المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌السخاء والكرم والبخل وذم المال والدنيا - جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد - جـ ٣

[الروداني، محمد بن سليمان المغربي]

فهرس الكتاب

- ‌غزوة أحد

- ‌من ذكر في مجمع الزوائد من شهداء أحد

- ‌غزوة الرجيع، وغزوة بئر معونة، وغزوة فزارة

- ‌غزوة الخندق وغزوة بنى قريظة

- ‌غزوة ذات الرّقاع وغزوة بنى المصطلق وغزوة أنمار

- ‌غزوة الحديبية

- ‌غزوة ذي قرد وغزوة خيبر وعمرة القضاء

- ‌غزوة مؤتة من أرض الشام، وبعث أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة

- ‌غزوة الفتح

- ‌غزوة حنين

- ‌غزوة أوطاس، وغزوة الطائف

- ‌بعث خالد بن الوليد إلى بني جذيمة، وسرية عبد الله بن حذافة السهمي وعلقمة بن مجزز المدلجي ويقال إنها سرية الأنصار

- ‌بعثُُ أبي موسى ومعاذ إلى اليمن، وبعث علي وخالد إلى اليمن وهما قبل حجة الوداع

- ‌غزوة ذي الخلصة وغزوة ذات السلاسل وغزوة تبوك

- ‌سرية بني الملوح وسرية زغبة السحيمي وغيرها

- ‌قتال أهل الردة

- ‌كتاب التفسير

- ‌فضل القرآن وفضل سور وآيات مخصوصة

- ‌من تفسير سورة الفاتحة وسورة البقرة

- ‌سورة آلِ عمران

- ‌سورة النِّسَاء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف وسورة الأنفال

- ‌سورة براءة

- ‌سورة يونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم

- ‌سورة الحجر والنحل والإسراء

- ‌سورة الكهف ومريم

- ‌سورة طه والأنبياء والحج والمؤمنون

- ‌سورة النّور

- ‌سورةُ الفرقان والشعراء والنمل والقصص والعنكبوت

- ‌سورة الرّوم ولقمان والسجدة والأحزاب

- ‌سورة سبأ وفاطر ويس والصّافات وص والزمر

- ‌سورة المؤمن وحم السجدة والشورى والزخرف والدّخان

- ‌سورة الأحقاف والفتح والحجرات وق والذّاريات

- ‌سورة الطور والنجم والقمر والرحمن والواقعة والحديد

- ‌سورة المجادلة والحشر والممتحنة والصف الجمعة والمنافقون

- ‌سورة التغابن والطلاق والتحريم

- ‌سورة نون ونوح والجن والمزمل والمدثر

- ‌من سورة القيامة إلى آخر القرآن

- ‌الحث على تلاوة القرآن وآداب التلاوة وتحزيب القرآن وغير ذلك

- ‌جواز اختلاف القراءات، وما جاء مفصلاُ، وترتيب القرآن، وتأليفه

- ‌كتاب تعبير الرؤيا

- ‌كتاب الطب وما يقرب منه

- ‌الرُّقى والتمائمُ والعينُ ونحو ذلك

- ‌النجوم والسحر والكهانة

- ‌كتاب القدر وفيه محاجة آدم لموسى وحكم الأطفال وذم القدرية وغير ذلك

- ‌كتاب الآداب والسلام والجواب والمصافحة وتقبيل اليد والقيام للداخل

- ‌الاستئذان

- ‌العطاس والتثاؤب والمجالسة وآداب المجلس وهيئة النوم والقعود

- ‌التعاضد بين المسلمين بالنصرة والحلف والإخاء والشفاعة وغير ذلك

- ‌التوادد وكتمان السر وصلاح ذات البين والاحترام وحسن الخلق والحياء وغيرها من الآداب

- ‌الثناء والشكر والمدح والرفق

- ‌الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصح والمشورة

- ‌النّية والإخلاص والوعد والصدق والكذب

- ‌السخاء والكرم والبخل وذم المال والدنيا

- ‌الغضب والغيبة والنميمة والغناء

- ‌اللهو واللعب واللعن والسب

- ‌الحسد والظن والهجران وتتبع العورة

- ‌الكبر والرياء والكبائرُ

- ‌النفاق والمزاح والمراء

- ‌الأسماء والكنى

- ‌الشّعر

- ‌كتابُ البرِِّ والصلة

- ‌برُّ الوالدين

- ‌برّ الأولاد والأقارب، وبرّ اليتيم، وإماطة الأذى، وغير ذلك

- ‌صلة الرحم، وحق الجار

- ‌الرحمة، والضيافة، والزّيارة

- ‌كتاب المناقب

- ‌ما ورد في ذكر بعض الأنبياء ومناقبهم

- ‌من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم غير ما تفرق في الكتاب

- ‌من صفاته، وشعره، وخاتم النبوة، ومشيه، وكلامه، وعرقه، وشجاعته، وأخلاقه صلى الله عليه وسلم، وشرفه، وكرمه، ومجده، وعظمته

- ‌من علاماته صلى الله عليه وسلم غير ما تفرق في الكتاب

- ‌الإسراء

- ‌من إخباره صلى الله عليه وسلم بالمغيبات

- ‌من كلام الحيوانات والجمادات له صلى الله عليه وسلم

- ‌من زيادة الطعام والشراب ببركته صلى الله عليه وسلم

- ‌من إجابة دعائه صلى الله عليه وسلم وكف الأعداء عنه

- ‌مما سأله عنه أهل الكتاب صدقوه في جوابه النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌معجزات متنوعة له وذكر عمره وأولاده صلى الله عليه وسلم

- ‌من فضائل الصحابة المشتركة التي لا تخص واحدًا منهم رضي الله عنهم أجمعين

- ‌مناقب أبي بكر الصّديق رضي الله عنه

- ‌مناقب عمر بن الخطّاب رضي الله عنه

- ‌مناقب عثمان بن عفّان رضي الله عنه

- ‌مناقب الإمام على رضي الله عنه

- ‌مناقب بقية العشرة

- ‌مناقبُ العباس وجعفرٍ والحسنُ والحسين رضي الله عنهم

- ‌مناقب زيد بن حارثة وابنه أسامة وعمّار بن ياسر وعبد الله بن مسعود وأبى ذر الغفاري رضي الله عنهم

- ‌مناقب حذيفة بن اليمان، وسعد بن معاذ، وابن عباس، وابن عمر وابن الزبير رضي الله عنهم

- ‌مناقب سلمان وأبي موسى، وعبد الله بن سلام، وابنه يوسف، وجرير، وجابر بن عبد الله، وأبيه، وأنس والبراء ابني مالك رضي الله عنهم

- ‌مناقب ثابت بن قيس وأبي هريرة وحاطب بن أبي بلتعة وجليبيب رضي الله عنهم

- ‌مناقب حارثة بن سراقة وقيس بن سعد بن عبادة وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص وأبي سفيان بن حرب وابنه معاوية رضي الله عنهم

- ‌مناقب سنين أبو جميلة وعباد وضماد وعدي بن حاتم وثمامة بن أثال وعمرو بن عبسة السلمي رضي الله عنهم

- ‌مناقب حمزة بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب وأبي سفيان بن الحارث وعبد الله بن جعفر رضي الله عنهم

- ‌مناقب خباب بن الأرت وسالم مولى أبي حذيفة وعامر بن فهيرة وعامر بن ربيعة وعبد الله بن جحش وصهيب رضي الله عنهم

- ‌مناقب عثمان بن مظعون ومعاذ بن جبل وعمرو بن الجموح وحارثة بن النعمان وبشر بن البراء وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم

- ‌مناقب أبي اليسر وعبد الله بن عبد الله بن أبيّ، وقتادة بن النعمان وعبادة بن الصامت وخزيمة بن ثابت وأبي أيوب رضي الله عنهم

- ‌مناقب أبي الدحداح وزيد بن ثابت ورافع بن خديج وسلمة بن الأكوع وأبي الدرداء وزاهر بن حرام وعبد الله ذي البجادين رضي الله عنهم

- ‌مناقب عبد الله بن الأرقم وعثمان بن أبي العاص ووائل بن حجر والعلاء بن الحضرمي وأبي زيد عمرو بن أخطب رضي الله عنهم

- ‌مناقب أبي أمامة وزيد بن صوحان وفروة بن هبيرة وعبد الله بن بسر والهرماس بن زياد والسائب بن يزيد رضي الله عنهم

- ‌مناقب حرملة بن زيد وحمزة بن عمرو وورقة بن نوفل والأحنف بن قيس رضي الله عنهم

- ‌مناقب خديجة بنت خويلد، وفاطمة وعائشة، وصفية، وسودة، وأسماء بنت أبي بكر، وأم حرام، وأم سليم، وهند بنت عتبة رضي الله تعالى عنهن

- ‌مناقب زينب ورقية وأم كلثوم بنات النبي صلى الله عليه وسلم،وأم سلمة وغيرهن من النساء، رضي الله عنهن

الفصل: ‌السخاء والكرم والبخل وذم المال والدنيا

7947 -

سعد رفعه: ((يطبع المؤمن على كل خلةٍ غير الخيانة والكذب)) للترمذي (1).

(1) أحمد 5/ 252، أبو يعلى (711)، وقال البيهقي في ((السنن)) 10/ 197: هذا موقوف وهو الصحيح وقد روى مرفوعًا. وضعفه الألباني في: ((ضعيف الترغيب)) (1749).

ص: 334

‌السخاء والكرم والبخل وذم المال والدنيا

ص: 334

7948 -

أبو هريرة رفعه: ((السخىُّ قريب من الله، قريب من الناس، قريب من الجنة، بعيد من النار، والبخيل بعيد من الله، بعيد من الناس، بعيد من الجنة، قريب من النار، ولَجاهل سخي، أحب إلى الله من عابد بخيل)) للترمذي (1) ..

(1) الترمذي (1961) وقال: هذا حديث غريب. وقال الألباني في ضعيف الترمذي (344): ضعيف جدا.

ص: 334

7949 -

وعنه رفعه: ((قال الله تعالى: أنفق أنفق عليك))، وقال صلى الله عليه وسلم:((يد الله ملأى، لا يغيضها نفقة سحاء الليل والنهار، أرأيتم ما أنفق منذ خلق السموات والأرض فإنه لم يغض ما في يده، وكان عرشه على الماء، وبيده الميزان يخفض ويرفع)) للشيخين والترمذي (1).

(1) البخاري (4684)، ومسلم (993).

ص: 334

7950 -

جابر: ما سئل النبي صلى الله عليه وسلم شيئًا قط فقال: لا. للشيخين (1).

(1) البخاري (6034)، ومسلم (2311).

ص: 334

7951 -

أنس: ما سئل النبي صلى الله عليه وسلم على الإسلام شيئًا إلا أعطاه، ولقد جاء رجلٌ فأعطاه غنماً بين جبلين، فرجع إلى قومه فقال: يا قوم! أسلموا، فإن محمدًا يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة، وإن كان الرجل ليُسْلم، ما يريد إلا الدنيا فما يلبث إلا يسيراً حتى يكون الإسلام أحب إليه من الدنيا وما عليها. لمسلم (1).

(1) مسلم (2312).

ص: 335

7952 -

ابن شهاب: أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى صفوان ابن أمية مائةً من النعم ثم مائة، وأن صفوان قال: والله لقد أعطاني ما أعطاني وإنه لأبغض الناس إلىَّ، فما برح يعطيني حتى إنه لأحب الناس إلى. لمسلم مطولاً (1).

(1) مسلم (2313).

ص: 335

7953 -

عبد الله الهوزني: لقيت بلالاً بحلب، فقلت: كيف كان نفقة النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: ما كان له شيء، كنت إلى ذلك منه منذ بعثه الله تعالى إلى أن توفاه، وكان إذا أتاه الإنسان مسلماً فيراه عارياً يأمرني فأنطلق، فأستقرض فأشتري له البردة وأكسوه وأطعمه، حتى اعترضني يوماً رجل من المشركين فقال: إن عندي سعةً فلا تستقرض من أحد إلا مني، ـ ففعلت، فلما أن كان ذات يوم توضأت، ثم قمت لأؤذن للصلاة، فإذا المشرك قد أقبل في عصابةٍ من التجار، فلما أن رآني قال يا حبشي: قلت: يا لباه، فتجهمني، وقال لي قولاً غليظاً، وقال: تدري كم بينك وبين الشهر؟ قلت: قريب قال: إنما بينك وبينه أربع، فآخذك بالذي عليك، فأردك ترعى الغنم، كما كنت قبل ذلك، فأجد في نفسي ما أجد في نفس الناس، حتى إذا صليت العتمة رجع صلى الله عليه وسلم إلى أهله فاستأذنت عليه، فأذن لي، فقلت: يا رسول الله بأبي أنت وأمي، إن المشرك الذي كنت أتدين منه، قال لي كذا وكذا، وليس عندك ما تقضي ديني، ولا عندي، وهو فاضحي فائذن لي أن آبق إلى بعض هؤلاء الأحياء الذين أسلموا، حتى يرزق الله رسوله ما يقضي عني، فخرجت حتى أتيت منزلي، فجعلت سيفي وجرابي ونعلي ومجني

⦗ص: 336⦘

عند رأسي، حتى إذا انشق عمود الصبح الأول أردت أن انطلق، فإذا إنسان يدعو يا بلال، أجب النبي صلى الله عليه وسلم، فانطلقت حتى أتيته، فإذا أربع ركائب مناخاتٍ عند الباب عليهن أحمالهن، فاستأذنت، فقال لي:((أبشر فقد جاء الله بقضائك)) ثم قال: ((ألم تر الركائب المناخات الأربع؟)) قلت: بلى، قال:((فإن لك رقابهن وما عليهن، وإن عليهن كسوة وطعاماً أهداهن إلى عظيم فدكٍ، فاقبضهن، واقض دينك))، ففعلت، ثم انطلقت إلى المسجد فإذا فيه النبي صلى الله عليه وسلم قاعد، سلمت عليه، فقال:((ما فعل ما قبلك؟)) قلت: قضى الله كل شيءٍ كان على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أفضل شيءٍ؟ قلت: نعم، قال: أنظر أن

تريحني منه، فإني لست بداخلٍ على أحد من أهلي حتى تريحني منه، فلما صلى العتمة دعاني فقال:((ما فعل الذي قبلك؟)) قلت: هو معي لم يأتنا أحدٌ، فبات صلى الله عليه وسلم في المسجد، وأقام فيه حتى صلى العتمة يعني من الغد، ثم دعاني فقال:((ما فعل الذي قبلك؟)) فقلت: قد أراحك الله منه، فكبر وحمد الله، وإنما كان يفعل ذلك شفقًا من أن يدركه الموت وعنده ذلك، ثم اتبعته حتى جاء أزواجه، فسلَّم على امرأة امرأةٍ حتى أتى التي عندها مبيته، فهذا الذي سألتني عنه لأبي داود (1) ..

(1) أبو داود (3055)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (2628): صحيح الإسناد.

ص: 335

7954 -

أنس: كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يدخر شيئًا لغدٍ للترمذي (1).

(1) الترمذي (2362)، وقال: هذا حديث غريب، وقد صححه الألباني في صحيح الترمذي (1925).

ص: 336

7955 -

عقبة بن الحارث: أنه صلى وراء النبي صلى الله عليه وسلم العصر فسلم، ثم قام مسرعًا يتخطى رقاب الناس إلى بعض حجر نسائه، ففزع الناس من سرعته فخرج عليهم، فرأى أنهم قد أعجبوا من سرعته، فقال:((ذكرت شيئاً من تبر عندنا، فكرهت أن يبيت عندنا فأمرت بقسمته)) للبخاري والنسائي (1).

(1) البخاري (1221).

ص: 336

7956 -

عمر: قسم

⦗ص: 337⦘

النبي صلى الله عليه وسلم قسمًا فقلت: والله يا رسول الله لغير هؤلاء كانوا أحق به منهم، قال:((إنهم خيروني بين أن يسألوني بالفحش، أو يبخِّلوني ولست بباخل)) لمسلم (1).

(1) مسلم (1056).

ص: 336

7957 -

أنس: أن الأنصار قاسموا المهاجرين على أن يعطوهم أنصاف ثمار أموالهم كل عام، ويكفونهم العمل والمؤنة، وكانت أم سليم أعطت عذقًا النبي صلى الله عليه وسلم، فأعطاها أم أيمن، فلما فتح خيبر، رد المهاجرون إلى الأنصار منائحهم، فرد صلى الله عليه وسلم إلى أم سليم عذاقها، وأعطى أم أيمن مكانهن من حائطه (1).

(1) البخاري (2630)، ومسلم (1771).

ص: 337

7958 -

وفي رواية: أن أهل أنسٍ أمروه أن يسأل النبي صلى الله عليه وسلم ما كان أعطوه أو بعضه، قال: فأتيته فأعطانيهن، فجاءت أم أيمن فجعلت الثوب في عنقي، وقالت: والله لا نعطيكهن وقد أعطانيهن، فقال صلى الله عليه وسلم:((يا أم أيمن اتركيه ولك كذا وكذا))، وتقول: كلا والله الذي لا إله إلا هو، فجعل يقول:((كذا)) حتى أعطاها عشرة أمثالها أو قريبًا. للشيخين مطولاً (1).

(1) البخاري (4120)، ومسلم (1771).

ص: 337

7959 -

أسلم: خرجت مع عمر فلحقته امرأة شابة فقالت: يا أمير المؤمنين، هلك زوجي، وترك صبية صغارًا، والله ما ينضجون كراعًا ولا لهم زرع ولا ضرع، وخشيت أن تأكلهم الضبع،

⦗ص: 338⦘

وأنا بنت خفاف بن إيماء الغفاريِّ، وقد شهد أبي الحديبية مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم فوقف معها عمر ولم يمض، ثم قال: مرحبًا بنسب قريبٍ، ثم انصرف إلى بعير ظهير كان مربوطاً في الدار، فحمل عليه غرارتين ملأهما طعامًا، وحمل بينهما نفقة وثيابًا، ثم ناولها بخطامه، ثم قال: اقتاديه فلن يفنى هذا حتى يأتيكم الله بخير، فقال رجلٌ: يا أمير المؤمنين أكثرت لها، فقال عمر: ثكلتك أمُّك، والله إني لكأني أرى أبا هذه وأخاها قد حاصرا حصنًا زماناً فافتتحاه، ثم أصبحنا نستفيء سهمانهما فيه. للبخاري (1).

(1) البخاري (4160، 4161).

ص: 337

7960 -

الأحنف بن قيسٍ: قدمت المدينة فبينا أنا في حلقة فيها ملأ من قريش إذ جاء رجل أخشن الثياب، أخشن الجسد، أخشن الوجه، فقام عليهم فقال: بشر الكنازين برضف يحمى عليه في نار جهنم، فيوضع على حلمة ثدي أحدهم حتى يخرج من نغض كتفه، ويوضع على نغض كتفه، حتى يخرج من حلمة ثديه، يتزلزل، فوضع القوم رءوسهم، فما رأيت أحدًا منهم رجع إليه شيئًا، فأدبر فاتبعته حتى جلس إلى ساريةٍ، فقلت: ما رأيت هؤلاء إلا كرهوا ما قلت لهم، فقال: إن هؤلاء لا يعقلون شيئًا، إن خليلي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم دعاني فأجبته، فقال:((أترى أحدًا؟)) فنظرت ما علي من الشمس وأنا أظن أنه يبعثني في حاجةٍ له فقلت: أراه، فقال:((ما يسرني أن لي مثله ذهبًا أنفقه كله إلا ثلاثة دنانير))، ثم هؤلاء يجمعون الدنيا لا يعقلون شيئًا، قلت: ما لك ولإخوانك من قريشٍ لا تعتريهم وتصيب منهم؟ قال: لا وربك لا أسألهم عن دنيا، ولا أستفتيهم عن دين حتى ألحق بالله ورسوله للشيخين (1).

(1) البخاري (1407)، ومسلم (992).

ص: 338

7961 -

أبو ذر: انتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو جالسٌ في ظل الكعبة، فلما رآني قال:((هم الأخسرون ورب الكعبة))، فجئت حتى جلست، فلم أتقار أن قمت، فقلت: يا رسول الله فداك أبي وأمي من هم؟ قال: ((هم الأكثرون أموالاً إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله

⦗ص: 339⦘

وقليلٌ ما هم)) للشيخين والترمذي والنسائي (1).

(1) البخاري (1460)، ومسلم (990).

ص: 338

7962 -

ابن عمر رفعه: ((إياكم والشحَّ، فإنما هلك من كان قبلكم بالشح، أمرهم بالبخل فبخلوا، وأمرهم بالفجور ففجروا)) لأبي داود (1).

(1) أبو داود (1698)، وقال الألباني: صحيح ((صحيح أبي داود)) (1489).

ص: 339

7963 -

أبو القيس: أنه مر بالنبي صلى الله عليه وسلم ومعه شيءٌ من تمر، فأهوى النبي صلى الله عليه وسلم، ليأخذ منه قبضةُ ينشرها بين يدي أصحابه، فضم طرف ردائه إلى بطنه وإلى صدره، فقال له صلى الله عليه وسلم:((زادك الله شحًا)) ((للكبير)) بلين (1).

(1)((الكبير)) 22/ 338 (847)، وقال الهيثمي 3/ 130: الطبراني في الكبير، وفيه سعيد بن جهمان وثقه جماعة وفيه خلاف وبقية رجاله رجال الصحيح.

ص: 339

7964 -

أبو هريرة رفعه: ((لو كان عندي مثل أحد ذهباً لسرني أن لا يمر عليَّ ثلاث ليالٍ وعندي منه شيءٌ أرصده لدينٍ)) للشيخين (1).

(1) البخاري (6445)، ومسلم (991).

ص: 339

7965 -

كعب بن عياض رفعه: ((إن لكل أمة فتنة، وإن فتنة أمتي المال)) (1).

(1) الترمذي (2336)، وقال: حسن غريب إنما نعرفه من حديث معاوية بن صالح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1905).

ص: 339

7966 -

ابن مسعود رفعه: ((لا تتخذوا الضيعة فترغبوا في الدنيا)) هما للترمذي (1).

(1) الترمذي (2328)، وقال: حسن. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1897).

ص: 339

7967 -

أبو هريرة رفعه: ((تكون إبلٌ للشيطان، وبيوتٌ للشيطان، فأما إبل الشيطان: فقد رأيتها يخرج أحدكم بنجيباتٍ معه قد أسمنها فلا يعلو بعيراً منها، ويمر بأخيه قد انقطع به فلا يحمله، وأما بيوت الشيطان فلا أراها إلا هذه الأقفاص التي يسترها الناس بالديباج)) لأبي داود (1).

(1) أبو داود (2568)، وقال الألباني: في ((ضعيف أبي داود)): وها إسناد حسن كما كنت بينته في الصحيحة - ثم تبين أنه منقطع- كما استدركته على الصحيحة في ((صحيح الترمذي))،وانظر ضعيف أبي داود (553).

ص: 339

7968 -

أبو هريرة رفعه: ((يقول العبد مالي مالي، وإنما له من ماله ثلاثٌ: ما أكل فأفنى، أو لبس فأبلى، أو أعطى فاقتنى، وما سوى ذلك فهو ذاهبٌ وتاركه للناس)). لمسلم (1).

(1) مسلم (2959).

ص: 340

7969 -

ابن مسعود رفعه: ((أيكم مال وارثه أحبُّ إليه من ماله؟ قالوا: يا رسول الله ما منا أحدٌ إلا ماله أحبُّ إليه، قال: فإن ماله ما قدم ومال وارثه ما أخر)) للبخاري والنسائي (1).

(1) البخاري (6442).

ص: 340

7970 -

أبو وائل: جاء معاوية إلى أبي هاشم بن عتبة وهو مريضٌ يعوده، فوجده يبكي، فقال: يا خالي ما يبكيك؟ أوجعٌ يشئزك، أم حرصٌ على الدنيا؟ قال: كلا، ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد إلينا عهداً لم آخذ به، قال: وما ذاك؟ قال: سمعته يقول: ((إنما يكفي من جمع المال خادمٌ، ومركبٌ في سبيل الله))، وأجدني اليوم جمعت. للترمذي والنسائي.

وزاد رزين: فلما مات حصل ما خلف فبلغ ثلاثين درهماً وحسب فيه القصعة التي كان فيها يعجن ويأكل (1).

(1) الترمذي (2327)، والنسائي8/ 218، وابن ماجة (4103)، وقال الألباني في:((صحيح الترمذي)) (1896): حسن.

ص: 340

7971 -

أبو سعيد: جلس النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر وجلسنا حوله، فقال:((إن مما أخاف عليكم بعدي ما يفتح الله عليكم من زهرة الدنيا وزينتها))، فقال رجلٌ: أو يأتي الخير بالشرِّ يا رسول الله؟ فسكت عنه، فقالوا: ما شأنك تكلم رسول الله ولا يكلمك، قال: وأرينا أنه ينزل عليه، فأفاق يمسح الرحضاء، وقال: أين السائل آنفاً؟ أو خيرٌ هو؟ إن الخير لا يأتي إلا بالخير، وإن مما ينبتُ الربيع ما يقتل حبطاً أو يلم إلا آكلة الخضر، فإنها أكلت حتى إذا امتدت خاصرتاها استقبلت عين الشمس، فثلطت وبالت، ثم ارتعت، وإن هذا المال خضرٌ حلوٌ، ونعم صاحب المال هو لمن أعطى منه المسكين،

⦗ص: 341⦘

واليتيم، وابن السبيل، أو كما قال صلى الله عليه وسلم، وإن من يأخذ بغير حقه كالذي يأكل ولا يشبع ويكون عليهم شهيدًا يوم القيامة. للشيخين والنسائي (1).

(1) البخاري (1465)، ومسلم (1052).

ص: 340

7972 -

عبد الرحمن بن عوف: وقد أتي بطعام وكان صائماً فقال: قتل مصعب بن عمير، وهو خير مني، وكفن في بردةٍ، إن غطي رأسه بدت رجلاه وإن غطي رجلاه بدا رأسه، وقتل حمزة وهو خيرٌ مني، فلم يوجد ما يكفن به إلا بردة، ثم بسط لنا من الدنيا ما بسط، أو قال: أعطينا من الدنيا ما أعطينا، وقد خشيت أن يكون قد عجلت لنا طيباتنا في حياتنا الدنيا، ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام. للبخاري (1).

(1) البخاري (1275).

ص: 341

7973 -

أبو هريرة رفعه: ((الدنيا ملعونة، ملعونٌ ما فيها إلا ذكر الله وما والاه وعالمٌ ومتعلمٌ)). للترمذي (1).

(1) الترمذي (2322)، وقال: حسن غريب، وابن ماجة (4112)، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (1891).

ص: 341

7974 -

وعنه رفعه: ((الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر)) لمسلم والترمذي (1).

(1) مسلم (2956)، والترمذي (2324).

ص: 341

7975 -

أنس رفعه: ((حب الدنيا رأس كل خطيئةٍ، وحبك الشيء يعمى ويصم)) لرزين (1).

(1) البيهقي ((شعب الإيمان)) (10501)، قال الألباني:((ضعيف الجامع)) ضعيف (2682).

ص: 341

7976 -

ابن مسعود: مالي وللدنيا، ما أنا والدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها (1).

(1) الترمذي (2377)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجة (4109)، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1936).

ص: 341

7977 -

جابر: أن النبي صلى الله عليه وسلم مر بالسوق داخلاً من بعض العوالي والناس كنفته، فمر بجديٍ ميتٍ أسك، فتناوله فأخذ بأذنه، ثم قال: أيكم يحب أن هذا له بدرهم؟ قالوا: ما نحب أنه لنا بلا شيءٍ، وما نصنع به؟

⦗ص: 342⦘

إنه لو كان حياً كان عيبًا به أنه أسك، قال: فوالله للدنيا أهون على الله من هذا عليكم. لمسلم وأبي داود (1).

(1) مسلم (2957).

ص: 341