المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم غير ما تفرق في الكتاب - جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد - جـ ٣

[الروداني، محمد بن سليمان المغربي]

فهرس الكتاب

- ‌غزوة أحد

- ‌من ذكر في مجمع الزوائد من شهداء أحد

- ‌غزوة الرجيع، وغزوة بئر معونة، وغزوة فزارة

- ‌غزوة الخندق وغزوة بنى قريظة

- ‌غزوة ذات الرّقاع وغزوة بنى المصطلق وغزوة أنمار

- ‌غزوة الحديبية

- ‌غزوة ذي قرد وغزوة خيبر وعمرة القضاء

- ‌غزوة مؤتة من أرض الشام، وبعث أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة

- ‌غزوة الفتح

- ‌غزوة حنين

- ‌غزوة أوطاس، وغزوة الطائف

- ‌بعث خالد بن الوليد إلى بني جذيمة، وسرية عبد الله بن حذافة السهمي وعلقمة بن مجزز المدلجي ويقال إنها سرية الأنصار

- ‌بعثُُ أبي موسى ومعاذ إلى اليمن، وبعث علي وخالد إلى اليمن وهما قبل حجة الوداع

- ‌غزوة ذي الخلصة وغزوة ذات السلاسل وغزوة تبوك

- ‌سرية بني الملوح وسرية زغبة السحيمي وغيرها

- ‌قتال أهل الردة

- ‌كتاب التفسير

- ‌فضل القرآن وفضل سور وآيات مخصوصة

- ‌من تفسير سورة الفاتحة وسورة البقرة

- ‌سورة آلِ عمران

- ‌سورة النِّسَاء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف وسورة الأنفال

- ‌سورة براءة

- ‌سورة يونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم

- ‌سورة الحجر والنحل والإسراء

- ‌سورة الكهف ومريم

- ‌سورة طه والأنبياء والحج والمؤمنون

- ‌سورة النّور

- ‌سورةُ الفرقان والشعراء والنمل والقصص والعنكبوت

- ‌سورة الرّوم ولقمان والسجدة والأحزاب

- ‌سورة سبأ وفاطر ويس والصّافات وص والزمر

- ‌سورة المؤمن وحم السجدة والشورى والزخرف والدّخان

- ‌سورة الأحقاف والفتح والحجرات وق والذّاريات

- ‌سورة الطور والنجم والقمر والرحمن والواقعة والحديد

- ‌سورة المجادلة والحشر والممتحنة والصف الجمعة والمنافقون

- ‌سورة التغابن والطلاق والتحريم

- ‌سورة نون ونوح والجن والمزمل والمدثر

- ‌من سورة القيامة إلى آخر القرآن

- ‌الحث على تلاوة القرآن وآداب التلاوة وتحزيب القرآن وغير ذلك

- ‌جواز اختلاف القراءات، وما جاء مفصلاُ، وترتيب القرآن، وتأليفه

- ‌كتاب تعبير الرؤيا

- ‌كتاب الطب وما يقرب منه

- ‌الرُّقى والتمائمُ والعينُ ونحو ذلك

- ‌النجوم والسحر والكهانة

- ‌كتاب القدر وفيه محاجة آدم لموسى وحكم الأطفال وذم القدرية وغير ذلك

- ‌كتاب الآداب والسلام والجواب والمصافحة وتقبيل اليد والقيام للداخل

- ‌الاستئذان

- ‌العطاس والتثاؤب والمجالسة وآداب المجلس وهيئة النوم والقعود

- ‌التعاضد بين المسلمين بالنصرة والحلف والإخاء والشفاعة وغير ذلك

- ‌التوادد وكتمان السر وصلاح ذات البين والاحترام وحسن الخلق والحياء وغيرها من الآداب

- ‌الثناء والشكر والمدح والرفق

- ‌الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصح والمشورة

- ‌النّية والإخلاص والوعد والصدق والكذب

- ‌السخاء والكرم والبخل وذم المال والدنيا

- ‌الغضب والغيبة والنميمة والغناء

- ‌اللهو واللعب واللعن والسب

- ‌الحسد والظن والهجران وتتبع العورة

- ‌الكبر والرياء والكبائرُ

- ‌النفاق والمزاح والمراء

- ‌الأسماء والكنى

- ‌الشّعر

- ‌كتابُ البرِِّ والصلة

- ‌برُّ الوالدين

- ‌برّ الأولاد والأقارب، وبرّ اليتيم، وإماطة الأذى، وغير ذلك

- ‌صلة الرحم، وحق الجار

- ‌الرحمة، والضيافة، والزّيارة

- ‌كتاب المناقب

- ‌ما ورد في ذكر بعض الأنبياء ومناقبهم

- ‌من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم غير ما تفرق في الكتاب

- ‌من صفاته، وشعره، وخاتم النبوة، ومشيه، وكلامه، وعرقه، وشجاعته، وأخلاقه صلى الله عليه وسلم، وشرفه، وكرمه، ومجده، وعظمته

- ‌من علاماته صلى الله عليه وسلم غير ما تفرق في الكتاب

- ‌الإسراء

- ‌من إخباره صلى الله عليه وسلم بالمغيبات

- ‌من كلام الحيوانات والجمادات له صلى الله عليه وسلم

- ‌من زيادة الطعام والشراب ببركته صلى الله عليه وسلم

- ‌من إجابة دعائه صلى الله عليه وسلم وكف الأعداء عنه

- ‌مما سأله عنه أهل الكتاب صدقوه في جوابه النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌معجزات متنوعة له وذكر عمره وأولاده صلى الله عليه وسلم

- ‌من فضائل الصحابة المشتركة التي لا تخص واحدًا منهم رضي الله عنهم أجمعين

- ‌مناقب أبي بكر الصّديق رضي الله عنه

- ‌مناقب عمر بن الخطّاب رضي الله عنه

- ‌مناقب عثمان بن عفّان رضي الله عنه

- ‌مناقب الإمام على رضي الله عنه

- ‌مناقب بقية العشرة

- ‌مناقبُ العباس وجعفرٍ والحسنُ والحسين رضي الله عنهم

- ‌مناقب زيد بن حارثة وابنه أسامة وعمّار بن ياسر وعبد الله بن مسعود وأبى ذر الغفاري رضي الله عنهم

- ‌مناقب حذيفة بن اليمان، وسعد بن معاذ، وابن عباس، وابن عمر وابن الزبير رضي الله عنهم

- ‌مناقب سلمان وأبي موسى، وعبد الله بن سلام، وابنه يوسف، وجرير، وجابر بن عبد الله، وأبيه، وأنس والبراء ابني مالك رضي الله عنهم

- ‌مناقب ثابت بن قيس وأبي هريرة وحاطب بن أبي بلتعة وجليبيب رضي الله عنهم

- ‌مناقب حارثة بن سراقة وقيس بن سعد بن عبادة وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص وأبي سفيان بن حرب وابنه معاوية رضي الله عنهم

- ‌مناقب سنين أبو جميلة وعباد وضماد وعدي بن حاتم وثمامة بن أثال وعمرو بن عبسة السلمي رضي الله عنهم

- ‌مناقب حمزة بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب وأبي سفيان بن الحارث وعبد الله بن جعفر رضي الله عنهم

- ‌مناقب خباب بن الأرت وسالم مولى أبي حذيفة وعامر بن فهيرة وعامر بن ربيعة وعبد الله بن جحش وصهيب رضي الله عنهم

- ‌مناقب عثمان بن مظعون ومعاذ بن جبل وعمرو بن الجموح وحارثة بن النعمان وبشر بن البراء وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم

- ‌مناقب أبي اليسر وعبد الله بن عبد الله بن أبيّ، وقتادة بن النعمان وعبادة بن الصامت وخزيمة بن ثابت وأبي أيوب رضي الله عنهم

- ‌مناقب أبي الدحداح وزيد بن ثابت ورافع بن خديج وسلمة بن الأكوع وأبي الدرداء وزاهر بن حرام وعبد الله ذي البجادين رضي الله عنهم

- ‌مناقب عبد الله بن الأرقم وعثمان بن أبي العاص ووائل بن حجر والعلاء بن الحضرمي وأبي زيد عمرو بن أخطب رضي الله عنهم

- ‌مناقب أبي أمامة وزيد بن صوحان وفروة بن هبيرة وعبد الله بن بسر والهرماس بن زياد والسائب بن يزيد رضي الله عنهم

- ‌مناقب حرملة بن زيد وحمزة بن عمرو وورقة بن نوفل والأحنف بن قيس رضي الله عنهم

- ‌مناقب خديجة بنت خويلد، وفاطمة وعائشة، وصفية، وسودة، وأسماء بنت أبي بكر، وأم حرام، وأم سليم، وهند بنت عتبة رضي الله تعالى عنهن

- ‌مناقب زينب ورقية وأم كلثوم بنات النبي صلى الله عليه وسلم،وأم سلمة وغيرهن من النساء، رضي الله عنهن

الفصل: ‌من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم غير ما تفرق في الكتاب

8349 -

ابن عباس: ذُكرَ خالدُ بنُ سنانٍ عندَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فقال: ((ذاكَ نبيٌّ ضيَّعهُ قومُه)) (1). للبزار.

(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (2361)،وقال الهيثمي 8/ 214: فيه قيس بن الربيع وقد وثقه شعبة والثوري ،ولكن ضعفه أحمد مع ورعه، وابن معين، وقال الألباني في الضعيفة (281):لا يصح.

ص: 411

8350 -

وللكبير بلين: جاءتْ بنتُ خالدِ بن سنانٍ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فبسطَ لها ثوبَه فذكره (1).

(1) الطبراني 11/ 441 - 442،وانظر ما سبق من تعليق.

ص: 411

8351 -

أبو سعيد: رفعه: ((لا تُخيِّروا بين الأنبياءِ)) (1). لأبي داود.

(1) أبو داود (4668)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (3902): صحيح، وأصله في البخاري.

ص: 411

‌من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم غير ما تفرق في الكتاب

ص: 411

8352 -

ابن عباسِ: جلسَ ناسٌ من الصحابةِ يتذاكرونَ وهم ينتظرونَ خروجه فخرجَ، حتَّى إذا دنا منهم سمعَهُم يتذاكرُونَ فسمعَ حديثَهم فقال بعضُهُم عجبًا: إنَّ الله اتخذَ من خلقهِ خليلاً، اتخذَ إبراهيمَ خليلاً، وقال آخرٌ: ماذا بأعجبَ من كلامِ موسى؟ كلَّمه تكليمًا، وقال آخرٌ: ماذا بأعجبَ من جعلِهِ عيسى كلمةَ الله وروحِه؟ وقال آخرٌ: ماذا بأعجبَ من آدمَ اصطفاه الله عليهم؟ فسلَّم رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عليهم وقال: ((سمعتُ كلامكُم وعجبكُم، إنَّ إبراهيمَ خليلُ الله وهو كذلك، وإنَّ موسى نجىُّ الله وهو كذلك، وإنَّ عيسى روحُ الله وكلمتهُ وهو كذلك، وإنَّ آدمَ اصطفاه الله وهو كذلك، وأنا حبيبُ الله ولا فخرَ، وأنا حاملٌ لواءَ الحمدِ يومَ القيامةِ ولا فخرَ، وأنا أكرمُ الأولين والآخرينَ على الله ولا فخرَ، وأنا أولُ شافعٍ وأولُ مشفَّعٍ يومَ القيامةِ ولا فخرَ، وأنا أولُ من يحركُ حلقَ الجنةِ فيفتحُ الله لي فيُدخلنيها ومعي فقراءَ المؤمنين ولا فخرَ)) (1).

(1) الترمذي (3616)؛وقال: غريب، والدارمي (47). وضعفه الألباني في ((ضعيف الترمذي)) (742).

ص: 411

8353 -

أٌبي: رفعه: ((إذا كان يومُ القيامةِ كنتُ إمام النبيين وخطيبهمُ وصاحبَ شفاعتهم غير فخرٍ)) (1). هما للترمذي.

(1) الترمذي (3613)؛وقال: حسن صحيح غريب. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2858).

ص: 411

8354 -

جابر: رفعه: ((أُعطيتُ خمسًا لم يُعطهنَّ أحدٌ قبلي: كان كلُّ نبيٍّ يُبعثً إلى قومِه خاصةً، وبعثتُ إلى كلِّ أحمرَ وأسودَ، وأُحلَّتْ لي الغنائمُ ولم تحل لأحدٍ قبلي، وجُعلتْ لي الأرضُ طيبةً وطهورًا ومسجدًا، فأيُّما رجلُ أدركتهُ الصلاةُ صلَّى حيثُ كان، ونُصرتُ بالرعبِ على العدوِّ بين يدي مسيرةُ شهرٍ، وأعطيتُ الشفاعةَ)). للشيخين (1).

(1) البخاري (335)،ومسلم (521).

ص: 412

8355 -

ولهم، وللترمذي عن أبي هريرة: رفعه: ((بُعثتُ بجوامعِ الكلمِ، ونُصرتُ بالرعبِ، وبينا أنا نائمٌ رأيتُنى أتيتُ بمفاتيحِ خزائنِ الأرض فوضعتْ في يدي))، قال أبو هريرة: فقد ذهبَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وأنتم [تنتثلونها](1)(2).للشيخين، والترمذي، والنسائي.

(1) في الأصل (تنتثلوها) وهو خلاف الجادة والمثبت من الصحيحين. والانتثال: الاستخراج (النهاية).

(2)

البخاري (2977)،ومسلم (523).

ص: 412

8356 -

أبو هريرة: رفعه: ((ما من نبيٍّ من الأنبياءِ إلا أُعطىَ من الآياتِ ما مثله آمنَ عليه البشرُ، وإنما كان الذي أوتيتُه وحيًا أوحاه الله إلىَّ، فأرجو أن أكونَ أكثرهم تابعًا يوم القيامةِ)). للشيخين (1).

(1) البخاري (4981)،ومسلم (152).

ص: 412

8357 -

ابن عمر: رفعه: ((جُعل رزقي تحتَ ظلِّ رُمحي، وجعلتْ الذلةُ والصغارُ على من خالفَ أمري)). للبخاري في ترجمة (1).

(1) ذكره البخاري معلقًا قبل حديث (2914) بصيغة التمريض، ورواه الذهبي في ((السير)) 15/ 509؛وقال: إسناده صالح، وصححه الألباني في صحيح الجامع (2831).

ص: 412

8358 -

أبو هريرة: رفعه: ((إنَّ مثلي ومثلُ الأنبياءِ من قبلي، كمثلِ رجلٍ بنى بيتًا فأحسنهُ وأجملهُ، إلا موضعَ لبنةٍ من زاويةٍ من زواياه، فجعلَ الناسُ يُطوفونَ به ويعجبونَ له، ويقولونَ هلَاّ وضعت هذه اللبنةُ؟ فأنا اللبنةُ وأنا خاتمُ النبيين)). للشيخين (1).

(1) البخاري (3535) ومسلم (2286).

ص: 412

8359 -

أنس: رفعه: ((آتي بابَ الجنةِ يومَ القيامةِ فأستفتحُ، فيقولُ الخازنُ: من أنت؟ فأقولُ: محمدٌ، فيقولُ: بك أُمرتً أن لا أُفتح لأحدٍ قبلكَ)). لمسلم (1).

(1) مسلم (197).

ص: 412

8360 -

أبو هريرة: رفعه: ((سلُوا الله لي الوسيلةَ، قالوا: يا رسولَ الله، وما الوسيلةُ؟ قال: أعلى درجةٍ في الجنةِ، لا ينالها إلا رجلٌ واحدٌ، أرجو أن أكونَ أنا هو)) (1).

(1) الترمذي (3612)، وصححه الألباني في ((صحيح الترمذي)) (2857).

ص: 413

8361 -

ابن مسعود: صلى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم العشاءَ ثمَّ انصرفَ، فأخذ بيدِ عبدِ الله بنِ مسعودٍ حتَّى خرجَ به إلى بطحاءِ مكةَ فأجلسهُ، ثمَّ خطَّ عليه خطًا ثم قال:((لا تبرحنَّ خطكَ هذا، فإنَّه سينتهي إليكَ رجالٌ فلا تكلِّمُهم فإنَّهم لن يكلموكَ))، ثم مضىَ صلى الله عليه وسلم حيثُ أرادَ، فبينا أنا جالسٌ في خطىِّ، إذ أتاني رجالٌ كأنَّهم الزطُّ، أشعارُهم وأجسادُهم، لا أرى عورةً ولا أرى قشرًا، وينتهون إلىَّ، لا يجاوزنَ الخطَّ، ثمَّ يصدرون إليه صلى الله عليه وسلم، حتَّى إذا كان من آخرِ الليلِ، لكنَّ جاءني رسولُُ الله صلى الله عليه وسلم وأنا جالسٌ فقال:((لقد أراني منذُ الليلةِ)) ثمَّ دخلَ علىَّ في خطىِّ، فتوسَّدَ فخذي فرقدَ، وكان صلى الله عليه وسلم إذا رقدَ نفخَ، فبينا أنا قاعدٌ ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم متوسدُ فخذي، إذْ أتى رجال عليهم ثيابٌ بيضٌ الله أعلمُ، ما بهم من الجمالِ، فانتهوا إليه، فجلسَ طائفةٌ منهم عندَ رأسِه وطائفةٌ منهم عند رجليهِ، ثمَّ قالوا بينهم: ما رأينا عبدًا قطُّ أوتي ما أوتى هذا النبيُّ، إنَّ عينيه تنامان وقلبهُ يقظانُ، اضربوا له مثلاً مثلُ سيدٍ بنى قصرًا ثمَّ جعلَ مأدبةً فدعا الناسَ إلى طعامِه وشرابهِ فمن أجابه أكلَ من طعامه وشربَ من شرابهِ، ومن لم يجبْهُ عاقبهُ، أو قال عذَّبه، ثم ارتفعوا، واستيقظَ صلى الله عليه وسلم عندَ ذلك، فقال:((سمعتَ ما قال هؤلاءِ وهل تدري من هُم؟))

قلتُ: الله ورسولهُ أعلمُ، فقال:((همُ الملائكة أفتدري ما المثلُ الذي ضربُوه؟))

قلتُ: الله ورسولُه أعلمُ، فقال:((المثلُ الذي ضربُوه الرحمنُ بنى الجنةَ، ودعا إليها عبادهَ، فمن أجابهَ دخلَ الجنةَ، ومن لم يجبهُ عاقبهُ وعذَّبه)) (1). هما للترمذي.

(1) الترمذي (2861)، وقال الألباني في صحيح الترمذي (2296): حسن صحيح.

ص: 413

8362 -

وللشيخين عن جابر نحوه وفيه: مثلُك ومثلُ أمتكَ كمثل ملكٍ اتخذ دارًا ثمَّ بنى فيها بيتًا، ثمَّ جعل فيه مائدةً، ثم بعثَ رسولاً يدعو الناسَ إلى طعامه، فمنهم من أجابَ الرسولَ، ومنهم من تركهُ، فالله هو الملكُ، والدارُ الإِسلامُ، والبيتُ الجنةُ، وأنت يا محمدٌ. رسولُ الله، فمن أجابكَ دخلَ الإِسلام، ومن دخلَ الإِسلامَ دخل الجنةَ، ومن دخلَ الجنةَ أكلَ ما فيها (1).

(1) البخاري (7281).

ص: 414

8363 -

عبد الله بن هشام: كنَّا مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم وهو آخذٌ بيدِ عمر، فقال له عمرُ: يا رسولَ الله، لأنتَ أحبُّ إلىَّ من كلِّ شيءٍ إلا نفسي، فقال صلى الله عليه وسلم:((لا والذي نفسي بيدهِ حتَّى أكونَ أحبَّ إليكَ من نفسكَ))، فقال له عمرُ: فإنَّه الآن لأنتَ أحبُّ إلىَّ من نفسي، فقال صلى الله عليه وسلم:((الآن يا عمرُ)). للبخاري (1).

(1) البخاري (6632).

ص: 414

8364 -

أبو هريرة: رفعه: ((والذي نفسي بيدهِ ليأتينَّ على أحدكُم يومٌ ولا يراني، ثمَّ لأن يراني أحبُّ إليه من أهِله ومالِه معهم))، فأولُوه على أنَّه نعى نفسَه إليهم وعرَّفهمُ ما يحدثُ لهم بعده من تمنِّى لقائه عند فقدهم ما كانوا يشاهدون من بركاته (1).

(1) مسلم (2364).

ص: 414

8365 -

ابن مسعود: رفعه: ((ما منكم من أحدٍ إلا وقد وكِّل به قريُنه من الجنِّ)). وزاد في رواية: ((وقرينُه من الملائكةِ))، قالوا: وإياكَ يا رسولَ الله؟

قال: ((وإياي إلا أنَّ الله أعانني عليه فأسلمَ، فلا يأمرني إلا بخيرٍ)). هما لمسلم (1).

(1) مسلم (2814).

ص: 414

8366 -

أبو هريرة رفعه: ((فضلتُ على الأنبياءِ بخصلتينِ، كان شيطاني كافرًا فأعانني الله عليه حتَّى أسلمَ))، ونسيتُ الخصلةَ الأخرى (1). للبزار بضعف.

(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (2438)؛وقال الهيثمي 8/ 269: فيه إبراهيم بن صرمة وهو ضعيف.

ص: 414

8367 -

أنس رفعه: ((ما منكم من أحدٍ يسلِّمُ علىَّ إلا ردَّ الله علىَّ روحي حتَّى أردَّ عليه السلام)(1). لأبي داود.

(1) أبو داود (2041)، وحسنه الألباني في صحيح أبي داود (1795).

ص: 414

8368 -

وعنه: لما كان اليومُ الذي دخل فيه النبيُّ صلى الله عليه وسلم المدينةَ أضاء منها كلُّ شيءٍ، فلما كان اليومُ الذي ماتَ فيه أظلمَ منها كلُّ شيءٍ، وما نفضنا الأيدي من دفنهِ وإنا لفي دفنهِ حتَّى أنكرنا قلوبنا (1). للترمذي.

(1) الترمذي (3618)؛وقال: غريب صحيح، وابن ماجة (1631) ،والدارمي (88)، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2861).

ص: 415

8369 -

ابن عمرو بن العاص: قال: تلا النبيُّ صلى الله عليه وسلم قولَ الله {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ} إلى: {رَحِيمٌ} [ابراهيم: من الآية36]،وقول عيسى:{إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة:118]،فرفع يديه وقال:((اللهمَّ أمَّتي، اللهمَّ أُمتَّي))، وبكى، فقال الله تعالى: يا جبريلُ، اذهبْ إلى محمدٍ وربُّك أعلمُ، فاسأله ما يُبكيكَ؟ فأتاه جبريلُ فسأله فأخبره بما قالَ وهو أعلمُ، فقال تعالى: يا جبريلُ اذهبْ إلى محمدٍ فقل له: إنَّا سنُرضيكَ في أُمتَّكَ، ولا نسوءك. لمسلم (1).

(1) مسلم (202).

ص: 415

8370 -

عمار بن ياسر: سألوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم هل أتيتَ في الجاهليةِ شيئًا حراما؟

قال: ((لا، وقد كنتُ منه على ميعادين، أمَّا أحدُهما فغلبتني عيني، وأمَّا الآخرُ فحالَ بيني وبينه سامر قوميِ)). للطبراني بخفى (1)، ولفظ الأوسط: سألوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم هل أتيتَ من النساءِ حرامًا.

(1)((الأوسط)) 7/ 319 (7615)،وقال الهيثمي 8/ 226: وفيه مَنْ لم أعرفهم.

ص: 415

8371 -

عمر رفعه: ((لما أذنبَ آدمُ الذنبَ الذي أذنبه، رفع رأسه إلى العرشِ، فقال: أسألُك بحقِّ محمدٍ إلا رفعتنى، فأوحى الله إليه وما محمدٌ؟ قال: تباركَ اسمكَ لمَّا خلقتني رفعتُ رأسي إلى عرشكَ، فرأيتُ فيه مكتوبًا لا إله إلا الله محمدٌ رسولُ الله، فعلمتُ أنَّه ليس أحدٌ أعظم عندكَ قدرًا ممن جعلتَ اسمه مع اسمك، فأوحى الله إليه: يا آدمُ، إنه آخرُ النبيين من ذريتك، وإنَّ أمَّته آخرُ الأمم من ذريتكَ، ولولا هو ما خلقتُك)). للأوسط والصغير بخفى (1).

(1)((الأوسط)) 6/ 313 - 314 (6502)،و ((الصغير)) 2/ 182 (992)،وقال الهيثمي 8/ 253: فيه مَنْ لم أعرفهم، والحاكم 2/ 615؛وقال: صحيح الإسناد، وتعقبه الذهبي= =بقوله: بل موضوع، وضعفه البيهقي في ((دلائل النبوة)) 5/ 489،وقال الألباني في الضعيفة (25): موضوع.

ص: 415