الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
غزوة ذي قرد وغزوة خيبر وعمرة القضاء
6618 -
سلمة بن الأكوع: خرجت قبل أن يؤذن بالأولى، وكانت لقاح النبي صلى الله عليه وسلم ترعى بذي قردة، فلَقِيَنِي غُلَامٌ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
⦗ص: 37⦘
عَوْفٍ قُلْتُ وَيْحَكَ، مَا بِكَ قَالَ أُخِذَتْ لِقَاحُ النبي صلى الله عليه وسلم. قُلْتُ مَنْ أَخَذَهَا قَالَ غَطَفَانُ وَفَزَارَةُ. فَصَرَخْتُ ثَلَاثَ صَرَخَاتٍ أَسْمَعْتُ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا يَا صَبَاحَاهْ، يَا صَبَاحَاهْ. ثُمَّ انْدَفَعْتُ حَتَّى أَلْقَاهُمْ وَقَدْ أَخَذُوهَا، فَجَعَلْتُ أَرْمِيهِمْ وَأَقُولُ أَنَا ابْنُ الأَكْوَعِ، وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعِ، فَاسْتَنْقَذْتُهَا مِنْهُمْ قَبْلَ أَنْ يَشْرَبُوا، فَأَقْبَلْتُ بِهَا أَسُوقُهَا، فَلَقِيَنِي النبي صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ
…
يَا رَسُولَ الله، إِنَّ الْقَوْمَ عِطَاشٌ، وَإِنِّي أَعْجَلْتُهُمْ أَنْ يَشْرَبُوا سِقْيَهُمْ، فَابْعَثْ فِي إِثْرِهِمْ، فَقَالَ:((يَا ابْنَ الأَكْوَعِ، مَلَكْتَ فَأَسْجِحْ)) ثم رجعنا ويردفني رسول الله صلى الله عليه وسلم على ناقته حتى دخلنا المدينة. للشيخين (1).
(1) البخاري (4194)، ومسلم (1806).
6619 -
سلمة بن الأكوع: خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى خيبر فنزلنا ليلا فقال: رجل لعامر بن الأكوع: ألا تسمعنا من هنيهاتك؟ وكان عامر رجلاً شاعرًا فنزل يحدو بالقوم يقول:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا
…
ولا تصدقنا ولا صلينا
فاغفر فداء لك ما اقتفينا
…
وثبت الأقدام إن لاقينا
ج
وألقين سكينة علينا
…
إنا إذا صيح بنا أتينا
ج
وبالصياح عولوا علينا
فقال صلى الله عليه وسلم: ((من هذا السائق؟)) قالوا: عامر. قال: ((يرحمه الله)) قال رجل: وجبت يا رسول الله، لولا متعتنا به فأتينا خيبر فحاصرناهم حتى أصابتنا مخمصة شديدة، ثم إن الله فتحها عليهم فذكر الحديث. وفيه:((إن له لأجرين -وجمع بين إصبعيه- إنه لجاهد مجاهد قل عربي مشى بها مثله)). للشيخين (1).
(1) البخاري (4196)، ومسلم (1807).
6620 -
أنس: أن النبي صلى الله عليه وسلم غزا خيبر فصلينا عندها صلاة الغداة بغلس، فركب وركب أبو طلحة، وأنا رديف أبي طلحة فأجرى صلى الله عليه وسلم في زقاق خيبر وإن ركبتي
⦗ص: 38⦘
لتمس فخذه صلى الله عليه وسلم، وانحسر الإزار عن فخذه، فإني لأرى بياض فخذه صلى الله عليه وسلم فلما دخل القرية قال:((الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين)) قالها ثلاثًا وخرج القوم إلى أعمالهم فقالوا: محمد والخميس فأصبناها عنوة، وجمع السبي فجاء دحية فقال: يا رسول الله اعطني جارية من السبي فقال: ((اذهب فخذ جارية)) فأخذ صفية بنت حُيي، فجاء رجل فقال يا نبي الله أعطيت دحية صفية سيدة قريظة والنضير لا تصلح إلا لك، قال ادعوه بها فجاء بها فلما نظر إليها صلى الله عليه وسلم قال:((خذ جارية من السبي غيرها)) فأعتقها وتزوجها. للشيخين والنسائي مطولاً (1).
(1) البخاري (371)، ومسلم (1365) كتاب: الجهاد والسير، باب: غزوة خيبر، والنسائي 6/ 131 - 134.
6621 -
بريدة: حاصرنا خيبر فأخذ اللواء أبو بكر فانصرف ولم يفتح له، ثم أخذه من الغد عمر ولم يفتح له، وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:((إني دافع اللواء غدا إلى رجل يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله)) فذكر الحديث. لأحمد (1).
(1) أحمد 5/ 353 - 354، وقال الهيثمي 6/ 150 - 151: رجاله رجال الصحيح.
6622 -
أنس: لما فتح النبي صلى الله عليه وسلم خيبر، قال الحجاج ابن علاط يا رسول الله إن لي بمكة مالاً، وإن لي بها أهلاً، وإني أريد أن آتيهم، فأنا في حل إن أنا نلت منك أو قلت شيئًا، فأذن له صلى الله عليه وسلم أن يقول ما شاء، فأتى امرأته حين قدم فقال: أجمعي ما كان عندك فإني أريد أن أشتري من غنائم محمد وأصحابه، فإنهم قد استحيوا وأصيبت أموالهم، وفشا ذلك بمكة، وانقمع المسلمون، وأظهر المشركون فرحًا،
⦗ص: 39⦘
فعقر العباس وجعل لا يستطيع أن يقوم، فأرسل غلامه إلى الحجاج فقال: ويلك ماذا جئت به، وماذا تقول؟ فما وعد الله خير مما جئت به. فقال الحجاج للغلام: قل له فليخل لي بعض بيوته لآتيه، فإن الخبر على ما يسره. فلما بلغ الغلام باب الدار، قال: ابشر يا أبا الفضل، فوثب العباس فرحًا حتى قبل بين عينيه، فأخبره ما قال الحجاج، فأعتقه، ثم جاء الحجاج فأخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم فتح خيبر وغنم أموالهم وجرت سهام الله فيها، واصطفى صفية بنت حُيي وخيرها أن يعتقها وتكون زوجته، أو تلحق بأهلها، فاختارت أن يعتقها وتكون زوجته، ولكني جئت لمال كان لي ههنا أردت أن أجمعه فأذهب به، فاستأذنت النبي صلى الله عليه وسلم فأذن لي أن أقول ما شئت، فأخف عني ثلاثًا ثم اذكر ما بدا لك، فجمعت امرأته ما كان عندها من متاع وحلى فدفعته إليه، ثم سرى به، ثم أتى العباس امرأة الحجاج فقال: ما فعل زوجك؟ فأخبرته أنه ذهب وقالت: لا يحزنك الله أبا الفضل لقد شق علينا الذي بلغك. قال: أجل لا يحزنني إلا هو، ولم يكن بحمد الله إلا ما أحببنا، فتح الله خيبر على رسوله وجرت سهام الله في أموالهم واصطفى النبي صلى الله عليه وسلم صفية لنفسه، فإن كانت لك حاجة في زوجك فالحقي به قالت: أظنك والله صادقًا. قال: فإني صادق والأمر على ما أخبرتك. ثم ذهب حتى أتى مجالس قريش وهم يقولون إذا مر بهم: لا يصيبك إلا خير يا أبا الفضل.
قال: لم يصبني إلا خير بحمد الله، قد أخبرني الحجاج بن علاط أن خيبر فتحها الله على رسوله صلى الله عليه وسلم وجرت فيها سهام الله واصطفى صفية لنفسه، وقد سألني أن أخفي عنه ثلاثًا، وإنما جاء ليأخذ ماله ثم يذهب. فرد الله الكآبة التي كانت بالمسلمين على المشركين وخرج المسلمون حتى أتوا العباس فأخبرهم الخبر فسروا. لأحمد والموصلي والبزار والكبير (1).
(1) أحمد 3/ 138، والبزار كما في ((كشف الأستار)) (1816)، وأبو يعلى 6/ 194 - 197 (3479)، والطبراني 3/ 220 - 221 (3196)، قال الهيثمي 6/ 154 - 155: رجال أحمد رجال الصحيح.
6623 -
البراء بن عازب: اعتمر النَّبي صلى الله عليه وسلم في ذي القعدة، فأبى أهلُ مكة أن يدعوه يدخل حتى قاضاهم على أن يدخل يعني من العام المقبل يقيم فيها ثلاثة أيام، فلما كتبوا الكتاب كتبوا: هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله. قالوا: لا نقر بها فلو نعلم أنك رسول الله ما منعناك ولكن أنت محمد بن عبد الله. فقال: ((أنا رسول الله وأنا محمد بن عبد الله)) ثم قالَ لعلي: ((امح رسول الله)) قال: لا والله لا أمحوك أبدًا، فأخذ صلى الله عليه وسلم وليس يحسن يكتب، فكتب هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله، لا يدخل مكة السلاح إلا السيف في القراب، وأن لا يخرج من أهلها بأحد إن أراد أن يتبعه، وأن لا يمنع مِنْ أصحابه أحدًا إنْ أراد أن يقيم بها. فلما دخلها ومضى الأجل أتوا عليا فقالوا قل لصاحبك: اخرج عنا فقد مضى الأجل، فخرج صلى الله عليه وسلم فتبعته ابنة حمزة تناديه يا عم يا عم فتناولها علي فأخذ بيدها، وقال لفاطمة: دونك ابنة عمك فحملتها، فاختصم فيها علي وزيد وجعفر فقال علي: أنا أخذتها وهي بنت عمي. وقال جعفر: بنت عمي وخالتها تحتي. وقال زيد: بنت أخي فقضى بها صلى الله عليه وسلم لخالتها وقال: ((الخالة بمنزلة الأم)) وقال لعلي: ((أنت مني وأنا منك)) وقال لجعفر: ((أشبهتَ خلقي وخلقي)) وقال لزيد: ((أنت أخونا ومولانا)). للشيخين (1).
(1) البخاري (1781) مختصرا، ومسلم (1783).
6624 -
ابن شهاب: أن أهل مكة الرجال والنساء والصبيان انكفئوا ينظرون إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهم يطوفون بالبيت، وعبد الله بن رواحة يرتجز بين يديه صلى الله عليه وسلم متوشحًا بالسيف يقول:
خلوا بني الكفار عن سبيله
…
أنا الشهيد أنه رسوله
قد نزل الرحمن في تنزيله
…
في صحف تتلى على رسوله
فاليوم نضربكم على تأويله
…
كما ضربناكم على تنزيله
ضربا يزيل الهام عن مقيله
…
ويذهب الخليل عن خليله
⦗ص: 41⦘
وانبعث رجال من أشراف المشركين كراهية أن ينظروا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم غيظًا وحمقًا وحسدًا، خرجوا إلى نواحي مكة فقضى صلى الله عليه وسلم نسكه وأقام ثلاثًا. للكبير (1).
(1) ذكره الهيثمي 6/ 147، وقال: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وصححه الألباني في مختصر الشمائل (210).