المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

7176 - (د ت س) معاذ بن جبل رضي الله - جامع الأصول - جـ ٩

[ابن الأثير، مجد الدين أبو السعادات]

فهرس الكتاب

- ‌[فضائل] طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه

- ‌الزبير بن العوام رضي الله عنه

- ‌سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه

- ‌سعيد بن زيد رضي الله عنه

- ‌عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه

- ‌أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه

- ‌العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه

- ‌جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه

- ‌زيد بن حارثة وابنه أُسامة رضي الله عنهما

- ‌عَمَّار بن ياسر رضي الله عنه

- ‌عبد الله بن مسعود رضي الله عنه

- ‌أبو ذر الغفاري رضي الله عنه

- ‌حذيفة بن اليمان رضي الله عنه

- ‌سعد بن معاذ رضي الله عنه

- ‌عبد الله بن العباس رضي الله عنهما

- ‌عبد الله بن عمر رضي الله عنهما

- ‌عبد الله بن الزبير رضي الله عنه

- ‌بلال بن رباح رضي الله عنه

- ‌أُبَيُّ بن كعب رضي الله عنه

- ‌أبو طلحة الأنصاري رضي الله عنه

- ‌أبو قَتَادة الأنصاري رضي الله عنه

- ‌سَلْمان الفارسي رضي الله عنه

- ‌أبو موسى الأشعري رضي الله عنه

- ‌عبد الله بن سَلام رضي الله عنه

- ‌جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه

- ‌جابر بن عبد الله الأنصاري وأبوه رضي الله عنهما

- ‌أنس بن مالك رضي الله عنه

- ‌البراء بن مالك رضي الله عنه

- ‌ثابت بن قيس بن شَمَّاس رضي الله عنه

- ‌أبو هريرة رضي الله عنه

- ‌حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه

- ‌جُلَيْبِيب رضي الله عنه

- ‌حارثة بن سراقة رضي الله عنه

- ‌قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه

- ‌خالد بن الوليد رضي الله عنه

- ‌عمرو بن العاص رضي الله عنه

- ‌أبو سفيان بن حرب رضي الله عنه

- ‌معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه

- ‌سُنَين أبو جميلة رضي الله عنه

- ‌عَبَّاد بن بشر رضي الله عنه

- ‌ضِماد بن ثعلبة الأزدي رضي الله عنه

- ‌عدي بن حاتم رضي الله عنه

- ‌ثمامة بن أُثال رضي الله عنه

- ‌عمرو بن عَبَسَة السُّلَمِي رضي الله عنه

- ‌خديجة بنت خُوَيْلِد رضي الله عنها

- ‌وهذه أحاديث مشتركة بينها وبين غيرها

- ‌فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها

- ‌صَفِيّة بنت حُيَيّ رضي الله عنها

- ‌سَوْدَةُ بنت زَمْعَة رضي الله عنها

- ‌أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها

- ‌أمُّ حَرَام بنت مِلْحَان رضي الله عنها

- ‌أُم سليم بنت ملحان رضي الله عنها

- ‌هند بنت عتبة رضي الله عنها

- ‌الفصل الرابع: في فضائل الأنصار

- ‌النوع الأول

- ‌النوع الثاني

- ‌النوع الثالث

- ‌النوع الرابع

- ‌النوع الخامس

- ‌النوع السادس

- ‌لنوع السابع

- ‌النوع الثامن

- ‌النوع التاسع

- ‌النوع العاشر

- ‌النوع الحادي عشر

- ‌الفصل الأول: في فضل قريش

- ‌الفصل الثاني: في فضائل قبائل مخصوصة من العرب أسلم، وغِفار، ومُزينة، وجُهينة، وأشجع

- ‌الأشعريون

- ‌بنو تميم

- ‌حِمْيَر

- ‌الأزد

- ‌دوس

- ‌ثقيف

- ‌أهل عُمان

- ‌الحبشة

- ‌بنو حنيفة، وبنو أمية

- ‌الفصل الثالث: في فضل العرب

- ‌الفصل الرابع: في فضل العجم والروم

- ‌الفصل الخامس: في فضل العلماء

- ‌الفصل السادس: في فضل الفقراء

- ‌الفصل السابع: في فضل جماعة من غير الصحابة بتعيين أسمائهم

- ‌أُويْسُ القَرَنيُّ

- ‌النَّجاشيّ

- ‌زيد بن عَمرو بن نُفَيْل

- ‌أبو طالب بن عبد المطلب

- ‌عَلْقَمَة بن قيس النخعي

- ‌مالك بن أنس

- ‌لَيْلَة القَدْر

- ‌وقتها: العشر الأواخر، والسبع الأواخر

- ‌ليلة إحدى وعشرين

- ‌ليلة اثنين وعشرين

- ‌ليلة ثلاث وعشرين

- ‌ليلة أربع وعشرين

- ‌ليلة سبع وعشرين

- ‌ليال مشتركة

- ‌ليالٍ مجهولة

- ‌شهر رمضان

- ‌العيد

- ‌العشر

- ‌يوم عرفة

- ‌نصف شعبان

- ‌الليل

- ‌الفصل الأول: في فضل مكة، والبيت، والمسجد الحرام وما جاء في عمارة البيت وهدمه

- ‌الفرع الأول: في فضلها

- ‌النوع الأول: في البيت

- ‌النوع الثاني: في المسجد الحرام

- ‌النوع الثالث: في مكة وحرمها

- ‌الفرع الثاني: في بناء البيت، وهدمه وعمارته

- ‌الفصل الثاني: في فضل مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌الفرع الأول: في تحريمها

- ‌الفرع الثاني: في المقام بها، والخروج منها

- ‌الفرع الثالث: في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لها

- ‌الفرع الرابع: في حفظها وحراستها

- ‌الفرع الخامس: في مسجد المدينة

- ‌الفرع السابع: في أحاديث متفرقة

- ‌الفرع الثامن: في مسجد قباء

- ‌الفرع التاسع: في جبل أُحُد

- ‌الفصل الثالث: في أماكن متعددة من الأرض

- ‌الحجاز

- ‌جزيرة العرب

- ‌اليمن

- ‌الشام

- ‌دمشق

- ‌بيت المقدس

- ‌وَجٌّ

- ‌مسجد العَشَّار

- ‌الفصل الأول: في فضل الإيمان والإسلام

- ‌الفصل الثاني: في فضل الوضوء

- ‌الفصل الثالث: في فضل الأذان والمؤذِّن

- ‌الفصل الرابع: في فضل الصلاة

- ‌الفرع الأول: في فضلها مجملاً

- ‌الفرع الثاني: في فضل صلواتٍ مخصوصة

- ‌الفرع الثالث: في صلاة المنفرد في بيته

- ‌الفرع الرابع: في صلاة الجماعة، والمشي إلى المساجد، وانتظار الصلاة

- ‌[النوع] الأول: في فضل الجماعة، والحثِّ عليها

- ‌[النوع] الثاني: المشي إلى المساجد

- ‌[النوع] الثالث: انتظار الصلاة

- ‌الفرع الخامس: في صلاة الجمعة

- ‌الفرع السادس: في صلاة الليل

- ‌الفرع السابع: في صلاة الضحى

- ‌الفرع الثامن: في قيام رمضان

- ‌الفرع التاسع: في صلاة الجنازة، وتشييعها

- ‌الفرع العاشر: في فضل‌‌ التأمينوأدعية الصلاة

- ‌ التأمين

- ‌الدعاء

- ‌الفصل الخامس: في فضائل الصوم

- ‌الفصل السادس: في فضل الحج والعمرة

- ‌الفصل السابع: في فضل الجهاد والشهادة

- ‌الفرع الأول: في فضل الجهاد والمجاهدين

- ‌نوع أول

- ‌نوع ثانٍ

- ‌نوعٌ ثالث

- ‌نوع رابع

- ‌نوع خامس

- ‌نوع سادس

- ‌نوع سابع

- ‌نوع ثامن

- ‌الفرع الثاني: في فضل الشهادة والشهداء

- ‌نوع أول

- ‌نوع ثانٍ

- ‌نوع ثالث

- ‌نوع رابع

- ‌نوع خامس

- ‌نوع سادس

- ‌الفصل الثامن في فضل الدُّعاء والذِّكر

- ‌الفصل التاسع: في فضل الصدقة

- ‌الفصل العاشر: في فضل النفقة

- ‌الفصل الحادي عشر: في فضل العتق

- ‌الفصل الثاني عشر: في فضل عيادة المريض

- ‌الفصل الثالث عشر: في فضل أعمال وأقوال مشتركة الأحاديث ومتفرقة

- ‌نوع أول

- ‌نوع ثانٍ

- ‌نوع ثالث

- ‌نوع رابع

- ‌نوع خامس

- ‌نوع سادس

- ‌نوع سابع

- ‌نوع ثامن

- ‌نوع تاسع

- ‌نوع عاشر

- ‌نوع حادي عشر

- ‌نوع ثاني عشر

- ‌نوع ثالث عشر

- ‌نوع رابع عشر

- ‌نوع خامس عشر

- ‌الفصل الأول: في المرض والنوائب

- ‌الفصل الثاني: في موت الأولاد

- ‌الفصل الثالث: في حُبِّ الموت ولقاء الله تعالى

- ‌الفصل الأول: في أسباب الميراث وموانعه

- ‌الفصل الثاني: في أحكام الفرائض، وذكر الوارثين

- ‌الفرع الأول: في الجَد والجدَّة

- ‌الفرع الثاني: في البنات والأخوات

- ‌الفرع الثالث: في الإخوة

- ‌الفرع الرابع: في الجنين

- ‌الفرع الخامس: في ولد الملاعنة

- ‌الفرع السادس: في المعتدة

- ‌الفرع السابع: في الكَلالة

- ‌الفرع الثامن: في ذوي الأرحام

- ‌الفرع التاسع: في ميراث الدِّية

- ‌الفرع العاشر: في ميراث الصدقة

- ‌الفرع الثاني عشر: في الولاء

- ‌الفرع الرابع عشر: فيمن لا وارث له

- ‌الفصل الثالث: في ميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم وما خلّفه

- ‌الفرع الثاني: فيما خلَّفه بعده، وما كان له من الآلات في حياته

الفصل: 7176 - (د ت س) معاذ بن جبل رضي الله

7176 -

(د ت س) معاذ بن جبل رضي الله عنه: أنه سمع رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ قاتَل في سبيل الله فُواقَ ناقة وَجَبَتْ له الجنةُ، ومَن سأل الله القَتْلَ في سبيل الله صادقاً مِنْ نَفْسِهِ، ثم مات أو قُتل، كان له أجرُ شهيد، ومَنْ جُرِحَ جُرْحاً في سبيل الله، أو نُكِبَ نَكْبة، فإنها تجيء يوم القيامة كأغزَرِ ما كانت، لونُها لونُ الزعفران، ورِيحُها ريحُ المسك، ومَن خَرَجَ به خُرَّاج في سبيل الله، فإنَّ عليه طابَعُ الشُّهداء» . أخرجه أبو داود والنسائي، وأخرجه الترمذي مفرَّقاً في موضعين (1) .

(1) رواه أبو داود رقم (2541) في الجهاد، وباب فيمن سأل الله تعالى الشهادة، والترمذي رقم (1657) في فضائل الجهاد، باب ما جاء فيمن يكلم في سبيل الله، والنسائي 6 / 25 و 26 في الجهاد، باب ثواب من قاتل في سبيل الله، وقال الترمذي: هذا حديث صحيح، وهو كما قال، ورواه أيضاً ابن ماجة، وابن حبان في صحيحه، والحاكم في " المستدرك " وصححه.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

أخرجه أحمد (5/230) قال: حدثنا عبد الرزاق،قال أنبأنا ابن جريج. قال: قال سليمان بن موسى وفي (5/235) قال: حدثنا الحكم بن نافع، قال: حدثنا ابن عياش، عن بحير بن سعيد، عن خالد بن معدان. وفي (5/243) قال:حدثنا زيد بن يحيى الدمشقي قال: حدثنا ابن ثوبان، عن أبيه،عن مكحول، عن كثير بن مرة، وفي (5/244) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: أخبرنا ابن جريج (ح) وروح،قال: حدثنا ابن جريج،قال:قال سليمان بن موسى. والدارمي (2399) قال: أخبرنا نعيم بن حماد قال:حدثنا بقية، عن بحير، عن خالد بن معدان، وابن ماجة (2792) قال: حدثنا بشر بن آدم قال:حدثن الضحاك بن مخلد،قال: حدثنا ابن جريج، قال: حدثنا سليمان بن موسى. والترمذي (1654 و1657) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا ابن جريج، عن سليمان بن موسى. والنسائي (6/25) قال: أخبرنا سفيان بن سعيد، قال:سمعت حجاجا،قال: أنبأنا ابن جريج، قال: حدثنا سليمان بن موسى.

ثلاثتهم - سليمان بن موسى،وخالد بن معدان، وكثير بن مرة - عن مالك بن يخامر، فذكره.

(*) أخرجه أبو داود (254) قال: حدثنا هشام بن خالد أبو مروان، وابن المصفى، قالا: حدثنا بقية، عن ابن ثوبان، عن أبيه، يرده إلى مكحول،إلى مالك بن يخامر، فذكره. ليس فيه (كثير بن مرة) كما في رواية أحمد. (5/243) .

ص: 474

‌نوعٌ ثالث

7177 -

(خ م ط ت س) أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال

⦗ص: 475⦘

رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «ما مِنْ مَكْلُوم يُكلَمُ في سبيل الله إلا جاء يوم القيامة، وكَلْمهُ يَدمى، اللونُ لونُ دم، والرِّيحُ رِيحُ مِسْك» .

وفي رواية قال: «كلُّ كَلْم يُكْلَمُهُ المُسْلِمُ في سبيل الله يكون يوم القيامة كهيئتها إذا طُعِنَتْ، تَفَجَّرُ دماً، اللونُ لونُ دم، والعَرْفُ عَرْف المِسْك» .

وفي أخرى قال: «لا يُكْلَمُ أحد في سبيل الله - والله أعلم بمن يكْلَم في سبيله - إلا جاءَ يوم القيامة واللونُ لونُ دم، والرِّيحُ ريحُ المِسْك» أخرجه البخاري.

وأخرج مسلم الأولى والثانية، إلا أنَّ الأولى أخرجها في جملة حديث يَرِد آنفاً، وأخرج «الموطأ» والترمذي والنسائي الرواية الثالثة.

وفي رواية لمسلم قال: «لا يُكْلَمُ أحد في سبيل الله - والله أعلم بمن يُكْلَمُ في سبيله - إلا جاءَ يومَ القيامة وجُرْحُه يَثْعَب، اللونُ لونُ الدَّم، والرِّيحُ رِيحُ المِسْكِ» (1) .

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(مكلوم) الكَلْم: الجرح، والمكلوم: المجروح.

⦗ص: 476⦘

(العَرْف) : الرائحة، طيبة كانت أو خبيثة، والمراد به هاهنا: الطيبة لأنه قال: والعَرْف عَرف المسك.

(يثعَب) ثَعَبَ الجرح يثعَب: إذا سالَ دماً.

(1) رواه البخاري 6 / 15 في الجهاد، باب من يجرح في سبيل الله، وفي الوضوء، باب ما يقع من النجاسات في السمن والماء، وفي الذبائح، باب المسك، ومسلم رقم (1876) في الإمارة، باب فضل الجهاد والخروج في سبيل الله، والموطأ 2 / 461 في الجهاد، باب الشهداء في سبيل الله، والترمذي رقم (1656) في فضائل الجهاد، باب ما جاء فيمن يكلم في سبيل الله، والنسائي 6 / 28 و 29 في الجهاد، باب من كلم في سبيل الله.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه مالك في الموطأ (285) عن أبي الزناد. والحميدي (1092) قال: حدثنا سفيان، عن أبي الزناد. وأحمد (2/242) قال: حدثنا سفيان عن أبي الزناد وابن عجلان. (قال أحمد بن حنبل: وأفرده سفيان مرة عن أبي الزناد)، وفي تحفة الأشراف (10/13837) عن إسماعيل بن عن مالك عن أبي الزناد والبخاري (4/22) قال: حدثنا عبد الله بن يوسف. قال: أخبرنا مالك، عن أبي الزناد، ومسلم (6/34) قال: حدثنا عمرو الناقد وزهير بن حرب. قالا: حدثنا سفيان بن عيينة، عن الزناد والنسائي (6/28) قال: أخبرنا محمد بن منصور، قال: حدثنا سفيان، عن أبي الزناد.

كلاهما 0 أبو الزناد، ومحمد بن عجلان - عن الأعرج، فذكره.

ص: 474

7178 -

(خ م ط س) أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «تَضَمَّن الله لمن خرج في سبيله - لا يُخْرجه إلا جهاداً في سبيلي، وإيماناً بي، وتصديقاً برسُلي (1) - فهو عليَّ ضامن أنْ أدْخِلَهُ الجنة، أو أرْجِعَهُ إلى مسكنه الذي خرج منه، نائلاً ما نال من أجر أو غنيمة، والذي نفسُ محمد بيده، ما مِنْ كَلْم يُكلَمُ في سبيل الله، إلا جاء يومَ القيامةِ كهيئتِه حين كلم، لونُه لونُ دَم، ورِيحُهُ رِيحُ مِسك، والذي نفس محمد بيده، لولا أن يَشُقَّ على المسلمين ما قَعَدْتُ خِلافَ سَرِيّة تغزو في سبيل الله أبداً، ولكنْ لا أجدُ سَعَة فأحملهم، ولا يجدون سَعَة، ويَشُقُّ عليهم أن يتخَلَّفوا عني، والذي نفس محمد بيده، لودِدْتُ أن أغزوَ في سبيل الله، فأُقْتَل، ثم أغزو فأقتل، ثم أغْزُو فأقتل» هذا لفظ حديث مسلم.

وأخرج البخاري الفصل الأول، قال:«تَكَفَّل الله لمن جاهد في سبيله - لا يُخْرِجُه مِنْ بيته إلا الجهادُ في سبيل الله وتصديقٌ بكلماته - أن يدخله الجنةَ، أو يَرُدَّهُ إلى مسكنه بِما نال من أجر أو غنيمة» .

وله في أخرى قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَثَلُ المجاهد

⦗ص: 477⦘

في سبيل الله - والله أعلم بمن جاهد في سبيله - كَمَثَلِ الصَّائمِ القائم، وتوكَّل الله للمجاهد في سبيله بأن يَتَوَفَّاهُ: أنْ يُدخِلَهُ الجنة، أو يَرْجِعَه سالماً مع أجر أو غنيمة» .

وأخرجه مسلم أيضاً بنحو رواية البخاري الأولى.

وله في أخرى «تَضَمَّنَ الله لمن خرج في سبيله - وذكر مع الفصل الذي أوله: لولا أن أشُقَّ على المسلمين ما تخلَّفْتُ خِلافَ سَرِيَّة - بنحو ما تقدَّم» .

وفي رواية لهما قال: «انْتَدَبَ الله لمن خَرَجَ في سبيله - لا يُخرِجُه إلا جهاد في سبيلي، وإيمان بي، وتصديق برسولي - فهو عليَّ ضامن أن أدخلَه الجنةَ، أو أرجعه إلى مسكنه الذي خرج منه، نائلاً ما نال من أجر أو غنيمة» .

وفي رواية «الموطأ» قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «تكفّل الله لِمَنْ جاهد في سبيله» وذكر رواية البخاري الأولى، وأخرج النسائي روايتي البخاري الأولى والثانية.

وفي أخرى له قال: «انتدب الله لمن يخرج في سبيله - لا يخرجه إلا الإيمان بي، والجهاد في سبيلي - أنَّه ضَامِن حتى أدْخِلَه الجنةَ، بأيِّها كان، إما بقتل، أو وفاة، أو أردَّه إلى مسكنه الذي يخرج منه، نال ما نال من أجر أو غنيمة» (2) .

⦗ص: 478⦘

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(خلاف سرية) السرِيَّة: طائفة في العسكر ينفذون في الغزو، وخلافهم: التخلُّف عنهم والقعود.

(انتدب) بمعنى أجاب: يقال: ندبتُ الرجل لهذا الأمر، فانتدب، أي: هيأته له ودعوته إليه فأجاب، وقد جاء هذا الحديث بألفاظ متقاربة في المعنى، قال: انتدَب الله، وتضمّن، وتكفَّل.

(1) هكذا جاء في الأصل ونسخ مسلم المطبوعة: جهاداً: وإيماناً، وتصديقاً، بالنصب، وفي البخاري ورواية لمسلم: بالرفع فيها، وهي أصوب.

(2)

رواه البخاري 6 / 154 في الجهاد، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " أحلت لكم الغنائم،

⦗ص: 478⦘

وفي الإيمان، باب الجهاد من الإيمان، وفي التوحيد، باب قول الله تعالى:{ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين} ، وباب قول الله تعالى:{قل لو كان البحر مداداً لكلمات ربي} ، ومسلم رقم (1876) في الإمارة، باب فضل الجهاد والخروج في سبيل الله، والموطأ 1 / 443 و 444 في الجهاد، باب الترغيب في الجهاد، والنسائي 8 / 119 في الإيمان، باب الجهاد، وفي الجهاد، باب ما تكفل الله عز وجل لمن يجاهد في سبيله.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه أحمد (2/231) قال: حدثنا محمد بن فضيل، وفي (2/384) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا عبد الواحد، يعني ابن زياد (يثعب) : ثعب الجرح يثعب: إذا سال دما. والبخاري (1/15) قال: حدثنا حرمي بن حفص. قال: حدثنا عبد الواحد. وفي (7/125) قال: حدثنا مسدد، عن عبد الواحد. ومسلم (6/33و34) قال: حدثني زهير بن حرب. قال: حدثنا جرير (ح) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا ابن فضيل. وابن ماجة (2753) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا محمد بن الفضيل، والنسائي (8/199) قال: أخبرنا محمد بن قدامة قال: حدثنا جرير. ثلاثتهم - محمد بن فضل، وعبد الواحد بن زياد، وجرير - عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة ابن عمرو بن جرير. فذكره.

ص: 476

7179 -

(خ م ط س) أبو هريرة رضي الله عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لولا أن أشُقَّ على المسلمين ما تخلَّفْتُ عن سَرِيَّة، ولكنْ لا أجدُ حَمولة، ولا أجد ما أحملهم عليه، ويَشُقُّ عليَّ أن يتخلَّفوا عني، فَلَوَدِدْتُ أني قاتلتُ في سبيل الله فَقُتِلْتُ، ثم أحييتُ ثم قُتِلْتُ، ثم أُحْيِيتُ» هذا لفظ حديث البخاري، وقد أدرجه مسلم على ما قبله.

وللبخاري قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقول: «والذي نفسي بيده، لولا أنَّ رِجالاً من المؤمنين لا تَطِيب أنفسُهم بأنْ يتخلَّفوا عَنِّي، ولا أجدُ

⦗ص: 479⦘

ما أحملهم عليه، ما تخلَّفْتُ عن سَرِيَّة تَغْزُو في سبيل الله، ولَوَدِدْتُ أني أُقْتَلُ في سبيل الله، ثم أُحيا، ثم أُقتل، ثم أُحيا، ثم أقتل ثم أحيا، ثم أقتل» .

وله في أخرى قال: «والذي نفسي بيده، لَوَدِدْتُ أنِّي أُقَاتِلُ في سبيل الله، فَأُقْتَلُ، ثم أحيا، ثم أقْتَلُ، ثم أحْيا، ثم أُقْتلُ» فكان أبو هريرة يقولهن ثلاثاً «أشهد بالله» وأخرجاه معاً.

أما البخاري فأخرجه في «كتاب الإيمان» متصلاً بحديث آخر، أوله «انْتَدَبَ الله لمن خرج في سبيله» وقد ذُكِرَ، وأما مسلم: فأخرجه في «كتاب الجهاد» مع حديثين مُتَّصِلَين به، قال: «والذي نفسي بيده، لولا أن يَشُقَّ على المسلمين ما قعدتُ خِلافَ سَرِيَّة

» الحديث، وقد ذكرناه.

ولمسلم أيضا قال: والذي نفس محمد بيده لولا أن أشق على أمتي ما قعدت خلف سرية تغزو في سبيل الله، ولكن لا أجدُ سَعَة فأحملهم، ولا يجدون سَعَة فيتَّبعوني، ولا تَطِيب أنفسُهم أن يقعدوا بعدي» .

وأخرج «الموطأ» الرواية الأولى، وأخرج الرواية الثانية من روايتي البخاري، وأخرج النسائي الرواية الأولى من أفراد البخاري (1) .

قلتُ: هذه الأحاديث الثلاثة المتتابعة عن أبي هريرة: مشتركة المعنى

⦗ص: 480⦘

في فضيلة الجهاد، ما يكاد ينفرد كلُّ واحد منها بمعنى، فيجوز أن تكون حديثاً واحداً، إلا أن الحميديَّ رحمه الله قد أخرجها هكذا متفرقة في ثلاثة مواضع من المتفق عليه، فاقتدينا به.

[شَرْحُ الْغَرِيبِ]

(حَمولة) الحمولة: التي يُحمل عليها، كالركوبة التي تركب.

(1) رواه البخاري 13 / 187 في التمني، باب ما جاء في التمني ومن تمنى الشهادة، وفي الجهاد، باب تمني الشهادة، وباب الجعائل والحملان في السبيل، ومسلم رقم (1876) في الإمارة، باب فضل الجهاد والخروج في سبيل الله، والموطأ 1 / 460 في الجهاد، باب الشهداء في سبيل الله، والنسائي 6 / 20 في الجهاد، باب درجة المجاهدين في سبيل الله عز وجل.

[تعليق أيمن صالح شعبان - ط دار الكتب العلمية]

صحيح: أخرجه مالك (الموطأ)(288) وأحمد (2/424) قال: حدثنا أبو معاوية وفي (2/473) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (2/ 496) قال: حدثنا ابن نمير. والبخاري (4/64) قال: حدثنا مسدد. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. ومسلم (6/34و35) قال: حدثنا محمد بن المثنى. قال: حدثنا عبد الوهاب، يعني الثقفي. (ح) وحدثناه مروان بن معاوية. والنسائى (6/32) قال: حدثنا أخبرنا عبيد الله بن سعيد. قال: حدثنا مروان بن معاوية. والنسائي (6/32) قال: أخبرنا عبيد الله بن سعيد، قال: حدثنا يحيى يعني ابن سعيد القطان. وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (9/12885) عن محمد بن سلمة والحارث بن مسكين، كلاهما - عن ابن القاسم، عن مالك..

ستتهم - مالك وأبو معاوية الضرير، ويحيى بن سعيد القطان، وعبد الله ابن نمير، وعبد الوهاب الثقفي، مروان بن معاوية - عن يحيى بن سعيد الأنصاري، عن أبي صالح السمان، فذكره.

ص: 478