المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سورة الروم ولقمان والسجدة والأحزاب - جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد - جـ ٣

[الروداني، محمد بن سليمان المغربي]

فهرس الكتاب

- ‌غزوة أحد

- ‌من ذكر في مجمع الزوائد من شهداء أحد

- ‌غزوة الرجيع، وغزوة بئر معونة، وغزوة فزارة

- ‌غزوة الخندق وغزوة بنى قريظة

- ‌غزوة ذات الرّقاع وغزوة بنى المصطلق وغزوة أنمار

- ‌غزوة الحديبية

- ‌غزوة ذي قرد وغزوة خيبر وعمرة القضاء

- ‌غزوة مؤتة من أرض الشام، وبعث أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة

- ‌غزوة الفتح

- ‌غزوة حنين

- ‌غزوة أوطاس، وغزوة الطائف

- ‌بعث خالد بن الوليد إلى بني جذيمة، وسرية عبد الله بن حذافة السهمي وعلقمة بن مجزز المدلجي ويقال إنها سرية الأنصار

- ‌بعثُُ أبي موسى ومعاذ إلى اليمن، وبعث علي وخالد إلى اليمن وهما قبل حجة الوداع

- ‌غزوة ذي الخلصة وغزوة ذات السلاسل وغزوة تبوك

- ‌سرية بني الملوح وسرية زغبة السحيمي وغيرها

- ‌قتال أهل الردة

- ‌كتاب التفسير

- ‌فضل القرآن وفضل سور وآيات مخصوصة

- ‌من تفسير سورة الفاتحة وسورة البقرة

- ‌سورة آلِ عمران

- ‌سورة النِّسَاء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف وسورة الأنفال

- ‌سورة براءة

- ‌سورة يونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم

- ‌سورة الحجر والنحل والإسراء

- ‌سورة الكهف ومريم

- ‌سورة طه والأنبياء والحج والمؤمنون

- ‌سورة النّور

- ‌سورةُ الفرقان والشعراء والنمل والقصص والعنكبوت

- ‌سورة الرّوم ولقمان والسجدة والأحزاب

- ‌سورة سبأ وفاطر ويس والصّافات وص والزمر

- ‌سورة المؤمن وحم السجدة والشورى والزخرف والدّخان

- ‌سورة الأحقاف والفتح والحجرات وق والذّاريات

- ‌سورة الطور والنجم والقمر والرحمن والواقعة والحديد

- ‌سورة المجادلة والحشر والممتحنة والصف الجمعة والمنافقون

- ‌سورة التغابن والطلاق والتحريم

- ‌سورة نون ونوح والجن والمزمل والمدثر

- ‌من سورة القيامة إلى آخر القرآن

- ‌الحث على تلاوة القرآن وآداب التلاوة وتحزيب القرآن وغير ذلك

- ‌جواز اختلاف القراءات، وما جاء مفصلاُ، وترتيب القرآن، وتأليفه

- ‌كتاب تعبير الرؤيا

- ‌كتاب الطب وما يقرب منه

- ‌الرُّقى والتمائمُ والعينُ ونحو ذلك

- ‌النجوم والسحر والكهانة

- ‌كتاب القدر وفيه محاجة آدم لموسى وحكم الأطفال وذم القدرية وغير ذلك

- ‌كتاب الآداب والسلام والجواب والمصافحة وتقبيل اليد والقيام للداخل

- ‌الاستئذان

- ‌العطاس والتثاؤب والمجالسة وآداب المجلس وهيئة النوم والقعود

- ‌التعاضد بين المسلمين بالنصرة والحلف والإخاء والشفاعة وغير ذلك

- ‌التوادد وكتمان السر وصلاح ذات البين والاحترام وحسن الخلق والحياء وغيرها من الآداب

- ‌الثناء والشكر والمدح والرفق

- ‌الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصح والمشورة

- ‌النّية والإخلاص والوعد والصدق والكذب

- ‌السخاء والكرم والبخل وذم المال والدنيا

- ‌الغضب والغيبة والنميمة والغناء

- ‌اللهو واللعب واللعن والسب

- ‌الحسد والظن والهجران وتتبع العورة

- ‌الكبر والرياء والكبائرُ

- ‌النفاق والمزاح والمراء

- ‌الأسماء والكنى

- ‌الشّعر

- ‌كتابُ البرِِّ والصلة

- ‌برُّ الوالدين

- ‌برّ الأولاد والأقارب، وبرّ اليتيم، وإماطة الأذى، وغير ذلك

- ‌صلة الرحم، وحق الجار

- ‌الرحمة، والضيافة، والزّيارة

- ‌كتاب المناقب

- ‌ما ورد في ذكر بعض الأنبياء ومناقبهم

- ‌من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم غير ما تفرق في الكتاب

- ‌من صفاته، وشعره، وخاتم النبوة، ومشيه، وكلامه، وعرقه، وشجاعته، وأخلاقه صلى الله عليه وسلم، وشرفه، وكرمه، ومجده، وعظمته

- ‌من علاماته صلى الله عليه وسلم غير ما تفرق في الكتاب

- ‌الإسراء

- ‌من إخباره صلى الله عليه وسلم بالمغيبات

- ‌من كلام الحيوانات والجمادات له صلى الله عليه وسلم

- ‌من زيادة الطعام والشراب ببركته صلى الله عليه وسلم

- ‌من إجابة دعائه صلى الله عليه وسلم وكف الأعداء عنه

- ‌مما سأله عنه أهل الكتاب صدقوه في جوابه النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌معجزات متنوعة له وذكر عمره وأولاده صلى الله عليه وسلم

- ‌من فضائل الصحابة المشتركة التي لا تخص واحدًا منهم رضي الله عنهم أجمعين

- ‌مناقب أبي بكر الصّديق رضي الله عنه

- ‌مناقب عمر بن الخطّاب رضي الله عنه

- ‌مناقب عثمان بن عفّان رضي الله عنه

- ‌مناقب الإمام على رضي الله عنه

- ‌مناقب بقية العشرة

- ‌مناقبُ العباس وجعفرٍ والحسنُ والحسين رضي الله عنهم

- ‌مناقب زيد بن حارثة وابنه أسامة وعمّار بن ياسر وعبد الله بن مسعود وأبى ذر الغفاري رضي الله عنهم

- ‌مناقب حذيفة بن اليمان، وسعد بن معاذ، وابن عباس، وابن عمر وابن الزبير رضي الله عنهم

- ‌مناقب سلمان وأبي موسى، وعبد الله بن سلام، وابنه يوسف، وجرير، وجابر بن عبد الله، وأبيه، وأنس والبراء ابني مالك رضي الله عنهم

- ‌مناقب ثابت بن قيس وأبي هريرة وحاطب بن أبي بلتعة وجليبيب رضي الله عنهم

- ‌مناقب حارثة بن سراقة وقيس بن سعد بن عبادة وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص وأبي سفيان بن حرب وابنه معاوية رضي الله عنهم

- ‌مناقب سنين أبو جميلة وعباد وضماد وعدي بن حاتم وثمامة بن أثال وعمرو بن عبسة السلمي رضي الله عنهم

- ‌مناقب حمزة بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب وأبي سفيان بن الحارث وعبد الله بن جعفر رضي الله عنهم

- ‌مناقب خباب بن الأرت وسالم مولى أبي حذيفة وعامر بن فهيرة وعامر بن ربيعة وعبد الله بن جحش وصهيب رضي الله عنهم

- ‌مناقب عثمان بن مظعون ومعاذ بن جبل وعمرو بن الجموح وحارثة بن النعمان وبشر بن البراء وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم

- ‌مناقب أبي اليسر وعبد الله بن عبد الله بن أبيّ، وقتادة بن النعمان وعبادة بن الصامت وخزيمة بن ثابت وأبي أيوب رضي الله عنهم

- ‌مناقب أبي الدحداح وزيد بن ثابت ورافع بن خديج وسلمة بن الأكوع وأبي الدرداء وزاهر بن حرام وعبد الله ذي البجادين رضي الله عنهم

- ‌مناقب عبد الله بن الأرقم وعثمان بن أبي العاص ووائل بن حجر والعلاء بن الحضرمي وأبي زيد عمرو بن أخطب رضي الله عنهم

- ‌مناقب أبي أمامة وزيد بن صوحان وفروة بن هبيرة وعبد الله بن بسر والهرماس بن زياد والسائب بن يزيد رضي الله عنهم

- ‌مناقب حرملة بن زيد وحمزة بن عمرو وورقة بن نوفل والأحنف بن قيس رضي الله عنهم

- ‌مناقب خديجة بنت خويلد، وفاطمة وعائشة، وصفية، وسودة، وأسماء بنت أبي بكر، وأم حرام، وأم سليم، وهند بنت عتبة رضي الله تعالى عنهن

- ‌مناقب زينب ورقية وأم كلثوم بنات النبي صلى الله عليه وسلم،وأم سلمة وغيرهن من النساء، رضي الله عنهن

الفصل: ‌سورة الروم ولقمان والسجدة والأحزاب

7142 -

وفي روايةٍ: إلى الموتِ (1).

(1) الطبراني 11/ 447 (12268).

ص: 182

7143 -

وللموصلي عن أبي سعيدٍ: معاده: آخرتهُ (1).

(1) أبو يعلى 2/ 370 (1131)، وقال الهيثمي 7/ 88 رواه أبو يعلى ورجاله ثقات.

ص: 182

7144 -

أمُّ هاني رفعتهُ: {وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ} [العنكبوت: 29]((قال: كانُوا يحذفون أهلَ الأرضِ ويسخرونَ منهمُ)) (1). للترمذي.

(1) الترمذي (3190)، وقال الألباني في ضعيف الترمذي (623): ضعيف الإسناد جدًا.

ص: 182

7145 -

أبو هريرة: {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَر} [العنكبوت: 45] جاءَ رجلٌ إلى النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقال: إنَّ فلانًا يُصلي بالليلِ، فإذا أصبحَ سرقَ، قال:((سينهاهُ ما يقولُ)) (1). لأحمد.

(1) أحمد 2/ 447، وقال الهيثمي: 7/ 89: رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح. وصححه الألباني في المشكاة (1237).

ص: 182

7146 -

ابنُ عباسٍ: ولذكرُ الله أكبرُ، ذكرُ العبدِ الله بلسان كبير، وذكرهُ وخوفهُ منهُ إذا أشفي على ذنبٍ فتركه من خوفه، أكبرُ من ذكرهِ بلسانهٍ من غير نزعٍ عن الذنبِ. لرزين.

ص: 182

‌سورة الرّوم ولقمان والسجدة والأحزاب

ص: 182

7147 -

أبو سعيدٍ: لمَّا كانَ يومُ بدرٍ ظهرت الرومُ على فارسٍ، فأعجب ذلك المؤمنين، فنزلت {الم غُلِبَتِ الرُّومُ - إلى قوله - يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ} [الروم:1: 4]. ففرحَ المؤمنونَ بظهورِ الرومِ على فارسٍ. للترمذي، وقال: هكذا قال نصرُ بنُ عليّ: غلبت (1).

(1) الترمذي (2935)، وقال: حسن. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2550).

ص: 182

7148 -

نيارُ بنُ مكرم الأسلميِّ: لمَّا نزلت: {الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ} [الروم: 1: 4] فكانت فارس يوم نزلت هذه الآيةُ قاهرين الروم، وكان المسلمون يُحبون ظهور الروم عليهم؛ لأنهم وإياهم أهل الكتابِ، وفي ذلك قوله تعالى {وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ بِنَصْرِ الله يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [الروم: 4: 5] وكانت قريشٌ تحبّ ظهور فارسٍ، لأنهم وإياهُم ليسوا بأهلِ كتابٍ، ولا إيمانٍ ببعثٍ، فلمَّا نزلت هذه الآيةُ: خرجَ أبو بكرٍ

⦗ص: 183⦘

يصيحُ في نواحي مكة {الم غلبت الروم إلى سنين} قال ناسٌ من قريش لأبي بكرٍ: فذلك بيننا وبينكم، زعم صاحبُكم أنَّ الروم ستغلبُ فارسًا في بضعِ سنين، أفلا نراهنكَ على ذلك؟

قال: بلى، وذلك قبل تحريم الرهان، فارتهن أبو بكرٍ والمشركون، وتواضعُوا الرهانَ، وقالوا لأبي بكرٍ: كم تجعل البضعَ؟

ثلاثَ سنين إلى تسع سنين، فسِّم بيننا وبينك وسطًا ننتهي إليهِ

فسمُّوا بينهم ستَ سنينَ، فمضت الستُ قبل أن يظهرُوا، فأخذ المشركون رهن أبي بكرٍ، فلمَّا دخلت السنةُ السابعةُ ظهرت الرومُ على فارسٍ، فعابَ المسلمونَ على أبي بكرٍ تسميةَ ست سنين، قال: لأنَّ الله قال: في بضعِ سنين، وأسلمَ عند ذلك ناسٌ كثيرٌ (1). للترمذي.

(1) الترمذي (3194). قال: صحيح حسن غريب. وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2552).

ص: 182

7149 -

أبو رزين: خاصم نافعُ بنُ الأزرقِ ابنَ عباسٍ، فقال: أتجدُ الصلواتِ الخمسَ في كتابِ الله؟

قال: نعم، فقرأ عليهِ: فسبحان الله حينَ تمسونَ: المغرب، وحينَ تصبحون: الصبحَ، وعشيا: العصرَ، وحينَ تُظهرونَ: الظهرَ، ومِن بعدِ صلاةِ العشاءِ (1). للكبير بضعفٍ.

(1) الطبراني 10/ 247 (10596)، وقال الهيثمي 7/ 89: رواه الطبراني عن شيخة عبد الله بن محمد بن سعيد بن أبي مريم، وهو ضعيف.

ص: 183

7150 -

ابنُ عمرٍ رفعهَ: ((مفاتيحُ الغيبِ خمسٌ، ثم قرأ {إِنَّ الله عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ} [لقمان: 34] (1))). للبخاري.

(1) البخاري (4778).

ص: 183

7151 -

أنسُ: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة: 16] نزلت في انتظارِ الصلاةِ التي تُدعى العتمةَ (1). للترمذي.

(1) الترمذي (3196) قال: حسن صحيح غريب. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2554).

ص: 183

7152 -

ولأبي داود: قال: كانوا يتنفلونَ ما بينَ المغربِ والعشاءِ يصلونَ، وكانَ الحسنُ يقولُ: قيامُ الليلِ (1).

(1) أبو داود (1321)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (1173): صحيح.

ص: 183

7153 -

أُبيُّ: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ

⦗ص: 184⦘

الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ} [السجدة: 21] قال: مصائبُ الدنيا، والروم، والبطشةُ، أو الدخانُ. شك شعبة (1). لمسلم.

(1) مسلم (2799).

ص: 183

7154 -

ابنُ عباسٍ قال لهُ أبو ظبيان: أرأيتَ قول الله {ما جَعَلَ الله لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} [الأحزاب: 4] قالَ: قامَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يومًا يُصلي، فخطرَ خطرةً، فقال المنافقون الذين يُصلونَ معهُ: ألا ترى أنَّ لهُ قلبينِ قلبًا معكم، وقلبًا معهم، فنزل:{مَا جَعَلَ الله لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ} [الأحزاب: 4](1). للترمذي.

(1) الترمذي (3199)، وقال الألباني في ضعيف الترمذي (625): ضعيف الإسناد.

ص: 184

7155 -

ابنُ عمرٍ: أنَّ زيد بن حارثةَ مولى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم ما كُنا ندعوهُ إلا زيدُ بنُ محمدٍ، حتى نزل القرآنُ {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِم} الآية [الأحزاب: 5]. للشيخين والترمذي (1).

(1) البخاري (4782)، ومسلم (2425).

ص: 184

7156 -

أبو هريرة رفعهُ: ((ما مِن مؤمنٍ إلا وأنا أولى الناسِ به في الدنيا والآخرةِ، اقرءوُا إن شئتمُ {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [الأحزاب: 6] فأيما مؤمنٌ ترك مالاً فليرثهُ عصبتُهُ من كانُوا، فمن ترك دينًا أو ضياعًا فليأتني فأنا مولاهُ)) للشيخين (1).

(1) البخاري (4781)، ومسلم (1619).

ص: 184

7157 -

عائشةُ: {إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُم} الآية [الأحزاب: 10]، كان ذلك يوم الخندقِ (1).للشيخينِ.

(1) البخاري (4103)، ومسلم (3020).

ص: 184

7158 -

وعنها: لو كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم كاتمًا شيئًا من الوحيِّ لكتم هذه الآية {وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ الله عَلَيْهِ} - يعني بالإسلام- وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ- بالعتق فأعتقته- {أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ الله وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا الله مُبْدِيهِ - إلى

⦗ص: 185⦘

مَفْعُولاً} [الأحزاب: الآية 37]. وإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم لمَّا تزوجها قالوا: تزوجَ حليلةَ ابنه، فنزل {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} الآية [الأحزاب: 40]: وكان صلى الله عليه وسلم تبناهُ وهو صغيرٌ، فلبث حتى صارَ رجلاً، يقالُ لهُ زيد بنُ محمدٍ، فنزل {ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِم - إلى - وَمَوَالِيكُم} [الأحزاب: 5] فلانٌ مولىَ فلانٍ، وفلانٌ أخو فلانٍ، {هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ الله} [الأحزاب: 5] يعني أعدلُ (1). للترمذي.

(1) الترمذي (3207)، وقال: حديث غريب. وقال الألباني في ضعيف الترمذي (628): ضعيف الإسناد جدا.

ص: 184

7159 -

أنسٌ: جاء زيدُ بنُ حارثة يشكُو، فجعل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يقول:((اتقِ الله وأمسك عليك زوجك)) قال: لو كان صلى الله عليه وسلم كاتمًا شيئًا لكتم هذه الآيةَ، وكانت تفخر على أزواجهِ صلى الله عليه وسلم تقولُ: زوجكنَّ أهاليكُنَّ، وزوجني الله من فوقِ سبعِ سموات (1). للبخاري والترمذي والنسائي.

(1) البخاري (7420)، والترمذي (3213).

ص: 185

7160 -

وعنه أنهُ كان ابن عشرِ سنين وتُوفي مقدمُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، قال: وكُنَّ أمهاتي يواظبنني على خدمةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فخدمُتهُ عشرَ سنينَ، وتوفيَ وأنا ابنُ عشرينَ سنةً، وكنتُ أعلمُ الناسِ بشأنِ الحجابِ، وكانَ أولُ ما أُنزلَ في مبتنىَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم بزينبَ بنتِ جحشٍ، أصبحَ صلى الله عليه وسلم عروسًا، فدعا القومَ، فأصابُوا الطعامَ، ثم خرجُوا، وبقى رهط منهم، فأطالوا المكث، فقام صلى الله عليه وسلم فخرج وخرجتُ معه لكي يخرجُوا، فمشى ومشيتُ، حتى جاء عتبةَ حجرة عائشةٍ، ثم ظنَّ أنُهم خرجُوا، فرجعَ ورجعتُ معهُ، حتى إذا دخلَ على زينب فإذا هم جلوسٌ لم يقوموا، فرجعَ ورجعتُ معهُ، حتى بلغ عتبةَ حجرةِ عائشةٍ، ظنَّ أنُهم خرجُوا، فرجع ورجعتُ معهُ، فإذا هم قد

⦗ص: 186⦘

خرجُوا، فضربَ صلى الله عليه وسلم بيني وبينهُ بالسترِ، وأنزلَ الحجابَ (1).

(1) البخاري (5166)، ومسلم (1428).

ص: 185

7161 -

ومن رواياتهِ: قال: أنا أعلمُ الناسِ بالحجابِ، قد كان أبيّ بنُ كعبٍ يسألُني عنهُ (1).

(1) البخاري (5466).

ص: 186

7162 -

ومنها: قال: كانَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم عروسًا بزينب، فقالت لي أمُّ سليمٍ: لو أهدينا لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم بهديةً، فقلتُ لها افعلي، فعمدت إلى تمرٍ وسمنٍ وأقطٍ، فاتخذت حيسةً في برمةٍ، فأرسلت بها معي إليهِ، فانطلقتُ بها إليهِ، فقال:((ضعها))، ثم أمرني، فقال لي:((ادعُ رجالاً سماهم، وادعُ لي من لقيت))، ففعلتُ الذي أمرني، فرجعتُ فإذا البيتُ غاصٌ بأهلِهِ، ورأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم وضعَ يدهُ في تلكَ الحيسةِ، وتكلَّمَ بما شاء الله، ثم جعلَ يدعُو عشرةً عشرةً يأكلونَ منهُ، يقولُ لهم:((اذكروا اسمَ الله، وليأكل كلُ رجلٍ مما يليه)) حتى تصدعُوا كلُّهم، فخرجَ من خرج، وبقى نفرٌ يتحدثون، ثم خرج صلى الله عليه وسلم نحو الحجراتِ، وخرجتُ في أثرهِ، فقلتُ: إنهم قد ذهبوا، فرجع فدخل البيتَ، وأرخى الستر، وإني لفي الحجرةِ، وهو يقولُ:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلوا بُيُوتَ النَّبِي} إلى {مِنَ الْحَقّ} [الأحزاب: 53](1).

(1) البخاري معلقًا (5163).

ص: 186

7163 -

ومنها: قلتُ لأنسٍ: عددُ كم كانُوا؟

قالَ: زهاءُ ثلاثمائةٍ.

وفيهِ: فخرجت طائفةٌ ودخلت طائفةٌ، حتى أكلُوا كلُّهم، فقال لي: يا أنسُ: ((ارفع فرفعت)): فما أدري حينُ وضعتُ كان أكثر، أم حين رفعتُ؟ (1).

(1) مسلم (1428).

ص: 186

7164 -

ومنها: فبقى ثلاثةُ رهطٍ يتحدثون في البيتِ، فخرج النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فانطلق إلى حجرة عائشة، فقال:((السلامُ عليكُم أهلَ البيتِ ورحمةُ الله))، فقالت:

⦗ص: 187⦘

وعليك السلامُ ورحمةُ الله، كيفَ وجدتَ أهلكَ بارك الله لكَ؟

فتقرى حجر نسائهِ كلهنَّ، يقولُ لهنَّ كما يقولُ لعائشةَ، ويقلنَ لهُ كما قالت (1). للشيخين والترمذي والنسائي.

(1) البخاري (4793).

ص: 186

7165 -

عائشةُ قال عروةُ: كانت خولةٌ بنتُ حكيمٍ من اللاتي وهبن أنفسهُنَّ للنبي صلى الله عليه وسلم، فقالت عائشةُ: أما تستحي المرأةُ أن تهب نفسها للرجلِ؟

فلمَّا نزلت: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنّ} [الأحزاب: 51] قلتُ: يا رسولَ الله!

ما أرى ربك إلا يسارعُ في هواك (1).

(1) البخاري (5113)، ومسلم (1464).

ص: 187

7166 -

وفي روايةٍ: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يستأذنُنا في يومِ المرأةِ منا بعد أن نزلت هذه الآية {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُنَاحَ عَلَيْك} [الأحزاب: 51] فقلتُ لها: ما كنت تقولين؟

قالت: كنتُ أقولُ إن كان ذلك إلي فإني لا أريد يا رسولَ الله أن أوثر عليك أحدًا. للشيخين وأبي داود والنسائي (1).

(1) البخاري (4789)، ومسلم (1476).

ص: 187

(1) الترمذي (3214)، وقال الألباني في ضعيف الترمذي (630): ضعيف الإسناد جدًا.

ص: 187

7168 -

ابنُ عباسٍ: نهى النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن أصنافِ النساءِ، إلا ما كان من المؤمناتِ المهاجراتِ، بقولهِ:{لا يَحِلُّ لَكَ النِّسَاءُ مِنْ بَعْدُ وَلا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ مِنْ أَزْوَاجٍ وَلَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا مَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ} [الأحزاب: 52] فأحلَّ الله فتياتكُمُ المؤمناتِ {وَامْرَأَةً مُؤْمِنَةً إِنْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيّ} [الأحزاب: 50] وحرَّم كل ذاتِ دينٍ غير الإِسلامِ، ثم قالَ: {وَمَنْ يَكْفُرْ الْأِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ

⦗ص: 188⦘

الْخَاسِرِينَ} [المائدة: 5] وقال: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ الله عَلَيْك} - إلى قوله- {خَالِصَةً لَكَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} [الأحزاب: 50] وحرَّم ما سوى ذلك من أصنافِ النساءِ (1). هما للترمذي.

(1) الترمذي (3215)، وقال الألباني في ضعيف الترمذي (631): ضعيف الإسناد.

ص: 187

7169 -

عائشةُ: ما ماتَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى أُحلَّ لهُ أن يتزوجَ من النساءِ ما شاءَ. للترمذي والنسائي (1).

(1) والترمذي (3216)، وقال: حديث حسن صحيح، والنسائي 6/ 56. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (3004).

ص: 188

7170 -

وعنها: أنَّ أزواجَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم كُنَّ يخرجنَ قبلَ المناصعِ، وهو صعيدٌ أفيحُ، فكانَ عمرُ يقولُ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم: احجبْ نساءك، فلم يكُن صلى الله عليه وسلم يفعل، فخرجتْ سودةُ بنتُ زمعةَ ليلةً عشاء، وكانت امرأةً طويلةً، فنادها عمرُ: ألا قد عرفناك يا سودة، حرصًا على أن ينزل الحجابُ (1).

(1) البخاري (6240)، ومسلم (2170).

ص: 188

7171 -

وفي روايةٍ: خرجت سودةُ بعد ما ضُرب الحجابُ لحاجتها، وكانت امرأةً جسيمةً تفرع النساءَ جسمًا، لا تخفى على من يعرفها، فرآها عمرُ فقال: يا سودةُ، أما والله ما تخفين علينا، فانظري كيف تخرجين، فانكفأت راجعة، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم في بيتي، وإنهُ ليتعشى، وفي يده عرقٌ فدخلت فقالت: يا رسولَ الله إني خرجتُ فقال لي عمرُ كذا وكذا، فأوحي إليه ثمَّ رُفع عنه وإن العرقَ في يدهِ ما وضعهُ، فقال:((إنهُ قد أُذن لكنَّ أن تخرُجنَ لحاجتكُنَّ))، قال هشام (1): يعني البزار.

(1) البخاري (4795 - 5237)، مسلم (2170).

ص: 188

7172 -

أبو هريرة رفعهُ: ((كانت بنو إسرائيل يغتسلون عراةً، ينظرُ بعضُهم إلى سوءةِ بعضٍ، وكانَ موسى عليه السلام يغتسل وحدهُ، فقالوا: والله ما يمنعُ موسى أن يغتسل معنا إلا أنه آدرُ. فذهب مرةً يغتسلُ فوضعَ

⦗ص: 189⦘

ثوبهُ على حجرٍ، ففرَّ الحجرُ بثوبهِ، فجمح موسى بأثرهِ يقول: ثوبي حجرُ، ثوبي حجرُ، حتى نظرت بنو إسرائيل إلى سوءةِ موسى، فقالوا: والله ما بموسى من بأسٍ، فقام الحجرُ حتى نظر إليهِ فأخذ ثوبهُ فطفق بالحجر ضربًا)). قال أبو هريرة: والله إن بالحجرٍ ندبًا ستة أو سبعة من ضرب موسى بالحجر (1).

(1) البخاري (278)، مسلم (339).

ص: 188