المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مناقب العباس وجعفر والحسن والحسين رضي الله عنهم - جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد - جـ ٣

[الروداني، محمد بن سليمان المغربي]

فهرس الكتاب

- ‌غزوة أحد

- ‌من ذكر في مجمع الزوائد من شهداء أحد

- ‌غزوة الرجيع، وغزوة بئر معونة، وغزوة فزارة

- ‌غزوة الخندق وغزوة بنى قريظة

- ‌غزوة ذات الرّقاع وغزوة بنى المصطلق وغزوة أنمار

- ‌غزوة الحديبية

- ‌غزوة ذي قرد وغزوة خيبر وعمرة القضاء

- ‌غزوة مؤتة من أرض الشام، وبعث أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة

- ‌غزوة الفتح

- ‌غزوة حنين

- ‌غزوة أوطاس، وغزوة الطائف

- ‌بعث خالد بن الوليد إلى بني جذيمة، وسرية عبد الله بن حذافة السهمي وعلقمة بن مجزز المدلجي ويقال إنها سرية الأنصار

- ‌بعثُُ أبي موسى ومعاذ إلى اليمن، وبعث علي وخالد إلى اليمن وهما قبل حجة الوداع

- ‌غزوة ذي الخلصة وغزوة ذات السلاسل وغزوة تبوك

- ‌سرية بني الملوح وسرية زغبة السحيمي وغيرها

- ‌قتال أهل الردة

- ‌كتاب التفسير

- ‌فضل القرآن وفضل سور وآيات مخصوصة

- ‌من تفسير سورة الفاتحة وسورة البقرة

- ‌سورة آلِ عمران

- ‌سورة النِّسَاء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف وسورة الأنفال

- ‌سورة براءة

- ‌سورة يونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم

- ‌سورة الحجر والنحل والإسراء

- ‌سورة الكهف ومريم

- ‌سورة طه والأنبياء والحج والمؤمنون

- ‌سورة النّور

- ‌سورةُ الفرقان والشعراء والنمل والقصص والعنكبوت

- ‌سورة الرّوم ولقمان والسجدة والأحزاب

- ‌سورة سبأ وفاطر ويس والصّافات وص والزمر

- ‌سورة المؤمن وحم السجدة والشورى والزخرف والدّخان

- ‌سورة الأحقاف والفتح والحجرات وق والذّاريات

- ‌سورة الطور والنجم والقمر والرحمن والواقعة والحديد

- ‌سورة المجادلة والحشر والممتحنة والصف الجمعة والمنافقون

- ‌سورة التغابن والطلاق والتحريم

- ‌سورة نون ونوح والجن والمزمل والمدثر

- ‌من سورة القيامة إلى آخر القرآن

- ‌الحث على تلاوة القرآن وآداب التلاوة وتحزيب القرآن وغير ذلك

- ‌جواز اختلاف القراءات، وما جاء مفصلاُ، وترتيب القرآن، وتأليفه

- ‌كتاب تعبير الرؤيا

- ‌كتاب الطب وما يقرب منه

- ‌الرُّقى والتمائمُ والعينُ ونحو ذلك

- ‌النجوم والسحر والكهانة

- ‌كتاب القدر وفيه محاجة آدم لموسى وحكم الأطفال وذم القدرية وغير ذلك

- ‌كتاب الآداب والسلام والجواب والمصافحة وتقبيل اليد والقيام للداخل

- ‌الاستئذان

- ‌العطاس والتثاؤب والمجالسة وآداب المجلس وهيئة النوم والقعود

- ‌التعاضد بين المسلمين بالنصرة والحلف والإخاء والشفاعة وغير ذلك

- ‌التوادد وكتمان السر وصلاح ذات البين والاحترام وحسن الخلق والحياء وغيرها من الآداب

- ‌الثناء والشكر والمدح والرفق

- ‌الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصح والمشورة

- ‌النّية والإخلاص والوعد والصدق والكذب

- ‌السخاء والكرم والبخل وذم المال والدنيا

- ‌الغضب والغيبة والنميمة والغناء

- ‌اللهو واللعب واللعن والسب

- ‌الحسد والظن والهجران وتتبع العورة

- ‌الكبر والرياء والكبائرُ

- ‌النفاق والمزاح والمراء

- ‌الأسماء والكنى

- ‌الشّعر

- ‌كتابُ البرِِّ والصلة

- ‌برُّ الوالدين

- ‌برّ الأولاد والأقارب، وبرّ اليتيم، وإماطة الأذى، وغير ذلك

- ‌صلة الرحم، وحق الجار

- ‌الرحمة، والضيافة، والزّيارة

- ‌كتاب المناقب

- ‌ما ورد في ذكر بعض الأنبياء ومناقبهم

- ‌من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم غير ما تفرق في الكتاب

- ‌من صفاته، وشعره، وخاتم النبوة، ومشيه، وكلامه، وعرقه، وشجاعته، وأخلاقه صلى الله عليه وسلم، وشرفه، وكرمه، ومجده، وعظمته

- ‌من علاماته صلى الله عليه وسلم غير ما تفرق في الكتاب

- ‌الإسراء

- ‌من إخباره صلى الله عليه وسلم بالمغيبات

- ‌من كلام الحيوانات والجمادات له صلى الله عليه وسلم

- ‌من زيادة الطعام والشراب ببركته صلى الله عليه وسلم

- ‌من إجابة دعائه صلى الله عليه وسلم وكف الأعداء عنه

- ‌مما سأله عنه أهل الكتاب صدقوه في جوابه النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌معجزات متنوعة له وذكر عمره وأولاده صلى الله عليه وسلم

- ‌من فضائل الصحابة المشتركة التي لا تخص واحدًا منهم رضي الله عنهم أجمعين

- ‌مناقب أبي بكر الصّديق رضي الله عنه

- ‌مناقب عمر بن الخطّاب رضي الله عنه

- ‌مناقب عثمان بن عفّان رضي الله عنه

- ‌مناقب الإمام على رضي الله عنه

- ‌مناقب بقية العشرة

- ‌مناقبُ العباس وجعفرٍ والحسنُ والحسين رضي الله عنهم

- ‌مناقب زيد بن حارثة وابنه أسامة وعمّار بن ياسر وعبد الله بن مسعود وأبى ذر الغفاري رضي الله عنهم

- ‌مناقب حذيفة بن اليمان، وسعد بن معاذ، وابن عباس، وابن عمر وابن الزبير رضي الله عنهم

- ‌مناقب سلمان وأبي موسى، وعبد الله بن سلام، وابنه يوسف، وجرير، وجابر بن عبد الله، وأبيه، وأنس والبراء ابني مالك رضي الله عنهم

- ‌مناقب ثابت بن قيس وأبي هريرة وحاطب بن أبي بلتعة وجليبيب رضي الله عنهم

- ‌مناقب حارثة بن سراقة وقيس بن سعد بن عبادة وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص وأبي سفيان بن حرب وابنه معاوية رضي الله عنهم

- ‌مناقب سنين أبو جميلة وعباد وضماد وعدي بن حاتم وثمامة بن أثال وعمرو بن عبسة السلمي رضي الله عنهم

- ‌مناقب حمزة بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب وأبي سفيان بن الحارث وعبد الله بن جعفر رضي الله عنهم

- ‌مناقب خباب بن الأرت وسالم مولى أبي حذيفة وعامر بن فهيرة وعامر بن ربيعة وعبد الله بن جحش وصهيب رضي الله عنهم

- ‌مناقب عثمان بن مظعون ومعاذ بن جبل وعمرو بن الجموح وحارثة بن النعمان وبشر بن البراء وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم

- ‌مناقب أبي اليسر وعبد الله بن عبد الله بن أبيّ، وقتادة بن النعمان وعبادة بن الصامت وخزيمة بن ثابت وأبي أيوب رضي الله عنهم

- ‌مناقب أبي الدحداح وزيد بن ثابت ورافع بن خديج وسلمة بن الأكوع وأبي الدرداء وزاهر بن حرام وعبد الله ذي البجادين رضي الله عنهم

- ‌مناقب عبد الله بن الأرقم وعثمان بن أبي العاص ووائل بن حجر والعلاء بن الحضرمي وأبي زيد عمرو بن أخطب رضي الله عنهم

- ‌مناقب أبي أمامة وزيد بن صوحان وفروة بن هبيرة وعبد الله بن بسر والهرماس بن زياد والسائب بن يزيد رضي الله عنهم

- ‌مناقب حرملة بن زيد وحمزة بن عمرو وورقة بن نوفل والأحنف بن قيس رضي الله عنهم

- ‌مناقب خديجة بنت خويلد، وفاطمة وعائشة، وصفية، وسودة، وأسماء بنت أبي بكر، وأم حرام، وأم سليم، وهند بنت عتبة رضي الله تعالى عنهن

- ‌مناقب زينب ورقية وأم كلثوم بنات النبي صلى الله عليه وسلم،وأم سلمة وغيرهن من النساء، رضي الله عنهن

الفصل: ‌مناقب العباس وجعفر والحسن والحسين رضي الله عنهم

‌مناقبُ العباس وجعفرٍ والحسنُ والحسين رضي الله عنهم

-

ص: 528

8765 -

عبد المطلب بن ربيعة: أنَّ العباسَ دخل على النبيِّ صلى الله عليه وسلم مُغضبًا فقال له: ((ما أغضبكَ؟)) فقال: يا رسولَ الله، أرى قومًا من قريشٍ يتلاقون بينهم بوجوهٍ مسفرةٍ، وإذا لقونا لقونا بغير ذلك. فغضب صلى الله عليه وسلم حتَّى احمرَّ وجههُ، وقال:(والذي نفسي بيده لا يدخلُ قلبَ رجلٍ إيمانٌ حتَّى يحبُكُم للهِ ورسولِهِ)). ثُمَّ قالَ: ((أيُّها النَّاسُ، من آذى عمِّى فقد آذاني، وإنَّما عمُّ الرجلِ صنوُ أبيه)) (1).

(1) الترمذي (3758)، وقال: حسن صحيح، وقال الألباني في ضعيف الترمذي (784): ضعيف إلا قوله "عم الرجل صنو أبيه" فصحيح.

ص: 528

8766 -

ابنُ عباسٍ رفعهُ: ((يا عمِّ، إذا كان غداةَ الاثنين فأتني أنت وولدُكَ حتَّى أدعُو لكُم بدعوةٍ ينفعُكَ الله بها وولدكَ)). فغدا وغدونا معهُ فألبسنا كساءً ثُمَّ قالَ: ((اللهمَّ اغفرِ للعباسِ وولدهِ مغفرةً ظاهرةً وباطنةً لا تغادرُ ذنبًا، اللهمَّ احفظهُ في ولدهِ)). زاد رزينُ: ((واجعلْ الخلافةَ باقيةً في عقبهِ)) (1).

(1) الترمذي (3762)، وقال: حسن غريب، لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2962).

ص: 528

8767 -

أبو هريرة رفعهُ: ((تخرجُ من خُراسان رايات سُود، فلا يردَّها شيءٌ حتَّى تنصبَّ بإيلياءَ)). هي للترمذي (1).

(1) الترمذي (2269)، وقال: غريب. وقال الألباني في ضعيف الترمذي (395):ضعيف الإسناد.

ص: 528

8768 -

سعد رفعهُ: ((هذا العباسُ بنُ عبد المطلبِ، أجودُ قريشٍ كفًّا وأوصلُها)). لأحمد والبزار والموصلي (1).

(1) أحمد 1/ 185، والبزار 3/ 285 (1077)، وأبو يعلى 2/ 139 (820)، وقال الهيثمي 9/ 268: وفيه محمد بن طلحة التيمي، وثقه غير واحد، وبقية رجال أحمد وأبي يعلى رجال الصحيح. ذكره الألباني في الصحيحة (3326).

ص: 528

8769 -

أبو هريرة رفعهُ: ((رأيتُ جعفرًا يطيرُ في الجنَّة مع الملائكةِ)). للترمذي (1).

(1) الترمذي (3763)، وقال: غريب. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2963).

ص: 529

8770 -

وعنه: أن النَّاسَ يقولونَ: أكثر أبو هريرةَ، وإنِّي كنتُ ألزمُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لشبع بطني حين لا آكل الخمير ولا ألبس الحبير ولا يخدمني فلان ولا فلانة، وكنت ألصق بطني بالحصى من الجوع، وإن كنت لأستقرئ الرجلَ الآيةَ وهي معي كي ينقلبَ معي فيطعُمني، وكان خير النَّاسِ للمساكين جعفرُ بنُ أبي طالبٍ كان ينقلبُ معنا فيطعمُنا ما كان في بيتهِ، حتَّى إن كان ليخرج بالعكة ليس فيها شيء فنشقها فنلعق ما فيها. للبخاري (1).

(1) البخاري (3708).

ص: 529

8771 -

وللترمذي نحوه وفيه: وكانَ جعفرُ يحبُّ المساكين، ويجلسُ إليهم، ويحدثُهُم ويحدثونهُ، وكان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يكنيهِ بأبي المساكين (1).

(1) الترمذي (3766)، وقال: غريب. وقال الألباني في ضعيف الترمذي (786): ضعيف جدا.

ص: 529

8772 -

وعنهُ قالَ: ما احتذى النِّعال ولا ركب المطايا ولا ركبَ الكُور بعد النبيِّ صلى الله عليه وسلم أفضل من جعفرٍ بن أبي طالبٍ. للترمذي (1).

(1) الترمذي (3764)، وقال: حسن صحيح غريب. وقال الألباني في صحيح الترمذي (2963): صحيح الإسناد.

ص: 529

8773 -

ابنُ عمر: كان إذا سلَّم على عبد الله بن جعفرٍ قال: ((السلامُ عليكَ يا ابن ذي الجناحين)). للبخاري (1).

(1) البخاري (3709).

ص: 529

8774 -

ابنُ عباسٍ: بينما النبيُّ صلى الله عليه وسلم جالسٌ وأسماءُ بنتُ عميسٍ قريبةٌ منهُ إذ ردَّ السلامَ ثُمَّ قال: ((يا أسماءُ هذا جعفرٌ مع جبريل وميكائيل مرُّوا فسلَّموا علينا، فرددتُ السلامَ وأخبرني أنَّهُ لقى المشركين يوم كذا وكذا، فأصبتُ في جسدي من مقاديمي ثلاثًا وسبعينَ بين طعنةٍ وضربةٍ، ثمَّ أخذتُ اللواءَ بيدي اليمنى فقطعتُ،

⦗ص: 530⦘

ثمَّ أخذتُه بيدي اليسرى فقُطعت، فعوَّضني الله من يدي جناحين أطيرُ بهما مع جبريل وميكائيل في الجنَّةِ)). للكبير مطولاً بخفى (1).

(1) ذكره الهيثمي 9/ 272 - 273،رواه الطبراني وفيه سعدان بن الوليد ولم أعرفه وبقية رجاله ثقات.

ص: 529

8775 -

البراء: رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم والحسنَ على عاتقهِ يقولُ: ((اللهمَّ إني أحبُّهُ فأحبَّه)). وفي رواية: أنَّه أبصرَ حسنًا وحسينًا فقالَ: ((اللهمَّ إني أحبُّهما فأحبَّهما)). للشيخين والترمذي (1).

(1) البخاري (3749)، ومسلم (2422).

ص: 530

8776 -

أنس: سُئل النبيُّ صلى الله عليه وسلم، أيُّ أهل بيتكَ أحبُّ إليكَ؟ فقال:((الحسن والحسينُ))، وكان يقول لفاطمة:((ادعي لي ابنيّ))، فيشمُّهُما ويضمهما إليهِ. للترمذي (1).

(1) الترمذي (3772)، وقال: غريب. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (788).

ص: 530

8777 -

أبو هريرة: خرجتُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم في طائفةٍ من النَّهارِ لا يكلمُني ولا أكلِّمُه، حتَّى جاءَ سوقَ بني فينُقاعَ، ثُمَّ انصرف حتَّى أتى مخبأ فاطمةَ فقال:((أثمَّ لُكعُ؟)) يعني حسنًا، فظننا إنما تحبسُه لأن تُغسِّلُهُ أو تُلبسُهُ سخابًا، فلم نلبث أن جاءَ يسعى حتَّى اعتنق كلُّ واحدٍ منهما صاحبه فقال:((اللهمَّ إني أحبُّه فأحبَّهُ وأحبَّ من يحبُّه)). للشيخين (1).

(1) البخاري (2122)، ومسلم (2421).

ص: 530

8778 -

خالد بن معدان قال: وفد المقدامُ بنُ معدى كربٍ وعمرو بنُ الأسودِ ورجلٌ من بني أسدٍ من أهلِ قنسرينَ إلى معاويةَ، فقالَ معاويةُ للمقدامِ: أما علمتَ أنَّ الحسن بنَ علي تُوفَّى، فرجعَ المقدامُ فقالَ لهُ: يا فلانُ! أتعدُّها مصيبةً؟ فقال المقدامُ: مالي لا أُعدُّها مصيبةً، وقد وضعهُ صلى الله عليه وسلم في حجرهِ، فقالَ:((هذا منِّي وحسينُ من علي))، فقالَ الأسدي: جمرةٌ أطفأها الله، فقالَ المقدامُ: أمَّا أنا فلا أبرحُ اليومَ حتَّى أغضبَك وأُسمعُكَ ما تكرهُ، ثُمَّ قال يا معاويةَ: إن أنا صدقتُ فصدقني، وإن أنا كذبتُ فكذبني قال: افعل، قالَ أُنشدُك بالله هل سمعتَ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نهى عن لبس الذهبِ؟ قال: نعم، قال: أنشدُكَ بالله هل تعلمُه نهى عن لبس الحرير؟ قال: نعم، قال:

⦗ص: 531⦘

فأنشدُك بالله هل تعلمُه نهى عن لبس جلودِ السِّباع والركوبِ عليها؟ قال: نعم، قال: فوالله لقد رأيتُ هذا كلَّه في بيتكَ يا معاويةَ، قال معاويةُ: قد علمتُ أنِّي لا أنجو منك يا مقدامُ، قالَ خالدُ: فأمر معاويةَ للمقدام بما لم يأمر لصاحبيهِ، وفرضَ لابنه في المائتينِ، ففرَّقَهَا المقدامُ على أصحابهِ ولم يعط الأسديَّ لأحدٍ شيئًا مما أخذ، فبلغ معاوية ذلكَ فقالَ: فأمَّا المقدامُ فرجلٌ كريمٌ بسطَ يدهُ، وأمَّا الأسديُّ فرجلٌ حسنُ الإِمساكِ لشيئهِ. للنَّسائي وأبي داود بلفظه (1).

(1) أبو داود (4131)، والنسائي 7/ 176 - 177، وقال الألباني في صحيح أبي داود (3479): صحيح.

ص: 530

8779 -

يعلى بن مرة رفعه: ((حسينٌ مني وأنا من حسينٍ، أحبَّ الله من أحبَّ حسينًا، حسينٌ سبطٌ من الأسباطِ)) (1).

(1) الترمذي (3775)، وقال: حسن. وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2970).

ص: 531

8780 -

أبو سعيد رفعه: ((الحسنُ والحسين سيدا شبابِ أهل الجنة)). هما للترمذي (1).

(1) الترمذي (3768)، وقال: صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2965).

ص: 531

8781 -

ابن عمر سألهُ رجلٌ عن دم البعوضِ؟ فقال: ممن أنت؟ قال: من أهل العراقِ، قال: انظروا إلى هذا، يسألني عن دم البعوض، وقد قتلوا ابن النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وسمعته صلى الله عليه وسلم يقولُ:((هما ريحانتاي من الدنيا)) (1).

(1) البخاري (5994)، والترمذي (3770).

ص: 531

8782 -

وفي روايةٍ: سأله عن المحرم يقتلُ الذبابَ، فقال: يا أهل العراقِ! تسألونا عن قتل الذبابِ، وقد قتلتم ابن بنت النبيِّ صلى الله عليه وسلم (1).

(1) البخاري (3753).

ص: 531

8783 -

وفي أخرى: ما أسألهم عن الصغيرة وأجرأهم على الكبيرةِ. للبخاري والترمذي (1).

(1) مسلم (2905) بنحوه.

ص: 531

8784 -

عبد الله بن شداد عن أبيه: خرجَ علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في إحدى صلاتي العشاءِ وهو حاملٌ حسنًا أو حسينًا، فتقدم - صلى

⦗ص: 532⦘

الله عليه وسلم - فوضعه ثم كبر للصلاةِ، فصلى فسجد بين ظهراني صلاتهِ سجدة أطالها، فرفعتُ رأسي فإذا الصبيُ على ظهر النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو ساجدٌ، فرجعت إلى سجودي، فلما قضى الصلاة قال الناسُ: يا رسول الله! إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدةً أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمرٌ، وأنه يوحى إليك، قال:((كلُّ ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني فكرهتُ أن أعجله حتى يقضي حاجته)). للنسائي (1).

(1) النسائي 2/ 229 - 230. وصححه الألباني في صحيح النسائي (1093).

ص: 531

8785 -

بريدة: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يخطبُنا فجاءَ الحسنُ والحسينُ وعليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل صلى الله عليه وسلم من المنبرِ فحملهما ووضعهما بين يديه، ثم قال:((صدقَ الله {إِِِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ} [الأنفال: 28] نظرتُ إلى هذين الصبيين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتى قطعتُ حديثي ورفعتُهما)). لأصحاب السنن (1).

(1) أبو داود (1109)، والترمذي (3774)،وقال: حسن غريب ،والنسائي (1413)،وابن ماجة (3600). وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2968).

ص: 532

8786 -

علي قال: الحسنُ أشبهُ بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم ما بين الصدر إلى الرأسِ، والحسينُ أشبه به صلى الله عليه وسلم فيما كان أسفل من ذلك (1).

(1) الترمذي (3779)، وقال: حسن غريب. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (789).

ص: 532

8787 -

سلمى امرأة من الأنصار دخلتُ على أمِّ سلمةَ وهي تبكي قلتُ: ما يبكيكِ؟ قالت: رأيتُ الآن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في المنامِ وعلى رأسِهِ ولحيتهِ الترابُ وهو يبكي، فقلتُ: ما لك يا رسول الله؟ فقال: ((شهدتُ قتل الحسين آنفًا)). هما للترمذي (1).

(1) الترمذي (3771): وقال: حديث غريب، وقال الألباني في ضعيف الترمذي (787): ضيعف.

ص: 532

8788 -

أنس: كنتُ عند ابن زيادٍ فجيء برأس الحسين، فجعلَ يضرب بقضيبٍ في أنفه ويقول: ما رأيتُ مثلَ هذا حسنا، فقلتُ: أما إنه كانَ أشبههم برسولِ الله صلى الله عليه وسلم. للبخاري والترمذي بلفظه. وللبزار والكبير قال أنس: والله لأسوءنك إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلثم حسينا حيث يقع قضيبك. قال: فانقبض (1).

(1) البخاري (3748)، الترمذي (3778).

ص: 532

8789 -

عمار بن عمير: لما جيء برأس عبيد الله بن زيادٍ وأصحابه: نضدت في المسجدِ في الرحبة، فانتهيتُ إليهم وهم يقولون: قد جاءت قد جاءت، فإذا حيةٌ قد جاءت تخللُ الرءوس حتى دخلت في منخر عبيد الله بن زيادٍ، فمكثت هنيهةً، ثم خرجت فذهبت، حتى تغيبت، ثم قالوا: قد جاءت قد جاءت، ففعلت ذلك مرتين أو ثلاثًا. للترمذي (1).

(1) الترمذي (3780)، وقال: حسن صحيح. وقال الألباني في صحيح الترمذي (2974): صحيح الإسناد.

ص: 533

8790 -

أم سلمة رفعته في حقِّ الحسين: ((إنَّ جبريل قال تحبُّه؟ قلتُ: أمَّا في الدنيا فنعم، قال: إن أمتك ستقتله بأرض يقال لها كربلاء))، فلما أحبط بحسينٍ حين قتل، قال: ما اسمُ هذه الأرضِ؟ قالوا: كربلاء قال: صدقَ الله ورسوله كربٌ وبلاءٌ. للكبير مطولاً (1).

(1) الطبراني 3/ 108 - 109 (2819)، وقال الهيثمي 9/ 187 - 189، رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها ثقات.

ص: 533

8791 -

عائشة رفعته: ((إنَّ جبريل أخبرني أن ابني حسينًا مقتولٌ في أرض الطفِّ، وأن أمتي ستفتنُ بعدي)). للكبير بلين مطولاً (1).

(1) الطبراني 3/ 107 (2814)، وقال الهيثمي 9/ 187 - 188: في إسناده ابن لهيعة. وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (223).

ص: 533

8792 -

محمد بن الحسن بن زبالة: لما نزل عمرُ بنُ سعدٍ بالحسينِ وأيقنَ أنهم قاتلوه، قامَ في أصحابه خطيبًا، فحمدَ الله ورغبهم في لقاءِ الله، نفرهم من الحياةِ مع الظالمين، وقتل بالطفِّ بكربلاء. للكبير بضعف (1).

(1) الطبراني 3/ 114 (2842)، وقال الهيثمي 9/ 193: ومحمد بن الحسن هو ابن زبالة متروك ولم يدرك القصة.

ص: 533

8793 -

الشعبي: لما أراد الحسينُ أن يخرجَ أتى ابن عمر ليودعه، فقال له: إني أريدُ العراق، فقال: لا تفعل، فإنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:((خيرتُ بين أن أكون نبيًّا ملكًا أو نبيًا عبدًا، فقيل لي تواضع، فاخترتُ أن أكونَ نبيًا عبداً))، وإنك بضعةٌ من النبيِّ صلى الله عليه وسلم فلا تخرج فأبى فودَّعه وقال: أستودعُك الله من مقتولٍ. للبزار والأوسط (1).

(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (2643)، والطبراني في ((الأوسط)) 1/ 189 (597)، وقال الهيثمي 9/ 192، رجال البزار ثقات.

ص: 533

8794 -

ابن عباس: استأذنني حسينٌ في الخروجِ، فقلتُ: لولا أن يُزرى بي أو بك، لشبَّكتُ بيدي في رأسكِ، فقال: لأن أقتل بمكان كذا وكذا، أحبُّ إلي من أن يستحلَّ بي حرم الله ورسولِهِ، قال: فذلك الذي سلى بنفسي عنه (1).

(1) الطبراني 3/ 119 - 120 (2859)، وقال الهيثمي 9/ 192: رجاله رجال الصحيح.

ص: 534

8795 -

الضحاك بن عثمان: خرجَ الحسينُ إلى الكوفة ساخطًا لولاية يزيد بن معاوية، فكتب يزيدُ إلى عبيد الله بن زيادٍ وهو واليه على العراق: إنه قد بلغني أن حسينًا قد سار إلى الكوفة، وقد ابتلي به زمانُك وبلدك وابتليت به، وعندها تعتقُ أو تعودُ عبدًا، فقتله عبيدُ الله بنُ زيادٍ وبعث برأسهِ إليه، فلمَّا وضع بين يديه تمثلَ بقولِ الحصين بن حمامٍ: نعلِّقُ هامًا من رجالٍ أحبَّةٍ. إلينا وهم كانوا أعقَّ وأظلما (1).

(1) الطبراني 3/ 115 (2846)، وقال الهيثمي 9/ 193: ورجاله ثقات إلا أن الضحاك لم يدرك القصة.

ص: 534

8796 -

الزبير بن بكار: ولد الحسينُ لخمسٍ خلونَ من شعبانَ سنة أربعٍ من الهجرة، وقُتل يوم الجمعة يوم عاشوراء سنة إحدى وستين، قتله سنانُ ابنُ أبي أنسٍ، وأجهزَ عليه خولي بنُ يزيدٍ الأصبحي، وحز رأسه وأتى به ابن زيادٍ. فقال سنانٌ:

أوقر ركابي فضةً وذهبًا.

أنِّي قتلتُ الملك المحجَّبا.

قتلتُ خير الناسِ أمًا وأبًا (1).

(1) الطبراني 3/ 117 - 118 (2852)، وقال الهيثمي 9/ 149: ورجاله ثقات.

ص: 534

8797 -

الليث بن سعد قال: أبى الحسينُ أن يستأسر فقاتلوه، فقتلوه وقتلوا بنيه وأصحابه الذين قاتلوا معه، وانطلق بعليِّ بن حسينٍ وفاطمةَ وسكينة بنتي حسين إلى ابن زيادٍ، فبعثَ بهم إلى يزيد، فأمر بسكينةَ فجعلها خلف سريره؛ لئلا ترى رأس أبيها، وعلي بن حسين في غلٍ وهو غلامٌ، فوضع رأس الحسين، وقال يزيدُ: نعلقُ هامًا البيتِ، وقال عليُّ بنُ الحسين:{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى الله يَسِيرٌ} [الحديد:22] فقال يزيدُ: بل بما كسبت أيدكم ويعفُو عن كثيرٍ، فقال علي: أما والله لو رآنا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مغلولينَ لأحبَّ أن يحلنا من الغلِّ، قال: صدقت، فحلوهم ففعلوا، وقال:

⦗ص: 535⦘

ولو وقفنا بينَ يدي رسولِ الله صلى الله عليه وسلم على بُعدٍ لأحبَّ أن يقربنا، قالَ: صدقتَ، فقربُوهُم، فجعلت فاطمةُ وسكينةُ تتطاولان لتريان رأسَ أبيهما، وجعل يزيدُ يتطاولُ في مجلسهِ ليسترَ الرأسَ، ثم أمرَ بهم فجُهزُوا وأصلحَ إليه، وأُخرجُوا إلى المدينةِ (1).

(1) الطبراني 3/ 104 (2806)، وقال الهيثمي 9/ 195: ورجاله ثقات.

ص: 534

8798 -

الشعبي: رأيتُ في النومِ كأنَّ رجالاً نزلوا من السماءِ معهم حرابٌ يتتبعون قتلةَ الحسين، فما لبثتُ أن نزل المختارُ فقتلهمُ (1).

(1) الطبراني 3/ 113 (2833)، وقال الهيثمي 9/ 196: إسناده حسن.

ص: 535

8799 -

الزهري قال: ما رُفع بالشامِ حجرٌ يومَ قتلِ الحسينِ إلا عن دمٍ (1).

(1) الطبراني 3/ 113 (2835)، وقال الهيثمي 9/ 196: ورجاله رجال الصحيح.

ص: 535

8800 -

وفي روايةٍ: لم ترفع حصاةٌ بيتِ المقدسِ إلا وُجدَ تحتها دمٌ عبيط (1).

(1) الطبراني 3/ 113 (2834)، وقال الهيثمي 9/ 196: ورجاله ثقات.

ص: 535

8801 -

أبو قبيل: لمَّا قُتل الحسينُ انكسفت الشمسُ حتى بدت الكواكبُ نصف النهارِ، حتى ظننا أنها هي (1).

(1) الطبراني 3/ 114 (2838)، وقال الهيثمي 9/ 197: إسناده حسن.

ص: 535

8802 -

الليثُ بنُ سعدٍ: أنهُ قُتل مع الحسينِ، العباسُ بنُ علي ابن أبي طالبٍ، وأمُه أمُّ البنين عامرة، وجعفرُ وعبدُ الله وعثمانُ وأبو بكرٍ بنو عليّ، وأمُّ أبي بكرٍ ليلى بنتُ مسعودٍ نهشلية، وعلىُّ بنُ الحسين الأكبر وأُمهُ ليلى ثقفيةٌ، وعبدُ الله بنُ الحسينِ وأمهُ الربابُ كلبية، وأبو بكرٍ بنُ الحسينِ، وعونُ ومحمدُ ابنا عبد الله بنُ جعفرَ بن أبي طالبٍ، وجعفرُ ومسلمُ ابنا عقيلٍ بن أبي طالبٍ وسليمانُ مولى الحسين، وعبدُ الله رضيعُ الحسينِ (1).

(1) الطبراني 3/ 103 (2803)، وقال الهيثمي 9/ 197 - 198: ورجاله إلى قائليه رجال الصحيح.

ص: 535

8803 -

محمدُ بنُ الحنفيةِ: قُتل مع الحسين سبعةَ عشر كلُّهم ارتكض في رحمِ فاطمةَ رضي الله عنهم. هي للكبير (1).

(1) الطبراني 3/ 119 (2855)، وقال الهيثمي 9/ 198: رواه الطبراني بإسنادين ورجال أحدهما ثقات.

ص: 535