المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سورة الأعراف وسورة الأنفال - جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد - جـ ٣

[الروداني، محمد بن سليمان المغربي]

فهرس الكتاب

- ‌غزوة أحد

- ‌من ذكر في مجمع الزوائد من شهداء أحد

- ‌غزوة الرجيع، وغزوة بئر معونة، وغزوة فزارة

- ‌غزوة الخندق وغزوة بنى قريظة

- ‌غزوة ذات الرّقاع وغزوة بنى المصطلق وغزوة أنمار

- ‌غزوة الحديبية

- ‌غزوة ذي قرد وغزوة خيبر وعمرة القضاء

- ‌غزوة مؤتة من أرض الشام، وبعث أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة

- ‌غزوة الفتح

- ‌غزوة حنين

- ‌غزوة أوطاس، وغزوة الطائف

- ‌بعث خالد بن الوليد إلى بني جذيمة، وسرية عبد الله بن حذافة السهمي وعلقمة بن مجزز المدلجي ويقال إنها سرية الأنصار

- ‌بعثُُ أبي موسى ومعاذ إلى اليمن، وبعث علي وخالد إلى اليمن وهما قبل حجة الوداع

- ‌غزوة ذي الخلصة وغزوة ذات السلاسل وغزوة تبوك

- ‌سرية بني الملوح وسرية زغبة السحيمي وغيرها

- ‌قتال أهل الردة

- ‌كتاب التفسير

- ‌فضل القرآن وفضل سور وآيات مخصوصة

- ‌من تفسير سورة الفاتحة وسورة البقرة

- ‌سورة آلِ عمران

- ‌سورة النِّسَاء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف وسورة الأنفال

- ‌سورة براءة

- ‌سورة يونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم

- ‌سورة الحجر والنحل والإسراء

- ‌سورة الكهف ومريم

- ‌سورة طه والأنبياء والحج والمؤمنون

- ‌سورة النّور

- ‌سورةُ الفرقان والشعراء والنمل والقصص والعنكبوت

- ‌سورة الرّوم ولقمان والسجدة والأحزاب

- ‌سورة سبأ وفاطر ويس والصّافات وص والزمر

- ‌سورة المؤمن وحم السجدة والشورى والزخرف والدّخان

- ‌سورة الأحقاف والفتح والحجرات وق والذّاريات

- ‌سورة الطور والنجم والقمر والرحمن والواقعة والحديد

- ‌سورة المجادلة والحشر والممتحنة والصف الجمعة والمنافقون

- ‌سورة التغابن والطلاق والتحريم

- ‌سورة نون ونوح والجن والمزمل والمدثر

- ‌من سورة القيامة إلى آخر القرآن

- ‌الحث على تلاوة القرآن وآداب التلاوة وتحزيب القرآن وغير ذلك

- ‌جواز اختلاف القراءات، وما جاء مفصلاُ، وترتيب القرآن، وتأليفه

- ‌كتاب تعبير الرؤيا

- ‌كتاب الطب وما يقرب منه

- ‌الرُّقى والتمائمُ والعينُ ونحو ذلك

- ‌النجوم والسحر والكهانة

- ‌كتاب القدر وفيه محاجة آدم لموسى وحكم الأطفال وذم القدرية وغير ذلك

- ‌كتاب الآداب والسلام والجواب والمصافحة وتقبيل اليد والقيام للداخل

- ‌الاستئذان

- ‌العطاس والتثاؤب والمجالسة وآداب المجلس وهيئة النوم والقعود

- ‌التعاضد بين المسلمين بالنصرة والحلف والإخاء والشفاعة وغير ذلك

- ‌التوادد وكتمان السر وصلاح ذات البين والاحترام وحسن الخلق والحياء وغيرها من الآداب

- ‌الثناء والشكر والمدح والرفق

- ‌الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصح والمشورة

- ‌النّية والإخلاص والوعد والصدق والكذب

- ‌السخاء والكرم والبخل وذم المال والدنيا

- ‌الغضب والغيبة والنميمة والغناء

- ‌اللهو واللعب واللعن والسب

- ‌الحسد والظن والهجران وتتبع العورة

- ‌الكبر والرياء والكبائرُ

- ‌النفاق والمزاح والمراء

- ‌الأسماء والكنى

- ‌الشّعر

- ‌كتابُ البرِِّ والصلة

- ‌برُّ الوالدين

- ‌برّ الأولاد والأقارب، وبرّ اليتيم، وإماطة الأذى، وغير ذلك

- ‌صلة الرحم، وحق الجار

- ‌الرحمة، والضيافة، والزّيارة

- ‌كتاب المناقب

- ‌ما ورد في ذكر بعض الأنبياء ومناقبهم

- ‌من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم غير ما تفرق في الكتاب

- ‌من صفاته، وشعره، وخاتم النبوة، ومشيه، وكلامه، وعرقه، وشجاعته، وأخلاقه صلى الله عليه وسلم، وشرفه، وكرمه، ومجده، وعظمته

- ‌من علاماته صلى الله عليه وسلم غير ما تفرق في الكتاب

- ‌الإسراء

- ‌من إخباره صلى الله عليه وسلم بالمغيبات

- ‌من كلام الحيوانات والجمادات له صلى الله عليه وسلم

- ‌من زيادة الطعام والشراب ببركته صلى الله عليه وسلم

- ‌من إجابة دعائه صلى الله عليه وسلم وكف الأعداء عنه

- ‌مما سأله عنه أهل الكتاب صدقوه في جوابه النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌معجزات متنوعة له وذكر عمره وأولاده صلى الله عليه وسلم

- ‌من فضائل الصحابة المشتركة التي لا تخص واحدًا منهم رضي الله عنهم أجمعين

- ‌مناقب أبي بكر الصّديق رضي الله عنه

- ‌مناقب عمر بن الخطّاب رضي الله عنه

- ‌مناقب عثمان بن عفّان رضي الله عنه

- ‌مناقب الإمام على رضي الله عنه

- ‌مناقب بقية العشرة

- ‌مناقبُ العباس وجعفرٍ والحسنُ والحسين رضي الله عنهم

- ‌مناقب زيد بن حارثة وابنه أسامة وعمّار بن ياسر وعبد الله بن مسعود وأبى ذر الغفاري رضي الله عنهم

- ‌مناقب حذيفة بن اليمان، وسعد بن معاذ، وابن عباس، وابن عمر وابن الزبير رضي الله عنهم

- ‌مناقب سلمان وأبي موسى، وعبد الله بن سلام، وابنه يوسف، وجرير، وجابر بن عبد الله، وأبيه، وأنس والبراء ابني مالك رضي الله عنهم

- ‌مناقب ثابت بن قيس وأبي هريرة وحاطب بن أبي بلتعة وجليبيب رضي الله عنهم

- ‌مناقب حارثة بن سراقة وقيس بن سعد بن عبادة وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص وأبي سفيان بن حرب وابنه معاوية رضي الله عنهم

- ‌مناقب سنين أبو جميلة وعباد وضماد وعدي بن حاتم وثمامة بن أثال وعمرو بن عبسة السلمي رضي الله عنهم

- ‌مناقب حمزة بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب وأبي سفيان بن الحارث وعبد الله بن جعفر رضي الله عنهم

- ‌مناقب خباب بن الأرت وسالم مولى أبي حذيفة وعامر بن فهيرة وعامر بن ربيعة وعبد الله بن جحش وصهيب رضي الله عنهم

- ‌مناقب عثمان بن مظعون ومعاذ بن جبل وعمرو بن الجموح وحارثة بن النعمان وبشر بن البراء وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم

- ‌مناقب أبي اليسر وعبد الله بن عبد الله بن أبيّ، وقتادة بن النعمان وعبادة بن الصامت وخزيمة بن ثابت وأبي أيوب رضي الله عنهم

- ‌مناقب أبي الدحداح وزيد بن ثابت ورافع بن خديج وسلمة بن الأكوع وأبي الدرداء وزاهر بن حرام وعبد الله ذي البجادين رضي الله عنهم

- ‌مناقب عبد الله بن الأرقم وعثمان بن أبي العاص ووائل بن حجر والعلاء بن الحضرمي وأبي زيد عمرو بن أخطب رضي الله عنهم

- ‌مناقب أبي أمامة وزيد بن صوحان وفروة بن هبيرة وعبد الله بن بسر والهرماس بن زياد والسائب بن يزيد رضي الله عنهم

- ‌مناقب حرملة بن زيد وحمزة بن عمرو وورقة بن نوفل والأحنف بن قيس رضي الله عنهم

- ‌مناقب خديجة بنت خويلد، وفاطمة وعائشة، وصفية، وسودة، وأسماء بنت أبي بكر، وأم حرام، وأم سليم، وهند بنت عتبة رضي الله تعالى عنهن

- ‌مناقب زينب ورقية وأم كلثوم بنات النبي صلى الله عليه وسلم،وأم سلمة وغيرهن من النساء، رضي الله عنهن

الفصل: ‌سورة الأعراف وسورة الأنفال

6956 -

ولهُ عن أبي سعيدٍ رفعه: {أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّك} [الأنعام: 158] طلوعُ الشمس من مغربها (1).

(1) الترمذي (3071)، وقال: حسن غريب، ورواه بعضهم ولم يرفعه. وقال الألباني: صحيح ((صحيح الترمذي)) (2455).

ص: 130

6957 -

عمر رفعه: ((يا عائشةُ {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً} [الأنعام: 159] هم أصحابُ البدعِ والأهواءِ، ليس لهم توبةٌ، أنا منهم بريءٌ وهم مني براءُ)). للصغير (1).

(1) الطبراني في ((الصغير)) 1/ 338. وقال الهيثمي (7/ 22): إسناده جيد.

ص: 130

6958 -

أبو هريرة رفعه: ((يقولُ الله: إذا أراد عبدي أن يعمل سيئةً فلا تكتبوها عليه حتى يعملها، فإن عملها فاكتبوها بمثلها، وإن تركها من أجلي فاكتبوها له حسنةً، وإذا أراد أن يعمل حسنةً فلم يعملها، اكتبوها لهُ حسنةً، فإن عملها فاكتبوها له بعشر أمثالها إلى سبعمائةٍ)). للشيخين والترمذي. وزاد: ثم قرأ: {مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} [الأنعام: من الآية160](1).

(1) البخاري (7501)، ومسلم (130).

ص: 130

6959 -

وللشيخين عن ابنِ عباسٍ نحوه وفيه: ((إلى سبعمائةِ ضعفٍ، إلى أضعافٍ كثيرةٍ)) (1).

(1) البخاري (6491)، ومسلم (131).

ص: 130

‌سورة الأعراف وسورة الأنفال

ص: 130

6960 -

ابنُ عباس: كانت المرأةُ تطوفُ بالبيت وهي عريانةٌ، فتقولُ: من يعيرني تطوافًا؟

تجعلهُ على فرجهَا، وتقولُ:

اليوم يبدو بعضهُ أو كلُّه

وما بدا منه فلا أحلُّه

فنزلت: {خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [لأعراف: 31]. لمسلم والنسائي (1).

(1) مسلم (3028)، النسائي 5/ 233.

ص: 130

6961 -

أبو سعيدٍ: سُئل النبيُّ صلى الله عليه وسلم عن أًصحاب الأعرافِ فقال: ((هم رجالٌ قتلوا في سبيل الله، وهم عصاةٌ لآبائهم، فمنعتهمُ الشهادةُ أن يدخلوا النارَ، ومنعتهمُ المعصيةُ أن يدخلوا الجنةُ، وهم على سورٍ بين الجنةِ والنارِ، حتى تذبل لحومهم

⦗ص: 131⦘

وشحومهم، حتى يفرغ الله من حسابِ الخلائقِ، فإذا فرغ من حساب خلقه فلم يبق غيرهم، تغمدهم منه برحمةٍ فأدخلهم الجنة برحمته)). للأوسط والصغير بضعف (1).

(1) الأوسط 5/ 51 (4644)، والصغير 1/ 398، وقال الهيثمي7/ 23: فيه: محمد بن مخلد الرعيني، وهو ضعيف.

ص: 130

6962 -

عبدُ الله بنُ بسرٍ: خرجتُ من حمصٍ فآواني الليلُ إلى البقيعةِ فحضرني من أهلٍ الأرض، فقرأتُ:{إِنَّ رَبَّكُمُ الله الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْض} الآية [الأعراف: 54]، فقال بعضهم لبعضٍ أخرسوهُ الآن حتى يُصبح. فلمَّا أصبحتُ ركبتُ دابتي. للكبير بلين (1).

(1) ذكره الهيثمي في المجمع 10/ 133،وقال: رواه الطبراني وفيه المسيب بن واضح وقد وثقه غير واحد وضعفه جماعة وبقية رجاله رجال الصحيح.

ص: 131

6963 -

أبو واقدٍ الليثي أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لمَّا خرجَ إلى غزوة حنينٍ، مرَّ بشجرةٍ للمشركين كانوا يعلقون عليها أسلحتُهم، يقالُ لها: ذاتُ أنواطٍ، فقالوا: يا رسول الله اجعل لنا ذات أنواطٍ، كما لهم ذاتُ أنواطٍ، فقال:((سبحان الله، هذا كما قال قومُ موسى: {اجْعَلْ لَنَا إِلَهاً كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ} [الأعراف: 138]، والذي نفسي بيده لتركبنَّ سنن من كان قبلكم)). للترمذي (1).

(1) الترمذي (2180)، وقال: حسن صحيح، قال الألباني: صحيح ((صحيح الترمذي)) (1771).

ص: 131

6964 -

زاد رزين: ((حذو النعل بالنعلِ والقذةَ بالقذةِ، حتى إن كان فيهم من أتى أمهُ يكونُ فيكم، فلا أدري أتعبدون العجلَ أم لا)). (1)

(1) لم أقف عليه بهذا التمام.

ص: 131

6965 -

أنس: أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآيةَ: {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً} [الأعراف: 143] قال حمادُ: هكذا، وأمسك سليمانُ بطرفِ إبهامهِ على أنملة إصبعه اليمنى (1)، قال فساخ الجبلُ {وَخَرَّ مُوسَى صَعِقاً} [الأعراف: من الآية143]. للترمذي (2).

(1) في (ب): اليمين.

(2)

الترمذي (3074)، وقال: حسن غريب صحيح، لا نعرفه إلا من حديث حماد بن سلمة. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2458).

ص: 131

6966 -

ابنُ عباسٍ: سأل موسى عليه السلام مسألةً فأعطيها محمدٌ صلى الله عليه وسلم، قولهُ:{وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً} إلى {فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ} [الأعراف: 155: 156]. للبزار بلين (1).

(1) البزار كما في ((كشف الأستار)) 7/ 24 (2213)، وقال الهيثمي (7/ 27): رواه البزار، وفيه عطاء بن السائب قد اختلط، وبقية رجاله رجال الصحيح.

ص: 131

6967 -

عمر: وسُئل عن قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ (ذُرِّيَّتَهُمْ) (1)} [الأعراف: 172] الآية فقال سُئل عنها صلى الله عليه وسلم فقال: ((إنَّ الله تعالى خلق آدم، ثم مسح ظهرهُ بيمينه فاستخرج منهُ ذريةً، فقالُ: خلقتُ هؤلاءِ للجنة

⦗ص: 132⦘

وبعمل أهل الجنة يعملونَ، ثم مسحَ ظهرهُ فاستخرج منهُ ذريةً فقالَ: خلقتُ هؤلاء للنار وبعمل أهلِ النارِ يعملونَ)). فقال رجلٌ: يا رسولَ الله ففيمَ العملُ؟

فقال: ((إنَّ الله إذا خلقَ العبد للجنةِ استعملهُ بعملِ أهلِ الجنةِ حتى يموت على عملٍ من أعمالِ أهلِ الجنةِ، فيدخلهُ به الجنةَ، وإذا خلقَ العبدَ للنارِ استعملهُ بعملِ أهلِ النارِ حتى يموتَ على عملٍ من أعمالِ أهلِ النارِ، فيدخلهُ به النارَ)). لمالكِ والترمذي وأبي داود (2).

(1) في (ب): ذرياتهم وهي من القراءات المتواترة، انظر:((الكوكب الدُّري)) ص444.

(2)

أبو داود (4703)، الترمذي (3075)، مالك 2/ 685. وقال الألباني: صحيح، إلا مسح الظهر ((صحيح أبي داود)) (3936).

ص: 131

6968 -

ولابن أحمد عن أُبيّ بن كعبٍ: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ} [الأعراف: 172] الآية: قال جمعهم فجعلهم أرواحًا، ثمَّ صورهم فاستنطقهم فتكلموا، ثمَّ أخذوا عليهمُ العهد والميثاق {وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} [الأعراف: 172] قال: فإني أشهدُ عليكمُ السمواتِ السبعَ، وأشهدُ عليكم آباءكم أن تقولوا يوم القيامةِ لم نعلم بهذا، اعلموا أنهُ لا إله غيري، ولا ربَّ غيري، ولا تُشركوا بي شيئًا، إني سأرسلُ إليكم رسلي يذكرونكُم عهدي وميثاقي، وأُنزلُ عليكُم كُتبي، قالوا: شهدنا بأنك ربنا وإلهنا لا ربَّ لنا غيرك، ولا إله لنا غيرك، فأقروا، ورفع عليهم آدمُ عليه السلام لينظر إليهم، فرأى الغنىَّ والفقير وحسن الصورة ودون ذلك، فقال يا ربِ: لولا سويتَ بين عبادك؟

قال: إني أحبُّ أن أشكر، ورأى الأنبياءَ فيهم مثلُ السرجِ عليهم، وخصوا بميثاقٍ آخر في الرسالةِ والنبوة وهو قولهُ:{وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ - إلى قوله- وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} [الأحزاب: 7] كان في تلك الأرواحِ فأرسلهُ إلى مريم فحدّث عن أبي أنهُ دخلَ مِن فيها (1).

(1) أحمد (5/ 135) زوائد المسند. قال الهيثمي (7/ 25): رواه عبد الله بن أحمد، عن شيخه محمد بن يعقوب الربالي، وهو مستور وبقية رجاله رجال الصحيح. وحسنه الألباني في المشكاة (122).

ص: 132

6969 -

وللترمذي عن أبي هريرةَ رفعهُ: ((لمَّا خلق الله آدمَ مسحَ ظهرهُ فسقطَ من ظهره كلُ نسمةٍ هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامةِ، وجعلَ بينَ عينيّ كلِ إنسانٍ منهم وبيصًا من نورٍ، ثم عرضهُم على آدم، فقال: أي رب

⦗ص: 133⦘

من هؤلاء؟

قال: ذريتك: فرأى رجلاً منهم فأعجبهُ وبيصُ ما بينَ عينيهِ، فقالَ أي رب: من هذا؟

قال: داود، فقال: رب كم جعلت من عمرهِ؟

قالًَ ستينَ سنةً، قالَ رب: زدهُ مِن عمري أربعينَ سنةً، فلمَّا انقضى عمرُ آدم إلا أربعينَ جاءهُ ملكُ الموتِ، فقال آدمُ أو لم يبقَ من عمري أربعينَ سنةً؟

قال: أو لم تعطها ابنك داودَ؟

فجحدَ آدمُ فجحدت ذريتُه، ونسى آدمُ فأكل من الشجرة فنسيت ذريتهُ، وخطئ فخطئت ذريتُه)) (1).

(1) الترمذي (3076). قال الترمذي: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2683).

ص: 132

6970 -

سمرةُ بنُ جندبٍ رفعه: ((لمَّا حملت حواءُ طافَ بها إبليسُ، وكان لا يعيشُ لها ولدٌ فقالَ: سميهِ عبد الحارثِ فسمتهُ، فعاش، وكان ذلك من وحي الشيطانِ وأمره)) (1). للترمذي.

(1) الترمذي (3077). وقال: حسن غريب، ضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (595).

ص: 133

6971 -

ابنُ مسعودٍ: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا} [الأعراف: من الآية175] قال: هو بلعمُ أو قال: بلعام. للكبير (1).

(1) الطبراني في الكبير 9/ 219 (9064)، وقال الهيثمي (7/ 25): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.

ص: 133

6972 -

ولهُ عن ابن عمرو بنِ العاصِ: أنها نزلت في أمية بن أبي الصلتِ (1).

(1) قال الهيثمي (7/ 28): رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.

ص: 133

6973 -

ابن الزبيرِ ما نزلت: {خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ} [الأعراف:199] إلا في أخلاقِ الناسِ (1).

(1) البخاري (4643).

ص: 133

6974 -

وفي روايةٍ: أمر الله نبيهُ أن يأخذ العفو من أخلاقِ الناسِ. للبخاري وأبي داود (1).

(1) أبو داود (4787)، ،البخاري (4644) تعليقًا، (4643) موصولاً نحوه. قال الألباني: صحيح ((صحيح أبي داود)) (404).

ص: 133

6975 -

ابنُ جبير: قلتُ لابن عباسٍ سورة الأنفالِ؟ قال نزلت في بدرٍ. للشيخين (1).

(1) البخاري (4645)، ومسلم (3031).

ص: 133

6976 -

سعد: لمَّا كانَ يومُ بدرٍ جئتُ بسيفٍ، فقلتُ: يا رسولَ الله إنَّ الله قد شفى (قلبي)(1) من المشركينَ أو نحو هذا، هبْ لي هذا السيف،

⦗ص: 134⦘

فقال: ((هذا ليس لي ولا لك))، فقلتُ: عسى أن يُعطى هذا السيفُ من لا يُبلي بلائي، فجاءني الرسولُ:((وقال إنك سألتني وليس لي، وأنُه قد صار لي، وهو لك))، فنزلت:{يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَنْفَال} الآية [الأنفال: 1]. لمسلم وأبي داود والترمذي (2).

(1) في (ب): صدري.

(2)

للترمذي (3079)، وهو عند مسلم مختصرا (1748)، وأبي داود (2740).

ص: 133

6977 -

ابنُ عباسٍ: {إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ الله الصُّمُّ الْبُكْم} الآية [الأنفال: 22]، هُم نفرٌ من بني عبدِ الدارِ. للبخاري (1).

(1) البخاري (4646).

ص: 134

6978 -

أنس: قالُ أبو جهل: {اللهمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاء} الآية [الأنفال: 32]، فنزلت:{وَمَا كَانَ الله لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ} الآية [الأنفال: 33]، فلمَّا أخرجوهُ نزلتْ {وَمَا لَهُمْ أَلَّا يُعَذِّبَهُمُ الله وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} الآية [الأنفال: 34]. للشيخين (1).

(1) البخاري (4648)، ومسلم (2796).

ص: 134

6979 -

عقبةُ بنُ عامر رفعه: (({وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} ألا إنَ القوةَ الرميَ، ثلاثًا)). لمسلم والترمذي وأبي داود (1).

(1) مسلم (1917).

ص: 134

6980 -

ابنُ عباسٍ: لمَّا نزلت {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} [الأنفال: 65] كُتب عليهم أن لا يفر واحدٌ من عشرةٍ ولا عشرونَ من مائتين، ثم نزلت:{الْآنَ خَفَّفَ الله عَنْكُم} الآية [الأنفال: 66]، فكتب أن لا يفرَّ مائةٌ من مائتينِ (1).

(1) البخاري (4652).

ص: 134

6981 -

وفي روايةٍ: لمَّا نزلت {إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ} [الأنفال: 65] شقَّ ذلك على المسلمين فنزلت: {الْآنَ خَفَّفَ الله عَنْكُم} الآية فلمَّا خفف الله عنهم من العدةِ نقصَ عنهم من الصبرِ بقدرِ ما خفف عنهم. للبخاري وأبي داود (1).

(1) أخرجه البخاري (4653).

ص: 134