الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب، عن أبيه. قال:«خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة نحو المقابر، فقعد إلى قبر، فرأيناه كأنه يناجى، فقام يمسح الدموع من عينيه، فقام إليه عمر بن الخطاب، فقال: بأبى وأمى ما يبكيك؟ فقال: استأذنت ربى فى زيارة قبر أمى، وكانت والدة» ، ولها [قبلى] حق، أن أستغفر لها، فنهانى، ثم أومأ إلينا أن اجلسوا، فجلسنا فقال: إنى كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فمن شاء منكم أن يزور، فليزر، وإنى كنت نهيتكم عن ادخار لحوم الأضاحى فوق ثلاثة أيام، فكلوا، وادخروا ما بدا لكم، وإنى كنت نهيتكم عن ظروف، وأمرتكم بظروفٍ، فانتبذوا فإن الآنية لا تحرم شيئاً ولا تحله واجتنبوا المسكر» (1) .
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 5/82؛ قال الهيثمى: فى إسناده من لم أعرف. مجمع الزوائد:
3/58.
612- (زيد بن سعنة ـ بالنون على الأكثر ويقال بالياء)
(1) .
أحد أحبار يهود/ أسلم وحسن إسلامه، وشهد مشاهد كثيرة، وتوفى مقبلاً مع النبى صلى الله عليه وسلم من تبوك.
وقد ذكرنا فى دلائل النبوة سبب إسلامه: روى الحسن بن سفيان، عن محمد ابن المتوكل، وأبى بكر بن عاصم: كلاهما عن الوليد بن مسلم، عن محمد بن حمزة ابن يوسف بن عبد الله بن سلام، عن أبيه، عن جده عبد الله بن سلام: «قال زيد ابن سعنة: لم يبق من علامات النبوة شىءٌ إلاّ وقد عرفتها فى وجه محمد صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه إلا اثنتين لم
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/288؛ والإصابة: 2/566؛ والاستيعاب: 1/563.
أخبرهما منه: «يسبق حلمه غضبه» ، «ولا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلماً» . فكنت ألطف به لأخبر ذلك، فجاءه أعرابى، فقال: إن بنى فلان قد أسلموا، وقد أصابتهم سنة (1) ، وشدة، فإن رأيت أن ترسل إليهم بشىءٍ تعينهم به فعلت. فلم يكن عنده شىء، فدنوت منه، فذكرت أن أسلفه ثمانين ديناراً فى تمر، فأعطاها لذلك الأعرابى، فلما دنا الأجل، فلم يبق إلا يومان أو ثلاثة جئت إليه، وقد صلى على جنازة، ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فى نفر من أصحابه، فأخذت بمجامع ثوبه، ونظرت إليه بوجه غليظ، وقلت: لما تقضنى حقى يا محمد؟ فإنكم ولله ـ ما علمتكم بنى عبد المطلب ـ لسيئى القضاء مطل، قال: ونظرت إلى عمر فإذا عيناه تدوران فى وجهه، وقال: يا عدو الله لولا ما أحاذر من عظمه لضربت الذى فيه عيناك، قال: فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عمر فى سكون وتبسم، ثم قال: يا عمر أنا وهو إلى غير هذا منك أحوج: تأمره بحسن الاقتضاء وتأمرنى بحسن القضاء، ثم قال: يا عمر اذهب به فاقضه حقه وزده عشرين صاعاً مكان ما روعته. قال: فذهب بى فأعطانى فأسلمت» (2) .
(1) السنة: الجدب. يقال: أخذتهم السنة إذا أجدبوا وأقحطوا، وهى من الأسماء الغالبة نحو الدابة فى الفرس، والمال فى الإبل. وقد خصوها بقلب لامهاء تاء فى اسنتوا إذا أجدبوا. النهاية: 2/188.
(2)
الخبر أورده المصنف هنا مختصراً للقصة. وقد أورده ابن الأثير فى ترجمته..وأورد ابن حجر الخبر ملخصاً وفى نهايته قال: «وفى آخره فقال زيد بن سعنة: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وآمن وصدق، وشهد مع النبى صلى الله عليه وسلم مشاهده، واستشهد فى غزوة تبوك مقبلاً غير مدبر. ورجال الإسناد موثقون» .
وقوله: «واستشهد فى غزوة تبوك مقبلاً غير مدبر» يتعارض مع ما ذكره ابن الأثير وابن كثير من أنه توفى مقبلاً إلى المدينة.
وخبر إسلامه أخرجه بطوله الحاكم فى المستدرك: 3/604؛ والطبرانى فى المعجم الكبير: 5/253.