المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مناقب زيد بن حارثة وابنه أسامة وعمار بن ياسر وعبد الله بن مسعود وأبى ذر الغفاري رضي الله عنهم - جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد - جـ ٣

[الروداني، محمد بن سليمان المغربي]

فهرس الكتاب

- ‌غزوة أحد

- ‌من ذكر في مجمع الزوائد من شهداء أحد

- ‌غزوة الرجيع، وغزوة بئر معونة، وغزوة فزارة

- ‌غزوة الخندق وغزوة بنى قريظة

- ‌غزوة ذات الرّقاع وغزوة بنى المصطلق وغزوة أنمار

- ‌غزوة الحديبية

- ‌غزوة ذي قرد وغزوة خيبر وعمرة القضاء

- ‌غزوة مؤتة من أرض الشام، وبعث أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة

- ‌غزوة الفتح

- ‌غزوة حنين

- ‌غزوة أوطاس، وغزوة الطائف

- ‌بعث خالد بن الوليد إلى بني جذيمة، وسرية عبد الله بن حذافة السهمي وعلقمة بن مجزز المدلجي ويقال إنها سرية الأنصار

- ‌بعثُُ أبي موسى ومعاذ إلى اليمن، وبعث علي وخالد إلى اليمن وهما قبل حجة الوداع

- ‌غزوة ذي الخلصة وغزوة ذات السلاسل وغزوة تبوك

- ‌سرية بني الملوح وسرية زغبة السحيمي وغيرها

- ‌قتال أهل الردة

- ‌كتاب التفسير

- ‌فضل القرآن وفضل سور وآيات مخصوصة

- ‌من تفسير سورة الفاتحة وسورة البقرة

- ‌سورة آلِ عمران

- ‌سورة النِّسَاء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف وسورة الأنفال

- ‌سورة براءة

- ‌سورة يونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم

- ‌سورة الحجر والنحل والإسراء

- ‌سورة الكهف ومريم

- ‌سورة طه والأنبياء والحج والمؤمنون

- ‌سورة النّور

- ‌سورةُ الفرقان والشعراء والنمل والقصص والعنكبوت

- ‌سورة الرّوم ولقمان والسجدة والأحزاب

- ‌سورة سبأ وفاطر ويس والصّافات وص والزمر

- ‌سورة المؤمن وحم السجدة والشورى والزخرف والدّخان

- ‌سورة الأحقاف والفتح والحجرات وق والذّاريات

- ‌سورة الطور والنجم والقمر والرحمن والواقعة والحديد

- ‌سورة المجادلة والحشر والممتحنة والصف الجمعة والمنافقون

- ‌سورة التغابن والطلاق والتحريم

- ‌سورة نون ونوح والجن والمزمل والمدثر

- ‌من سورة القيامة إلى آخر القرآن

- ‌الحث على تلاوة القرآن وآداب التلاوة وتحزيب القرآن وغير ذلك

- ‌جواز اختلاف القراءات، وما جاء مفصلاُ، وترتيب القرآن، وتأليفه

- ‌كتاب تعبير الرؤيا

- ‌كتاب الطب وما يقرب منه

- ‌الرُّقى والتمائمُ والعينُ ونحو ذلك

- ‌النجوم والسحر والكهانة

- ‌كتاب القدر وفيه محاجة آدم لموسى وحكم الأطفال وذم القدرية وغير ذلك

- ‌كتاب الآداب والسلام والجواب والمصافحة وتقبيل اليد والقيام للداخل

- ‌الاستئذان

- ‌العطاس والتثاؤب والمجالسة وآداب المجلس وهيئة النوم والقعود

- ‌التعاضد بين المسلمين بالنصرة والحلف والإخاء والشفاعة وغير ذلك

- ‌التوادد وكتمان السر وصلاح ذات البين والاحترام وحسن الخلق والحياء وغيرها من الآداب

- ‌الثناء والشكر والمدح والرفق

- ‌الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصح والمشورة

- ‌النّية والإخلاص والوعد والصدق والكذب

- ‌السخاء والكرم والبخل وذم المال والدنيا

- ‌الغضب والغيبة والنميمة والغناء

- ‌اللهو واللعب واللعن والسب

- ‌الحسد والظن والهجران وتتبع العورة

- ‌الكبر والرياء والكبائرُ

- ‌النفاق والمزاح والمراء

- ‌الأسماء والكنى

- ‌الشّعر

- ‌كتابُ البرِِّ والصلة

- ‌برُّ الوالدين

- ‌برّ الأولاد والأقارب، وبرّ اليتيم، وإماطة الأذى، وغير ذلك

- ‌صلة الرحم، وحق الجار

- ‌الرحمة، والضيافة، والزّيارة

- ‌كتاب المناقب

- ‌ما ورد في ذكر بعض الأنبياء ومناقبهم

- ‌من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم غير ما تفرق في الكتاب

- ‌من صفاته، وشعره، وخاتم النبوة، ومشيه، وكلامه، وعرقه، وشجاعته، وأخلاقه صلى الله عليه وسلم، وشرفه، وكرمه، ومجده، وعظمته

- ‌من علاماته صلى الله عليه وسلم غير ما تفرق في الكتاب

- ‌الإسراء

- ‌من إخباره صلى الله عليه وسلم بالمغيبات

- ‌من كلام الحيوانات والجمادات له صلى الله عليه وسلم

- ‌من زيادة الطعام والشراب ببركته صلى الله عليه وسلم

- ‌من إجابة دعائه صلى الله عليه وسلم وكف الأعداء عنه

- ‌مما سأله عنه أهل الكتاب صدقوه في جوابه النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌معجزات متنوعة له وذكر عمره وأولاده صلى الله عليه وسلم

- ‌من فضائل الصحابة المشتركة التي لا تخص واحدًا منهم رضي الله عنهم أجمعين

- ‌مناقب أبي بكر الصّديق رضي الله عنه

- ‌مناقب عمر بن الخطّاب رضي الله عنه

- ‌مناقب عثمان بن عفّان رضي الله عنه

- ‌مناقب الإمام على رضي الله عنه

- ‌مناقب بقية العشرة

- ‌مناقبُ العباس وجعفرٍ والحسنُ والحسين رضي الله عنهم

- ‌مناقب زيد بن حارثة وابنه أسامة وعمّار بن ياسر وعبد الله بن مسعود وأبى ذر الغفاري رضي الله عنهم

- ‌مناقب حذيفة بن اليمان، وسعد بن معاذ، وابن عباس، وابن عمر وابن الزبير رضي الله عنهم

- ‌مناقب سلمان وأبي موسى، وعبد الله بن سلام، وابنه يوسف، وجرير، وجابر بن عبد الله، وأبيه، وأنس والبراء ابني مالك رضي الله عنهم

- ‌مناقب ثابت بن قيس وأبي هريرة وحاطب بن أبي بلتعة وجليبيب رضي الله عنهم

- ‌مناقب حارثة بن سراقة وقيس بن سعد بن عبادة وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص وأبي سفيان بن حرب وابنه معاوية رضي الله عنهم

- ‌مناقب سنين أبو جميلة وعباد وضماد وعدي بن حاتم وثمامة بن أثال وعمرو بن عبسة السلمي رضي الله عنهم

- ‌مناقب حمزة بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب وأبي سفيان بن الحارث وعبد الله بن جعفر رضي الله عنهم

- ‌مناقب خباب بن الأرت وسالم مولى أبي حذيفة وعامر بن فهيرة وعامر بن ربيعة وعبد الله بن جحش وصهيب رضي الله عنهم

- ‌مناقب عثمان بن مظعون ومعاذ بن جبل وعمرو بن الجموح وحارثة بن النعمان وبشر بن البراء وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم

- ‌مناقب أبي اليسر وعبد الله بن عبد الله بن أبيّ، وقتادة بن النعمان وعبادة بن الصامت وخزيمة بن ثابت وأبي أيوب رضي الله عنهم

- ‌مناقب أبي الدحداح وزيد بن ثابت ورافع بن خديج وسلمة بن الأكوع وأبي الدرداء وزاهر بن حرام وعبد الله ذي البجادين رضي الله عنهم

- ‌مناقب عبد الله بن الأرقم وعثمان بن أبي العاص ووائل بن حجر والعلاء بن الحضرمي وأبي زيد عمرو بن أخطب رضي الله عنهم

- ‌مناقب أبي أمامة وزيد بن صوحان وفروة بن هبيرة وعبد الله بن بسر والهرماس بن زياد والسائب بن يزيد رضي الله عنهم

- ‌مناقب حرملة بن زيد وحمزة بن عمرو وورقة بن نوفل والأحنف بن قيس رضي الله عنهم

- ‌مناقب خديجة بنت خويلد، وفاطمة وعائشة، وصفية، وسودة، وأسماء بنت أبي بكر، وأم حرام، وأم سليم، وهند بنت عتبة رضي الله تعالى عنهن

- ‌مناقب زينب ورقية وأم كلثوم بنات النبي صلى الله عليه وسلم،وأم سلمة وغيرهن من النساء، رضي الله عنهن

الفصل: ‌مناقب زيد بن حارثة وابنه أسامة وعمار بن ياسر وعبد الله بن مسعود وأبى ذر الغفاري رضي الله عنهم

8804 -

أبو قبيل: لمَّا قُتل الحسينُ احتزُوا رأسهُ، وقعدُوا في أولِ مرحلةٍ يشربونَ النبيذَ، فخرجَ إليهم قلمٌ من حديدٍ من حائطٍ، فكتبَ بدمٍ:

أترجُو أمة قتلتْ حسينًا

شفاعة جده يوم الحسابِ.

فهربوا وتركُوا الرأسَ ثم رجعُوا. للكبير بخفى (1).

(1) الطبراني 3/ 123 (2873)، وقال الهيثمي 9/ 199: وفيه من لم أعرفه.

ص: 536

8805 -

أمُّ سلمةَ: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: لا تدعي أحدًا يدخلُ علىّ، فجاءَ الحسينُ فأرادَ أن يدخلَ فأخذتُهُ، فلمَّا اشتدَ في البكاءِ خليتُ عنهُ، فدخلَ حتى جلسُ في حجرِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقالَ جبريلُ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: إنَّ أُمتكَ ستقتلُ ابنكَ هذا، فقالَ صلى الله عليه وسلم:((يقتلونهُ وهم مؤمنونَ بي؟)) قال: نعم، فخرج صلى الله عليه وسلم فقال:((إنَّ أُمتي يقتلونَ هذا))، فقالَ أبو بكرٍ وعمرُ: يا نبيّ الله وهم مؤمنونَ؟ قالَ: ((نعم)). للكبير بلين مطولاً (1).

(1) الطبراني 8/ 285 (8096)، وقال الهيثمي 9/ 189: ورجاله موثقون وفي بعضهم ضعف.

ص: 536

‌مناقب زيد بن حارثة وابنه أسامة وعمّار بن ياسر وعبد الله بن مسعود وأبى ذر الغفاري رضي الله عنهم

-

ص: 536

8806 -

عائشة: قدمَ زيدٌ بن حارثةَ المدينةَ ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم في بيتي، فقرعَ البابَ فقامَ إليهِ صلى الله عليه وسلم عريانًا يجرُّ ثوبه، والله ما رأيتُه عريانًا قبلهُ ولا بعدهُ فاعتنقه وقبلهُ (1).

(1) الترمذي (2732)، وقال: حسن غريب، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (516).

ص: 536

8807 -

جبلة بن حارثة: قدمتُ على النبي صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: يا رسولَ الله ابعث معي أخي زيداً، قال:((هو ذاك انطلق إليهِ، فإن ذهبَ معك لم أمنعهُ))، فجاءَ زيدٌ فقالَ: يا رسولَ الله! أوَ أختارُ عليك أحدًا؟ قالَ جبلةُ: فأقمتُ أنا مع أخي، ورأيتُ رأي أخي أفضل من رأيي. هما للترمذي (1).

(1) الترمذي (3815)، وقال: حسن غريب، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2998).

ص: 536

8808 -

ابنُ عمر: بعثَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بعثًا وأمرَّ عليهم أسامةَ ابن زيدٍ فطعنَ بعضُ النَّاسِ في إمارته، فقال - صلى الله

⦗ص: 537⦘

عليه وسلم -: ((إنْ تطعنُوا في إمارتِه فقد كنتمُ تُطعنونَ في إمارةِ أبيه من قبلِ، وايمُ الله إن كان لخليقٌ بالإمارةِ وكانَ لَمِنْ أحبِّ النَّاسِ إليَّ، وإنَّ هذا لمن أحبِّ النَّاسِ إليَّ بعدهُ)). للشيخين والترمذي (1).

(1) البخاري (3730)، ومسلم (2426).

ص: 536

8809 -

أسامة: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم قد عقدَ لي لواءً في مَرَضِهِ الذي ماتَ فيه وبرزتُ بالنَّاسِ، فلمَّا ثقُل هبطتُ وهبطَ النَّاسُ إلى المدينةِ، فدخلتُ عليهِ وقد أصمتَ، فجعلَ يَضَعُ يديهِ عليَّ ويرفعهُما، فعرفتُ أنَّه يدعُو لي. للترمذي (1).

(1) الترمذي (3817)، وقال: حسن غريب، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (3000).

ص: 537

8810 -

عائشة قالت: عثر أسامةُ بعتبة البابِ فشُجَّ في وجهه فقالَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((أميطي عنه الأذى)) فتقذرتُه، فجعلَ يمصُّ عنهُ الدّمَ ويمجُّ عن وجههِ ثُمَّ قال:((لو كان أسامةُ جاريةً لحليتهِ وكسوتهِ حتى أنفقهُ)). للقزويني (1).

(1) ابن ماجة (1976)، وقال البوصيري: هذا إسناد صحيح إن كان البهي سمع من عائشة ((مصباح الزجاجة)) 2/ 117، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1607).

ص: 537

8811 -

وعنها: أراد رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يُنحِّى مُخاطَ أسامةَ، قالتْ عائشةُ: دعني حتَّى أنا أفعلُهُ، قالَ:((يا عائشةُ أحبِّيهِ فإنِّي أحبُّهُ)) (1).

(1) الترمذي (3818)، وقال: حسن صحيح، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (3001).

ص: 537

8812 -

ابنُ عمرَ: أنَّ عمرَ فرضَ لأسامةَ في ثلاثةِ آلافٍ وخمسمائةِ وفرض لعبدِ الله بن عمرَ في ثلاثةِ آلافٍ، فقال ابنُ عمرَ: لِمَ فضَّلتَ أسامةَ عليُّ؟ فوالله ما سبقني إلى مشهدٍ قال: لأنَّ زيدًا كان أحبَّ إلى النبيِّ من أبيك، وأسامةَ أحبَّ إليهِ منكَ، فآثرتُ حبَّه صلى الله عليه وسلم على حُبِّي. هما للترمذي (1).

(1) الترمذي (3813)، وقال: حسن غريب، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (799).

ص: 537

8813 -

وعنهُ: وقد نظر وهُو في المسجدِ إلى رجلٍ يسحبُ ثيابه في ناحيةٍ من المسجدِ، فقالَ: انظروا من هذا؟ فقيلَ له: هذا محمدٌ بنُ أسامةَ، فطأطأ ابنُ عمرَ

⦗ص: 538⦘

رأسهُ ثُمَّ قال: لو رآه النبيُّ صلى الله عليه وسلم لأحبَّهُ. للبخاري (1).

(1) البخاري (3734).

ص: 537

8814 -

ابن شهاب: قال: أولُ من أسلم زيدُ بنُ حارثةَ. للكبير بإرسالٍ (1).

(1) الطبراني 5/ 84 (4653)، وقال الهيثمي 9/ 274: إسناده حسن.

ص: 538

8815 -

علي: جاءَ عمَّارُ بنُ ياسرٍ يستأذنُ على النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فقال:((ائذنوا له، مرحبًا بالطيِّبِ المطيَّبِ)). للترمذي (1).

(1) الترمذي (3798)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجة (146)،وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2986).

ص: 538

8816 -

أبو هريرة: أن النبي صلى الله عليه وسلم قالَ لعمارٍ: ((أبشرْ تقتلُك الفئةُ الباغيةُ)). للترمذي (1).

(1) الترمذي (3800)، وقال: حسن صحيح غريب، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2989).

ص: 538

8817 -

وزاد رزين: واستسقى يومَ صفين فأتى بقعبٍ فيه لبنٌ، فلمَّا نظر إليه كبَّر ثمَّ قالَ: أخبرنيِ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أنَّ آخرَ رزقي من الدُّنيا ضياحُ لبنٍ في مثل هذا القعب، ثُمَّ حُمل فلم يُنثني حتَّى قُتل.

ص: 538

8818 -

أبو سعيدٍ رفَعَهُ: ((ويحَ عمَّارٍ، تقتلُهُ الفئةُ الباغيةُ، يدعُوهُم إلى الجنَّة ويدعونهُ إلى النَّارِ)). للبخاري (1).

(1) البخاري (447).

ص: 538

8819 -

عائشة رفعتْهُ: ((ما خُيِّرَ عمَّارٌ بينَ أمرينِ إلَاّ اختارَ أرشَدَهُما)). للترمذي (1).

(1) الترمذي (3799)، وقال: حسن غريب، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2987).

ص: 538

8820 -

رَجُلٌ منَ الصحابة رفعهُ: ((مُلئَ عمَّارٌ إيمانًا إلى مُشاشهِ)). للنسائي (1).

(1) النسائي 8/ 111، وصححه الألباني في صحيح النسائي (4634).

ص: 538

8821 -

عليُّ رفعهُ: ((دمُ عمَّارٍ ولحمُه حرامٌ على النَّارِِ أن تطعمهُ)). للبزار (1).

(1) البزار في ((البحر الزخار)) 3/ 14 (760)، وقال الهيثمي 9/ 295: رجاله ثقات وفي بعضهم ضعف لا يضر.

ص: 538

8822 -

بلالُ بنُ يحيى: لما قُتل عثمانُ (1) قيل لحذيفةَ قُتل هذا الرجلُ وقد اختلفَ النَّاسُ فما تقولُ؟ قال: سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: ((أبو اليقظانِ على الفطرةِ لا يدعُها حتَّى يموتَ أو يمسَّهُ الهرمُ)). للبزار والأوسط (2).

(1)(لما قتل عثمان) كذا في نسخة المؤلف والسائر المنقولات، والظاهر أنه عمار، لما يقتضيه السياق وهو الذي يكنى بأبي اليقظان.

(2)

البزار في ((البحر الزخار)) 7/ 348 (2945)، و ((الأوسط)) 3/ 191 - 192 (2897)، وقال الهيثمي 9/ 295: رواه البزار والطبراني في ((الأوسط)) باختصار ورجالهما ثقات. ذكره الألباني في الصحيحة (3216).

ص: 539

8823 -

عثمانُ: أقبلتُ مع النبيِّ نتمشَّى في البطحاءِ حتَّى أتى على عمَّارٍ وأبيهِ وأمِّهِ يُعذَّبونَ، فقالَ أبو عمَّارٍ: يا رسولَ الله الدَّهر هكذا؟ فقالَ صلى الله عليه وسلم: اصبر، اللهمَّ اغفر لآلِ ياسرٍ وقد فعلت. لأحمدَ (1).

(1) أحمد 1/ 62، وقال الهيثمي 9/ 293: رجاله رجال الصحيح.

ص: 539

8824 -

وللكبير بخفى: ((اصبرُوا آل ياسرٍ موعدُكُم الجنَّةُ)) (1).

(1)((المعجم الكبير)) 24/ 303، وقال الهيثمي 9/ 293: وفيه من لم أعرفهم. ذكره الألباني في صحيح السيرة ص 154.

ص: 539

8825 -

الحسن: كانَ عمَّارُ يقولُ: قاتلتُ مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم الجنَّ والإِنسَ، أرسلني إلى بئر بدرٍ فلقيتُ الشيطانَ في صورةِ الإنِس فصارعنيِ فصرعتُهُ، فجعلتُ أدقُّهُ بفهرٍ معي، فقال صلى الله عليه وسلم:((عمَّارُ لقى الشيطانَ عند البئر فقاتلهُ))، فما عدى أن رجعتُ فأخبرتُه فقال ذاك الشيطانُ. للكبير بلين وخفى (1).

(1) ذكره الهيثمي 9/ 293، وقال: رواه الطبراني عن شيخه يعقوب بن إسحاق المخرمي ولم أعرفه، والحكم بن عطية مختلف فيه، وبقية رجاله رجال الصحيح.

ص: 539

8826 -

خالد بن الوليد رفعهُ: ((من يُحقر عمَّارًا يُحقِّرهُ الله، ومنْ يسبَّه يسبَّه الله، ومن ينتقصهُ ينتقصهُ الله)) (1).

(1)((الكبير)) 4/ 112 - 113 (3832)، وقال الهيثمي 9/ 294: وراه الطبراني مطولاً ومختصرًا بأسانيد منها ما وافق أحمد ورجاله ثقات، ومنها ما هو مرسل.

ص: 539

8827 -

وفي رواية: ((ومن يعادِ عمَّارًا يُعادِهِ الله)). للكبير مطولاً (1).

(1)((الكبير)) 4/ 112 (3831)، وقال الهيثمي 9/ 293: رجاله رجال الصحيح.

ص: 539

8828 -

عمرو بن العاص: وقد أتاه رجلان يختصمان في دم عمار وسلبه، فقال عمرو: خليا عنه فإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «قاتل عمار وسالبه في النار» (1).

(1) ذكره الهيثمي (7/ 244) وقال: رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد ثقات. وصححه الألباني في " صحيح الجامع "(4294).

ص: 539

8829 -

عبد الله بن الحارث: أن عمرو بن العاص قال لمعاوية: يا أمير المؤمنين، أما سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول حين كان يبني المسجد لعمار:«إنك لحريصٌ على الجهاد، وإنك لمن أهل الجنة، ولتقتلنك الفئة الباغية» . قال: بلى. فلم قتلتموه؟! ما تزال تدحض في بولك، أنحن قتلناه؟ إنما قتله الذي جاء به» (1).

(1) رواه الطبراني (19/ 330)، وذكره الهيثمي (7/ 241) وقال: رواه الطبراني، وأحمد باختصار، وأبو يعلى بنحو الطبراني، والبزار ورجال أحمد وأبي يعلى ثقات.

ص: 540

8830 -

كلثوم بن جبر: أنه قيل لقاتل عمار كيف كان أمر عمار قال: أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنا نعد عمارًا من خيارنا حتى سمعته يومًا في مسجد قباء يقع في عثمان فلو حصلت إليه لوطئته برجلي فما صليت بعد ذلك صلاة إلا قلت: اللهم لقنى عمارًا فلما كان يوم صفين استقبلني رجل يسوق الكتيبة فاختلفت أنا وهو ضربتين فبدرته وضربته فكبا لوجهه ثم قتلته. هي للكبير (1).

(1) ذكره الهيثمي (9/ 298) وقال: رواه الطبراني وعبد الله باختصار، ورجال أحد إسنادي الطبراني رجال الصحيح.

ص: 540

(1) الترمذي (3809) وقال: حديث غريب. وضعفه الألباني في ضعيف سنن الترمذي (796).

ص: 540

8832 -

عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ: سألت حُذَيْفَةَ عَنْ رَجُلٍ قَرِيبِ السَّمْتِ وَالْهَدْيِ والدل مِنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى نَأْخُذَ عَنْهُ فَقَالَ: مَا نعلم أَحَدًا أَقْرَبَ سَمْتًا وَهَدْيًا وَدَلًّا به صلى الله عليه وسلم مِنْ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ، أقربهم إلى الله وسيلة. للبخاري والترمذي (1).

(1) البخاري (3762)، والترمذي (3807).

ص: 540

8833 -

أبو مُوسَى رضي الله عنه: قَدِمْتُ أَنَا وَأَخِي مِنْ الْيَمَنِ فَمَكَثْنَا حِينًا ولا ندري إلا أن ابْنَ مَسْعُودٍ وَأُمَّهُ مِنْ أَهْلِ بيت النبي صلى الله عليه وسلم مِنْ كَثْرَةِ دُخُولِهِمْ عليه وَلُزُومِهِمْ بَهُ. للشيخين والترمذي (1)

(1) البخاري (3763)، ومسلم (2460)، والترمذي (3806).

ص: 540

8834 -

أبو مُوسَى وَأَبَو مَسْعُودٍ الأنصاري: قال أحدهما لصاحبه حِينَ مَاتَ ابْنُ مَسْعُودٍ: أَتُرَاهُ تَرَكَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ؟ فَقَالَ: إِنْ قُلْتَ ذَلكَ إِنْ كَانَ لَيُؤْذَنُ لَهُ إِذَا حُجِبْنَا وَيَشْهَدُ إِذَا غِبْنَا (1). لمسلم.

(1) مسلم (2461).

ص: 541

8835 -

ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ بَشَّرَاهُ أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنَ غَضًّا كَمَا أُنْزِلَ فَلْيَقْرَأْهُ عَلَى قِرَاءَةِ ابْنِ أُمِّ عَبْدٍ» (1). للقزويني.

(1) ابن ماجه (138)، وقال الألباني في الصحيحة (2301): صحيح.

ص: 541

8836 -

وعنه: لقد رأيتني وإنى لسادس ستة ما على الأرض مسلمٌ غيرُنا (1). للكبير.

(1) الطبراني (9/ 65 / 8406) وقال الهيثمي (9/ 287): رجاله رجال الصحيح.

ص: 541

8837 -

أبو ذر قال عبد الله بن الصامت قَالَ أَبُو ذَرٍّ: خَرَجْنَا مِنْ قَوْمِنَا غِفَارٍ وَكَانُوا يُحِلُّونَ الشَّهْرَ الْحَرَامَ، فَخَرَجْتُ أَنَا وَأَخِي أُنَيْسٌ وَأُمُّنَا، فَنَزَلْنَا عَلَى خَالٍ لَنَا فَأَكْرَمَنَا خَالُنَا وَأَحْسَنَ إِلَيْنَا فَحَسَدَنَا قَوْمُهُ، فَقَالُوا: إِنَّكَ إِذَا خَرَجْتَ عَنْ أَهْلِكَ خَالَفَ إِلَيْهِمْ أُنَيْسٌ، فَجَاءَ خَالُنَا فَنَثَا (1) عَلَيْنَا الَّذِي قِيلَ لَهُ. فَقُلْتُ: أَمَّا مَا مَضَى مِنْ مَعْرُوفِكَ فَقَدْ كَدَّرْتَهُ، وَلَا جِمَاعَ لَكَ فِيمَا بَعْدُ فَقَرَّبْنَا صِرْمَتَنَا (2)،فَاحْتَمَلْنَا عَلَيْهَا وَتَغَطَّى خَالُنَا بثَوْبِهُ فَجَعَلَ يَبْكِي، فَانْطَلَقْنَا حَتَّى نَزَلْنَا بِحَضْرَةِ مَكَّةَ فَنَافَرَ أُنَيْسٌ عَنْ صِرْمَتِنَا فَأَتَيَا الْكَاهِنَ فَخَيَّرَ أُنَيْسًا فَأَتَانَا أُنَيْسٌ بِصِرْمَتِنَا وَمِثْلِهَا. ومعهما، وَقَدْ صَلَّيْتُ يَا ابْنَ أَخِي قَبْلَ أَنْ أَلْقَى رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم بِثَلَاثِ سِنِينَ. قُلْتُ لِمَنْ؟ قَالَ: لِلَّهِ تعالى قُلْتُ: فَأَيْنَ تَوَجَّهُ؟ قَالَ: أَتَوَجَّهُ حَيْثُ يُوَجِّهُنِي رَبِّي، أُصَلِّي عِشَاءً حَتَّى إِذَا كَانَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ أُلْقِيتُ كَأَنِّي خِفَاءٌ (3) حَتَّى تَعْلُوَنِي الشَّمْسُ فَقَالَ أُنَيْسٌ إِنَّ لِي حَاجَةً بِمَكَّةَ فَاكْفِنِي، فَانْطَلَقَ أُنَيْسٌ حَتَّى أَتَى مَكَّةَ فَرَاثَ (4)

عَلَيَّ ثُمَّ جَاءَ فَقُلْتُ مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ: لَقِيتُ رَجُلًا بِمَكَّةَ عَلَى دِينِكَ يَزْعُمُ أَنَّ الله أَرْسَلَهُ. قُلْتُ: فَمَا يَقُولُ النَّاسُ؟ قَالَ: يَقُولُونَ شَاعِرٌ، كَاهِنٌ، سَاحِرٌ. وَكَانَ أُنَيْسٌ أَحَدَ الشُّعَرَاءِ قَالَ أُنَيْسٌ: لَقَدْ سَمِعْتُ قَوْلَ الْكَهَنَةِ فَمَا هُوَ بِقَوْلِهِمْ، وَلَقَدْ وَضَعْتُ قَوْلَهُ عَلَى أَقْرَاءِ (5) الشِّعْرِ فَمَا يَلْتَئِمُ عَلَى لِسَانِ أَحَدٍ بَعْدِي أَنَّهُ شِعْرٌ وَالله إِنَّهُ لَصَادِقٌ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ. قُلْتُ: فَاكْفِنِي حَتَّى أَذْهَبَ فَأَنْظُرَ فَأَتَيْتُ مَكَّةَ

⦗ص: 542⦘

فَتَضَعَّفْتُ رَجُلًا مِنْهُمْ فَقُلْتُ أَيْنَ هَذَا الَّذِي تَدْعُونَهُ الصَّابِئَ؟ فَأَشَارَ إِلَيَّ فَقَالَ: الصَّابِئَ الصَّابِئَ. فَمَالَ عَلَيَّ أَهْلُ الْوَادِي بِكُلٍّ مَدَرَةٍ وَعَظْمٍ حَتَّى خَرَرْتُ مَغْشِيًّا عَلَيَّ. فَارْتَفَعْتُ حِينَ ارْتَفَعْتُ كَأَنِّي نُصُبٌ أَحْمَرُ. فَأَتَيْتُ زَمْزَمَ فَغَسَلْتُ عَنِّي الدِّمَاءَ وَشَرِبْتُ مِنْ مَائِهَا، وَلَقَدْ لَبِثْتُ يَا ابْنَ أَخِي ثَلَاثِينَ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ، مَا كَانَ لِي طَعَامٌ إِلَّا مَاءُ زَمْزَمَ فَسَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَنُ (6) بَطْنِي، وَمَا وَجَدْتُ عَلَى كَبِدِي سُخْفَةَ (7) جُوعٍ. فَبَيْنَا أَهْلُ مَكَّةَ فِي لَيْلَةٍ قَمْرَاءَ إِضْحِيَانَ (8) إِذْ ضُرِبَ عَلَى أَصْمِخَتِهِمْ (9)

فَمَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ أَحَدٌ وَامْرَأَتَان مِنْهُمْ تَدْعُوَانِ أِسَافًا وَنَائِلَةَ فَأَتَتَا عَلَيَّ فِي طَوَافِهِمَا فَقُلْتُ أَنْكِحَا إَحَدَهُمَا الْأُخْرَى فَمَا تَنَاهَتَا عَنْ قَوْلِهِمَا. فَأَتَتَا عَلَيَّ فَقُلْتُ هَنٌ مِثْلُ الْخَشَبَةِ غَيْرَ أَنِّي لَا أَكْنِي فَانْطَلَقَتا تُوَلْوِلَانِ وَتَقُولَانِ: لَوْ كَانَ هَاهُنَا أَحَدٌ مِنْ أَنْفَارِنَا. فَاسْتَقْبَلَهُمَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَهُمَا هَابِطَانِ قَالَ: مَا لَكُمَا: قَالَتَا: الصَّابِئُ بَيْنَ الْكَعْبَةِ وَأَسْتَارِهَا قَالَ مَا قَالَ لَكُمَا قَالَتَا إِنَّهُ قَالَ لَنَا كَلِمَةً تَمْلَأُ الْفَمَ وَجَاءَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم حَتَّى اسْتَلَمَ الْحَجَرَ وَطَافَ بِالْبَيْتِ هُوَ وَصَاحِبُهُ ثُمَّ صَلَّى فَلَمَّا قَضَى صَلَاتَهُ قَالَ أَبُو ذَرٍّ: فَكُنْتُ أَوَّلَ مَنْ حَيَّاهُ بِتَحِيَّةِ الْإِسْلَامِ. فَقُلْتُ: السَّلَامُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ الله فَقَالَ: «وَعَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله» . ثُمَّ قَالَ: «ممَنْ أَنْتَ» قَالَ: قُلْتُ: مِنْ غِفَارٍ. فَأَهْوَى بِيَدِهِ فَوَضَعَ أَصَابِعَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي: كَرِهَ أَنِ انْتَمَيْتُ إِلَى غِفَارٍ، فَذَهَبْتُ آخُذُ بِيَدِهِ فَقَدَعَنِي صَاحِبُهُ وَكَانَ أَعْلَمَ بِهِ مِنِّي، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فقال «مَتَى كُنْتَ هَاهُنَا؟» قَالَ: كُنْتُ هَاهُنَا مُنْذُ ثَلَاثِينَ بَيْنَ لَيْلَةٍ وَيَوْمٍ. «قَالَ فَمَنْ كَانَ يُطْعِمُكَ؟» قُلْتُ: مَا كَانَ لِي طَعَامٌ إِلَّا مَاءُ زَمْزَمَ فَسَمِنْتُ حَتَّى تَكَسَّرَتْ عُكَََنُ بَطْنِي وَمَا أَجِدُ عَلَى كَبِدِي سُخْفَةَ جُوعٍ. فقَالَ: «إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ» .

قال أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ الله، ائذَنْ لِي فِي طَعَامِهِ اللَّيْلَةَ فَانْطَلَقَ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ وَانْطَلَقْتُ مَعَهُمَا، فَفَتَحَ أَبُو بَكْرٍ بَابًا فَجَعَلَ يَقْبِضُ لَنَا مِنْ زَبِيبِ الطَّائِفِ َكَانَ ذَلِكَ أَوَّلَ طَعَامٍ أَكَلْتُهُ بِهَا، ثُمَّ غَبَرْتُ مَا غَبَرْتُ ثُمَّ أَتَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ:«إِنَّهُ قََدْ وُجِّهَتُ إلِى أَرْضٍ ذَاتِ نَخْلٍ لَا أُرَاهَا إِلَّا يَثْرِبَ فَهَلْ أَنْتَ مُبَلِّغٌ عَنِّي قَوْمَكَ عَسَى الله أَنْ يَنْفَعَهُمْ بِكَ وَيَأْجُرَكَ فِيهِمْ» فَأَتَيْتُ أُنَيْسًا فَقَالَ: مَا صَنَعْتَ؟ قُلْتُ: صَنَعْتُ أَنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ قَالَ مَا بِي رَغْبَةٌ عَنْ دِينِكَ فَإِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ

⦗ص: 543⦘

وَصَدَّقْتُ فَأَتَيْنَا أُمَّنَا فَقَالَتْ مَا بِي رَغْبَةٌ عَنْ دِينِكُمَا فَإِنِّي قَدْ أَسْلَمْتُ وَصَدَّقْتُ، فَاحْتَمَلْنَا حَتَّى أَتَيْنَا قَوْمَنَا غِفَارًا فَأَسْلَمَ نِصْفُهُمْ وَكَانَ يَؤُمُّهُمْ أَيْمَاءُ بْنُ رَخصَةَ وَكَانَ سَيِّدَهُمْ، وَقَالَ نِصْفُهُمْ إِذَا قَدِمَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ أَسْلَمْنَا فَقَدِمَ الْمَدِينَةَ فَأَسْلَمَ نِصْفُهُمْ الْبَاقِي، وَجَاءَتْ أَسْلَمُ فَقَالُوا: يَا رَسُولَ الله إِخْوَتُنَا نُسْلِمُ عَلَى الَّذِي أَسْلَمُوا عَلَيْهِ فَأَسْلَمُوا. فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: «غِفَارُ غَفَرَ الله لَهَا وَأسْلَمُ سَالَمَهَا الله» .

ومن رواياته: فتنافر إلى رجل من الكهان فلم يزل أخي أنيس يمدحه حتى غلبه فأخذنا صرمته (10).

(1) فنثا: من نثا الحديث والخبر إذا حدَّث به وأشاعه وأظهره. انظر " اللسان " مادة: نثا.

(2)

صرمتنا: بكسر الصاد، وهي القطعة من الإبل، وتطلق أيضًا على القطعة من الغنم. انظر " اللسان " مادة: صرم.

(3)

خفاء: بكسر الخاء، الكساء. انظر " اللسان " مادة: خبو.

(4)

فراث؛ أي فأبطأ. انظر " اللسان " مادة: ريث ..

(5)

أقراء الشعر: طرقه وأنواعه. انظر " اللسان " مادة: قرء.

(6)

عكن، واحد الأعكان وهي الأطواء في البطن من السَّمن. انظر " اللسان " مادة: عكن.

(7)

سخفة: من السخف، وهو ضعف العقل، ورقته. وسخفة جوع؛ أي رقته، وهزاله. انظر " اللسان " مادة: سخف.

(8)

إضحيان: مضيئة، لا غيم فيها. انظر " اللسان " مادة: ضحا.

(9)

أصمختهم: جمع صماخ .. وصماخ الأذن: الذي يفضي إلى الرأس، وقيل هو الأذن نفسها. والمراد هنا: أنهم ناموا نومًا عميق. انظر " اللسان " مادة: صمخ.

(10)

مسلم (2473).

ص: 541

8838 -

ومنها: أن أبا ذرٍ تزود وحمل شنة حَتَّى قَدِمَ مَكَّةَ فَأَتَى الْمَسْجِدَ فَالْتَمَسَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَلَا يَعْرِفُهُ وَكَرِهَ أَنْ يَسْأَلَ عَنْهُ حَتَّى أَدْرَكَهُ بعضُ اللَّيْلِ فَاضْطَجَعَ فَرَآهُ عَلِيٌّ فعرفه أَنَّهُ غَرِيبٌ، فَلَمَّا رَآهُ تَبِعَهُ فَلَمْ يَسْأَلْ وَاحِدٌ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أَصْبَحَ، ثُمَّ احْتَمَلَ قِرْبَتَهُ وَزَادَهُ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَظَلَّ ذَلِكَ الْيَوْمَ وَلَا يَرَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَمْسَى، فَعَادَ إِلَى مَضْجَعِهِ فَمَرَّ بِهِ عَلِيٌّ فَقَالَ: مَا آَنَ لِلرَّجُلِ أَنْ يَعْلَمَ مَنْزِلَهُ. فَأَقَامَهُ فَذَهَبَ بِهِ مَعَهُ، وَلَا يَسْأَلُ وَاحِدٌ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ عَنْ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الثَّالِثِ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ فَأَقَامَهُ عَلِيٌّ مَعَهُ فقال: أَلَا تُحَدِّثُنِي مَا الَّذِي أَقْدَمَكَ هَذَا الْبَلَدَ؟ قَالَ: إِنْ أَعْطَيْتَنِي عَهْدًا وَمِيثَاقًا لَتُرْشِدَنِّي فَعَلْتُ فَفَعَلَ.

فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: َإِنَّهُ حَقٌّ وَهُوَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فَإِذَا أَصْبَحْتَ فَاتَّبِعْنِي فَإِنِّي إِنْ رَأَيْتُ شَيْئًا أَخَافُه عَلَيْكَ قُمْتُ كَأَنِّي أُرِيقُ الْمَاءَ فَإِذاْ أمَضَيْتُ فَاتَّبِعْنِي حَتَّى تَدْخُلَ مَدْخَلِي فَفَعَلَ، فأخبره فَانْطَلَقَ يَقْفُوهُ حَتَّى دَخَلَ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَدَخَلَ مَعَهُ فَسَمِعَ مِنْ قَوْلِهِ وَأَسْلَمَ مَكَانَهُ فَقَالَ: لَهُ صلى الله عليه وسلم: «ارْجِعْ إِلَى قَوْمِكَ فَأَخْبِرْهُمْ حَتَّى يَأْتِيَكَ أَمْرِي» فَقَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَأَصْرُخَنَّ بِهَا بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِمْ فَخَرَجَ حَتَّى أَتَى الْمَسْجِدَ فَنَادَى بِأَعْلَى صَوْتِهِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا الله وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله وَثَارَ الْقَوْمُ فَضَرَبُوهُ حَتَّى أَضْجَعُوهُ وَأَتَى الْعَبَّاسُ فَأَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَالَ: وَيْلَكُمْ أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ

⦗ص: 544⦘

مِنْ غِفَارٍ وَأَنَّ طَرِيقَ تُجَّارِكُمْ إِلَى الشَّامِ عَلَيْهِمْ فَأَنْقَذَهُ مِنْهُمْ ثُمَّ عَادَ مِنْ الْغَدِ بِمِثْلِهَا وَثَارُوا إِلَيْهِ فَضَرَبُوهُ فَأَكَبَّ عَلَيْهِ الْعَبَّاسُ فَأَنْقَذَهُ (1). لمسلم وشاركه البخاري في هذه.

(1) البخاري (3522)، ومسلم (2474).

ص: 543

8839 -

أَبُو ذَرٍّ: إِنِّي لَأَقْرَبُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ رَسُولِ الله صلى الله عليه وسلم؛ إِنِّي سمعتُهُ يَقُولُ: «إِنَّ أَقْرَبَكُمْ مِنِّي يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْ خَرَجَ مِنْ الدُّنْيَا كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ تَرَكْتُهُ وَإِنَّهُ وَالله مَا مِنْكُمْ مِن أَحَدٍْ إِلَّا وَقَدْ تَشَبَّثَ مِنْهَا بِشَيْءٍ غَيْرِي» (1). لأحمد والكبير.

(1) أحمد (5/ 165)، وقال الهيثمي (9/ 327): رجاله ثقات، إلا أن عراك بن مالك لم يسمع من أبي ذر فيما أحسب، والله أعلم.

ص: 544

8840 -

وعنه: لقد رأيتنى ربع الإسلام لم يسلم قبلي إلا النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وبلال رضي الله عنهما (1).للكبير.

(1) الطبراني (2/ 148 / 1618) وقال الهيثمي (9/ 327): رواه الطبراني بإسنادين وأحدهما متصل الإسناد ورجاله ثقات. وذكر هـ الألباني في " صحيح السيرة "(125).

ص: 544

8841 -

إبراهيم بن الأشتر: أَنَّ أَبَا ذَرٍّ حَضَرَهُ الْمَوْتُ بِالرَّبَذَةِ فَبَكَتْ امْرَأَتُهُ، فَقَالَ: مَا يُبْكِيكِ؟ قَالَتْ: أَبْكِي إنه لَا يَدَ لِي بِنَفْسِكَ وَلَيْسَ عِنْدِي ثَوْبٌ يَسَعُكَ كَفَنًا. فَقَالَ: لَا تَبْكِي؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ النبي صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَيَمُوتَنَّ رَجُلٌ مِنْكُمْ بِفَلَاةٍ مِنْ الْأَرْضِ يَشْهَدُهُ عِصَابَةٌ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ» . فَكُلُّ مَنْ كَانَ مَعِي فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ مَاتَ فِي جَمَاعَةٍ وَقريةٍ وَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ غَيْرِي، وَقَدْ أَصْبَحْتُ بِالْفَلَاةِ أَمُوتُ فَرَاقِبِي الطَّرِيقَ فَإِنَّكِ سَوْفَ تَرَيْنَ مَا أَقُولُ، فَإِنِّي مَا كَذَبْتُ وَلَا كُذِبْتُ، فَبَيْنَا هِيَ كَذَلِكَ إذا بْقَوْمِ تَخُّب بِهِمْ رَوَاحِلُهُمْ حَتَّى وَقَفُوا عَلَيْهَا، فَقَالُوا: مَا لَكِ قَالَتْ: امْرُؤٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ تُكَفِّنُوهُ وَتُؤْجَرُواَ قَالُوا: وَمَنْ هُوَ؟ قَالَتْ: أَبُو ذَرٍّ. فَفَدَوْهُ بِآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ فابتدروه فَقَالَ: أَبْشِرُوا فأَنْتُمْ النَّفَرُ الَّذِي قَالَ فِيكُمْ النبي صلى الله عليه وسلم مَا قَالَ فَأَنْشُدُكُمْ بالله لَا يُكَفِّنَنِي رَجُلٌ مِنْكُمْ

⦗ص: 545⦘

عَرِيفًا أَوْ أميرًا أو بَرِيدًا فَكُلُّ الْقَوْمِ قَدْ نَالَ مِنْ ذَلِكَ شَيْئًا إِلَّا فَتًى مِنْ الْأَنْصَارِ قَالَ عندي ثَوْبَانِ فِي عَيْبَتِي مِنْ غَزْلِ أُمِّي. قَالَ: أَنْتَ صَاحِبِي (1). لأحمد والبزار.

(1) أحمد (5/ 155)، والبزار كما في كشف الستار (2716)، وقال الهيثمي (9/ 231 - 232):رواه أحمد من طريقين: أحدهما هذه، والأخرى مختصرة عن إبراهيم عن الأشتر عن أم ذر، ورجال الطريق الأولى رجال الصحيح. وحسنه الألباني في صحيح الترغيب (3314).

ص: 544