.
6930 -
(م ت) أبو هريرة رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «لا يصبرُ على لأواءِ المدينة، وشِدَّتها أحد من أمتي إلا كنتُ له
⦗ص: 317⦘
شفيعاً يوم القيامة، أو شهيداً» أخرجه مسلم والترمذي (1) .
(1) رواه مسلم رقم (1378) في الحج، باب الترغيب في سكنى المدينة والصبر على لأوائها، والترمذي رقم (3920) في المناقب، باب ما جاء في فضل المدينة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (2/288) و (343) قال: حدثنا عفان. قال: حدثنا وهيب. ومسلم (4/119) قال: حدثنا يوسف بن عيسى. قال: حدثنا الفضل بن موسى. والترمذي (3924) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا الفضل بن موسى.
كلاهما - وهيب بن خالد، والفضل بن موسى - عن هشام بن عروة، عن صالح بن أبي صالح السمان، عن أبيه، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/287) قال: حدثنا محمد بن بشر. قال: حدثنا هشام بن عروة. قال: حدثنا صالح ابن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة، فذكره. ليس فيه: عن أبيه.
6931 -
(م) سعد رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «إني أُحَرِّمُ ما بين لابَتَي المدينة: أن يُقْطَع عِضاهُها، أو يُقْتَلَ صيدُها، وقال: المدينةُ خير لهم لو كانوا يعلمون، لا يَدَعُها أحد رغبة عنها إلا أبدل الله فيها مَن هو خير منه، ولا يَثْبُتُ أحد على لأوائها وجَهْدها إلا كنتُ له شفيعاً - أو شهيداً - يوم القيامة، زاد في رواية: ولا يريد أحد أهلَ المدينة بسوء، إلا أذابه الله بالنار ذَوبَ الرصاص، أوذوب الملح في الماء» أخرجه مسلم (1) .
(1) رقم (1363) في الحج، باب فضل المدينة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه أحمد (1/181)(1573) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (1/184)(1606) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد الواحد بن زياد. وعبد بن حميد (153) قال: حدثني ابن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير ومسلم (4/113) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الله بن نمير (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثني أبي (ح) وحدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا مروان بن معاوية. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3885) عن أيوب بن محمد الوزان، عن مروان.
ثلاثتهم - عبد الله بن نمير، وعبد الواحد، ومروان- عن عثمان بن حكيم الأنصاري، قال: أخبرني عامر ابن سعد، فذكره.
* وزاد في رواية عبد الواحد، ومروان:«ولا يريد أحد أهل المدينة بسوء إلا أذابه الله في النار ذوب الرصاص، أو ذوب الملح في الماء» .
6932 -
(م) أبو هريرة رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «سيأتي على الناس زمان يدعو الرجل قريبَه وابنَ عمه: هَلُمَّ إلى الرَّخَاءِ، هَلُمَّ إلى الرَّخَاءِ، والمدينةُ خير لهم لو كانوا يعلمون، والذي نفسي بيده، لا يخرجُ منهم أحد رغبة عنها إلا أخلفَ الله فيها خيراً منه، ألا وإن المدينة كالكِيْرِ يُخْرِجُ الخبثَ، لا تقومُ السَّاعةُ حتى تَنْفي المدينةُ شرارها، كما ينفي الكيرُ خَبَثَ الحديد» أخرجه مسلم (1) .
(1) في الحج، باب المدينة تنفي شرارها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (4/120) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا عبد العزيز، يعني الدراوردي، عن العلاء، عن أبيه، فذكره.
وبنحوه أخرجه أحمد (2/439) قال: حدثنا ابن نمير. قال: حدثنا هاشم بن هاشم، قال: حدثني أبو صالح مولى السعديين، فذكره.
وفي (2/238) قال: حدثنا يونس وسريج، قالا: حدثنا فليح، عن سعيد بن عبيد بن السباق، فذكره.
6933 -
(ط) عروة بن الزبير: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال:
⦗ص: 318⦘
«لا يخرجُ أحد من المدينة رغبة عنها إلا أبدلها الله خيراً منه» . أخرجه «الموطأ» (1) .
(1) مرسلاً 2 / 887 في الجامع، باب ما جاء في سكنى المدينة والخروج منها، وهو حديث صحيح بطرقه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك (1706) عن هشام بن عروة، عن أبيه، فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (4/277) قال أبو عمر: وصله معن بن عيسى وحده عن مالك، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة.
6934 -
(خ م ط) سفيان بن أبي زهير رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تُفْتَحُ اليمن، فيأتي قوم يَبُسُّون، فيتحمَّلون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينةُ خير لهم لو كانوا يعلمون، وتُفتَحُ الشام، فيأتي قوم يَبُسُّون، فيتحمَّلون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينةُ خير لهم لو كانوا يعلمون، وتفتح العِرَاق، فيأتي قوم يَبُسُّون فيتحمَّلون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون» .
أخرجه البخاري ومسلم و «الموطأ» ولمسلم نحوها، وهذه أتم (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(يَبُسُّون) تقول: بسَسْتُ الإبل وأبْسَسْتُها: إذا سُقْتَها وزجرتَها في السير، المعنى: أنهم يسوقون بهائمهم سائرين عن المدينة إلى غيرها، والأصل فيه: أنه بَسْ بَسْ: زجر للإبل.
(1) رواه البخاري 4 / 78 - 80 في فضائل المدينة، باب من رغب عن المدينة، ومسلم رقم (1388) في الحج، باب الترغيب في المدينة عند فتح الأمصار، والموطأ 2 / 887 و 888 في الجامع، باب ما جاء في سكنى المدينة والخروج منها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك الموطأ صفحة (554) . والحميدي (865) قال: حدثنا سفيان وأحمد (5/220) قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج. وفيه (5/220) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: أخبرني مالك. وفيه (5/220) قال: حدثنا يونس، قال: حدثنا حماد يعني ابن زيد. والبخاري (3/27) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف، قال: أخبرنا مالك. ومسلم (4/122) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنا محمد بن رافع، قال: حدثنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن جريج، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (4477) عن محمد بن آدم، عن عبدة بن سليمان. (ح) وعن هارون بن عبد الله، عن معن، عن مالك.
ستتتهم - مالك.،وسفيان بن عيينة، وابن جريج، وحماد بن زيد، ووكيع، وعبدة بن سليمان - عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن الزبير، فذكره.
6935 -
(خ م ط ت س) جابر رضي الله عنه قال: جاء أعرابيّ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فبايعه على الإسلام، فجاء من الغد محموماً - وفي رواية:
⦗ص: 319⦘
فأصاب الأعرابيَّ وَعَكٌ بالمدينة - فقال: أقِلْني بيعتي، فأبى، ثم جاءه، فقال: أقلني بيعتي، فأبى، فخرج الأعرابيُّ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:«إنما المدينة كالكير، تنفي خَبَثَها ويَنصَع طَيِّبُها» أخرجه البخاري ومسلم و «الموطأ» والترمذي والنسائي، ولم يذكر النسائي وعكه (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(الوعك) : الألم، وقيل: هو ألم الحُمَّى.
(الإقالة) في البيع: وهو نَقض البيع المنعقد، والمراد به هاهنا: أنقض العهد الذي بيننا من الإسلام، حتى أرجع عنك إلى وطني، وذلك لما ناله من المرض بالمدينة.
(الناصع) : الخالص، والمراد به: ويظهر طيبها هكذا هي الرواية بالصاد المهملة والنون، وقد شرحه أهل الغريب كذلك فلم يبق للتصحيف مع الشرح وجهٌ، ورأيت الزمخشري رحمه الله قد ذَكَره في «الفائق» ، «ويبضع طيبها» بالباء والضاء المعجمة، قال: ومعناه: من البضاعة، يقال: أبضعته بضاعة:
⦗ص: 320⦘
إذا دفعتها إليه ليتجر لك فيها، أراد: أن المدينة تُعطي طيبها بضاعة لساكنها ولعله قد رواها هو كذلك، فشرح ما رواه.
(1) رواه البخاري 4 / 82 و 83 في فضائل المدينة، باب المدينة تنفي الخبث، وفي الأحكام، باب بيعة الأعراب، وباب من بايع ثم استقال البيعة، وباب من نكث بيعته، وفي الاعتصام، باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم، ومسلم رقم (1383) في الحج، باب المدينة تنفي شرارها، والموطأ 2 / 886 في الجامع، باب ما جاء في سكنى المدينة والخروج منها، والترمذي رقم (3916) في المناقب، باب ما جاء في فضل المدينة، والنسائي 7 / 151 في البيعة، باب استقال البيعة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1-
أخرجه مالك الموطأ (553) وأحمد (3/306) قال: حدثنا عبد الرحمن والبخاري (9/98) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة. وفي (9/98) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف وفي (9/127) قال: حدثنا إسماعيل، ومسلم (4/120) قال: حدثني يحيى بن يحيى. والترمذي (3920) قال: حدثنا الأنصاري، قال: حدثنا معن (ح) وحدثنا قتيبة. والنسائي (7/151) قال: أخبرنا قتيبة.
سبعتهم - عبد الرحمن، وعبد الله بن مسلمة، وعبد الله بن يوسف، وإسماعيل، ويحيى، ومعن، وقتيبة - عن مالك بن أنس.
2-
وأخرجه الحميدي (1241) وأحمد (3/307) قالا: حدثنا سفيان.
3-
وأخرجه أحمد (3/365) قال: حدثنا أبو نعيم. وفي (3/392) قال: حدثنا عبد الرزاق. والبخاري (3/29) قال: حدثنا عمرو بن عباس، قال: حدثنا عبد الرحمن. وفي (9/100) قال: حدثنا أبو نعيم. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (3025) عن محمد بن بشار، عن عبد الرحمن.
ثلاثتهم - أبو نعيم، وعبد الرزاق، وعبد الرحمن - عن سفيان الثوري.
ثلاثتهم - مالك، وسفيان بن عيينة، والثوري - عن محمد بن المنكدر، فذكره.
6936 -
(خ م ط) أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ بقرية تأكلُ القُرَى، يقولون: يثربُ، وهي المدينةُ، تنفي الناسَ كما ينفي الكيرُ خَبَثَ الحديد» أخرجه البخاري ومسلم و «الموطأ» (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أُمرتُ بقرية تأكل القُرى) أراد: أن الله ينصر الإسلام بأهل المدينة، وهم الأنصار، ويفتح على أيديهم القُرى، ويُغْنِمُها إياهم فيأكلونها، هذا من باب الاتساع والاختصار وحذف المضاف، التقدير: ويأكل أهلها أموال القرى.
(يثرب) : اسم أرض هي بها، فَغَيّرها رسول الله صلى الله عليه وسلم: بـ: طَيْبَةَ وطابة، كراهة التثريب: وهو المبالغة في اللوم والتعنيف والتعيير، وطيبة وطابة من الطيب.
(1) رواه البخاري 4 / 75 في فضائل المدينة، باب فضل المدينة وأنها تنفي الناس، ومسلم رقم (1382) في الحج، باب المدينة تنفي شرارها، والموطأ 1 / 886 في الجامع، باب ما جاء في سكنى المدينة والخروج منها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك الموطأ (553) والحميدي (1152) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (2/237) قال: حدثنا عبد الرحمن. قال: حدثنا مالك. وفي (2/247) قال: حدثنا سفيان. وفي (2/384) قال: حدثنا عفان قال: حدثنا حماد والبخاري (3/26) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك ومسلم (4/120) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، عن مالك بن أنس فيما قرىء عليه. (ح) وحدثنا عمرو الناقد وابن أبي عمر. قالا: حدثنا سفيان. (ح) وحدثنا ابن المثنى. قال: حدثنا عبد الوهاب. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (10/13380) عن قتيبة، عن مالك.
أربعتهم - مالك، وسفيان، وحماد، وعبد الوهاب الثقفي - عن يحيى بن سعيد قال: سمعت أبا الحباب سعيد بن يسار يقول، فذكره.
* الروايات ألفاظها متقاربة.
6937 -
(م) زيد بن ثابت رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم
⦗ص: 321⦘
قال: «إنَّها طيبة - يعني المدينة - وإنَّها تنفي الخَبَثَ كما تنفي النارُ خَبَثَ الفِضَّة» أخرجه مسلم (1) ، وهذه الرواية لم يذكرها الحميديُّ في كتابه.
(1) رقم (1384) في الحج، باب المدينة تنفي شرارها.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مسلم (ح1384) قال: وحدثنا عبيد الله بن معاذ وهو العنبري قال: حدثنا أبي قال: حدثنا شعبة، عن عدي وهو ابن ثابت سمع عبد الله بن يزيد، عن زيد بن ثابت، فذكره.
6938 -
(ت) ابن عمر رضي الله عنهما أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «من استطاع أن يموت بالمدينة فليمُتْ بها، فإني أشفعُ لمن يموتُ بها» . أخرجه الترمذي (1) .
(1) رقم (3913) في المناقب، باب ما جاء في فضل المدينة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند "، وإسناده صحيح، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه من حديث أيوب السختياني، قال: وفي الباب عن سبيعة بنت الحارث الأسلمية.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
إسناده صحيح: أخرجه أحمد (2/74)(5437) قال: حدثنا علي بن عبد الله، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي. وفي (2/104)(5818) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا الحسن ابن أبي جعفر. وابن ماجة (3112) قال: حدثنا بكر بن خلف، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثنا أبي. والترمذي (3917) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا معاذ بن هاشم، قال: حدثني أبي. كلاهما - هشام الدستوائي، والحسن بن أبي جعفر - عن أيوب، عن نافع، فذكره.
وفي رواية بكر بن خلف: «فإني أشهد لمن مات بها.» .
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من حديث أيوب السختياني.
6939 -
(ط) يحيى بن سعيد رحمه الله: أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم كان جالساً، وقبر يحفر في المدينة، فاطَّلع رجل في القبر، فقال: بئس مَضجَع المؤمن، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: بئس ما قلتَ؟ فقال الرجل: إني لم أُرِدْ هذا يا رسول الله، إنما أردتُ القتل في سبيل الله، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:«لا مِثْل للقتل في سبيل الله، ما على الأرض بُقْعة [هي] أحبُّ إلى أن يكون قبري بها منها، ثلاث مرات» أخرجه «الموطأ» (1) .
(1) 2 / 462 مرسلاً، في الجهاد، باب الشهداء في سبيل الله، وإسناده منقطع، قال ابن عبد البر: هذا الحديث لا أحفظه مسنداً، ولكن معناه موجود من رواية مالك وغيره.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مالك الموطأ (1020) عن يحيى بن سعيد، مرسلا، فذكره. وقال الزرقاني في شرح الموطأ (3/51) : قال ابن عبد البر: هذا الحديث لا أحفظه مسندا، ولكن معناه موجود من رواية مالك وغيره.
6940 -
(خ ط) حفصة بنت عمر وأسلم مولى عمر: قالا: قال عمر:
⦗ص: 322⦘
«اللهم ارزقني شهادة في سبيلك، واجعل موتي في بلد رسولك» (1) وفي رواية عن حفصة: «فقلت: أنَّى يكون هذا؟ قال: يأتيني به الله إذا شاء» أخرجه البخاري و «الموطأ» (2) .
(1) رواه البخاري 4 / 86 في فضائل المدينة، باب كراهية النبي صلى الله عليه وسلم أن تعرى المدينة، ورواه الموطأ مرسلاً 2 / 462 في الجهاد، باب ما تكون فيه الشهادة، وهو موصول عند البخاري.
(2)
رواه البخاري تعليقاً 4 / 84 في فضائل المدينة، قال الحافط في " الفتح ": وصله الإسماعيلي عن إبراهيم بن هاشم عن أمية بن بسطام عن يزيد بن زريع به.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح: أخرجه مالك (1021) عن زيد بن أسلم مرسلا. والبخاري (ح)(1890) قال: حدثنا يحيى بن بكير، قال: حدثنا الليث، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي بلال، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره، وقال ابن زريع عن روح بن القاسم، عن زيد بن أسلم، عن أمه، عن حفصة بنت عمر رضي الله عنهما قالت: «سمعت عمر،.. نحوه. وقال هشام، عن زيد، عن أبيه، عن حفصة، سمعت عمر رضي الله عنه.
قلت: لم أجد ذكرا للسند، المسند عند ابن حجر في الفتح كعادته، ولكنه تحدث عن الطريقين المعلقين، فقال عن الأول: وصله الإسماعيلي، عن إبراهيم بن هاشم، عن أمية بن بسطام، عن يزيد بن زريع به. والطريق الثاني: وصله ابن سعد عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك عنه.
وأراد البخاري بهذين التعليقين بيان الاختلاف فيه على زيد بن أسلم، فاتفق هشام بن سعد، وسعيد بن أبي هلال على أنه عن زيد، عن أبيه أسلم، عن عمر، وقد تابعهما حفص بن ميسرة، عن زيد عند عمر بن شبة، وانفرد روح بن القاسم عن زيد بقوله «عن أمه» وقد رواه ابن سعد، عن معن بن عيسى عن مالك عن زيد بن أسلم أن عمر، فذكره مرسلا، وللحديث طرق أخرى أخرجها البخاري في تاريخه. فتح الباري (4/121) .