الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
عن أبيه، عن سعد:«كان الناس يسألون النبى صلى الله عليه وسلم عن الشىء وهو حلال، فلا يزالون يسألون عنه حتى يحرم عليهم» (1) .
(ابنه عامر بن سعد عنه)
(1) صدر الخبر عند البزار: «كان الناس يتساءلون عن الشىء من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أو
…
إلخ» ، وقال: تفرد به قيس عن المقدام؛ وقال الهيثمى: فيه قيس بن الربيع وثقه شعبة وسفيان، وضعفه أحمد ويحيى بن معين وغيرهما. كشف الأستار: 1/110؛ مجمع الزوائد: 1/158.
3871 -
حدثنا أبو بكر الحنفى: عبد الكبير بن عبد المجيد، حدثنا بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد: أن أخاه عمر انطلق إلى سعد فى غنم له خارجًا من المدينة، فلما رآه سعد قال: أعوذ بالله من شر هذا الراكب، فلما أتاه قال: يا أبت أرضيت أن تكون أعرابيًا فى غنمك، والناس يتنازعون فى الملك بالمدينة، فضرب سعد صدر عمر، وقال: اسكت فإنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِنَّ اللهَ يُحِبُّ العَبْدَ التَّقِىَّ الغَنِىَّ الخَفِىَّ» (1) .
3872 -
رواه مسلم فى آخر الكتاب عن إسحاق بن إبراهيم، وعباس العنبرى به (2) . /
3873 -
حدثنا أبو عامر، حدثنا فليح، عن عبد الله بن عبد الرحمن ـ يعنى ابن معمر ـ. قال: حدث عامر بن سعد عمر بن
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/168.
(2)
الخبر أخرجه مسلم فى الزهد؛ وقال الثورى: المراد بالغنى غنى النفس. هذا هو الغنى المحبوب، وأشار القاضى إلى أن المراد الغنى بالمال.
وأما الخفى: فبالخاء المعجمة، وروى بالمهملة، ومعناه بالمعجمة الخامل المنقطع إلى العبادة والاشتغال بأمور نفسه. ومعناه بالمهملة الوصول للرحم اللطيف بهم وبغيرهم من الضعفاء. والصحيح بالمعجمة. مسلم بشرح النووى: 5/820.
عبد العزيز، وهو أمير على المدينة: أن سعدًا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَكَلَ سَبْعَ تَمْراتِ عَجْوةٍ ما بَيْن لَابَتى المدينةِ على الرّيقِ لمِ يَضُرّه يَوْمَهُ ذَلك شَىءٌ حتى يُمْسِى، [قال فيح: وأظنه قال:] وإن أكلها حين يمسى لم يضره شىء حتى يصبح» ، فقال عمر: أنظر يا عامر ما تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: أشهد ما كذبت على سعدٍ، وما كذب سعد على رسول الله صلى الله عليه وسلم» (1) .
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/168؛ وما بين معكوفين استكمال منه.
3874 -
رواه مسلم عن القعنبى عن سليمان بن بلال عن عبد الله بن عبد الرحمن به، وأخرجاه فى الأطعمة، وأبو داود والنسائى من طريق عن هاشم بن
هاشم عن عامر بن سعد به (1) .
3875 -
حدثنا أبو عامر، حدثنا عبد الله بن جعفر، عن إسماعيل بن محمد ابن سعد، عن عامر بن سعد: أن سعدًا ركب إلى قصره بالعقيق (2) ، فوجد غلامًا يخبط شجرًا (3) ، أو يقطعه، فسلبه، فلما رجع
(1) الخبر أخرجه مسلم عن القعنبى فى الأطعمة: كتاب الأشربة، باب فضل تمر المدينة. وفى الباب من طريق مروان بن معاوية الفزارى، وأبى بدر شجاع بن الوليد كليهما عن هاشم بن هاشم، عن عامر، عن سعد لا يقولان: سمعت رسول صلى الله عليه وسلم، وعن أبى أسامة عن هاشم بن هاشم: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفى طرق الخبر كلها اقتصر على القسم الأول من الحديث.
وأخرجه البخارى فى الأطعمة: باب العجوة: 6/569؛ وأخرج أطرافه فى الطب: باب الدواء للعجوة للسحر: 10/238؛ وفى: باب شرب السم والدواء به وما يخاف منه والخبيث: 10/247.
وأبو داود فى الطب: باب فى تمر العجوة: 4/8؛ والنسائى فى الوليمة فى السنن الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/300.
(2)
العقيق: واد من أودية المدينة مسيل للماء، وهو الذى ورد ذكره فى الحديث أنه وادٍ مبارك. النهاية: 3/117.
(3)
الخبط: ضرب الشجر بالعصا ليتناثر ورقها، واسم الورق الساقط خبط بالتحريك، وهو من علف الإبل. النهاية: 1/280.
سعد جاءه أهل الغلام، فكلموه أن يرد ما أخذ من غلامهم، فقال: معاذ الله أن أرد شيئًا نفلنيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبى أن يرد عليهم (1) .
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/168.
3876 -
رواه مسلم عن إسحاق بن إبراهيم، وعبد بن حميد كلاهما: عن أبى عامر به (1) .
3877 -
حدثنا حسن، حدثنا إبن لهيعة، حدثنا يزيد بن أبى حبيب، عن داود بن عامر بن سعد بن أبى وقاص، عن أبيه، عن جده، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«لو أَنَّ ما يُقِلُّ ظُفُرٌ مِمَّا فى الجنّةِ بَدَا لَتَزخْرفَتْ له ما بَيْنَ خَوَافِقِ السماوات والأَرضِ، ولو أَنَّ رجلاً مِنْ أَهْلِ الجنَّةِ اطّلعَ فَبَدَا سِوَارُهُ لَطَمَسَ ضَوْءُهُ ضَوْءَ الشَّمْسِ كما تَطْمِسُ الشَّمسُ ضَوْءَ النُّجومِ» (2) .
رواه الترمذى عن سويد بن نصر، عن ابن المبارك، عن ابن لهيعة به، وقال: غريب لا نعرفه إلا من حديثه (3) .
3878 -
حدثنا أبو سلمة الخزاعى (4) ، أنبأنا عبد الله بن جعفر، عن إسماعيل ابن محمد، عن عامر بن سعد، [عن سعد] . قال: «ألحدوا
(1) أبو عامر: هو العقدى؛ والخبر أخرجه مسلم فى الحج: باب فضل المدينة ودعاء النبى صلى الله عليه وسلم فيها بالبركة: 3/514.
(2)
من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/169.
(3)
الضمير فى قوله: «من حديثه» يعود إلى ابن لهيعة. والخبر أخرجه الترمذى فى صفة الجنة: باب ما جاء فى صفة أهل الجنة: 4/678.
(4)
فى الأصل المخطوط: «أبو مسعود بن سلمة» ، والصواب ما أثبتناه وهو يوافق ما فى المسند، وأبو سلمة اسمه منصور بن سلمة بن عبد العزيز بن صالح: أبو سلمة الخزاعى الحافظ البغدادى: روى عبد الله بن جعفر وغيره، وروى عنه أحمد بن حنبل وغيره. تهذيب التهذيب: 10/308.
لى لحدًا، وانصبوا على اللبن (1) نصبًا، كما صنع برسول الله صلى الله عليه وسلم (2) .
(1) اللحد: الشق الذى يعمل فى جانب القبر لوضع الميت، لأنه قد أميل عن وسط القبر إلى جانبه، يقال: لحدت وألحدت. واللبن: جمع لبنة، وهى التى يبنى بها الجدار. النهاية: 4/47، 50.
(2)
من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/169.
3879 -
رواه مسلم، والنسائى، وابن ماجه من حديث عبد الله بن جعفر المسورى (1) .
3880 -
حدثنا إبن مهدى، حدثنا عبد الله بن جعفر، عن إسماعيل بن محمد، عن أبيه، عن سعد، فذكر مثله، ووافقه أبو سعيد على عامر بن سعد كما قال الخزاعى (2) .
3881 -
حدثنا إسحاق بن عيسى، حدثنا مالك ـ يعنى بن أنس ـ، عن سالم أبى النضر، عن عامر بن سعد بن أبى وقاص. قال: سمعت أبى يقول: «ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لحىٍ من/ الناس يمشى: «إنه فى الجنة» إلا لعبد الله بن سلام» (3) .
رواه البخارى، عن عبد الله بن يوسف، عن مالك ومسلم عن زهير بن حرب، عن إسحاق بن عيسى، عن مالك، والنسائى عن [عمرو بن] منصور، عن أبى مسهر، عن ملك به (4) .
(1) الخبر أجده فى الجنائز: مسلم فى: باب اللحد ونصب اللبن على الميت: 2/628؛ والنسائى فى: باب اللحد والشق، المجتبى: 4/66؛ وابن ماجه فى: باب ما جاء فى استحباب اللحد: 1/496.
(2)
من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند، أورده عقب الحديث السابق: 1/169.
(3)
من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/169.
(4)
الخبر أخرجاه فى الفضائل: البخارى فى: باب مناقب عبد الله بن سلام رضي الله عنه: 7/128؛ ومسلم فى الباب: 5/350؛ وأخرجه النسائى فى المناقب فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/293؛ وما بين معكوفين استكمال منه.
3882 -
حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، عن وهيب، عن أبى واقد الليثى، عن عامر بن سعد، عن أبيه: أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «تُقْطَعُ الْيَدُ فى ثَمَنِ المِجَن» (1) .
رواه ابن ماجه من حديث وهيب عن أبى واقد، واسمه صالح بن محمد بن زائدة به (2) .
3883 -
حدثنا حسين بن محمد، حدثنا الفضيل بن سليمان، حدثنا محمد
ابن أبى يحيى، عن أبى إسحاق بن سالم، عن عامر بن سعد، عن سعد بن أبى
وقاص، قال: «ما بَينَ لَابَتَى (3) المدينةِ حَرَامٌ قد حَرَّمَهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم كما
حَرَّمَ إِبراهيمُ مَكَّة. اللَّهمَّ اجْعَل البركةَ فيها بَرَكَتين، وبارك لهم فى صَاعِهم وَمُدّهم» (4) .
تفرد به من هذا الوجه، وقد رواه مسلم من وجه آخر نحوه (5) .
3884 -
حدثنا على بن إسحاق، أنبأنا عبد الله، أنبأنا ابن لهيعة، عن يزيد ابن أبى حبيب، عن داود بن عامر بن سعد بن أبى وقاص، عن أبيه، عن جده، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال: «لَوْ أَنَّ مَا يُقِلّ ظُفر مِمّا فى الجنّةِ بَدَا لَتَزخْرَفَتْ لَهُ خَوَافِقُ السماوات والأَرض، ولو أَنَّ رجلاً
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/169.
(2)
الخبر أخرجه ابن ماجه فى الحدود: باب حد السارق: 2/862؛ وقال فى الزوائد: فى إسناده أبو واقد، وهو ضعيف، ضعفه غير واحد، وأصل الحديث فى الصحيحين وغيرهما من حديث عائشة وأبى هريرة وابن عمر رضى الله عنهم، وفى أبى واقد يرجع إلى تهذيب التهذيب: 4/401.
(3)
لابتا المدينة: اللابة: الحرة، وهى الأرض ذات الحجارة السود التى ألبستها لكثرتها وجمعها لابات، والمدينة ما بين حرتين عظيمتين. النهاية: 4/68.
(4)
من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/169.
(5)
الخبر أخرجه مسلم من طريق عامر بن سعد، عن أبيه فى المناسك: باب فضل المدينة ودعاء النبى صلى الله عليه وسلم فيها بالبركة: 3/512.
مِنْ أَهل الجنَّةِ اطَّلعَ فَبَدَتْ أَساوِرُهُ لَطَمس ضَوْءُهُ ضَوءَ الشَّمسِ كما تَطْمِس الشَّمسُ ضَوْءَ النُّجوم» (1) .
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/171.
3885 -
حدثنا وكيع، حدثنا سفيان، عن سعد بن إبراهيم، عن عامر بن سعد، عن أبيه، عن النبى صلى الله عليه وسلم قال له:«إِنَّكَ مَهْمَا أَنْفَقتَ على أَهْلِكَ مِنْ نَفَقَةٍ فَإِنَّكَ تُؤْجر فيها، حتَّى اللَّقمة تَرْفَعهَا إلى فى امرأتك» (1) .
3886 -
حدثنا وكيع، حدثنا مسعر وسفيان، عن سعد بن إبراهيم ـ قال سفيان عن عامر بن سعد، وقال مسعر عن بعض آل سعد عن سعد ـ:«أن النبى صلى الله عليه وسلم دخل عليه يعوده، وهو مريض بمكة، فقلت: يا رسول الله أوصى بمالى كله؟ قال: لا. قلت: فبالشطر؟ قال: لا قلت: فبالثلث؟ قال: الثلث، والثلث كبير، أو كثير، إنك أن تدع وارثك غنيًا خير من أن تدعه فقيرًا يتكفف الناس، وإنك مهما أنفقت على أهلك من نفقةٍ فإنك تؤجر فيها، حتى اللقمة ترفعها إلى فى امرأتك. قال: ولم يكن له يومئذٍ إلا إبنة، فذكر سعد الهجرة، فقال: يرحم الله ابن عفراء (2) ولعل الله يرفعك حتى ينتفع بك قوم، ويضر بك آخرين» (3) .
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/172.
(2)
() رواية: «يرحم الله ابن عفراء» تخالف ما وقع فى الروايات الأخرى، ومنها عند البخارى من طريق الزهرى:«لكن البائس سعد بن خولة» (صحيح البخارى: 3/164)، وقد حقق ابن حجر هذا الموضوع فقال:
«كذا وقع فى هذه الرواية فى رواية أحمد والنسائى من طريق عبد الرحمن بن مهدى عن سفيان. قال الداودى: «قوله «ابن عفراء» غير محفوظ» ، وقال الدمياطى:«هو وهم، والمعروف «ابن خولة» ، ولعل الوهم من سعد بن إبراهيم فإن الزهرى أحفظ منه، وقال فيه «سعد بن خولة» ، ثم قال: وجزم الليث بن سعد فى تاريخه عن يزيد بن أبى حبيب بأن سعد بن خولة مات فى حجة الوداع» ، وهو الثابت فى الصحيح. يراجع الصحيح بشرح الفتح: 5/364؛ وأسد الغابة: 2/343.
(3)
من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/172.
3887 -
رواه البخارى، ومسلم، والنسائى من حديث سفيان الثورى به (1) .
3888 -
حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، وأبو سعيد قالا: حدثنا عبد الله/ بن جعفر، عن إسماعيل بن محمد، [قال أبو سعيد: حدثنا إسماعيل بن محمد] ، عن عامر ابن سعد، عن أبيه. قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال أبو سعيد: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه، حتى يرى بياض خده ويسلم عن يساره حتى يرى بياض خده (2) .
3889 -
رواه مسلم (3) ، والنسائى من حديث عبد الله بن جعفر [وعبد الله ابن جعفر] هذا [لا بأس به] وهو المسورى، وليس بالمدينى ذلك ضعيف قاله النسائى (4) ورواه ابن ماجه من حديث مصعب بن ثابت والترمذى كلاهما عن إسماعيل بن محمد بن سعد به (5) .
(1) الخبر أخرجه البخارى فى الوصايا: باب أن يترك ورثته أغنياء خير من أن يتكفنوا الناس: 5/363؛ وفى النفقات: باب فضل النفقة على الأهل: 9/497؛ وليس فيه ذكر لسعد بن خولة أو ابن عفراء. وأخرجه مسلم فى الوصية: 4/162؛ والنسائى فى الوصايا أيضًا: باب الوصية بالثلث، المجتبى: 6/201.
(2)
من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/172، وما بين المعكوفين استكمال منه.
(3)
فى الأصل المخطوط: «رواه البخارى» والصواب: مسلم كما سيأتى، ويرجع إلى تحفة الأشراف: 3/289.
(4)
عبد الله بن جعفر المسورى: وثقه أحمد، وقال يحيى: صدوق ليس به بأس وليس بثبت، وقال ابن حبان: كثير الوهم مستحق الترك.
وعبد الله بن جعفر بن نجيح المدينى: والد على بن المدينى، أقوال الأئمة فيه مظلمة، وقال ابنه على: أبى ضعيف. الميزان: 2/401، 403.
(5)
الخبر أخرجوه فى الصلاة: مسلم فى: باب السلام للتحليل من الصلاة عند فراغها: 2/229؛ والنسائى فى: باب السلام، المجتبى: 3/52، وما بين المعكوفات استكمال منه لتتقارب العبارتان، غير أنه قال:«متروك الحديث» بدلاً من قوله هنا: «ذلك ضعيف» .
وأخرجه ابن ماجه فى: باب التسليم: 1/296؛ وأما الترمذى فأشار إليه فى: باب ما جاء فى التسليم فى الصلاة: 2/89.
3890 -
حدثنا عبد الرحمن، عن سفيان، عن سعد، عن عامر بن سعد، عن أبيه. قال:«جاء النبى صلى الله عليه وسلم يعوده، وهو بمكة، وهو يكره أن يموت بالأرض التى هاجر منها، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: يرحم الله سعد بن عفراء يرحم الله سعد بن عفراء ولم يكن له إلا ابنة واحدة، فقال: يا رسول الله أوصى بمالى كله، قال: لا. قال: فالنصف؟ قال: لا. قال: فالثلث؟ قال: الثلث، والثلث كثير إنك أن تدع ورثتك أغنياء خير من أن تدعهم عالةً يتكففون الناس فى أيديهم إنك مهما أنفقت من نفقةٍ فإنها صدقة حتى اللقمة ترفعها إلى فى امرأتك، ولعل الله أن يرفعك فينتفع بك ناس، ويضر بك آخرون» (1) .
3891 -
حدثنا يعلى، حدثنا عثمان بن حكيم، عن عامر بن سعد بن أبى وقاص، عن أبيه. قال:«أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مررنا على مسجد بنى معاوية، فدخل، فصلى ركعتين، وصلينا معه، وناجى ربه عز وجل طويلاً. قال: سألت ربى ثلاثًا: سألته أن لا يهلك أمتى بالغرق، فأعطانيها، وسألته أن لا يهلك أمتى بالسنة (2) ، فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها» (3) .
3892 -
رواه مسلم من حديث عثمان بن حكيم به (4) .
3893 -
حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن الزهرى، عن عامر بن سعد ابن أبى وقاص، عن أبيه. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/173.
(2)
السنة: القحط والجدب.
(3)
من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/175.
(4)
الخبر أخرجه مسلم فى الفتن وأشراط الساعة: 5/740.
مِنْ أكبرِ المسلمين فى المسلمين جُرْمًا رجلاً سأَلَ عن شَىْءٍ وَنَقَّرَ عنه، حتى أَنْزَلَ اللهُ فى ذلك الشىءِ تَحريمًا مِنْ أَجْلِ مسألته» (1) .
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/176.
3894 -
رواه البخارى، ومسلم وأبو داود من حديث الزهرى به (1) .
3895 -
حدثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن الزهرى، عن عامر بن سعد/ ابن أبى وقاص، عن أبيه. قال:«أعطى نبى الله صلى الله عليه وسلم رجالاً، ولم يعط رجلاً منهم شيئًا، فقال سعد: يا نبى الله أعطيت فلانًا، وفلانًا، ولم تعط فلانًا شيئًا، وهو مؤمن، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: أو مسلم، حتى أعادها سعد ثلاثًا، والنبى صلى الله عليه وسلم يقول: أو مسلم، ثم قال النبى صلى الله عليه وسلم: إِنِى لأُعْطِى رِجالاً، وأَدَعُ مَنْ هو أَحَبُّ إلىّ مِنْهم، فلا أُعْطيه شَيْئًا مخافةَ أَنْ يُكِبُّوا فى النَّارِ على وُجُوههم» (2) .
3896 -
رواه البخارى، ومسلم، وأبو داود، والنسائى من حديث الزهرى به (3) .
(1) الخبر أخرجه البخارى فى الاعتصام: باب ما يكره من كثرة السؤال، ومن تكلف ما لا يعنيه: 13/264؛ وأخرجه مسلم من طرق كلها عن الزهرى فى فضائل النبى صلى الله عليه وسلم: باب توقيره صلى الله عليه وسلم وترك إكثار سؤاله من غير ضرورة: 5/206؛ وأبو داود فى السنة: باب لزوم السنة، وفى نسخة: باب من دعا إلى السنة: 4/201.
(2)
من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/176.
(3)
الخبر أخرجه البخارى فى الإيمان: باب إذا لم يكن الإسلام على الحقيقة: 1/79، وفى الزكاة: باب قوله تعالى {لا يَسْأَلونَ النَّاسَ إِلْحَافاً} : 3/340؛ وأخرجه مسلم فيهما: باب تألف قلب من يخاف على إيمانه لضعفه: 1/362، باب إعطاء المؤلفة ومن يخاف على إيمانه: 3/96.
وأخرجه أبو داود فى السنة مطولاً ومختصراً: باب الدليل على زيادة الإيمان ونقصانه: 4/220؛ والنسائى فى الإيمان وشرائعه: باب تأويل قوله عز وجل {قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا} ، المجتبى: 8/92؛ وفى الكبرى فى التفسير كما فى تحفة الأشراف: 3/298.
3897 -
حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهرى، عن عامر بن سعد، عن أبيه. قال:«أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بقتل الوزغ (1) وسماه فويسقًا» (2) .
3898 -
رواه أبو داود عن أحمد بن حنبل، ومسلم عن إسحاق بن إبراهيم، وعبد بن حميد: ثلاثتهم عن عبد الرزاق (3) به، ورواه [ابن وهب عن] يونس عن الزهرى عن عامر (4) ، ورواه يونس عن الزهرى عن عروة عن عائشة كما سيأتى (5) .
3899 -
حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهرى، عن عامر بن سعد ابن أبى وقاص، عن أبيه. قال: «كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى حجة الوداع، فمرضت مرضًا أشفيت (6) على الموت، فعادنى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله إن لى مالاً كثيرًا، وليس يرثنى إلا إبنة لى أفأوصى بثلثى مالى، قال: لا. قلت: بشطر مالى؟ قال: لا. قلت: بثلث مالى؟ قال: الثلث، والثلث كثير إنك يا سعد أن تدع ورثتك أغنياء خير لك من أن تدعهم عالةً يتكففون (7) الناس. إنك يا سعد لن تنفق نفقةً
(1) الوزغ: جمع وزغة بالتحريك، وهى التى يقال لها سام أبرص، والخمس الفواسق يقتلن فى الحل والحرم سماها بذلك على سبيل الاستعارة لخبثها وقيل لخروجها من الحرمة فى الحل والحرم. النهاية: 3/200؛ 4/208.
(2)
من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/176.
(3)
الخبر أخرجه أبو داود فى الأدب: باب فى قتل الأوزاغ: 4/366؛ ومسلم فى قتل الحيات وغيرها: باب استحباب قتل الوزغ: 5/96.
(4)
فى الأصل المخطوط: «عن عروة» ، والعبارة هكذا تكون مكررة والتصويب من النكت الظراف على التحفة قال:«وقد رواه ابن وهب عن يونس، عن الزهرى فقال: أراه عن عامر بن سعد، عن أبيه» . تحفة الأشراف: 3/299.
(5)
تحفة الأشراف: 3/299.
(6)
أشفيت على الموت: أشرفت عليه.
(7)
من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/176.
تبتغى بها وجه الله إلا أجرت عليها، حتى اللقمة تجعلها فى فى امرأتك. قال: قلت: يا رسول الله أخلف بعد أصحابى؟ قال: إنك لن تتخلف تعمل عملاً تبتغى به وجه الله إلا ازددت به درجة، ورفعة، ولعلك تخلف حتى ينفع الله بك أقوامًا، ويضر بك آخرين، اللهم أمض لأصحابى هجرتهم، ولا تردهم على أعقابهم، لكن البائس سعد بن خولة رثى له رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان مات بمكة» (1) .
(1) الخبر أخرجه البخارى فى المغازى: حجة الوداع: 8/109؛ وفى الدعوات: باب الدعاء برفع الوباء والوجع: 11/179؛ وفى مناقب الأنصار: باب قول النبى صلى الله عليه وسلم: اللهم امض لأصحابى هجرتهم، ومرثيته لمن مات بمكة: 7/269؛ وفى الجنائز: باب رثاء النبى صلى الله عليه وسلم سعد بن خولة: 3/164؛ وفى المرضى: باب ما رخص للمريض أن يقول: 10/123؛ وفى الفرائض: باب ميراثا البنات: 12/14؛ ومختصرًا فى الإيمان: 1/136، وأخرجه الباقون فى الوصايا: مسلم: 4/159؛ وأبو داود فى: باب ما جاء فيما لا يجوز للموصى فى ماله: 3/112؛ والترمذى: باب ما جاء فى الوصية بالثلث: 4/430؛ والنسائى: باب الوصية بالثلث: 6/201؛ وابن ماجه فى الباب: 2/903.
3900 -
رواه الجماعة من حديث الزهرى.
3901 -
حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا محمد بن إسحاق، عن داود بن عامر ابن سعد بن مالك، عن أبيه، عن جده. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهُلم يكنْ نَبىّ إلَاّ وَصَفَ الدَّجّالَ لأمته، وَلأَصِفَنَّهُ صفةً لم يَصِفْها أحدٌ كان قبلى، إِنّه أَعور وإنَّ الله عز وجل ليس بأعور» (1) . تفرد به.
3902 -
حدثنا عبد الملك بن عمرو، حدثنا فليح، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن معمر. قال: حدث عامر بن سعدٍ عمر بن/ عبد العزيز، وهو أمير على المدينة: أن سعدًا قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/176.
«مَنْ أَكلَ سَبْعَ تَمْراتِ عَجْوةٍ ما بين لَابَتى المدينة حين يُصبح لم يضرَّه يَومَه ذلك شَىْءٌ حتى يُمْسى» قال فليح: وأظنه قد قال: «وإن أكلها حين يمسى لم يضره شىء حتى يصبح» قال: فقال عمر: يا عامر أنظر ما تحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال عامر: والله ما كذبت على سعد، وما كذب سعد على رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) .
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/177.
3903 -
حدثنا إسحاق بن عيسى، حدثنا مالك ـ يعنى إبن أنس ـ، حدثنا أبو النضر، عن عامر بن سعد. قال: سمعت أبى يقول: «ما سمعتُ النبى صلى الله عليه وسلم يقول لحىٍ يمشى إنه فى الجنة إلا لعبد الله بن سلام» (1) .
3904 -
حدثنا هارون بن معروف، فسمعته أنا من هارون. قال: حدثنا عبد الله بن وهب، حدثنى مخرمة، عن أبيه، عن عامر بن سعد بن أبى وقاص. قال: سمعت سعدًا، وناسًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم[يقولون: كان رجلان أخوان فى عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم] وكان أحدهما أفضل من الآخر، فتوفى الذى هو أفضلهما، ثم عمر الآخر بعده أربعين ليلةً، ثم توفى، فذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم فضل الأول على الآخر، فقال: ألم يكن يصلى؟ قالوا: بلى يا رسول الله، فكان لا بأس به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يدريكم ماذا بلغت به صلاته، ثم قال عند ذلك: إنما مثل الصلاة كمثل نهرٍ جارٍ بباب رجل غمرٍ عذبٍ يقتحم فيه كل يوم خمس مراتٍ فما ترون يبقى ذلك من درنه» (2) تفرد به.
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/177.
(2)
من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/177.
3905 -
حدثنا ابن أبى عدى، عن ابن إسحاق، [ويعقوب، حدثنا أبى، عن أبى إسحاق] ، حدثنى عبد الله بن محمد. قال يعقوب بن أبى عتيق، عن عامر بن سعد، حدثه، عن أبيه سعد. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِذَا تنخّمَ أحدُكم فى المسْجِدِ فَلْيُغَيّبْ نُخَامته أَنْ تُصِيبَ جلْدَ مُؤمن، أو ثوبَهُ فَتُؤذيه» (1) تفرد به.
3906 -
حدثنا سفيان، عن الزهرى، عن عامر بن سعد، عن أبيه: يبلغ به النبى صلى الله عليه وسلم: «أَعْظمُ المسلمين فى المسلمين جُرْمًا مَنْ سأل عن أَمرٍ لم يُحَرَّم فَحُرّم على النّاسِ مِنْ أجل مسألته» (2) .
3907 -
حدثنا سفيان، عن الزهرى، عن عامر بن سعد، عن أبيه. قال: «مَرِضتُ بمكّة عامَ الفّتْح مرضًا شديدًا أشرفتُ منه علَى الموت، فأتانى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودنى، قلت: يا رسول الله إن لى مالاً كثيراً، وليس يرثنى إلا ابنتى، أفأتصدق بثلثى مالى؟ ـ قال سفيان مرةً: أتصدق بمالى كله؟ ـ قال: لا. قال: أفأتصدق بثلثى مالى؟ قال: لا. قال: قلت: فالشطر؟ قال: لا. قلت: فبالثلث؟ قال: الثلث، والثلث كثير، / إنك أن تترك ورثتك أغنياء خير من أن تتركهم عالةً يتكففون الناس، إنك لن تنفق نفقةً إلا أجرت فيها، حتى اللقمة ترفها إلى فى امرأتك. قلت: يا رسول الله أخلف عن هجرتى؟ قال: إنك لن تخلف بعدى، فتعمل عملاً تريد به وجه الله إلا ازددت به رفعةً، ودرجة، ولعلك أن تخلف، حتى ينتفع بك أقوام، ويضر بك آخرون، اللهم
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/179.
(2)
من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/179.
أمض لأصحابى هجرتهم، ولا تردهم على أعقابهم، لكن البائس سعد بن خولة ـ يرثى له أن مات بمكة» (1) .
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/179.
3908 -
حدثنا يحيى، حدثنا محمد بن عمرو. قال: حدثنى مصعب بن ثابت، عن إسماعيل بن محمد بن سعد، عن عامر بن سعد، عن أبيه سعد بن مالك. قال:«كان النبى صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه، وعن شماله، حتى يرى بياض خديه» (1) .
3909 -
حدثنا يونس بن محمد، حدثنا ليث، عن الحكيم بن عبد الله بن قيس، عن عامر بن سعد بن أبى وقاص، عن أبيه، عن النبى صلى الله عليه وسلم، أنه قال:«مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمعُ المؤذّنَ: وأَنَا أشهدُ أنْ لَا إله إلاّ الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له، وأَنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، رَضِيتَ بالله ربًّا، وبمحمد رسولاً، وبالإسلام دينًا غفر له ذنبه» (2) .
3910 -
حدثناه قتيبة. قال: عن الحكيم بن عبد الله بن قيس (3) .
رواه مسلم وأبو داود، والترمذى، والنسائى عن قتيبة، ومسلم أيضًا وابن ماجه عن محمد بن رمح: كلاهما عن الليث (4) به.
3911 -
حدثنا ابن نمير، عن عثمان ـ يعنى ابن حكيم ـ قال: أخبرنيه عامر ابن سعد، عن أبيه. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إِنّى أُحَرّم
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/180.
(2)
من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/181.
(3)
الموطن السابق.
(4)
الخبر أخرجه مسلم من الطريقين فى الصلاة: باب استحباب القول مثل قول المؤذن لمن سمعه: 2/13؛ وأبو داود: باب ما يقول إذا سمع المؤذن: 1/145؛ والترمذى فى الباب: 1/411، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب، لا نعرفه إلا من حديث الليث بن سعد عن حكيم بن عبد الله بن قيس، والنسائى فى الأذان: باب الدعاء عند الأذان: 2/22؛ وابن ماجه فيه: باب ما يقال إذا أذن المؤذن: 1/238.
ما بين لَابَتَىْ المدينة أن يُقْطع عِضَاهُهَا (1) ، أوْ أَنْ يُقتل صَيْدُها، وقال: المدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، لا يخرج منها أحد رغبةً عنها إلا أبدل فيها من هو خير منه، ولا يثبت أحد على لأوائها (2) وجهدها إلا كنت له شهيدًا، أو شفيعًا يوم القيامة» (3) .
(1) العضاه: شجر أم غيلان، وكل شجر عظيم له شوك الواحدة عضة بالتاء وقيل واحدتها عضاهة. النهاية: 3/104.
(2)
اللأواء: الشدة وضيق المعيشة. النهاية: 4/43.
(3)
من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/181.
3912 -
رواه مسلم، والنسائى من حديث عثمان بن حكيم (1) .
3913 -
حدثنا إبن نمير، عن عثمان. قال: أخبرنى عامر بن سعد، عن أبيه:«أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبل ذات يوم من العالية، حتى إذا مر بمسجد بنى معاوية دخل فركع ركعتين، وصلينا معه، ودعا ربه طويلاً ثم انصرف إلينا، فقال: سألت ربى ثلاثًا، فأعطانى اثنتين، ومنعنى واحدةً: سألت ربى أن لا يهلك أمتى بسنةٍ، فأعطانيها، وسألته أن لا يهلك أمتى بالغرق، فأعطانيها، وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها» (2) .
3914 -
حدثنا يزيد، أنبأنا محمد بن إسحاق، عن داود بن عامر بن سعد بن مالك، عن أبيه، / عن جده. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لأصفن الدجال صفةً لم يصفها من كان قبلى: إنه أعور، والله ليس بأعور» (3) .
(1) الخبر أخرجه مسلم فى الحج: باب فضل المدينة ودعاء النبى صلى الله عليه وسلم فيها بالبركة: 3/512؛ والنسائى فى المناسك فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 3/295.
(2)
من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/181.
(3)
من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/182.
3915 -
حدثنا يزيد، أنبأنا ابن أبى ذئب، عن الزهرى، عن عامر بن سعد ابن امالك، عن أبيه، عن النبى صلى الله عليه وسلم: أنه أتاه رهط فسألوه، فأعطاهم إلا رجلاً منهم. قال سعد: فقلت: يا رسول الله أعطيتهم وتركت فلانًا، والله إنى لأراه مؤمنًا. فقال النبى صلى الله عليه وسلم: أو مسلمًا، فرد عليه سعد ذلك ثلاثًا مؤمنًا، ورد عليه النبى صلى الله عليه وسلم: أو مسلمًا، فقال النبى صلى الله عليه وسلم فى الثالثة:«والله إنى لأُعْطى الرجلَ العَطَاءَ لَغَيْرُهُ أَحَبُّ إلىَّ منه خوفًا أنْ يُكبّه الله على وَجْهه فى النار» (1) .
3916 -
حدثنا حسين بن محمد، حدثنا جرير ـ يعنى ابن حازم ـ، عن عمه جرير ـ يعنى ابن زيد ـ، عن عامر بن سعد بن أبى وقاص، عن أبيه. قال: قلت: «يا رسول الله أوصى بمالى كله؟ قال: لا. قلت: فثلثيه؟ قال: لا. قلت: فنصفه؟ قال: لا. قلت: فالثلث؟ قال: الثلث، والثلث كبير. أحدكم يدع أهله بخيرٍ خير له من أن يدعهم عالةً [على] أيدى الناس» (2) .
3917 -
حدثنا أبو سعيد مولى بنى هاشم، حدثنا عبد الله بن جعفر، حدثنا إسماعيل بن محمد، عن عامر بن سعد: أن سعدًا قال فى مرضه: «إذا أنا مت فألحدوا لى لحدًا، واصنعوا بى مثل ما صنع برسول الله صلى الله عليه وسلم» (3) .
3918 -
حدثنا عفان، حدثنا عبد الواحد بن زياد، أنبأنا عثمان بن حكيم، حدثنى عامر بن سعد، عن أبيه. قال: قال رسول الله
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/182.
(2)
من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/184؛ وما بين معكوفين استكمال منه.
(3)
الموطن السابق، وقد سبق بيان المقصود باللحد ص302.
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/184.
3919 -
حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا حاتم بن إسماعيل، عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد، عن أبيه. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له (1) ـ وخلفه فى بعض مغازيه ـ فقال على: يا رسول الله أتخلفنى مع النساء والصبيان؟ فقال: يا على أما ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدى.
3920 -
وسمعته يقول يوم خيبر: «لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله، فتطاولنا لها فقال: ادعو لى عليًا، فأتى به أرمد، فبصق فى عينه، ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه» .
3921 -
ولما نزلت هذه الآية {نَدْعُ أَبْنَاءَنَا/ وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ} (2) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليًا، وفاطمة، وحسنًا، وحسينًا فقال:«اللهم هؤلاء أهلى» (3) .
3922 -
رواه الترمذى، ومسلم عن قتيبة، زاد مسلم: ومحمد بن عباد (4) كلاهما عن حاتم (5) .
(1) الضمير يعود إلى على بن أبى طالب رضي الله عنه.
(2)
جزء من الآية 61 من سورة آل عمران.
(3)
من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/185.
(4)
فى الأصل المخطوط: «محمد بن رمح» ، والتصويب من المرجع، قال:«وتقاربا فى اللفظ» .
(5)
الخبر أخرجه الترمذى فى المناقب: مناقب على بن أبى طالب رضي الله عنه، وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب من هذا الوجه. صحيح الترمذى: 5/638؛ وأخرجه مسلم من الطريقين جميعًا فى فضائل الصحابة: من فضائل على بن أبى طالب رضي الله عنه: 5/268.
3923 -
حدثنا يزيد، أنبأنا أبو معشر، عن موسى بن عقبة، عن عامر بن سعد، عن أبيه. قال:«رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسلم عن يمينه وعن شماله» (1) .
3924 -
حدثنا روح، حدثنا ابن عون، عن محمد بن محمد بن الأسود، عن عامر بن سعد، عن أبيه. قال:«لما كان يوم الخندق، ورجل يترس (2) جعل يقول بالترس هكذا، فوضعه فوق أنفه، ثم يقول هكذا يسفله بعد قال: فأهويت إلى كنانتى، فأخرجت منها سهمًا مدمى (3) فوضعته فى كبد القوس، فلما قال هكذا يسفل الترس رميت فما نسيت وقع القدح على كذا وكذا من الترس. قال: وسقط. فقال (4) : برجله، فضحك نبى الله صلى الله عليه وسلم، أحسبه قال: حتى بدت نواجذه» . قال قلت: لم «قال» لفعل الرجل (5) ؟
3925 -
رواه الترمذى فى الشمائل عن بندار، عن الأنصارى، عن ابن عون به (6) .
(1) من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/186.
(2)
يترس: يتستر بالترس.
(3)
المدمى من السهام: الذى أصابه الدم، فحصل فى لونه سواد وحمرة مما رمى به العدو، ويطلق على ما تكرر الرمى به، والرماة يتبركون به، وقال بعضهم: هو مأخوذ من الدامياء وهى البركة. النهاية: 2/32.
(4)
قال برجله: فحص برجله إذ إن السهم أصاب منه مقتلاً، والعرب تجعل القول عبارة عن جميع الأفعال، وتطلقه على غير الكلام واللسان، فتقول: قال بيده أى أخذ وهكذا. النهاية: 3/285.
(5)
من حديث سعد بن أبى وقاص فى المسند: 1/186.
(6)
يرجع إلى تحفة الأشراف: 3/295.