المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

7096 - ابنُ الزبير رفعه: ((إنما سُمى البيتُ العتيقُ لأنهُ - جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد - جـ ٣

[الروداني، محمد بن سليمان المغربي]

فهرس الكتاب

- ‌غزوة أحد

- ‌من ذكر في مجمع الزوائد من شهداء أحد

- ‌غزوة الرجيع، وغزوة بئر معونة، وغزوة فزارة

- ‌غزوة الخندق وغزوة بنى قريظة

- ‌غزوة ذات الرّقاع وغزوة بنى المصطلق وغزوة أنمار

- ‌غزوة الحديبية

- ‌غزوة ذي قرد وغزوة خيبر وعمرة القضاء

- ‌غزوة مؤتة من أرض الشام، وبعث أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة

- ‌غزوة الفتح

- ‌غزوة حنين

- ‌غزوة أوطاس، وغزوة الطائف

- ‌بعث خالد بن الوليد إلى بني جذيمة، وسرية عبد الله بن حذافة السهمي وعلقمة بن مجزز المدلجي ويقال إنها سرية الأنصار

- ‌بعثُُ أبي موسى ومعاذ إلى اليمن، وبعث علي وخالد إلى اليمن وهما قبل حجة الوداع

- ‌غزوة ذي الخلصة وغزوة ذات السلاسل وغزوة تبوك

- ‌سرية بني الملوح وسرية زغبة السحيمي وغيرها

- ‌قتال أهل الردة

- ‌كتاب التفسير

- ‌فضل القرآن وفضل سور وآيات مخصوصة

- ‌من تفسير سورة الفاتحة وسورة البقرة

- ‌سورة آلِ عمران

- ‌سورة النِّسَاء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف وسورة الأنفال

- ‌سورة براءة

- ‌سورة يونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم

- ‌سورة الحجر والنحل والإسراء

- ‌سورة الكهف ومريم

- ‌سورة طه والأنبياء والحج والمؤمنون

- ‌سورة النّور

- ‌سورةُ الفرقان والشعراء والنمل والقصص والعنكبوت

- ‌سورة الرّوم ولقمان والسجدة والأحزاب

- ‌سورة سبأ وفاطر ويس والصّافات وص والزمر

- ‌سورة المؤمن وحم السجدة والشورى والزخرف والدّخان

- ‌سورة الأحقاف والفتح والحجرات وق والذّاريات

- ‌سورة الطور والنجم والقمر والرحمن والواقعة والحديد

- ‌سورة المجادلة والحشر والممتحنة والصف الجمعة والمنافقون

- ‌سورة التغابن والطلاق والتحريم

- ‌سورة نون ونوح والجن والمزمل والمدثر

- ‌من سورة القيامة إلى آخر القرآن

- ‌الحث على تلاوة القرآن وآداب التلاوة وتحزيب القرآن وغير ذلك

- ‌جواز اختلاف القراءات، وما جاء مفصلاُ، وترتيب القرآن، وتأليفه

- ‌كتاب تعبير الرؤيا

- ‌كتاب الطب وما يقرب منه

- ‌الرُّقى والتمائمُ والعينُ ونحو ذلك

- ‌النجوم والسحر والكهانة

- ‌كتاب القدر وفيه محاجة آدم لموسى وحكم الأطفال وذم القدرية وغير ذلك

- ‌كتاب الآداب والسلام والجواب والمصافحة وتقبيل اليد والقيام للداخل

- ‌الاستئذان

- ‌العطاس والتثاؤب والمجالسة وآداب المجلس وهيئة النوم والقعود

- ‌التعاضد بين المسلمين بالنصرة والحلف والإخاء والشفاعة وغير ذلك

- ‌التوادد وكتمان السر وصلاح ذات البين والاحترام وحسن الخلق والحياء وغيرها من الآداب

- ‌الثناء والشكر والمدح والرفق

- ‌الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصح والمشورة

- ‌النّية والإخلاص والوعد والصدق والكذب

- ‌السخاء والكرم والبخل وذم المال والدنيا

- ‌الغضب والغيبة والنميمة والغناء

- ‌اللهو واللعب واللعن والسب

- ‌الحسد والظن والهجران وتتبع العورة

- ‌الكبر والرياء والكبائرُ

- ‌النفاق والمزاح والمراء

- ‌الأسماء والكنى

- ‌الشّعر

- ‌كتابُ البرِِّ والصلة

- ‌برُّ الوالدين

- ‌برّ الأولاد والأقارب، وبرّ اليتيم، وإماطة الأذى، وغير ذلك

- ‌صلة الرحم، وحق الجار

- ‌الرحمة، والضيافة، والزّيارة

- ‌كتاب المناقب

- ‌ما ورد في ذكر بعض الأنبياء ومناقبهم

- ‌من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم غير ما تفرق في الكتاب

- ‌من صفاته، وشعره، وخاتم النبوة، ومشيه، وكلامه، وعرقه، وشجاعته، وأخلاقه صلى الله عليه وسلم، وشرفه، وكرمه، ومجده، وعظمته

- ‌من علاماته صلى الله عليه وسلم غير ما تفرق في الكتاب

- ‌الإسراء

- ‌من إخباره صلى الله عليه وسلم بالمغيبات

- ‌من كلام الحيوانات والجمادات له صلى الله عليه وسلم

- ‌من زيادة الطعام والشراب ببركته صلى الله عليه وسلم

- ‌من إجابة دعائه صلى الله عليه وسلم وكف الأعداء عنه

- ‌مما سأله عنه أهل الكتاب صدقوه في جوابه النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌معجزات متنوعة له وذكر عمره وأولاده صلى الله عليه وسلم

- ‌من فضائل الصحابة المشتركة التي لا تخص واحدًا منهم رضي الله عنهم أجمعين

- ‌مناقب أبي بكر الصّديق رضي الله عنه

- ‌مناقب عمر بن الخطّاب رضي الله عنه

- ‌مناقب عثمان بن عفّان رضي الله عنه

- ‌مناقب الإمام على رضي الله عنه

- ‌مناقب بقية العشرة

- ‌مناقبُ العباس وجعفرٍ والحسنُ والحسين رضي الله عنهم

- ‌مناقب زيد بن حارثة وابنه أسامة وعمّار بن ياسر وعبد الله بن مسعود وأبى ذر الغفاري رضي الله عنهم

- ‌مناقب حذيفة بن اليمان، وسعد بن معاذ، وابن عباس، وابن عمر وابن الزبير رضي الله عنهم

- ‌مناقب سلمان وأبي موسى، وعبد الله بن سلام، وابنه يوسف، وجرير، وجابر بن عبد الله، وأبيه، وأنس والبراء ابني مالك رضي الله عنهم

- ‌مناقب ثابت بن قيس وأبي هريرة وحاطب بن أبي بلتعة وجليبيب رضي الله عنهم

- ‌مناقب حارثة بن سراقة وقيس بن سعد بن عبادة وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص وأبي سفيان بن حرب وابنه معاوية رضي الله عنهم

- ‌مناقب سنين أبو جميلة وعباد وضماد وعدي بن حاتم وثمامة بن أثال وعمرو بن عبسة السلمي رضي الله عنهم

- ‌مناقب حمزة بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب وأبي سفيان بن الحارث وعبد الله بن جعفر رضي الله عنهم

- ‌مناقب خباب بن الأرت وسالم مولى أبي حذيفة وعامر بن فهيرة وعامر بن ربيعة وعبد الله بن جحش وصهيب رضي الله عنهم

- ‌مناقب عثمان بن مظعون ومعاذ بن جبل وعمرو بن الجموح وحارثة بن النعمان وبشر بن البراء وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم

- ‌مناقب أبي اليسر وعبد الله بن عبد الله بن أبيّ، وقتادة بن النعمان وعبادة بن الصامت وخزيمة بن ثابت وأبي أيوب رضي الله عنهم

- ‌مناقب أبي الدحداح وزيد بن ثابت ورافع بن خديج وسلمة بن الأكوع وأبي الدرداء وزاهر بن حرام وعبد الله ذي البجادين رضي الله عنهم

- ‌مناقب عبد الله بن الأرقم وعثمان بن أبي العاص ووائل بن حجر والعلاء بن الحضرمي وأبي زيد عمرو بن أخطب رضي الله عنهم

- ‌مناقب أبي أمامة وزيد بن صوحان وفروة بن هبيرة وعبد الله بن بسر والهرماس بن زياد والسائب بن يزيد رضي الله عنهم

- ‌مناقب حرملة بن زيد وحمزة بن عمرو وورقة بن نوفل والأحنف بن قيس رضي الله عنهم

- ‌مناقب خديجة بنت خويلد، وفاطمة وعائشة، وصفية، وسودة، وأسماء بنت أبي بكر، وأم حرام، وأم سليم، وهند بنت عتبة رضي الله تعالى عنهن

- ‌مناقب زينب ورقية وأم كلثوم بنات النبي صلى الله عليه وسلم،وأم سلمة وغيرهن من النساء، رضي الله عنهن

الفصل: 7096 - ابنُ الزبير رفعه: ((إنما سُمى البيتُ العتيقُ لأنهُ

7096 -

ابنُ الزبير رفعه: ((إنما سُمى البيتُ العتيقُ لأنهُ لم يظهر عليهِ جبارٌ)) (1). للترمذي.

(1) الترمذي (3170)، وقال: حسن صحيح، وقد روي هذا الحديث عن الزهري عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلًا، قال الحاكم 2/ 389: صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي، قال الهيثمي 3/ 296: رواه البزار، وفيه: عبد الله بن صالح كاتب الليث، قيل: ثقة مأمون، وقد ضعفه الأئمة أحمد وغيره، وبقية رجاله ثقات. وضعفه الألباني في «الضعيفة» (3222).

ص: 166

7097 -

ابنُ عباسٍ: لمَّا أُخرجَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم من مكةَ قال أبو بكرٍ: أخرجوا نبيهم، إنَّا للهِ وإنَّا إليهِ راجعونَ، فنزلت {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُون} الآية [الحج: 39] فعرفتُ أنهُ سيكونُ قتالٌ، قال ابنُ عباس: هي أولُ آيةٍ نزلت في القتالِ (1). للترمذي والنسائي.

(1) الترمذي (3171)، وقال: حسن، والنسائي 6/ 2. وصححه الألباني في صحيح النسائي (2890).

ص: 166

7098 -

عائشةُ قلتُ: يا رسولَ {وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ} [المؤمنون: 60] أهمُ الذين يشربون الخمرَ ويسرقونَ؟

قال: ((لا يا ابنة الصديق! ولكن همُ الذينَ يصومون ويتصدقونَ ويخافون أن لا يقبلَ منهم)). {يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَات} [الأنبياء: 90](1).

(1) الترمذي (3175)، وابن ماجة (4198)،وصححه الألباني في:((صحيح الترمذي)) (2537).

ص: 166

7099 -

أبو سعيدٍ رفعه: {وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ} [المؤمنون: 104]((قال: تشويهِ النارُ، فتتقلصُ شفتهُ العليا حتى تبلغَ وسط رأسهِ، وتسترحي شفتُهُ السفلىَ حتى تضربَ سرتهُ)) (1). هما للترمذي.

(1) الترمذي (2587)، وقال: حسن صحيح غريب، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (621).

ص: 166

‌سورة النّور

ص: 166

7100 -

عمرو بنُ شعيبٍ، عن أبيهِ عن جدِّه: كانَ رجلٌ يقالُ لهُ (مرثدُ)(1) بنُ أبي مرثدَ، وكانَ رجل يحملُ الأسرىَ من مكةَ حتىَّ يأتي بهمُ المدينةَ، وكانت امرأة بغى بمكةَ يقالُ لها عناقُ، وكانت صديقةً لهُ، وأنهُ كانَ وعدَ رجلاً من أسارى مكةَ

⦗ص: 167⦘

يحملُه، قال: فجئتُ حتى انتهيتُ إلى ظلِ حائطِ من حوائطِ مكةَ في ليلةٍ مقمرةٍ، فجاءتْ عناقُ، فأبصرتْ سوادَ ظليِّ بجنبِ الحائطِ، فلمَّا انتهت إلي عرفتني، فقالت: مرثدُ؟

قلتُ: مرثدُ، فقالت: مرحبًا وأهلاً، هلمَّ فبت عندنا الليلةَ قلتُ: يا عناقُ، حرمَ الله الزنَا، قالت: يا أهلَ الخيام هذا الرجلُ يحملُ أسراكُم، قال: فتبعني ثمانيةٌ، وسلكتُ الخندمةَ، فانتهيتُ إلى غارٍ أو كهفٍ، فدخلتُ فجاءُوا حتى قامُوا على رأسي، فبالُوا، فظلَّ بولهم على رأسي، وأعماهُم الله عني، ثم رجعوا ورجعتُ إلى صاحبي، فحملتُهُ وكانَ رجلاً ثقيلاً، حتى انتهيتُ إلى الإِذخر ففككتُ عنهُ أكبُلهُ، فجعلتُ أحملهُ ويعينني، حتى قدمتُ المدينة، فأتيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فقلتُ يا رسولَ الله: أنكحُ عناقًا؟

فأمسكَ حتى نزلت {الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِك} [النور: 3] فقرأها علىّ، وقال:((فلا تنكحها)) (2). لأصحاب السنن.

(1) في الأصل: زيد، والمثبت مصادر التخريج.

(2)

أبو داود (2051) مختصرا، والترمذي (3177)، وقال: حسن غريب، والنسائي (6/ 66). وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2538).

ص: 166

7101 -

ابنُ عباسٍ: أنَّ هلالَ بن أميةَ قذفَ امرأتَهُ عند النبيِّ صلى الله عليه وسلم بشريكٍ بن سحماءَ، الحديثُ المتقدمُ في اللعانِ، وفيه نزل {وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُم} [النور: 6] إلى آخرها (1).

(1) النسائي 6/ 172، وصححه الألباني في «صحيح النسائي» (3246)،وقد تقدم.

ص: 167

7102 -

الزهريُّ عن عروةَ بن الزبير، وسعيدٍ بنِ المسيبِ وعلقمةَ بنِ وقاصٍ وعبيدِ الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعودٍ، عن حديث عائشة، حين قالَ لها أهلُ الإِفكِ ما قالوا فبرّأها الله مما قالُوا، قال الزهري: وكلهُم، حدثني طائفةٌ من حديثَها، وبعضهم كان أوعى لهُ من بعضٍ، وأثبتهم له، وقد وعيتُ عن كلِ واحدٍ منهم الحديثَ الذي حدثني عن عائشة، وبعض حديثهم يُصدِّقُ بعضًا، قالت: كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يخرج سفرًا أقرع بين أزواجه، فأيتهنَ خرجَ سهمها خرج بها

⦗ص: 168⦘

معه، قالت: فأقرع بيننا في غزوةٍ غزاها، فخرج فيها سهمي، فخرجتُ معه بعد ما أنزلَ الحجابُ، وأنا أُحملُ في هودجي، وأنزلُ فيهِ، فسرنا حتى إذا فرغ صلى الله عليه وسلم من غزوتهِ تلك، وقفل ودنونا من المدينةِ آذن ليلةً بالرحيلِ، فقمتُ حين آذنُوا بالرحيلِ، فمشيتُ حتى جاوزتُ الجيش، فلمَّا قضيتُ من شأني أقبلت إلى الرحل فلمستُ صدري، فإذا عقدٌ لي من جزع ظفارٍ قد انقطعَ، فرجعتُ فالتمستُ عقدي فحبسني ابتغاؤُهُ، وأقبلَ الرهطُ الذين كانُوا يرحلونَ بي فاحتملُوا هودجي، فرحلوهُ على بعيري الذي كنتُ أركبُ وهم يحسبونَ أني فيهِ، وكان النساءُ إذ ذاكَ خفافًا لم يهبلنَ ولم يغشهنَّ اللحمُ، وإنما يأكلنَ العلقةَ منَ الطعام، فلم يستنكر القومُ حين رفعوهُ خفة الهودجِ فحملُوهُ، وكنتُ جاريةً حديثةَ السنِّ، فبعثُوا الجمل وساروا، فوجدتُ عقدي بعد ما استمرَّ الجيشُ، فجئتُ منزلهم، وليس فيه أحدٌ، فتيممتُ منزلي الذي كنتُ فيهِ، وظننتُ أنهم سيفقدونني فيرجعون إلىَّ، فبينا أنا جالسةٌ غلبتني عينايَ فنمتُ، وكان صفوانُ بنُ المعطلِ السلمي، ثم الذكواني قد عرسَ من وراءِ الجيشِ، فأدلج فأصبح عند منزلي فرأى سوادَ إنسانٍ نائمٍ، فأتاني فعرفني حين رآني، وكان يراني قبل الحجابِ، فاستيقظتُ باسترجاعه حين عرفني، فخمرتُ وجهي بجلبابي، والله ما يكلمني بكلمةٍ، ولا سمعتُ منهُ

كلمةً غير استرجاعهِ، وهوىَ حتى أناخَ راحلتهُ فوطئ على يدها فركبتُها، فانطلق يقودُ بي الراحلةَ حتى أتينا الجيش بعد ما نزلوا موغرين في نحر الظهيرةِ، فهلك من هلك في شأني، وكان الذي تولى كبر الإِفك عبد الله بنُ أبيٍّ بن سلولَ، فقدمنا المدينة فاشتكيتُ بها شهرًا، والناسُ يفيضون في قولِ أصحابِ الإِفكِ، ولا أشعرُ،

⦗ص: 169⦘

وهو يريبني في وجعي أني لا أرى من النبيِّ صلى الله عليه وسلم اللطفَ الذي كنتُ أرى منهُ حينَ أشتكي، إنما يدخلُ فيسلمُّ فيقول:((كيف تيكم)

ثم ينصرفُ، فذلك الذي يريبنى منهُ، ولا أشعرُ بالشرِّ حتى نقهتُ، فخرجتُ أنا وأمُّ مسطحٍ قبلَ المناصع، وهي متبرزنا، وكنا لا نخرجُ إلا ليلاً إلى ليلٍ.

وذلك قبلَ أن نتخذ الكنفُ قريبًا من بيوتنا، وأمرنا أمر العربِ الأولِ في التبرز قبلَ الغائط، وكنَّا نتأذى بالكنفِ، أن نتخذها عند بيوتنا، فأقبلتُ أنا وأمُّ مسطحٍ وهي ابنةُ أبي رُهم بنُ المطلبِ بنِ عبدِ منافٍ، وأمها بنتُ صخرٍ بنُ عامرِ خالةُ أبي بكرٍ وابنها مسطح بُن أثاثةَ بن عبادٍ بن المطلب، حين فرغنا من شأننا نمشي، فعثرت أمُّ مسطحٍ في مرطها، فقالت: تعس مسطحٌ، فقلتُ لها: بئس ما قلت، أتسبينَ رجلاً شهدَ بدرًا؟

فقالت: يا هنتاهُ ألم تسمعي ما قالَ؟

قلتُ: وما قالَ؟

فأخبرتني بقولِ أهلِ الإِفكِ، فازددتُ مرضًا إلى مرضي، فلمَّا رجعتُ إلى بيتي دخلَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فسلمَّ، وقال:((كيف تيكم)

فقلتُ ائذن لي إلى أبوىَّ، وأنا حينئذٍ أريدُ أن أستيقن الخبر من قبلهما، فأذن لي، فأتيتُ أبوىَّ، فقلتُ لأمي: يا أمتاهُ ماذا يتحدثُ الناسُ بهِ؟

فقالت: يا بنيةُ هوني على نفسكِ الشأن، فوالله لقلَّما كانت امرأةٌ قطُّ وضيئةً عند رجلٍ يحبها، ولها ضرائرُ إلا أكثرن عليها، فقلتُ: سبحان الله، ولقد تحدثَ الناسُ بهذا، فبكيتُ تلكَ الليلةَ حتى أصبحت لا يرقأُ لي دمعُ، ولا أكتحلُ بنومٍ، ثم أصبحتُ أبكي، فدعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم عليًا وأسامةَ حينَ استلبثَ الوحيُ يستشيرهُما في فراقِ أهلهِ، فأما أسامة فأشارَ إليه بما يعلمُ من براءةِ أهلهِ، وبالذي يعلمُ في نفسهِ من الودِّ لهم، فقالَ أسامة: هم أهلكَ يا رسول َ الله، ولا نعلمُ والله إلا خيرًا، وأمَّا على فقالَ: يا رسولَ الله لم يضيقِ الله عليكُ، والنساءُ سواها كثيرٌ، واسألِ الجارية تصدقك، فدعَا صلى الله عليه وسلم بريرةَ، فقال:((أي، بريرة، هل رأيتٍِ فيها ما يريبكِ)

قالت لهُ: لا والذي بعثك بالحقِ، إن رأيتُ منها أمرًا أغمصهُ عليها أكثر من أنها جاريةٌ حديثةُ السنِّ، تنامُ عن عجين أهلها، فيأتي الداجنُ فيأكلهُ، فقام - صلى الله عليه

⦗ص: 170⦘

وسلم - من يومهِ، فاستعذر من ابن أبي بن سلول، فقال وهو علىَ المنبر:((من يعذرني من رجلٍ بلغني أذاهُ في أهلي، فوالله ما علمتُ على أهلي إلا خيرًا، ولقد ذكروا رجلاً ما علمتُ عليهِ إلا خيرًا، وما كان يدخلُ على أهلي إلا معي))، فقامَ سعدُ بنُ معاذٍ، فقال: يا رسولَ الله أنا والله أعذركَ منهُ، إن كانَ من الأوس ضربنا عنقهُ، وإن كانَ من إخواننا من الخزرج أمرتنا ففعلنا فيه أمرك، فقام سعدُ بنُ عبادةَ وهو سيدُ الخزرج، وكانت أمُّ حسان بنتَ عمه من فخذهِ، وكان رجلاً صالحًا، ولكن احتلمتهُ الحميةُ، فقال لسعدِ بن معاذٍ، كذبتَ، لعمرُ الله لا تقتلهُ ولا تقدرُ على ذلك، فقام أسيدُ بنُ حضيرٍ وهو ابنُ عمِ سعدِ بن معاذٍ، فقالَ لسعدِ بن عبادةَ كذبتَ، لعمرُ الله لنقتلنَّهُ، فإنك منافقٌ تجادلُ عن المنافقينَ، فتثاور الحيانِ الأوسُ والخزرجُ حتى همُّوا أن يقتتلوا، ورسولُ الله صلى الله عليه وسلم قائمٌ على المنبرِ فلم يزل يخفضهُم حتى سكتُوا، وسكت.

وبكيتُ يومي ذلك لا يرقأُ لي دمعٌ ولا أكتحل بنومٍ، ثم بكيتُ ليلتي المقبلة لا يرقأُ لي دمعٌ ولا أكتحلُ بنومٍ، فأصبحَ عندي أبواي، وقد بكيتُ ليلتين ويومًا حتى أظنَّ أنَّ البكاءَ فالقٌ كبدي، فبينما هما جالسانِ عندي وأنا أبكي، إذا استأذنتِ امرأةٌ من الأنصارِ، فأذنتُ لها، فجلست تبكي معي، فبينا نحنُ كذلك إذ دخل علينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فسلمَّ، ثم جلس، ولم يجلس عندي من يوم قيلَ لي ما قيل قبلها، وقد مكث شهرًا لا يُوحى إليه في شأني بشيءٍ، فتشهَّدَ حينَ جلسَ ثم قال:((أمَّا بعدُ يا عائشةُ: فإنهُ بلغني عنكِ كذا وكذا، فإن كنت بريئةً فسيبرئكِ الله، وإنَّ كنتِ ألممتِ بذنب فاستغفري الله وتوبي إليه، فإنَّ العبد إذا اعترف بذنبهِ ثمَّ تابَ، تابَ الله عليهِ)) فلمَّا قضى مقالتهُ قلص دمعي، حتى ما أحسُّ منهُ قطرةً، وقلتُ لأبي: أجب رسولَ الله صلى الله عليه وسلم فيما قالَ، قال: والله ما أدري ما أقولُ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقلتُ لأمي: أجيبي عني، قالت والله ما أدري ما أقولُ لرسولِ الله صلى الله عليه وسلم وأنا جاريةٌ حديثةُ السنِّ لا أقرأُ كثيرًا من القرآن،

⦗ص: 171⦘

فقلتُ: إني والله لقد علمتُ أنكم سمعتم ما تحدث بهِ الناسُ حتى استقر في أنفسكم وصدقتم به، فلئن قلتُ لكم: إني بريئةٌ لا تصدقوني بذلك، ولئن اعترفتُ لكُم بأمرٍ، والله يعلمُ أني منهُ بريئةٌ لتصدقوني، فوالله ما أجدُ لي ولكُم مثلاً، إلا أبا يوسف إذ قال {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَالله الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ} [يوسف: 18] ثم تحولتُ فأضجعتُ على فراشي، وأني والله حينئذٍ أعلمُ أني بريئةٌ وأنَّ الله مبرئني ببراءتي، ولكنَّ والله ما كنتُ أظنُّ أن يُنزلَ الله في شأني وحيًا يُتلى، ولشأني في نفسي كان أحقرُ من أن يتكلمَ الله فىَّ بأمرٍ يُتلى، ولكن كنتُ أرجو أن يرىَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم في النوم رؤيا يبرئُني الله

بها، فوالله ما رامَ مجلسهُ، ولا خرج أحدٌ منِ أهلِ البيتِ حتى أنزل الله إلى نبيهِ، فأخذَ ما كان يأخذهُ من البرحاءِ، حتى إنهُ لينحدرُ منهُ مثلُ الجمانِ من العرقِ في يومٍ شاتٍ، من ثقلِ القوِل الذي أُنزل عليه. فسرِّى عنه، وهو يضحكُ، فكان أولُ كلمةٍ تكلَّم بها أن قال لي:((يا عائشةُ! احمدى الله، أما والله فقد برأكِ)) فقالت أمي: قومي إلى رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فقلتُ: لا والله لا أقومُ إليه ولا أحمدُ إلا الله، هو الذي أنزل براءتي، فأنزل الله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْأِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ} [النور: 11] العشر الآيات، فلمَّا أنزل الله هذا في براءتي، قال أبو بكرٍ وكان ينفقُ على مسطح بنِ أثاثةَ لقرابتهِ منهُ وفقرهِ، والله لا أنفقُ على مسطحٍ شيئًا أبدًا بعد ما قال لعائشةَ، فأُنزلَ {وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ - إلى- رَحِيمٌ} [النور: 22] فقال أبو بكرٍ بلى: والله إني لأحبُّ أن يغفر الله لي، فرجعَ إلى مسطحٍ الذي كانَ يجري عليهِ، فقال: والله لا أنزعها منهُ أبدًا، قالت: وكانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سألَ زينب بنتَ جحشٍ عن أمري، فقال:((يا زينبُ، ما علمتِ ما رأيتِ؟)) فقالت يا رسولَ الله!

احمي سمعي وبصري، والله ما علمتُ عليها إلا خيرًا، وهي التي كانت تساميني من أزواج النبيِّ صلى الله عليه وسلم، فعصمها الله بالورع، فطفقت أختها حمنة تحاربُ لها، فهلكت فيمن هلكَ من أصحاب الإِفكِ.

قال ابنُ شهابٍ فهذا الذي بلغني من حديث هؤلاء الرَّهطِ (1).

(1) البخاري (4141)، ومسلم (2770).

ص: 167

7103 -

ومن روايتهِ: قالت عائشةُ: والله إنَّ الرجلَ الذي قيلَ لهُ ما قيلَ ليقولُ: سبحان الله، فوالذي نفسي بيدهِ ما كشفتُ من كنفِ أنثى، ثمَّ قتل بعدَ ذلك في سبيل الله (1).

(1) البخاري (4141)، ومسلم (2270)57.

ص: 172

7104 -

ومنها: قامَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم فىَّ خطيبًا، فتشهدَ ثم قال: ((أمَّا بعدُ: فأشيروا علىّ في أناسٍ أبنوا أهلي، وأيمُ الله ما علمتُ على أهلي من سوءٍ قطُّ، وأبنوهم بمنٍ؟

والله ما علمتُ عليهِ من سوءٍ قطُّ، ولا دخلَ بيتي قطُّ إلا وأنا حاضرٌ، ولا غبتُ في سفرٍ إلا غاب معي))، فقامَ سعدُ بنُ معاذ بنحوه وفيه: فلمَّأ كانَ مساءُ ذلكَ اليومِ خرجتُ لبعضِ حاجتي ومعى أمُّ مسطحٍ، فعثرت، وقالت: تعس مسطحٌ، فقلتُ لها: أي أمِّ، أتسبينَ ابنكِ؟

فسكتت ثم عثرت الثانية، فقالت: تعس مسطح، فقلتُ لها، أي أمِّ أتسبين ابنكِ؟

ثم عثرت الثالثة، فقالت: تعسَ مسطَحٌ، فانتهرْتها، فقالت والله ما أسبُّهُ إلا فيك، فقلتُ: في أيِّ شأني؟

فبقرت الحديث، فقلتُ: وقد كان هذا؟

قالت: نعم والله، فرجعتُ إلى بيتي كأنَ الذي خرجتُ لهُ لا أجدُ منهُ قليلاً ولا كثيرًا ووكعتُ. بنحوه.

وفيه: وبكيتُ، فسمعَ أبو بكرٍ صوتي وهو فوق البيتِ يقرأ، فنزل، فقال لأمي: ما شأنُها؟

فقالت: بلغها الذي ذُكر من شأنها، ففاضت عيناهُ، وقال: أقسمتُ عليك يا بُنيةُ إلا رجعتِ إلى بيتكِ، فرجعتُ، ولقد جاءَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بيتي، فسأل عني خادمي، فقالت: لا والله ما علمتُ عليها عيبًا، إلا أنها كانت ترقدُ حتى تدخلَ الشاةُ فتأكلُ خبزها، أو عجينَها، وانتهرها بعض أصحابه، فقال: اصدقي رسولَ الله صلى الله عليه وسلم حتى أسقطوا لهابهِ، فقالت: سبحان الله، والله ما علمتُ عليها إلا ما يعلمُ الصائغُ على تبر الذهبِ الأحمر.

⦗ص: 173⦘

وفيه: فأصبح أبواي عندي فلم يزالا حتى دخل رسولُ الله صلى الله عليه وسلم. بنحوه.

وفيه: والتمستُ اسم يعقوب، فلم أقدر عليه إلا أبا يوسف.

وفيه: أبشري يا عائشةُ فقد أنزلَ الله براءتكِ، قالت: وكنت أشدَّ ما كنتُ غضبًا، فقال لي أبواي: قومي إليهِ، فقلتُ: لا والله لا أقومُ إليهِ ولا أحمدهُ ولا أحمدكما، ولكن أحمدُ الله الذي أنزل براءتي، لقد سمعتموهُ فما أنكرتموهُ ولا غيرتموهُ (1).

(1) البخاري تعليقًا (4757)، ومسلم (2770)58.

ص: 172

7105 -

ومنها: قال الزهريُّ: كان حديث الإفك في غزوة المريسيع، قال ابن إسحاق: وذلك سنة ست، وقال موسى بن عقبة: سنة أربع، ومنها الزهري قال لي الوليدُ بنُ عبدِ الملكِ: أبلغكَ أنَّ عليًا كان فيمن قذف عائشة؟

قلتُ: لا، ولكن قد أخبرني أبو سلمة بنُ عبدِ الله وأبو بكرٍ بن عبد الرحمن وابن الحارثِ بن هشامٍ، أنَّ عائشة قالت لهما: كان على مسلمًا في شأنها (1).

(1) البخاري (4142).

ص: 173

7106 -

ومنها: أنهُ لم يسم من أهلِ الإِفكِ إلا ابن أبيّ، وحسانَ ومسطحٍ وحمنةَ، وأنَّ عائشة كانت تكرهُ أن يُسبَّ عندها حسانُ، وتقولُ: إنهُ الذي، قال:

فإنَّ أبي ووالده وعرضي.

لعرضِ محمدٍ منكم وقاءُ (1).

(1) البخاري (4141).

ص: 173

7107 -

ومنها: قال مسروقُ: دخلتُ على عائشةَ وعندها حسانُ ينشدُها شعرًا، يشببُ من أبيات:

حصان رزان ما تزن بريبة.

وتصبح غرثى من لحوم الغوافل.

فقالت له عائشةُ: لكنك لستَ كذلك، قالَ مسروقُ: فقلتُ لها أتأذنين لهُ أن يدخلَ عليك، وقد قال الله تعالى {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ}؟! [النور: 11] قالت: وأيُّ عذابٍ أشدُ من العمى، وقالت: إنهُ كانَ ينافحُ أو يُهاجي عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم (1). للشيخين والترمذي والنسائي.

(1) البخاري (4146)، ومسلم (2488).

ص: 173

7108 -

وللبخاري: عن أمِّ رومانَ: بينا أنا قاعدةٌ

⦗ص: 174⦘

وعائشةُ، إذ ولجتِ امرأةٌ من الأنصارِ، فقالت: فعلَ الله بفلانٍ وفعلَ، فقالت أمَّ ورمانَ: وما ذاك؟

قالت: ابني فيمن حدَّثَ الحديثُ، قالت: وما ذاك؟

قالت: كذا وكذا قالت عائشةُ: سمعَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؟

قالت: نعم، قالت: وأبو بكرٍ؟

قالت: نعم، فخرَّت مغشيًا عليها، فما أفاقت إلا وعليها حُمّى بنافضٍ، فطرَحتُ عليها ثيابها، فغطيتُها، فجاءَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فقال:((ما شأنُ هذه)) قلتُ: أخذتها الحُمى بنافضٍ، قالَ:((فلعل في حديثٍ تُحدث به)) قالت: نعم، فقعدت عائشةُ، فقالت: والله لئن حلفتُ لا تصدقوني، ولئن قلتُ لا تعذروني، مثلي ومثلكم كيعقوب وبنيهِ، فالله المستعانُ على ما تصفونَ، بنحوهِ (1).

(1) البخاري (4143).

ص: 173

7109 -

عائشةُ: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يسافر أقرعَ بين نسائهِ بنحو حديثها، وفيه: قالت: فسألني يعني صفوانُ عن أمري، فسترتُ عنه وجهي بجلبابي، وأخبرتهُ عن أمري، فقرَّبَ بعيرهُ، فوطئ على ذراعهِ فولاني قفاهُ، حتى ركبتُ، وسويتُ ثيابي، ثم بعثهُ فأقبل يسيرُ بي، حتى دخلنا المدينة نصفَ النهارِ أو نحوهِ.

وفيهِ: فقلتُ: لأمِّ مسطحٍ خذي الإداوة فأملئيها ماءً فاذهبي به إلى المناصعِ، فأخذتها وخرجتُ فعثرتُ، بنحوه (1).

(1) الطبراني 23/ 111 - 117، وقال الهيثمي 9/ 232 - 236: ورجاله رجال الصحيح، إلا أن بعض هذا يخالف ما في الصحيح.

ص: 174

7110 -

وفي أخرى: وقعد صفوانُ بنُ المعطلِ لحسان بن ثابتٍ بالسيف فضربهُ ضربةً، فقال صفوانُ حين ضربهُ:

تلق ذبابَ السيفِ عنك فإنني

غلامٌ إذا هوجيتُ لستُ بشاعرِ.

ولكنني أحمي حماىَ وأنتقم

من الباهت الرامي البراة الطواهر.

فصاحَ حسانُ: فاستغاثَ الناسُ، فلمَّا جاءَ الناسَ فرَّ صفوانُ، فجاءَ حسانُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فاستعداهُ على صفوانَ في ضربته إياهُ، فسألهُ النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن يهب لهُ ضربة صفوان إياهُ، فوهبها للنبيِّ صلى الله عليه وسلم فعاضهُ صلى الله عليه وسلم حائطًا من نخلٍ عظيمٍ وجاريةً تُدعى سيرينُ، ولدت لحسان ابنهُ عبدُ الرحمن الشاعرَ.

⦗ص: 175⦘

وفيه: فقيل في أصحابِ الإفك أشعارٌ، قال أبو بكرٍ لمسطحٍ: وكان يُدعى عوفًا.

يا عوفُ ويحك هلا قلت عارفةً

منَ الكلام ولم تبغ به طمعا.

هلا حربت من الأقوام إذا حسدوا لمَّا رميت حصانًا غير مقرفةٍ

فلا تقولُ وإن عاديتهم قذعا.

فيمن رماها وكنتُم معشرا إفكا

أمينةُ الجيبِ لم تعلمْ لها خضعا.

فأنزل الله عذرًا في براءتها

في سيئ القول من لفظ الخنا شرعًا.

فإن أعش أُجزِ عوفًا في مقالته

وبين عوفٍ وبين الله ما صنعا.

سوء الجزاء بما ألفيتُهُ تبعا.

وقالت أمُّ سعدِ بن معاذ:

شهد الأوس كلها وفتاها

والخماسي من نسلها والعظيمُ.

أنَّ بنت الصدِّيق كانت حصانا

عفَّة الجيب ديُنها مستقيمُ.

تتقي الله في المغيبِ عليها

نعمة الله سرُّها ما يريمُ.

خيرُ هدي النساءِ حالاً ونفسًا

وأبا للعُلا نماها كريمُ.

ليتَ سعدًا وختامها ومن رماها

بسوءٍ في كظاظٍ حتى يئوبَ الظليم.

وقال حسانُ معتذرًا:

حصانٌ رزانٌ ما تزن بريبةٍ

وتصبحُ غرثى من لحوم الغوافل.

خليلةُ خيرِ الناسِ دينًا ومنصبًا

نبيُّ الهُدى والمكرمات الفواضل.

إلى أن قالَ:

فإن كانَ ما قد جاءَ عني قلتُهُ

فلا رفعتُ سوطي إلى أناملي.

وأنَّ الذي قد قيل ليس بلائطٍ بك

الدهرُ بل قولُ امرئٍ غير ماحلٍ.

وقال في الذين جلدوا:

لقد ذاق عبدُ الله ما كان أهلهُ

وحمنةُ إذ قالوا هجيرًا ومسطح.

تعاطوا برجمِ الغيب زوجَ نبيهم

فآذوا رسولَ الله فيها وعمَّمُوا

وسخطةُ ذي العرش الكريم فأبرحُوا.

⦗ص: 176⦘

مخازيَ سوءٍ حلَّلٌوها وفضحُوا (1).

للكبير.

(1) الطبراني 23/ 111، وقال الهيثمي 9/ 232 - 236: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح، إلا أن بعض هذا يخالف ما في الصحيح.

ص: 174

7111 -

أبو هريرةَ: كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرًا أقرعَ بين نسائِهِ، فأصابت عائشةَ القرعةُ، في غزوة بني المصطلق، فلمَّا كان في جوفِ الليلِ انطلقت عائشةُ لحاجةٍ، فانحلت قلادتُها، وذهبت في طلبها. بنحوهِ.

وفيه: فكان صفوانُ بنُ المعطلِ يتخلفُ عن الناسِ فيصيبُ القدح والجرابَ والإِداوة، فيحملهُ بنحو حديث عائشة (1). للبزار، وللكبير حديثُ الإِفكِ بنحو حديث عائشةِ من طريق ابن عباسٍ بمتروكٍ، ومن طريق عمر بوضاعٍ.

(1) قال الهيثمي 9/ 230: رواه البزار، وفيه محمد بن عمرو، وهو حسن الحديث، وبقية رجاله ثقات.

ص: 176

7112 -

ابنُ عباسٍ) رفعه: ((إذا كان يومُ القيامة حدَّ الله الذين شتمُوا عائشة ثمانين ثمانين على رءوس الخلائقِ، فيستوهبُ ربي المهاجرين منهم، فأستأمرك يا عائشة!)) فبكتْ، وقالت: والذي بعثك بالحق نبيًا لسرورك أحبُّ إلىّ من سروري، فتبسَّم صلى الله عليه وسلم ضاحكًا، وقال:((ابنة أبيها)) (1). للكبير بضعف.

(1) الطبراني 23/ 163، وقال الهيثمي 9/ 240 وفيه: عبد الله بن هارون أبو علقمة الفروي، وهو ضعيف.

ص: 176

7113 -

الحكمُ بن عتبة: لمَّا خاضَ الناسُ في أمرِ عائشة أرسل النبيُّ صلى الله عليه وسلم إلى عائشة، قالت: فجئتُ وأنا أنتفضُ من غير حُمى، فقال: يا عائشةُ ما يقولُ الناسُ؟

فقالت: لا والذي بعثك بالحقِ لا اعتذرُ من شيءٍ، قالوا: حتى ينزل عُذري من السماءِ، فأنزل الله فيها خمس عشرةَ آيةً من سورة النور، ثم قرأ الحكم حتى بلغ {الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَات} [النور: 26] قالَ فالخبيثاتُ من النساءِ للخبيثين من الرجال، والخبيثون من الرجال للخبيثاتِ من النساءِ، والطيباتُ من النساء للطيبين من الرجالِ. للكبير مرسلاً ولهُ عن قتادة: الخبيثاتُ من القول، والعملُ للخبيثين من الناسِ (1).

(1) الطبراني 23/ 160، قال الهيثمي 7/ 81 - 82: رواه الطبراني مرسلاً ورجاله رجال الصحيح إن كان سليمان المبهم سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي والظاهر أنه هو.

ص: 176

7114 -

عائشةُ: لمَّا نزل عُذري قام رسولُ الله صلى الله عليه وسلم على

⦗ص: 177⦘

المنبر، وذكر ذلك وتلا القرآن، وأمر برجلين وامرأةٍ فجلدُوا الحدَ (1). للترمذي.

(1) الترمذي (3181) وقال: حديث حسن غريب، وابن ماجة (2567). وحسنه الألباني في صحيح الترمذي (2567).

ص: 176

7115 -

وعنها: يرحمُ الله نساءَ المهاجرات الأول، لمَّا أنزلَ الله {وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ} [النور: 31]، شققنَ مروطهُنَّ فاختمرن بها (1). للبخاري وأبي داود.

(1) البخاري تعليقًا (4758)، وأبو داود (4102).

ص: 177

(1) أبو داود (4111). قال الألباني في صحيح أبي داود (3464):حسن الإسناد.

ص: 177

7117 -

جابرُ: كان عبدُ الله بن أبيّ بن سلول، يقولُ لجاريةٍ لهُ: اذهبي فابغينا شيئًا، فأنزلَ الله {وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّناً} الآية [النور: 33] (1).

(1) مسلم (3029).

ص: 177

7118 -

وفي روايةٍ: أنَّ جاريةً لابن أُبيّ، يُقال لها مسيكةُ، وأخرى يُقالُ لها أميمةُ، كان يريدهما على الزنا، فشكتا ذلك إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فنزل {وَلا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاءِ} الآية [النور: 33]. لأبي داود ومسلمٍ بلفظهِ (1).

(1) مسلم (3029).

ص: 177

7119 -

ابنُ مسعودٍ: رأى ناسًا من السوقِ سمعُوا الأذان فتركُوا أمتعتهُم وقامُوا إلى الصلاةِ، فقال: هؤلاءِ الذين قال الله تعالى: {لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ الله} [النور: 37](1). للكبير براو لم يسم.

(1) الطبراني 9/ 222، 223 (9079)، وقال الهيثمي 7/ 83: رواه الطبراني، وفيه راو لم يسم. وبقية رجاله رجال الصحيح.

ص: 177

7120 -

ابنُ عباسٍ: وقالَ لهُ نفرٌ من أهلِ العراقِ: كيفَ ترى في هذه الآيةِ التي أُمرنا بها، ولا يعملُ بها أحدٌ؟

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} الآية [النور: 58]،

⦗ص: 178⦘

فقال ابنُ عباسٍ: إنَّ الله حليمٌ رحيمٌ بالمؤمنين يحبُّ الستر، وكان الناسُ ليس لبيوتهم ستورٌ ولا حجالٌ، فربما دخلَ الخادمُ أو الولدُ أو يتيمةُ الرجلِ، والرجلُ على أهلهِ، فأمرهم الله تعالى بالاستئذان في تلك العوراتِ، فجاءهم الله بالستورِ والخير، فلم أر أحدًا يعمل بذلك بعدُ (1).

(1) أبو داود (5192)، وقال الألباني في صحيح أبي داود (4324): حسن الإسناد موقوف.

ص: 177