المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌كتاب تعبير الرؤيا - جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد - جـ ٣

[الروداني، محمد بن سليمان المغربي]

فهرس الكتاب

- ‌غزوة أحد

- ‌من ذكر في مجمع الزوائد من شهداء أحد

- ‌غزوة الرجيع، وغزوة بئر معونة، وغزوة فزارة

- ‌غزوة الخندق وغزوة بنى قريظة

- ‌غزوة ذات الرّقاع وغزوة بنى المصطلق وغزوة أنمار

- ‌غزوة الحديبية

- ‌غزوة ذي قرد وغزوة خيبر وعمرة القضاء

- ‌غزوة مؤتة من أرض الشام، وبعث أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة

- ‌غزوة الفتح

- ‌غزوة حنين

- ‌غزوة أوطاس، وغزوة الطائف

- ‌بعث خالد بن الوليد إلى بني جذيمة، وسرية عبد الله بن حذافة السهمي وعلقمة بن مجزز المدلجي ويقال إنها سرية الأنصار

- ‌بعثُُ أبي موسى ومعاذ إلى اليمن، وبعث علي وخالد إلى اليمن وهما قبل حجة الوداع

- ‌غزوة ذي الخلصة وغزوة ذات السلاسل وغزوة تبوك

- ‌سرية بني الملوح وسرية زغبة السحيمي وغيرها

- ‌قتال أهل الردة

- ‌كتاب التفسير

- ‌فضل القرآن وفضل سور وآيات مخصوصة

- ‌من تفسير سورة الفاتحة وسورة البقرة

- ‌سورة آلِ عمران

- ‌سورة النِّسَاء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف وسورة الأنفال

- ‌سورة براءة

- ‌سورة يونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم

- ‌سورة الحجر والنحل والإسراء

- ‌سورة الكهف ومريم

- ‌سورة طه والأنبياء والحج والمؤمنون

- ‌سورة النّور

- ‌سورةُ الفرقان والشعراء والنمل والقصص والعنكبوت

- ‌سورة الرّوم ولقمان والسجدة والأحزاب

- ‌سورة سبأ وفاطر ويس والصّافات وص والزمر

- ‌سورة المؤمن وحم السجدة والشورى والزخرف والدّخان

- ‌سورة الأحقاف والفتح والحجرات وق والذّاريات

- ‌سورة الطور والنجم والقمر والرحمن والواقعة والحديد

- ‌سورة المجادلة والحشر والممتحنة والصف الجمعة والمنافقون

- ‌سورة التغابن والطلاق والتحريم

- ‌سورة نون ونوح والجن والمزمل والمدثر

- ‌من سورة القيامة إلى آخر القرآن

- ‌الحث على تلاوة القرآن وآداب التلاوة وتحزيب القرآن وغير ذلك

- ‌جواز اختلاف القراءات، وما جاء مفصلاُ، وترتيب القرآن، وتأليفه

- ‌كتاب تعبير الرؤيا

- ‌كتاب الطب وما يقرب منه

- ‌الرُّقى والتمائمُ والعينُ ونحو ذلك

- ‌النجوم والسحر والكهانة

- ‌كتاب القدر وفيه محاجة آدم لموسى وحكم الأطفال وذم القدرية وغير ذلك

- ‌كتاب الآداب والسلام والجواب والمصافحة وتقبيل اليد والقيام للداخل

- ‌الاستئذان

- ‌العطاس والتثاؤب والمجالسة وآداب المجلس وهيئة النوم والقعود

- ‌التعاضد بين المسلمين بالنصرة والحلف والإخاء والشفاعة وغير ذلك

- ‌التوادد وكتمان السر وصلاح ذات البين والاحترام وحسن الخلق والحياء وغيرها من الآداب

- ‌الثناء والشكر والمدح والرفق

- ‌الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصح والمشورة

- ‌النّية والإخلاص والوعد والصدق والكذب

- ‌السخاء والكرم والبخل وذم المال والدنيا

- ‌الغضب والغيبة والنميمة والغناء

- ‌اللهو واللعب واللعن والسب

- ‌الحسد والظن والهجران وتتبع العورة

- ‌الكبر والرياء والكبائرُ

- ‌النفاق والمزاح والمراء

- ‌الأسماء والكنى

- ‌الشّعر

- ‌كتابُ البرِِّ والصلة

- ‌برُّ الوالدين

- ‌برّ الأولاد والأقارب، وبرّ اليتيم، وإماطة الأذى، وغير ذلك

- ‌صلة الرحم، وحق الجار

- ‌الرحمة، والضيافة، والزّيارة

- ‌كتاب المناقب

- ‌ما ورد في ذكر بعض الأنبياء ومناقبهم

- ‌من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم غير ما تفرق في الكتاب

- ‌من صفاته، وشعره، وخاتم النبوة، ومشيه، وكلامه، وعرقه، وشجاعته، وأخلاقه صلى الله عليه وسلم، وشرفه، وكرمه، ومجده، وعظمته

- ‌من علاماته صلى الله عليه وسلم غير ما تفرق في الكتاب

- ‌الإسراء

- ‌من إخباره صلى الله عليه وسلم بالمغيبات

- ‌من كلام الحيوانات والجمادات له صلى الله عليه وسلم

- ‌من زيادة الطعام والشراب ببركته صلى الله عليه وسلم

- ‌من إجابة دعائه صلى الله عليه وسلم وكف الأعداء عنه

- ‌مما سأله عنه أهل الكتاب صدقوه في جوابه النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌معجزات متنوعة له وذكر عمره وأولاده صلى الله عليه وسلم

- ‌من فضائل الصحابة المشتركة التي لا تخص واحدًا منهم رضي الله عنهم أجمعين

- ‌مناقب أبي بكر الصّديق رضي الله عنه

- ‌مناقب عمر بن الخطّاب رضي الله عنه

- ‌مناقب عثمان بن عفّان رضي الله عنه

- ‌مناقب الإمام على رضي الله عنه

- ‌مناقب بقية العشرة

- ‌مناقبُ العباس وجعفرٍ والحسنُ والحسين رضي الله عنهم

- ‌مناقب زيد بن حارثة وابنه أسامة وعمّار بن ياسر وعبد الله بن مسعود وأبى ذر الغفاري رضي الله عنهم

- ‌مناقب حذيفة بن اليمان، وسعد بن معاذ، وابن عباس، وابن عمر وابن الزبير رضي الله عنهم

- ‌مناقب سلمان وأبي موسى، وعبد الله بن سلام، وابنه يوسف، وجرير، وجابر بن عبد الله، وأبيه، وأنس والبراء ابني مالك رضي الله عنهم

- ‌مناقب ثابت بن قيس وأبي هريرة وحاطب بن أبي بلتعة وجليبيب رضي الله عنهم

- ‌مناقب حارثة بن سراقة وقيس بن سعد بن عبادة وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص وأبي سفيان بن حرب وابنه معاوية رضي الله عنهم

- ‌مناقب سنين أبو جميلة وعباد وضماد وعدي بن حاتم وثمامة بن أثال وعمرو بن عبسة السلمي رضي الله عنهم

- ‌مناقب حمزة بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب وأبي سفيان بن الحارث وعبد الله بن جعفر رضي الله عنهم

- ‌مناقب خباب بن الأرت وسالم مولى أبي حذيفة وعامر بن فهيرة وعامر بن ربيعة وعبد الله بن جحش وصهيب رضي الله عنهم

- ‌مناقب عثمان بن مظعون ومعاذ بن جبل وعمرو بن الجموح وحارثة بن النعمان وبشر بن البراء وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم

- ‌مناقب أبي اليسر وعبد الله بن عبد الله بن أبيّ، وقتادة بن النعمان وعبادة بن الصامت وخزيمة بن ثابت وأبي أيوب رضي الله عنهم

- ‌مناقب أبي الدحداح وزيد بن ثابت ورافع بن خديج وسلمة بن الأكوع وأبي الدرداء وزاهر بن حرام وعبد الله ذي البجادين رضي الله عنهم

- ‌مناقب عبد الله بن الأرقم وعثمان بن أبي العاص ووائل بن حجر والعلاء بن الحضرمي وأبي زيد عمرو بن أخطب رضي الله عنهم

- ‌مناقب أبي أمامة وزيد بن صوحان وفروة بن هبيرة وعبد الله بن بسر والهرماس بن زياد والسائب بن يزيد رضي الله عنهم

- ‌مناقب حرملة بن زيد وحمزة بن عمرو وورقة بن نوفل والأحنف بن قيس رضي الله عنهم

- ‌مناقب خديجة بنت خويلد، وفاطمة وعائشة، وصفية، وسودة، وأسماء بنت أبي بكر، وأم حرام، وأم سليم، وهند بنت عتبة رضي الله تعالى عنهن

- ‌مناقب زينب ورقية وأم كلثوم بنات النبي صلى الله عليه وسلم،وأم سلمة وغيرهن من النساء، رضي الله عنهن

الفصل: ‌كتاب تعبير الرؤيا

7438 -

أنس: جمع القرآن على عهد النبي أربعة، كلها من الأنصار، أبيُّ بن كعب، ومعاذ بن جبل، وأبو زيد، وزيد يعنى: ابن ثابت، قلت لأنس، من أبو زيد، قال: أحد عمومتى. للشيخين والترمذي (1).

(1) البخاري (3810)، ومسلم (2465).

ص: 244

7439 -

وفي رواية: مات النبي، ولم يجمع القرآن غير أربعة، أبو الدرداء ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد، ونحن ورثناه (1).

(1) البخاري (5004).

ص: 244

7440 -

ابن عباس: جمعت المحكم في عهد النبي، فقال ابن جبير، وما المحكم، قال: المفصل. البخاري (1).

(1) البخاري (5036).

ص: 244

‌كتاب تعبير الرؤيا

ص: 244

7441 -

أبو هريرة رفعه: ((إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المسلم تكذب، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثا،، ورؤيا المسلم جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة، والرؤيا ثلاث، فالرؤيا الصالحة بشرى من الله، ورؤيا تحزين من الشيطان، ورؤيا مما يحدث المرأ نفسه، فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل ولا يحدث بها الناس، - قال: - وأحب القيد، وأكره الغل، والقيد ثبات في الدين))، فلا أدرى هو في الحديث أو قاله ابن سيرين (1).

(1) البخاري (7017)، ومسلم (2263).

ص: 244

7442 -

وفي رواية نحوه وفيه: قال أبو هريرة: ((فيعجبني القيد، وأكره الغل والقيد

⦗ص: 245⦘

ثبات في الدين)). للشيخين والترمذي وأبي داود (1).

(1) مسلم (2263).

ص: 244

7443 -

أبو قتادة رفعه: ((الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان، فإذا حلم أحدكم الحلم يكرهه فليبصق عن يساره، وليستعذ بالله منه، فلن يضره)) (1).

(1) البخاري (3292)، ومسلم (2261).

ص: 245

7444 -

وفي رواية: ((فليتفل عن يساره ثلاثاً، ولتيعوذ بالله من شر الشيطان وشرها، ولا يحدث بها أحداً فإنها لن تضره)) (1).

(1) البخاري (7044)، ومسلم (2261).

ص: 245

7445 -

وفي أخرى: قال أبو سلمة: إن كنت لأرى الرؤيا هي أثقل على من الجبل، فلما سمعت هذا الحديث فما كنت أباليها. للستة إلا النسائي (1).

(1) البخاري (5747)، ومسلم (2261).

ص: 245

7446 -

جابر رفعه: ((إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثاً، ليستعذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاثاً، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه)). لمسلم وأبي داود (1).

(1) مسلم (2262).

ص: 245

7447 -

أبو رزين العقيلي رفعه: ((رؤيا المؤمن جزء من أربعين جزءاً من النبوة وهى على رِجل طائر ما لم يتحدث بها، فإذا تحدث بها سقطت - وأحسبه قال: - ولا تحدث بها إلا لبيباً أو حبيباً)) (1).

(1) أبو داود (5020)، والترمذي (2278)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجة (3914)،والدارمي (2148) وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1858).

ص: 245

7448 -

وفي رواية: ((جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة)). للترمذي وأبي داود (1).

(1) الترمذي (2279)، وقال: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (1852).

ص: 245

7449 -

ابن عمر رفعه: ((الرؤيا الصالحة جزء من سبعين جزءاً من النبوة)) (1).

(1) مسلم (2265).

ص: 246

7450 -

عائشة: كانت امرأة من أهل المدينة لها زوج تاجر يختلف، فكانت ترى رؤيا كلما غاب عنها زوجها، وقلما يغيب زوجها إلا تركها حاملاً، فتأتي رسول الله، فتقول: إن زوجي خرج تاجرا،، وتركني حاملاًً، فرأيت فيما يرى النائم، أن سارية بيتي انكسرت، وأنى ولدت غلاماً أعوراً، فقال رسول الله:((خير، يرجع زوجك عليك إن شاء الله صالحاً، وتلدين غلاماً براً، فكانت تراها مرتين أو ثلاثًا، كل ذلك تأتي رسول الله، فيقول: ذلك لها، فيرجع زوجها وتلد غلاماً))، فجاءت يوماً كما كانت تأتيه، ورسول الله، غائب، ولقد رأت تلك الرؤيا، فقلت لها: عم تسألين رسول الله، يا أمة الله؟ فقالت: رؤيا كنت أراها، فآتى رسول الله، فأسأله عنها، فيقول خيراً فيكون كما قال، فقلت أخبريني ما هي؟ قالت: حتى آتى رسول الله، فأعرضها عليه كما كنت أعرض فو الله ما تركتها حتى أخبرتني، فقلت: والله لئن صدقت رؤياك ليموتن زوجك، ولتلدين غلاماً فاجراً، فقعدت تبكي، وقالت: مالي حين عرضت عليك رؤياي، فدخل وهي تبكي، فقال لي، ((مالها يا عائشة؟)) فأخبرته الخبر، وما تأولت لها، فقال لها:((مه (1) يا عائشة، إذا عبرتم للمسلم الرؤيا فاعبروها على خير، فإن الرؤيا تكون ما يعبرها صاحبها)). فمات والله زوجها ولا أراها إلا ولدت غلاماً فاجراً. للدرامي بعنعنة ابن إسحاق (2).

(1) كلمة زجر وإنكار بمعنى: اكفف.

(2)

الدارمي (2163) قال الحافظ ((الفتح)) 12/ 432: إسناد حسن.

ص: 246

7451 -

أبو هريرة رفعه: ((لم يبق بعدي من النبوة إلا المبشرات قالوا: وما المبشرات؟ قال: الرؤيا الصالحة)). لمالك وأبي داود والبخارى بلفظه (1).

(1) البخاري (6990)، وأبو داود (5017).

ص: 246

7452 -

أبو سعيد رفعه: ((أصدق الرؤيا بالأسحار)). للترمذي (1).

(1) الترمذي (2274)، وضعفه الألباني في ((الضعيفة)) (1732).

ص: 247

7453 -

ابن عباس رفعه: ((من تحلم بحلم لم يره كلف أن يعقد بين شعرتين ولن يفعل، ومن استمع إلى حديث قوم وهم له كارهون صب في أذنيه الآنك يوم القيامة، ومن صور صورة عُذب وكُلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ)). للبخارى والترمذي وأبى داود (1).

(1) البخاري (7042).

ص: 247

7454 -

ابن عمر رفعه: ((من أفرى الفرى أن يرى الرجل عينيه ما لم تريا)). للبخاري (1).

(1) البخاري (7043).

ص: 247

7455 -

أبو هريرة رفعه: ((من رآني في المنام فسيراني في اليقظةـ أو كأنما رآني في اليقظة، لا يتمثل الشيطان بي)). للشيخين وأبي داود والترمذي (1).

(1) البخاري (6993)، ومسلم (2266).

ص: 247

7456 -

أبو قتادة رفعه: من رآني فقد رأى الحق، فإن الشيطان لايتراءى بي. للشيخين (1).

(1) البخاري (6996)، ومسلم (2267).

ص: 247

7457 -

أبو سعيد رفعه: ((من رآني في المنام فقد رآني، فإن الشيطان لا يتمثل بي ولا بالكعبة)). للأوسط (1).

(1)((الأوسط)) 3/ 237 - 238 (3026)، و ((الصغير)) 1/ 176 (277)، وقال الهيثمي 7/ 181 وفيه: محمد بن أبي السدي، وثقه ابن عين وغيره، وفيه لين وبقية رجاله رجال الصحيح.

ص: 247

7458 -

سمرة: كان النبي صلى الله عليه وسلم مما يكثر أن يقول لأصحابه: هل رأى أحد منكم من رؤيا، فيقص عليه من شاء الله أن يقص))، وأنه قال لنا ذا غداة: ((إنه أتاني الليلة آتيان، وإنهما ابتعثاني، وإنهما قالا لي: انطلق، وإني انطلقت معهما، وإنا أتينا على رجل مضطجع، وإذا آخرٌ قائم عليه

⦗ص: 248⦘

بصخرة، وإذا هو يهوى بالصخرة لرأسه، فيثلغ رأسه فيتدهده الحجر هاهنا، فيتبع الحجر، فيأخذه، فلا يرجع إليه حتى يصح رأسه كما كان، ثم يعود عليه، فيفعل به مثل ما فعل به المرة الأولى- قال-: قلت: لهما سبحان الله ما هذا، قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا، فأتينا على رجل مستلق لقفاه، وإذا آخر قائم عليه بكلوب من حديد، وإذا هو يأتي أحد شقي وجهه، فيشرشر شدقه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه، ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه - وربما قال أبو رجاء- فيشق ثم يتحول إلى الجانب الآخر، فيفعل به مثل ما فعل في الجانب الأول، فما يفرغ من ذلك الجانب، حتى يصح ذلك الجانب كما كان، ثم يعود عليه، فيفعل مثل ما فعل في المرة الأولى، قلت: سبحان الله ماهذا، قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا فأتينا على مثل التنور، فأحسب أنه كان يقول: فإذا فيه لغط وأصوات، فاطلعنا فيه فإذا فيه رجال ونساء عراة، وإذا هم يأتيهم لهب من أسفل منهم، فإذا أتاهم ذلك اللهب ضوضووا فقلت: ماهؤلاء؟ قال لي: انطلق انطلق، فانطلقنا، فأتينا على نهر حسبت أنه كان يقول، أحمر مثل الدم، وإذا في النهر رجل سابح يسبح، وإذا على شط النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة، وإذا في النهر رجل سابح يسبح، وإذا على شط النهر رجل قد جمع عنده حجارة كثيرة، وإذ ذلك السابح يسبح ما سبح، ثم يأتي ذلك الذي قد جمع عنده الحجارة فيفغر له فاه فيلقمه حجراً، فينطلق، فيسبح، ثم يرجع إليه كلما رحع إليه فغر له فاه فألقمه حجراً، قلت لهما: من هذا؟ قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا، فأتينا على رجل كريه المرآة، أو كأكره

ما أنت راء رجلاً مرئياً، وإذا عنده نار يحشها ويسعى حولها، قلت لهما: ما هذا؟ قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا، فأتينا على روضة معتمة معشبة فيها من كل نور الربيع، وإذا بين ظهري الروضة رجل طويل، لا أكاد أرى رأسه طولاً في السماء، وإذ حول الرجل من أكثر ولدان رأيتهم، قلت: ما هذا؟ ما هؤلاء؟ قالا لي: انطلق انطلق، فانطلقنا، فأتينا على دوحة عظيمة لم أر دوحة قط أعظم منها ولا أحسن، قالا لي: ارق فيها، فارتقينا إلى مدينة مبنية بلبن ذهب، ولبن فضة، فأتينا باب المدينة فاستفتحنا، ففتح لنا، فدخلناها، فتلقانا رجالٌ، شطر من خلقهم كأحسن ما أنت راء، وشطر منهم كأقبح ما أنت راء، قالا لهم: اذهبوا فقعوا في ذلك النهر، وإذا نهر معترض يجري

⦗ص: 249⦘

كأن ماءه المحض في البياض، فذهبوا فوقعوا فيه، ثم رجعوا إلينا قد ذهب ذلك السوء عنهم، فصاروا في أحسن صورة، قالا لي: هذه جنة عدن، وذاك منزلك، فسما بصري صعدًا، فإذا قصر مثل الربابة البيضاء، قالا لي: هذا منزلك، قلت لهما: بارك الله فيكما فذراني فأدخله، قالا: أما الآن فلا، وأنت داخله، قلت لهما: فإني رأيت منذ الليلة عجباً فما هذا الذي رأيت؟ قالا لي: أما إنا سنخبرك، أما الرجل الأول الذي أتيت عليه يثلغ رأسه بالحجر، فإنه الرجل يأخذ القرآن فيرفضه، وينام عن الصلاة المكتوبة، وأما الرجل الذي أتيت عليه يشير شدقه إلى قفاه ومنخره إلى قفاه وعينه إلى قفاه، فإنه الرجل يغدو من بيته، فيكذب بالكذبة تبلغ الآفاق، وأما الرجال والنساء العراة الذين هم في مثل بناء التنور فإنهم الزناة والزواني، وأما الرجل الذي أتيت عليه يسبح في النهر ويلقم الحجارة، فإنه آكل الربا، وأما الرجل الكريه المرآة الذي عند النار يحشها ويسعى حولها، فإنه مالك خازن جهنم، وأما الرجل الطويل الذي في الروضة فإنه إبراهيم، وأما الولدان الذي حوله، فكل مولود مات على الفطرة، قال: فقال بعض المسلمين: يا رسول الله، وأولاد المشركين؟ فقال:

وأولاد المشركين، وأما القوم الذين كانوا شطر منهم حسن وشطر منهم قبيح، فإنهم قوم خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئًا، تجاوز الله عنهم (1).

(1) البخاري (7047).

ص: 247

7459 -

وفي رواية: فانطلقنا إلى ثقب مثل التنور، أعلاه ضيق، وأسفله واسع تتوقد تحته نار، فإذا ارتقت ارتفعوا، حتى كاد أن يخرجوا، وإذا خمدت رجعوا فيها، وفيها رجال ونساء عراة بنحوه.

وفيه: والدار الأولى التي دخلت دار عامة المؤمنين، وأما هذه الدار فدار الشهداء، وأنا جبريل، وهذا ميكائيل. للبخاري والترمذي (1).

(1) البخاري (1386).

ص: 249

7460 -

أبو هريرة رفعه: ((نحن الآخرون السابقون، وبينما أنا نائم إذ أوتيت خزائن الأرض، فوقع في يدي سواران من ذهب، فكبرا على وأهماني، فأوحى إليَّ أن انفخهما،

⦗ص: 250⦘

فنفختهما فطارا، فأولتهما الكذابين الذين أنا بينهما، صاحب صنعاء، وصاحب اليمامة)). للشيخين والترمذي (1).

(1) البخاري (4375)، ومسلم (2274).

ص: 249

7461 -

أبو موسى رفعه: ((رأيت في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل، فذهب وَهَلى أنها اليمامة، أو هجر، فإذا هي المدينة يثرب، ورأيت في رؤياي هذه أني هززت سيفاً فانقطع صدره، فإذا هو ما أصيب به المؤمنون يوم أحد، ثم هزرته أخرى فعاد أحسن ما كان، فإذا هو ما جاء الله به من الفتح، واجتماع المؤمنين، ورأيت فيها أيضاً بقراً والله خير، فإذا هم النفر من المؤمنين يوم أحد، وإذا الخير ما جاء الله به من الخير بعد، وثواب الصدق الذي آتانا الله بعد يوم بدر)). للشيخين (1).

(1) البخاري (3622)، ومسلم (2272).

ص: 250

7462 -

أنس رفعه: ((رأيت الليلة فيما يرى النائم، كأنا في دار عقبة ابن رافع، وأتيت برطب من رطب ابن طاب، فأولتها أن الرفعة لنا في الدنيا، والعاقبة في الآخرة، وأن ديننا قد طاب)). لمسلم وأبي داود (1).

(1) مسلم (2270).

ص: 250

7463 -

جابر رفعه: ((إني رأيت في المنام، أن رجلاً أتاني بكتلة من تمر فأكلتها، فوجدت فيها نواة آذتنى حين مضغتها، ثم أعطاني كتلة أخرى، فقلت: إن الذي وجدت فيها نواة آذتني فأكلتها، فقال أبو بكر: نامت عينك يا رسول الله، هذه السرية التي بعثت، غنموا مرتين كلتيهما وجدتا رجلاً ينشد ذمتك، فقلت لمجالد: ما ينشد ذمتك؟ قال يقول: لا إله إلا الله)). للدرامي (1).

(1) الدارمي (2161) وقال الهيثمي 7/ 180: فيه: مجالد بن سعيد، وهو ثقة وفيه كلام.

ص: 250

7464 -

ابن عمر رفعه: ((رأيت امرأة سوداء ثائرة الرأس خرجت من المدينة حتى نزلت بمهيعة، وهي الجحفة، فأولت أن وباء المدينة نقل إليها)). للبخاري والترمذي (1).

(1) البخاري (7039).

ص: 250

7465 -

ابن عباس: أن رجلاً أتى النبي، فقال: إني رأيت الليلة في المنام كأن ظلة (1) تنطف السمن والعسل، وأرى الناس يتكففون منها بأيديهم، فالمستكثر، والمستقل، وإذا بسبب واصل من الأرض إلى السماء فأراك أخذت به فعلوت، ثم أخذ به رجل آخر فعلا به، ثم أخذ به رجل آخر فعلا به، ثم أخذه رجل آخر فانقطع به، ثم وصل به فعلا، فقال أبو بكر: يا رسول الله بأبي أنت وأمي والله لتدعني فأعبرها، فقال صلى الله عليه وسلم:((اعبر)). قال أبو بكر: أما الظلة فظلة الإسلام، وأما الذي ينطف من السمن والعسل فالقرآن والمستقل، وأما السبب الواصل من السماء إلى الارض فالحق الذي أنت عليه، تأخذ به فيعليك الله، ثم يأخذ به رجل من بعدك فيعلو به، ثم يأخذ به رجل فيعلو به، ثم يأخذ به رجل آخر فينقطع به، ثم يوصل له فيعلو به، فأخبرني يا رسول الله بأبي أنت وأمي أصبت أم أخطأت؟ قال:((أصبت بعضًا، وأخطأت بعضًا)) قال فوالله تحدثني بالذي أخطأت، قال:((لا تقسم)). للشيخين والترمذي وأبي داود (2).

(1) الظلة: السحابة.

(2)

البخاري (7046)، ومسلم (2269).

ص: 251

7466 -

عائشة: رأيت ثلاثة أقمار سقطن في حجرتي، فقصصت رؤياي على أبي بكر، فسكت، فلما توفى رسول الله، ودفن في بيتي، قال لي أبو بكر: هذا أحد أقمارك، وهو خيرها. لمالك (1).

(1) مالك 1/ 201.

ص: 251

7467 -

وللكبير بضعف: أنها قصتها على النبي، فقال لها:((إن صدقت رؤياك دفن في بيتك، أراه قال أفضل أهل الجنة))، فقبض، وهو أفضل أقمارها، ثم قبض أبو بكر، ثم عمر، فدفنوا في بيتها (1).

(1) الطبراني 23/ 48 (128) قال الهيثمي 7/ 185: في ((الكبير))، وهذا سياقه، و ((الأوسط)) عن عائشة من غير شك ورجال الكبير رجال الصحيح.

ص: 251

7468 -

وعنها: سئل رسول الله، عن ورقة؟ فقالت خديجة: إنه كان صدقك، وإنه مات قبل أن تظهر فقال أريته في المنام، وعليه ثياب بياض، ولو كان من أهل النار لكان عليه لباس غير ذلك. للترمذي (1).

(1) الترمذي (2288)، وقال: حديث غريب وعثمان بن عبد الرحمن ليس عند أهل الحديث بالقوي. وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (397).

ص: 251