الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غزوة أحد
6523 -
زيد بن ثابت: لمَّا خرج النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى أحدٍ رجع ناسٌ ممَّن خرج معه، فكان أصحابهٌ صلى الله عليه وسلم فيهم فرقتين، قالت فرقةٌ نقتلهم، وقالت فرقةٌ: لا نقتلهم، فنزلت {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَالله أَرْكَسَهُم} [النساء: 88] وقال صلى الله عليه وسلم: ((إنها طيبةٌ تنفي الرجال كما ينفي الكيرُ خبث الحديد)). للشيخين والترمذي (1).
(1) البخاري (4589)، ومسلم (1384).
6524 -
البراءُ بن عازبٍ: لقينا المشركين يومئذٍ، وأجلس النبيُّ صلى الله عليه وسلم جيشًا من الرماة، وأمَّر عليهم عبد الله بن جبيرٍ، وقال:((لا تبرحوا فإن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا، وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تعينونا))، فلمَّا لقيناهم هربوا، حتى رأيتُ النساء يسندن في الجبل، رفعن عن سوقهنَّ حتى بدت خلاخيلهنَّ، فأخذوا يقولون: الغنيمة الغنيمة، فقال عبدُ الله: عهدُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم أن لا تبرحوا، (فأبوا)(1)، فلمَّا أبوا، صرف الله وجوههم، فأصيب سبعون قتيلاً، وأشرف أبو سفيان فقال: أفي القوم محمدٌ؟
فقال: ((لا تجيبوه))، قال: أفي القوم ابنُ أبي قحافة؟
فقال: ((لا تجيبوه))، قال: أفي القوم ابن الخطاب؟
فقال: إنَّ هؤلاء قتلوا فلو كانوا أحياءً لأجابوا، فلم يملك عمر نفسه فقال: كذبت يا عدَّو الله، أبقى الله لك ما يخزيك، قال أبو سفيان: اعلُ هبلٌ، فقال صلى الله عليه وسلم:((أجيبوه))، قالوا: ما نقولُ؟
قال: ((قولوا: الله أعلى وأجلُّ))، قال أبو سفيان: العزى لنا، ولا عزى لكم، فقال صلى الله عليه وسلم ((أجيبوه))، قالوا ما نقولُ؟ قال:((قولوا: الله مولانا ولا مولى لكم))، قال أبو سفيان: يومٌ بيومٍ، والحربُ سجالٌ، وتجدون مثلة، لم آمر بها ولم تسؤني (2).
زاد رزين: قال صلى الله عليه وسلم: ((أجيبوه)) فقالوا: ما نقولُ؟
قال قولوا: لا سواء قتلانا في الجنة، وقتلاكم في النارِ. للبخاري ولأبي داود نحوه.
(1) ساقط من (ب).
(2)
البخاري (4043)، وأبو داود (2662).
6525 -
عائشة: هزم المشركون يوم أحدٍ فصرخ إبليسُ: أي عباد الله أخراكم، فرجعت أولاهم فاجتلدت هي وأخراهم، فنظر حذيفة بن اليمان فإذا هو بأبيه، فقال: أبي أبي، فوالله ما انحجزوا حتى قتلوه، فقال حذيفة: غفر الله لكم، وقال عروة: فوالله ما زالت في حذيفة منها بقيةٌ حتى لقي الله (1).
(1) البخاري (3290).
6526 -
وفي روايةٍ: وقد كان انهزم منهم قومٌ حتى لحقوا بالطائفِ. للبخاري. (1)
(1) البخاري (6883).
6527 -
أنس: لمَّا كان يومُ أحدٍ انهزم ناسٌ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة بين يديهِ مجوبٌ عليه بجحفة، وكان رجلاً راميًا شديد النزع، ولقد كسر يومئذٍ قوسين أو ثلاثةً، وكان الرجلُ يمرُ معه الجعبة من النبل، فيقولُ:((انثرها لأبي طلحة)): ويشرف صلى الله عليه وسلم، ينظرُ إلى القوم فيقولُ أبو طلحة: بأبي أنت وأمي، لا تشرف، يصيبك سهمٌ، نحري دون نحرك، ولقد رأيتُ عائشة وأمَّ سليمٍ وإنهما لمشمرتان، أرى خدم سوقيهما تنقلان القرب على متونهما، ثم تفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنها فتفرغانه في أفواههم، ولقد وقع السيف من يد أبي طلحة مرتين أو ثلاثةٍ من النُّعاس. للشيخين (1).
(1) البخاري (3811)، ومسلم (1811).
6528 -
وعنه: غاب عمي أنسُ بن (النضر)(1) عن قتال بدرٍ، فقال يا رسول الله: غبتُ عن أول قتالٍ قاتلت المشركين، لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرينَّ الله ما أصنع، فلمَّا كان يومُ أحدٍ وانكشف المسلمون، قال:((اللهمَّ إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني أصحابه - وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء - يعني المشركين -)) ثم تقدم فاستقبله سعدُ بن معاذٍ، فقال: يا سعد، الجنة وربِّ النضر، إني أجدُ ريحها من دون أحدٍ، فقال سعدُ: فما استطعت يا رسول الله ما صنع، قال أنسُ: فوجدنا به بضعًا وثمانين، ما بين ضربةٍ بالسيف أو طعنةٍ برمحٍ، أو رميةٍ بسهمٍ، ووجدناه قد مثَّل به المشركون، فما عرفه أحدٌ إلا أخته بشامةٍ أو ببنانه، قال أنس كنَّا نرى إنَّ هذه الآية
⦗ص: 3⦘
نزلت فيه وفي أشباهه {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا الله عَلَيْهِ} [الأحزاب: 23] الآية. للشيخين والترمذي (2).
(1) ساقطة من (ب).
(2)
البخاري (2805) ومسلم (1903).
6529 -
جابر: لمَّا كان يومُ أحدٍ وولَّى الناسُ، كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في ناحيةٍ في اثني عشر رجلاً من الأنصار، وفيهم طلحةُ بن عبيد الله، فأدركهم المشركون، فالتفت صلى الله عليه وسلم فقال:((من للقوم؟)) قال طلحة: أنا، قال صلى الله عليه وسلم:((كما أنت)) فقال رجلٌ من الأنصار: أنا يا رسول الله، فقال:((أنت)) فقاتل حتى قُتل، ثم التفت فإذا المشركون، قال:((من للقوم؟))، قال طلحة: أنا، قال:((كما أنت))، فقال رجل من الأنصار: أنا، فقال:((أنت)) (1)، فقاتل حتى قتل، ثم لم يزل يقولُ ذلك ويخرجُ إليهم رجلٌ من الأنصار فيقاتلُ قتال من قبله حتى يُقتل، حتى بقى رسول الله صلى الله عليه وسلم وطلحة بن عبيد الله، فقال صلى الله عليه وسلم:((من للقوم))؟
فقال طلحة: أنا. فقاتل قتال الأحد عشر، حتى ضُربت يده فقطعت أصابعه، فقال: حس، فقال صلى الله عليه وسلم:((لو قلت: بسم الله؛ لرفعتك الملائكة والناسُ ينظرون)) ثم رد الله المشركين. للنسائي (2).
(1) ساقط من (ب).
(2)
النسائي (6/ 29 - 30). ،قال ابن حجر: وإسناده جيد، ((فتح الباري)) 7/ 417. وحسنه الألباني في صحيح النسائي (2951).
6530 -
أنس: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أخذ سيفًا يوم أحدٍ فقال: ((من يأخذ مني هذا؟))، فبسطوا أيديهم كل إنسانٍ يقول أنا، قال:((فمن يأخذه بحقه))، فأحجم القومُ، فقال سماكُ بن خرشة أبو دجانة: أنا آخذه بحقه؟
فأخذه، ففلق به هام المشركين (1). لمسلم.
(1) مسلم (2470).
6531 -
وزاد البزار عن الزبير: قال: واتبعت أبا دجانة فجعل لا يمر بشيءٍ إلا أفراه وهتكه، حتى أتى نسوةٌ معهن هندٌ، وهي تقولُ:
نحن بنات طارق
…
نمشي على النمارق
والمسك في المفارق
…
إن تقبلوا نعانق
أو تدبروا نفارق
…
فراق غير وامق
⦗ص: 4⦘
فحمل عليها ثم انصرف عنها، فقلت له: كلُ صنيعك رأيته فأعجبني غير أنك لم تقتل المرأة، قال: كرهت أن أضرب بسيف النبي صلى الله عليه وسلم امرأةً (1).
(1) البزار في ((البحر الزخار)) (979). وقال الهيثمي: 6/ 119: رجاله ثقات.
6532 -
أبو طلحة: كنت ممن يغشاه النعاسُ يوم أحدٍ حتى سقط سيفي من يدي، مرارًا يسقطُ وآخذه، وسقط وآخذه. للترمذي والبخاري بلفظه (1).
(1) البخاري (4068) والترمذي (3008).
6533 -
جابر: قال رجلٌ للنبي صلى الله عليه وسلم يوم أحدٍ: أرأيت إن قتلتُ أين أنا؟
قال: ((في الجنة)).
فألقى تمراتٍ في يده، ثم قاتل حتى قتل. للشيخين والنسائي (1).
(1) البخاري (4046) ومسلم (1899).
6534 -
سعدُ: نثل إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم كنانتهُ يوم أحدٍ فقال: ((ارم فداك أبي وأمي)) (1).
(1) البخاري (4055).
6535 -
وفي روايةٍ: قال كان رجلٌ من المشركين قد أحرق المسلمين، فقال له النبيُّ صلى الله عليه وسلم:[((ارم فداك أبي وأمي))، فنزعتُ له بسهمٍ ليس فيه نصلٌ فأصبتُ جنبه فسقط، فانكشف عورته، فضحك صلى الله عليه وسلم](1) حتى نظرت إلى نواجذهِ (2).
(1) ساقط من (ب).
(2)
مسلم (2412).
6536 -
وعنه: رأيتُ على يمين النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وعن شماله يوم أحدٍ رجلين عليهما ثيابُ بياضٍ يقاتلان عنه كأشد القتال، ما رأيتهما قبل ولا بعدُ، يعني جبريل وميكائيلُ عليهما السلام. هما للشيخين (1).
(1) البخاري (4054)، ومسلم (2306).
6537 -
جعفرُ بنُ عمرو الضمريّ: خرجتُ مع عبيد الله بن عديِّ بن الخيار، فلمَّا قدمنا حمص، قال لي: هل لك في وحشيٍّ نسأله عن قتل حمزة؟
قلت: نعم، وكان وحشيُّ يسكن حمص، فسألناه عنه، فقيل لنا: هو ذاك في
⦗ص: 5⦘
ظل قصره كأنه حميت، فجئنا حتى وقفنا عليه، وسلمنا، فردَّ السلام، وعبيد الله معتجرٌ بعمامته ما يرى وحشيُّ إلا عينيه ورجليه، فقال عبيد الله: يا وحشي أتعرفني؟
فنظر إليه ثم قال: لا والله إلا أني أعلمُ أن عديّ بن الخيار تزوج امرأةً، يقال لها: أمَّ قتالٍ بنت أبي العيص، فولدت له غلامًا بمكة، فكنتُ أسترضعُ له، فحملتُ ذلك الغلام مع أمه، فناولتها إياهُ، فكأني نظرت إلى قدميك، فكشف عبيد الله عن وجهه ثم قال: ألا تخبرنا بقتل حمزة؟
قال: نعم. إنَّ حمزة قتل طعيمة بن عديٍّ بن الخيارِ ببدرٍ، فقال لي مولاي جبير بن مطعمٍ: إن قتلت حمزة بعمي، فأنت حرٌ، (فأنت حرٌ)(1)، فلمَّا خرج الناسُ عام عينين وعينين، جبلٌ بجبال أحدٍ بينه وبينه وادٍ، خرجتُ مع الناس إلى القتال، فلمَّا أن اصطفوا خرج سباع، فقال: هل من مبارز؟
فخرج إليه حمزة، فقال: يا ابن أم أنمار مقطعةُ البظور، اتحاد الله ورسوله؟
ثم شدَّ عليه فكان كأمس الذاهب، وكمنتُ لحمزة تحت صخرةٍ، فما دنا منى رميته بحربتي فأضعها في ثنته حتى خرجت من بين وركيه، فكان ذلك العهد به، فلمَّا رجع الناسُ رجعتُ معهم، فأقمتُ بمكة حتى فشى فيها الإسلامُ، ثم خرجتُ إلى الطائف، فأرسلوا إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم رسلاً، وقيل لي: إنهُ لا يُهيجُ الرسل فخرجتُ معهم حتى قدمتُ على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا رآني قال:((أنت وحشيّ))؟
قلت: نعم، قال:((أنت قتلت حمزة؟))
قلت: قد كان من الأمر ما بلغك عني، قال ((فهل تستطيع أن تغيِّب وجهك عني؟))
فخرجت، فلمَّا قبض صلى الله عليه وسلم، فخرج مسليمة الكذاب، قلت: لأخرجنَّ إلى مسيلمة لعلي أقتله فأكافئ به حمزة، فخرجت مع الناس، فكان من أمره ما كان، فإذا رجلٌ قائمٌ في ثلمة جدارٍ كأنه جملٌ أورق، ثائر الرأس، فرميتهُ بحربتي فأضعها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه، ووثب إليه رجل من الأنصار فضربه بالسيف على هامته، قال عبد الله بن الفضل: فأخبرني سليمانُ بن يسارٍ عن عبد الله بن عمر، قالت جاريةٌ على ظهر بيتٍ: وأمير المؤمنين قتلهُ العبدُ الأسودُ. للبخاري (2).
(1) من (ب).
(2)
البخاري (4072).
6538 -
وللكبير: عن وحشيٍّ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال لهُ: ((أخرج فقاتل في سبيل الله كما قاتلت لتصدَّ عن سبيل الله)) (1).
(1) الطبراني 22/ 139. قال الهيثمي 6/ 124: إسناده حسن.
6539 -
يحيى بن سعيٍد: لمَّا كان يوم أحدٍ قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((من يأتيني بخبر سعدٍ بن الربيع؟)).
قال رجلٌ: أنا يا رسول الله، فذهب يطوفُ بين القتلى حتى وجده، فقال له سعد: ما شأنك؟ قال بعثني صلى الله عليه وسلم لآتيه بخبرك، قال فأقرأهُ مني السلام وأخبره أني قد طعنت اثنتي عشرة طعنةً، وقد أنفذت مقاتلي، واسألهُ أن يستغفر لي، وأخبر قومك أنهم لا عذر لهم عند الله إن قتل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ومنهم عينٌ تطرف. لمالكٍ (1) ، وليس له، واسأله أن يستغفر لي، ولا عينٌ تطرفُ.
(1) مالك 2/ 371.
6540 -
جابر: أصيب أبي يوم أحدٍ، فجعلتُ أكشفُ الثوب عن وجهه وأبكي، وجعلوا ينهونني، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم لا ينهاني، وجعلت فاطمة بنتُ عمروٍ تبكي، فقال صلى الله عليه وسلم:((تبكيه أو لا تبكيهِ، ما زالت الملائكة تظلهُ بأجنحتها حتى رفعتموه)) (1).
(1) البخاري (1244)، ومسلم (2471).
6541 -
وفي روايةٍ: لمَّا كان يومُ أحدٍ جيء بأبي مسجىً، وقد مثِّل به. للشيخين والنسائي (1).
(1) مسلم (2471)129.
6542 -
رجلٌ من الصحابة: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم ظاهر يوم أحدٍ بين درعين (1). لأبي داود.
(1) أبو داود (2590)، وحسنه الألباني كما في تعليقاته على ((فقه السيرة)) ص251.
6543 -
أبو هريرة: رفعه: ((اشتد غضبُ الله على قومٍ فعلوا بنبيه - يشيرُ إلى رباعيته - اشتدَّ غضبُ الله على رجلٍ يقتلهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل الله)) (1). للشيخين.
(1) البخاري (4073)، ومسلم (1793).
6544 -
أنس: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كُسرت رباعيته يوم أحدٍ، وشجَّ في رأسهِ، فجعل يسلتُ الدم عن وجهه، ويقولُ:((كيف يُفلحُ قوم شجوا نبيهم، وكسروا رباعيته، وهو يدعوهم إلى الله)) فنزل {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ} [آل عمران: 128] الآيةُ (1). للشيخين والترمذي.
(1) علقه البخاري قبل حديث (4069)، ووصله مسلم (1791)، والترمذي (3003).
6545 -
أبو سعيد: أصيب وجه النبيِّ صلى الله عليه وسلم يوم أحدٍ، فاستقبله مالكُ بن سنانٍ، فمصَّ جرحهُ ثم ازدرده، فقال صلى الله عليه وسلم:((من أحبَّ أن ينظر إلى من خالط دمي دمهُ فلينظر إلى مالكٍ بن سنانٍ)) (1). للكبير.
(1) الطبراني 6/ 34، وقال الذهبي: إسناده مظلم. انظر: تلخيصه على هامش ((المستدرك)) 3/ 563.
6546 -
أنس: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يقولُ يوم أحدٍ: ((اللهمَّ إنك إن تشأ لا تعبدُ في الأرض)). لمسلم (1).
(1) مسلم (1743).
6547 -
عائشة: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ} [آل عمران:172] قالت لعروة: يا ابن أختي، كان أبوك منهم الزبيرُ وأبو بكرٍ لمَّا أصاب النبيَّ صلى الله عليه وسلم ما أصابه يوم أحدٍ فانصرف عنه المشركون خاف أن يرجعوا، فقال:((من يذهب في أثرهم؟))
فانتدب منهم سبعون رجلاً، فيهم أبو بكرٍ والزبيرُ. للشيخينٍ (1).
(1) البخاري (4077) ومسلم (2418).
6548 -
وللكبير: عن ابن عباسٍ: لمَّا انصرف المشركون وبلغوا الروحاء قال أبو سفيان: لا محمدًا قتلتم، ولا الكواعب أردفتم، شرَّ ما صنعتم، فبلغ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم فندب الناس فانتدبوا حتى بلغوا حمراء الأسد، فنزل {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُول} الآية [آل عمران: 172] (1).
(1) الطبراني في ((الكبير)) 11/ 247 (11632). قال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح غير محمد بن منصور الجواز وهو ثقة.
6549 -
علي: لمَّا انجلى الناسُ عنه صلى الله عليه وسلم يوم أحدٍ، نظرت في القتلى، فلم أره صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: والله ما كان ليفرَّ، وما أراهُ في القتلى، ولكن أرى الله غضب علينا بما صنعنا، فرفع نبيه، فما لي خيرٌ من أن أقاتل حتى أقتل، فكسرت جفن سيفي، ثم حملتُ على القوم فأفرجوا لي، فإذا برسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم. للموصلي بلينٍ (1).
(1) أبو يعلى 1/ 415 (54)، وقال الهيثمي 6/ 112: فيه: محمد بن مروان العقيلي وثقه أبو داود وابن حبان وضعفه أبو زرعة وغيره وبقية رجاله رجال الصحيح.
6550 -
عائشةُ عن أبيها: لمَّا انصرف الناسُ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، كنتُ أول من فاء إليه، فجعلتُ أنظرُ إلى رجلٍ يُقاتل بين يديه، فقلت: كن طلحة، ثم نظرتُ فإذا أنا بإنسانٍ خلفي كأنه طائرٌ فإذا هو أبو عبيدة بن الجراح، وإذا طلحة بين يديه صريعًا، قال:((دونكم أخوكم، فقد أوجب))، فتركناهُ وأقبلنا عليه صلى الله عليه وسلم فإذا قد أصابه في وجهه سهمان، فأردتُ أن أنزعهما، فمازال أبو عبيدة يسألني ويطلبُ إلىَّ حتى تركته فنزع أحد السهمين، وأزمَّ عليه بأسنانه فقلعهُ وانتدرت إحدى ثنتيه، ثم لم يزل يسألني ويطلب إلىَّ أن أدعه ينزع الآخر، فوضع ثنيته على السهم وأزمَّ عليه كراهية أن يؤذي النبيَّ صلى الله عليه وسلم إن تحوَّل، فنزعه وانتدرت ثنيته، فكان أبو عبيدة أهتم الثنايا. للبزار بإسحاق بن يحيى بن طلحة متروك.
قلت: لكنه من رجال الترمذي وابن ماجة وللحديث طرقٌ (1).
(1) أخرجه البزار في ((البحر الزخار)) 1/ 132 (63). وقال الهيثمي 6/ 112: وفيه: إسحاق بن يحيى بن طلحة وهو متروك.
6551 -
كعبُ بن مالكٍ: لمَّا كان يومُ أحدٍ وصرنا إلى الشِّعب كنتُ أول من عرفه، فقلتُ: هذا رسولُ الله، فأشار بيده أن اسكت، ثم ألبسني لامته ولبس لامتي، ولقد ضربتُ حتى جُرحتُ عشرين، (أو قال: بضعةً وعشرين جرحًا) (1)، كل من يضربني يحسبني رسول الله صلى الله عليه وسلم (2). للكبير والأوسط.
(1) ساقط من (ب).
(2)
الطبراني في الكبير 19/ 100، وقال الهيثمي 6/ 112: رجال الأوسط ثقات.
6552 -
قتادة: أهدي للنبيِّ صلى الله عليه وسلم قوسٌ فدفعها إلىَّ يوم أحدٍ، فرميتُ بها بين يديه حتى اندقت سيتها، ولم أزل عن مقامي نُصب وجهي ألقى السهام بوجهي، كلما مال سهمٌ منها إلى وجهه ميلتُ رأسي لأقي وجهه - صلى الله
⦗ص: 9⦘
عليه وسلم -، فكان آخرها سهمًا ندرت منه حدقتي على خدي، وافترق الجمعُ، فأخذت حدقتي بكفي فسعيتُ بها إليه صلى الله عليه وسلم، فلمَّا رآها في كفي دمعت عيناه، فقال:((اللهمَّ إنَّ قتادة قد أوجه نبيك بوجهه فاجعلها أحسن عينيه وأحدهما نظرًا)) فكانت أحسن عينيه وأحدهما نظرًا (1). للكبير بخفى.
(1) الطبراني في الكبير 19/ 8. وقال الهيثمي 6/ 113: فيه: من لم أعرفه.
6553 -
الحارث بن الصمة: سألني النبيُّ صلى الله عليه وسلم وهو في الشِّعب، ((هل رأيت عبد الرحمن بن عوف؟))
فقلت: رأيته إلى جنب الحبل وعليه المشركون، فرأيتك فعدلت إليك، فقال:((أما إنَّ الملائكة تتقاتلُ معه)) فرجعت إلى عبد الرحمن فأجده بين سبعةٍ صرعى، فقلتُ له أكلَّ هؤلاء قتلت؟
فقال: أمَّا هذا وهذا فأنا قتلتهما، وأمَّا هؤلاء فقتلهم من لم أره، قلتُ: صدق الله ورسولهُ (1). للكبير والبزار بضعفٍ.
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (1792)، والطبراني 3/ 271، ،قال الهيثمي 6/ 114: فيه: عبد العزيز بن عمران وهو ضعيف.
6554 -
أنس: لمَّا كان يومُ أحدٍ حاص أهلُ المدينة حيصةً، وقالوا قتل محمدٌ حتى كثرت الصوارخ في ناحية المدينة، فخرجت امرأةٌ من الأنصارِ فاستقبلت بأبيها وابنها وزوجها وأخيها، فقالوا: هذا أبوك أخو زوجك ابنك، تقولُ: ما فعل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؟
يقولون أمامك حتى وقفت عليه فأخذت بناحية ثوبه، ثم قال: بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لا أبالي إذا سلمت من عطبٍ (1). للأوسط وفيه شيخه محمد بنُ شعيب.
(1) الطبراني في الأوسط 7/ 280 (7499). وقال الهيثمي 6/ 112: شيخه محمد بن شعيب لم أعرفه وبقية رجاله ثقات.
6555 -
الزبير: لمَّا كان يومُ أحدٍ أقبلت امرأةٌ تسعى، حتى كادت أن تشرف على القتلى، فكره النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن تراهم، فقال:((المرأة المرأة))، فتوسمت أنها أمي صفية، فخرجت أسعى إليها فأدركتها قبل أن تنتهي إلى القتلى، فدفعت في صدري، وقالت: إليك عني، فقلتُ إنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عزم عليك، فوقفت وأخرجت ثوبين، فقالت: هذان جئت بهما لأخي حمزة، فكفنوه فيهما، فجئنا بهما حمزة، فإذا إلى جنبه
⦗ص: 10⦘
رجلٌ من الأنصار، فعل به كما فعل بحمزة، فقلنا لحمزة ثوبٌ وللأنصاريِّ ثوبٌ، فأقرعنا بينهما، فكفَّنا كل واحدٍ في الثوب الذي طار له (1). لأحمد والموصلى والبزار بلين.
(1) أحمد 1/ 165، وأبو يعلى 2/ 45 - 46، والبزار كما في ((كشف الأستار)) (1797)، وقال الهيثمي 6/ 118: فيه: عبد الرحمن بن أبي زناد، وهو ضعيف، وقد وثق. وصححه الألباني في الإرواء 3/ 166.
6556 -
ابن عباسٍ: لمَّا قُتل حمزة أقبلت صفية تسأل ما صنع؟
فلقيت عليًّا والزبير، فأوهماها أنهما لا يدريان، فضحك النبيُّ صلى الله عليه وسلم وقال:((إني أخاف على عقلها)) فوضع يده على صدرها، فاسترجعت وبكت، ثم قام عليه، وقال:((لولا جزع النساء لتركته حتى يحشر من بطون السباع وحواصلِ الطير)) ثم أتى بالقتلى فجعل يصلي عليهم، فيوضع سعبة وحمزة، فيكبرُ عليهم سبع تكبيراتٍ، ثم يرفعون ويترك حمزة مكانه، ثم دعا بسبعةٍ فيكبر عليهم سبع تكبيراتٍ حتى فرغ منهم (1). للكبير والبزار بضعف.
(1) الطبراني 3/ 142 (2935)، والبزار كما في ((كشف الأستار)) (1796).
6557 -
ولأحمد، والكبير بضعفٍ: أنه صلى الله عليه وسلم أمر به فهيئ إلى القبلة، ثم كبر عليه سبعًا، ثم جمع إليه الشهداء، كلما أتى بشهيدٍ وضع إلى جنبه، فصلى عليه وعلى الشهداء اثنين وسبعين صلاةً (1).
(1) الطبراني 11/ 62 (11051).
6558 -
أبو هريرة: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لمَّا نظر إلى حمزة قال: أما والله لأمثلنَّ بسبعين كمثلك، فنزل القرآن {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ} [النحل: 126] الآية، فَكَفَّرَ صلى الله عليه وسلم وأمسك عن ذلك (1). للكبير والبزار بضعفٍ مطولاً.
(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (1795)، وقال: لا نعلمه يروى عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه، تفرد به سليمان صالح، وقد تقدم ذكرنا لصالح، يعني تقدم ضعفه، ولا نعلم رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا أبو هريرة، وذكره الهيثمي 6/ 119، وعزاه للبزار والطبراني وقال: فيه: صالح بن بشير المري وهو ضعيف.
6559 -
ابن عباس: لمَّا رجع النبيُّ صلى الله عليه وسلم من أحدٍ بكت نساءُ الأنصار على شهدائهم، فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: لكنَّ حمزة لا
⦗ص: 11⦘
بواكي عليه، فرجعت الأنصارُ فقالوا: لنسائهم لا تبكين أحدًا حتى تبدأن بحمزة، فذاك فيهم إلى اليوم لا يبكين ميتًا إلا بدأن بحمزة (1). للكبير وفيه يحيى ابن مطيعٍ الشيباني.
(1) الطبراني 11/ 391 - 392 (1209). وقال الهيثمي 6/ 120: فيه: يحيى بن مطيع الشيباني، ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.