الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الفصل الثالث عشر: في فضل أعمال وأقوال مشتركة الأحاديث ومتفرقة
، وفيه خمسة عشر نوعاً
نوع أول
7274 -
(ت) معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: «كنت مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فأصبحتُ يوماً قريباً منه ونحنُ نسيرُ، فقلتُ: يا رسولَ الله، أخبرني بعمل يدخلني الجنة، ويباعدني من النار، قال: لقد سألتني عن عظيم، وإنه لَيَسير على من يَسَّرَهُ الله عليه، تعبدُ الله، ولا تشرك به
⦗ص: 535⦘
شيئاً، وتقيمُ الصلاة، وتؤتي الزكاةَ، وتصومُ رمضان، وتحجُّ البيتَ، ثم قال: ألا أدلُّك على أبواب الخير؟ قلتُ: بلى يا رسولَ الله، قال: الصومُ جُنَّة، والصدقةُ تُطفئُ الخطيئةَ كما يُطفئُ الماءُ النار، وصلاةُ الرجل في جَوف الليل شعارُ الصالحين (1)، ثم تلا قوله تعالى: {تتجافى جنوبُهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً
…
} الآية [السجدة: 16] ثم قال: ألا أخْبِرُك برأس الأمرِ وعَمودِه، وذِرْوَةِ سَنامه؟ قلتُ: بلى يا رسول الله، قال: رأْس الأمرِ الإِسلامُ، وعمودُه الصلاةُ، وذِروَةُ سَنامه الجهادُ، ثم قال: أَلا أُخبرك بملاك ذلك كلِّه؟. قلتُ: بلى يا رسولَ الله، قال: كُفَّ عليك هذا - وأشار إلى لسانه - قلتُ: يا نبيَّ الله، وإنَّا لمؤاخذونَ بما نتكلم به؟ قال: ثَكِلتْك أمُّك معاذ، وهل يَكُبُّ الناسَ في النار على وجوههم - أو قال: على مَناخِرهم - إلا حصائدُ ألسنتهم؟» . أخرجه الترمذي (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(شعار الصالحين) الشعار: العلامة، وهو ما يتنادى به الناس في الحرب مما يكون بينهم علامة يتعارفون بها.
⦗ص: 536⦘
(ذِروة سَنامه) سَنام الناقة: معروف، وذِروته أعلاه، والمراد: أعلى موضع في الإسلام، وأشرفه.
(بملاك ذلك) ملاك الأمر، قِوَامه، وما يتم به، تفتح ميمه وتكسر.
(حصائد ألسنتهم) الحصائد: جمع حصيدة، وهي ما يحصد من الزرع، شبه اللسان وما يقتطع به من القول بحدّ المنجل وما يقطع به من النبات.
(1) جملة " شعار الصالحين " ليست في أكثر نسخ الترمذي.
(2)
رقم (2619) في الإيمان، باب ما جاء في حرمة الصلاة، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " وابن ماجة في " سننه "، وهو حديث صحيح بطرقه، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/231) قال: حدثنا عبد الرزاق. وعبد بن حميد (112) قال: أخبرنا عبد الرزاق. وابن ماجة (3973) قال: حدثنا محمد بن أبي عمر العدني، قال: حدثنا عبد الله بن معاذ. والترمذي (2616) قال: حدثنا ابن أبي عمر، قال: حدثنا عبد الله بن معاذ الصنعاني. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (11311) عن محمد بن عبد الأعلى، عن محمد بن ثور.
ثلاثتهم - عبد الرزاق، وعبد الله بن معاذ، ومحمد بن ثور - عن معمر، عن عاصم بن أبي النجود، عن أبي وائل، فذكره.
قلت: في حديث معمر عن أهل العراق شيء وقد قال يحيى بن معين: إذا حدثك معمر عن العراقيين فخالفه إلا عن الزهري وابن طاوس فإن حديثه عنهما مستقيم. فأما أهل الكوفة وأهل البصرة فلا؟ وابن أبي النجود «بهدلة» كوفي.
وقال يحيى: وحديث معمر عن ثابت وعاصم بن أبي النجود وهشام بن عروة وهذا الضرب مضطرب كثير الأوهام وأيضا عاصم بن بهدلة له أوهام وحديثه في الصحيحين مقرون كما قال الحافظ، فالعجب ممن صححه.
7275 -
(خ م) أبو هريرة رضي الله عنه أنَّ أعرابياً جاء إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، دُلَّني على عمَِل إذا عملتُه دَخَلْتُ الجنةَ، قال: تعبدُ الله، ولا تُشرك به شيئاً، وتقيمُ الصلاةَ المكتوبةَ، وتُؤدِّي الزَّكاة المفروضةَ، وتصومُ رمضانَ، قال: والذي نفسي بيده لا أزيدُ على هذا شيئاً، ولا أنقص منه، فلما ولَّى قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:«مَنْ سَرَّه أن ينظرَ إلى رجل من أهل الجنة، فلينظر إلى هذا» أخرجه البخاري ومسلم (1) .
(1) رواه البخاري 3 / 210 في الزكاة، باب وجوب الزكاة، ومسلم رقم (14) في الإيمان، باب بيان الإيمان الذي يدخل به الجنة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (2/342) . والبخاري (2/130) قال: حدثني محمد بن عبد الرحيم. ومسلم (1/33) قال: حدثني أبو بكر بن إسحاق.
ثلاثتهم - أحمد بن حنبل، ومحمد بن عبد الرحيم، وأبو بكر - عن عفان بن مسلم، قال: حدثنا وهيب، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، وهو أبو حيان التيمي، عن أبي زرعة، فذكره.
* أخرجه البخاري (2/131) قال: حدثنا مسدد، عن يحيى، عن أبي حيان، قال: أخبرني أبو زرعة، عن النبي صلى الله عليه وسلم به مرسلا.
7276 -
(خ م س) أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه: أن رجلاً أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: «أخبرني بعمل يُدْخِلُني الجنَّةَ، ويباعدني من النار، فقال القوم: ما لَهُ؟ ما لَهُ؟ فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: أرَبَّ ما لَهُ؟ تعبدُ
⦗ص: 537⦘
الله لا تُشْرك به شيئاً، وتقيمُ الصلاةَ، وتُؤتي الزكاةَ، وتَصِلُ الرَّحِمَ، ذَرْهَا، كأنه كان على راحلته» .
زاد في رواية: فلما أدبر قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إنْ تَمَسَّك بما أمرتُهُ به دخل الجنة» .
وفي أخرى «أن أعرابيّاً عَرَض للنبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو في سفر، فأخذ بخِطام ناقتِهِ - أو بزمامِها - ثم قال: يا رسولَ الله - أو يا محمد - أخبرني بما يُقَرِّبني من الجنة، ويُباعدُني من النار، قال: فكفَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم، ثم نظر في أصحابه، ثم قال: لقد وُفِّقَ - أو لقد هُدِيَ - قال: كيف قلتَ؟ قال: فأعاد، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: تعبدُ الله
…
وذكر الحديث، وقال في آخره: دع الناقة» . أخرجه البخاري ومسلم.
وفي رواية النسائي: أن رجلاً قال: يا رسولَ الله، أخبرني بعمل يُدخِلُني الجنة، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:«تعبدُ الله ولا تشركُ به شيئاً، وتقيم الصلاة» وذكر باقي الرواية الأولى (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(أرب) قد روي هذا الحديث «أَرِبَ» بوزن علم، على أنه فعل
⦗ص: 538⦘
ماض، و «أرِب» بوزن حَذر، وأَرَبٌ بوزن حَسَنٌ على أنهما اسمان، فمعنى الأول: دعا عليه بالافتقار من الأرب، وهو الحاجة، أو بتساقط الآراب وهي الأعضاء، ويكون الدعاء عليه بمعنى التعجب منه. كما يقال: تَرِبَتْ يداك، لمن يكون قد فعل ما يستحسن ويتعجَّب منه، ولا يُراد به الذم، وإنما يراد به المدح، على أن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم على الناس في حالة الغضب مأمون العاقبة، لأنه اتخذ عند الله عز وجل عهداً أن يجعل دعاءه على من دعا عليه رحمة له وبركة، وقيل: المراد به التعجب من حرص السائل، فجرى مجرى قول الرجل: لله درُّه، وأما أَرِب- بوزن حَذِر - فهو الرجل الفَطِنُ الحاذِق الخبير، وهو مرفوع، لأنه خبر مبتدأ محذوف، تقديره: هو أرِبٌ، وأما أرَب - بوزن حَسَن - فهو الحاجة، وأما قوله:«ماله» ، فعلى الروايتين الأوليين: معناها الاستفهام، أي: ما خَطْبُهُ، وما شَأنُهُ؟ ويكون التقدير: أنه دعاء عليه أو تعجُّب منه، أو أخبر عنه بالفِطْنَة على ما فسرنا، ثم قال:«ماله» أي: لم يستفتى عما هو ظاهر بيِّن لكل فَطِنٌ، ثم التفت إليه، فقال: تعبد الله، وعدَّد الأشياء التي أمره بها في الحديث، وعلى الرواية الثالثة: تكون «ما» زائدة تفيد معنى التقليل، وتقديره: له حاجة ما، قال الهروي: قال الأزهري: معناه: حاجةٌ جاءت به، ثم قال له: «تعبد الله
…
الحديث» .
(ذرها) : اتركها، ذَرْتُه عن كذا، أي: دفعته عنه.
(1) رواه البخاري 3 / 208 في الزكاة، باب وجوب الزكاة، وفي الأدب، باب فضل صلة الرحم، ومسلم رقم (13) في الإيمان، باب بيان الإيمان الذي يدخل به الجنة، والنسائي 1 / 234 في الصلاة، باب ثواب من أقام الصلاة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
صحيح:
1-
أخرجه أحمد (5/417) قال: حدثنا يحيى. والبخاري في «الأدب المفرد» (49) قال: حدثنا أبو نعيم. ومسلم (1/32) قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير، قال: حدثنا أبي. ثلاثتهم - يحيى، وأبو نعيم، وعبد الله بن نمير - قالوا: حدثنا عمرو بن عثمان بن عبد الله بن موهب.
2 -
وأخرجه أحمد (5/418) . والبخاري (8/6) قال: حدثني عبد الرحمن. ومسلم (1/33) قال: حدثني محمد بن حاتم. وعبد الرحمن بن بشر. والنسائي (1/234) وفي الكبرى (320) قال: أخربنا محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي. أربعتهم - أحمد، وعبد الرحمن، وابن حاتم، وابن عثمان - قالوا: حدثنا بهز بن أسد، قال: حدثنا شعبة، قال: حدثنا محمد بن عثمان بن عبد الله بن موهب، وأبوه عثمان بن عبد الله.
3 -
وأخرجه البخاري (2/130) قال: حدثنا حفص بن عمر. وفي (8/5) قال: حدثنا أبو الوليد. كلاهما - حفص، وأبو الوليد - قالا: حدثنا شعبة، عن ابن عثمان بن عبد الله بن موهب.
4 -
وأخرجه مسلم (1/33) قال: حدثنا يحيى بن يحيى التميمي، قال: أخبرنا أبو الأحوص. (ح) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق.
أربعتهم - عمرو، ومحمد، وعثمان، وأبو إسحاق - عن موسى بن طلحة، فذكره.
7277 -
…
(1) .
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، ويشهد لأكثره معنى الحديث الذي قبله.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
هذا الحديث من زيادات رزين،لم أهتد إليه.
7278 -
(ت) معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «من صام رمضان، وصلَّى الصلوات، وحجَّ البيتَ - لا أدري أذكَرَ الزكاةَ أم لا - كان حقاً على الله أن يَغْفِرَ له، إن هاجر في سبيل الله، أو مكث بأرضِهِ التي وُلِدَ فيها» ، قال معاذ: ألا أُخْبِرُ بها الناس؟ فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «ذَرِ الناسَ يعملون، فإن في الجنة مائةَ درجة، ما بين كلِّ درجتين كما بين السماء والأرض، والفردوسُ أعلى الجنة وأوسطُها، وفوق ذلك عرشُ الرحمن، ومنها تفجَّرُ أنهار الجنة، فإذا سألتم الله، فاسألوه الفردوسَ» أخرجه الترمذي (1) .
(1) رقم (3532) في صفة الجنة، باب ما جاء في صفة درجات الجنة، وهو حديث حسن، يشهد له الذي بعده.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (5/232) قال:حدثنا روح، قال: حدثنا زهير بن محمد. وفي (5/240) قال: حدثنا سريج بن النعمان، قال: حدثنا عبد العزيز - يعني الدراوردي -.وابن ماجة (4331) قال: حدثنا سويد بن سعيد، قال: حدثنا حفص بن ميسرة. والترمذي (2530) قال: حدثنا قتيبة وأحمد بن عبدة الضبي البصري، قالا: حدثنا عبد العزيز بن محمد.
ثلاثتهم - زهير، وعبد العزيز بن محمد الدراوردي، وحفص بن ميسرة - عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، فذكره.
قلت: في سماع عطاء بن يسار من معاذ نظر كما نص على ذلك الحافظ.
7279 -
(س) أبو الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أقامَ الصلاةَ، وآتى الزكاةَ، ومات لا يشرك بالله شيئاً، كان حقاً على الله أن يَغْفِرَ له، هاجر أو مات في مولده، فقلنا: يا رسولَ الله، ألا نُخْبِرُ بها الناس فيَسْتبْشِروا بها؟ قال: إنَّ في الجنة مائةَ درجة، ما بين كلِّ درجتين كما بين السماء والأرض، أعَدَّها الله للمجاهدين في سبيله، ولولا أن أشقَّ على المؤمنين، ولا أجِد ما أحملهم عليه، ولا تطيب أنفسهم أن يتخلّفوا بعد، ما قعدتُ خلف سَرِية، ولَوَدِدْتُ أني أُقْتَلُ، ثم أُحْيا ثم أُقتَل» أخرجه النسائي (1) .
(1) 6 / 20 في الجهاد، باب درجة المجاهد في سبيل الله عز وجل، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (6/20) . وفي «عمل اليوم والليلة» (1127) قال: أخبرنا هارون بن محمد بن بكار بن بلال، قال: حدثنا محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع، قال: حدثنا زيد بن واقد، قال: حدثني بسر بن عبيد الله، عن أبي إدريس الخولاني، فذكره.
قلت: فيه محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع قال أبو حاتم الرازي: لا يحتج به وأورده ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين.
7280 -
(س) سَبرة بن أبي فاكه (1) رضي الله عنه قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: «إنَّ الشيطانَ قَعَدَ لابن آدم بأطْرُقه، قَعَدَ في طريق الإسلام، فقال: تُسْلِمُ وتَذَرُ دِينَك ودِين آبائك وآباء آبائِك؟ فعصاه وأسلم، وقَعَدَ له بطريق الهجرة، فقال: تُهاجِرُ وتَذَرُ أرضك وسماءَك؟ وإنما مَثَلُ المهاجر كَمَثَلِ الفرس في الطِّوَل، فعصاه فهاجر، ثم قَعَدَ له بطريق الجهاد، فقال: تُجاهِدُ؟ فهو جهد النفس والمال، فتُقاتِل فتُقْتَل، فتُنكَح المرأة ويُقسَم المال؟ فعصاه فجاهد، قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «فَمَنْ فَعَلَ ذلك كان حقَّاً على الله أن يُدْخِلَهُ الجنة، وإن غَرِق كان حقَّاً على الله
⦗ص: 541⦘
أن يدخله الجنة، أو وقصَته دابته كان حقّاً على الله أن يُدْخِلَهُ الجنة» . أخرجه النسائي (2) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(إن الشيطان قَعَد) قد جاء في لفظ الحديث، قال:«قعد الشيطان لابن آدم بأطْرُقِهِ» يريد جمع طريق، والمعروف في جمع طريق: أطرِقة، وهو جمع قلة، والكثرة: طرق، فأما «أطرق» في جمع طريق فلم أسمعه ولا رأيته، وأما أفْعِلَةُ في جمع فَعِيل، فقد جاء كثيراً، قالوا: رَغِيف وأرغفة، وجَرِيب وأجْرِبة، وكثيب وأكثبة، وسَرير وأسِرَّة، فأما أفعل في جمع فعيل: فلم يَجِيء إلا فيما كان مؤنثاً نحو: يمين وأيْمُن، فإن كان نظر في جمع طريق إلى جواز تأنيثها، فجمعها جمع المؤنث، فقال: طريق وأطرق، فيجوز، فإن الطريق يذكر ويؤنث، تقول: الطريق الأعظم، والطريق العظمى.
(الطِّوَل) : الحبلى.
(1) في المطبوع: سبرة بن أبي فاكهة، وهو خطأ.
(2)
6 / 21 و 22 في الجهاد، باب ما جاء لمن أسلم وهاجر وجاهد، وإسناده حسن، قال الحافظ في " الإصابة ": إسناده حسن، إلا أن في إسناده اختلافاً، وصححه ابن حبان.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/483) . والنسائي (6/21) قال: أخبرني إبراهيم بن يعقوب.
كلاهما - أحمد، وإبراهيم - قالا: حدثنا هاشم بن القاسم، قال: حدثنا أبو عقيل عبد الله بن عقيل، قال: حدثنا موسى بن المسيب، عن سالم بن أبي الجعد، فذكره.
7281 -
(س) فضالة بن عبيد رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أنا زعيم - والزعيم الحَميل - لمن آمن بي وأسلم وهاجر ببيت في ربض الجنة، وببيت في وسط الجنة، وأنا زعيم لمن آمن بي وجاهد في سبيل الله ببيت في رَبَضِ الجنة، وبيت في وسط الجنة، وبيت في أعلى
⦗ص: 542⦘
غرف الجنة، من فعل ذلك، لم يَدَعْ للخير مطلباً، ولا من الشر مهرباً، يموت حيث شاء أن يموتَ» أخرجه النسائي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(زعيم) الزعيم: الكفيل، وكذلك الحميل.
(ربض الجنة) : أدناها، وربَضُ المدينة: ما حولها.
(1) 6 / 21 في الجهاد، باب ما لمن أسلم وهاجر وجاهد، وإسناده حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (6/21) قال: قال الحارث بن مسكين، قراءة عليه وأنا أسمع، عن ابن وهب، قال: أخبرني أبو هانئ، عن عمرو بن مالك الجنبي، فذكره.
7282 -
(خ) أبو هريرة رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «قال الله تعالى: من عادى لي وَلِيّاً، فقد آذَنتُه بحرب، وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء أحبَّ إليَّ مِنْ أداءِ ما افترضتُ عليه، ولا يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أُحِبَّهُ، فإذا أحببتُهُ كُنتُ سمعَه الذي يسمع به، وبصرَه الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألَني أعْطَيتُه، وإن استَعَاذَ بي أعَذْتُه، وما تردَّدتُ عن شيء أنا فاعله، تردّدي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مَساءَتَه» . أخرجه البخاري (1) .
(1) 11 / 292 - 295 في الرقاق، باب التواضع، وانظر " الفتح "، وما قاله الحافظ ابن رجب الحنبلي في " جامع العلوم والحكم " حول هذا الحديث.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري (6502) حدثني محمد بن عثمان بن كرامة، حدثنا خالد بن مخلد، حدثنا سليمان بن بلال، حدثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن عطاء، عن أبي هريرة، فذكره.
7283 -
(د س) عبيد بن خالد السلمي رضي الله عنه قال: آخى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بين رجلين، فقُتِل أحدُهما، وماتَ الآخَرُ بعده بجمعة
⦗ص: 543⦘
أو نحوها، فصلَّيْنَا عليه، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ما قلتم؟ فقالوا: دَعَوْنا له، وقلنا: اللهم اغْفِرْ له، وألْحِقه بصاحبه، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:«فأين صلاتُهُ بعد صلاتِهِ، وصومُهُ بعد صومِهِ - شك شُعبة في صومِهِ - وعملَهُ بعد عملِهِ؟ فإن بينهما كما بين السماء والأرض» أخرجه أبو داود، وأخرجه النسائي وقال:«ومات الآخَر بعده، فصلَّينا عليه» ولم يذكر الصوم (1) .
(1) رواه أبو داود رقم (2524) في الجهاد، باب في النور يرى عند قبر الشهيد، والنسائي 4 / 74 في الجنائز، باب الدعاء، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/500) و (4/219) قال: حدثنا أبو النضر. وفي (4/219) قال: حدثنا محمد بن جعفر. وفي (4/219) قال: حدثنا عفان. وأبو داود (2524) قال: حدثنا محمد بن كثير. والنسائي (4/74) قال: أخبرنا سويد بن نصر، قال: أنبأنا عبد الله.
خمستهم - أبو النضر، ومحمد بن جعفر، وعفان، ومحمد بن كثير، وعبد الله بن المبارك - عن شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت عمرو بن ميمون، عن عبد الله بن ربيعة السلمي، فذكره.
7284 -
(س) أبو سعيد وأبو هريرة رضي الله عنهما قالا: خطبنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فقال: «والذي نفسي بيده - ثلاث مرات، ثم أكَبَّ، فأكبَّ كلُّ رجل منَّا يبكي، لا يدري: على ماذا حلف، ثم رفع رأسه وفي وجهه البُشْرَى، فكانت أحبَّ إلينا من حُمْرِ النَّعَم، قال: ما من عبد يُصَلِّي الصلواتِ الخمس، ويصومُ رمضانَ، ويُخْرِجُ الزكاةَ، ويجتنبُ الكبائرَ السبعَ، إلا فُتِحَتْ له أبوابُ الجنة، وقيل له: ادخل بسلام» أخرجه النسائي (1) .
(1) 5 / 8 في الزكاة، باب وجوب الزكاة، وهو حديث حسن.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه النسائي (5/8) أخبرنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم، عن شعيب، عن الليث، قال: أنبأنا خالد، عن ابن أبي هلال عن نعيم المجمر أبي عبد الله، قال: أخبرني صهيب أنه سمع من أبي هريرة ومن أبي سعيد يقولان، فذكره.
7285 -
(د) أبو أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «ثلاثة كلُّهم ضامن على الله: رجل خَرَجَ غازياً في سبيل الله، فهو ضامِن على الله عز وجل، حتى يتوفَّاه الله، فيدخله الجنة، أو يَرُدُّهُ بما نال من
⦗ص: 544⦘
أجر أو غنيمة، ورجل راح إلى المسجد، فهو ضامن على الله عز وجل، حتى يتوفَّاه الله فيدخله الجنة، ورجل دخل بيته بسلام، فهو ضامن على الله عز وجل» أخرجه أبو داود (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(ضامن على الله) ضامن فاعل بمعنى مفعول، كقوله تعالى:{عيشة راضية} [القارعة: 7] أي: مرضية، المعنى: مضمون على الله، وقوله:«كلهم» أي: كل منهم.
(دخل بيته بسلام) إذا دخل بيته يسلّم، أو أراد به لزوم البيت وطلب السلامة من الفتن، يرغِّبه في العزلة والإقلال من الخلطة.
(1) رقم (2494) في الجهاد، باب فضل الغزو في البحر، وإسناده صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه البخاري في «الأدب المفرد» (1094) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا صدقة ابن خالد، قال: حدثنا أبو حفص عثمان بن أبي العاتكة. وأبو داود (2494) قال: حدثنا عبد السلام بن عتيق، قال: حدثنا أبو مسهر، قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله، قال: حدثنا الأوزاعي.
كلاهما - عثمان، والأوزاعي - عن سليمان بن حبيب، فذكره.
7286 -
(د) معاذ بن أنس الجهني رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «إن الصلاةَ والصيامَ والذِّكْرَ تُضاعفُ على النفقة في سبيل الله بسبعمائة ضِعْف» أخرجه أبو داود (1) .
(1) رقم (2498) في الجهاد، باب في تضعيف الذكر في سبيل الله تعالى، وفي سنده زبان بن فائدة، وهو ضعيف.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه أحمد (3/438) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة. (ح) وحدثنا يحيى بن غيلان، قال: حدثنا رشدين عن زبان. وفي (3/440) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن خير بن نعيم الحضرمي. وأبو داود (2498) قال: حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: حدثنا ابن وهب، عن يحيى بن أيوب، وسعيد بن أبي أيوب، عن زبان بن فائد.
كلاهما - زبان، وخير بن نعيم - عن سهل بن معاذ بن أنس، فذكره.
وفي سند أبي داود زبان بن فائدة وهو ضعيف.
7287 -
(م) جابر رضي الله عنه قال: قال النعمان بن قَوْقَل: «يا رسول الله أرأيتَ إذا صليتُ المكتوبة، وحَرَّمْتُ الحرامَ، وأحْلَلْتُ
⦗ص: 545⦘
الحلالَ، ولم أزِدْ على ذلك شيئاً، أدخلُ الجنةَ؟ فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: نعم» .
وفي أخرى مثل الأولى، ولم يذكر «ولم أزد على ذلك شيئاً» .
أخرجه مسلم (1) .
(1) رقم (15) في الإيمان، باب بيان الإيمان الذي يدخل به الجنة.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه مسلم (15) حدثني سلمة بن شبيب، حدثنا الحسن بن أعين، حدثنا معقل - وهو ابن عبيد الله - عن أبي الزبير، عن جابر، فذكره.
7288 -
(ت) أبو أمامة رضي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ في حَجَّةِ الوَدَاعِ، فقال:«اتَّقُوا الله، وصَلُّوا خمسَكم، وصوموا شهْرَكم، وأدُّوا زكاةَ أموالكم، وأطيعوا ذَا أمركم، تدخلوا جَنَّةَ ربِّكم» قال الراوي: قلت لأبي أُمامة: مُنذُ كم سمعتَ هذا الحديثَ؟ قال: سمعتُه وأنا ابنُ ثلاثين سنة. أخرجه الترمذي (1) .
(1) في الصلاة، باب ما ذكر في فضل الصلاة، وقال: هذا حديث حسن صحيح، وهو كما قال، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 251، والحاكم في " المستدرك " 1 / 9 وصححه ووافقه الذهبي.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (616) حدثنا موسى بن عبد الرحمن الكوفي، حدثنا زيد بن الحباب، أخبرنا معاوية بن صالح، حدثني سليم بن عمار، قال: سمعت أبا أمامة، فذكره.
7289 -
() أبو قلابة: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم خَطَبَ الناس، فقال:«اعبُدوا الله، ولا تشركوا به شيئاً، وأقيموا الصلاةَ، وآتوا الزكاةَ، وحُجُّوا، واعْتَمِرُوا، واستقيموا يُسْتَقَمْ لكم» أخرجه
…
(1) .
(1) كذا في الأصل بياض بعد قوله: أخرجه، وفي المطبوع: أخرجه رزين، وإسناده منقطع، ومعناه صحيح.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه رزين، وإسناده منقطع.
7290 -
(ت) الحارث الأشعري رضي الله عنه أن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تبارك وتعالى أمر يحيى بنَ زكريا بخمس كلمات: أن يعملَ بها، ويأمرَ بني إسرائيل أن يعملوا بها، وإنه كاد أن يُبطِئ بها، فقال له عيسى: إن الله أمرك بخمس كلمات: أن تعملَ بها، وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بها، فإما أن تأمرَهم، وإما أن آمرَهم، فقال يحيى:[أخْشَى إن سبقتني بها] أن يُخْسَفَ بي أو أُعَذّب، فَجَمَع الناسَ في بيت المقدس، فامتلأ المسجدُ، وقعدوا على الشُّرَف، فقال: إن الله أمرني بخمس كلمات: أن أعملَ بهنَّ، وآمرَكم أن تعملوا بهنَّ، أوَّلُهنَّ: أن تعبُدوا الله، ولا تشرِكوا به شيئاً، فإنَّ [مَثَل] مَنْ أشرك بالله شيئاً كمثلِ رجل اشترى عبداً من خالص ماله بذهب أو وَرِق، فقال: هذه داري، وهذا عملي، فاعملْ وأدِّ إليَّ، فكان يعمل ويؤدِّي إلى غير سيده، فأيُّكم يرضى أن يكون عبدُه كذلك؟ وإن الله أمرَكم بالصلاة، فإذا صلَّيتُم فلا تلتفتوا، فإنَّ الله يَنْصِب وجهه لوجه عبده في صلاته، ما لم يلتفتْ، وآمرُكم بالصيام، فإنَّ مَثَل ذلك كمثل رجل في عصابة معه صُرَّة فيها مِسك، كلهم يعجب - أو يعجبه - ريحها، وإنَّ ريح الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وآمرُكم بالصدَقةِ، فإن مَثَلَ ذلك كمثلِ رجل أسَره العدوُّ، فأوثقوا يديه إلى عنقه، وقَدَّمُوه ليضربوا عنقه، فقال: أنا أفْدِي نفسي منكم بالقليل، والكثير، ففَدَى نَفْسَه منهم، وآمرُكم أن
⦗ص: 547⦘
تَذْكروا الله، فإن مَثَل ذلك كمثل رجل خرج العدوُّ في أثره سِراعاً، حتى إذا أتى على حِصْن حصين أحرز نفسه منهم، وكذلك العبدُ لا يُحْرِزُ نفسه من الشيطان إلا بِذِكر الله، وقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:«وأنا آمركم بخمس الله أمرني بِهِنَّ: السمعُ والطاعةُ والجهادُ، والهجرةُ، والجماعة، فإنه من فارق الجماعة قِيْدَ شِبْر، فقد خَلَعَ رِبْقَةَ الإسلام من عُنُقِهِ، إلا أن يُراجِعَ، ومن دعا دعوى الجاهلية، فإنه من جُثَى جهنم، فقال رجل: يا رسول الله وإن صام وإن صلَّى؟ قال: وإن صام وإن صلَّى، فادْعوا بدعوى الله التي سماكم المؤمنين عبادَ الله» أخرجه الترمذي (1) .
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(العصابة) : الجماعة من الناس، قيل: تبلغ الأربعين.
(الرِّبْقَة) في الأصل: حَبْلٌ فيه عُرى كثيرة تُشَدّ به الغنم، الواحدة منها رِبْقة، فاستعار للإسلام رِبقَة، يعني بها: العروة يَشُدَّ بها المسلم نفسه من عُرى الإسلام.
(جُثى) جمع جثوة بالضم، وهي الشيء المجموع من جماعات جهنم، هذا فيمن رواها مخففة، ومن رواها «جُثِّي» - مشددة - فإنه أراد
⦗ص: 548⦘
الذين يجثون على الركب، واحدها: جاثٍ، من قوله تعالى:{حَوْلَ جهنم جِثيّاً} [مريم: 68] قال الهروي: وهذا أحب إلى أبي عبيد.
(1) رقم (2867) في الأمثال، باب ما جاء في مثل الصلاة والصيام والصدقة، وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، وهو كما قال، وأخرجه أيضاً ابن خزيمة وابن حبان في " صحيحيهما "، والحاكم في " المستدرك " وصححه.
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (2863) حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا موسى بن إسماعيل، حدثنا أبان بن يزيد، حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلام، أن أبا سلام حدثه أن الحارث الأشعري حدثه، فذكره.
7291 -
⦗ص: 549⦘
[شَرْحُ الْغَرِيبِ]
(في أحسن صورة) : الصورة ترد في كلام العرب على ظاهرها، وعلى معنى حقيقة الشيء وهيئته، وعلى معنى صفته، يقال: صورة الفعل كذا وكذا، أي: هيئته، وصورة الأمر كذا وكذا، أي: صفته، فيكون المراد بها بما جاء في الحديث: أنه أتاه في أحسن صفة (*) ، ويجوز أن يعود المعنى إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أي: أتاني ربي وأنا في أحسن صورة، ويجري في معاني الصورة كلها عليه إن شئت ظاهر الصورة والهيئة والحقيقة أو الصفة، فأما إطلاق ظاهر الصورة على الله، فلا، تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً.
(الملأ الأعلى) الملأ: أشراف الناس وسادتهم، وأراد بالملأ الأعلى: الملائكة المقربين.
(السبَرات) جمع سَبرة، وهي شدة البرد.
وقوله: «المكروهات» أراد به: البرد الشديد، أو العلة تصيب الإنسان، فيتأذَّى بمسّ الماء، ويتضرَّرُ به، وقيل: أراد به إعواز الماء وقِلَّته حتى لا يقدر عليه إلا بالغالي من الثمن.
وأما قوله «فذلكم الرباط» : فمعناه أن يكون الرباط مصدراً، من قولك: رابطتُ: إذا لازمت الثغرَ وأقمت به رباطاً، جعل المواظبةَ على الصلاة والمحافظة على أوقاتها كرباط المجاهد، وقيل: هو أن يجعل الرِّباط
⦗ص: 550⦘
اسماً لما يُربَط به الشيء، كالعقال لما يُعقَل به، يريد أن هذه الخلال تربط صاحبها عن المعاصي وتكفُّه عن المحارم.
(التعقيب) أراد بالتعقيب: الإقامة في المساجد بعد قضاء الصلاة، والصلاة بعد الصلاة، وكلُّ من فعل شيئاً بعد شيء فقد عقَّب.
(1) في نسخ الترمذي المطبوعة: وإسباغ الوضوء في المكروهات.
(2)
رقم (3231) و (3232) في التفسير، باب ومن سورة (ص) ، ورواه أيضاً أحمد في " المسند " 1 / 368 وهو حديث صحيح، وفي الباب عن معاذ بن جبل، وعبد الرحمن بن عائش، وللحافظ ابن رجب الحنبلي رسالة في شرح هذا الحديث، سماها " اختيار الأولى في شرح حديث اختصام الملأ الأعلى " فلتراجع فإنها قيمة.
(*) قال مُعِدُّ الكتاب للشاملة:
" تأويل الصورة في النصوص بالصفة ليس بجيد، بل لله صورة حقيقة لائقة به، كما أن له صفات كاملة حقيقة لائقة به أيضاً، وإثبات الصورة لربنا لا يلزم منه أن تكون مشابهة لصورة المخلوقين، كما أن إثبات وجه له سبحانه لا يلزم منه مُماثلة وجهه سبحانه لوجوه المخلوقين ولا حياته لحياتهم، وهذا باب مطرد في جميع الصفات بل والأسماء، لقوله سبحانه: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} . ويجب الإيمان بذلك كله من غير تمثيل ولا تعطيل ولا تكييف ولا تحريف للآية المذكورة وغيرها من النصوص وقد بسط شيخ الإسلام ابن تيمية الكلام على مسألة الصورة في آخر بيان تلبيس الجهمية، وتتبع تأويلات المؤولين مبطلاً لها فراجعه فإنه دقيق مفيد. والله أعلم. "
[التنبيه على المخالفات العقدية في الفتح - لعلي الشبل ص 41]
[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]
أخرجه الترمذي (3233) حدثنا سلمة بن شبيب، وعبد بن حميد، قالا: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن ابن عباس، قال، فذكره.
قال أبو عيسى: وقد ذكروا بين أبي قلابة وبين ابن عباس في هذا الحديث رجلا، وقد رواه قتادة عن أبي قلابة عن خالد بن اللجلاج عن ابن عباس.