الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6563 -
ابن إسحاق: خرج النبيُّ صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة حين صلَّى الجمعة، فأصبح بالشِّعبِ من أحدٍ، فالتقوا يوم السبت في النصف من شوال (1). للكبير.
(1) الطبراني 3/ 141 (2929)، قال الهيثمي 6/ 124: رجاله ثقات.
6564 -
صفية بنت عبد المطلب: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم لمَّا خرج إلى أُحدٍ جعل نساءه في أطمٍ يقالُ له فارع، وجعل معهنَّ حسان ثابتٍ، وكان حسان يطَّلعُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فإذا اشتد على المشركين اشتد معه في الحصن، وإذا رجع رجع وراءه، فجاء ناسٌ من اليهود فيرقى أحدهم في الحصن حتى اطلع علينا، فقلت لحسان: قُم إليه فاقتله، فقال: ما ذاك فىَّ، ولو كان ذلك فىَّ لكنت مع رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، قالت: فضربت رأسهُ حتى قطعته، فقلتُ: يا حسان قم إلى رأسهِ فارم به عليهم وهم أسفل من الحصن، فقال: والله ما ذاك فىَّ، قالت فأخذتُ برأسه فرميتهُ عليهم، فقالوا: قد والله علمنا أنَّ محمدًا لم يكن يتركُ أهلهُ خلوفًا، لم يكن معهم أحدٌ، وتفرقوا، قالت: ومرَّ بنا سعدُ بن معاذٍ، وبه أثر صفرةٍ، كأنه كان معرسًا قبل ذلك، وهو يرتجز: ويقولُ:
مهلاً قليلاً يدرك الهيجا حمل
…
لا بأس بالموت إذا حان الأجل
للكبير والأوسط بخفي (1).
(1) الطبراني 24/ 321 - 322، و ((الأوسط)) 4/ 116 (3754)، وقال الهيثمي 6/ 114 - 115: هو من طريق أم عروة بنت جعفر بن الزبير، عن أبيها، ولم أعرفهما، وبقية رجاله ثقات.
غزوة الرجيع، وغزوة بئر معونة، وغزوة فزارة
6565 -
أبو هريرة: بعث النبيُّ صلى الله عليه وسلم سريةً عينًا، وأمَّر عليهم عاصمُ بن ثابتٍ، وهو جدُّ عاصمٍ بن عمر بن الخطاب، فانطلقوا حتى إذا كانوا بين عسفان ومكة، ذكروا الحي من هذيلٍ يقالُ لهم بنو لحيان، فتبعوهم بقريبٍ من مائة رامٍ، فاقتصوا آثارهم، حتى أتوا منزلاً نزلوه فوجدوا فيه نوى تمرٍ
⦗ص: 13⦘
تزودوه من المدينة، فقالوا: هذا تمر يثرب، فتبعوا آثارهم حتى لحقوهم، فلما أحسَّ بهم عاصمُ وأصحابه، لجئوا إلى فدفدٍ، وجاء القوم فأحاطوا بهم، فقالوا: لكم العهدُ والميثاق إن نزلتم إلينا أن لا نقتل منكم رجلاً، فقال: عاصم أمَّا أنا فلا أنزل في ذمةِ كافرٍ، اللهمَّ أخبر عنَّا رسولك، فقاتلوهم فرموهم حتى قتلوا عاصمًا في سبعة نفرٍ بالنبل وبقي خبيبٌ وزيدٌ ورجلٌ آخر، فأعطوهم العهد والميثاق، ونزلوا إليهم فلمَّا استمكنوا منهم حلُّوا أوتار قسيِّهم فربطوهم بها، فقال الرجل الثالث: هذا أول الغدر، فأبى أن يصحبهم، فجرروه فلم يفعل، فقتلوه فانطلقوا بخبيب وزيدٍ حتى باعوهما بمكة، فاشترى خبيبًا بنو الحارث بن عامرٍ بن نوفلٍ، وكان خبيب قد قتل الحارث يوم بدرٍ، فمكث عندهم أسيرًا حتى إذا أجمعوا قتله، استعار موسى من بعض بنات الحارث ليستحدَّ بها، فأعارتهُ، قالت: فغفلت عن صبيٍّ لي، فدرج إليه حتى أتاه فوضعه على فخذه، فلمَّا رأيتهُ فزعت فزعةً عرف ذلك مني، وفي يده الموسى، فقال: أتخشين أن أقتله؟
ما كنتُ لأفعل ذلك إن شاء الله، وكانت تقول: ما رأيتُ أسيرًا قط خيرًا من خُبيبٍ، لقد رأيته يأكلُ من قطف عنبٍ وما بمكة يومئذٍ ثمرةٌ، وإنه لموثق في الحديد وما كان إلا رزقًا رزقه الله خبيبًا، فخرجوا به من الحرم ليقتلوه، فقال: دعوني أصلي ركعتين، ثم انصرف إليهم، فقال: لولا أن تروا أنَّ ما بي جزع من الموت لزدت، فكان أول من سنَّ الركعتين عند القتل هو وقال اللهمَّ أحصهم عددًا:
ما أبالي حين أقتلُ مسلمًا
…
على أيِّ شقٍ كان لله مصرعي
وذلك في ذات الإِله وإن يشأ
…
يبارك على أوصال شلوٍ ممزعِ
ثم قام إليه عقبةُ بن الحارث فقتله، وبعثت قريش إلى عاصمٍ ليؤتوا بشيء من جسده يعرفونه، وكان قتل عظيمًا من عظمائهم يوم بدرٍ، فبعث الله عليهم مثل الظلة من الدبرِ، فحمته من رسلهم، فلم يقدروا منه على شيءٍ. للبخاري وأبي داود، وزاد رزين: إن عاصمًا جعل يرميهم، ويقولُ:
ما علتي وأنا جلد نابلٍ
…
والقوسُ فيها وترُ عنابلِ (1)
(1) البخاري (4086) وأبو داود (2660).
6566 -
أنس: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بعث خاله أخًا لأمَّ سليم إلى بني عامرٍ في سبعين راكبًا، فلمَّا قدموا، قال لهم خالي أتقدمكم فإن أمنوني حتى أبلغ عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم وإلا كنتم مني قريبًا، فتقدَّم فأمنوه، فبينما هو يحدثهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أومأ إلى رجلٍ منهم فطعنه فأنفذهُ، فقال: الله أكبر فزتُ وربُّ الكعبة، ثم مالوا على بقية أصحابه فقتلوهم إلا رجلاً أعرج صعد الجبل، قال همام: وأراه آخر معه، فأخبر جبريلُ عليه السلام النبيَّ صلى الله عليه وسلم أنهم قد لقوا ربهم فرضى عنهم وأرضاهم، قال: فكنَّا نقرأه أن بلغُوا قومنا أن قد لقينا ربنا فرضى عنا وأرضانا، ثم نُسخ بعد فدعا عليهم أربعين صباحًا على رعلٍ وذكوان وبني لحيان وبني عصية الذين عصوا الله ورسوله (1).
(1) البخاري (4091) ومسلم (677).
6567 -
وفي رواية: أن رعلاً وذكوان وعصية وبني لحيان استمدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم على عدو فأمدهم بسبعين من الأنصار كنَّا نسميهم القراء، كانوا يحتطبون بالنهار، ويصلُّون بالليل حتى كانوا ببئر معونة، فقتلوهم وغدروا بهم، فبلغ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقنت شهرًا يدعو عليهم (1).
(1) البخاري (4090).
6568 -
وفي رواية: لمَّا طعن حرام بن ملحان خالهُ يوم بئر معونة، قال: بالدم هكذا، فنضحه على وجهه ورأسه، ثم قال: فزتُ وربِّ الكعبة (1).
(1) البخاري (4092).
6569 -
وفي أخرى: جاء ناسٌ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: ابعثوا معنا رجالاً يعلمون القرآن والسنة، فبعث إليهم سبعين رجلاً من الأنصار، يقالُ لهم القراء، فيهم خالي حرامُ، يقرءون القرآن، يتدارسون بالليل يتعلمون، وكانوا بالنهار يجيئون بالماء فيضعونه في المسجد، ويحتطبون فيبيعونه، ويشترون به الطعام لأهل الصفة والفقراء، فبعثهم النبيُّ صلى الله عليه وسلم إليهم، فعرضوا لهم فقتلوهم قبل أن يبلغُوا المكان، فقالوا اللهمَّ أبلغ عنَّا نبينا أنَّا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا (1).
(1) مسلم (677).
6570 -
وفي أخرى: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بعث خاله في سبعين راكبًا، وكان رئيس المشركين عامر بن الطفيل خير بين ثلاث خصالٍ، فقال: يكون لك أهلُ السهل ولي أهل المدرِ، أو أكون خليفتك، أو أغزوك بأهل غطفان بألف وألف، فطعن عامرُ في بيت أمِّ فلانٍ، فقال: غدةٌ كغدة البكر، وموتٌ في بيت امرأةٍ من آل فلانٍ، ائتوني بفرسي.
فمات على ظهر فرسه، فانطلق حرامٌ هو، ورجلٌ أعرج، ورجلٌ من بني فلانٍ قال: كونا قريبًا حتى آتيهم، فإن أمنوني كنتم، وإن قتلوني أتيتم أصحابكم، فقال أتؤمنوني أبلِّغ رسالة رسول الله صلى الله عليه وسلم بنحوه (1). للشيخين.
(1) البخاري (4091).
6571 -
وفي رواية أحمد: بألف أشقر وألفٍ شقراء.
وفيها: فانطلق حرامٌ ورجلان معه من بني أمية ورجلٌ أعرجُ، فقال لهم كونوا قريبًا (مني)(1) بنحوه (2).
(1) من (ب).
(2)
أحمد 3/ 210، وقال الهيثمي 6/ 126: ورجاله رجال الصحيح.
6572 -
وللكبير بضعفٍ، عن سهل بن سعدٍ: ذكر قصة قدوم عامرٍ بن الطفيل المدينة، وكلام ثابتٍ بن قيس له بحضرة النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وقول عامرٍ لأملانَّها عليك خيلاً ورجالاً، ثم خرج فجمع للنبيِّ - صلى الله عليه
⦗ص: 16⦘
وسلم -، فدعا صلى الله عليه وسلم سبع عشرة ليلةٌ، ثم بعث عشرةً فيهم؛ عمرو بنُ أمية الضمريِّ وسائرهم من الأنصار أميرهم المنذر بن عمرو، فمضوا حتى نزلوا بئر معونة، فأقبل حتى هجم عليهم، فقتلهم كلهم إلا عمرو بن أمية كان في الركاب، فنزل الوحيُ، وأخبر صلى الله عليه وسلم قتلهم، ودعا على عامر بن الطفيل، وقال: اللهمَّ اكفني عامرًا فأقبل حتى رماه الله بالذبحة في حلقة في بيت امرأةٍ من سلولٍ، وهو يقول: يا لعامرٌ، غدَّة كغدة الجمل في بيت سلوليةٍ، فلم يزل كذلك حتى مات في بيتها، وكان أربد بن قيسٍ أصابته صاعقة فاحترق، فمات، فرجع من كان معهم (1).
(1) الطبراني 6/ 125 - 126 (5724)، وقال الهيثمي 6/ 126: فيه عبد المهيمن بن عباس وهو ضعيف.
6573 -
كعب بن مالكٍ: جاء ملاعب الأسنَّة إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم بهديةٍ، فعرض عليه الإسلام، فأبى أن يُسلم، فقال صلى الله عليه وسلم: فإني لا أقبل هدية مشركٍ، قال: فابعث إلى أهل نجدٍ من شئت، فأنا لهم جارٌ، فبعث إليهم بقومٍ فاستجاش عليهم عامر بن الطفيل بني عامرٍ، فأبوا أن يطيعوه، وأبوا أن يخفروا ملاعب الأسنة، فاستجاش عليهم بني سليمٍ، فأطاعوه فاتبعهم بقريبٍ من مائة رامٍ، فأدركوهم ببئر معونة فقتلوهم، إلا عمرو بن أمية (1). للكبير برجال الصحيح.
(1) الطبراني 19/ 71 - 72، وقال الهيثمي 6/ 127: ورجاله رجال الصحيح. وصححه الألباني في الصحيحة (1727).
6574 -
ابن إسحاق: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم بعث أصحاب بئر معونة في صفرٍ على رأس أربعة أشهرٍ من أُحدٍ، حين قدم عليه أبو براء عامر بن مالكِ ملاعب الأسنة، فلم يُسلك ولم يبعد من الإسلام، وقال: يا محمدُ، لو بعثت إلى أهل نجدٍ رجالًا يدعونهم إلى أمرك، رجوتُ أن يستجيبوا لك، فقال النبيُّ صلى الله عليه وسلم:((إني أخشى عليهم أهل نجدٍ)) قال أبو براء: أنا لهم جارٌ، فبعث صلى الله عليه وسلم المنذر بن عمرو في أربعين من خيارٍ المسلمين، منهم: الحارثُ بن الصمة، وحرامُ بن ملحان، وعروةُ بن أسماء، ونافعُ بن بديلٍ بن ورقاء الخزاعي، وعامر بن فهيرة، فساروا حتى نزلوا بئر معونة بين أرض بني عامرٍ وحرة بني سليمٍ، فبعثوا حرام بن ملحانٍ بكتاب النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلى عامرٍ بن الطفيل، فلمَّا أتاهم لم ينظر في كتابه حتى قتله، ثم استصرخ بني عامرٍ، فأبوا أن يخفروا أبا براءٍ، وقد عقد لهم عقدًا وجوارًا،
⦗ص: 17⦘
فاستصرخ بني سليم عصبةً ورعلًا وذكوان فأجابوه، فخرجوا حتى أحاطوا بالقوم، فلمَّا رأوهم، أخذوا أسيافهم، فقاتلوا حتى قتلوا عن آخرهم، إلا كعب بن زيدٍ النجاري، فإنهم تركوه، وبه رمقٌ، فأرتث من بين القتلى، فعاش حتى قتل بالخندق، وكان في السرح عمرو بن أمية الضمري ورجلٌ من الأنصارِ، فلم ينبئهما بمصاب إخوانهما إلا الطيرُ تحومُ على العسكر، فقالَا: والله إنَّ لهذا الطير شأنًا. فأقبلا، فإذا القومُ في دمائهم، وإذا الخيل التي أصابتهم واقفة، فقال الأنصاري لعمرو بن أمية: ما ترى؟
قال: أرى أنَّ أُلحق برسول الله صلى الله عليه وسلم لنخبره، فقال الأنصاريُّ: لكني ما كنتُ لأرغب بنفسي عن موطن قتلٍ فيه المنذر بن عمروٍ، فقاتل القوم حتى قتل، وأسروا عمرو بن أمية، فلمَّا أخبرهم أنه من مضرٍ أطلقه عامر بن الطفيل، وجزَّ ناصيته وأعتقه عن رقبةٍ زعم أنها كانت على أمه، فخرج عمرو فلقى رجلين من بني عامرٍ نزلًا في ظلٍ، وكان للعامريين عقدٌ من النبيِّ صلى الله عليه وسلم وجوارٌ، ولم يعلم به عمرو بن أمية، وقد سألهما حين نزل ممَّن أنتما؟
قال: من بني عامرٍ، فأمهلهما حتى ناما، فقتلهما وهو يرى أنه أصاب بهما ثأره من بني عامرٍ، فلمَّا قدم عمرو على النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: لقد قتلت قتيلين (لأدينهما)(1)؛ ثم قال صلى الله عليه وسلم: ((هذا عمل أبي براء لقد كنتُ لهذا كارهًا متخوفًا)) فبلغ ذلك أبا براءٍ فشق عليه إخفارُ عامر إياه، وما أصيب من أصحابه، فقال حسان: يحرض ابن أبي براءٍ على عامر بن الطفيل:
بني أمِّ البنين ألم يرعكم
…
وأنتم من ذوائب أهل نجد
تهكُّم عامرٍ بأبي براءٍ
…
ليخفره وما خطأ كعمد
ألا أبلغ ربيعة ذا المساعي
…
فما أحدثتُ في الحدثان بعدي
أبوك أبو الحروب أبو براءٍ
…
وخالك ما جدٌ حكم بن سعد
فحمل ربيعة بن أبي براء على عامرٍ بن الطفيل، فطعنه بالرمح في فخذه فوقع عن فرسه، وقال: هذا عملُ أبي براءٍ، فإن أمت فدمي لعمي لا يتبع به، وإن أعش فسأرى رأيي (2). للكبير.
(1) في (ب): لأديهما.
(2)
الطبراني 20/ 356 - 358، وقال الهيثمي 6/ 129: ورجاله ثقات إلى ابن إسحاق.