الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
6689 -
عمران بن حصين: أنه شهد عثمان أيام تبوك في جيش العسرة فأمر صلى الله عليه وسلم بالصدقة وكانت نصارى العرب كتبت إلى هرقل: إن هذا الرجل الذي ينتحل النبوة قد هلك وأصابتهم سنون فهلكت أموالهم، فإن كنت تريد دينك فالآن، فبعث رجلاً من عظمائهم في أربعين ألفًا فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم كان يدعو كل يوم على المنبر يقول:((اللهم إن تهلك هذه العصابة، فلن تعبد في الأرض))، فلم يكن للناس قوةٌ، وكان عثمان قد جهز عيرًا إلى الشام يريد أن يمتار عليها، فقال: يا رسول الله، هذه مائتا بعير بأقتابها وأحلاسها، ومائتا أوقية، فحمد الله صلى الله عليه وسلم وكبر الناس وأتى عثمان بالإبل والصدقة بين يديه، فسمعته يقول:((لا يضر عثمان ما عمل بعد هذا اليوم)). للكبير بضعف (1).
(1) الطبراني 18/ 231 - 232، وقال الهيثمي 6/ 191: فيه الفضل بن العباس الأنصاري وهو ضعيف.
6690 -
ابن شهاب: غزا النبي صلى الله عليه وسلم غزوة تبوك وهو يريد الروم ونصارى العرب بالشام. لرزين.
سرية بني الملوح وسرية زغبة السحيمي وغيرها
6691 -
جندب بن مكيث: بعث النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن غالب الليثي في سرية وكنت فيهم وأمرهم أن يشنوا الغارة على بني الملوح بالكديد، فخرجنا حتى إذا كنا بالكديد لقينا الحارث بن البرصاء الليثي فأخذناه فقال: إنما جئت أريد الإسلام وإنما خرجت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلنا: إن
⦗ص: 69⦘
تك مسلمًا لن يضرك رباطنا يومًا وليلة، وإن تك غير ذلك نستوثق منك فشددناه وثاقًا. لأبي داود (1).
(1) أبو داود (2678)، وقال الألباني في ضعيف أبي داود (573): ضعيف.
6692 -
ولأحمد والكبير: أن جندبًا قال: بعث النبي صلى الله عليه وسلم غالب بن أبجر الليثي فذكره. وزاد: ثم خلفنا عليه رجلاً أسود كان معنا، قلنا: امكث معه حتى نمر عليك، فإن نازعك فاحتز رأسه، ثم مضينا حتى أتينا الكديد فنزلنا بعد العصر فبعثني أصحابي ربيئة، فعمدت إلى تل يطلعني على الحاضر، فانبطحت عليه قبيل المغرب، فخرج رجل فرآني منبطحًا على التل، فقال لامرأته: والله لأرى على هذا التل سوادًا ما رأيته أول النهار، فانظري لا تكون كلاب جرت بعض أوعيتك، فنظرت فقالت: لا والله ما أفقد شيئًا، قال: فناوليني قوسًا وسهمين، فناولته فرماني بسهم فوضعه بجنبي، فنزعته ولم أتحرك، ثم رماني بآخر فوضعه برأس منكبي فنزعته ولم أتحرك، فقال لامرأته: والله لقد خالطه سهماي، ولو كان ربيئة لتحرك، فإذا أصبحت فابتغي سهمي لا تمضغهما الكلاب وأمهلناهم حتى راحت رائحتهم حتى إذا احتلبوا واطمأنوا وذهبت عتمة من الليل (شننا)(1) عليهم الغارة فقتلنا واستقنا النعم، وخرج صريخهم إلى قومهم وخرجنا سراعًا حتى نمر بابن البرصاء وصاحبه، فانطلقنا به وأتانا صريخ الناس بما لا قبل لنا به حتى إذا لم يكن بيننا وبينهم إلا بطن الوادي أقبل سيل حال بيننا وبنيهم بعثه الله من حيث شاء ما رأينا قبل
⦗ص: 70⦘
ذلك مطرًا ولا حالاً، فرأيناهم وقوفًا ينظرون إلينا لا يقدر أحد منهم أن يقدم (2)
(1) في (أ): شنينا.
(2)
أحمد 3/ 467 - 468، الطبراني 2/ 178 - 179 (1726)، وقال الهيثمي 6/ 202 - 203: ورجاله ثقات، فقد صرح ابن إسحاق بالسماع في رواية الطبراني.
6693 -
الشعبي عن زغبة السحيمي: قال: كتب إليه النبي صلى الله عليه وسلم في أديم أحمر، فأخذ كتاب النبي صلى الله عليه وسلم فرقع به دلوه فبعث صلى الله عليه وسلم سرية فلم يدعو له رائحة ولا سارحة ولا أهلاً ولا مالاً إلا أخذوه، وانفلت عريانًا على فرس ليس له قشرة حتى انتهى إلى ابنته وقد أسلمت وأسلم أهلها، فلما رأته ألقت عليه قالت: مالك؟ قال: كل الشر، فأخبرها، قال: أين بعلك؟ قالت: في الإبل، فأتاه قال: مالك؟ قال: كل الشر قد نزل به، ما ترك له رائحة ولا سارحة، ولا أهلاً ولا مالاً (1)، وأنا أريد أن آتى محمدًا أبادره قبل أن يقسم مالي وأهلي. قال: خذ راحلتي، قال: لا حاجة لي فيها، فأخذ قعود الراعي وخرج وعليه ثوب إذا غطى وجهه خرجت إسته، وإذا غطى إسته خرج وجهه، وهو يكره أن يعرف حتى أتى المدينة، فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم الفجر قال: يا رسول الله ابسط يدك أبايعك فبسطها، فلما أراد أن يضرب عليها قبضها صلى الله عليه وسلم فعله ثلاثًا، فلما كانت الثالثة قال: من أنت؟ قال: أنا زغبة السحيمي فتناول صلى الله عليه وسلم عضده ثم رفعه ثم قال: ((يا معشر المسلمين! هذا زغبة السحيمي الذي كتبت إليه كتابي فرقع به دلوه)) فأخذ يتضرع إليه، فقلت: يا رسول أهلي ومالي، قال:((أما مالك فقد قسم، وأما أهلك فمن قدرت عليه منهم))، فإذا ابنه قد عرف الراحلة وهو قائم عندها، فرجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: هذا ابني،
⦗ص: 71⦘
فقال: ((يا بلال اخرج معه فاسأله: أبوك هذا؛ فإن قال: نعم، فادفعه إليه)) ورجع إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما رأيت أحدًا استعبر لصاحبه، قال:((ذلك جفاء الأعراب)). لأحمد والكبير (2).
(1) في الأصل: ولا أهل ولا مال.
(2)
أحمد 5/ 285، والطبراني 5/ 78 - 79 (4635)، وقال الهيثمي 6/ 205 - 206، رجاله رجال الصحيح.
6694 -
وله من طريق غيره: قال له صلى الله عليه وسلم: ((أما ما أدركت من مالك بعينه قبل أن يقسم فأنت أحق به)) (1).
(1)((الكبير)) 5/ 79 (4636)،وقال الهيثمي في المجمع 6/ 206: رواه الطبراني وفيه الحجاج بن أرطاة وهو مدلس، وبقية رجاله رجال الصحيح إلا أنه من رواية ابن إسحق عن رعية وقد رواه قبل هذا عن أبى إسحق عن الشعبى وعن أبى إسحق عن أبى عمرو الشيباني والله أعلم.
6695 -
أسماء بنت يزيد: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بعثًا إلى ضاحية مضر، فذكروا أنهم نزلوا في أرض صحراء فأصبحوا، فإذا هم برجل في قبة له بفنائه غنم، فقالوا له: أجزرنا، فأجزرهم شاة فطبخوها ثم أخرى فسمطوها، فلما أظهروا ولا ظل معهم في يوم صائف، وكانت غنمه في مظلة قالوا: نحن أحق بالظل من هذه الغنم فأخرجها لنستظل به. فقال: إنكم إن أخرجتموها تهلك وتطرح أولادها وإني قد آمنت بالله وبرسوله وقد صليت وزكيت، فأخرجوا غنمه، فلم يلبث إلا ساعة فطرحت أولادها فانطلق إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فغضب غضبًا شديدًا ثم قال:((اجلس حتى يرجع القوم)) فلما رجعوا جمع بينهم وبينه فتواتروا على كذب، فَسُري عن النبي صلى الله عليه وسلم، فلما رأى الأعرابي ذلك قال: أما والله، إن الله ليعلم إني صادق وإنهم لكاذبون، ولعل الله يخبرك ذلك يا نبي الله، فوقع في نفس النبي صلى الله عليه وسلم أنه صادق، فدعاهم رجلاً رجلاً يناشد كل رجل منهم بنشدة، فلم ينشد رجلاً منهم إلا قال: كما قال الأعرابي، فقام النبي صلى الله عليه وسلم فقال:((ما يحملكم على أن تتابعوا في الكذب كما يتتابع الفراش في النار)). للكبير بلين (1).
(1)((الكبير)) 24/ 164 - 165، وقال الهيثمي 6/ 208 - 209: وفيه شهر بن حوشب، وقد وثق، وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات.
6696 -
ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث سرية فغنموا، وفيهم رجل قال لهم إني: لست منهم، عشقت منهم امرأة فلحقتها فدعوني أنظر إليها ثم اصنعوا بي ما بدا لكم، فأتى امرأة طويلة أدماء فقال لها: اسلمي حبيش قبل نفاذ العيش.
أرأيتك لو تبعتكم فلحقتكم
…
بحيلة أو أدركتكم بالخوانق
أما كان حقًا أن ينول عاشق
…
تكلف إدلاج السرى والودائق
قالت: نعم، فديتك، فقدموه فضربوا عنقه، فجاءت المرأة فوقعت عليه فشهقت شهقة أو شهقتين ثم ماتت، فلما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه الخبر، فقال:((أما كان فيكم رجل رحيم)). للكبير والأوسط (1).
(1)((الكبير)) 11/ 369 - 370 (12037)، و ((الأوسط)) 2/ 196 (1697)، وقال الهيثمي 6/ 309 - 310: إسناده حسن. وضعفه الألباني في الضعيفة (2594).
6697 -
عصام المزني: كان صلى الله عليه وسلم إذا بعث جيشًا أو سرية يقول لهم: ((إذا رأيتم مسجدًا أو سمعتم مؤذنًا فلا تقلتوا أحدًا))، فبعثنا في سرية وأمرنا بذلك، فخرجنا نسير في أرض تهامة، فأدركنا رجلاً يسوق ظعائن، فعرضنا عليه الإسلام، فقلنا: أمسلم أنت؟ قال: وما الإسلام؟ فأخبرناه فإذا هو لا يعرفه، قال: فإن لم أفعل فماذا أنتم صانعون؟ قلنا: نقتلك. فقال: فهل أنتم منظري حتى أدرك الظعائن؟ فقلنا: نعم. ونحن مدركوه، فخرج فإذا امرأة في هودجها فقال: أسلمي حبيش قبل انقطاع العيش. فقالت: أسلم عشرًا وتسعًا تترًا ثم قال:
أرأيتك إذ طاليتكم فوجدتكم
…
بحلية أو أدركتكم بالخوانق
ألم يك حقًا أن ينول عاشق
…
تكلف إدلاج السرى والودائق
فلا ذنب لي قد قلت إذ أهلنا معي أثيي بود قبل أن تشحط النوي
…
أثيي بود قبل إحدى الصفائق
ج
…
وينأى الأمير بالحبيب المفارق
ثم أتانا فقال: شأنكم، فقدمناه فضربنا عنقه، ونزلت الأخرى من هودجها فحنت عليه حتى ماتت. للكبير والبزار (1).
(1)((الكبير)) 17/ 177 - 178، والبزار كما في ((كشف الأستار)) (1731)، وقال الهيثمي 6/ 210: إسنادهما حسن.