المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فهرس الكتاب

- ‌غزوة أحد

- ‌من ذكر في مجمع الزوائد من شهداء أحد

- ‌غزوة الرجيع، وغزوة بئر معونة، وغزوة فزارة

- ‌غزوة الخندق وغزوة بنى قريظة

- ‌غزوة ذات الرّقاع وغزوة بنى المصطلق وغزوة أنمار

- ‌غزوة الحديبية

- ‌غزوة ذي قرد وغزوة خيبر وعمرة القضاء

- ‌غزوة مؤتة من أرض الشام، وبعث أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة

- ‌غزوة الفتح

- ‌غزوة حنين

- ‌غزوة أوطاس، وغزوة الطائف

- ‌بعث خالد بن الوليد إلى بني جذيمة، وسرية عبد الله بن حذافة السهمي وعلقمة بن مجزز المدلجي ويقال إنها سرية الأنصار

- ‌بعثُُ أبي موسى ومعاذ إلى اليمن، وبعث علي وخالد إلى اليمن وهما قبل حجة الوداع

- ‌غزوة ذي الخلصة وغزوة ذات السلاسل وغزوة تبوك

- ‌سرية بني الملوح وسرية زغبة السحيمي وغيرها

- ‌قتال أهل الردة

- ‌كتاب التفسير

- ‌فضل القرآن وفضل سور وآيات مخصوصة

- ‌من تفسير سورة الفاتحة وسورة البقرة

- ‌سورة آلِ عمران

- ‌سورة النِّسَاء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف وسورة الأنفال

- ‌سورة براءة

- ‌سورة يونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم

- ‌سورة الحجر والنحل والإسراء

- ‌سورة الكهف ومريم

- ‌سورة طه والأنبياء والحج والمؤمنون

- ‌سورة النّور

- ‌سورةُ الفرقان والشعراء والنمل والقصص والعنكبوت

- ‌سورة الرّوم ولقمان والسجدة والأحزاب

- ‌سورة سبأ وفاطر ويس والصّافات وص والزمر

- ‌سورة المؤمن وحم السجدة والشورى والزخرف والدّخان

- ‌سورة الأحقاف والفتح والحجرات وق والذّاريات

- ‌سورة الطور والنجم والقمر والرحمن والواقعة والحديد

- ‌سورة المجادلة والحشر والممتحنة والصف الجمعة والمنافقون

- ‌سورة التغابن والطلاق والتحريم

- ‌سورة نون ونوح والجن والمزمل والمدثر

- ‌من سورة القيامة إلى آخر القرآن

- ‌الحث على تلاوة القرآن وآداب التلاوة وتحزيب القرآن وغير ذلك

- ‌جواز اختلاف القراءات، وما جاء مفصلاُ، وترتيب القرآن، وتأليفه

- ‌كتاب تعبير الرؤيا

- ‌كتاب الطب وما يقرب منه

- ‌الرُّقى والتمائمُ والعينُ ونحو ذلك

- ‌النجوم والسحر والكهانة

- ‌كتاب القدر وفيه محاجة آدم لموسى وحكم الأطفال وذم القدرية وغير ذلك

- ‌كتاب الآداب والسلام والجواب والمصافحة وتقبيل اليد والقيام للداخل

- ‌الاستئذان

- ‌العطاس والتثاؤب والمجالسة وآداب المجلس وهيئة النوم والقعود

- ‌التعاضد بين المسلمين بالنصرة والحلف والإخاء والشفاعة وغير ذلك

- ‌التوادد وكتمان السر وصلاح ذات البين والاحترام وحسن الخلق والحياء وغيرها من الآداب

- ‌الثناء والشكر والمدح والرفق

- ‌الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصح والمشورة

- ‌النّية والإخلاص والوعد والصدق والكذب

- ‌السخاء والكرم والبخل وذم المال والدنيا

- ‌الغضب والغيبة والنميمة والغناء

- ‌اللهو واللعب واللعن والسب

- ‌الحسد والظن والهجران وتتبع العورة

- ‌الكبر والرياء والكبائرُ

- ‌النفاق والمزاح والمراء

- ‌الأسماء والكنى

- ‌الشّعر

- ‌كتابُ البرِِّ والصلة

- ‌برُّ الوالدين

- ‌برّ الأولاد والأقارب، وبرّ اليتيم، وإماطة الأذى، وغير ذلك

- ‌صلة الرحم، وحق الجار

- ‌الرحمة، والضيافة، والزّيارة

- ‌كتاب المناقب

- ‌ما ورد في ذكر بعض الأنبياء ومناقبهم

- ‌من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم غير ما تفرق في الكتاب

- ‌من صفاته، وشعره، وخاتم النبوة، ومشيه، وكلامه، وعرقه، وشجاعته، وأخلاقه صلى الله عليه وسلم، وشرفه، وكرمه، ومجده، وعظمته

- ‌من علاماته صلى الله عليه وسلم غير ما تفرق في الكتاب

- ‌الإسراء

- ‌من إخباره صلى الله عليه وسلم بالمغيبات

- ‌من كلام الحيوانات والجمادات له صلى الله عليه وسلم

- ‌من زيادة الطعام والشراب ببركته صلى الله عليه وسلم

- ‌من إجابة دعائه صلى الله عليه وسلم وكف الأعداء عنه

- ‌مما سأله عنه أهل الكتاب صدقوه في جوابه النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌معجزات متنوعة له وذكر عمره وأولاده صلى الله عليه وسلم

- ‌من فضائل الصحابة المشتركة التي لا تخص واحدًا منهم رضي الله عنهم أجمعين

- ‌مناقب أبي بكر الصّديق رضي الله عنه

- ‌مناقب عمر بن الخطّاب رضي الله عنه

- ‌مناقب عثمان بن عفّان رضي الله عنه

- ‌مناقب الإمام على رضي الله عنه

- ‌مناقب بقية العشرة

- ‌مناقبُ العباس وجعفرٍ والحسنُ والحسين رضي الله عنهم

- ‌مناقب زيد بن حارثة وابنه أسامة وعمّار بن ياسر وعبد الله بن مسعود وأبى ذر الغفاري رضي الله عنهم

- ‌مناقب حذيفة بن اليمان، وسعد بن معاذ، وابن عباس، وابن عمر وابن الزبير رضي الله عنهم

- ‌مناقب سلمان وأبي موسى، وعبد الله بن سلام، وابنه يوسف، وجرير، وجابر بن عبد الله، وأبيه، وأنس والبراء ابني مالك رضي الله عنهم

- ‌مناقب ثابت بن قيس وأبي هريرة وحاطب بن أبي بلتعة وجليبيب رضي الله عنهم

- ‌مناقب حارثة بن سراقة وقيس بن سعد بن عبادة وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص وأبي سفيان بن حرب وابنه معاوية رضي الله عنهم

- ‌مناقب سنين أبو جميلة وعباد وضماد وعدي بن حاتم وثمامة بن أثال وعمرو بن عبسة السلمي رضي الله عنهم

- ‌مناقب حمزة بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب وأبي سفيان بن الحارث وعبد الله بن جعفر رضي الله عنهم

- ‌مناقب خباب بن الأرت وسالم مولى أبي حذيفة وعامر بن فهيرة وعامر بن ربيعة وعبد الله بن جحش وصهيب رضي الله عنهم

- ‌مناقب عثمان بن مظعون ومعاذ بن جبل وعمرو بن الجموح وحارثة بن النعمان وبشر بن البراء وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم

- ‌مناقب أبي اليسر وعبد الله بن عبد الله بن أبيّ، وقتادة بن النعمان وعبادة بن الصامت وخزيمة بن ثابت وأبي أيوب رضي الله عنهم

- ‌مناقب أبي الدحداح وزيد بن ثابت ورافع بن خديج وسلمة بن الأكوع وأبي الدرداء وزاهر بن حرام وعبد الله ذي البجادين رضي الله عنهم

- ‌مناقب عبد الله بن الأرقم وعثمان بن أبي العاص ووائل بن حجر والعلاء بن الحضرمي وأبي زيد عمرو بن أخطب رضي الله عنهم

- ‌مناقب أبي أمامة وزيد بن صوحان وفروة بن هبيرة وعبد الله بن بسر والهرماس بن زياد والسائب بن يزيد رضي الله عنهم

- ‌مناقب حرملة بن زيد وحمزة بن عمرو وورقة بن نوفل والأحنف بن قيس رضي الله عنهم

- ‌مناقب خديجة بنت خويلد، وفاطمة وعائشة، وصفية، وسودة، وأسماء بنت أبي بكر، وأم حرام، وأم سليم، وهند بنت عتبة رضي الله تعالى عنهن

- ‌مناقب زينب ورقية وأم كلثوم بنات النبي صلى الله عليه وسلم،وأم سلمة وغيرهن من النساء، رضي الله عنهن

الفصل: ‌ ‌الإسراء

‌الإسراء

ص: 436

8436 -

قتادة، عن أنسِ، عن مالكِ بن صعصعة: رفعه: ((بينما أنا في الحطيمِ- وربما قال: في الحجرِ- مضطجعٌ، ومنهم من قال: بين النائمِ واليقظان إذا أتاني آتٍ، فشقَّ ما بين هذه إلى هذه، يعني من ثغرةِ نحرهِ إلى شعرتهِ، فاستخرج قلبي، ثم أُتيتُ بطستٍ من ذهبٍ مملوءٍ إيمانًا فغسلَ قلبي ثم حُشي ثم أُعيد، ثم أُتيتُ بدابةٍ دونَ البغلِ وفوقَ الحمار، أبيضَ يضعُ خطوهُ عند أقصى طرفه فحُملتُ عليه، فانطلقَ بي جبريلُ عليه السلام حتَّى أتى السماءَ الدنيا، فاستفتحَ فقيل من هذا؟ قال: جبريلُ، قيل: ومن معكَ؟ قال: محمدٌ، قيل: وقد أُرسلَ إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحباً به فنعم المجيءُ جاءَ، فلمَّا خلصتُ فإذا فيها آدمُ، فقال: هذا أبوكَ آدمُ فسلِّم عليه، فسلَّمتُ عليه فردَّ علىَّ السلامَ فقال: مرحبًا بالابن الصالحِ والنبيِّ الصالحِ، ثمَّ صعدَ حتَّى أتى السماءَ الثانيةَ فاستفتحَ، قيل: من هذا؟ قال: جبريلُ، قيل: ومنْ معكَ؟ قال: محمدٌ، قيلَ: وقد أُرسلَ إليه؟ قال: نعم.

قيل: مرحبًا به ونعم المجيءُ جاءَ، ففتحَ، فلمَّا خلصتُ فإذا يحيى وعيسى وهما ابنا خالةٍ، قال: هذا يحيى وعيسى فسلِّم عليهما، فسلمتُ عليهما فردَّا ثمَّ قالا: مرحباً بالأخِ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ، ثمَّ صعدَ بي إلى السماءِ الثالثةِ، فاستفتحَ، قيل: منْ هذا؟ قال: جبريلُ، قيل: ومنْ معك؟ قال: محمدُ، قيل: وقد أُرسلَ إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به فنعمَ المجيءُ جاءَ ففتحَ، فلمَّا خلصتُ فإذا يوسفُ، قال: هذا يوسفُ فسلِّم عليه، فسلَّمتُ عليه فردَّ ثمَّ قال: مرحباً بالأخِ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ، ثم صعد بي حتَّى أتى السماءَ الرابعةَ، فاستفتح، قيل: منْ هذا؟ قال: جبريلُ، قيل: ومن معك؟ قال: محمدٌ، قيل: وقد أُرسلَ إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به فنعم المجيءُ جاءَ، ففتحَ فلمَّا خلصتُ فإذا إدريسُ، قال: هذا إدريسُ فسلِّم عليه، فسلَّمتُ عليه فردَّ ثم قال: مرحبًا بالأخِ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ، ثم صعدَ بي

⦗ص: 437⦘

حتَّى أتى السماءَ الخامسةَ فاستفتحَ، قيل: من هذا؟ قال: جبريلُ، قيل: ومن معكَ؟ قال: محمدٌ، قيل: وقد أُرسلَ إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحباً به فنعمَ المجيءُ جاءَ، ففتحَ فلمَّا خلصتُ فإذا هارونُ، قال: هذا هارونُ فسلِّم عليه فسلَّمتُ عليه فردَّ ثمَّ قال: مرحبًا بالأخِ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ، ثم صعد بي حتَّى أتى السماءَ السادسةَ فاستفتحَ، قيل: من هذا؟ قال: جبريلُ، قيل ومن معكَ؟ قال: محمدٌ، قيل: وقد أُرسلَ إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به فنعمَ المجيءُ جاءَ، فلمَّا خلصتُ فإذا موسى، قال: هذا موسى فسلِّمْ عليه فسلَّمتُ عليه فردَّ ثمَّ قال: مرحبًا بالأخِ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ، فلمَّا جاوزتُه بكى؛ فقيل: ما يُبكيكَ؟ قال أبكى لأنَّ غلامًا بعث بعدي يدخلُ الجنةَ من أُمَّته أكثر مما يدخلُها من أمَّتي، ثمَّ صعدَ بي إلى السماءِ السابعةِ، فاستفتحَ، قيل: منْ هذا؟ قال: جبريلُ، قيل: ومن معكَ؟ قال: محمدٌ، قيل: وقد

بُعثَ إليه؟ قال: نعم، قيل: مرحبًا به فنعم المجيءُ جاءَ، فلمَّا خلصتُ فإذا إبراهيم، قال: هذا أبوكَ إبراهيمُ فسلِّم عليه، فسلَّمتُ عليه، فردَّ السلامَ، ثمَّ قال: مرحباً بالابنِ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ والنبيِّ الصالحِ، ثم رُفعتُ إلى سدرةِ المنتهي فإذا نبقها مثلُ قلالِ هجر، وإذا ورقُها مثل آذانِ الفيلةِ، قال: هذه سدرةُ المنتهى، فإذا أربعةُ أنهارٍ، نهران باطنان ونهران ظاهران، فقلتُ: ما هذا يا جبريلُ؟ قال: أما الباطنان: فنهران في الجنَّةِ، وأمَّا الظاهران: فالنيل والفراتُ ثمَّ رُفع لي البيتُ المعمورُ، ثمَّ أتيتُ بإناءٍ من خمرٍ وإناءٍ من لبنٍ وإناءٍ من عسلٍ، فأخذتُ اللبنَ، فقال: هي الفطرةُ التي أنتَ عليها وأمتُكَ، ثمَّ فرضتْ علىَّ الصلاةُ خمسين صلاةٍ كلَّ يومٍ، فرجعتُ فمررتُ على موسى؛ فقال: بم أُمرتَ؟ قلتُ: أمرتُ بخمسين صلاةٍ كلَّ يومٍ، قال إنَّ أمتَكَ لا تستطيعُ خمسين صلاةٍ كلَّ يومٍ، وإنِّي والله لقد جربتُ الناسَ قبلكَ، وعالجتُ بني إسرائيلَ أشدَّ المعالجةِ، فارجعْ إلى ربِّكَ فاسألُه التخفيفَ لأمتكَ، فرجعتُ فوُضعَ عنِّي عشرًا، فرجعتُ (إلى موسى)(1) فقال مثلَه، فرجعتُ فُوضعَ عنِّي عشراً، فرجعتُ فقال مثلَه، فرجعتُ فوُضعَ عنِّي عشراً، فرجعتُ إلى موسى فقال مثلَه، فرجعتُ فأُمرتُ بخمسِ صلواتٍ كلَّ يومٍ، فرجعتُ إلى موسى؛ فقال: بم أُمرتَ؟ قلتُ: أمرتُ بخمسِ صلواتٍ كلَّ يومٍ، قال: إنَّ أمتكَ لا تستطيعُ خمسَ صلواتٍ كلَّ يومٍ، وإنيِّ جربتُ الناسَ قبلكَ وعالجتُ بنى إسرائيل أشدَّ المعالجةِ، فارجعْ إلى

⦗ص: 438⦘

رِّبك فاسألُه التخفيفَ لأمتكَ، قال: سألتُ ربيِّ حتَّى استحييتُ، ولكن أرضى وأسلِّمُ، فلمَّا جاوزتُ نادي منادٍ أمضيت فريضتي، وخففت عن عبادي)) (2). للشيخين، والترمذي، والنسائي.

(1) من (ب).

(2)

البخاري (3887)،ومسلم (164).

ص: 436

8437 -

شريك سمع أنساً يقولُ: ليلةَ أسرى بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم من مسجدِ الكعبةِ أنه جاءهَ ثلاثةُ نفرٍ قبلَ أن يُوحى إليه وهو نائمٌ في المسجدِ (الحرامِ)(1)، فقال أولُهم: أيُّهم هو؟ فقال أوسطهُم: هو خيرُهم، وقال آخرُهم: خذوا خيرهم، فكانتْ تلك الليلةُ، فلم يُرَهُمْ حتَّى أتوه ليلةً أخرى فيما يرى قلبه وتنام عينهُ ولا ينامُ قلبه؛ وكذلك الأنبياءُ تنامُ أعينُهم ولا تنامُ قلوبُهم، فلم يكلِّمُوه حتَّى احتملوه فوضعُوه عند بئرِ زمزمَ، فتولاه منهم جبريلُ فشقَّ ما بين نحرهِ إلى لُبتهِ حتَّى فرغَ من صدره وجوفهِ، وغسلهُ من ماءِ زمزمَ بيده حتَّى أنقى جوفه، ثمَّ أتى بطستٍ من ذهبٍ فيه تورٌ من ذهبٍ، محشوٍ إيماناً وحكمهَ فحُشي به صدُره ولغاديدُه يعني عروقَ حلقهِ، ثم أطبقه، ثم عرجَ به إلى السماءِ الدنيا بنحوه،

وفيه: فإذا هو في السماءِ الدنيا بنهرين يطردانِ، فقالَ ما هذان النهران يا جبريلُ؟ قال هذا النيلُ والفراتُ عنصرهما، ثم مضى به في السماءِ فإذا هو بنهرٍ آخرِ عليه قصرٌ من لؤلؤِ وزبرجدٍ، فضربَ بيدهِ فإذا هو مسكٌ أذفر، قالَ ما هذا يا جبريلُ؟ قالَ: هذا الكوثرُ، الذي خبأ لك ربُّك، ثم عرجَ به إلى السماء الثانية بنحوه إلا أنه لم يعين من الأنبياءِ إلا إدريس في الثانية، وهارونَ في الرابعةِ، وإبراهيم في السادسةِ،

⦗ص: 439⦘

وموسى في السابعةِ، وأمَّا الأولى ففيها آدمُ، وفيه: أنه تعالى وضعَ عنه في المراجعةِ الأولى عشرَ صلواتِ، ثم رجعَ إلى موسى فلم يزل يردده موسى إلى ربه حتى صارت خمسَ صلواتٍ عند المراجعة الخامسة، وقال تعالى: إنه لا يبدلُ القولُ لديَّ كما فرضت عليكَ في أمِّ الكتابِ فكلُّ حسنةِ بعشرة أمثالها، فهي خمسونَ في أمِّ الكتابِ وهي خمسٌ عليكَ. وفي آخره: فاستيقظ صلى الله عليه وسلم وهو في المسجدِ الحرامِ (2).

(1) من (ب).

(2)

البخاري (7517)،مسلم (162).

ص: 438

8438 -

وفي رواية ثابتِ البناني، عن أنسٍ: رفعه: أُتيتُ بالبراقِ وهو دابةٌ أبيضُ طويلٌ، فوقَ الحمارِ ودون البغلِ، يضعُ حافره عند منتهى طرفهِ، فركبته حتى أتيتُ بيتَ المقدسِ، فربطتهُ بالحلقة التي تربطُ بها الأنبياءُ، ثم دخلتُ المسجد فصليتُ فيه ركعتين ثم خرجتُ، فجاءني جبريلُ بإناءِ من خمرِ وإناءِ من لبنِ، فاخترتُ اللبنَ، فقالَ جبريلُ: اخترت الفطرةَ، ثم عرجَ بنا .. بنحو حديث قتادة.

وفيه: فإذا أنا بإبراهيم مسنداً ظهره إلى البيتِ المعمورِ، فإذا هو يدخله كلَّ يوم سبعونَ ألف ملكِ لا يعودونَ إليه، وذهب بي إلى السدرة المنتهى وإذا أوراقُها كآذان الفيلة وإذا ثمرها كالقلال، فلما غشيها من أمرِ الله تعالى ما غشى تغيرت، فما أحدٌ من خلقِ الله يستطيعُ أن ينعتها من حسنها. وفيه: أن الله تعالى حطَّ عنه في المراجعة الأولى خمساً، قال: فلم أزل أرجعُ بين ربِّي تعالى وبين موسى، حتى قال: يا محمدُ، إنهنَّ خمسُ صلواتِ لكل يومٍ وليلةِ، لكل صلاةٍ عشرٌ، فذلك خمسونَ صلاةً (1). للشيخين، والنسائي.

(1) مسلم (162).

ص: 440

8439 -

أنس: كان أبو ذرٍ يحدثُ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((فرجَ سقفُ بيتي وأنا بمكةَ فنزل جبريلُ ففرجَ عن صدري ثم غسله من ماء زمزم، ثم جاء بطستٍ من ذهبِ ممتلئ حكمة وإيماناً فأفرغها في صدري، ثم أطبقه، ثم أخذَ بيدي فعرجَ بي إلى السماءِ)) بنحوه. وفيه: ((فلما علونا السماءَ الدنيا، فإذا رجلٌ عن يمينه أسودة وعن يسارهِ أسودةُ، فإذا نظر قبلَ يمينهِ ضحك، وإذا نظرَ قبلَ شمالهِ بكى، فقالَ: مرحبًا بالنبيِّ الصالح والابن الصالحِ، قلتُ: يا جبريلُ من هذا؟ قال: هذا آدمُ، وهذه الأسودةُ عن يمينهِ وعن شمالهِ نسمُ بنيه، فأهلُ اليمين أهل الجنة، والأسودةُ التي عن شمالهِ أهلُ النارِ)). وفيه: قالَ أنسُ: فذكر أنه وجد في السموات آدم وإدريس

⦗ص: 441⦘

وعيسى وموسى وإبراهيم عليهم السلام، ولم يثبت كيف منازلُهم غير آدمَ في السماءِ الدنيا، وإبراهيمُ في السماءِ السادسةِ. وفيه: قال ابنُ شهابِ: وأخبرني ابنُ حزمِ أنَّ ابن عباسِ وأبا حبةَ الأنصاري يقولان: قال صلى الله عليه وسلم: ((ثم عرجَ بي حتى ظهرتُ لمستوى أسمعُ فيه صريفَ الأقلامِ)). وفيه: قال في أولِ المراجعةِ: ((فراجعتُ ربِّي فوضعَ شطرها)).وفي الثانيةِ: ((فراجعتُ ربِّي فقالُ: هي خمسٌ وهي خمسونَ)) (1). للشيخين.

(1) البخاري (349)،ومسلم (163).

ص: 440

8440 -

ابن مسعود: لما أُسرى بالنبيِّ صلى الله عليه وسلم انتهى بي إلى سدرة المنتهى، وهي في السماءِ السادسةِ وإليها ينتهي ما يُعرجُ به من الأرضِ فيقبض منها، وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها، قال تعالى:{إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} [النجم:16] قال: فراشٌ من ذهبٍ، قال: فأُعطىَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ثلاثاً: الصلواتُ الخمسُ، وخواتيمُ سورة البقرة، وغُفرَ لمن لا يشركُ بالله من أمته شيئاً المقحمات (1). لمسلم، والنسائي، والترمذي.

(1) مسلم (173).

ص: 441

8441 -

بريدة: رفعه: ((لما انتهينا إلى بيتِ المقدسِ قال جبريلُ: كذا بإصبعهِ فخرقَ به الحجرَ وشدَّ به البراقُ)) (1). للترمذي.

(1) الترمذي (3132)؛ قال: حديث حسن غريب، وقال الألباني في صحيح الترمذي (2504): صحيح الإسناد.

ص: 441

8442 -

جابر: رفعه: ((لما كذبتني قريشٌ قمتُ في الحجرِ، فجلَّى الله لي بيتَ المقدسِ، فطفقتُ أخبرهم عن آياته وأنا أنظرُ إليه)) (1). للشيخين، والترمذي.

(1) البخاري (3886)،ومسلم (170).

ص: 441

8443 -

ولأحمد، والبزار، والكبيروالأوسط: عن ابن عباس: أنَّ أبا جهلٍ قال للنبيِّ صلى الله عليه وسلم صبيحةَ الإِسراء كالمستهزئِ: هل كان من شيءٍ؟ فقال صلى الله عليه وسلم: ((نعم))، قال: وما هو؟ قال: ((إنِّي أُسرى بي الليلةَ))، قال: إلى أين؟ قال: ((إلى بيتِ المقدسِ))، قال: ثمَّ أصبحتَ بين ظهرانينا! قال: ((نعم))، قال: أرأيتَ إنْ دعوتَ قومك أتحدثهُم ما حدثتني؟ قال: ((نعم))، قال: يا معشرَ بني كعبِ بن لؤيٍّ، حيهلا؛ فجاءوا، قال: حدِّث قومكَ بما حدثتني، فقال صلى الله عليه وسلم:((إنِّي أسرى بي الليلةَ))، قالوا: إلى أين؟ قال: ((إلى بيتِ المقدسِ))، قالوا: ثمَّ أصبحتَ بين ظهرانينا! قال: ((نعم))، فمِنْ بين مصفِّقٍ، وبين واضعٍ يده على رأسِه متعجباً للكذبِ، قالوا: وتستطيعُ أن تنعتَ لنا المسجدَ؟ وفي القوم من سافرَ إلى البلد ورأى المسجدَ، قال صلى الله عليه وسلم:((فما زلتُ أنعتُ حتَّى التبس علىَّ بعض النعتِ، فجئ بالمسجد حتَّى وُضع دونَ دارِ عقيلٍ فنعتُّه، وأنا أنظرُ إليه))، فقال القومُ: أما النعتُ فوالله لقد أصابَ (1).

(1) أحمد 1/ 309،والبزار كما في ((كشف الأستار)) 1/ 45 - 46 (56)،والطبراني 12/ 67 - 168 (12782)،و ((الأوسط)) 3/ 52 (2447)،وقال الهيثمي 1/ 64 - 65: رجال أحمد رجال الصحيح، وذكره الألباني في الصحيحة (2031).

ص: 442

8444 -

أبو هريرة: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم أتى بفرسٍ يجعل كلَّ خطوةٍ منه أقصى بصره، فسار ومعه جبريلُ، فأتى على قومٍ يزرعون ويحصدون في يومٍ، كلَّما حصدُوا عاد كما كان، فقال:((يا جبريلُ: منْ هؤلاء))؟ قال: المجاهدون تضاعفُ لهم الحسنةُ بسبعمائةِ ضعفٍ، وما أنفقوا من شيءٍ فهو يخلفهُ،

ثمَّ أتى على قومٍ ترضخ رءوسُهم بالصخرِ، كلَّما رُضخت عادتْ كما كانت، قال:((من هؤلاء؟)) قال: الذين تثاقلت رءوسُهم عن الصلاة، ثمَّ أتى على قومٍ على أدبارهم رقاعٌ، وعلى

⦗ص: 443⦘

أقبالهم رقاعٌ، يسرحُون كما تسرحُ الأنعامُ إلى الضريعِ والزقومِ ورضفِ جهنمَ، قال:((من هؤلاءِ؟)) قال: الذين لا يؤدون صدقةَ أموالهم،

ثمَّ أتى على قومٍ بين أيديهم لحمٌ في قدرٍ نضيجٌ، ولحمٌ آخرٌ نئٌ خبيثٌ، فجعلوا يأملون الخبيثَ ويدعون النضيجَ، قال:((من هؤلاء؟)) قال: الرجلُ من أمتكَ يقومُ من عند امرأته فيأتي المرأةَ الخبيثةَ فيبيتُ معها، والمرأةُ تقومُ من عندِ زوجها فتأتي الرجلَ الخبيثَ فتبيتُ عنده،

ثم أتى على رجلٍ قد جمع حزمةً عظيمةً لا يستطيعُ حملها، وهو يريدُ أن يزيد عليها، فقال:((ما هذا الرجلُ؟)) قال: رجلٌ من أمتكَ عليه أمانةُ الناسِ لا يستطيعُ أداءها وهو يزيدُ عليها، ثمَّ أتى على قومٍ تُقرضُ شفاهُهُم وألسنتُهم بمقاريضَ من حديدٍ، كلَّما قُرضتْ عادت، قال:((ما هؤلاء؟)) قال: خطباءُ الفتنةِ، ثمَّ أتى على حجرٍ صغير، يخرجُ منه ثورٌعظيم، فيريدُ الثورُ أنْ يدخل من حيثُ خرجَ فلا يستطيعُ، قال:((ما هذا؟))

قال: الرجلُ يتكلَّم الكلمة العظيمةِ فيندمُ، فيريدُ أن يردَّها فلا يستطيعُ، ثمَّ أتى على وادٍ فوجدَ ريحاً طيبةً وريحَ مسكٍ مع صوتٍ، قال:((ما هذا؟)) قال: صوتُ الجنةِ، تقولُ يا ربّ ائتني بأهلي وبما وعدتني، فقد كثُر غرسي، وحريري، وسندسي، وإستبرقي، وعبقرييِّ، ومرجاني، وفضتي، وذهبي وأكوابيِ، وصحافي، وأباريقي، وفواكهي، وعسلي، وثيابي، ولبني، وخمري، ائتني بما وعدتني، قال: لكِ كلُّ مسلمٍ ومسلمةٍ، ومؤمن ومؤمنةٍ، ومن آمنَ بي وبرسلي، وعملَ صالحاً ولم يشرك بي شيئًا، ولم يتخذ من دوني أنداداً؛ فهو آمنٌ، ومن سألني أعطيتُه، ومن أقرضني جزيتُه، ومن توكَّل علي كفيتُه، إني أنا الله لا إله إلا أنا، لا خلفَ لميعادي، قد أفلح المؤمنونَ، تباركَ الله أحسنُ الخالقين، فقالتْ: قد رضيتُ، ثمَّ أتى على وادٍ فسمعَ صوتاً منكراً، فقال:((ما هذا؟)) قال: صوتُ جهنم، تقولُ يا ربُّ ائتني بأهلي وبما وعدتني، فقد كثُر سلاسلي، وأغلالي، وسعيري، وحميمي، وغساقي، وغسليني، وقد بعُد قعري واشتدَّ حرّي، ائتني بما وهدتني، قال: لك كلُّ مشركٍ ومشركةٍ، وخبيثٍ وخبيثةٍ، وكلُّ جبارٍ لا يؤمنُ بيومِ الحسابِ، قالتْ: قد رضيتُ، ثمَّ سار حتَّى أتي بيتَ المقدسِ، فنزل فربطَ فرسَه إلى صخرةٍ فصلَّى مع الملائكةِ، فلمَّا قضيت الصلاةُ، قالوا: يا جبريلُ، من هذا معكَ؟ قال: هذا محمدٌ رسولُ الله خاتمُ النبيين، قالوا: وقد أُرسلَ إليه؟ قال: نعم، قالوا: حيَّا الله من أخٍ ومن خليفةٍ، فنعمَ الأخُ ونعم

⦗ص: 444⦘

الخليفةُ، ثمَّ لقوا أرواحَ الأنبياءِ فأثنوا على ربِّهم،

فقال إبراهيمُ: الحمدُ للهِ الذي اتخذني خليلاً وأعطاني مُلكاً عظيماً وجعلني أمةً قانتاً، واصطفاني برسالاتهِ وأنقذني من النارِ، وجعلها علىَّ برداً وسلاماً، ثمَّ قال موسى: الحمدُ للهِ الذي كلَّمني تكليمًا واصطفاني، وأنزلَ علىَّ التوراةَ، وجعل هلاكَ فرعونَ ونجاةَ بنى إسرائيلَ على يدي، وقال داودُ: الحمدُ

للهِ الذي جعلَ لي ملكاً وأنزل علىَّ الزبور، وألانَ لي الحديدَ، وسخَّرَ لي الجبالَ يسبحنَ معي والطيرُ، وآتاني الحكمةَ وفصلَ الخطابِ،

وقال سليمانُ: الحمدُ للهِ الذي سخَّر لي الرياحَ والجنَّ والإِنسَ وسخَّرَ لي الشياطين يعملون ما شئتُ من محاريبَ وتماثيلَ وجفانٍ كالجوابِ وقدورٍ راسياتٍ، وعلَّمني منطقَ الطيرِ، وأسالَ لي عينَ القطرِ، وأعطاني ملكاً لا ينبغي لأحدٍ من بعدي، وقال عيسى: الحمدُ للهِ الذي علَّمني التوراةَ والإِنجيلَ وجعلني أُبرئُ الأكمه والأبرصَ وأُحيي الموتى بإذنهِ، ورفعني وطهرَّني من الذين كفروا، وأعاذني وأمِّي من الشيطانِ الرجيم، ولم يجعل للشيطانِ علينا سبيلاً،

وقال محمدٌ صلى الله عليه وسلم: ((كلُّكُم أثنى على ربِّه، وأنا مثنٍ على ربِّي: الحمدُ للهِ الذي أرسلني رحمةً للعالمين، وكافةً للناسِ بشيراً ونذيراً، وأنزل علىَّ القرآن فيه تبيانُ كلِّ شيءٍ، وجعل أمتَّي خيرَ أمةٍ أخرجت للناسِ، وجعل أمَّتي وسطًا، وجعل أمَّتي هم الأولون وهُم الآخرون، وشرح لي صدري ووضعَ عنِّي وزري، ورفع لي ذكري، وجعلني فاتحًا وخاتمًا)

فقال إبراهيمُ: بهذا فضلكم محمدٌ صلى الله عليه وسلم ثمَّ أتى بآنيةٍ ثلاثةٍ مغطاةٍ، فدفعَ له إناءٌ فقيل له: اشربْ فيه ماءٌ، ثمَّ دفع له آخر فيه لبنٌ فشربَ منه حتَّى رُوىَ، ثم دفعَ له آخرَ فيه خمرٌ، فقال: قد رويتُ لا أذوقُه، فقيلَ له قد أصبتَ، أما إنها ستحرَّم على أمتكَ، ولو شربتها لم يتبعكَ من أمتكَ إلا قليلٌ، ثم صعدَ به إلى السماءِ ..

بنحو حديثِ قتادةَ، إلا أنَّه قال في آدمَ: عن يمينه بابٌ تخرجُ منه ريحٌ طيبةٌ، وعن شمالهِ بابٌ تخرجُ منه ريحٌ خبيثةٌ، إذا نظر إلى البابِ الذي عن يمينه ضحكَ، وإلى الذي عن يسارِه بكى، فقال:((يا جبريلُ ما هذا؟)) قال: أبوكَ آدمُ، وهذا البابُ الذي عن يمينهِ بابُ الجنةِ، إذا رأى من يدخله من ذريتهِ ضحكَ، وإذا نظرَ إلى البابِ الذي عن شمالهِ بابِ جهنمَ ومن يدخله من ذريتهِ بكى،

وقال في إبراهيم: ((فإذا هو برجلٍ أشمطَ على

⦗ص: 445⦘

كرسيٍّ عند بابِ الجنةِ، وعنده قومٌ سودُ الوجوهِ، -يعني بعضُهم- فقاموا فدخلُوا نهراً يُقالُ له نعمةُ الله، فاغتسلوا فخرجوا وقد خلصَ من ألوانهم شيءٌ، فدخلوا نهراً آخرَ، يقالُ له: رحمةُ الله، فاغتسلوا فخرجوا وقد خلصَ من ألوانهم شيءٌ، فدخلوا نهراً، فذلك قولُه:{وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً} [الإنسان: من الآية21]، فخرجوا وقد خلصَ ألوانُهم، من ألوانِ أصحابهم، فقال: يا جبريلُ ما هذا؟)) قال: أبوكَ إبراهيمُ أولُ من شمطَ على الأرضِ، وهؤلاء البيضُ الوجوهِ، قومٌ لم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ، وهؤلاء قد خلطُوا عملاً صالحاً وآخرَ سيئاً، تابوا فتابَ الله عليهم، ثم مضى إلى السدرةِ يخرجُ من أصلها أنهارٌ من ماءٍ غيرِ آسنٍ، وأنهارٌ من لبنٍ لم يتغير طعمُه، وأنهارٌ من خمرٍ لذةً للشاربين، وأنهارٌ من عسلٍ مصطفَّى، وهي شجرةٌ يسيرُ الراكبُ فيظلِّها سبعين عامًا، وإنَّ ورقةً منها مظلةُ الخلقِ، فغشيها نورٌ وغشيتْها نورٌ وغشيتها الملائكةُ، وذلك قولُه:{إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} [النجم:16]، فقال له تعالى: سلْ، فقال:((إنكَ اتخذتَ إبراهيمَ خليلاً، وكلمتَ موسى تكليماً، وأعطيتَ داودَ ملكاً عظيماً، وألنتَ له الحديدَ، وسخرتَ له الجبالَ، وأعطيتَ سليمانَ ملكاً عظيماً، وسخرتَ له الجنَّ والإنسَ والشياطين والرياحَ، وعلمتَ عيسى التوراةَ والإِنجيل وجعلتهُ يبرئُ الأكمه والأبرصَ))، فقال له

تعالى: قد اتخذتُك حبيباً، ومكتوبٌ في التوراةِ: محمدٌ حبيبُ الرحمنِ، وأرسلتُكَ إلى كافة الناس، وجعلت أمتكَ الأولين والآخرين، ولا تجوزُ لهم خطبةٌ حتَّى يشهدوا أنكَ عبدي ورسولي، وجعلتُك أولَ النبيين خلقاً وآخرهم بعثاً، وأعطيتُك سبعاً من المثاني ولم أعطها نبيًّا قبلك، وأعطيتُك خواتيم سورة البقرةِ من كنزٍ تحتَ العرشِ لم أعطها نبيًّا قبلكَ، وجعلتُكَ فاتحاً وخاتماً، ثم ذكر فرض الصلاةِ ومراجعة موسى، فحطَّ عشراً ثمَّ عشراً ثم عشراً ثمَّ عشراً ثمَّ خمساً (1). للبزار.

(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) 1/ 38 (55)،وقال الهيثمي 1/ 67 - 73: رجاله موثقون إلا أن الربيع بن أنس قال عن أبي العالية أو غيره فتابعيه مجهول، وقال الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب (2122): منكر.

ص: 442

8445 -

شداد بن أوس: قلنا يا رسولَ الله، كيف أُسرى بكَ؟

قال: ((صليتُ بأصحابي العتمةَ بمكةَ معتماً فأتاني جبريلُ بدابةٍ بيضاءَ فوق الحمارِ ودون البغلِ، فاستصعبَ عليَّ، فأدارهَا بأذنها حتَّى حملني عليها، فانطلقتُ حتَّى انتهينا إلى أرضٍ ذات نخلٍ، قال: انزل فنزلتُ، ثمَّ قال: صلِّ فصليتُ ثمَّ ركبنا، قال لي: أتدري أين صليت قلتُ: الله أعلم قال: صليتَ بيثربَ، ثمَّ انطلقنا حتَّى بلغنا أرضاً بيضاءَ، قال لي: انزل فنزلتُ، ثمَّ قال لي: صلِّ فصليتُ، ثم ركبنا، قال أتدري أين صليتَ؟

⦗ص: 446⦘

قلتُ: الله أعلمُ، قال: صليتَ بمدينَ، صليتَ عند شجرةِ موسى، ثمَّ انطلقنا حتَّى قال: انزلْ فنزلتُ، فقال: صلِّ فصليتُ، ثمَّ ركبنا، فقال: أتدري أينَ صليتَ؟ قلتُ: الله أعلمُ، قال: صليتَ ببيتِ لحمٍ حيثُ ولدَ عيسى، ثمَّ انطلق بنا حتَّى دخلنا المدينةَ فأتى قبلةَ المسجدِ فربط دابتَه ودخلَ المسجدَ، فصليتُ ثمَّ أتيتُ بإناءين)) بنحوه،

وفيه: ((ثمَّ انطلقَ بي حتَّى أتيتُ الوادي الذي بالمدينةِ، فإذا جهنمُ تنكشفُ عن مثلِ الزرابيِّ))، قلنا: يا رسولَ الله، كيف وجدتَها؟ قال:((مثلُ)) وذكرَ شيئاً ذهبَ عنِّي، ((ثم مررنا بعير لقريشٍ بمكانِ كذا وكذا قد أضلُّوا بعيراً لهم فسلَّمتُ عليهم، فقال بعضُهم لبعضٍ: هذا صوتُ محمدٍ، ثم أتيتُ أصحابي قبلَ الصبحِ بمكةَ، فأتاني أبو بكرٍ فقال: يا رسول الله، أين كنتَ الليلةَ؟ قد التمستُكَ في مكانكَ فلم أجدكَ، قال إني أتيتُ بيتَ المقدسِ الليلةَ، قال: يا رسولَ الله، إنه مسيرةُ شهرٍ فصفهُ لي، ففُتح لي شراكٌ كأنِّي أنظرُ إليه، لا يسألوني عن شيءٍ إلا أنبأتُهم عنه، فقال أبو بكرٍ: أشهدُ أنكَ رسولُ الله، فقال المشركون: انظروا إلى ابن أبي كبشةَ يزعمُ أنه أتى بيتَ المقدسِ الليلةَ))، قال:((نعم وقد مررتُ بعيرٍ لكم بمكانِ كذا وكذا وقد أضلُّوا بعيرًا لهم، وأنا مسيرهم لكُم: ينزلون بكذا، ثم يأتونكُم يوم كذا، يقدمُهُم جملٌ عليه مسحٌ أسودُ وغرارتان سوداوان))، فلمَّا

كان ذلك اليومُ أشرفَ الناسُ ينظرون حتَّى كان قريبا من نصفِ النهارِ، أقبلتِ العيرُ يقدمهم ذلك الجملُ الذي وصفَ صلى الله عليه وسلم (1). للبزار، والكبير بلين.

(1) البزار 8/ 409 (3484)،والطبراني 7/ 282 - 283 (7142)،وقال الهيثمي 1/ 73: فيه إسحاق بن إبراهيم بن العلاء، وثقه يحيى بن معين، وضعفه النسائي.

ص: 445

8446 -

وللبزار، والموصلي، والكبير نحوه، وفيه: إنَّ البراقَ إذا أتى على جبلٍ ارتفعت رجلاهُ، وإذا هبطَ ارتفعت يداهُ، وإنَّه صلى الله عليه وسلم صلَّى بالأنبياءِ في بيتِ المقدسِ (1).

(1) الطبراني 10/ 69 (9976)،أبو يعلى 8/ 449 (5036)،وقال الهيثمي 1/ 74: رجاله رجال الصحيح، وقال الألباني في ضعيف الجامع (131): ضعيف جداً.

ص: 446

8447 -

أنس رفعه: ((بينا أنا قاعدٌ إذ جاء جبريلُ فوكز بين كتفي، فقمتُ إلى شجرةِ فيها كوكري الطير، فقعد في أحدهما وقعدتُ في الآخرِ، فنمت، وارتفعت

⦗ص: 447⦘

حتى سدت الخافقين، وأنا أقلبُ طرفي، ولو شئتُ أن أمسَّ السماءَ لمسستُ، فالتفتَ إلىَّ جبريلُ كأنه حلسُ لاطئ، فعرفتُ فضلَ علمه بالله علىَّ، وفتحَ باب من أبوابِ السماءِ، ورأيتُ النورَ الأعظمَ، وإذا دون الحجابِ رفرفةُ الدرِّ والياقوتِ، فأوحي إلىَّ ما شاءَ أن يوحى)) (1). للبزار، والأوسط.

(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) (158)،الطبراني في ((الأوسط)) 4/ 62،وضعفه ابن كثير في ((تفسيره)) 7/ 420، وضعفه الألباني في الضعيفة (5444).

ص: 446