الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجُزء الخامس والعشرون
695- (سلمة بن الأكوع)
(1)
قال يزيد بن أبى هند: كان يتوضأ بالماء المسخن، وكان إذا فرغ من وضوئه يذيب المسك فى يده، ثم يمسح به لحيته، وهو سلمة بن عمرو الأكوع، واسم الأكوع سنان بن عبد الله بن قشير بن خزيمة بن مالك سلامان بن أسلم الأسلمى: أبو إياس، ويقال أبو عامر، وأبو مسلم، وكان شجاعاً رامياً، وبطلاً فارساً وراجلاً، وكان ممن بايع يوم الحديبية وبايع مرتين بل ثلاثاً على أن لا يفر، وفى رواية: على الموت، وكان يسكن المدينة ثم الربذة (2) ، ثم عاد إلى المدينة، ومات بها سنة أربع وستين وقيل وسبعين، وهو الصحيح عن ثمانين سنة، حديثه فى رابع المكيين ورابع عشر الأنصار.
(ابنة إياس عنه)
4466 -
حدثنا وكيع، حدثنا أبو عميس، عن إياس بن سلمة، عن أبيه. قال:«بارزت رجلاً فقتلته، فنفلنى رسول الله صلى الله عليه وسلم سلبة» (3) .
(1) له ترجمة فى أسد الغابة: 2/423؛ والإصابة: 2/66؛ والاستيعاب: 2/87؛ والتاريخ الكبير: 4/69؛ وثقات ابن حبان: 3/162؛ والطبقات الكبرى: 4/38.
(2)
الربذة: من قرى المدينة على ثلاثة أيام قريبة من ذات عرق على طريق الحجاز إذا رحلت من قديد تريد مكة. معجم البلدان: 3/24.
(3)
من حديث سلمة ابن الاكوع فى المسند: 4/45.
رواه ابن ماجه، عن على بن محمد، عن وكيع، عن أبى العميس، وعكرمة بن عمار كلاهما عن إياس به (1) .
(1) الخبر أخرجه ابن ماجه فى الجهاد: باب المبارزة والسلب: 2/946؛ وفى الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات.
4467 -
حدثنا وكيع، حدثنا عكرمة بن عمار، عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه: أن النبى صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً (1) يأكل بشماله، فقال:«كل بيمينك» ، فقال: لا أستطيع، فقال:«لا استطعت» ، قال: فما رجعت إليه (2) .
رواه مسلم فى الأشربة، عن أبى بكر بن أبى شيبة، عن زيد بن الحباب، عن عكرمة بن عمار به (3) .
4468 -
حدثنا وكيع، حدثنا عكرمة بن عمار، عن إياس بن سلمة، عن أبيه. قال: قتلت رجلاً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«مَنْ قَتَلَ هَذا؟» قالوا: ابن الأكوع، قال:«له سلبة» (4) .
4469 -
رواه أبو داود عن الحسن بن على، عن أبى نعيم. ورواه البخارى عن أبى نعيم، عن أبى عميس، ورواه النسائى من حديث أبى العميس، وعكرمة بن عمار، ثلاثتهم عن إياس به (5) .
(1) هذا الرجل هو بسر الأشجعى كما صرحت به بعض الروايات عن سلمة ص557. تراجع ترجمته فى أسد الغابة: 1/215.
(2)
من حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/45.
(3)
الخبر أخرجه مسلم فى الأشربة: باب آداب الطعام والشراب وأحكامهما: 4/704.
(4)
من حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/46.
(5)
الخبر أخرجه أبو داود فى الجهاد: باب فى الجاسوس المستأمن: 3/48؛ والبخارى فى الجهاد أيضاً: باب الحربى إذا دخل دار الإسلام بغير أمان 6/168؛ وأخرجه النسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/37.
4470 -
حدثنا وكيع، حدثنا عكرمة بن عمار، عن إياس بن سلمة، عن أبيه قال:«كان للنبى صلى الله عليه وسلم غلام يسمى رباحاً» تفرد به (1) .
4471 -
حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، حدثنا يعلى بن الحارث، قال: سمعت إياس بن سلمة بن الأكوع يحدث، عن أبيه. قال:«كنا نصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمعة، ثم نرجع، فلا نجد للحيطان فيئاً يستظل فيه» (2) .
رواه الجماعة إلا الترمذى من طرق عن يعلى بن الحارث به (3) . /
4472 -
حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، حدثنا عكرمة بن عمار، عن إياس ابن سلمة، عن أبيه. قال:«بيتنا هوازن مع أبى بكر الصديق، وكان أمره علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم» (4) .
4473 -
حدثنا عبد الرحمن بن مهدى، عن عكرمة بن عمار، عن إياس بن سلمة، عن أبيه. قال:«كان شعارنا ليلة بيتنا فيها هوازن مع أبى بكر الصديق ـ أمره علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمتْ أمتْ، وقتلت بيدى ليلتئذ سبعة أهل أبيات» (5) .
4474 -
حدثنا بهز، حدثنا عكرمة بن عمار اليمامى، حدثنا إياس بن سلمة ابن الأكوع: أن أباه حدثه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لرجل يقال له بسر بن راعى العير أبصره يأكل بشماله فقال: «كل
(1) من حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/46.
(2)
من حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/46.
(3)
الخبر أخرجه البخارى فى المغازى، والباقى فى الصلاة: البخارى: باب غزوة الحديبية: 7/449؛ ومسلم فى: باب صلاة الجمعة حين تزول الشمس: 2/512؛ وأبو داود: باب فى وقت الجمعة: 1/284؛ والنسائى فى الباب: 3/81؛ وابن ماجه: 1/350.
(4)
من حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/46.
(5)
المصدر السابق.
بيمينك» ، فقال: لا أستطيع، فقال:«لا استطعت» ، قال: فما وصلت يمينه إلى فيه بعد. وقال أبو النضر فى حديثه: ابن راعى العير من أشبع (1) .
(1) المصدر السابق.
4475 -
حدثنا بهز، حدثنا عكرمة ـ يعنى ابن عمار ـ، عن إياس بن سلمة، عن أبيه. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سَلَّ عَلَيْنَا السَّيْفَ فَلَيْس مِنّا» (1) . رواه مسلم، عن أبى بكر بن أبى شيبة، ومحمد بن عبد الله بن نمير، عن مصعب بن المقدام، عن عكرمة بن عمار به (2) .
4476 -
حدثنا بهز، عن عكرمة بن عمار، حدثنا إياس بن سلمة بن الأكوع. قال: حدثنى أبى قال: كنت قاعداً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فعطس رجل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«يَرحَمك اللهُ» ، ثم عطس أخرى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«الرجُلُ مَزْكُوم» (3) . رواه مسلم، والأربعة من حديث عكرمة بن عمار (4) .
4477 -
حدثنا بهز، حدثنا عكرمة بن عمار، حدثنا إياس بن
(1) المصدر السابق.
(2)
الخبر أخرجه مسلم فى الإيمان: باب قول النبى صلى الله عليه وسلم من حمل علينا السلاح فليس منا: 1/298.
(3)
من حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/46.
(4)
الخبر أخرجه مسلم فى الزهد: باب تشميت العاطس وكراهة التثاؤب: 5/840؛ وأبو داود فى الأدب: باب كم مرة يشمت العاطس: 4/308؛ وفى مثل هذا الباب أخرجه الترمذى: 5/84؛ وفيه: «ثم عطس الثانية والثالثة» ، وقال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح. وعنده أيضاً: «قال له فى الثالثة» ثم قال: هذا أصح من حديث ابن المبارك وأخرجه النسائى فى اليوم والليلة كما فى تحفة الأشراف: 4/37؛ وأخرجه ابن ماجه فى الأدب: باب تشميت العاطس: 2/1223؛ ولفظه: «يشمت العاطس ثلاثاً فما زاد فهو مزكوم» .
سلمة، حدثنى أبى. قال: خرجنا مع أبى بكر بن أبى قحافة، وأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا، فقال: غَزَوْنا فَزَارَة فلمَّا دَنَوْنا مِنْ المْاءِ، أَمَرنَا أَبو بَكر فَعَرَّسْنا (1)، قال: فلما صلينا الصبح أمرنا أبو بكر فشننا الغارة، فقتلنا على الماء من قتلنا، قال سلمة: ثم نظرت إلى عنق (2) من الناس فيه الذرية والنساء نحو الجبل، وأنا أعدو فى آثارهم، فخشيت أن يسبقونى إلى الجبل، فرميت بسهمٍ، فوقع بينهم وبين الجبل، قال: فجئت بهم أسوقهم إلى أبى بكر، حتى أتيته إلى الماء، وفيهم امرأةٌ من فزارة عليها قشع (3) من أدم، ومعها ابنة لها من أحسن العرب، قال فنفلنى أبو بكر بنتها، قال: فما هتكت ثوباً حتى قدمت المدينة، ثم بت فلم أكشف لها ثوباً، قال: فلقينى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى السوق، فقال لى:«يا سَلَمةُ هَبْ لِى المرأة» ، قال فقلت: يا رسول الله والله إنها أعجبتنى وما كشفت لها ثوباً، قال: فسكت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتركنى حتى إذا كان من الغد/ فلقينى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى السوق فقال:«يا سَلَمةُ هَبْ لِى المرأةَ للهِ أَبُوك» ، فقال: قلت: يا رسول الله والله أعجبتنى ما كشفت لها ثوباً، وهى لك يا رسول الله، فبعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة، وفى أيديهم أسارى من المسلمين ففداهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بتلك المرأة (4) .
رواه مسلم، وأبو داود، والنسائى، وابن ماجه، من حديث عكرمة بن عمار (5) .
(1) التعريس: نزول المسافر آخر الليل. النهاية: 3/80.
(2)
عنق من الناس: جماعة منهم. النهاية: 3/134،
(3)
القشع: الفرو الخلق. النهاية: 3/255.
(4)
من حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/46.
(5)
الخبر أخرجه مسلم فى الجهاد والسير: التنفيل وفداء المسلمين بالأسارى: 4/359؛ وأخرجه أبو داود فى الجهاد: باب الرخصة فى المدركين يفرق بينهم: 3/64؛ والنسائى فى الكبرى كما فى تحفة الأشراف: 4/38؛ وابن ماجه فى الجهاد: باب فداء الأسارى: 2/949.
4478 -
حدثنا قران بن تمام، عن عكرمة اليمامى، عن إياس بن سلمة، عن أبيه. قال:«خرجت مع أبى بكر فى غزاة هوازن فنفلنى جارية فاستوهبها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبعث بها إلى مكة، ففدى بها أناساً من المسلمين» (1) .
4479 -
حدثنا عبد الصمد، حدثنا عمر بن راشد اليمامى، حدثنا إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أَسْلَمُ سَالَمَها اللهُ، وغِفَار غَفَرَ اللهُ لَهَا، أَما والله، مَا أَنا قُلْتُه ولكن الله قالهُ» (2) تفرد به.
4480 -
حدثنا عبد الصمد، حدثنا عكرمة، حدثنا إياس، حدثنى أبى. قال: قدمنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديبية، ونحن أربع عشرة مائة، وعليها خمسون شاة لا ترويها، فقعد الله صلى الله عليه وسلم على حيالها، فإما دعا وإما بسق (3) ، فجاشت فسقينا، واستقينا. قال: ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم دعا بالبيعة فى أصل الشجرة، فبايعه أول الناس، وبايع، وبايع، حتى إذا كان فى وسط من الناس. قال:«يا سلمة بايعنى» . قال: قد بايعتك فى أول الناس يا رسول الله، قال:«وأيضاً» فبايع، ورآنى عزلاً (4) فأعطانى جحفة أو درقة (5) ، ثم بايع وبايع، حتى إذا كان فى آخر الناس. قال:«ألا تبايعنى» قال: قلت: يا رسول الله الله قد بايعتك أول
(1) من حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/47.
(2)
من حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/47.
(3)
بسق: لغة فى بزق وبصق. النهاية: 1/79.
(4)
فرآنى عزلاً أى ليس معى سلاح، والجمع أعزال كجنب وأجناب. النهاية: 3/93.
(5)
الدرقة: هى الجحفة وهى ترس من جلود ليس فيه خشب ولا عقب. اللسان: 2/1263.
الناس وأوسطهم وآخرهم، قال:«وأيضاً فبايع» ، فبايعته ثم قال:«أين درقتك أو جحفتك التى أعطيتك» ، قال: قلت: يا رسول الله لقينى عمى عامر عزلاً، فأعطيته إياها، قال: فقال: «إنك كالذى قال اللهم ابغنى حبيبا هو أحب إلى من نفسى» ، وضحك ثم إن المشركين راسلونا الصلح، حتى مشى بعضنا إلى بعض. قال: وكنت تبيعا لطلحة بن عبيد الله أحس (1) فرسه، وأسقيه، وآكل من طعامه، وتركت أهلى ومالى مهاجراً إلى الله ورسوله، فلما اصطلحنا نحن وأهل مكة، واختلط بعضنا ببعض أتيت الشجرة فكسحت شوكها، وانبطحت فى ظلها، فأتانى أربعة من أهل مكة، فجعلوا وهم مشركون يقعون فى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتحولت عنهم إلى شجرة أخرى، وعلقوا سلاحهم، واضطجعوا، فبينما هم كذلك إذ نادى مناد من أسفل الوادى: / يا آل المهاجرين.
قتل ابن زنيم، فاخترطت سيفى، فشددت على الأربعة فأخذت سلاحهم، فجعلته ضغثا (2) ثم قلت: والذى أكرم محمداً لا يرفع رجلٌ منكم رأسه إلا ضربت الذى ـ يعنى فيه عيناه ـ فجئت أسوقهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاء عمى عامر بن مكرز يقود به فرسه يقود سبعين حتى وقفناهم فنظر إليهم، فقال: دعوهم يكون لهم بدو الفجور، عفا عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنزلت {وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ} (3) ثم رجعنا إلى المدينة، فنزلنا منزلاً يقال له لحى جمل (4) ، فاستغفر رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن رقى الجبل فى تلك الليلة، وكان طليعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فرقيت تلك الليلة
(1) أحس فرسه: حس الدابة يحسها حساً نفض عنها التراب، والمراد يتعهد الفرس ويرعاه. يراجع اللسان.
(2)
ضغثا: أى حزمة. النهاية: 3/21.
(3)
الآية 24 من سورة الفتح.
(4)
لحى جمل: موضع بين مكة والمدينة. معجم البلدان 5/15.
مرتين، أو ثلاثة، ثم قدمنا المدينة، وبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهره مع غلامه رباح، وأنا معه، خرجت بفرس طلحة أبدية (1) على ظهره، فلما أصبحنا إذا عبد الرحمن بن عيينة الفزارى، قد أغار على ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتسفه أجمع وقتل راعيه (2) .
(1) أبديه: أبرزه مع الإبل إلى مواضع الكلأ. النهاية: 1/68.
(2)
من حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/48.
4481 -
حدثنا عبد الرحمن بن يزيد، حدثنا عكرمة بن عمار، حدثنا إياس ابن سلمة بن الأكوع، عن أبيه قال:«نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم منزلاً، فجاء عين المشركين ورسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يتصبحون، فدعوه إلى طعامهم، فلما فرغ الرجل ركب على راحلته، ثم ذهب مسرعاً لينذر أصحابه، قال سلمة: فأدركته فأنخت راحلته، وضربت عنقه فغنمنى رسول الله صلى الله عليه وسلم سلبه» (1) .
4482 -
وكذا رواه مسلم بطوله من طريق عكرمة بن عمار، ورواه أبو داود من حديثه مختصراً (2) .
4483 -
حدثنا حماد بن خالد، عن أيوب بن عتبة، عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذَا حَضَرَت الصَّلاةُ والْعَشَاءُ فَابْدَءُوا بِالْعَشاء» (3) تفرد به.
4484 -
حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا عكرمة، حدثنى إياس بن سلمة بن الأكوع، قال: حدثنى أبى قال: غزوت مع رسول
(1) من حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/49.
(2)
أخرجه مسلم فى الجهاد والسير: باب استحقاق القاتل سلب القتيل: 4/358؛ وأخرجه أبو داود فى الجهاد: باب فى الجاسوس المستأمن: 3/49.
(3)
من حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/49.
الله صلى الله عليه وسلم هوازن. قال: فبينما نحن نتضحى ـ وعامتنا مشاة فينا ضعفة ـ إذ جاء رجلٌ على جملٍ أحمر، فانتزع طلقاً من حقبه (1) فقيد به جمله ـ رجل شاب ـ ثم جاء يتغدى مع القوم، فلما رأى ضعفهم، ورقة ظهرهم خرج إلى جمله، فأطلقه، ثم أناخه، فقعد عليه، ثم خرج يركضه، واتبعه رجل من أسلم، من صحابه النبى صلى الله عليه وسلم على ناقة ورقاء، هى أمثل ظهر القوم، فاتبعه. قال: وخرجت أعدو فأدركته، ورأس الناقة عند ورك الجمل، وكنت عند/ ورك الناقة، ثم تقدمت حتى أخذت بخطام الجمل، فأنخته، فلما وضع ركبته إلى الأرض اخترطت سيفى فأضرب به رأسه، فندر (2) ، فجئت براحلته وما عليها أقوده، فاستقبلنى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى الناس مقبلاً، قال:«مَنْ قَتَلَ الرّجلَ؟ قالوا: ابن الأكوع. قال: «له سلبه أجمع» (3) .
(1) انتزع طلقاً من حقبة: الطلق بالتحريك قيد من جلود أى أنه انتزعه من حقيبته، وهى الزيادة التى تجعل فى مؤخر القتب، والوعاء الذى يجمع الرجل فيهزاده. النهاية: 1/243، 3/42.
(2)
نور: سقط. النهاية: 4/134.
(3)
من حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/49.
4485 -
رواه مسلم وأبو داود من حديث عكرمة بن عمار (1) .
4486 -
حدثنا يحيى بن سعيد، عن عكرمة بن عمار. قال: حدثنى إياس بن سلمة: أن أباه أخبره: أن رجلاً عطس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له النبى صلى الله عليه وسلم: «يَرْحَمُكَ اللهُ» ، ثم عطس الثانية أو الثالثة، فقال النبى صلى الله عليه وسلم:«إنّه مَزْكُوم» (2) .
(1) سبق تخريج الخبر عند مسلم: 4/358؛ وأبى داود: 3/49.
(2)
من بقية حديث ابن الأكوع فى المسند: 4/50.
4487 -
حدثنا يحيى، حدثنا عكرمة، حدثنى إياس بن سلمة، عن أبيه: أن النبى صلى الله عليه وسلم رأى رجلاً يأكل بشماله، فقال:«كُلْ بِيَمِينك» ، قال: لا أستطيع. قال: «لا اسْتَطَعْتَ» . قال: فما وصلت إلى فيه بعد (1) .
4488 -
حدثنا جعفر بن عون، حدثنا أبو عميس، عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه. قال: جاء عين للمشركين إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فلما طعم انسل، قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عَلَى الرَّجُلِ اقْتُلُوا» ، قال: فابتدر القوم قال: وكان أبى يسبق الفرس شداً قال: فسبقتهم إليه، فأخذ بزمام ناقته أو بخاطمها. قال: ثم قتله. قال: فنفله رسول الله صلى الله عليه وسلم سلبه (2) .
4489 -
حدثنا بهز، حدثنا عكرمة بن عمار، حدثنا إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه، قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم هوازن وغطفان، فبينما نحن كذلك إذ جاءه رجل على جمل أحمر، فانتزع شيئاً من حقب البعير فقيد به البعير ثم جاء يمشى، حتى قعد معنا يتغدى، قال: فنظر فى القوم فإذا ظهرهم فيه قلة، وأكثرهم مشاة، فلما نظر إلى القوم خرج يعدو، قال: فأتى بعيره، فقعد، قال: فخرج يركضه، وهو طليعة للكفار، فاتبعه رجل منا من أسلم على ناقة له ورقاء، قال إياس: قال أبى: فاتبعته أعدو على رجلى. قال: ورأس الناقة عند ورك الجمل قال: ولحقته، فكنت عند ورك الناقة. قال: وتقدمت حتى كنت عند
(1) من بقية حديث ابن الأكوع فى المسند: 4/50.
(2)
المصدر السابق.
ورك الجمل، ثم تقدمت، حتى أخذت بخطام الجمل، فقلت له إخ (1) فلما وضع الجمل ركبته إلى الأرض اخترطت سيفى فضربت رأسه فندر، ثم جئت براحلته أقودها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستقبلنى رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الناس، قال:«مَنْ قَتَلَ هذا الرّجل؟» قالوا: ابن الأكوع، فقال صلى الله عليه وسلم:«لهُ سلبه اجمع» (2) .
(1) إخ: كلمة تقال البعير إذا زجر ليبرك ولا فعل له، ولا يقال: أخخت الجمل ولكن أنخته. اللسان: 1/35.
(2)
من بقية حديث ابن الأكوع فى المسند: 4/51.
4490 -
حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا عكرمة / بن عمار، حدثنا إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه. قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم أبا بكر إلى فزارة، وخرجت معه، حتى إذا دنونا من الماء عرس أبو بكر، حتى إذا صلينا الصبح أمرنا فشننا الغارة، فوردنا الماء فقتل أبو بكر من قتل، ونحن معه، قال سلمة: فرأيت عنقاً من الناس فيهم الذرارى فخشيت أن يسبقونى إلى الجبل، فأدركتهم، فرميت بسهم بينهم وبين الجبل، فلما رأوا السهم قاموا فإذا امرأة من فزارة عليها قشع من أدم معها بنت من أحسن العرب، فجئت أسوقهن إلى أبى بكر، فنفلنى أبو بكر ابنتها، فلم أكشف لها ثوباً، حتى قدمت المدينة، ثم باتت عندى، قلم أكشف لها ثوباً، حتى لقينى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى السوق فقال:«يَا سَلَمةُ هَبْ لِى المرأَةَ» ، قال: يا نبى الله والله لقد أعجبتنى وما كشفت لها ثوباً، قال: فسكت حتى إذا ما كان الغد لقينى رسول الله صلى الله عليه وسلم فى السوق ولم أكشف لها ثوباً، فقال:«يا سلمة هب لى المرأة لله أبوك» ، قلت: يا رسول الله لك هى، قال: فبعث بها رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أهل مكة ففدى بها أسارى من المسلمين كانوا فى أيدى المشركين (1) .
(1) من بقية حديث ابن الأكوع فى المسند: 4/51.
4491 -
حدثنا أبو النضر، حدثنى عكرمة، حدثنى إياس بن سلمة، أخبربنى أبى قال: بارز عمى يوم خيبر مرحباً اليهودى فقال مرحب:
قد علمت خيبر بأنى مرحب
…
شاكى السلاح بطل مجرب
إذا الحروب
…
أقبلت تلهب
فقال عمى عامر:
قد علمت خيبر أنى عامر
…
شاكى السلاح بطل مغامر
فاختلفا ضربتين، فوقع سيف مرحب فى ترس عامر، وذهب يسفل (1) له، فرجع السيف على ساقه، فقطع أكحله (2) فكانت فيه نفسه، قال سلمة بن الأكوع، فلقيت أناساً من صحابة النبى صلى الله عليه وسلم، فقالوا: بطل عمل عامر، قتل نفسه. قال سلمة: فجئت إلى نبى الله صلى الله عليه وسلم أبكى، قلت: يا رسول الله بطل عمل عامر، قال:«من قال ذلك؟» قلت: ناسٌ من أصحابك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كَذَبّ مَنْ قالَ ذَلِكَ بَلْ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتين إنّه حينَ خَرَجَ إلى خَيْبَر جَعَلَ يَرْتَجِزُ بأَصْحاب النبى صلى الله عليه وسلم وفيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ?وفيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم يسوق الركاب وهو يقول/:
تالله لولا الله ما اهتدينا
…
وما تصدقنا ولا صلينا
إن الذين قد بغوا علينا
…
إذا أرادوا فتنة أبينا
ونحن عن فضلك ما استغنينا
…
فثبت الأقدام إن لاقينا
وأنزلن سيكنةً علينا
(1) يسفل له: يصوب له. أساس البلاغة: 1/444.
(2)
الأكحل عرق فى وسط الذراع. النهاية: 4/10.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ هذا؟» قال: عامر يا رسول الله. قال: غفر لك ربك، قال: وما استغفر لإنسان قط يخصه إلا استشهد، فلما سمع ذلك عمر بن الخطاب قال: يا رسول الله لو متعتنا بعامر، فقدم، فاستشهد. قال سلمة: ثم إن نبى الله صلى الله عليه وسلم أرسلنى إلى على، فقال:«لأُعْطَيِنّ الرايةَ اليومَ رَجُلاً يحبّ الله ورسوله أو يحُّبه الله ورَسوله» ، قال فجئت به أقوده أرمد فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم فى عينه، ثم أعطاه الراية، فخرج مرحب يخطر بسيفه، فقال:
قد علمت خيبر أنى مرحب
…
شاكى السلاح بطل مجرب
إذا الحروب
…
أقبلت تلهب
فقال على بن أبى طالب، كرم الله وجهه:
أنا الذى سمتنى أمى حيدرة
…
كليث غابات كريه المنظرة
أوفيهم بالصاع كيل السندره (1)
ففلق رأس مرحب بالسيف، وكان الفتح على يديه (2) ، تفرد به.
(1) اكيلكم بالسيف كيل السندرة: أقتلكم قتلاً واسعاً ذريعاً والسندرة مكيال واسع قيل ويحتمل أن يكون اتخذ من السندرة وهى وهى شجرة يعمل منها النبل والقسى. النهاية: 2/185.
(2)
من بقية حديث ابن الأكوع فى المسند: 4/51.
4492 -
حدثنا هاشم بن القاسم، حدثنا عكرمة بن عمار، حدثنى إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه. قال: قدمنا المدينة زمن الحديبية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرجت أنا، ورباح غلام رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخرجت بفرس طلحة بن عبيد الله كنت أريد أن أبديه (1) مع الإبل، فلما كان بغلس (2) أغار عبد الرحمن بن عيينة على
(1) أبديه مع الإبل: أبرزه معها إلى مواضع الكلأ. وكل شىء أظهرته فقد أبديته وبديته. النهاية: 1/68.
(2)
غلس: ظلمة آخر الليل. النهاية: 3/166.
إبل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقتل راعيها، وخرج يطردها (1) هو وأناس معه فى خيل، فقلت يا رباح اقعد على هذا الفرس فألحقه بطلحة، وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قد أغير على سرحه (2) . قال: فقمت على تل، فجعلت وجهى من قبل المدينة، ثم ناديت ثلاث مرات: يا صباحاه (3) قال: ثم اتبعت القوم معى سيفى ونبلى، فجعلت أرميهم وأغفر بهم (4) ، وذلك حين يكثر الشجر، فإذا رجع إلى فارس جلست له فى أصل شجرة، ثم رميت، فلا يقبل على فارس إلا عقرت به، فجعلت أرميهم فأقول:
أنا ابن الأكوع
…
واليوم يوم الرضع (5) /
فألحق برجل منهم، فأرميه، وهو على راحلته، فيقع سهمى فى الرجل، حتى انتظمت (6) كتفه، فقلت:
خذها وأنا ابن الأكوع
…
واليوم يوم الرضع
فإذا كنت فى الشجر أحرقتهم (7) بالنبل، فإذا تضايقت الثنايا (8) علوت
(1) الطرد: الإبعاد.
(2)
السرح: اسم جمع وليس بتكسير سارح. النهاية: 2/156.
(3)
يا صباحاه: هذه كلمة يقولها المستغيث وأصلها إذا صاحوا للغارة لأنهم أكثر ما كانوا يغيرون عند الصباح، فهو يقول: قد غشينا العدو. النهاية: 2/250.
(4)
أعقر بهم: أقتل مركوبهم، يقال: عقرت به إذا قتلت مركوبه وجعلته راجلاً. النهاية: 3/114.
(5)
اليوم يوم الرضع: جمع اضع كشاهد وشهد أى خذ الرمية منى واليوم يوم هلاك اللثام. النهاية: 2/80.
(6)
انتظمه: طعنه بالرمح حتى ينفذه. اللسان: 7/4469.
(7)
أحرقتهم: أهلكتهم. النهاية: 1/218.
(8)
الثنايا: جمع ثنية، والثنية فى الجبل كالعقبة فيه وقيل هى والطريق العالى فيه. النهاية: 1/136.
الجبل، فرديتهم (1) بالحجارة فما زال ذلك شأنى وشأنهم أتبعهم وأرتجز حتى ما خلق الله شيئاً من ظهر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا خلفته وراء ظهرى، فاستقته من أيديهم، ثم لم أزل أرمهم، حتى ألقوا أكثر من ثلاثين رمحاً وأكثر من ثلاثين برده (2) يستخفون منها، ولا يلقون من ذلك شيئاً إلا جعلت عليه حجارة، وجمعت على طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى إذا اشتد الضحى أتاهم عيينة بن بدر الفزارى مداداً لهم، وهم فى ثنية ضيقة، ثم علوت الجبل، فأنا فوقهم، فقال عيينة: ما هذا الذى أرى؟ قالوا: لقينا من هذا البرح (3) ما فارقنا بسحر حتى الآن، وأخذ كل شىءٍ فى أيدينا، وجعله وراء ظهره. قال عيينة: لولا أن هذا يرى أن وراءه طلباً (4) لقد ترككم ليقم إليه نفر منكم، فقام إليه نفر منهم أربعة، فصعدوا فى الجبل، فلما أسمعتهم الصوت قلت: أتعرفونى؟ قالوا: ومن أنت؟ قلت: أنا ابن الأكوع، والذى كرم وجه محمد صلى الله عليه وسلم لا يطلبنى منكم، فيدركنى، ولا أطلبه فيفوتنى، فقال رجل منهم إن أظن (5)
قال: فما برحت مقعدى حتى نظرت إلى فوارس رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخللون الشجر، وإذا أولهم الأخرم الأسدى، وعلى أثره أبو قتادة فارس رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى أثر أبى قتادة المقداد الكندى، فولى المشركون مدبرين، وأنزل من الجبل فأعرض للأخرم فآخذ بعنان فرسه، فقلت: يا أخرم ائذن القوم ـ يعنى احذرهم ـ فإنى لا آمن أن يقطعوك (6) فاتئد حتى يلحق رسول الله
(1) رديتهم بالحجارة: رميتهم بها، يقال ردى يردى ردياً إذا رمى والمردى والمرداة الحجر وأكثر ما يقال فى الحجر الثقيل. النهاية: 2/77.
(2)
البردة والبرد: نوع من الثياب معروف. النهاية: 1/72.
(3)
لقينا منه البرح: أى الشدة. النهاية: 1/70.
(4)
طلبا: جمع طالب.
(5)
إن: بمعنى نعم. اللسان: 1/156..
(6)
أن يقطعوك: أن يؤخذ وينفرد به. النهاية: 3/264.
- صلى الله عليه وسلم، وأصحابه. قال: يا سلمة إن كنت تؤمن بالله واليوم الآخر، وتعلم أن الجنة حق والنار حق فلا تحل بينى وبين الشهادة، قال: فخليت عنان فرسه، فيلحق بعبد الرحمن بن عيينة، ويعطف عليه عبد الرحمن، فاختلفا طعنتين، فعقر الأخرم بعبد الرحمن، وطعنه عبد الرحمن، فقتله، فتحول عبد الرحمن على فرس الأخرم، فيلحق أبو قتادة بعبد الرحمن، فاختلفا طعنتين، فعقر (1) بأبى قتادة، وقتله أبو قتادة، وتحول أبو قتادة على فرس الأخرم، ثم خرجت أعدو فى/ أثر القوم، حتى ما أرى فى غبار صحابه رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً، ويعرضون قبل غيبوبة الشمس إلى شعب فيه ماءٌ يقال له ذو قرد (2) فأرادوا أن يشربوا منه، فأبصرونى أعدو وراءهم، فعطفوا عنه، واشتدوا فى الثنية ثنية ذى بئر (3) ، وغربت الشمس، فألحق رجلاً فأرميه، فقلت:
خذها وأنا ابن الأكوع
…
واليوم يوم الرضع
قال: فقال: يا ثكل أم الأكوع بكرة. قلت: نعم أى عدو نفسه، وكان الذى رميته بكرةً، فأتبعته سهماً آخر، فعلق به سهمان، ويخلفون فرسين، فجئت أسوقهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو على الماء الذى جليتهم (4) عنه ذو قرد، فإذا بنبى الله صلى الله عليه وسلم فى خمسمائة، وإذا بلالٌ قد دحر جروراً مما خلفته فهو يشوى لرسول الله صلى الله عليه وسلم من كبدها، وسنامها
(1) عقد بأبى قتادة: عرفت دابته. النهاية: 3/114.
(2)
ذو قرد: ماء على ليلتين من المدينة بينها وبين خيبر، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم انتهى إليه لما خرج فى طلب عيينة حين أغار على لقاحة. معجم البلدان: 4/312.
(3)
الثنية: الثنية فى الجبل كالعقبة فيه، وقيل هو الطريق العالى فيه. النهاية: 1/136.
(4)
جليتهم: نفيتهم وأبعدتهم. النهاية: 1/174.
فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: يا رسول الله خلنى فأنتخب من أصحابك مائةً، فآخذ على الكفار عشوة، فلا يبقى منهم مخير إلا قتلته. قال:«أكنت فاعلاً ذلك يا سلمة» ، قال: قلت: نعم، والذى أكرمك، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم فبدت نواجذه فى ضوء النار، ثم قال:«إنهم يقرون (1) الآن بأرض غطفان، فجاء رجل من غطفان» ، فقال: مروا على فلان الغطفانى فنحر لهم جزورا، فلما أخذوا يكشطون جلدها رأوا غبرة (2) ، فتركوها وخرجوا هراباً، فلما أصبحنا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«خَيْرُ فُرْسانِنا اليومَ أبو قَتَادة، وخَيْر رَجَّالَتنَا سَلَمةُ» فأعطانى رسول الله صلى الله عليه وسلم سهم الراجل والفارس جميعاً، ثم أردفنى وراءه العضباء راجعين إلى المدينة، فلما كان بيننا وبينها قريباً من ضحوةٍ وفى القوم رجلٌ من الأنصار كان لا يسبق، جعل ينادى: هل من مسابق؟ ألا رجل يسابق إلى المدينة؟ فأعاد ذلك مراراً وأنا وراء رسول الله صلى الله عليه وسلم مردفى، قلت له: أما تكرم كريماً ولا تهاب شريفاً؟ قال: لا، إلَاّ رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: قلت: يا رسول الله بأبى أنت وأمى خلنى فلأسابق الرجل، قال:«إن شئت» ، قلت: أذهب إليك فطفر (3)
عن راحلته وثنيت رجلى فطفرت عن الناقة، ثم إنى ربطت عليها شرفاً أو شرفين، حتى استبقيت (4) نفسى، ثم إنى عدوت حتى ألحقه، فأصك بين كتفيه بيدى. قلت: سبقتك والله أو كلمة/ نحوهما، قال: فضحك، وقال: إن أظن، حتى قدمنا المدينة» (5) .
(1) يقرون: يسكنون ويقيمون. النهاية: 3/240.
(2)
الغبرة: التراب المتصاعد.
(3)
طفر عن راحلته: وثب. النهاية: 3/10..
(4)
استبقيت نفسى: لم أعرضها للهلاك. يراجع اللسان: 1/331.
(5)
من بقية حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/52.
4493 -
رواه مسلم وأبو قتادة من حديث عكرمة بن عمار به (1) .
4494 -
حدثنا أبو النضر، حدثنا أيوب بن عتبة، أبو يحيى قاضى اليمامة، حدثنا إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إِذَا حَضَرَت الصّلاةُ وَالعَشاء فَابْدءُوا بالعَشاء» (2) تفرد به.
4495 -
حدثنا أبو النضر، حدثنا أيوب بن عتبة، حدثنا إياس بن سلمة، عن أبيه. قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ سَلَّ عَلَيْنا السَّيف فليسَ مِنَا» (3) .
روى مسلم من حديث عكرمة عن إياس به نحوه (4) .
4496 -
حدثنا أبو سلمة الخزاعى. قال: أنبأنا يعلى بن الحارث، أنبأنا إياس ابن سلمة، عن أبيه. قال:«كنا نصلى مع النبى صلى الله عليه وسلم الجمعة، ثم نرجع وما للحيطان فىء يستظل به» (5) .
4497 -
حدثنا عبد الصمد، حدثنا عمر بن راشد اليمامى، حدثنا إياس بن سلمة بن الأكوع الأسلمى، عن أبيه. قال: ما سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يستفتح دعاء إلا استفتحه: «بسُبْحان رَبِّى الأَعلى العَلِىّ الوَهّاب» . وقال سَلَمة: بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم فيمن بايعه تحت الشجرة، ثم مررت به
(1) الخبر أخرجه مسلم بطوله فى الجهاد والسير: باب غزوة ذقرد وغيرها: 4/456.
(2)
من بقية حديث سلمة بن الأكوع: 4/54.
(3)
الموطن السابق.
(4)
الخبر أخرجه مسلم فى الإيمان: باب من حمل علينا السلاح فليس منا: 1/298.
(5)
من بقية حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/54.
بعد ذلك ومعه قوم فقال: «بايع يا سلمة» . فقلت: قد فعلت، قال:«وأيضاً» فبايعته الثانية (1) تفرد به.
(1) من بقية حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/55.
4498 -
حدثنا يونس بن محمد، حدثنا عبد الواحد بن زياد، حدثنا أبو عميس، عن إباس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه. قال:«رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم فى متعة النساء عام أوطاس ثلاثة أيام، ثم نهى عنها» (1) .
رواه مسلم، عن أبى بكر بن أبى شيبة، عن يونس بن محمد به (2) .
4499 -
حدثنا يحيى بن غيلان، حدثنا المفضل ـ يعنى ابن فضالة ـ، قال: حدثنى يحيى بن أيوب، عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن إياس بن سلمة بن الأكوع: أن أباه حدثه: أن سلمة قدم المدينة فلقيه بريدة بن الحصيب، فقال: ارتددت عن هجرتك يا سلمة. فقال: معاذ الله إنى فى إذن من رسول الله صلى الله عليه وسلم إنى سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أبْودُوا يا أَسْلم فَتَنَسَّموا الرَّياح واسكنوا الشعِّاب» ، فقالوا: إنَّا نخاف يا رسول الله أن يضرنا ذلك فى هجرتنا. فقال: «أنتم مهاجرون حيث كنتم» (3) تفرد به.
(أحاديث أخر من رواية إياس بن سلمة بن الأكوع عن أبيه) /
4500 -
الأول: علقه البخارى فى كتاب النكاح فقال: وقال ابن أبى ذئب: حدثنى إياس بن سلمة، عن أبيه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(1) من بقية حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/54.
(2)
الخبر أخرجه مسلم فى النكاح: باب حكم نكاح المتعة: 3/556.
(3)
من بقية حديث سلمة بن الأكوع فى المسند: 4/55.
«أَيُّما رَجُل وَامْرَأَةٍ تَوَافَقَا فَعِشْرةُ ما بَيْنَهُما ثلاث ليالٍ، فإن أَحَبَّا أَن يَتَزايَدا أو يَتَتاركا تَتَاركا» ، فما أدرى أشىءٌ كان لنا خاصة أم للناس عامة؟ قال أبو عبد الله: وقد بينه على عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه منسوخ (1) .
قلت: وقد تقدم من رواية أبى العميس، عن إياس، عن أبيه. قال: رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم عام أوطاس المتعة ثلاثاً، ثم نهى عنها» رواه مسلم (2) .
(1) أخرجه البخارى فى: باب نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نكاح المتعة أخيراً: 9/167.
(2)
يرجع إلى تخريجات الخبر، ص573.
4501 -
الثانى: رواه مسلم فى المغازى، من حديث عكرمة بن عمار، عن إياس، عن أبيه. قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى غزوة، فأصابنا جهد، حتى هممنا أن ننحر بعض ظهرنا، فأمر نبى الله صلى الله عليه وسلم، فجمعنا أزوادنا، ثم دعا فيها بالبركة، فملأناأوعيتنا، وكان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إداوة من ماء فتطهرنا منها جميعاً. الحديث (1) .
4502 -
الثالث: رواه مسلم فى المغازى أيضاً، وأبو يعلى من حديث عكرمة، عن إياس. قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حنينا، فلما واجهنا العدو تقدمت، فأعلو ثنية، فاستقبلنى رجل من العدو، فأرميه بسهم، فتوارى عنى، فما دريت ما صنع، ثم نظرت إلى القوم، فإذا هم قد طلعوا من ثنية أخرى فالتقوا
مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانهزم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرجع منهزماً [وعلى بردتان متزراً بأحداهما مرتدياً بالآخر، فاستطلق إزارى فجمعتهما جميعا] فمررت برسول الله صلى الله عليه وسلم منهزماً] ، وهو
(1) الخبر أخرجه مسلم فى اللقطة: باب استحباب خلط الأزواد إذا قلت؛ أخرجه بأتم من هذا وهو عند المصنف وفى تحفة الأشراف أيضاً: 4/40 أنه أخرجه فى المغازى وما بين يدينا من صحيح مسلم: 4/328 أنه أخرجه فى اللقطة.
على بغلته الشهباء، فقال:«لقد رأى ابن الأكوع فزعاً» . فلما غشوه قبض قبضة من التراب، فقال: «شاهت الوجوه فما خلق الله منهم إنساناً إلا ملأ عينيه تراباً، فولوا مدبرين فهزمهم الله تعالى وقسم غنائمهم بين المسلمين (1) .
(1) الخبر أخرجه مسلم فى: باب غزوة حنين: 4/408؛ وما بين المعكوفات استكمال منه.
4503 -
الرابع: رواه مسلم فى التوبة، من حديث عكرمة، عن إياس، عن أبيه قال: عدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً فوضعت يدى عليه، فقلت والله ما رأيت كاليوم أشد حراً فقال:«بلى يوم القيامة» (1) .
4504 -
الخامس: قال الترمذى فى البر والصلة: حدثنا أبو كريب، حدثنا أبو معاوية، عن عمر بن راشد، عن إياس بن سلمة، عن أبيه. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يَزال الرَّجُل يَذْهَبُ بِنَفْسِه حتَّى يُكَتب فى الْجَبَّارِين فَيُصِيبُهُ ما أَصَابَهم» (2) .
4505 -
السادس: رواه ابن ماجه فى الحج، عن أبى بكر بن أبى شيبة، عن/ عبيد الله بن موسى، عن موسى بن عبيدة، عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه: أن النبى صلى الله عليه وسلم «كان فى بُدنْه جَملٌ» (3) .
4506 -
السابع: رواه الطبرانى، من حديث عكرمة بن عمار، عن إياس، عن أبيه. قال: جاء أعرابى، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: متى
(1) الخبر أخرجه مسلم فى: صفات المنافقين وأحكامهم: 5/652؛ وعند مسلم اللفظ أتم.
(2)
الخبر أخرجه الترمذى: باب ما جاء فى الكبر: 4/362، وقال: هذا حديث حسن غريب.
(3)
الخبر أخرجه ابن ماجه فى: باب الهدى من الإناث والذكور: 2/1053، وفى الزوائد: فى إسناده موسى بن عبيدة الربذى، ضعفه أحمد وابن معين وغيرهما.
الساعة؟ فقال: «غَيْبٌ وَلا يَعْلَمُ الغَيْبَ إلَاّ اللهُ» . قال: فمتى تمطر؟ قال: «غَيْبٌ وَلا يَعْلَمُ الغَيْبَ إلَاّ اللهُ» ، قال: فما فى بطن فرسى هذه: قال: «غَيْبٌ وَلا يَعْلَمُ الغَيْبَ إلَاّ اللهُ» ، [قال: فأعطنى سيفك. قال: «ها» ] ، قال: فأخذ سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فسله، ثم هزه أراد أن يضرب به رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال:«إنك لا تستطيع ذلك» ، فغمد السيف (1) . بقصة غورث بن الحارث والله أعلم (2) .
(1) كلمة غير واضحة بالمخطوط وهى لا تؤثر على السياق.
(2)
المعجم الكبير للطبرانى: 7/20؛ وقال الهيثمى: رواه الطبرانى ورجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 8/227.
4507 -
الثامن: بهذا الإسناد قال: «تدلت برسول الله صلى الله عليه وسلم بغلته الشهباء والحسن والحسين هذا بين يديه وهذا وراءه» (1) .
4508 -
التاسع: وبه مرفوعاً: «أبو بكر الصديق خير الناس إلا أن يكون نبى» (2) .
4509 -
العاشر: وبه: «إن النار لا تشفى أحداً» (3) .
4510 -
الحادى عشر: وبه: «إذا أقبل الليل من هنا، وأدبر النهار من هنا فقد أفطر الصائم» (4) .
4511 -
الثانى عشر: رواه الطبرانى أيضاً، من حديث عمر بن
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 7/21.
(2)
قال الهيثمى: رواه الطبرانى وفيه إسماعيل بن زياد وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 9/44.
(3)
قال الهيثمى: رواه الطبرانى وفيه عبد الله بن يزيد البكرى، ضعفه أبو حاتم. مجمع الزوائد: 5/97، ويرجع إليه فى جمع الجوامع: 3/2000.
(4)
جمع الجوامع: 1/409.
يونس، عن إياس، عن أبيه مرفوعا:«أسلم سالمها الله، وغفار غفر الله لها. ما أنا قلته ولكن الله قاله» (1) .
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 7/23؛ وقال الهيثمى: فيه عمر بن راشد اليمامى وثقه العجلى، وضعفه الجمهور وبقية رجاله رجال الصحيح. مجمع الزوائد: 10/46.
4512 -
الثالث عشر: من حديث أبى مريم: عبد الغفار بن القاسم، عن إياس بن سلمة بن الأكوع، عن أبيه. قال: أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم بجنازة، فأثنوا عليها خيراً، فقال:«وجبت» ، وأتى بأخرى فأثنوا عليها شراً، فقال:«وجبت» ثم قال: «أنتم شهداء الله فى الأرض والملائكة شهداء الله فى السماء» (1) .
4513 -
الرابع عشر: من حديث موسى بن عبيدة الربذى، عن إياس، عن أبيه مرفوعاً:«النجوم أمان السماء وأهل بيتى أمان أمتى» (2) .
4514 -
الخامس عشر: وبه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بايع لعثمان بإحدى يديه، وقال:«اللهم إنه فى حاجتك وحاجة رسولك» (3) .
وبه: «أهدى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما لحديبية هديا فيه جمل تحت أبى جهل يوم بدر» (4) .
4515 -
ومن حديث على بن يزيد الأسلمى، عن إياس، عن أبيه. قال: «أردفنى رسول الله صلى الله عليه وسلم مراراً، ومسح رأسى مراراً، واستغفر
(1) المعجم الكبر للطبرانى: 7/24؛ وقال الهيثمى: فيه عبد الغفار بن القاسم أبو مريم، وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 3/5.
(2)
المعجم الكبير للطبرانى: 7/25؛ وقال الهثمى: فيه موسى بن عبيدة الربذى وهو متروك. مجمع الزوائد: 9/174.
(3)
المعجم الكبير للطبرانى: 7/26؛ وقال الهيثمى: فيه موسى بن عبيدة الربذى وهو ضعيف. مجمع الزوائد: 9/84.
(4)
المعجم الكبير للطبرانى: 7/26، وقد تقدم قول الهيثمى فى إسناده.
لى/ ولذريتى عدد ما فى يدى من الأصابع» (1) .
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 7/27؛ وقال الهيثمى: رجال الصحيح غير على بن يزيد بن حكيمة وهو ثقة. مجمع الزوائد: 9/363.
4516 -
وقال الواقدى: عن موسى بن محمد بن إبراهيم التيمى، عن إياس، عن أبيه مرفوعاً:«استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولن يحافظ على الوضوء إلا مؤمن» (1) .
4517 -
ومن حديث أبى كريب، عن صيفى، بن ربعى، عن عمر بن موسى الأنصارى، عن إياس، عن أبيه مرفوعا:«لا ترسلوا الإبل بل صروها صراً فإن الشيطان يرضعها» (2) .
4518 -
الحديث العشرون: قال أبو يعلى الموصلى: حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة، حدثنا عبد الله بن موسى، حدثنا موسى بن عبيدة، عن إياس، عن أبيه. قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى غزوة الحديبية فنحر مائة بدنة، ونحن سبع عشرة مائة، ومعه عسرة السلاح ورجال الخيل، وكان فى بدنه جمل فنزل فى الحديبية فصالحه قريش على أن هذا الهدى كله حيث حبسنا.
4519 -
الحادى والعشرون: قال أبو يعلى: حدثنا عبيد بن حباب الحلبى، حدثنا عبد الله بن المبارك، عن موسى بن عبيدة، عن إياس بن سلمة، عن أبيه. قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان إلى مكة فأجاره ابان بن سعيد، حمله على سرجه وردفه حتى قدم به مكة، فقال: يا بن عم ألا أراك تسبل كما يسبل قومك، قال: هكذا يأتزر صاحبنا إلى
(1) المعجم الكبير للطبرانى: 7/28.
(2)
المعجم الكبير للطبرانى: 7/30.