المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مناقب سلمان وأبي موسى، وعبد الله بن سلام، وابنه يوسف، وجرير، وجابر بن عبد الله، وأبيه، وأنس والبراء ابني مالك رضي الله عنهم - جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد - جـ ٣

[الروداني، محمد بن سليمان المغربي]

فهرس الكتاب

- ‌غزوة أحد

- ‌من ذكر في مجمع الزوائد من شهداء أحد

- ‌غزوة الرجيع، وغزوة بئر معونة، وغزوة فزارة

- ‌غزوة الخندق وغزوة بنى قريظة

- ‌غزوة ذات الرّقاع وغزوة بنى المصطلق وغزوة أنمار

- ‌غزوة الحديبية

- ‌غزوة ذي قرد وغزوة خيبر وعمرة القضاء

- ‌غزوة مؤتة من أرض الشام، وبعث أسامة بن زيد إلى الحرقات من جهينة

- ‌غزوة الفتح

- ‌غزوة حنين

- ‌غزوة أوطاس، وغزوة الطائف

- ‌بعث خالد بن الوليد إلى بني جذيمة، وسرية عبد الله بن حذافة السهمي وعلقمة بن مجزز المدلجي ويقال إنها سرية الأنصار

- ‌بعثُُ أبي موسى ومعاذ إلى اليمن، وبعث علي وخالد إلى اليمن وهما قبل حجة الوداع

- ‌غزوة ذي الخلصة وغزوة ذات السلاسل وغزوة تبوك

- ‌سرية بني الملوح وسرية زغبة السحيمي وغيرها

- ‌قتال أهل الردة

- ‌كتاب التفسير

- ‌فضل القرآن وفضل سور وآيات مخصوصة

- ‌من تفسير سورة الفاتحة وسورة البقرة

- ‌سورة آلِ عمران

- ‌سورة النِّسَاء

- ‌سورة المائدة

- ‌سورة الأنعام

- ‌سورة الأعراف وسورة الأنفال

- ‌سورة براءة

- ‌سورة يونس وهود ويوسف والرعد وإبراهيم

- ‌سورة الحجر والنحل والإسراء

- ‌سورة الكهف ومريم

- ‌سورة طه والأنبياء والحج والمؤمنون

- ‌سورة النّور

- ‌سورةُ الفرقان والشعراء والنمل والقصص والعنكبوت

- ‌سورة الرّوم ولقمان والسجدة والأحزاب

- ‌سورة سبأ وفاطر ويس والصّافات وص والزمر

- ‌سورة المؤمن وحم السجدة والشورى والزخرف والدّخان

- ‌سورة الأحقاف والفتح والحجرات وق والذّاريات

- ‌سورة الطور والنجم والقمر والرحمن والواقعة والحديد

- ‌سورة المجادلة والحشر والممتحنة والصف الجمعة والمنافقون

- ‌سورة التغابن والطلاق والتحريم

- ‌سورة نون ونوح والجن والمزمل والمدثر

- ‌من سورة القيامة إلى آخر القرآن

- ‌الحث على تلاوة القرآن وآداب التلاوة وتحزيب القرآن وغير ذلك

- ‌جواز اختلاف القراءات، وما جاء مفصلاُ، وترتيب القرآن، وتأليفه

- ‌كتاب تعبير الرؤيا

- ‌كتاب الطب وما يقرب منه

- ‌الرُّقى والتمائمُ والعينُ ونحو ذلك

- ‌النجوم والسحر والكهانة

- ‌كتاب القدر وفيه محاجة آدم لموسى وحكم الأطفال وذم القدرية وغير ذلك

- ‌كتاب الآداب والسلام والجواب والمصافحة وتقبيل اليد والقيام للداخل

- ‌الاستئذان

- ‌العطاس والتثاؤب والمجالسة وآداب المجلس وهيئة النوم والقعود

- ‌التعاضد بين المسلمين بالنصرة والحلف والإخاء والشفاعة وغير ذلك

- ‌التوادد وكتمان السر وصلاح ذات البين والاحترام وحسن الخلق والحياء وغيرها من الآداب

- ‌الثناء والشكر والمدح والرفق

- ‌الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصح والمشورة

- ‌النّية والإخلاص والوعد والصدق والكذب

- ‌السخاء والكرم والبخل وذم المال والدنيا

- ‌الغضب والغيبة والنميمة والغناء

- ‌اللهو واللعب واللعن والسب

- ‌الحسد والظن والهجران وتتبع العورة

- ‌الكبر والرياء والكبائرُ

- ‌النفاق والمزاح والمراء

- ‌الأسماء والكنى

- ‌الشّعر

- ‌كتابُ البرِِّ والصلة

- ‌برُّ الوالدين

- ‌برّ الأولاد والأقارب، وبرّ اليتيم، وإماطة الأذى، وغير ذلك

- ‌صلة الرحم، وحق الجار

- ‌الرحمة، والضيافة، والزّيارة

- ‌كتاب المناقب

- ‌ما ورد في ذكر بعض الأنبياء ومناقبهم

- ‌من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم غير ما تفرق في الكتاب

- ‌من صفاته، وشعره، وخاتم النبوة، ومشيه، وكلامه، وعرقه، وشجاعته، وأخلاقه صلى الله عليه وسلم، وشرفه، وكرمه، ومجده، وعظمته

- ‌من علاماته صلى الله عليه وسلم غير ما تفرق في الكتاب

- ‌الإسراء

- ‌من إخباره صلى الله عليه وسلم بالمغيبات

- ‌من كلام الحيوانات والجمادات له صلى الله عليه وسلم

- ‌من زيادة الطعام والشراب ببركته صلى الله عليه وسلم

- ‌من إجابة دعائه صلى الله عليه وسلم وكف الأعداء عنه

- ‌مما سأله عنه أهل الكتاب صدقوه في جوابه النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌معجزات متنوعة له وذكر عمره وأولاده صلى الله عليه وسلم

- ‌من فضائل الصحابة المشتركة التي لا تخص واحدًا منهم رضي الله عنهم أجمعين

- ‌مناقب أبي بكر الصّديق رضي الله عنه

- ‌مناقب عمر بن الخطّاب رضي الله عنه

- ‌مناقب عثمان بن عفّان رضي الله عنه

- ‌مناقب الإمام على رضي الله عنه

- ‌مناقب بقية العشرة

- ‌مناقبُ العباس وجعفرٍ والحسنُ والحسين رضي الله عنهم

- ‌مناقب زيد بن حارثة وابنه أسامة وعمّار بن ياسر وعبد الله بن مسعود وأبى ذر الغفاري رضي الله عنهم

- ‌مناقب حذيفة بن اليمان، وسعد بن معاذ، وابن عباس، وابن عمر وابن الزبير رضي الله عنهم

- ‌مناقب سلمان وأبي موسى، وعبد الله بن سلام، وابنه يوسف، وجرير، وجابر بن عبد الله، وأبيه، وأنس والبراء ابني مالك رضي الله عنهم

- ‌مناقب ثابت بن قيس وأبي هريرة وحاطب بن أبي بلتعة وجليبيب رضي الله عنهم

- ‌مناقب حارثة بن سراقة وقيس بن سعد بن عبادة وخالد بن الوليد وعمرو بن العاص وأبي سفيان بن حرب وابنه معاوية رضي الله عنهم

- ‌مناقب سنين أبو جميلة وعباد وضماد وعدي بن حاتم وثمامة بن أثال وعمرو بن عبسة السلمي رضي الله عنهم

- ‌مناقب حمزة بن عبد المطلب وعقيل بن أبي طالب وأبي سفيان بن الحارث وعبد الله بن جعفر رضي الله عنهم

- ‌مناقب خباب بن الأرت وسالم مولى أبي حذيفة وعامر بن فهيرة وعامر بن ربيعة وعبد الله بن جحش وصهيب رضي الله عنهم

- ‌مناقب عثمان بن مظعون ومعاذ بن جبل وعمرو بن الجموح وحارثة بن النعمان وبشر بن البراء وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهم

- ‌مناقب أبي اليسر وعبد الله بن عبد الله بن أبيّ، وقتادة بن النعمان وعبادة بن الصامت وخزيمة بن ثابت وأبي أيوب رضي الله عنهم

- ‌مناقب أبي الدحداح وزيد بن ثابت ورافع بن خديج وسلمة بن الأكوع وأبي الدرداء وزاهر بن حرام وعبد الله ذي البجادين رضي الله عنهم

- ‌مناقب عبد الله بن الأرقم وعثمان بن أبي العاص ووائل بن حجر والعلاء بن الحضرمي وأبي زيد عمرو بن أخطب رضي الله عنهم

- ‌مناقب أبي أمامة وزيد بن صوحان وفروة بن هبيرة وعبد الله بن بسر والهرماس بن زياد والسائب بن يزيد رضي الله عنهم

- ‌مناقب حرملة بن زيد وحمزة بن عمرو وورقة بن نوفل والأحنف بن قيس رضي الله عنهم

- ‌مناقب خديجة بنت خويلد، وفاطمة وعائشة، وصفية، وسودة، وأسماء بنت أبي بكر، وأم حرام، وأم سليم، وهند بنت عتبة رضي الله تعالى عنهن

- ‌مناقب زينب ورقية وأم كلثوم بنات النبي صلى الله عليه وسلم،وأم سلمة وغيرهن من النساء، رضي الله عنهن

الفصل: ‌مناقب سلمان وأبي موسى، وعبد الله بن سلام، وابنه يوسف، وجرير، وجابر بن عبد الله، وأبيه، وأنس والبراء ابني مالك رضي الله عنهم

8864 -

أَبُو قَتَادَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ فِي سَفَرٍ فَعَطِشُوا فَانْطَلَقَ سَرْعَانُ النَّاسِ فَلَزِمْتُ صلى الله عليه وسلم تِلْكَ اللَّيْلَةَ. فَقَالَ: «حَفِظَكَ الله بِمَا حَفِظْتَ بِهِ نَبِيَّهُ» (1). لمسلم، وأبي داود وهو طرفٌ من حديث مر في المعجزات.

(1) مسلم (681)، وأبو داود (5228).

ص: 551

‌مناقب سلمان وأبي موسى، وعبد الله بن سلام، وابنه يوسف، وجرير، وجابر بن عبد الله، وأبيه، وأنس والبراء ابني مالك رضي الله عنهم

-

ص: 551

8865 -

أبو هريرة: «تَلَا النبيُّ صلى الله عليه وسلم {هَاأَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ الله

} [محمد: 38]. قَالُوا: َمَنْ يُسْتَبْدَل بنا فَضَرَبَ صلى الله عليه وسلم عَلَى مَنْكِبِ سَلْمَانَ ثُمَّ قَالَ هَذَا وَقَوْمُهُ (1)

(1) الترمذي (3260) وقال: حديث غريب وفي إسناده مقال وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2598).

ص: 551

(1) الترمذي (3261) وصححه الألباني في "صحيح الترمذي". وأصله في البخاري (4898).

ص: 552

8867 -

سلمان: أنا من رامهرمز (1).

(1) 3) البخاري (3947).

ص: 552

8868 -

وعنه: إنه تداوله بضعة عشر من رب إلى رب. هما للبخاري (1).

(1) البخاري (3946).

ص: 552

8869 -

وعنه: كنت رجلا من أصبهان من قرية يقال لها جي، وكان أبي دهقانها، وكنت أحب خلق الله إليه، واجتهدت في المجوسية، حتى كنت قطن النار الذي يوقدها، فأرسلني يوماً إلى ضيعته، فمررت بكنيسة النصارى، فدخلت عليهم، فلما رأيتهم أعجبتني صلاتهم، ورغبت في أمرهم، وقلت: هذا خير من الدين الذي نحن عليه، فما تركتهم حتى غربت الشمس، فقلت لهم: أين أصل هذا الدين؟ قالوا: بالشام، ثم رجعت إلى أبي فقال: أين كنت؟ فأخبرته، فقال: أي بني: ليس في ذلك الدين خير، دينك، ودين آبائك خير، قلت: كلا والله إنه لخير من ديننا فخافني فجعل في رجلي قيدًا وحبسني في بيته،

⦗ص: 553⦘

وبعثت إلى النصارى إذا قدم إليكم من الشام تجار أخبروني فأقبلوا عليهم فأخبروني فلما أرادوا الرجوع إلى بلادهم ألقيت الحديد من رجلي ثم خرجت معهم إلى الشام، فلما قدمتها قلت: من أفضل أهل هذا الدين؟ قالوا: الأسقف في الكنيسة، فجئته فقلت: إني رغبت في هذا الدين وأحببت أن أكون معك أخدمك وأتعلم منك، قال: ادخل، فدخلت معه، فكان رجل سوء يأمرهم بالصدقة، فإذا جمعوا له شيئًا اكتنزه ولم يعط المساكين، ثم مات فاجتمعوا ليدفنوه، فقلت لهم: إن هذا كان رجل سوء يأمركم بالصدقة وإذا جمعتهم له شيئًا اكتنزه، قالوا: وما علمك بذلك؟ قلت: أنا أدلكم على كنزه، فأريتهم موضعه، فاستخرجوا منه سبع قلال مملوءة ذهبًا وورقا، فلما رأوها قالوا: والله لا ندفنه، فصلبوه ثم رجموه بالحجارة، ثم جاءوا برجل آخر فجعلوه مكانه، فرأيته أفضل منه وأزهد في الدنيا فأحببته فأقمت معه زماناً، ثم حضرته الوفاةُ، فقلت له: إلى من توصيني، وما تأمرني؟ قال: لا أعلم اليوم أحدًا على ما كنت عليه إلا رجلا بالموصل، وهو فلان فالحق به، فلحقت به وأخبرته، فقال: أقم عندي فأقمت فوجدته خير رجل، فلما حضرته الوفاة قلت: إلى من توصيني وما تأمرني؟ قال الحق بفلان في نصيبين، فلحقت به فأخبرته فقال: أقم عندي فأقمت مع خير رجل، فلما حضرته الوفاة

⦗ص: 554⦘

قلت: إلى من توصيني وبما تأمرني؟ قال: فلان في عموريا فأتيته فأخبرته فقال أقم عندي فأقمت مع خير رجل واكتسبت حتى صارت لي بقيرات وغنيمة، فلما حضرته الوفاة قلت: إلى من توصيني وبما تأمرني؟ قال: يا بني والله ما أعلم أحدًا على ما كنا عليه، ولكن قد أظلك زمان نبي هو مبعوث بدين إبراهيم يخرج بأرض العرب، مهاجره إلى أرض نخل بين حرتين، يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة بين كتفيه خاتم النبوة، فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل، ثم مات، ومر بي نفر من كلب تجار، فقلت لهم: تحملوني إلى أرض العرب وأعطيكم بقيراتي وغنيمتي؟ قالوا: نعم، فأعطيتهم، فحملوني إلى وادي القرى فظلموني فباعوني، ثم ابتاعني رجل من بني فأقمت بها إلى أن هاجر النبي صلى الله عليه وسلم فأتيته بشيء عندي وهو بقباء فقلت له: هذه صدقة قريظة، فحملني إلى المدينة، فوالله ما هو إلى أن رأيتها عرفتها بصفة صاحبي، فقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه: كلوا وأمسك يده، فقلت في نفسي: هذه واحدة،

⦗ص: 555⦘

ثم انصرفت فجمعت شيئًا وتحول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فجئته، فقلت: هذه هدية أكرمتك بها فأكل منها، فقلت في نفسي: هذه اثنتان، ثم جئته وهو بالبقيع جالس في أصحابه فسلمت عليه، ثم استدرت إلى ظهره هل أرى الخاتم، فلما رآني عرف، فألقى رداءه عن ظهره فنظرت إلى الخاتم فانكببت عليه أقبله وأبكي، فقال لي: تحول فتحولت فقصصت عليه حديثي فأعجبه صلى الله عليه وسلم أن يسمع ذلك أصحابه، ثم شغلني الرق حتى فاتني بدر وأحد، ثم قال لي صلى الله عليه وسلم «كاتب» ، فكاتبت على ثلاثمائة نخلة أحييها له، وبأربعين أوقية، فقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه «أعينوا أخاكم» .

⦗ص: 556⦘

فأعانوني، فجمعوا لي ثلاثمائة ودية، ففقرت لها، فخرج صلى الله عليه وسلم معي فجعلنا نقرب إليه الودي ويضعه بيده، فما مات منها ودية، ثم أتي صلى الله عليه وسلم بمثل بيضة دجاجة من ذهب من بعض المعادن، فقال: ما فعل الفارسي المكاتب؟ فدعيت له، قال «خذ هذه فأدّ بها ما عليك». قلت: وأين تقع هذه يا رسول الله مما علي؟ قال: «إن الله سيؤدي بها عنك» ،فوزنت لهم منها أربعين أوقية وعتقت، فشهدت معه صلى الله عليه وسلم الخندق، ثم لم يفتني معه مشهد» (1). لأحمد والكبير والبزار مطولاً.

(1) أحمد (5/ 441) والبزار كما في " كشف الأستار "(2726)، والطبراني (6/ 222/ 6065) وقال الهيثمي (9/ 332 ـ 336): إسناد هذه الرواية. عند أحمد والطبراني، رجالهما رجال الصحيح غير محمد بن إسحاق، وقد صرح بالسماع، وصححه الألباني في " صحيح السيرة "(62).

ص: 552

(1) مسلم (793)، والنسائي (2/ 180).

ص: 556

8871 -

قيس بن عباد: قَالَ كُنْتُ جالسًا في مسجد المدينة فِي نَاسٍ فِيهِمْ بَعْضُ الصحابة فَجَاءَ رَجُلٌ فِي وَجْهِهِ أَثَرٌ مِنْ خُشُوعٍ، فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ: هَذَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ َتَجَوَّزُ فِيهِمَا ثُمَّ خَرَجَ فَاتَّبَعْتُهُ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ وَدَخَلْتُ فَتَحَدَّثْنَا فَلَمَّا اسْتَأْنَسَ قُلْتُ: إِنَّكَ لَمَّا دَخَلْتَ قَالَ رَجُلٌ: كَذَا وَكَذَا قَالَ: سُبْحَانَ الله مَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ مَا لَا يَعْلَمُ وَسَأُحَدِّثُكَ لِمَ ذَاكَ: رَأَيْتُ رُؤْيَا عَلَى عَهْدِ النبي صلى الله عليه وسلم رَأَيْتُنِي فِي رَوْضَةٍ ذَكَرَ سَعَتَهَا وَعُشْبَهَا وَخُضْرَتَهَا وَوَسْطَ الرَّوْضَةِ عَمُودٌ مِنْ حَدِيدٍ أَسْفَلُهُ فِي الْأَرْضِ وَأَعْلَاهُ فِي السَّمَاءِ فِي أَعْلَاهُ عُرْوَةٌ فَقِيلَ لِي: ارْقَهْ فَقُلْتُ: لَا أَسْتَطِيعُ فَجَاءَنِي وصيفٌ فقَالَ بثيابي من خلفي وصف أنه رفعه من خلف بيده، فرقيت حتى كنت في أعلى العمود، فأخذت بالعروة، فقيل لي: استمسك، لقد استيقظت وإنها لفي يدي، فقصصتها على النبي صلى الله عليه وسلم فقال:«تلك الروضة الإسلام، وذلك العمود عمود الإسلام، وتلك العروة عروة الوثقي، وأنت على الإسلام حتى تموت، والرجل عبد الله بن سلام» . (1).

(1) البخاري (3813)، ومسلم (2484).

ص: 556

8872 -

وفي رواية: قال: بينا أنا نائم إذ أتاني رجل، فقال لي: قم، فأخذ بيدي فانطلقت معه، فإذا أنا بجواد على شمالي فأخذت لآخذ فيها فقال لي: لا تأخذ فيها فإنها طرق أصحاب الشمال، وإذا جواد منهج على يميني، فقال لي: خذ هاهنا، فأتى بي جبلاً فقال لي: اصعد، فجعلت إذا أردت أن أصعد خررت على استي، حتى فعلتُ ذلك مرارًا، ثم انطلق بي حتى أتى بي عمودًا رأسه في السماء، وأسفله في الأرض في أعلاه حلقة، فقال لي: اصعد فوق هذا، قلت: كيف أصعد هذا ورأسه في السماء، فأخذ بيدي فزجل بي فإذا أنا متعلق بالحلقة، ثم ضرب العمود فخر وبقيت متعلقًا بالحلقة، حتى أصبحت فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقصصتها عليه، فقال:«أما الطرق التي رأيت عن يسارك فهي طرق أصحاب الشمال، وأما الطرق التي عن يمينك فهي طرق أصحاب اليمين، وأما الجبل فهو منزل الشهداء ولن تناله، وأما العمود فهو عمود الإسلام، وأما العروة، فهي عروة الإسلام، ولن تزال متمسكًا بها حتى تموت» . للشيخين (1).

(1) مسلم (2484)

ص: 557

8873 -

سعد: أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بقصعة فأكل منها ففضلت فضلة فقال: «يجيء رجل من هذا الفج من أهل الجنة يأكل هذه الفضلة» : فجاء عبد الله بن سلام فأكلها لأحمد والموصلي والبزار بلين (1).

(1) أحمد (1/ 169)، والبزار كما في كشف الأستار (2712)، وأبو يعلى (2/ 98 / 754) وقال الهيثمي (9/ 326): فيه عاصم بن بهدلة وفيه خلاف وبقية رجاله رجال الصحيح.

ص: 557

8874 -

يوسف بن عبد الله بن سلام: قال: أجلسني النبي صلى الله عليه وسلم في حجره ومسح على رأسي وسماني يوسف. لأحمد والكبير وزاد: ودعا لي بالبركة (1).

(1) أحمد (4/ 35) والطبراني (22/ 285) وقال الهيثمي (9/ 326 ـ 327): رواه أحمد بأسانيد ورجال إسنادين منها ثقات.

ص: 557

8875 -

جرير بن عبد الله: ما حجبني رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت وما رآني إلا تبسم في وجهي (1).

(1) البخاري (3035)، ومسلم (2475)، والترمذي (3821).

ص: 558

8876 -

وفي رواية: ولقد شكوت إليه أني لا أثبت على الخيل فضرب بيده في صدري فقال: اللهم ثبته واجعله هاديًا مهديًّا. للشيخين والترمذي (1).

(1) البخاري (3036، ومسلم (2475)

ص: 558

8877 -

جابر قال: لقد استغفر لي رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة البعير خمسًا وعشرين مرة (1).

(1) الترمذي (3852) وقال: حسن صحيح وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (806).

ص: 558

8878 -

وعنه: «لقيني النبي صلى الله عليه وسلم وأنا مهتم «ما لي أراك منكسرًا؟» فقلت: استشهد أبي يوم أحد وترك عيالًا ودينًا، فقال:«ألا أبشرك بما لقى الله به أباك» قلت: بلى. قال: «ما كلم الله أحد قط إلا من وراء حجاب، وإنه أحيى أباك فكلمه كفاحًا فقال: يا عبدي تمن علي أعطك، قال: يا رب: تحييني فأقتل ثانية، قال سبحانه: قد سبق مني أنهم لا يرجعون، فنزلت {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ الله أَمْوَاتاً}

[آل عمران 169] الآية. هما للترمذي (1).

(1) الترمذي (3010)، وقال: حسن غريب. وحسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي (2408)، وأخرجه ابن ماجه (2800).

ص: 558

8879 -

وعنه: غزوت مع النبي صلى الله عليه وسلم تسع عشرة غزوة ولم أشهد بدرًا ولا أحدًا منعني أبي، فلما قتل عبد الله يوم أحد لم أتخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم. لمسلم (1).

(1) مسلم (1813).

ص: 558

8880 -

أنس: دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أم سليم، فأتته بتمر وسمن فقال:«أعيدوا سمنكم في سقائه وتمركم في وعائه» ، ثم قام إلى ناحية البيت فصلى غير المكتوبة فدعا لأم سليم وأهل بيتها، فقالت أم سليم: يا رسول الله إن لي خويصة، قال: ما هي؟ قالت: خادمك أنس، فما ترك لي خيرًا دنيا ولا آخرة إلا دعا به؛ اللهم ارزقه مالًا وولدًا وبارك له؛ فإني لمن أكثر الأنصار

⦗ص: 559⦘

مالًا، وحدثتني ابنتي أمينة أنه دفن لصلبي إلى مقدم الحجاج البصرة، بضع وعشرون ومائة. للشيخين (1).

(1) البخاري (1982)، ومسلم (2481).

ص: 558