المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه - جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد - جـ ٣

[الروداني، محمد بن سليمان المغربي]

فهرس الكتاب

- ‌غزوة أحد

- ‌من ذكر في مجمع الزوائد من شهداء أحد

- ‌غزوة الرجيع، وغزوة بئر معونة، وغزوة فزارة

- ‌غزوة الخندق وغزوة بنى قريظة

- ‌غزوة ذات الرّقاع وغزوة بنى المصطلق وغزوة أنمار

- ‌غزوة الحديبية

- ‌غزوة ذي قرد وغزوة خيبر وعمرة القضاء

- ‌غزوة مؤتة من أرض الشام، وبعث أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة

- ‌غزوة الفتح

- ‌غزوة حنين

- ‌غزوة أوطاس، وغزوة الطائف

- ‌بعث خالد بن الوليد إلى بني جذيمة، وسرية عبد الله بن حذافة السهمي وعلقمة بن مجزز المدلجي ويقال إنها سرية الأنصار

- ‌بعثُُ أبي موسى ومعاذ إلى اليمن، وبعث علي وخالد إلى اليمن وهما قبل حجة الوداع

- ‌غزوة ذي الخلصة وغزوة ذات السلاسل وغزوة تبوك

- ‌سرية بني الملوح وسرية زغبة السحيمي وغيرها

- ‌قتال أهل الردة

- ‌كتاب التفسير

- ‌فضل القرآن وفضل سور وآيات مخصوصة

- ‌من تفسير سورة الفاتحة وسورة البقرة

- ‌سورة آلِ عمران

- ‌سورة النِّسَاء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف وسورة الأنفال

- ‌سورة براءة

- ‌سورة يونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم

- ‌سورة الحجر والنحل والإسراء

- ‌سورة الكهف ومريم

- ‌سورة طه والأنبياء والحج والمؤمنون

- ‌سورة النّور

- ‌سورةُ الفرقان والشعراء والنمل والقصص والعنكبوت

- ‌سورة الرّوم ولقمان والسجدة والأحزاب

- ‌سورة سبأ وفاطر ويس والصّافات وص والزمر

- ‌سورة المؤمن وحم السجدة والشورى والزخرف والدّخان

- ‌سورة الأحقاف والفتح والحجرات وق والذّاريات

- ‌سورة الطور والنجم والقمر والرحمن والواقعة والحديد

- ‌سورة المجادلة والحشر والممتحنة والصف الجمعة والمنافقون

- ‌سورة التغابن والطلاق والتحريم

- ‌سورة نون ونوح والجن والمزمل والمدثر

- ‌من سورة القيامة إلى آخر القرآن

- ‌الحث على تلاوة القرآن وآداب التلاوة وتحزيب القرآن وغير ذلك

- ‌جواز اختلاف القراءات، وما جاء مفصلاُ، وترتيب القرآن، وتأليفه

- ‌كتاب تعبير الرؤيا

- ‌كتاب الطب وما يقرب منه

- ‌الرُّقى والتمائمُ والعينُ ونحو ذلك

- ‌النجوم والسحر والكهانة

- ‌كتاب القدر وفيه محاجة آدم لموسى وحكم الأطفال وذم القدرية وغير ذلك

- ‌كتاب الآداب والسلام والجواب والمصافحة وتقبيل اليد والقيام للداخل

- ‌الاستئذان

- ‌العطاس والتثاؤب والمجالسة وآداب المجلس وهيئة النوم والقعود

- ‌التعاضد بين المسلمين بالنصرة والحلف والإخاء والشفاعة وغير ذلك

- ‌التوادد وكتمان السر وصلاح ذات البين والاحترام وحسن الخلق والحياء وغيرها من الآداب

- ‌الثناء والشكر والمدح والرفق

- ‌الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصح والمشورة

- ‌النّية والإخلاص والوعد والصدق والكذب

- ‌السخاء والكرم والبخل وذم المال والدنيا

- ‌الغضب والغيبة والنميمة والغناء

- ‌اللهو واللعب واللعن والسب

- ‌الحسد والظن والهجران وتتبع العورة

- ‌الكبر والرياء والكبائرُ

- ‌النفاق والمزاح والمراء

- ‌الأسماء والكنى

- ‌الشّعر

- ‌كتابُ البرِِّ والصلة

- ‌برُّ الوالدين

- ‌برّ الأولاد والأقارب، وبرّ اليتيم، وإماطة الأذى، وغير ذلك

- ‌صلة الرحم، وحق الجار

- ‌الرحمة، والضيافة، والزّيارة

- ‌كتاب المناقب

- ‌ما ورد في ذكر بعض الأنبياء ومناقبهم

- ‌من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم غير ما تفرق في الكتاب

- ‌من صفاته، وشعره، وخاتم النبوة، ومشيه، وكلامه، وعرقه، وشجاعته، وأخلاقه صلى الله عليه وسلم، وشرفه، وكرمه، ومجده، وعظمته

- ‌من علاماته صلى الله عليه وسلم غير ما تفرق في الكتاب

- ‌الإسراء

- ‌من إخباره صلى الله عليه وسلم بالمغيبات

- ‌من كلام الحيوانات والجمادات له صلى الله عليه وسلم

- ‌من زيادة الطعام والشراب ببركته صلى الله عليه وسلم

- ‌من إجابة دعائه صلى الله عليه وسلم وكف الأعداء عنه

- ‌مما سأله عنه أهل الكتاب صدقوه في جوابه النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌معجزات متنوعة له وذكر عمره وأولاده صلى الله عليه وسلم

- ‌من فضائل الصحابة المشتركة التي لا تخص واحدًا منهم رضي الله عنهم أجمعين

- ‌مناقب أبي بكر الصّديق رضي الله عنه

- ‌مناقب عمر بن الخطّاب رضي الله عنه

- ‌مناقب عثمان بن عفّان رضي الله عنه

- ‌مناقب الإمام على رضي الله عنه

- ‌مناقب بقية العشرة

- ‌مناقبُ العباس وجعفرٍ والحسنُ والحسين رضي الله عنهم

- ‌مناقب زيد بن حارثة وابنه أسامة وعمّار بن ياسر وعبد الله بن مسعود وأبى ذر الغفاري رضي الله عنهم

- ‌مناقب حذيفة بن اليمان، وسعد بن معاذ، وابن عباس، وابن عمر وابن الزبير رضي الله عنهم

- ‌مناقب سلمان وأبي موسى، وعبد الله بن سلام، وابنه يوسف، وجرير، وجابر بن عبد الله، وأبيه، وأنس والبراء ابني مالك رضي الله عنهم

- ‌مناقب ثابت بن قيس وأبي هريرة وحاطب بن أبي بلتعة وجليبيب رضي الله عنهم

- ‌مناقب حارثة بن سراقة وقيس بن سعد بن عبادة وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص وأبي سفيان بن حرب وابنه معاوية رضي الله عنهم

- ‌مناقب سنين أبو جميلة وعباد وضماد وعدي بن حاتم وثمامة بن أثال وعمرو بن عبسة السلمي رضي الله عنهم

- ‌مناقب حمزة بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب وأبي سفيان بن الحارث وعبد الله بن جعفر رضي الله عنهم

- ‌مناقب خباب بن الأرت وسالم مولى أبي حذيفة وعامر بن فهيرة وعامر بن ربيعة وعبد الله بن جحش وصهيب رضي الله عنهم

- ‌مناقب عثمان بن مظعون ومعاذ بن جبل وعمرو بن الجموح وحارثة بن النعمان وبشر بن البراء وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم

- ‌مناقب أبي اليسر وعبد الله بن عبد الله بن أبيّ، وقتادة بن النعمان وعبادة بن الصامت وخزيمة بن ثابت وأبي أيوب رضي الله عنهم

- ‌مناقب أبي الدحداح وزيد بن ثابت ورافع بن خديج وسلمة بن الأكوع وأبي الدرداء وزاهر بن حرام وعبد الله ذي البجادين رضي الله عنهم

- ‌مناقب عبد الله بن الأرقم وعثمان بن أبي العاص ووائل بن حجر والعلاء بن الحضرمي وأبي زيد عمرو بن أخطب رضي الله عنهم

- ‌مناقب أبي أمامة وزيد بن صوحان وفروة بن هبيرة وعبد الله بن بسر والهرماس بن زياد والسائب بن يزيد رضي الله عنهم

- ‌مناقب حرملة بن زيد وحمزة بن عمرو وورقة بن نوفل والأحنف بن قيس رضي الله عنهم

- ‌مناقب خديجة بنت خويلد، وفاطمة وعائشة، وصفية، وسودة، وأسماء بنت أبي بكر، وأم حرام، وأم سليم، وهند بنت عتبة رضي الله تعالى عنهن

- ‌مناقب زينب ورقية وأم كلثوم بنات النبي صلى الله عليه وسلم،وأم سلمة وغيرهن من النساء، رضي الله عنهن

الفصل: ‌مناقب عمر بن الخطاب رضي الله عنه

8617 -

أبو هريرة رفعه: ((عُرجَ بي إلى السماءِ فما مررتُ بسماءٍ إلا وجدتُ فيها اسمي محمدٌ رسولُ الله، وأبو بكر الصديقُ من خلفي)). للموصلي الأوسط بضعف (1).

(1) أبو يعلى 11/ 488 (6607)، و ((الأوسط)) 2/ 318 (2092)، وقال الهيثمي 9/ 41: وفيه عبد الله بن إبراهيم الغفاري، وهو ضعيف.

ص: 496

8618 -

موسى بن عقبة: لا نعلمُ أربعةً أدركوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم وأبناؤهم إلا هؤلاء الأربعة: أبو قحافة وأبو بكرٍ، وعبدُ الرحمن، وأبو عتيق بنُ عبدِ الرحمنِ واسمه محمدٌ. للكبير بخفى (1).

(1)((الكبير)) 1/ 54 (11)، وقال الهيثمي 9/ 51: وفيه محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن القاسم بن محمد ولم أعرفه.

ص: 496

8619 -

عائشة: تُوفيَّ أبو بكرٍ ليلةَ الثلاثاءِ ودُفن ليلاً. للكبير (1).

(1)((الكبير)) 1/ 61 (40)، وقال الهيثمي 9/ 60: ورجاله رجال الصحيح.

ص: 496

8620 -

الهيثم بن عمران: سمعتُ جدي يقولُ: تُوفي أبو بكرٍ وفيه طرف من السلِّ، وولي سنتين ونصفًا. للكبير (1).

(1)((الكبير)) 1/ 61 (41)، وقال الهيثمي 9/ 60: ورجاله ثقات.

ص: 496

‌مناقب عمر بن الخطّاب رضي الله عنه

-

ص: 496

8621 -

ابن إسحاق: هو عمرُ بنُ الخطابِ بن نفيلِ بن عبد العزي بن رباح بن عبدِ الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي، وأمُّه حنتمة بنتُ هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمروِ بن مخزوم. للكبير (1).

(1) الطبراني 1/ 64 (49).

ص: 496

8622 -

جابر: قال عمر لأبي بكرٍ: يا خير الناسِ بعد رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكر: أما إنَّك إن قلتَ ذلك، فلقد سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول:((ما طلعتِ الشمس على رجلٍ خير من عمرَ)) (1).

(1) الترمذي (3684)، وقال: حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه وليس إسناده بذاك، وقال الألباني في ضعيف الترمذي (760): موضوع.

ص: 496

8623 -

ابن عمر رفعه: ((اللهمَّ أعزَّ الإِسلامَ بأحبِّ هذين الرجُلين إليك، بأبي جهلِ بن هشامٍ أو بعمرَ بن الخطاب)) قال: وكان أحبَّهما إليه عمرُ. هما للترمذي (1).

(1) الترمذي (3681)، وقال: حسن صحيح غريب، من حديث ابن عمر. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (3907).

ص: 496

8624 -

وعنه: لما أسلم عمرُ اجتمعَ الناسُ عند دارهِ، فقالوا: صبأ عمرُ، وأنا غلامٌ فوقَ ظهر بيتي، فجاءَ رجلٌ عليه قباءُ ديباجٍ، فقال: صبأ عمرُ، فما ذاك فأنا له جارٌ، فرأيتُ الناسَ تصدعوا عنه، فقلت: من هذا؟ قالوا: العاصُ بنُ وائلَ. للبخاري (1).

(1) البخاري (3865).

ص: 497

8625 -

وعنه رفعه: ((إن الله تعالى جعلَ الحقَّ على لسانِ عمرَ وقلبه)). وقال ابنُ عمرَ: ما نزل بالناسِ أمرٌ قط فقالوا فيه وقال فيه عمرُ، إلا نزلَ فيه القرآنُ على نحو ما قالَ فيه عمرُ. للترمذي (1).

(1) الترمذي (3682)، وقال: حسن صحيح غريب من هذا الوجه. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2908).

ص: 497

8626 -

عقبة بن عامر رفعه: ((لقد كان فيمن كان قبلكم ناسٌ محدَّثُونَ من غير أن يكونوا أنبياءَ، فإن يكن في أُمَّتي أحدٌ فإنه عمرُ)). للشيخين (1).

(1) البخاري (3469) من حديث أبي هريرة، ومسلم (2398) من حديث عائشة رضي الله عنهما.

ص: 497

8627 -

ابن مسعود: مازلنا أعزةً منذ أسلم عمرُ. للبخاري (1).

(1) البخاري (3684).

ص: 497

8628 -

أبو سعيد: رفعه: ((بينا أنا نائمٌ رأيتُ الناسَ يُعرضُون وعليهم قمصٌ فمنها ما يبلغ الثديَّ، ومنها ما يبلغُ دونَ ذلك، وعُرض عليَّ عمرُ عليه قميصٌ يجرُّه)). قالوا: فما أولتَّه يا رسولَ الله؟ قال: ((الدينُ)). للشيخين والترمذي والنسائي (1).

(1) البخاري (23)، ومسلم (2390).

ص: 497

8629 -

ابن عمر رفعه: ((بينا أنا نائمٌ أُتيتُ بقدح لبنٍ، فشربتُ منه، حتى إني لأرى الريَّ يخرجُ من أظافيري، ثم أعطيتُ فضلي عمرَ)). قالوا: ما أولتَّ ذلك يا رسولَ الله؟ قال: العلمَ (1).

(1) البخاري (3681)، ومسلم (2391).

ص: 497

8630 -

أبو هريرة رفعه: ((بينا أنا نائمٌ رأيتُني على قليبٍ عليه دلوٌ، فنزعتُ منه ما شاءَ الله، ثم أخذها ابنُ أبي

⦗ص: 498⦘

قحافة فنزعَ بها ذَنُوبًا أو ذنوبين وفي نزعه ضعفٌ والله يغفرُ له، ثم استحالت غربًا فأخذها ابنُ الخطاب، فلم أر عبقريًا من الناس ينزعُ نزعَ عمرَ حتى ضرَبَ الناسُ بعطنٍ)). هما للشيخين والترمذي (1).

(1) البخاري (3664)، ومسلم (2392).

ص: 497

8631 -

عمر: استأذنتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم في العُمَرَةِ فأذن لي، قال: لا تنسانا يا أخي من دعائك، أو قالَ: أشركنا يا أخي في دعائك، فقال: كلمة ما يسرُّني أن لي بها الدنيا. للترمذي وأبي داود بلفظه (1).

(1) أبو داود (1498)، والترمذي (3562)، وقال: حسن صحيح، وابن ماجة (2894) ،وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (322).

ص: 498

8632 -

بريدة: خرجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه فلمَّا انصرف جاءت جارية سوداءُ فقالت: إني كنتُ نذرتُ إن ردَّك الله سالمًا أن أضربَ بين يديكَ بالدفِّ وأتغنى. فقال لها: ((إن كنت نذرت فاضربي وإلا فلا)) فقالت: نذرت وجعلتْ تضربُ. زاد رزين: وتقول:

طلع البدر علينا

من ثنيات الوداع

وجب الشكر علينا

ما دعا لله داعٍ

ثم اتفقا، فدخلَ أبو بكر وهي تضربُ، ثم دخلَ عليٌ وهي تضربُ، ثم دخلَ عثمان وهي تضربُ، ثم دخل عمرُ فألقت الدفَّ تحت استها وقعدت عليها، فقال صلى الله عليه وسلم:((إنَّ الشيطان ليخافُ منك يا عمر، إني كنتُ جالسًا وهي تضربُ، فدخل أبو بكرٍ وهي تضربُ، ثم دخل عليٌ وهي تضربُ، ثم دخلَ عثمانُ وهي تضرب، فلمَّا دخلتَ أنتَ يا عمرُ، ألقتْ الدفَّ وجلستْ عليه)) (1).

(1) الترمذي (3690)، وقال: حديث حسن صحيح غريب من حديث بريدة. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2913)

ص: 498

8633 -

عائشة: ذكرت قصة لعب الحبشة وفيه: فقال صلى الله عليه وسلم: ((إني لأنظرُ إلى شياطين الجنِّ والإنسِ يفرون من عمرَ)). هما للترمذي (1).

(1) الترمذي (3691) وقال: حسن صحيح غريب من هذا الوجه. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2914).

ص: 498

8634 -

سعد: استأذن عمرُ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم وعنده نسوةٌ من قريشٍ يكلمنه عاليةً أصواتِهنَّ على صوتهِ، فلما استأذن عمرُ عليه قمن يبتدرنَ الحجابَ، فأذن له فدخل وهو صلى الله عليه وسلم يضحك، فقال عمرُ: أضحكَ الله سنَّك، بأبي أنت وأمي ما أضحكك؟ قال:((عجبتُ من هؤلاء اللاتي كنَّ عندي، فلمَّا سمعن صوتك ابتدرن الحجاب)) قال عمرُ: فأنت يا رسول الله لأحقُ أن يهبن، ثمَّ قال عمرُ: أي عدوات أنفسهنَّ أتهبنني ولا تهبن رسولَ الله صلى الله عليه وسلم؟ قلن: نعم، أنت أفظُّ وأغلظُ مِنْ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقال صلى الله عليه وسلم:((إيهٍ يا ابنَ الخطابِ، والذي نفسي بيدهِ ما لقيك الشيطانُ سالكًا فجًا إلا سلك فجًا غير فجِّكَ)) (1).

(1) البخاري (3294)، ومسلم (2396).

ص: 499

8635 -

أنس وابن عمر: إن عمرَ قال: وافقت ربي في ثلاثٍ، قلتُ: يا رسول الله! لو اتخذنا من مقام إبراهيم مصلى فنزلت {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً} [البقرة: 125] وقلتُ: يا رسولَ الله! يدخلُ على نسائك البرُّ والفاجرُ، فلو أمرتهن يحتجبن، فنزلت آيةُ الحجاب، واجتمع نساءُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم في غيرةٍ، فقلتُ {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ أَنْ يُبْدِلَهُ أَزْوَاجاً خَيْراً مِنْكُنَّ} [التحريم: 5] فنزلت كذلك (1).

(1) البخاري (402)، ومسلم (2399).

ص: 499

8636 -

وفي روايةٍ: حتى أتيت إحدى نسائه فقالت يا عمرُ: أما في رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ما يعظُ نساءه حتى تعظهُنَّ أنت؟ فأنزل الله {عَسَى رَبُّهُ إِنْ طَلَّقَكُنَّ} الآية (1).

(1) البخاري (4483).

ص: 499

8637 -

وفي أخرى: وافقتُ ربي في ثلاثٍ: في مقامِ إبراهيم، وفي الحجابِ، وفي أسارى بدرٍ. هما للشيخين (1).

(1) مسلم (2399).

ص: 499

8638 -

يحيى بن سعيد: أن عمرَ كان يحملُ في العام الواحدِ على أربعين ألف بعيرٍ، يحملُ الرجلَ إلى الشام على بعيرٍ، والرجلين إلى العراقِ على

⦗ص: 500⦘

بعيرٍ، فجاءهُ رجلٌ من أهلِ العراقِ فقال: احملني وسحيمًا، فقالَ له عمرُ: نشدتك الله أسحيمُ زقٍ؟ قال: نعم. لمالك (1).

(1) مالك ص287 من رواية يحيى بن يحيى.

ص: 499

8639 -

المسور: لما طعنَ عمرُ جعلَ يألم، فقالَ له ابن عباسٍ: وكأنَّه يجزعه: يا أمير المؤمنين! ولئن كان ذاك لقد صحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأحسنتَ صحبتهُ، ثم فارقك وهو عنك راضٍ، ثم صحبت أبا بكرٍ فأحسنت صحبتهُ، ثم فارقك وهو عنك راضٍ، ثم صحبت المسلمين فأحسنت صحبتهُم، ولئن فارقتهم لتفارقنَّهم وهم عنك راضون، قال: أما ما ذكرتَ من صحبةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ورضاه فإنَّما ذلك من منَّ الله به عليَّ وأما ما ذكرت من صحبة أبي بكرٍ ورضاه، فإنَّما ذلك مما منَّ الله به عليَّ، وأما ما ذكرتَ من جزعي فهو من أجلك ومن أجل أصحابكَ، والله لو أن لي طلاع الأرض ذهبًا لافتديتُ به من عذاب الله قبل أن أراه. للبخاري (1).

(1) البخاري (3692).

ص: 500

8640 -

ابن عباس: إني لواقفٌ في قومٍ يدعون لعمر وقد وضع على سريرهِ فتكَّنفه الناسُ يدعون ويصلون قبل أن يرفع، فلم يرعني إلا رجلٌ أخذَ بمنكبي فإذا عليٌّ فترحَّم على عمرَ وقال: ما خلفتُ أحدًا أحبُّ إليَّ أن ألقى الله بمثلِ عمله منكَ، وايم الله إن كنتُ لأظنُّ أن يجعلك الله مع صاحبيك لأني كنتُ كثيرًا أسمعُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقولُ:((ذهبتُ أنا وأبو بكرٍ وعمرُ، ودخلتُ أنا وأبو بكرٍ وعمرُ، وخرجتُ أنا وأبو بكرٍ وعمرُ))، فإن كنتُ لأرجو ولأظنُّ أن يجعلكَ الله معهما. للشيخين (1).

(1) البخاري (3677)، ومسلم (2389).

ص: 500

8641 -

ابن شهاب: قال عمرُ بن عبد العزيز لأبي بكر بن سليمانَ: من أولُ من كتب أميرَ المؤمنينَ؟ فقال: أخبرتني الشفاءُ بنتُ عبد الله وكانت من المهاجرات الأولِ. أنَّ لبيد بن ربيعةَ وعديَّ بن حاتمٍ قدما المدينة، فأتيا المسجد فوجدا عمرو بن العاصِ، فقالا له: استأذن لنا على أميرِ المؤمنين، فقال: أنتما والله أصبتما اسمه فهو

⦗ص: 501⦘

الأميرُ ونحن المؤمنون، فدخل على عمرَ، فقال: السلامُ عليك يا أميرَ المؤمنين، فقال: ما هذا؟ فقالَ: أنت الأميرُ ونحن المؤمنون، فجرى الكتابُ من يومئذٍ (1).

(1) الطبراني 1/ 64 (48)، وقال الهيثمي 9/ 61، رجاله رجال الصحيح.

ص: 500

8642 -

ابن مسعود: ركب عمرُ فرسًا فركضه فانكشفت فخذه فرأى أهل نجران على فخذه شامةًََ سوداء، قالوا: هذا الذي نجدُ في كتابنا أنه يخرجُنا من أرضنا. هما للكبير (1).

(1) الطبراني 1/ 66 (53)، وقال الهيثمي 9/ 61: إسناده حسن.

ص: 501

8643 -

عمر: كنت أشد الناسِ على النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فبينا أنا في بعض طرق مكة إذ رآني رجلٌ من قريشٍ، فقال: أين تذهبُ يا ابن الخطابِ؟ قلتُ: أريدُ هذا الرجل، قال: تقولُ هذا وقد ذهبت إليه أختك، فرجعتُ مغضبًا، حتى قرعت عليها البابَ، وكان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا أسلم بعض من لا شيء له ضمَّ الرجل والرجلين إلى الرجلِ ينفقُ عليه، وكان ضمَّ الرجلين إلى زوج أختي، فقرعتُ البابَ، فقيل من هذا؟ قلتُ: عمرُ، وقد كانوا يقرءون كتابًا في أيديهم، فلمَّا سمعُوا صوتي قاموا، حتى اختبئوا في مكانٍ وتركوا الكتاب، فلمَّا فتحت لي أختي، قلت: يا عدوة نفسها صبوت، فأضرب رأسها، فبكت وقالت: يا ابن الخطاب اصنع ما كنت صانعًا، فقد أسلمتُ، فذهبتُ فجلست على السرير إذا الصحيفة، فقلتُ: ما هذه الصحيفةُ. فقالتْ: دعنا عنك فإنِّك لا تغتسلُ من الجنابة ولا تتطهر، وهذا لا يمسُّه إلا المطهرون، فما زلتُ بها حتى أعطتنيها، فإذا فيها: بسم الله الرحمن الرحيم، فلمَّا قرأتُ، الرحمن الرحيم تذكرت من أين اشتقَّ، ثم رجعتُ إلى نفسي فقرأت {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} حتى بلغ {آمِنُوا بِالله وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيه} [الحديد: 1 - 7].

قلتُ: أشهدُ أنْ لا إله إلا الله وأشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ الله، فخرجَ القومُ مبادرين فكبَّروا واستبشروا، ثم قالوا: أبشر يا ابن الخطابِ فإنَّ النبيَِّ صلى الله عليه وسلم دعا يومَ الإثنينِ: اللهمَّ أعزَّ الدين بأحبِّ الرجلينِ إليك عمرِ بن الخطابِ وأبي جهلِ بن هشامِ، وإنا نرجو أن تكونَ دعوةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم لكَ، فقلتُ: دلوني على رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أين هو؟ فلمَّا عرفُوا

⦗ص: 502⦘

الصدقَ دلوني عليه، فجئتُ حتى قرعتُ البابَ، فقال: من هذا؟ قلتُ: عمرُ، وقد علموا شدَّتي عليه، ولم يعلموا بإسلامي، فما اجترأ أحدٌ منهم أن يفتح لي، حتى قالَ لهم:((افتحوا له، فإن يرد الله به خيرًا يهده))، ففتحَ لي، فأخذ رجلانِ بعضديَّ حتى دنوتُ منه صلى الله عليه وسلم، فقالَ لهم:((أرسلوه)) فجلستُ بين يديه، فأخذ بمجامع قميصي، ثم قال:((أسلِّم يا ابن الخطابِ اللهمَّ اهده))، فقلتُ: أشهدُ أن لا إله إلا الله وأنك رسولُ الله، فكبرَّ المسلمونَ تكبيرةً سمُعت في طريقِ مكةَ وقد كانوا سبعينَ قبل ذلك، وكان الرجلُ إذا أسلم فعلم به الناسُ يضربونه ويضربُهم، فجئتُ إلى رجلٍ فقرعتُ عليه البابَ فخرجَ إليَّ، فقلتُ: أعلمتَ أني صبوتُ؟ فقالَ: لا تفعلْ ودخلَ البيتَ فأجاف البابَ دوني، فذهبت إلى آخرَ، فقلتُ له: وقال: مثل ذلك وأجافَ البابَ دوني، فقلتُ: ما هذا بشيء، فقال لي رجلٌ: أتحبُّ أن يُعلم إسلامُك؟ قلتُ: نعم، قال: إذا جلس الناسُ في الحجر فأت فلانًا فقل له فيما بينك وبينه أشعرتَ أني صبوتُ؟ فإنه قلمَّا يكتمُ شيئًا ففعلتُ ذلك، فقامَ الرجلُ فنادي بأعلى صوتهِ ألا إنَّ عمرَ قد صبأ، فثار إليَّ الناسُ فما زالوا يضربونني وأضربُهم حتى أتى خالي، فقيل له: إنَّ عمرَ قد صبأ، فقام على الحجر فنادى: ألا إني قد أجرتُ ابن أختي فانكشفوا عني، فكنتُ لا أشاءُ أن أرى أحدًا من المسلمين يُضربُ إلا رأيتُه، فقلتُ: ما هذا

بشيء إن الناسَ يُضربون ولا أُضرب، فلما جلس الناسُ في الحجر جئت إلى خالي، فقلتُ: جوارك عليك رد، فقال لا تفعل، فأبيتُ فمازلتُ أضربُ وأضربُ حتى أظهر الله تعالى الإِسلامَ. للبزار بضعف (1).

(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (2493)، وقال الهيثمي 9/ 63 - 65: رواه البزار، وفيه: أسامة بن زيد بن أسلم، وهو ضعيف.

ص: 501

8644 -

عصمة رفعه: ((لو كان بعدي نبيّ لكان عمرُ)). للكبير بضعف (1).

(1) الطبراني 17/ 180، وقال الهيثمي 9/ 68: وفيه الفضل بن مختار، وهو ضعيف. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (5284).

ص: 502

8645 -

أبو هريرة رفعه: ((إنَّ الله تعالى باهي ملائكته بعبيده عشيةَ عرفة عامةً، وباهى بعمرَ خاصةً)). للأوسط بلين (1).

(1) الطبراني في ((الأوسط)) 2/ 61 (1251)، وقال الهيثمي 9/ 71: فيه عبد الرحمن بن إبراهيم القاص، وثقه أحمد، وضعفه الجمهور.

ص: 502