الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
8510 -
سلمةُ السكوني: بينما نحنُ عندَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم إذ قالَ قائلٌ: يا رسولَ الله هل أوتيت بطعامٍ من السماءِ؟ قالَ: ((نعم))، قالَ: يا نبيَ الله هل كانَ فيه من فضلٍ؟ قال: ((نعم))، قالَ: فما فعلَ به؟ قال: ((رُفع إلى السماءِ)) (1). للدارمي مطولاً بلين.
(1) الدرامي (55)، وقال الهيثمي 7/ 306: رواه أحمد والطبراني والبزار وأبو يعلى ورجاله ثقات.
من إجابة دعائه صلى الله عليه وسلم وكف الأعداء عنه
8511 -
أنسُ: كانَ رجلٌ نصرانيٌ أسلمَ فقرأ البقرة وآل عمرانَ وكانَ يكتبُ الوحي للنبيِّ صلى الله عليه وسلم، فعاد نصرانيًا فكانَ يقولُ: ما يدري محمدٌ إلا ما كنتُ أكتبُ له، فقال صلى الله عليه وسلم:((اللهم اجعلْه آيةً))، فأماته الله فدفنوه فأصبحَ ولقد لفظته الأرضُ، فقالوا: هذا فعلُ محمدٍ وأصحابهِ لمَّا هربَ منهم نبشوا عن صاحبنا وألقوه، فحفروا لهُ وأعمقوا ما استطاعوا فأصبحَ ولقد لفظته الأرضُ، وقالوا مثل الأول فحفروا وأعمقوا فلفظته الثالثةَ، فعلموا أنَّه ليسَ من الناسِ، فألقوه بين حجرين ورضموا عليه الحجارة. للشيخين (1).
(1) البخاري (3617)، ومسلم (2781).
8512 -
جابرُ: أنَّ أباه تُوفي وتركَ عليه ثلاثين وسقًا لرجلٍ من اليهودِ، فاستنظره جابرٌ فأبى أن يُنْظِرَهُ فكلَّم جابرٌ النبيَّ صلى الله عليه وسلم؛ ليشفعَ إليهِ فجاءه صلى الله عليه وسلم فكلَّم اليهوديَّ ليأخذ ثمر نخلة بالذي له، فأبى، فدخلَ صلى الله عليه وسلم النخلَ فمشى فقام فيها ثم قال لجابرٍ:((جُدَّ له فأوف الذي له))، فجدَّه بعد ما رجع النبيُّ صلى الله عليه وسلم فأوفاهُ ثلاثين وسقًا. وفضلت له سبعة عشر وسقًا، فجاء
⦗ص: 469⦘
جابرٌ النبيَّ صلى الله عليه وسلم؛ ليخبره بالذي كانَ فوجده يصلي العصرَ، فلما انصرفَ أخبره بالفضلِ، فقالَ:((أخبر بذلك ابن الخطابِ)) فأخبرهُ، فقال عمرُ: لقد علمتُ حين مشى فيها ليباركنَّ فيها (1).
(1) البخاري (2396).
8513 -
وفي رواية: قال له صلى الله عليه وسلم: ((إذا جددته فوضعتَهُ في المربدٍِ آذنتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم))، فجاءَ ومعه أبو بكرٍ وعمرَ، فجلس عليه ودعا بالبركةِ فيهِ، ثم قالَ:((ادعُ غرماءكَ فأوفهم))، فما تركتُ أحدًا له دينٌ على أبي إلا قضيتُهُ، وفضلَ ثلاثةَ عشرَ وسقًا سبعةٌ عجوةٌ، وستةٌ لون أو ستةٌ أو سبعةٌ (1).
(1) البخاري (2709).
8514 -
وفي أخرى: قلتُ يا رسول الله: قد علمتَ أنَّ والدي استشهدَ يومَ أحدٍ وترك دينًا كثيرًا، وأحبُّ أن يراك الغرماءُ، فقال:((اذهب فبيدر كلَّ تمرٍ على ناحيةٍ)) ففعلتُ، ثم دعوته، فلمَّا رأوه أغروا بي تلكَ الساعةَ، فلما رأى ما يصنعونَ، طافَ حولَ أعظمها بيدراً ثلاث مراتٍ ثم جلسَ عليه، ثم قالَ: ادعُ أصحابك، فما زالَ يكيلُ لهم حتى أدى الله أمانةَ والدى، وأنا والله راضٍ أن يؤدي الله أمانةَ والدي ولا أرجعُ إلى أخواتي بتمرةٍ، فسلمَ الله البيادر كلها حتى أني أنظرُ إلى البيدر الذي عليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم فكأنه لم ينقص تمرةً واحدةً. للبخاري وأبي داود والنسائي (1).
(1) البخاري (2781).
8515 -
أبو هريرة: كنتُ أدعو أمي إلى الإِسلام وهي مشركةٌ، فدعوتها يومًا فأسمعتني في النبيِّ صلى الله عليه وسلم ما أكره، فأتيتهُ صلى الله عليه وسلم وأنا أبكى، فقلتُ: يا رسولَ الله إني كنتُ أدعو أمي إلى الإِسلامِ فتأبى علىَّ، فدعوتُها اليومَ فأسمعتني فيك ما أكره فادعُ الله أن يهدى أم أبى هريرةَ، فقال صلى الله عليه وسلم:((اللهم اهد أم أبي هريرةَ))، فخرجتُ مستبشرًا بدعوتهِ،
⦗ص: 470⦘
فلما جئتُ قصدتُ إلى البابِ وقربتُ منه، فإذا هو مجافٍ، فسمعت أمي خشف قدمي، فقالت: مكانك يا أبا هريرة، وسمعت خضخضةَ الماءِ، فاغتسلت ولبست درعها، وعجلت عن خمارها ففتحتِ البابَ، ثم قالت: يا أبا هريرة أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسولهُ، فرجعتُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فأتيتهُ وأنا أبكي من الفرحِ، فقلتُ: يا رسولَ الله أبشر، فقد استجابَ الله دعوتك وهدى أم أبي هريرةَ، فحمد الله وقال:((خيرًا))، فقلتُ: يا رسولَ الله ادعُ الله أن يحببني وأمي إلى عباده المؤمنين ويجبهم إلينا فقالَ: ((اللهم حبب عبيدك هذا وأمهُ إلى عبادكَ المؤمنينَ، وحبب إليهما المؤمنينَ، فما خلقَ مؤمنٍ يسمعُ بي ولا يراني إلا أحبني)). لمسلم (1).
(1) مسلم (2491).
8516 -
السائبُ بن يزيد: ذهبت بي خالتي إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسولَ الله إن ابن أختي وجعٌ، فمسحَ رأسي ودعا لي بالبركةِ فتوضأ فشربت من وضوئه ثم قمتُ خلف ظهرهِ، فنظرتُ إلى خاتم النبوةِ بين كتفيه مثل زرِّ الحجلة، وقال الجعيدُ: رأيتُ السائب بن يزيدِ ابن أربعِ وتسعينَ، جلدًا معتدلاً، فقال: قد علمتُ ما متعت به سمعي وبصري إلا بدعاءِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم. للشيخين والترمذي (1).
(1) البخاري (3540)، ومسلم (2345).
8517 -
أبو زيد بن أخطب: مسحَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بيدهِ على وجهي ودعا لي، قال عزرةُ: فلقد رأيتهُ بعدما عاشَ عشرينَ ومائةَ سنةً وليس في لحيته إلا شعيراتٍ تعدُّ بيضٌ. للترمذي (1).
(1) الترمذي (3629) بنحوه، وقال: حديث حسن غريب. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2869).
8518 -
جابرُ: بينما نحنُ مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم بالسوق إذا امرأةٌ قالت يا رسولَ الله: إنَّ زوجي لا يقربني، ففرِّق بيني وبينه، ومرَّ زوجُها، فدعاه صلى الله عليه وسلم وأخبره، قالَ: يا رسولَ الله والذي أكرمكَ إنَّ عهدي بها لهذه الليلةُ، فبكت المرأةُ وقالت: كذبَ، فرق بيني وبينه، فإنه من أبغض خلقِ الله إلىَّ، فتبسمَ صلى الله عليه وسلم، ثم أخذ برأسهِ ورأسها فجمعَ بينهما وقال: ((اللهم ادنُ كل
⦗ص: 471⦘
واحدٍ منهما من صاحبهِ)) فلبثنا ما شاء الله ثم مرَّ صلى الله عليه وسلم بالسوقِ فإذا نحن بالمرأةِ، فلما رأته أقبلت إليهِ فقالت: يا رسولَ الله والذي بعثكَ بالحقِّ ما خلقَ من بشرِ أحبَّ إليَّ منه الآنَ. للموصلي (1).
(1) أبو يعلى 3/ 392 - 393 (1868)، وقال الهيثمي 8/ 268: رجاله رجال الصحيح غير يوسف بن محمد بن المنكدر وثقه أبو زرعة وغيره وضعفه جماعة.
8519 -
أبو هريرة: قال أبو جهل: هل يُعَفِّرُ محمدٌ وجههُ بين أظهركم، قيل: نعم، قال: واللاتِ والعزى لئن رأيتُه يفعلُ ذلك لأطأنَّ على رقبتهِ أو لأعفرنَّ وجهه في التراب، فأتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم وهو يصلي؛ ليطأ على رقبته، فما فجأهم منه إلا وهو ينكصُ على عقبيه ويتقى بيديه، فقيلَ له مالكَ؟ قال: إن بيني وبينه لخندقًا من نارٍ وهولاً وأجنحةٍ، فقال صلى الله عليه وسلم:((لو دنا مني لاختطفته الملائكةُ عضوًا عضوًا))، فأنزلَ الله لا ندري أفي حديث أبي هريرة أو شيء بلغه {كَلَّا إِنَّ الإنسَانَ لَيَطْغَى- إلى قوله-كَلَّا لا تُطِعْهُ} [العلق: 19] لمسلم (1).
(1) مسلم (2797).
8520 -
جابرُ: غزونا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم غزاةً قبل نجدٍ، فأدركنا النبيَّ صلى الله عليه وسلم في القائلةِ في وادٍ كثيرِ العضاة، فنزلَ تحتَ شجرةٍ فعلقَ سيفه بغصنٍ من أغصانها وتفرقَ الناسُ في الوادي يستظلونَ بالشجرِ، فقال صلى الله عليه وسلم:((إنَّ رجلاً أتاني وأنا نائمٌ فأخذ السيفَ فاستيقظتُ وهو قائمٌ على رأسي، والسيفُ صلتا في يده))، فقال: من يمنعكُ مني، قلتُ:((الله))، فشام السيفُ، فها هو ذا جالسٌ، ثم لم يعرض له، وكان ملك قومهِ فانصرف عنه حين عفى عنه، فقال: لا أكونُ في قومٍ هم حرب لكَ. للشيخين (1).
(1) البخاري (4137)، ومسلم (843).